من المساكن التي تحلو
لي فيها لا الزيارة فحسب بل الإقامة أيضا.. موقع ”سينماتك" الذي يشرف
عليه ويديره ويرتبه وينظمه ويحرص على تجديده واستمراره صديقي حسن
حداد.. وحده.
ووحده، أتذكر، كان
شغوفاً - قبل سنوات من حضور وهيمنة الكومبيوتر والانترنت – بجمع كل ما
يحصل عليه من قصاصات جرائد ومجلات ليحتفظ بها في ملفات يزداد حجمها
وعددها، على مر الشهور والسنوات، لتتحول إلى أرشيف ضخم وغني، يجد فيه
المهتم بالسينما مادة غزيرة تعينه في البحث والدراسة والمعرفة.
هذا الولع بالأرشفة،
عند حسن حداد، يتخذ شكلاً أكثر تطوراً ويسراً وفعالية مع إنشاء موقع
خاص له على الانترنت، غني جدا وحافل بالمواد والصور والأخبار، سرعان ما
يبدأ في استقطاب الأقلام الهامة في النقد السينمائي العربي، وليصبح
موقعاً هاماً ومتميزاً لا يمكن لعاشق للسينما، أو مهتم بها، أو راغب في
معرفة المزيد عنها، أن يمر بمحاذاة هذا الموقع دون أن يدفعه الفضول
أولاً لزيارته، ولتحثه الرغبة النهمة في المعرفة إلى تكرار الزيارة إلى
حد الإدمان،
الشغف بالسينما عند
البعض يتخذ أشكالا متعددة، من الإفراط إلى الاعتدال، لكن عند حسن حداد
يصل الشغف حد الهوس، حد الاستحواذ، حد أن يبذل أغلب الوقت ومعظم الجهد
لإشباع النفس التي لا تشبع.
لقد استضافني حسن حداد
في موقعه بكرم وشهامة، وهيأ لي موقعاً لائقاً، واهتم بأشيائي وموادي..
وعلى هذا كله أنا شاكر له وممتن.
*
أديب وناقد سينمائي بحريني