مينا مسعود: عملت في مطعم وهجرت الطب حتى أدرس التمثيل..
وعادل إمام ملهم حياتي
بطل "علاء الدين": العنصرية تسيطر على هوليود وتحرم غير
الأميركيين من الفرص الحقيقية
نجلاء أبو النجا صحافية
كان حضور النجم المصري العالمي مينا مسعود فعاليات مهرجان
الجونة في دورته الثالثة وقبوله أن يكون ضيف شرف المهرجان خبرا سعيدا لكل
محبي النجم الشاب والمعجبين بموهبته وكفاحه حتى وصل لبطولة الفيلم العالمي
"علاء الدين"، الذي حقق إيرادات بنحو مليار دولار.
مسعود شارك في حملة "اتكلم عربي"، التي ترعاها وزيرة
الهجرة المصرية، وتحدث مينا مع "إندبندنت عربية" حول التحديات التي واجهته
ليحقق حلمه بالعالمية، وسبب موافقته على حضور مهرجان الجونة ومثله الأعلى
من النجوم، وهل سيقوم ببطولة عمل مصري ومع أي نجم يتمنى أن يكون؟ كما تحدّث
عن مؤسسته الخيرية ولماذا كرّمت الممثلة المغربية نسرين الراضي.
ملاحظات على مهرجان الجونة
في البداية تحدّث مينا عن سبب قبوله دعوة مهرجان الجونة،
وقال "سمعت عن مهرجان الجونة منذ فترة، وعرفت أن هناك نجوما كثيرين يشاركون
فيه من كل الدول العربية، وهناك أيضا نجوم عالميون، وكنت أشتاق كثيرا إلى
مصر والحضور إليها لذلك قررت قبول الدعوة بكل حبّ وشوق لبلدي ولأرى النهضة
الفنية التي تعيشها وأتابع مستجدات السينما، وكنت متحمسا بشكل كبير لحضور
المهرجان وتوقعت بعض التجهيزات والاختلاف، لكن في الحقيقة ما رأيته فاق
توقعاتي وشعرت بانبهار كبير من المستوى الفني الذي رأيته على كافة
المستويات".
وتابع "في رأيي مهرجان الجونة لا يقل شيئا عن المهرجانات
العالمية، رغم أن لي بعض الملاحظات الصغيرة والتي أعتقد أنها ستتحسن مع
الوقت بحكم أن هذه هي الدورة الثالثة فقط من المهرجان".
قصة كفاح الزعيم عادل غمام كانت مصدر إلهام لمينا مسعود
(الموقع الرسمي لمهرجان الجونة)
وعن أكثر الأشياء التي أسعدته خلال زيارته لمصر وظهوره
بالمهرجان، قال "حفاوة المصريين وحنانهم وطيبتهم العظيمة أجمل ما يمكن أن
يقابله الإنسان في حياته، فقد وجدت احتفاء غير عادي وكأن كل المصريين
يعرفونني وأبلغني كل من قابلني بأنه يتابعني وفخور بي، وهذه الكلمات كادت
أن تجعلني أبكي من السعادة والاعتزاز بمصريتي".
وأضاف مينا أنه على المستوى الفني كان سعيدا برؤية نجوم
كبار تربى على فنهم ويعتبر نفسه من معجبيهم، مثل الفنانة يسرا ومنى زكي
وهاني رمزي.
عادل إمام... رحلة كفاح تحتذى
وعن رأيه في الفن المصري وهل يمكن أن يقدّم عملا مصريا ومع
منْ يفضّل أن يكون هذا العمل، قال مينا "أنا مرتبط كثيرا بالفن المصري
وتشكّل وجداني من أعمال نجوم كبار ولا يمكن أن أنكر ذلك. وأهم النجوم الذين
أراهم فخراً لأي ممثل من أصل عربي النجم الكبير عادل إمام، الذي يمثل لي
رحلة كفاح وتحدٍ وصبر طويل، حيث نحت في الصخر كما يقولون، وربما استلهمت
منه الكثير من الصفات، وكلما ضاقت عليّ السبل أثناء بحثي وسعيي في التمثيل
أتذكر رحلة عادل إمام (الزعيم)، وكيف كانت صعبة وتدرجه في الأدوار من
الصامت للمتكلم للبطولة الثالثة للأولى، حتى أصبح نجم مصر الأول والمتربع
لسنوات على عرش الزعامة دون منافس حتى الآن. وبالطبع أتمنى تقديم عمل بمصر
وعلى المستوى الشخصي أتمنى العمل مع النجم عادل إمام والنجمة يسرا، وأحبّ
أيضا الفنان أحمد السقا وأفلامه، وأعتبره من أهم ممثلي (الأكشن) في مصر".
