إنطلاقاً من شعوري بأنّ السينما العربية تحتاج إهتماماً أكثر في مجال
تكنولوجيا المعلومات, والأنترنيت بالأخصّ، فقد كان من ضمن أبرز
المشاريع التي وضعتُها في جدول إهتماماتي، بل, وإعتبرته واحداً من
الأحلام, والهموم الشخصية التي حملتها على عاتقي لتحقيقها، هي العمل
على موقع سينمائيّ عربيّ مُتخصّص, وقد بدأت فعلاً، بل, وقطعتُ شوطاً في
تصميمه, وتنفيذه، ومازلتُ أعمل على أن يكون واحداً من المواقع
المُتخصّصة بالسينما التي يُشار لها بالبنان, إلاّ أنني إكتشفتُ مؤخراً
ـ وبعد فترة من الحماس بالمشروع, وأهميته ـ بأنّ موقعاً بهذا الحجم، هو
أكبر من إمكانياتي، ويحتاج إلى مجهود, ودعم ماديّ ضخم، لستُ كفيلاً
بتوفيره، في الوقت الحاضر على الأقلّ, لذا, كان الموقع الشخصيّ، الذي
أطلقته العام الماضي، بدايةً لهذا المشروع الكبير، والذي يُشكل إحدى
طموحاتي .
كانت هناك محاولاتٌ سابقة لإطلاق "سينماتك", يعود تاريخ أولها إلى شهر
أكتوبر من عام 2000, ثم توقف في يناير 2001, ومع بداية عام 2003
أطلقته مرةً أخرى ضمن (الياهو) المجانيّ، بينما تُعتبر إنطلاقته
الرسمية في يناير 2004, حتى أصبح في شكله الحاليّ .
وتتلخصّ أهداف الموقع, بإحتواء كلّ ما كتبتُه عن السينما, حفاظاً عليها
من من الضياع، وتوفيرها لمن يريد, ونشر الثقافة السينمائية بشكلّ عامّ
.
التمويل ذاتيّ, بدون أيّ دعمّ من أحدّ, والموقع من تصميمي, وتنفيذي
الشخصيّ .
سوف أترككَ تكتب, وأنا متأكدٌ بأنه لديك الكثير لتقوله عن
"سينماتك"(حسن حداد). (2)
منذ الصفحة الإلكترونية الأولى لـ(سينماتك),
يُرّحب بنا الناقد السينمائيّ البحرينيّ (حسن حداد) في موقعه الشخصيّ,
وكأننا ندخل إلى عالمه السينمائيّ, فيفتحُ لنا خزائنه, ويستعيدُ معنا
تاريخاً طويلاً من الكتابة عن السينما يعود إلى بداية الثمانينيّات, ولمن
لا يعرفه شخصياً, فإنّ صورته تجعلنا بالقرب منه, وكأنه يُصاحبنا في تجوالنا
عبر الملفات, الزوايا, الدهاليز, والخزائن المختلفة للموقع, يتركنا نقرأ ما
نشاء, وننسخُ ما نرغب لمخزون ضخمّ من الثقافة السينمائية, وعندما نشعرُ
بأنّ زيارةً واحدةً لا تكفي حتى للتصّفح السريع, نغادر الموقع, ونحنُ على
يقين بأنّ هذا المخزون ـ الذي كنّا نحلمُ يوماً بتجميعه, وأرشفته ـ أصبح في
متناول أيدينا, ويمكن أن ننهلَ منه في أيّ وقت.
وبالفعل, حالما نطرق باب(سينماتك), تنفتح لنا
خزائنه الجميلة, لقد تخيّر (حسن حداد) الأخضر, الذهبيّ, والأزرق, ألواناً
لموقعه, وزينّه بالكثير من الصور, جمعها في خزينة خاصّة أسماها (مهرجان
الصور), وتتكوّن من ثلاث ملفات (خزائن) منفصلة: سينما مصرية, سينما عربية,
وسينما عالمية.
ومن خزانة (السينما المصرية) تنفتح خزائن صغيرة
تجمع نجوم الفيلم الغنائيّ: (محمد عبد الوهاب, أم كلثوم, ليلى مراد, محمد
فوزي, فريد الأطرش, عبد الحليم حافظ), وفي ملف كلّ واحد منهم عدداً من
الصور, ونبذةً شخصية, وفيلموغرافيا, ودراسة.
