رسالة ماجستير
(الاشتغال الدلالي للقيم الأسطورية في الأفلام
السينمائية المعاصرة)
التقدير : إمتياز
إشراف : أ.م.د. حكمت البيضاني
مُلخص البحث:
عملت مُعطيات الفنّ السينمائي على التعامل مع مختلف
مناحي الحياة، سواء أكانت وُفق المُعطى الواقعي، أم
الانطباعي محاكيةً الماضي، والحاضر، والمستقبل.
وعلى الرغم من تطوّر وسائل، وتقنيات الاتصال، بقيت
الصورة المتحركة عبر السينما تقف في مقدمتها، بالنظر
لما تمتلكه من جمهورٍ متلقي واسع المدى، والأبعاد،
فضلاً عن تخطيها حدود المحلية، والإقليمية، والدولية.
وتنوّعت الاشتغالات الجمالية، والفنية التعبيرية
لعناصر اللغة السينمائية عبر الاستعانة بالأدب،
والقصة، والشعر في حقولٍ مجاورة تبنتها لنتاجاتٍ وُظفت
فيها المعالجات الإخراجية لعناصر اللغة السينمائية،
وبرز من بينها التعامل مع الأساطير، والحكايات التي
لامست حياة معظم الشعوب، وموروثها الفكري، والثقافي،
وبيان اشتغالها الدلالي في السينما المعاصرة عبر توظيف
الأداء الحيّ، والتمازج مع تقنيات الحاسوب للوصول إلى
المنتج الفني الذي يحقق الإدراك، والفهم لدى المتلقي.
إذّ تُعدّ السينما أداةً حيويةً من أدوات نشر الثقافة،
والمعرفة، والتعريف بهما بين الشعوب، فضلاً عن جوانبها
التربوية، والترفيهية، وتحقيق مُعطياتٍ تراثية تكون
امتداداً لمفاهيم، وعادات، وتقاليد الشعوب.
ومن هنا، فقد انطلق الباحث من مبدأ التعريف، والاطلاع
على ظاهرةٍ أخذت حيزاً واسعاً في نتاجات الفن
السينمائي عبر تحويل الأساطير سواء أكانت الواقعية، أم
الافتراضية، إلى أفلام سينمائية، ومدى ما تتركه من
اشتغال دلاليّ لقيّمها عبر عناصر اللغة السينمائية.
وبما أن هذه الظاهرة الفنية تُعدّ تجربةً مثيرةً،
وهامة في السينما، فإن الباحث أثاره التعرّف على
الكيفيات، والمعالجات التي يتحقق فيها الإشتغال
الدلالي للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية
المعاصرة، والتي تحقق المتعة الجمالية، والتعبيرية لدى
المتلقي.
وقد اشتمل البحث على خمسة فصول:
الفصل الأول، وتضمن: مشكلة البحث، والحاجة إليه، والتي
تلخصت في التساؤل الآتي: ما هي الكيفيات التي يتحقق
بها الإشتغال الدلالي للقيم الأسطورية في الأفلام
السينمائية المعاصرة؟
وقد تمثلت أهمية البحث في كونه دراسةً تؤدي إلى الكشف
عن مستويات التوظيف الجمالية، والدلالية، والبنائية
الدرامية للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية
المعاصرة.
فيما هدف البحث إلى الكشف عن الكيفيات التي تمّ بها
بناء جماليات الإشتغال الدلالي للقيّم الأسطورية في
الأفلام السينمائية المعاصرة.
الفصل الثاني: الإطار النظري، والدراسات السابقة
المبحث الأول: مُعطيات المفهوم الأسطوري في الفيلم
السينمائي.
وجاءت مُعطيات المبحث الأول في استعراضٍ علميٍّ لفهم
مصطلح الأسطورة، وموجزاً عنها، والتعرّض إلى الأسباب
التي أسهمت في نشوئها، ضمن مُعطيات الحقول المجاورة
لحقل الفن، ومنها علم النفس، والاجتماع،
والأنثروبولوجيا، والأنواع الأسطورية، مستعيناً
بالأمثلة الفيلمية.
