أنشأ هذا الملف في فبراير 2004، ساعة
الإعلان عن مرض الفنان أحمد زكي وكان تحت عنوان (عن أحمد
زكي).. ومن ثم تواصل تغذية الملف بالمواد حتى وفاته في
مارس 2005
والمادة الصحفية التي في الإسفل هي ما كتب
عن الفنان قبل وفاته منذ إعلان خبر مرضه
والمادة الصحفية التي في الأعلى هي ما كتب
عنه بعد وفاته في مارس 205
نجمنا أحمد زكي.. هذا الفنان المثابر من
رأسه إلى أخمص قدميه.. عشنا معه صعوده إلى القمة منذ بدء
في السبعينات.. ومتعتنا كانت حقيقية بتلك الأدوار
والشخصيات المتميزة التي قدمها خلال مشواره السينمائي
الطويل. شخصيات كثيرة متنوعة شاهدناها من خلاله.. لم نتخيل
أي ممثل آخر يؤديها غيره. خصوصاً تلك الشخصيات الشعبية
العادية التي يمكن أن نشاهدها يومياً في حياتنا.. شخصيات
من الواقع الذي نتعاطى معه يومياً في الطريق.. في المركبات
العامة، وبقية الأماكن التي يتردد عليها الناس. تألق أحمد
زكي في هذه النوعية من الشخصيات.. شخصيات من الطبقة
الفقيرة، البعيدة عن شخصية الأفندي التركي، وراح في كل مرة
يقدم وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل، واحتفظ بميزة
التعبير عن نموذج الإنسان الشعبي. خصوصاً بعد أن تغيرت
نوعية المتلقي، وأصبحت غالبيته من الكادحين، الذين يرون
أنفسهم في احمد زكي.. الفتى الأسمر الذي لا يعتني بملبسه
ولا يذهب إلى الكوافير لفرد شعره الأشعث المجعد.
اعتقد جازماً.. بأن النجم الأسمر أحمد زكي،
يستحق بجدارة لقب نجم الثمانينات والتسعينات، بل نجم
مستقبل السينما المصرية أيضاً. فنحن أمام فنان مجتهد جداً،
يهتم كثيراً بالكيف على حساب الكم، يلفت الأنظار مع كل دور
جديد يقدمه، وأعماله تشهد له بذلك، منذ أول بطولة له في
فيلم شفيقة ومتولي وحتى الآن، مروراً بأفلام إسكندرية ليه،
الباطنية، طائر على الطريق، العوامة 70، عيون لا تنام،
النمر الأسود، موعد على العشاء، البريء، زوجة رجل مهم..
والعديد من الأفلام والشخصيات التي حققت نجاحات كبيرة على
مستوى الجماهير والنقاد على السواء.
هذا المشوار الطويل من الأداء التمثيلي
الخلاق، جاء بعد معاناة، ومن خلال طريق صعب ومليء
بالإحباطات والنجاحات.. طريق قطعه أحمد زكي حتى يصل إلى ما
وصل إليه من شهرة واحترام جماهيري منقطع النظير، جعله
يتربع على قمة النجومية. حصد العديد من الجوائز المحلية
والدولية، واحتكر جوائز أفضل ممثل مصري لعدة أعوام
متلاحقة.
كل هذا جاء، بعد أن شعر أحمد زكي بأنه يريد
أن يهرب من وحدته بأي طريقة، بل كان يريد أن يهرب من حزن
عينيه حين كره كلمة يتيم.. لذا لم يجد سوى بيوت الأصدقاء
ليحاول أن يضحك.. حتى ظن الطفل الطري العود أنه كبر قبل
الأوان.
ذكر أحمد زكي ـ ذات مرة ـ بأنه لم يضحك بما
فيه الكفاية، ولم يبك بما فيه الكفاية.. لكنه صمت بما فيه
الكفاية.. وحين أراد أن يهرب إلى الكلام، وجد في التمثيل
متنفسه، فالتحق بعالمه يوم كان يكمل دراسته الثانوية.
هذا النجم الأسطورة.. يأخذنا اليوم معه،
إلى متاهات المرض والخوف.. متحدياً بذلك كل وصفات الأطباء
في العالم، فشفائه هو بالتمثيل، والكنز الذي يختزنه في
خلاياه البلورية المليئة بالكثير من المشاعر والأحاسيس.
فمازال في جعبته الكثير من المشاريع الفنية التي تنتظره..
حسب ما ذكر من أخبار متلاحقة عن حالة أحمد زكي المرضية.
فليكن الله في عوننا.. قبل أن يكون في عون
أحمد زكي.. فنحن ما زلنا عطاشا إلى عطاء هذا الفنان وأداؤه
الخلاق.. دعواتنا الصادقة من القلب بشفائه العاجل.. ورجوعه
إلى واحة الفن والإبداع.