ومن ثمّ زاويةً بإسم (نجوم, ومشاهير), وفيها
صوراً, وسيرةً شخصية, ومهنيةً, ودراسة لكلّ من: (فريد شوقي, عماد حمدي, هند
رستم, عمر الشريف, فاتن حمامة, سعاد حسني, عادل إمام, أحمد زكي, نيللي,
ميرفت أمين, يسرا, آثار الحكيم), ودراسات عنهم نُشرت خلال التسعينيّات في
مجلة(هنا البحرين), جريدة (اليوم) السعودية, و(الأيام) البحرينية.
وفي زاوية (روّاد, ومخرجون), نلتقي مع: (صلاح أبو سيف, يوسف شاهين,
حسين كمال, سعيد مرزوق, علي بدرخان, شادي عبد السلام, رأفت الميهي, محمد
خان, خيري بشارة, داود عبدالسيد, عاطف الطيب, شريف عرفه).
ومع (أفلام), نستعيدُ ذكرى: خللي بالك من زوزو
(حسن الإمام), حبّ في زنزانة (محمد فاضل), آخر الرجال المحترمين (سمير
سيف), بيت القاصرات (أحمد فؤاد), ليلة القبض على فاطمة (هنري بركات),
المطارد (سمير سيف), أربعة في مهمّة سرّية (علي عبد الخالق), شادر السمك
(علي عبد الخالق).
وبالإضافة للبطاقة التقنية لكلّ فيلم, يُعيد
(حداد) نشر مقالات عنها كتبها في مجلة (هنا البحرين), و(أخبار الخليج) خلال
الفترة من 1984 إلى 1994.
وقبل أن يفوتنا شيئ, لابدّ من الدخول إلى
زاوية(روّاد), ليظهر لنا معلومات, وصوراً نادرة عن رواد السينما المصرية:
(عزيزة أمير, آسيا داغر, محمد كريم, كمال سليم, عبد العزيز فهمي, عبد
السلام النابلسي, بهيجة حافظ, أمينة محمد, أحمد بدرخان, يوسف شاهين,
إبراهيم لاما, سراج منير, صلاح أبو سيف, كامل التلمساني).
وقبل الخروج, وكي لا تفوتنا الفرصة, ندخل زاوية
(نجوم), لنستمتعَ بالقراءة عن: (محمود المليجي, عماد حمدي, هند رستم, سعاد
حسني, فاتن حمامة, فريد شوقي, عمر الشريف, عادل إمام, سامية جمال, نيللي,
رشدي أباظة, أحمد زكي).
وعندما نتذكر الأسماء المُتكررّة, نفهم بأننا
ندخل في غرف (زوايا, أو خزائن) مُتداخلة, كلّ واحدة منها تؤدي إلى الأخرى,
حينها, تذكرتُ زيارتي لمتحف السينما في تورينو/ إيطاليا, والمُصمَّم بطريقة
تجعل الزائر يتعرّف على تاريخ السينما, ماضيها, حاضرها, ومستقبلها من خلال
حجرات مُتتابعة, ومُتداخلة في برج حلزونيّ مرتفع, حتى نصل إلى قمّته.
وبالدخول إلى زاوية (أفلام), يظهر لنا كمّاً من
العناوين (184 فيلم) يجب الضغط على كلّ واحد منها لزيارتها, وتكمن أهميتها,
بأنها من كتابة (حسن حداد), وتجميعه بنفسه للصور, والمعلومات الأرشيفية,
وقد نُشرت حينها في صحف, ومجلات بحرينية, وخليجية, بمعنى, بأنّ كلّ ما
نعثرُ عليه في موقع (سينماتيك), هو جهدٌ المؤلف نفسه, آراءه, أفكاره, رؤاه
الشخصية, ومتابعاته المُتواصلة لحركة السينما العربية, والعالمية, فلم يكن
دوره ناسخاً لما تقدمه لنا(الشبكة العنكبوتية) اليوم, وعلى أيّ حال, يعود
تاريخ كتاباته إلى ما قبل إنتشار الأنترنيت بشكلّ واسع.
ومع أنّ (حسن حداد) كتب عمّا هو مُتاحٌ له من
فرجة في (مملكة البحرين) من خلال صالات السينما التجارية, ونادي سينما
البحرين, ومن ثمّ التلفزيون, ومشاهداته المنزلية, إلاّ أنني أشدّ على يده
على تلك المُثابرة, وذلك النشاط المُتواصل.
