الموسيقى تنساب فى فضاء القاعة الواسعة، والشاشة العريضة
تعرض لقطات متتالية لمشاهد أغفلتها السينما المصرية منذ سنوات طويلة، فى
تجربة سينمائية مختلفة، جذبت انتباه جمهور دوَّى تصفيقه فى أطراف القاعة
بعد انتهاء عرض الفيلم، الذى يعود به المخرج تامر عزت إلى السينما بعد
تجربته الروائية الأولى فى «الطريق الدائرى»، حقق الفيلم ردود فعل واسعة
بعد عرضه للمرة الأولى ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الجونة
السينمائى، فى قسم الاختيار الرسمى خارج المسابقة.
ينتمى الفيلم لنوعية الأفلام الغنائية الرومانسية، ولكن ليس
بمعناها المعتاد، ويتطرق من خلال 3 قصص إلى الحب والاختيارات والاختبارات
الكبرى التى تتم باسم هذا الحب، وهو بطولة جماعية تجمع عدداً من الفنانين
الشباب، من بينهم عمرو عابد، وأمير عيد، ومحمد حاتم، وابتهال الصريطى،
وسلمى حسن، وبسنت شوقى، بالإضافة إلى دانا حمدان، ومن المقرر أن يخوض
الفيلم رحلة فى المهرجانات السينمائية تزامناً مع طرحه فى دور العرض
السينمائى نهاية أكتوبر المقبل.
الفيلم مغامرة إنتاجية تنتصر للحب والرومانسية.. وتناقش
أحلام الشباب
فى تجربته الروائية الطويلة الثانية، قرر المخرج تامر عزت
الخروج من صندوق السينما السائدة إلى عالم أكثر رحابة فى فيلم «لما
بنتولد»، مبتعداً عن الصراعات المعقدة ومشاهد الأكشن وإفيهات الكوميديا،
والعودة بتجربة مختلفة تجمع السينما الرومانسية والغنائية بعد عقود طويلة
اختفت فيها تلك النوعية من الأفلام من على شاشة السينما.
تامر عزت: "الرقابة" صنفت الفيلم "للكبار فقط"
يعود تاريخ العمل على «لما بنتولد» بعد انتهاء العمل على
فيلم بعنوان «مكان اسمه الوطن» عام 2005، الذى جمع المخرج تامر عزت
والسيناريست الراحلة نادين شمس، وفقاً لـ«عزت»، الذى أوضح فى تصريحاته
لـ«الوطن»، قائلاً: «الفيلم الأول كان وثائقياً عن فكرة الانتماء لدى 6
شباب مختلفين، وكانت تجربة ناجحة خاصة أن السينما التسجيلية لا تحظى بهذا
القدر من الاهتمام، وفى ذلك الوقت قررنا تقديم فيلم عن شباب فى تلك المرحلة
العمرية، وهى فئة لا تتناولها السينما بسبب ظروف إنتاجية، وتعتبر تجارب
محدودة فقط التى تدور فى هذا الإطار، ويتطرق الفيلم إلى الأسئلة التى
يطرحها الشباب فى تلك المرحلة عن الزواج والمستقبل والحياة العملية،
وغالباً تكون الأحلام التى يرغب فى تحقيقها تتعارض مع ظروفه الشخصية».
تطرق «عزت» إلى الصعوبات التى واجهته فى إنتاج الفيلم،
موضحاً: «بسبب صعوبة إنتاج الأفلام التى تخلو من نجوم الصف الأول وهى أسماء
محدودة جداً، بالرغم من أن هناك ممثلين كثيرين موهوبين للغاية، لكن
المنتجين لا يتحمسون تلك النوعية من الأعمال لأن السينما لها مقاييس
مختلفة، وفى تجربتى تدور أحداث الفيلم عن مجموعة من الشباب فى فئة عمرية ما
بين نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات، وبالتالى إذا استعنت بنجوم شباك
سيكون الأمر غير حقيقى لأنه لا يوجد نجوم صف أول فى تلك الفئة العمرية،
وبالتالى قمت بإنتاج الفيلم مع أحد أصدقائى، لأن الفكرة على الورق كانت
مخاطرة كبيرة بالنسبة للمنتجين، ولكن كان من المهم بالنسبة لى تقديم تجربة
مختلفة عما يقدم على الساحة، ووجودى كمخرج منتج وازن سطوة المنتج على
العملية الإبداعية، فأنا أدافع عن قيم فنية ومتحمل المسئولية المادية
للفيلم، وأعتقد أنه أمر صحى».
