صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

25

24

23

22

21

 

أساسيّات جماليات الفيلم

كتابة: ديريك جاكوبس

ترجمة: محمد زرزور/ تركيا

 
   
 

في المُقدمة التعريفية بمهمّة هذه المُدونة*، أشرتُ إلى أنني سأقترب من مجال النقد السينمائي من منظور مدرسةٍ جماليةٍ معينة "الواقعية الرومانسية"، ولكن، من أجل تحديد المقصود بـ "الواقعية الرومانسية"، شرح مبادئها، وتطبيق أساليب تحليلها، بدايةً، يجب القيام بالقليل من العمل الأساسيّ.

هناك تسلسلٌ لأيّ مجالٍ في الفلسفة، ولا يمكننا أن نبدأ بـ"الواقعية الرومانسية" بدون مناقشة الجماليات ككلّ أولاً، خاصةً في سياق الفيلم.

هذا هو الغرض من منشوري الأول حول الجماليات - التحديد بدقة ما يُقصد بـ "جماليات الفيلم"، وتوفير الأساس الذي يمكننا من خلاله بناء أفكارٍ أكثر تعقيداً.

السؤال الأول الذي سنطرحه هو:

ـ "ما هي الجماليات"؟

الجماليات، كلمةٌ خياليةٌ لـ "فلسفة الفن"، وتسعى للإجابة على الأسئلة المُتعلقة بتعريف الفن، ودوره في حياة الإنسان، وما هي المعايير التي نحكم بها على الأعمال الفنية، إنّ مدارس الجمال المختلفة لديها إجاباتٍ عديدة على هذه الأسئلة، ولن نتعمّق في تلك الموجودة في هذه المرحلة الأولية من مناقشتنا، باستثناء القول: من المهمّ إدراك أنّ منظوراً جمالياً معيناً لا ينشأ من فراغٍ فلسفيّ، ولكن، بدلاً من ذلك، يتبع من وجهات نظرٍ فلسفيةٍ أكثر جوهرية، وبالتالي، غالباً ما ترتبط الجماليات بأفكارٍ مهمّةٍ أخرى، وتعتمد عليها، يمكن أن تكون هذه العلاقات ممتعة للغاية لاستكشافها، وقد تكون موضوعاً لمنشوراتٍ مستقبلية عن الجمال.

على الرغم من وجود مدارس متعددة للفكر الجمالي، ولكن، هناك مفاهيم مشتركة في هذا المجال تُعتبر أساسية، ففي كلّ الفنون، سواء الرسم، أو الشعر، أو سيمفونية، أو فيلم، هناك جانبان أساسيان لعملٍ معينٍ يمكننا تحديده: ما هو ظاهرٌ، وكيف يعرضه الفنان، حيث يُشار إلى "ماذا" باسم "الموضوع"، و"كيف" تُعرف باسم "النمط/الأسلوب".

التشكيلات على اللوحة، كلمات القصيدة، نوتات السيمفونية، وما يظهر على الشاشة في الفيلم كلها مواضيع.

بغضّ النظر عن مدى الوضوح، أو التجريد، يجب أن توفر لنا القطعة الفنية شيئاً نختبره على المستوى الحسّي، وهذا الذي نختبره هو الموضوع.

ما يميزه عن الموضوع هو أسلوب القطعة، الذي يضمّ العديد من الأساليب التي استخدمها الفنان لإيصال الموضوع إلينا.

من الواضح أنّ أسلوب القطعة يتحدد إلى حدٍّ كبيرٍ من خلال وسيطها، وسوف ترتبط أشكالٌ معينةٌ من الفن بأنماطٍ معينة، ولكن، في وسائط خاصة، توجد خياراتٍ أسلوبية لا تُعدّ، ولا تُحصى تسعى إلى التأثير على الجمهور، وإظهار الموضوع بطريقةٍ مميزة.

إنّ الانسجام، والتفاعل بين الموضوع، والأسلوب هو الذي يُنتج خصائص قطعة فنية تولّد ردود فعلٍ عاطفية من الجمهور.

تتمثلّ خبرة الفنان في توحيد خيار الأسلوب مع الموضوع الذي يرغب في تصويره وإحداث رسالة، أو بيانٍ فريد.

نظراً لأن هذه المدونة تركز على الصور المتحركة (السينما)، فمن الدقة تعداد المفاهيم الخاصة في الفيلم المُستخدمة لإنشاء كلٍّ من الموضوع، والأسلوب (على الرغم من أنه ليس شاملاً)، ففي الفيلم ينشأ الموضوع من خلال استخدام مفاهيم رواية القصص، مثل الحبكة، والتوصيف، والموضوع/ الفكرة/ التيمة.

فالحبكة _كما عرّفتها آين راند_ هي "تسلسلٌ هادفٌ للأحداث المرتبطة منطقياً تؤدي إلى حلّ الذروة".

(المبادئ الأساسية للأدب، البيان الرومانسي، ص 82).