10 سنوات من الغياب
وعن آخر زيارة لمصر، قال مينا "إنها كانت منذ 10 سنوات،
وللأسف كان غيابي عن مصر طوال هذه الفترة رغما عني لأني كنت مشغولا بشكل
كبير، وزار والدي ووالدتي مصر خلال هذه الفترة أكثر من مرة، وفعلا لم أحضر
إلى مصر إلا بعد أن تغيرت حياتي كليا، وشاء القدر أن تكون العودة بسبب
مهرجان الجونة، وإن كنت بالتأكيد قد قررت العودة ثانية لزيارة مصر حتى إن
لم أكن ضيفا على الجونة".
كفاح يستحق الاحتفاء
شهد حفل افتتاح مهرجان الجونة تقديم مسعود لأول جائزة في
مؤسسته "Eda"،
والتي أطلقها بهدف دعم الفنانين من مختلف الأعراق ممن يستحقون الدعم في
مجال التمثيل، ولكن نظرا لأصولهم وجنسياتهم لا يلقون الاهتمام الكافي الذي
يؤهلهم للوجود على الساحة العالمية، ومنح مينا الجائزة للممثلة المغربية
نسرين الراضي بطلة فيلم "آدم".
يرى مينا مسعود أنه جرى حصره في أدوار نمطية وأن هوليود
تمارس تمييزا ضد غير الأميركيين (الموقع الرسمي لمهرجان الجونة)
وعقّب مينا على اختيار نسرين للجائزة بقوله "فيلم (آدم) في
مجمله شكّل حالة إنسانية هزتني كثيرا، فهو يتحدث عن كفاح المرأة وما تتعرض
له من صعوبات، فالعمل يتعرض لاثنين من النساء يواجهن ظروفا حياتية صعبة
توجب الكفاح، وأعجبني العمل لأنه يذكرني بكفاح أمي، لذلك أحببت أن أهدي
الجائزة لبطلة الفيلم الممثلة المغربية نسرين الراضي".
أسوأ التحديات في هوليود
وعن التحديات التي قابلها مسعود في العمل بهوليود وهل واجه
تمييزا من الأميركيين، قال "عانيت كثيرا عندما بدأت التمثيل في هوليود
وشعرت فعلا بوجود تعصّب لدى الأميركيين، حيث يحصرون أي ممثل ذا أصول عربية
في أدوار نمطية، وهي الأدوار الخاصة بالشخصيات المستقاة من قصص عن
أفغانستان أو المناطق الشائكة والأقرب إلى الإرهاب، وهذا مزعج جدا بالنسبة
إليّ وأعتبره من أسوأ التحديات التي واجهتها، بخاصة أن السيطرة والاهتمام
في هوليود فقط لأصحاب البشرة البيضاء أو السود من أصل أميركي، أما أي
جنسيات أو أصول أو أعراق أخرى من أي مكان فيعانون كثيرا ولا يهتم بهم
أحد".