حصل الفيلم على إجازة للعرض من جهاز الرقابة على المصنفات
تحت تصنيف عمرى (+16)، حيث من المقرر طرحه فى دور العرض السينمائى نهاية
أكتوبر المقبل، وهو ما يتزامن مع مشاركة الفيلم فى عدد من المهرجانات
السينمائية منها أيام قرطاج السينمائية، ومن جانبه علق مخرج «لما بنتولد»:
«ليس لدى مشكلة مع التصنيف وأرى أنه مناسب لنوع الفيلم الموجه للناضجين ولا
يناقش قضية تهم الأطفال على الأقل قبل سن 14 عاماً، قد يكون الفيلم مسلياً
وبه أغانٍ إلا أنه يناقش أفكاراً لن يستوعبها الأطفال».
أشكر فريق عمل الفيلم بالكامل
وعن المشاهد أو القضية التى قد يصفها البعض بـ«الجريئة» فى
الفيلم، من خلال شخصية «أمين» المطلوب من السيدات ويتورط فى دخول علاقات
جنسية مقابل مبالغ مالية، قال المخرج تامر عزت: «فى مرحلة ما ظهر مصطلح
السينما النظيفة، وكان نوعاً من تغير توجه السينما المصرية بتاريخها بسبب
مصادر الإنتاج، ومن وجهة نظرى أن المشاهد الجريئة التى كانت تقدم فى تلك
الفترة كان يتم تنفيذها بطريقة فجة تجعلنى أنفر من مشاهدتها، ولكن فى
الفيلم تطرقنا إلى موضوع جرىء وقضية شائكة، بالطبع هناك موضوعات نخشى من
التطرق إليها، وأنا لا أحاول صدمة الجمهور، ولكنى أقدم الأمر بشكل مناسب،
قد تكون الفكرة ليست جديدة ولكن أعتقد أنها المرة الأولى التى يتم فيها
التطرق لتلك القضية بتلك التفاصيل والعمق فى التناول والطرح، فنحن حاولنا
الدخول بشكل إنسانى أكثر فى الثلاث حكايات التى يقدمها الفيلم، حتى فى قصة
الحب بين الشاب المسلم والفتاة المسيحية لم تكن المرة الأولى التى تقدم على
الشاشة ولكن فى الفيلم لها مذاق مختلف عن أى عمل آخر، الفيلم بشكل أساسى
معنى بالانتصار للحب».
وأشار المخرج تامر عزت إلى أن اختيار أمير عيد لتقديم أولى
تجاربه التمثيلية من خلال شخصية المغنى «أحمد»، جاء بعد بحث طويل، قائلاً:
«الشخصية فرضت علىّ الاختيار بين ممثل يجيد الغناء أو مغنٍ يجيد التمثيل،
لم أجد فى الشق الأول فبدأت البحث عن الشق الثانى، وهنا كان يجب العثور على
أحد يغنى مثل شخصيات الفيلم وسمعت مجموعة كبيرة من المنتج الثقافى الخاص
بالأغنية البديلة أو ما يطلق عليها الأندر جراوند، و(كايروكى) من الفرق
التى عملت معى وشعرت أن أمير عيد يغنى أغانى قد أسمعها فى الفيلم، وبالفعل
عرضت عليه الفكرة وتحمس لها حيث وجد أنها تحدٍ بالنسبة له على مستوى
الأغانى المقدمة فى الفيلم، وعلى مستوى التمثيل الذى كان متخوفاً منه فى
البداية، ولكن كنت أشعر أنه يشبه (أحمد) حيث إنه ينتمى لنفس الجيل الذى
يعبر عنه الفيلم».
العمل لا يشبه "Lala
Land"
والنهايات المفتوحة أمر صعب
وعن تصنيف الفيلم كعمل موسيقى، أوضح عزت لـ«الوطن»: «بشكل
نظرى الأفلام الموسيقية هى التى تضم موسيقى أو أحداثاً تشرح الدراما،
ودونها يكون الفيلم غير مكتمل وفقاً لهذا قد يعتبر الفيلم موسيقياً، ولكننا
فى مصر معتادون أن الأفلام الموسيقية على شاكلة
Lala
Land،
ولكنه لا يشبه تلك النوعية من الأعمال، هو تجربة مختلفة لا أريد تصنيفها،
ومن وجهة نظرى أن الفيلم دون الأغانى سيكون مملاً وغير مكتمل، حيث إن
الأغانى موجودة فى مناطق مفصلية فى الفيلم، شخصية أحمد المغنى كانت موجودة
منذ البداية، ولكن تضفير الأغانى مع الأحداث بهذا الشكل جاء فى جلسات من
العمل مع أمير عيد».
