بعد
عشر سنواتٍ من الغياب، قضاها في لندن للدراسة, يعود (ديفداس) إلى قريته،
ويلتقي مع (بارو)، لتحيّا من جديدٍ قصة حبّهما التي بدأت أيام الطفولة، ولم
تكن سنوات البعاد بالنسبة لهما أكثر من قوسيّن في حياتهما .
ولكن،
في الهند بداية القرن العشرين، تمتلك الاختلافات الطبقية، والفوارق
الاجتماعية سطوةً أكثر من العشق الأصيل لمحبيّن .
وللثأر
من العار الذي لحق بالأمّ، فإنها تُزوج ابنتها (بارو) من نبيلٍ ثريٍّ،
وأكبر منها بسنواتٍ كثيرة.
وتبدأ
معاناة (ديفداس)، يغوص في الشراب، ويجد له ملجأً في بيت عاهرةٍ أسطورية
الجمال .
بين
امرأة لن يستطيع أبداً التوقف عن حبّها، وأُخرى يمنعه كلّ شيئٍ عن حبّها،
فإنّ أبواب السعادة سوف تُقفل في وجهه إلى الأبد .
إنها
قصة رجلٍ يضحي بحياته من أجل الحبّ، وقصة حبٍّ يتخطّى كلّ ما تبقى، حتى
الحياة نفسها.
**********
(ديفداس)،
هو الابن الأصغر لـ(نارايان موهرجي) أحد المالكين الكبار، لقد وُلد في
عالمٍ يعتبر المال فيه هو السلطة الكُبرى، وبروحه المُتمردّة، يتسكّع
دائماً وسط المزارع الجميلة الفخمة لقريته (تل سونابور)، ما يُعرّضه
للعقاب، ضربات السوط غالباً، ويجعله عناده يقبلها بدون أن يتفوّه بكلمةٍ
واحدة .
(ديفداس)،
هو هكذا، لا يُظهر أبداً آلامه، وإنّ كان هناك شخصاً يحميه، ويداويه من
جراحاته، فهي رفيقة طفولته ولعبه، الحلوة (بارو) .
عندما
يمزح معها، تدور في ذهنه فكرة واحدة : (بارو) لا تخصّ أحداً سواه، إنها
طفولة مُتفردّة، كانا يعتقدا بأنهما الوحيدان في هذا العالم، ويتجاهلا بذور
العشق التي زُرعت في أعماقهما .
ينتهي
الحلم بسرعة، ويعتقد الكبار بأنّ مستقبل (ديفداس) سوف يكون أكثر بريقاً
فيما لو سافر إلى (لندن) للدراسة .
لقد
كُتب على (بارو) و(ديفداس) بأن يفترقا، وسوف يحرّر هذا الفراق أنهاراً من
الدموع، تلك التي تذرفها (بارو)، وتلك التي يمنعها (ديفداس) من التدّفق،
ومع ذلك، في كلّ يومٍ يمضي،.... فإنهما يلتقيّان في أفكارهما، ذكرياتهما،
وأحلامهما .
ولكن
هذا ليس كافياً، (بارو) التي لا تحلف بغير (ديفداس)، تجد صمت وجودها يصمّ
آذانها، والظلمة تعمي أبصارها، وهي منذ سفره تحافظ على إضاءة مصباحٍ زيتيٍّ
ترمز للعودة السريعة لعاشقٍ محبوب .
عشر
سنواتٍ طويلة تمضي، ويعود (ديفداس)، شابٌ جميلٌ، وأنيق، وفي الوقت الذي لم
تتوقف (بارو) عن حبّ (ديفداس)، أصبحت الفوارق بينهما شاسعة جداً، ولكنهما
لا يعيرانها إهتماماً.
في
البداية، لا يصدق (ديفداس) بأنّ رفيقة طفولته قد أصبحت شابةً جميلةً جداً،
بنظراتٍ آخاذة، إنه يغار عليها من نحلةٍ صغيرةٍ تحوم حولها، ويعتقد بأنها
دخيلة .
تقترح
والدة (بارو) بأن تجمعها مع (ديفداس) بروابط العلاقات المقدّسة للزواج،
ولكنّ الأب (نارايان موخرجي) يرفض بعجرفة، يقارن بتعابيرٍ فظّة الفوارق
الاجتماعية بين العائلتين .
