نمضي نحن في غياهب شتى، الثقافة مشروعنا المؤجل دوما والسينما قال
البعض بحرمتها بالمطلق.
هكذا نحن كمن يعوم في هباء.. أو يجوس في ظلمة الكهف باحثا عن مخرج
وخلاص.. يحرمون السينما ولكنهم يستهلكون التكنولوجيا من سيارات وطائرات
وموبايلات وتلفزيونات غير مهم,.. و.. والى غير ذلك.. يستهلكون كل شيء
كما يستهلكون ويستوردون الطعام كل شيء مستورد حتى البصل.. وتقول لي ما
نحن والسينما والناس نصفها أميون يا سيدي.
فأنى لنا أن نمضي وسط هذا الغيهب العجيب حاملين كاميراتنا والمايكروفون
والأشرطة والشاشات.. هي لوازم المحظور الفكري في أزمنة التقهقر..
والقلة القليلة في وجه الريح.. وإلا قل لي ما السبيل إلى ثقافة لها
معنى.. هي غير الوزارات الشكلية للثقافة في أية بقعة والموظفين الذين
يعدون الساعات والدقائق كي يعودوا سريعا إلى بيوتهم وعيالهم.. ووسط هذا
تسير حياة الأمم في عواصف وأزمات اقلها أسواق ومضاربات ومليارات
تضيع... والسينما لا يذكرها احد.. لا ينميها أحد ولا قرش واحد.. وأنت
كما أنت وجماعتك حاملين الكاميرات والمعدات.. والعواصف تعصف.
Take
one
ندرس وندرس (بتشديد الراء) السينما..
ننشر الوعي السينمائي..
نعود إلى بازان وكراكاور ورودولف ارنهايم و.. و.. و.. لكي نعلم إن
السينما لم تكن ترهات وأحلام يقظة بل كانت مفصلا حيويا في أزمنة
الحداثة وركن من الوعي الجمعي.
Take 2
ثقافتنا شفاهية وثقافتهم هي ثقافة الصورة.. ثقافتنا تطير مع الكلام..
وثقافتهم مجسمة ومحفوظة كوثيقة دائمة في متحف الذاكرة.
وبعد هذا.. سنكون مع سينماتك.. وحسن حداد وكلاهما يتوجان عامهما رقم
5.. ولست ادري كم من الساعات يمضي حسن حداد في إدامة موقعه، وحتى بعد
التجديد الروتيني الأسبوعي أو النصف شهري وتعتقد أن حسن قد أكمل مهمته
وعاد إلى داره وعياله.. لكنك تشعر لسبب خفي وهذا ما اشعر به أنا
باعتباري من كتاب الموقع الدائمين.. تشعر إن حسن يطل عليك ما أن تفتح
الموقع.. (كلك..) ويأتيك صوته: (شو رأيك بالتحديث..؟) أو انه يريد أن
يعمل ملتيميديا بطرقة أخرى يستطيع من خلالها محاورة كل زائر لموقعه..
لو كان ذلك ممكنا.. ياريت.
ومع
ذلك أجد إن تجربتي ككاتب دائم في سينماتك هي كثير مما اعتز به رغم ثقل
الالتزام والعمل التطوعي الذي اعشقه دوما.
وبعد هذا تجد في سينماتك أرشيفا ضخما.. كثافة في المواد وتبويب متشعب
ومتابعة للصحافة بشكل مستمر.. ياه.. ونحن من يعلم ما العمل الصحفي وكم
من الوقت يستنفد.. ليست سينماتك ولا حسن حداد في حاجة إلى إطراء..
لأننا أصبحنا جزءا من الهم اليومي أو الشهري أو الموسمي.. لكن خمس أربع
سنوات متواصلة يتجدد فيها الموقع ضاما ألاف الصفحات ومازال حسن حيويا
يتابع ويجدد.. فماذا بعد..؟
انه
مشروع تنويري دون شك في وسط تلك الغياهب والعواصف التي تحدثت عنها في
البداية..
وأما حسن فماض ونحن نشد على يديه..
مبروك لنا ولحسن وسينماتك هذا التجدد والتواصل.. للعام الخامس على
التوالي.
*
ناقد سينمائي عراقي