وتطرق مخرج «لما بنتولد» إلى النهايات المفتوحة للثلاث قصص
التى يقدمها الفيلم، قائلاً: «النهايات كانت صعبة من وجهة نظرى، وتم بالفعل
تصوير نهايات أعمق وكانت محددة، ولكن فى مرحلة المونتاج وصلت إلى قناعة أن
هذا النوع من الحكايات لا يمكن أن يقرر المخرج ما الذى ستقوم به الشخصيات،
لأنى أقدم الفيلم حتى يجعل المشاهد يفكر فى الحياة وفى نفسه، فهى ليست مجرد
قصة أقدمها كاملة وفى النهاية قررت أن أقف عند السؤال الذى تطرحه كل شخصية،
دون تقديم إجابات، وأعتقد أن تلك هى النهاية التى تنتمى لهذا الفيلم وتعيش
بشكل أكبر مع المشاهد من النهاية التى تقول له فيها كل شىء».
عمرو عابد: العمل بلا مشاهد جريئة وشعرت بالتوتر أثناء
التحضير للدور
أرجع الفنان عمرو عابد سبب موافقته على المشاركة فى بطولة
فيلم «لما بنتولد» إلى إعجابه بنوعيته الفنية، لكونه ينتمى إلى الأفلام
الغنائية الرومانسية التى أصبحت نادرة الوجود فى السينما المصرية.
وقال «عابد»، لـ«الوطن»، إن هذه النوعية السينمائية لم
تُقدم منذ أفلام الأبيض والأسود، ومن هذا المنطلق تحمس للفيلم بشكل عام
ولطبيعة دوره بشكل خاص، الذى يتمحور حول مدرب جيم يواجه أعباء الحياة مع
زوجته ويضطر للقيام بتصرفات معينة لمواجهة هذه الظروف، مضيفاً أنه لم يُجسد
شخصية كهذه فى سابق أعماله.
وعن ترشيحه للفيلم، أوضح الفنان أن المخرج تامر عزت تواصل
معه هاتفياً، والتقاه وتحدث معه عن طبيعة الدور وأبعاده الدرامية، متابعاً:
أعجبت بموهبة تامر عزت بعد مشاهدتى لفيلمه التسجيلى «مكان اسمه الوطن» حيث
أحببت الفيلم ككل بطريقة وتكنيك إخراجه وما إلى ذلك، ولذلك تحمست للتعاون
معه فى «لما بنتولد»، لا سيما أننى أحببت الخط الدرامى لشخصية «أمين» بعد
قراءتى للسيناريو.
وكشف «عابد» عن خضوعه لتدريبات بدنية لمدة 8 أشهر بواقع 5
أيام فى الأسبوع الواحد، فضلاً عن اتباعه لحمية غذائية بهدف تكوين قوام
عضلى يلائم طبيعة مهنة الشخصية كمدرب جيم، مضيفاً: «كانت مرحلة صعبة شعرت
فيها بالتوتر والخوف، وكنت حاسس إن الوقت مش كفاية عشان أعمل الشكل المناسب
لجسمى، رغم استعانتى بمدربة متخصصة للإشراف على هذه التدريبات. وأردف:
تحضرت للشخصية على الصعيد النفسى جيداً، خاصة أن «أمين» ليس بالشخص
المُعبر، حيث لا تبدو على ملامحه مشاعر الفرح أو الحزن، لأنه من الشخصيات
التى يصعب التكهن بما يفكر فيه قبل أن يصل للحظة ينفجر فيها، حيث حاولت
التحضير لهذا الجانب جيداً، وساعدتنى ورشة التمثيل السنوية التى أخضع لها
مع مدرب أمريكى، وذلك رفقة كل من صديقىَّ كريم قاسم وعلى قاسم.