وهنا, أتساءل عن أسباب غياب هذا العاشق للسينما,
والزاهد فيها عن المهرجات العربية, أو الدولية, هل منعه ذلك تعففه, أو
خجله عن طلب دعوة من هنا, أو هناك, وهل ينفي ذلك مسؤولية المشهد السينمائي
النقديّ العربيّ عن إستضافته في إحتفالياته, بدلَ هذا الكمّ الرهيب من
الصحفيين الذين نلتقي بهم في مناسبات سينمائية كثيرة, والكثير منهم لا يعرف
الفرق بين (كمال سليم), و(صالح سليم), أو(المدرّعة بوتمكين), و(حاملة
الطائرات الفرنسية شارك ديغول).
ومع ذلك, دعونا نُكمل جولتنا, وقد وصلنا إلى
زاوية(دراسات), وفيها نقرأ:
*القطاع العامّ في السينما المصرية .
*الغيبيّات في السينما المصرية .
*المرأة المصرية كمخرجة .
*الأغنية في الفيلم المصري .
*ندوة السينما المصرية الجديدة .
*تجارب سينمائية محلية .
وأتساءلُ هنا أيضاً, كم من مرة حضر هذا المُتيّم
بالسينما المصرية مهرجانات السينما في القاهرة, أو الإسكندرية, أو
الإسماعيلية, وأترك له الجواب, وللمسؤولين عن هذه التظاهرات, لأكمل
جولتي في موقعه, وأتعرّف على زاوية (ترجمات) المُشتركة مع القاصّ,
والمُترجم البحريني (أمين صالح).
وفي زاوية (برامج), نتعرّف على وسيط إعلاميّ آخر
إستخدمه (حسن حداد) لنشر الثقافة السينمائية, وذلك من خلال البرامج
الإذاعية التي أعدّها, وأشرف عليها, مثل (أفلام, وأفلام)(3), وفي هذه
الزاوية, يمكن قراءة الـ71 حلقة من البرنامج, وهي فرصةٌ عظيمةٌ لمن لم
يسمعها من الهواة, والمحترفين.
ومن المفيد بأن نُشارك القارئ (سماع ) مقدمة البرنامج الثابتة:
(السينما في تجذرها المُذهل في حياتنا،
ليست مجرد كاميرا, ليست تقنية, ولا صناعة, بل هي العين السحرية التي
نحبّها, العين التي لا تُجارى, هي العين القادرة على إختراق
ماورائيّات اللغة, لغة مذهلة, قادرة على كشف كلّ ماهو مُغيّب, أو
مسكوتٌ عنه في حياتنا، عبر إيماءة خاطفة، أو رعشة صغيرة, إنها سينما
الحياة)
بينما كانت المقدمة الثابتة لبرنامج (مشاهير)(4):
(النجوم, أو مشاهير السينما, هم أنصاف آلهة, تلك المخلوقات السحرية
التي ظهرت من الإستعراض السينمائيّ المُذهل, نجوم السينما هؤلاء عندما
تحولوا إلى أبطال, وآلهة، أصبحوا أكثر من مجرد مواضيع للإعجاب, أصبحوا
أيضاً مواضيع للعبادة, شخصيات تٌعبد, وبرنامجنا هذا يُسلط الضوء على
مشاهير في عالم السينما، ممثلين, مخرجين, أو فنيين، شكّلت إبداعاتهم
ظواهر سينمائية متميّزة).
وأعتقد بأنّ هذه الفقرة تنطبق على المتفرج
الهنديّ, أكثر بكثير من السينما العربية, ونجومها, وذلك بسبب تحريم
الصورة, أو إستنكارها دينياً, فلم يصل المتفرج العربي بعد, ولن يصل,
إلى حدّ تأليه نجومه, كما حال المتفرج الهنديّ المُتعدّد الديانات,
واللغة, والثقافات, والذي يمنح أهميةً قصوى لممثلي السينما, إلى درجة
بناء المعابد لهم, وتلاوة حوارات من الأفلام في صلواتهم .
ويُنهي (حسن حداد) برنامجه (مشاهير) بفقرة ثابتة:
(المشهد السينمائيٌّ قادرٌ على إثارة
المتفرج, ووضعه في حالة من النشوة, أكثر من أيّ شكل آخر من أشكال
التعبير الإنساني، لكنه أيضا, قادر
– أكثر من أي شكل آخر ـ على إفساده, وتخديره, ونجوم الممثلين,
والممثلات هم الموصلون لهذا المشهد، وبالتالي, فهم عنصر مهمّ من هذه
السينما السحرية, عنصر حيويّ, وقادر على إمتلاك المتفرج إلى أقصى مدى,
فالنجوم مخلوقات سحرية ظهرت من الإستعراض السينمائي المُذهل).
