باريس، ليست فقط عاصمة ثقافية عظيمة (أكثر من 1000
حدثٍ يُقام كلّ يوم)، ولكنها أيضاً المدينة التي تضمّ
أكبر عددٍ من المراكز، والمعاهد الثقافية الأجنبية.
وهكذا، في عام 2002، استجاب 31 مركزاً ثقافيا لمبادرة
روبير ديبيان، مدير المركز الثقافي الكندي، من أجل
إنشاء "منتدى المعاهد، والمراكز الثقافية الأجنبية" في
باريس، وعلى أساسٍ دائم، يتحدّ الفاعلون الثقافيون،
ويعبّرون عن أنفسهم بشكلٍ جماعيّ، بما يتجاوز
الاتفاقيات الدبلوماسية التقليدية، وبهدف تسليط الضوء
على الدور الرئيسي الذي تلعبه المعاهد، والمراكز
الثقافية، ويعتبر هذا المنتدى الشبكة الوحيدة،
والمُتفردّة للمعاهد، والمراكز الثقافية في العالم.
اليوم، يجمع هذا المنتدى 56 مركزاً ثقافياً أجنبياً،
من أمريكا اللاتينية مروراً بدول البحر الأبيض
المتوسط، وأوروبا، وروسيا، وآسيا، والشرق الأقصى،
والشرق الأوسط.
كلّ واحدٍ من هذه المراكز الثقافية الأجنبية يقدم
عروضاً سينمائية دورية، وغير دورية لا تتوفرّ في أيّ
مكانٍ آخر، تُضاف إلى مئات العروض اليومية الأخرى،
سواء في الصالات التجارية، أو المؤسّسات السينمائية
الكبرى.
تتلخص أهداف هذا المنتدى بالنقاط التالية:
- التأكيد على فضاءٍ أصليّ، ومتعدد الأطراف للتفكير في
الثقافة، ووضعها، وشروط تنميتها في سياق العولمة.
- التعبير بشكلٍ جماعيّ عن مفهوم ثقافةٍ حية،
ومتسامحة، ومنفتحة في الفضاء العام الفرنسي،
والأوروبي، والعالمي.
- توحيد، وتعاون مختلف المعاهد، أو المراكز الثقافية
الأجنبية في باريس من أجل تعزيز الثقافات المختلفة من
خلال تحقيق المشاريع ذات الاهتمام المشترك.
- تنفيذ مشاريع ذات اهتمامٍ مشتركٍ تسلط الضوء على
التنوّع الثقافي، على سبيل المثال، "أسبوع الثقافات
الأجنبية".
- تمثيل أعضائها مع المنظمات الكبيرة متعددة الأطراف،
أو الجمعيات ذات الطابع الدولي، وكذلك مع السلطات
الفرنسية لتحديد الإجراءات المشتركة معها، واتخاذ جميع
التدابير اللازمة لتحقيق أهدافها.
يتكوّن الفريق التنفيذي من 9 مدراء مراكز، ومعاهد
ثقافية أجنبية، ومنسقيّن اثنيّن، يتمّ انتخابهم عن
طريق الجمعية العمومية السنوية من قِبَل جميع الأعضاء.
من أهمّ النشاطات السينمائية التي ينظمها الملتقى
تظاهرة كبرى تحت عنوان "أسبوع السينمات الأجنبية".
أسبوع السينمات الأجنبية
في دورته السادسة، والتي انعقدت خلال الفترة من 6 إلى
17 مارس 2019 أصبحت أفلام الفانتازيا في دائرة الضوء،
حيث كانت فرصةً لاكتشاف مجموعة أفلام تمّ اختيارها من
19 دولة.
أفلام الفانتازيا هي نوعٌ واسعٌ، ومتكاملٌ يناشد
العناصر غير الواقعية، وغير العادية، والخارقة للطبيعة
وحتى الوحشية، والمروعة، وهي تشمل أفلام الخيال
العلمي، وأفلام الرعب، وحتى يمكن أن تختلط بأنواعٍ
أخرى (الرسوم المتحركة، أو الكوميديا على سبيل
المثال).
عوالم غريبة الأطوار، لاكتشاف، أو إعادة اكتشاف جواهر
التعبيرية الألمانية، حيث يفقد المتفرج نفسه في حدود
الفضاء، أو حتى لمقابلة مخلوقاتٍ من مكان آخر.
وهكذا، قدمت تلك التظاهرة ما لا يقلّ عن 23 فيلماً
روائياً، وقصيراً، تمّ اختيارها بعنايةٍ من قبل
المراكز الثقافية الأجنبية في باريس
أما الدورة السابعة، فقد انعقدت خلال الفترة من 26
فبراير إلى 3 مارس 2020 حيث شهد "أسبوع السينما
الأجنبية" تحديثا جديداً، شكلاً جديداً، موقعاً
جديداً، ومحوراً موضوعاتياً جديداً مع التركيز على
"الأفلام الأولى".
كانت تيمة تلك الدورة إعطاء مكان الصدارة للمخرجين
الناشئين، وتمّ عرض 16 فيلماً روائياً، وقصيراً في
إحدى صالات الفن، والتجربة في الدائرة الباريسية
الخامسة.