(بارو)
قلقةٌ جداً، تلجأ في عتمة الليل، وتفتح قلبها للحبيب (ديفداس)، الرجل
الوحيد الذي لم تحبّ سواه، وهو عاجزٌ عن فهم هذا الألم الفظيع الذي يراه في
نظراتها، وينعكس إلى قلبه .
لقد
حاول كلّ شيئٍ ليمنح شرعيةً لحبّه، ولكن، أصبح رفض الأبّ وتصلبه عقبةً في
طريقه .
عاجزٌ
عن المقاومة، يبتعد (ديفداس) بصمت، وبدون أن يلتقي بـ(بارو) .
ومن
بعيد، يكتب لها رسالةً مُنفرة طالباً منها المستحيل : أن تنساه !
ولكنه
يُحاذر أن يطلب من نفسه نسيانها .
لقد
كانت خطوة مليئة بالعواقب، لأنه يمنع اتحاداً تريد السماوات أن تُباركه.
يفهم (ديفداس)
متأخراً حجم فعلته، يحاول أن يلتقي (بارو)، ولكنها شعرت بإهانةٍ كبيرة،
فترفض عودته بلا رحمة، لأنه تركها تقع، ويفترقا من جديد، ...وقبل ذلك،
يُزيّن جبينها بجرحٍ يُذكّرها به طيلة حياتها، وسوف تصبح هذه العلامة
الرابط الوحيد الذي يجمعهما، وبينما يفترق الواحد عن الآخر، تشعر (بارو)
بتعاسةٍ فظيعة .
هذه
المرّة، يسلك الفُراق دروباً مؤلمة، (بارو) بقلبها المُحطّم تتزوج (بوفان
شودرايّ)، رجلٌ ثريٌّ، وأكبر منها سناً، ولأنه بدوره أحب زوجته الأولى
المُتوفاة، يطلب من (بارو) بأن تكون علاقتهما عفيفةً, وطاهرة .
يعيش (ديفداس)
وحدته، يعصره القلق، الإحباط، تأنيب الضمير،... والكحول، ويجد بعض المواساة
بين ذراعيّ (شاندراموكي)،... عاهرةٌ فائقة الجمال، يحيط بها الكثير من
المُعجبين .
إنها
تقع في حبّه من اللحظات الأولى، وهو لا يستطيع أن يبادلها مشاعرها، لأن (بارو)
عشقه الوحيد، ومع ذلك، يشعر (ديفداس) بالانجذاب نحو هذه المرأة التي لا
تطلب منه شيئاً .
تتكون
بينهما علاقةٌ متفردّة، إنه يستطيع أن يتقاسم معها ما لم يعدّ يتجرأ أن
يتقاسمه مع نفسه .
لقد
بدأ يرى الأشياء حوله ضبابية بسبب الدموع التي سالت لفراق المحبوبة، ويحمل
كتفاه العبء الثقيل لحبّه الظامئ .
يزداد
عشق (شاندراموكي) للرجل الذي يمتلك قدرةً على الحبّ لا يشبهه أحد أبداً، لا
يهمّها بأن لا يُبادلها نفس المشاعر .
تبدو
زينة (شاندراموكي) وكأنها فقدت بريقها, ولمعانها، والقصر بأعمدته الملونة،
وأرضياته التي تعكس صورة من يمشي فوقها، وكأنها فقدت عظمتها، وبدلاً من
هذا، هي مشدودة لطهارة النهر المقدس، (الغانغ) المُحاذي لمسكنها، لأنه
يُذكّرها بالعلاقة الطاهرة التي تتشارك بها مع (ديفداس)، وهذا يمنحها
القدرة بأن تتنحى عن هذا العالم....
من
جهتها، تؤدي (بارو) واجباتها اليومية بصدقٍ، وتكسب محبة الجميع بفضل كرمها،
وحنانها.
ولكن،
لماذا تشعر بأنها ضائعة بين الجدران الملونة لمسكنها الرائع؟
لماذا
لا ينطفئ لهب مصباحها الزيتيّ؟
إنها
لا تستطيع نسيان (ديفداس) يوماً واحداً، دقيقةً واحدة، ثانيةً واحدة .
يعيش (ديفداس)
قدراً غريباً، تحبه امرأتان بقوة، ولكنهما ليستا من نصيبه، واحدة لا يستطيع
أبداً أن يحبها، وأخرى لن يستطيع أبداً التوقف عن حبّها .
وحيدٌ،
بلا هدف، لا يكفيه الشراب حتى الثمالة كي ينسى .
