عيد تأسيس سعيد يا سينماتك.
كنتَ ـ أيها الموقع الإلكتروني الثرِ ـ صديقي القريب
خلال الخمس سنوات الماضية على نحو يومي. كنت أزورك، وألتقي مع كتاب كثر
أحببتهم عبر صفحاتك.. أقرأ لهم، وأحاورهم في سريرتي، ومع أصدقائي عن
عشقنا المشترك (السينما).
كنتَ - ولا زلت - بمثابة نادٍ أرتاده بفرحة المحب
الذاهب للقاء محبوبته، وتحدوني دائماً الرغبة الملحة في النهل من
المعرفة التي تحويها بين جوانحك: الأخبار، القراءات، الأطروحات العامرة
بالأفكار والرؤى عن هذا الفن الذي قادني إلى محبة جميع الفنون. حتى
ارتبط ـ يا صديقي ـ جهاز "كمبيوتري" بصفحتك الرئيسة، فكلما دخلت على
شبكة المعلومات؛ طالعتني صورة الصديق الجميل حسن حداد، فأجدني دون شعور
مني أبتسم وأتهيأ للإبحار فيك والمغامرة معك.
نعم يا سينماتك.. في عيد تأسيسك أشعر بكل هذا الامتنان
لدورك في إشباع نهمي المعلوماتي، وبتعريفي على الكثير من سينمات
العالم، ولن أبالغ إن قلت في إثراء حياتي.. في تواصل مئات السينمائيين
والنقاد والمثقفين وجماهير القراء العرب. رغبةً في إغناء ثقافتهم،
ومتابعةً لمستجدات فنهم الأحب، وهم في كل حال يعرفون بأن السينما هي
الفن الأكمل المتداخل مع تفصيلات لانهائية في الحياة. الفن المشتبك مع
ما ندركه، ومع ما نحاول إدراكه. مع ما فسره الفن وما يحاول تفسيره بكل
احتمالات لغة السينما اللامحدودة.
عبرك يا صديقي، ومن خلالك تفاعلت آلاف النقاشات عن آلاف
القضايا المتعلقة بالسينما، فلطالما تبادلت مع أصدقاء وصديقات في مختلف
أنحاء العالم مقالات كُتبت ونُشرت بين طيّات صفحاتك الإلكترونية، ومنها
نشأت اهتمامات سينمائية لأصدقاء لم يكن الأمر يعني لهم شيئاً فأصبحوا
متذوقين متابعين حريصين على مشاهدة الأفلام السينمائية باعتبارها متعة
تزهر حيواتهم بمعان لا حصر لها. بل وتغيرت حياتهم ودروب تعاطيهم في خضم
الحياة بما ينعكس على مفاهيمهم لكثير من قضاياهم الإنسانية والوجدانية
والوجودية و.... كل ذلك بفضل كتابات النقاد المبدعين الذين اتخذوك
منبراً ينشر ما تبثه أقلامهم، وما تُشعه أفكارهم.
في عيد تأسيسك أكاد أستشعر دعوات آلاف المهتمين
بالسينما سواء أكانوا كتاباً أو قراء أو متصفحين اعتادوا مسامرتك..
دعواتهم بدوام عطاء صديقنا مُنشئ الموقع والمشرف عليه. بتلك الروح
الكريمة الواهبة بلا كلل، وبأن تظل يا سينماتك أهم موقع إلكتروني في
عالمنا العربي.. شاطئنا الذي نحط على مرافئه للاستزادة بالمعلومة
والخبر والرأي والرؤية.
عبرك أيضاً، ولهذه المناسبة الحميمة أقلّد جميع الأسماء
- التي تعاملت معك: سواء بالكتابة أو بالاطلاع - عقوداً وأوشحة من زهور
المحبة تحيط بأعناقهم النضيرة. متمنياً أن تهبني الحياة فرصة اللقاء
بهم.. سواء لقاء حقيقي على أرض الواقع، أو لقاء افتراضي عبر منتدى
(اشتعال الحوار) الذي أتمنى تفعيله في القريب، ولتكن أمنيتي الحرّى أن
تكلل فكرة "جوائز سينماتك"، وترى النور خلال العام السادس من عمرك
المديد.
عيدك سعيد يا سينماتك، فأنت متمثلاً في كل قامة عرفتك
ونادمتك وزهوت بالأنس بك ومعك، وعندما أخاطبك وأهنئك، فإني أخاطبهم
وأهنئهم جميعاً. ولتلتمع على محياهم ومحياهن ابتسامة صديقي الحبيب أبو
هديل.