وأكمل حديثه قائلاً: تحدثت مع تامر عزت عن الأبعاد النفسية
للشخصية، وحاولت السير وراء مشاعرها كى أكون أميناً فى تجسيدها، لأننى لا
أقدم فيلماً عن عمرو عابد، وإنما عن شخص يُدعى «أمين» يمر بمراحل معينة فى
حياته، ولكن لن أتمكن من الكشف عنها لعدم حرق أحداث الفيلم.
وشدد «عابد» على عدم تضمن الفيلم لأى مشاهد جريئة، موضحاً:
شاهدت الفيلم لأول مرة عند عرضه فى مهرجان الجونة السينمائى، قبل أيام، ولم
أرَ فيه أى مشاهد جريئة على الإطلاق، رغم أنه كان من السهل تقديمه بشكل
يتسم بالجرأة، فإن مخرجه تامر عزت قدمه بشكل ناعم ورومانسى، وهى الطريقة
المُحببة إليه ولذوقه فى الأفلام التى يُقدمها، بحسب قوله.
أمير عيد: الفيلم تَحَدٍّ بالنسبة لى على مستوى الموسيقى
والتمثيل.. وشخصيتى مختلفة تماماً عن "أحمد"
يخوض أمير عيد تجربة التمثيل للمرة الأولى من خلال فيلم
«لما بنتولد»، بعيداً عن الأغانى التى يؤديها خلال الأحداث، فهو يقوم بدور
«أحمد» بطل القصة الثالثة فى الفيلم التى تدور حول شاب من عائلة ثرية يتبع
شغفه فى الغناء أمام تعنت والده رجل الأعمال الذى يعده لإدارة المصنع الذى
يملكه، ليظل معلقاً بين رغبته فى الحياة ورغبة والده، حتى تأتيه الفرصة
التى كان يحلم بها.
«الجانب الموسيقى» هو السبب الأبرز الذى جذب أمير عيد إلى
تجربة «لما بنتولد»، قائلاً: «الأمر كان تحدياً بالنسبة لى أن أقوم بكتابة
أغانٍ مدتها قصيرة جداً تعبر عن مشاهد فى الفيلم أو تشرح أحاسيس الشخصيات،
وهى تجربة جديدة شعرت أنى سأتعلم منها شيئاً جديداً خاصة فيما يتعلق
بالتعبير عن المشاعر بالأغانى، بدلاً من وجود راوٍ نقوم بفعل ذلك من خلال
الأغانى، لذلك تمسكت بالتجربة لأنها كانت فرصة غير متكررة».
وتابع عيد: «تطور الأمر بعد ذلك لأقوم بالتمثيل فى الجزء
الثالث من الفيلم، وكان لدىّ فضول حول مدى قدرتى على لعب تلك اللعبة أم لا،
وبالطبع لم أكن واثقاً من نفسى فى هذا الإطار لأنها ليست الشىء الذى أجيده،
ولكن مع الدعم من المخرج تامر عزت وفريق عمل الفيلم، تمكنت من أداء الدور
وأنتظر ردود فعل الجمهور حوله، لم أحصل على ورشة فى التمثيل قبل المشروع
ولكن حصلت على حصص تمثيل مكثفة مع المخرج بالإضافة إلى بروفات عديدة على
الدور، حيث قمنا بتحليل شخصية أحمد الذى ينتمى لأسرة ثرية والذى يمنعه
والده عن الموسيقى فخرج كشخص جبان، يرغب فى تحقيق حلمه ولكنه خائف فى الوقت
نفسه، ويواجه صراعاً داخلياً بين إرضاء والده أو تحقيق حلمه، قصة أحمد هى
قصة مكررة فى الحياة، الشخص الذى يحاول تحقيق ذاته، ولكن بها فلسفة مختلفة
فهو لم يكن يبحث عن شهرة أو مال ولكنه يحب الفن نفسه».
وفيما يتعلق بالجانب الغنائى فى الفيلم، قال: «قرأت
السيناريو بالكامل وعندما أصل عند مشاهد بعينها يقول لى المخرج إن هناك
مساحة لأغنية تعكس مشاعر معينة أو تتحدث عن موضوع معين، ثم يأتى دورى فى
كتابة الأغانى، الصعب فى الأمر كان التعبير الموسيقى فهناك بالتة ألوان
للشخصيات، مثلاً شخصية أمين كانت مظلمة على عكس شخصية سلمى التى كانت مشرقة
ومقبلة على الحياة، اجتهدت حتى أستطيع التعبير عن كل شخصية، وانتهيت من
الأغانى كلها قبل تصوير الفيلم».