تجد
الحكاية المقدّسة لـ (رادّا، كريشنا، وميرا) صدىً لها في قصة (ديفداس، بارو،
وشاندراموكي)، هنا، حيث الحبّ يعني العطاء، بدون انتظار مقابل.
الحياة
تمنح (ديفداس) و(بارو) فرصة اللقاء مرةً أخرى، ولا يستطيع الواحد أن ينسى
الآخر، العشق أكبر من أيّ وقتٍ مضى، ولكن بدون جدوى...
تفرض
أعراف المجتمع تهديدها، ويبدو (ديفداس) خاسراً، مُحطّماً، ثملاً،..
(بارو)
متأثرةً، ترجوه أن يتوقف عن الشراب، .....ولكن، كيف يستطيع ذلك ؟ الكحول
يساعده على نسيان كلّ شيئ، ومع ذلك، يعدها بأن يلقاها قبل أن يموت .
لن
يتأخر ذلك اليوم، وبينما يشعر (ديفداس) باقتراب نهايته، تكبر رغبته بلقاء (بارو)
أكثر وأكثر، مثل رجلٍ ظمآن يبحث عن قطرة ماء، ولم يعد في رأسه غير فكرة
واحدة، لقاء (بارو) للمرة الأخيرة .
في
لحظاته الأخيرة، يقاوم حتى يصل إلى مسكنها، ولكنّ رغبته الأخيرة تبقى
ورعة,ً وتقيّة .
وبينما
تنغلق بوابات مسكن (بارو) الواحدة بعد الأخرى مع صيحات الزوج الغاضب، تنفتح
أبواب السماء، وتستقبل روح (ديفداس) .
لا يرى
(ديفداس) إطلالات الصباح الأولى، ولكن، بالنسبة لـ(بارو)، لن تشرق الشمس
بعد اليوم،... وسوف ينطفئ مصباح الزيت إلى الأبد .
لقد
أصبح حبّاً خالداً، حتى لو مات،...
واحتفت
السماوات باتحادهما، حتى ولو تحطّم،......
وظهر
إلى الدنيا بطلاً جديداً، حتى ولو خسر المعركة .
(ديفداس) اسمٌ حاضرٌ في
كلّ القلوب
تمتلك
الميثولوجيّا الهندية في عالمها بريقاً لا يُقارن، اكتسبته من خلال
المُتعبّد الصوفيّ (كريشنا)، العشيق الأبديّ .
ويعكس
الحبّ الربانيّ بين (كريشنا) و(رادا) هالةً سحرية، لأنّه اتحادٌ بلا اسم،
ماعدا الحبّ، في قوته, وصفائه .
نحن
نبتهج أيضاً بالعلاقة النزيهة بين (كريشنا) و(ميرا)، واحدةٌ من أتباعه، حيث
يُعتبر عشقها لـ(كريشنا) بمثابة نمط حياة .
(كريشنا)، (رادا)، و(ميرا)، هم خلاصة الحبّ، وجوهره .
حكاية
الحبٍّ الصافية هذه، بُعثت من جديدٍ في عام 1917، عندما كتب الشاب (سارات
شاندرا شاتوباديايّ) قصة (ديفداس) التي أصبحت خالدةً بفضل نجاحها المُنقطع
النظير, وأصبحت الرواية الأكثر تداولاً في الهند، لأنّ حكاية الحبّ
المُبتسرة هذه، والمُحطّمة للذات تلمس الأعماق.
يتماهى
الرجال, والنساء معها، البعض مع قصة رجلٍ لا يجد الحبّ، ويأمل آخرون بأن
يحبّوا مثل (ديفداس)، وترغب بعض النساء بأن تصبحن محبوباتٍ كما حال (ديفداس),
وعشقه لـ(بارو)، وتتمنى أخرياتٍ العثور على (ديفداس) ليعشقنه، مثل (شاندراموكي)
.
كان من
غير الممكن أن لا نُقارن قصة (ديفداس)، (بارو)، و(شاندراموكي) مع قصة
(كريشنا)، (رادا)، و(ميرا) .
وليس
من الغريب بأنّها أغرت المخرجين، كان الاقتباس الأول فيلماً صامتاً أُنتج
في عام 1928، تبعه تسعة أفلامٍ أخرى بلغاتٍ متعددة، منها اثنان بالهنديّة .