أما التوصيف، فيتضمّن عملية إنشاء، وعرض الشخصيات في القصة – أيّ تعريفنا بالأشخاص المُهمّين للقصة، والحبكة، ويُظهر لنا كيف يتفاعلون مع الأحداث من حولهم_.

وأخيراً، فإن موضوع العمل هو هدفه العام، أو تركيزه، فهو لا يتعامل مع ما يعرضه الفيلم، أو كيف يعرضه، وإنما ما يعنيه قوله، وما هو الغرض منه.

يُعتبر أسلوب فيلمٍ معين أكثر صعوبةً بقليلٍ لتلخيصه في مثل هذه المصطلحات المُوجزة، وذلك لأن المفاهيم التي ينطويّ عليها إنشاء موضوعٍ ما، تكون واسعة، ومحدودة إلى حدٍّ ما، مقابل تلك التي توضح تفاصيل أسلوب الفيلم التي تكون محددة، ومتعددة بشكلٍ تام.

تتضمّن عناصر أسلوب الفيلم على سبيل المثال لا الحصر: التصوير السينمائي (الذي يحتوي على العديد من الأجزاء الفرعية، مثل التكوين، مقياس العرض، حركة الكاميرا، الأبيض والأسود مقابل الألوان، وما إلى ذلك)، وخيارات التمثيل، والإخراج، واستخدام التعليق الصوتي، طريقة رواية القصة، وحتى الاختيارات المحددة التي تمّ إجراؤها في مونتاج الفيلم، وهي عديدة، وبشكلٍ دقيق، فإن التفاعل بين موضوع الفيلم، وأسلوبه هو الذي يوفر لنا وسائل لتحليل علم الجمال السينمائي.

إن التحليل السطحيّ للفيلم غالباً ما يترك الكثير مما هو مرغوب فيه، وعلى الرغم من وجود بعض القيمة، والجدارة لمجرد تقديم رأيّ الفرد حول أهمية الفيلم، فإنّ الفهم الصحيح للموضوع، والأسلوب، يوفرّ لنا نهجاً أكثر موضوعيةً للتحليل، وهذه العملية تستلزم بدايةً تحديد موضوع الفيلم _خاصةً تيمته_ ثم تحليل كيفية استخدام جوانب معينة من الأسلوب للتعبير عن هذا الموضوع.

كمثالٍ بسيط، يمكننا أن نأخذ فيلم ستيفن سبيلبرغ Schindler’s List   واختياره لتصوير الفيلم بالأبيض والأسود بدلاً من الألوان.

فيما يتعلق بموضوع هذا الفيلم، من الواضح أن هناك الكثير ليقوله، لكن، يكفي تحديد أن الحبكة تتعامل مع معسكرات الاعتقال النازية، وأن العديد من الشخصيات في القصة مستعبدة، والتيمة تتعلق بشكلٍ مباشر بمسؤولية الإنسان عن روحه في أوقات الرعب، والشدائد.

بالنظر إلى هذا الموضوع، فإنّ قرار سبيلبرغ بإظهار عالمه باللونين الأبيض، والأسود له تأثيران مرتبطان بالموضوع: فهو يخلق عالماً كئيباً خالياً من المرح (المخرج لاحظ نفسه أنه يرى اللون كرمز للسعادة)، وأيضاً، يؤسّس تناقضاً صارخاً بين الفاسدين، والجيدين في الفيلم، ومن ثم، نرى أن خياراً أسلوبياً واحداً يصور جوانب الحبكة، والتوصيف، والتيمة، وبشكلٍ فعالٍ جداً، ليحقق أسلوباً يبلغ الموضوع.

إنّ الأفلام القادرة على تحقيق مثل هذه الأعمال الفنية تستحق الثناء، والإعجاب لاستخدامها الفريد لأدوات وسيطها أسلوبها_ لرواية قصة مقنعة، ومهمة كموضوع.

عندما نحلل فيلماً، من المهم، بالنسبة لنا، أن ننظر إلى ما وراء ما إذا كنا قد استمتعنا به أم لا، وبدلاً من ذلك، نحاول تقدير مزاياه الفنية، وتحديد سبب إثارة هذا الرأيّ الخاص.

ومن الدقيق جداً إدراك أن هذين المفهومين مختلفين: حيث يمكن للمرء أن يقيّم فيلماً على أنه "رائعٌ"، بينما يجادل في نفس الوقت، "لم يعجبني حقًا".

تهتمّ هذه المدونة بالتعليق على كلّ فكرةٍ من خلال تقديم حججٍ منطقية، وآراء حماسية حول الأفلام.