وكما البرنامج السابق, يمكن لنا قراءة الـ74 حلقة من (مشاهير).
وفي برنامج (مجلة السينما)(5), كانت المقدمة, والخاتمة الثابتة
للبرنامج:
(في قمرته الشاهقة, يُحرّك مُشغلُ آلة
العرض كأسه البلورية, والمعدنية مثل نادلٍ, كمن يسكب كوكتيلاً من الصور
في إتجاه أعيننا التي قد لا تُحدّق بإبتهاج دون أن تُصاب بدوار, ويكفي
أن تعكس عين الشاشة الفضية الضوء الخاصّ بها، على نحوّ لائق، لينفجر
الكون, وأمام الشاشة, يتعيّن علينا أن نفتح أعيننا، أن نحلّل المشاعر
التي تحولنا، أن نفسّرها في سبيل إكتشاف سبب ذلك التسامي الذي تحسّه
ذواتنا).
وأيضاً, يمكن لنا قراءة الـ26 حلقة من هذا البرنامج.
وفي(سينما عربية), يُعيدنا(حسن حداد) إلى كتاباته
عن بعض الأفلام العربية, ويبدو بأنّ هذه الزاوية بصدد تزويدها
بالمعلومات.
وبالدخول إلى (سينما عالمية), نجد بأنّ الأبواب,
أو الأسماء, والأفلام المُقترحة مغلقة, ونعرف بأنها بصدد تخزينها
بالصور, والمعلومات.
في(حول الموقع): تعريفٌ بالموقع, وبالناقد
السينمائيّ البحريني(حسن حداد).
وفي (جديد حسن حداد) قائمة بمقالات كتبها في مجلة
(هنا البحرين) خلال الفترة من 30 مايو 2001 , وحتى اليوم, وفي جريدة
(الوسط) خلال الفترة من 25 أغسطس 2002 , وحتى 27 أفريل 2003.
وفي (خارطة الموقع) يُحوّلنا إلى زوايا أخرى: حول
الموقع, سجل الزوار إكتب رأيك في الأفلام, سينما الدنيا, محطات, رؤى,
السينما في البحرين, مجلة هنا البحرين, جريدة الوسط.
وفي(ملفات خاصّة), نعود مرةً أخرى إلى: أفلام,
دراسات, روّاد, نجوم, ترجمات, برامج.
ومن ثمّ(مهرجان الصور) : السينما المصرية,
السينما العربية, السينما العالمية, و(ملفات عامّة), وهو قسمٌ تحت
الإنشاء.
وبالضغط على كلّ زاوية, فإنها تُعيدنا إلى أماكن
كنا قد زرناها مُسبقاً.
وفي(جديد الموقع) نعثر على كلّ مايتعلق بالأحداث
المُعاصرة في السينما العربية, والعالمية: ملفٌ عن الفنان المصري أحمد
زكي, يتضمّن أرشيفاً ثرياً من الصور, وأهمّ ماكُتب عنه بعد رحيله.
أما جديد (برنامج نادي البحرين للسينما), فهو
نافذة للتعرف على نشاطات النادي كمصدر رئيسيّ للثقافة السينمائية في
(مملكة البحرين).
وفي (جديد السينما), وعنوانه الفرعيّ(محطات, وآخر
أخبار السينما), نتابع أخباراً مُنتقاة من مواقع, وصحف مختلفة خلال
عام, أما في زاوية (كتبوا في السينما), فهي مقالات مختارة كتبها
صحفيون, ونقاد في الصحف, والمجلات العربية, وهي ليست حصراً شاملاً لكلّ
ماكُتب عن السينما, ولا يُقلل ذلك من أهمية هذه الأرشفة التي كان
الكثير منّا يحرص على جمعها سابقاً ورقيّاً.
وفي (ملفات خاصّة), يتضح بأنّ (حسن حداد) وصل إلى
ملفه الـ21 , وهو بعنوان (و رحل الإمبراطور) , والملف 20 عن (جوائز
الأوسكار 2005), والملف 19 عن (حصاد السينما لعام 2004).