P. C.
Barua
الذي جسّد الدور عام 1935 في نسخةٍ بنغالية، أخرج بدوره (ديفداس) الأول
بالهندية .
كانت
علاقة
P. C.
Barua
مع شخصية (ديفداس) (مرضية) بشكلٍ غريب، يقول وقتذاك :
ـ كان
(ديفداس) في داخلي قبل أن أُولد، لقد خلقته في كلّ لحظةٍ من حياتي، حتى قبل
أن أقدمه على الشاشة .
ومع
ذلك، يقرر بأن يمنح دور (ديفداس) لممثلٍ/مغني هو >K.L.Saigal<
في نسخته الهندية، وكان يجهل بأنه في طريقه لتأسيس أيقونة، مع طبعه الحالم،
خصلات شعره المُتطايرة، وصوته المشحون بإحساسٍ مميّز، لقد وصل >K.L.Saigal<
قمماً لا تُضاهى، ومنح الحياة لشخصية (ديفداس) بطريقةٍ مؤثرة .
في عام
1955، صوّر المخرج (بيمال رويّ) نسخةً من (ديفداس)، وجسّد (ديليب كومار)
دور العشيق النبيل، وعلى الرغم من التعبير المُحطّم لـ>K.L.Saigal<،
فقد ذاع صيت (ديليب كومار) كثيراً مع تمثيله الاستثنائيّ، حيث يُظهر
معاناةً داخلية، وكان عليه أن يتحول إلى أدوارٍ معاكسة تماماً، كي يتخلص من
الشحنة التراجيدية لـ(ديفداس) التي لمست مشاعره الأكثر حميميةً.
في تلك
الفترة، كان (ديفداس) اسماً حاضراً في قلوب الجميع.
أشار
(إيريك بارنو) و(س0كريشناسوامي) في كتابهما حول السينما الهندية :
ـ إنّ
جيلاً كاملاً بكى ديفداس.
لقد
كبر كلّ هنديٍّ، وتعاطف مع قصة (ديفداس)، وتخطّت الشخصية قيمة (روميو)،
وظهر (ديفداس) كبطلٍ وطنيّ .
(رينكي
باتاشاريا) ابنة (بيمال رويّ)، منحت وجهة نظرٍ لا تُقدر بثمن، عندما قالت :
ـ بطل
السينما الهندية أُدخل - ربما- عن طريق البطل- الضدّ الأشهر لكلّ العصور:
ديفداس
يُقال
أيضاً :
ـ بأنّ
شخصية (ديفداس) أصبحت نقطة مرجعٍ منهجية للسينما الهندية.
شخصيات
كثيرة منسوخة عن (ديفداس) إزدهرت في الأفلام الهندية التي تبعته، وحققت في
كلّ مرة التعاطف نفسه .
لقد
تخطّت قصة هذا العشيق المُهمل حواجز الطبقات، والفوارق الاجتماعية، ووجدت
لها صدىً في كلّ جزء من أجزاء المجتمع .
لقد
وصل تأثير هذه الشخصية إلى الحدّ بأن أيّ عاشقٍ يتألم من حبًّ مُتعثر، أصبح
يُسمى مباشرة (ديفداس).
لقد
كُتبت قصة (ديفداس) منذ قرنٍ من الزمان تقريباً، وفي هذا العالم، حيث تنمحي
الذكريات، وتتغير الأذواق دائماً، ولكن,ّ جاذبية (ديفداس) بقيت كما هي .
وقد
حلم الكثير من الممثلين بتجسيد هذه الشخصية المُتفردّة، وطمح المخرجون بأن
يخرجوا مرةً أخرى اسطورة (ديفداس) .
حلم
واحدٍ منهم أصبح حقيقةً، (سانجايّ ليلا بانسالي) الذي منح الحرية لرغبته
بأن ينقل (ديفداس) إلى الشاشة في نسخةٍ هندية، 47 سنة بعد الاقتباس الأول .
يمتلك
(ديفداس) شيئاً جديداً في كلّ مرة يُنقل على الشاشة، وقد منح (سانجايّ ليلا
بانسالي) فيلمه كثيراً من العظمة البصرية، والعاطفية .
وبقيت
قصة هذا الحبّ الخالد دائماً على قيّد الحياة .
ملاحظات المخرج
من بين
الذكريات العديدة الواضحة جداً من طفولتي، أتذكّر أبي (نافين) يشجعني
لمشاهدة
Mughal-e-Azam،
وسماع
Bade
Gulam Ali،
والاستمتاع بموهبة (أمير خان صاحب).