المبحث الثاني: ثنائية القيمة الأسطورية، ودلالاتها
السردية في الصورة السينمائية.
فيما تمثلت مُعطيات المبحث الثاني التعرّض إلى القيمة
الأسطورية، ودلالاتها في بُنية السرد الدرامي في الفن
السينمائي، عبر بُنية الشخصية، والحوار، ووحدة الموضوع
القصصي، ونوع الحبكة، ومُعطيات بنائه السردي من
التمهيد وصولاً للحلّ في عناصر البناء الدرامي للقيمة
للفيلم الأسطوري.
المبحث الثالث: اشتغال عناصر لغة الصورة لتجسيد
الدلالة الأسطورية.
فيما تناول المبحث الثالث المُعطيات الفنية عبر
الاشتغالات الدلالية لعناصر اللغة السينمائية في إظهار
القيّم في الأفلام الأسطورية المعاصرة.
وعلى وُفق ما تقدم، فقد خرج الباحث بمجموعةٍ من
المؤشرات تمّ عرضها على السادة الخبراء المختصين،
ليعتمدها الباحث كأداةٍ للتحليل، كما هو مبينٌ في
إجراءات البحث، واختتم الفصل الثاني باستعراض مجموعة
من الدراسات السابقة التي اقتربت في أماكن، وابتعدت في
أخرى من مُعطيات البحث.
أما الفصل الثالث (إجراءات البحث)، فقد تضمّن منهج
البحث، وأداة البحث، ووحدة التحليل، ومجتمع، وعينة
البحث مع صدق الأداة، وثباتها، ومن ثمّ خطوات تحليل
عينات للبحث، والتي تمثلت في عينتين.
أما الفصل الرابع، والذي تناول تحليل عينة البحث،
والمُكوّنة من فيلمين، الأول (آلهة مصر) إنتاج 2016 من
إخراج اليكي بروياس، وفيلم (الملك آرثر: إسطورة السيف)
إنتاج 2017 من إخراج غاي ريتشي.
فيما تمثل الفصل الخامس، بالنتائج، والاستنتاجات، وقد
توصل الباحث إلى مجموعةٍ من النتائج التي خرج منها بعد
تحليل العينات ومن بينها:
1.
تبين أن اعتماد المعالجة الإخراجية
لإنتاج مُعطى فكري بالشكل والمضمون في الإشتغال
الدلالي للقيّم الأسطورية في الأفلام السينمائية
المعاصرةـ، اعتمد توظيف تقنية تعليق الراوي العليم،
والسارد للأحداث، والذي منح المُنتَج الفيلمي تأسيساً
لمسببات الأحداث، وتمهيداً للقادم منها، وكما ظهر في
عينة البحث.
2.
اعتمدت مُعطيات في الاشتغال الدلالي
للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية المعاصرة عبر
ثنائيات الخير والشر، البقاء والفناء، الموت والحياة،
والسحر والشعوذة، والانتصار والهزيمة، والطاعة
والمعصية، والماضي والمستقبل، وكما ظهر في عينة البحث.
3.
وظف التنوع الحكائي اعتماداً على
محرزات سردية تأريخية، ورمزية، وروحية، وطبيعية،
ودينية في الإشتغال الدلالي للقيم الأسطورية في
الأفلام السينمائية المعاصرة، وكما ظهر في عينة البحث.
4.
يمنح البناء الدرامي وفقاً لهيمنة حبكة
واحدة، تنشطر منها حبكاتٍ متوالدة، تعزز مستويات
التوظيف الجمالية، والدلالية لإنتاج الإشتغال الدلالي
للقيم الأسطورية في الأفلام السينمائية المعاصرة،
والتي تفعل من الأداء الصوري لتحقيق تعبيرية، وكما ظهر
في عينة البحث.
وبعد ذلك، تمّ وضع الاستنتاجات، ثم خرج الباحث
بمجموعةٍ من التوصيات، والمقترحات، ووضع قائمة
بالمصادر، والملاحق، وختم البحث بملخص للغة
الانكليزية.