مخرج فيلم "ستموت في العشرين" يؤكد أن الحصول على جائزة
“أسد المستقبل” بمهرجان البندقية كانت مفاجأة رائعة.
السينما ليست فنا جديدا في السودان، حيث يعود تاريخها إلى
الخمسينات من القرن الماضي، لكن الإنتاج السينمائي تعطل في البلاد لأسباب
عديدة، وأغلقت دور العرض، على الرغم من أن السودان بلد يتمتع بخزان هام من
الحكايات والمواهب التي يمكن من خلالها خلق سينما تنطلق من المحلية إلى
العالمية. وربما مع بروز أجيال جديدة من المبدعين السودانيين اليوم،أجيال
طموحة، يمكن أن تعود عجلة الإنتاج السينمائي بشكل أفضل.
الجونة (مصر) – لم
يكن أمجد أبو العلاء مخرج فيلم “ستموت في العشرين” يتوقع أن يحصد جائزة
“أسد المستقبل” بمهرجان البندقية، ورغم سعادته الغامرة بهذا المنجز للسينما
السودانية فإنه يرى القادم أصعب.
وقال أبو العلاء في مقابلة معه “منذ بداية التحضير للفيلم
كان في خيالي مستوى الفيلم الذي أريد تقديمه لكن بالتأكيد لم أتوقع الحصول
على جائزة من مهرجان البندقية.. كانت مفاجأة رائعة”.
ويمنح مهرجان البندقية جائزة “أسد المستقبل” للمخرجين
الواعدين أصحاب العمل الأول.
وقال المخرج السوداني “الجائزة تعني الكثير بالنسبة إلي على
المستوى الشخصي وكذلك للسينما السودانية. أعتقد أنها ستتيح الفرصة لإلقاء
المزيد من الضوء على البلد وفنونه”.
وأضاف “سقف الطموح ارتفع، وهذا يشعرني بقليل من الخوف من
القادم. لا أتمنى أن أقع في فخ الانتظار الطويل حتى أجد عملا بنفس المستوى
فتتعطل مسيرتي”.
حكاية طفل سيموت عندما يبلغ عمر العشرين
وفيلم “ستموت في العشرين” الذي عرض لأول مرة بالعالم العربي
في مهرجان الجونة السينمائي بمصر هذا الأسبوع هو الفيلم الروائي الطويل
الأول لمخرجه بعد سلسلة من الأفلام التسجيلية، وهو السابع في تاريخ السينما
السودانية.
يتناول الفيلم قصة مزمل الذي ولد في إحدى قرى السودان
وحملته أمه إلى أحد المشايخ لمباركته لكن المفاجأة كانت في نبوءة الشيخ بأن
الرضيع سيموت عندما يبلغ عمر العشرين، فعاشت الأم طوال حياتها ترتدي الأسود
حدادا على ابنها الذي ما زال حيا أمام عينيها، وكذلك عاش الابن حبيس
النبوءة التي حرمته من الاستمتاع بأي شيء في الحياة حتى الفتاة الوحيدة
التي أحبته وأحبها.
وقال أبو العلاء “أتطلع لأن يشاهد الجمهور السوداني الفيلم،
وهذا تحد آخر، إذ لا توجد دور عرض في السودان فمعظمها أغلق منذ عقود، وحتى
مهرجان السودان للسينما المستقلة الذي بدأ قبل سنوات قليلة يقام في الهواء
الطلق”.
وأضاف “أعرف أن الكثيرين أصبحوا يريدون مشاهدة الفيلم الآن،
ومعركتنا القادمة هي توزيعه عالميا وكذلك عرضه داخل السودان، وأظن أن هناك
دار عرض جيدة في أحد المراكز التجارية سنتفق مع مسؤوليها لعرض الفيلم”.
فيلم “ستموت في العشرين” مأخوذ عن قصة قصيرة بعنوان “النوم
عند قدمي الجبل” للكاتب السوداني حمور زيادة. وبعد حصوله على حقوق النص حرص
المخرج أمجد أبو العلاء على أن تكون عناصر الفيلم معظمها سودانية.
الفيلم ينافس ضمن المسابقة الرسمية بمهرجان الجونة
السينمائي
وقال أبو العلاء “عدم وجود صناعة سينما في السودان أو بنى
تحتية لهذه الصناعة لا يعني أن أبناء السودان لا يستطيعون صنع أفلام، فنحن
اليوم في عالم مفتوح”.
وأضاف “بالتأكيد وجدت صعوبة في إيجاد كوادر فنية سودانية
مؤهلة في الإضاءة والصوت والتصوير لكن حتى مع الاستعانة بعناصر وخبرات
مصرية وأخرى أجنبية حرصت على أن تكون برفقتها مواهب سودانية شابة في كل
تخصص للتعلم واكتساب الخبرة”.
واستعان المخرج بمجموعة من الممثلين السودانيين منهم من سبق
له العمل بالسينما والبعض الآخر كانت هذه تجربته الأولى.
والفيلم بطولة مصطفى شحاتة وإسلام مبارك ومحمود السراج
وبثينة خالد وطلال عفيفي وآمال مصطفى ورابحة محمود ومعتصم رشيد.
وقال أبو العلاء “السودان بلد الحكايات غير المروية والوجوه
غير المرئية”.
وأضاف “دربت المجموعة على مدى عام ونصف حتى اكتسب الجميع
الثقة، وأصبحنا متأكدين من جاهزيتنا للتصوير”.
وحضر جميع أبطال “ستموت في العشرين” عرض الفيلم بمهرجان
الجونة السينمائي حيث ينافس ضمن المسابقة الرسمية. |