إنه هو
الذي جذبني نحو هذا العالم الكلاسيكيّ، الفخم، والباذخ، كان في داخلي رغبةً
قويةً بإنجاز فيلمٍ يصور هذا العالم الذي أحبه كثيراً.
عالمٌ،
تعلمت نفسي بأن أحبه، وأنا أكبر، وقد قدم لي (ديفداس) هذه الفرصة لأسباب
عديدة .
لم يكن
(ديفداس) القصة الأكثر شعبيةً فحسب، ولكنها جذبت معها حركةً وطنيةً في
الأدب الهنديّ، دخلت كلّ قلب ....، بدون أيّ استثناء، كانت القصة في رأسي
دائماً، هناك الكثير من الأشياء التي تهزني في شخصية (ديفداس)، إنها مفارقة
رجل، كما الطفل، محبوب,ٌ ومتمرّد، يريد أن يحبّ، ويكون محبوباً بشدّة،
ولكنه لا يستطيع التعبير عن أحاسيسه، إنه يفعل دائماً عكس ما يجب أن يفعل،
ولكنه صافي القلب، وغامض .
إنه
يحبّ عندما يكون سعيداً، ويحبّ عندما يتألم, وفي قدرته على أن يحبّ،
ويتألم، أرى فيه امتداداً لشخصية (فانراجي) في فيلمي السابق >Hum
Dil De Chuke Sanam<،
في الحقيقة، أعتقد صدقاً بأنّ (نزعة) طفلٍ يحطم نفسه، في حالة غضب، وبحاجة
كبيرة للحبّ، موجودة في كلّ رجل، وبشكلٍ خاصّ عند الرجال الهنود، وحتى
اليوم أيضاً، هناك (ديفداس) في كلّ شارع .
بالمقابل، تمتلك شخصيتا (بارو) و(شاندراموكي) ميزةًً خاصة جداً، روحاً
قوية، وقلباً حنوناً، إنهما امرأتان كريمتان في حبهما، تفكران بقلبهما،
وليس بعقلهما، حتى وإن خسرتا في الحياة، لا تخسرا أبداً إيمانهما بالإله، (ديفداس)
قصةٌ بسيطةٌ تمتلك روحاً كبيرة، وقد شعرتُ بأنه فيلمٌ يجب أن يُنجز مرةً
أخرى، مع بعض الثراء, والوفرة، وفخامة تمنح الاعتبار لموضوعه، وشخصياته.
كنت
أعرف بأنّ تقديم شخصياتٍ معروفة سابقاً، سوف يكون ذلك تحدياً مُغريّاً
بالنسبة لي كمخرج.
إنه
فيلمٌ تحتل فيه الموسيقى والرقص مكانةً مهمّة جداً، كان لديّ الفرصة بأن
أُظهر على راحتي بعض الرقصات التي تعلمتها، وأخرى أُعجبت بها .
في
الحقيقة، لقد عوّض (ديفداس) عن رغبتي بعمل فيلمٍ يرتكز على الأدب، مع
جاذبية عالمٍ كلاسيكيّ .
ولإعادة خلق تقاليد قديمة، نمط حياة، وثقافة ما، حاولنا بأن لا نخدع روح
الرواية .
ويعتبر
الفيلم بمثابة تكريمٍ لقصةٍ عظيمة، تتخطى الحبّ الجسديّ، وتجعل من المشاعر
بطلتها، إنها تجسيد لكتابٍ لافتٍ لـ(سارات شاندرا شاتوباديايّ).
ولكن،
من دون أدنى شكٍ، هناك رؤيتي الشخصية أيضاً .
البطاقة التعريفية، والفنية للفيلم :
(ديفداس)،
إنتاج الهند-3ساعات، ملون .
الأدوار الرئيسية : شاروخ خان(ديفداس) - أيشواريا رايّ (بارو) - مادوري
ديكسيت (شاندراموكي) .
المخرج
(سانجايّ ليلا بانسالي) من مواليد عام 1963 في (بومبايّ)، درس الرقص
الهنديّ الكلاسيكي، ومن ثم السينما في (معهد السينما, والتلفزيون) في الهند
.
أفلامه
:
-
Khamoshi
/1996
-
Hum
Dil De Chuke Sanam/1999
سينماتك في 5
يوليو 2008
|