 

المصدر

https://plotandtheme.com/about-plot-and-theme/

نادي سينما شرم الشيخ في باريس

هو نادي سينما في قلب باريس (وليس في شرم الشيخ)، لا يشبه أيّ نادي آخر، هو بمثابة نصف مختبر، نصف كوميديا ​​ديل آرتي، وعلى الرغم من الكمامات التي يتوّجب على المتفرجين وضعها طوال المدة الزمنية للفيلم، ولكنّ العرض يُحوّل هذا القيّد إلى كرنفالٍ تجريبيّ

بدعوةٍ من صالة L'Archipel،واحدةٌ من صالات الفنّ، والتجربة، لذلك، ستتحول المناسبة إلى حفلة:  

كلّ جلسة عرضٍ مختلفة عن الأخرى، مع عدة أفلامٍ قصيرة، أو فيلم طويل، مع ضيوفٍ، أو بدون ضيوف، مفاجآتٍ، أو بدون مفاجآت، مناقشاتٍ بالعصيّ، أو تبادل أفكارٍ باردة، وذات طابع رياضيّ

تتمحور فكرة النادي بتحويل جلسة العرض إلى تفسيرٍ تشاركيّ، وسيركٍ صغير

كانت جلسة العرض الأولى في 4 أكتوبر 2020، "فيلمان بثمن تذكرة واحدة" (على طريقة صالات السينما الشعبية في زمنٍ مضى):  

"توبي داميت" (1968) للمخرج الإيطالي فيديريكو فيليني، و"ألترا بولب" للمخرج الفرنسي برتراند مانديكو(2018)

بعد ذلك، وبمُعدل يوم أحد من كلّ شهر، تتناوب الأفلام بين الكلاسيكيات، والنادرة، والغريبة، وعجائب الماضي، أو المُعاصرة.  

فرصةُ لمشاهدتها، والتحدث عنها، وأيضاُ للدردشة عما ستكون عليه حياتنا في الأوقات الفوضوية تماماً، وغير المتوقعة، والمضطربة التي بدأنا للتوّ في المرور بها

يقوم هذا النادي بهذه البرمجة، لأنّ منشطّه يريد الاستجابة لجرعته الهائلة من المادة المظلمة بأشكالٍ فنية، إنسانية، سوبر بشرية، نجمية، قدرية

لماذا منحه "باكوم تييلمو" (من أصولٍ فرنسية/مصرية) اسم شرم الشيخ، ليس لأنها المدينة المصرية السياحية الأشهر، ولكن، تكريماً لذكرى اختفاء صالةٍ في وسط الصحراء، تُعتبر آخر سينما قبل نهاية العالم ". 

القصة التي لم تُحكى بعد عن الـ Ozploitation

أفلام الـ Ozploitation هي أفلام جماهيرية - فئة من أفلام الرعب، والكوميديا، والحركة/الأكشن منخفضة الميزانية - صُنعت في أستراليا بعد تقديم تصنيف R في عام 1971

شهد العام أيضاً بدايات حركة الموجة الأسترالية الجديدة، وبلغ أسلوب الـ Ozploitation ذروته في نفس الإطار الزمني (أوائل السبعينيّات إلى أواخر الثمانينيّات).  

تُعتبر الـ Ozploitation غالباً موجةً أصغر داخل الموجة الجديدة، حيث تغطي مجموعةً واسعةً من الأنواع من Sexploitation، وأفلام راكبي الدراجات النارية  (biker films)، وأفلام الرعب، وحتى الكونغ فو.

يعود أصل مصطلح "Ozploitation" إلى الفيلم الوثائقي 

Not Quite Hollywood: The Wild, Untold Story of Ozploitation!

(ليست هوليوود تماماً: الوحشية، القصة التي لم تُحكى بعد عن الـ Ozploitation!) 

يستكشف فيلم 2008 هذا أفلام الـOzploitation  التي تمّ إنتاجها خلال الموجة الأسترالية الجديدة. يتضمن الفيلم مقابلاتٍ مع العديد من الشخصيات المُشاركة في الـ  Ozploitation، وكذلك معجبي هذا النوع، بما في ذلك المخرج الأمريكي كوينتين تارانتينو، الذي صاغ عبارة "Aussiesploitation"، والتي اختصرها المخرج مارك هارتلي بعد ذلك إلى "Ozploitation" 

تضاعف إنتاج أفلام الرعب الأسترالية ثلاث مراتٍ من أقلّ من 20 فيلماً في التسعينيّات إلى أكثر من 60 فيلماً بين عامي 2000 و 2008 وفقًا لأحد الباحثين، "تتحدى القوى العالمية، ونماذج الإنتاج والتوزيع الناشئة "ضيق" السياسة الثقافية - وهو ضيقٌ يفرض ثقافة فيلم معينة، ويحدّ من مفاهيم معينة للقيمة، ويحدّ من تنوّع الأفلام المنتجة محلياً- الوضع الثقافي، كانت أفلام الرعب مناسبة تماماً للقيود المالية لصناعة السينما الأسترالية، فهي استراتيجية نموّ للمنتجين، وأرض تدريب لصانعي الأفلام الناشئين . 

سينماتك في ـ  01 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 15.07.2021

 

>>>

25

24

23

22

21

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004