6
أكتوبر .. السينما والحرب
.. ونعود للاحتفاء بيوم عربي مجيد .. الـسادس من أكتوبر
وحوله نقول الكثير .. فرغم مرور 41 عاماً على حرب (اكتوبر) 1973
فإن السینما المصریة والعربیة لم تقدم حتى الآن افلاماً في مستوى هذا الحدث
الذي یمثل أول انتصار عسكري للعرب ضد اسرائیل التي اصیبت بزلزال شامل أصاب
مؤسساتها العسكریة، ثم امتد إلى بنيانها السیاسي والاقتصادي وأصاب كذلك الكیان
النفسي لشعبها وهو العنصر الرئيسي الذي اعتمدت عليه الصهيونية في صراعها الطويل
ضد العرب..
ورغم هذا الإنجاز الساحق فإن السينما بالقطع لم تنجح في تأريخ
حرب اكتوبر بالشكل المرجو فيه، ومع أننا نمتلك حتى وقتنا هذا أكثر من فيلم مصري
وسوري يتناول الحرب أو يلامسها من بعيد إلا أن الفيلم الجامع والمانع والذي يعد
وثيقة فعلا لحرب أكتوبر لم يتم تقديمه حتى الآن ، وللأسف أصبح تنفيذه يزداد
صعوبة على مر السنين لأن تكلفته أصبحت كبيرة جدا، خاصة أن شكل الملابس والأسلحة
التي كان يتم استعمالها من قبل لم تعد موجودة وذلك سيتطلب إعادة تصنيعها مرة
أخرى مما سيزيد من صعوبة إنتاج الفيلم.
وفي كل الاحوال، ولأن الحرب تاریخ والتاریخ یجب أن یدّون حتى
یكون نبراساً للأجیال المقبلة، ترى من خلاله مدى المعاناة التي عاشتها الأجيال
السابقة لتسعد وتحقق العزة والكرامه، فإننا نقدم هذا الملف الذي نستعرض من
خلاله علاقة السينما بالحرب عربيا وعالميا، لنؤكد أن الأفلام الحربية التي تم
عرضها على مستوى العالم جميعها حققت نجاحا كبيرا، لأن الحرب في الأساس دراما
إنسانية تبرز أنبل ما في الإنسان ويمكن أن تبرز أسوأ ما فيه أيضا، كما أن هذه
الأفلام من الممكن أن تحقق نجاحا كبيرا إذا تمكنت من استثارة الروح الوطنية
للمشاهد، والتي التهبت مؤخرا وأصبحت جاهزة لتقبل مثل هذه النوعية من الاعمال.
ومع الذكرى الـ41 لليوم المشهود السادس من أكتوبر الذي شهد
انطلاقة حرب أكتوبر المجيدة، تقدم "سينماتوغراف" هذا الملف حول السينما العربية
الروائية والوثائقية وترصد تعاملها مع حرب العبور، وأيضا عن سينما الحرب وأفلام
المعارك في صناعة السينما العالمية.
وندخل معا إلى قلب الحدث ... مع دقات الساعة الحاسمة ...
الثانية بعد الظهر .. بتوقيت القاهرة .. بدأت المعارك على
الجبهات العربية، وفي ذات التوقيت نبدأ عرض ملفنا على صفحات "سينماتوغراف"..
فكونوا معنا لنحتفي في فخر بأعز أيام تاريخنا المعاصر. "سينماتوغراف" |