وعن مدى التشابه بين أمير عيد والشخصية التى يؤديها فى
الفيلم، أوضح: «أحمد لا يشبهنى على الإطلاق، ظروف نشأتنا مختلفة، ولم أكن
الشخص المتردد أو الخائف حول ما أرغب فيه، منذ سن صغيرة كنت أعرف ما أريده
ومصمماً على خوضه، ولا كنت أستمع لمن يحاول إحباطى، وعلى عكس «أحمد» كانت
والدتى تدعمنى بشكل كبير، ولها فضل كبير فى ما وصلت له».
وأضاف: «أحب تجربة عمرو دياب فى التمثيل لأنه قرر التوقف
والتركيز بشكل أكبر على الغناء، وأنا أتمنى التركيز على الموسيقى وأحقق
ذاتى من خلالها، ليكون لى تاريخ فنى أكبر على الجانب الموسيقى حيث أستطيع
التعبير عن نفسى من خلاله بشكل أفضل، وهذا لا يعنى ألا أخوض تجربة التمثيل
مرة أخرى، ولكنى أريد خوض تجارب مختلفة مثل المسرح الغنائى، أو مشاريع أخرى
مثل فكرة ألبوم واحد يناقش فكرة واحدة أو قصة شخص واحد، أنا لا أخطط لشىء
بعينه حيث كنت أرفض فكرة التمثيل قبل مقابلة تامر عزت، وبالتالى الأمر
مرهون بالتجربة أو المشروع الذى سأقدمه، وهناك مشروع فيلم غنائى أقدمه مع
الفرقة من إنتاج هانى أسامة، من المقرر أن يكون جاهزاً للعرض فى عام 2020.
شريف هوارى: الموسيقى بطل رئيسى.. ولكل شخصية "تيمة" خاصة
لعبت الموسيقى التصويرية دوراً مهماً فى الفيلم، الذى ضم
تسع أغانٍ قدمها أمير عيد ضمن أحداث الفيلم، وهى التى قام بتوزيعها شريف
هوارى، بجانب تأليف الموسيقى التصويرية للفيلم فكانت بمثابة التجربة الأولى
بالنسبة له فى هذا المجال، موضحاً: «كنت من أواخر الأشخاص الذين انضموا
للمشروع، فكان الأمر مسئولية كبيرة بالنسبة لى فيما يتعلق بالموسيقى وتوزيع
أغانى أمير، فعملت على الاندماج فى المشروع من خلال أن أُضيف لما صنعه أمير
وعدم التغيير فيه قدر الإمكان، كنت أعمل صباحاً على التوزيع، وليلاً على
الموسيقى الخاصة بالفيلم، ولكنى سعيد بالتجربة المختلفة تماماً عن المعتاد
بالنسبة لى».
وأضاف «هوارى» لـ«الوطن»: «الموسيقى بطل رئيسى فى الفيلم،
عندما جلست مع المخرج تامر عزت للمرة الأولى أرشدنى لما يريده فى أن تكون
الموسيقى فى الفيلم كأنها نابعة من أمير وهو الخيط الذى حافظت عليه طوال
الوقت، فلم نعتمد على آلات كبيرة أو وتريات، ولكن كنت أحرص على بساطتها قدر
الإمكان، ولكن كانت الصعوبة فى تقديم الموسيقى معتمداً على أداة واحدة،
فكانت هناك تجارب عديدة حتى أصل للشكل النهائى الذى تم الاستقرار عليه».
وتابع: «كان دورى من خلال الموسيقى ألا يشعر المشاهد أنه
ضائع أو مشوَّش بين الثلاث القصص التى يتناولها الفيلم، وبالتالى كان من
الضرورى خلق تيمة معينة خاصة بكل شخصية أو قصة، وطوال الوقت فى نقاشات
مستمرة مع تامر لتحقيق ذلك، التجربة مميزة بالنسبة لى فنحن طوال الوقت فى
الفرقة نعمل على صورة ذهنية، ولكن فى التجربة السينمائية أتعامل مع صورة
حقيقية، وهو ما يحكمنى أكثر، فأنا مرتبط بوقت وتفاصيل وأدوات معينة، وبعد
تلك التجربة أتمنى أن أكررها مرة أخرى، ولكن (لما بنتولد) سيظل تجربة
متفردة». |