وبالضغط على كلمة (أرشيفنا), يظهر لنا كنزاً من
المعلومات, وكأننا دخلنا مغارة (علي بابا).
ومازلنا في (جديد الموقع), حيث يقدم فيه (حسن
حداد) ماكتبه, ويكتبه الناقد السينمائيّ, القاصّ, والمُترجم البحريني
(أمين صالح) في جريدة (الأيام) البحرينية منذ بداية العام 2005.
وفي زاوية (ماكتبته), يُحيلنا إلى ما تعرّفنا
عليه سابقاً : سيرته الشخصية, ماكتبه في مجلة(هنا البحرين), وجريدة
(الوسط), وصحف, ومجلات خليجية أخرى.
وعندما نضغط على (سينما الدنيا), يقدم لنا(حداد)
قائمةً بالمواقع العربية, والأجنبية المُتخصّصة بالسينما.
ومن ثمّ نعرف بأنّ زاويتيّ (إكتب), و(ذكريات,
وطرائف), لم يتم تفعيلهما, أو هما بصدّد الإنشاء, وبينما يحثّ على
النقاش في زاوية (إشتعال الحوار), يبدو بأنّ الأصدقاء مشغولون بهمومهم
الحياتية, والمهنية, أو فقدوا رغبة النقاش, وربما أصبحت حواراتهم
كلّها(داخلية), ....
ويتبقى من الموقع زاويةً خاصّة, هي بمثابة (غرفة
الضيوف), وفيها يستقبلُ (حسن حداد) مقالات, دراسات, متابعات, وحوارات
من بعض الصحفيين, والنقاد (عائشة المحمود, صلاح
سرميني, صلاح هاشم,
عدنان
حسين
أحمد,
و يوخنا دانيال) الذين تخيّروا الإسهام في نشر الثقافة السينمائية على
أوسع نطاق,... فيعيدوا نشر كتاباتهم بعد, أو قبل نشرها في صحف, ومواقع
أخرى, ونفهم الفائدة منها, عندما نعرف بأنّ قارئ صحيفة ما, لا يقرأ
بالضرورة مجلةً ما, أو يتصفح موقعاً ما, ولهذا تسمح هذه الزاوية بإعادة
النشر كي تصل الثقافة السينمائية من خلال وسائل إعلامية مختلفة,
ومتعددة.
وهي بالضبط الفائدة الحقيقية من زاوية (كتبوا في
السينما), إذّ تُسهل على القارئ المُهتم, أو المُحترف العثور فوراً على
كلّ ما كُتب عن فيلم, أو مهرجان ما, بدون البحث لساعات في جميع الصحف,
والمواقع, ومُحركات البحث.
موقع (سينماتيك) لا يكفيه زيارةً واحدة, فقد
تخيّر صاحبه, بأن يكون أرشيفاً دائماً يمكن الوصول إليه في أيّ زمان,
ومكان, وليس من قبيّل الصدفة إستيحاءه لإحدى مقدمات برامجه الإذاعية عن
وله المتفرج الهنديّ بنجوم بوليوود, فمن يتصّفح موقعه, ويقرأ كتاباته,
ويستشفّ مرجعياته, سوف يعرف فوراً, بأنّ (حسن حداد) ليس بعيداً عن
أولئك الذين بنوا المعابد لنجومهم المُفضّلين/أنصاف الآلهة, يزورونها,
ويرتلون فيها حوارات الأفلام التي يعشقونها.
وبينما يدخل الزائر في المرة الأولى فضولاً, يخرج
من(سينماتك) بصمت المُتعبدّ الأكثر إيماناً بربّه, وعشقاً بالسينما.
ونحنُ نغادرُ المعبد, لم يتبقَ لنا إلاّ إسترجاع
صوت المذيع يُردّد خاتمة برنامج (أفلامٌ, وأفلام):
(صمتً يُغلفُ المشهد, إضاءةٌ وحيدة,
ومجردّة, ظلٌ يتوزّع الجدار دون مصاحبة شيء آخر، وفجأة, يتوقفُ
المستطيل الأبيض عن إرسال الضوء الفضيّ, وينتهي تدّفق الصور السريع ,
بينما يتواصلُ الحلم بالصور السحرية من فيلم إلى آخر).
صلاح سرميني
*الموقع الشخصيّ للناقد السينمائيّ البحريني (حسن حداد):
http://www.cinematechhaddad.com