"اتكلم مصري"
هل إحساس مينا مسعود بشبهة عنصرية ضد العرب في هوليود كان
سببا في المبادرة التي سيقوم بتصويرها خلال الفترة المقبلة تحت عنوان
"اتكلم مصري" بهدف التنبيه إلى أهمية التمسك باللغة الأم وعدم نسيانها
بخاصة أن معظم شباب الجيل الجديد يتفاخرون بالتحدث بلغات أجنبية ونسيان
لغتهم الأصلية؟... سؤال أجاب عنه مينا بقوله "حبي للغة العربية واللهجة
المصرية أصيل داخلي وليس وليد إحساس بالعنصرية أو ما شابه، فأنا على
المستوى الشخصي أفخر بمصريتي وأحبّ الفن المصري وأتواصل مع أصدقائي
المصريين دائما. ومبادرة (اتكلم مصري) عرضتها عليّ وزارة الهجرة المصرية
وتهدف إلى ربط المصريين المقيمين بالخارج بهويتهم الوطنية المصرية، من خلال
تعلّم اللهجة المصرية واللغة العربية، وقد تعجبت جدا عندما علمت أن هناك
مصريين لا يتحدثون بالعربية ويكتفون باللغات الأجنبية فقط، ولهذا تحمست
للمشاركة في المبادرة من كل قلبي".
هجران الطب من أجل الفن
وحول اضطرار مينا مسعود إلى دراسة الفن والعمل بمهن بسيطة
حتى يستطيع الإنفاق على نفسه، قال "هذا أمر لا أنكره فقد اضطررت إلى ذلك
وعملت بأحد المطاعم من أجل مصاريف الدراسة الجامعية، وفي بداية الدراسة
اضطررت إلى دخول كلية الطب والالتحاق بقسم جراحة المخ بجامعة (تورنتو)،
أكبر جامعات كندا، ورغم حصولي على تقدير مرتفع في السنة الأولى لم أستطع
مقاومة حبي للفن وقررت الالتحاق بجامعة (رايرسون)، المتخصصة في المسرح، وهو
ما قوبل بالاعتراض من الأسرة، بخاصة أن تكلفة الجامعة مرتفعة جدا لكني
صمّمت وتحملت الكثير لأدرس المجال الذي أحبه وأعشقه وهو التمثيل، وحتى
أثبت نفسي".
الأجر والنجومية والأحلام
بعد النجومية ماذا يرى مينا مسعود من تغيرات في نفسه وأجره
وما أحلامه المستقبلية، أجاب مينا "قدّمت أدوارا صغيرة جدا وقبلت أن أتعب
وأكافح لأصل إلى حلمي الحقيقي، وقد حصلت على فرصة دور (علاء الدين) بعد
اختياري من ضمن مئات المتقدمين، وهو دور مهم وفي فيلم ضخم على جميع
المستويات، لكن لا أعتبره نجومية، فالطريق ما زال طويلا لأثبت أني حققت
نجومية أو بعض أحلامي".
ويضيف "يتخيل البعض أني حصلت على أجر ضخم من الفيلم، لكن
الحقيقة غير ذلك، فأجري لم يكن كبيرا، ويبدو أن الطريق ما زال صعبا لأنه لم
يعرض عليّ بعد الفيلم أعمال سينمائية حتى الآن، ومرّ نحو 3 أشهر ولم يتم
ترشيحي لأي شيء وهذا أعتبره تحديا جديدا".
ويردف "بالنسبة إلى أحلامي المستقبلية، أحلم بإنشاء شركة
إنتاج تتيح الفرصة لكل من لم يحالفه الحظ في هوليوود من أصحاب البشرة
الملونة مثلي. كما أتمنى أن أعمل في مجال التمثيل حتى آخر العمر، مثل النجم
الكبير عادل إمام الذي أعتبره مثلي الأعلى. وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن
أزور العالم كله فقد حرمتني الظروف من فكرة السفر والتجول بسبب ضيق الوقت
وضيق الحال".
النمطية تعطي تقييما "سيئا"
و تحدّث مينا مسعود عن تقييمه لتجربته التمثيلية وأدواره في
بعض المسلسلات الشهيرة، وقال "بكل أسف، لن أنكر أني أقيّم أعمالي السابقة
بشكل غير جيد، لسبب مهم وهو أن العديد من الأدوار التي قدمتها أدوار نمطية
وتم اختياري لأنني صاحب ملامح عربية فقط، والأغرب أن الفرصة الذهبية في
حياتي، وهي فيلم (علاء الدين) والذي قدمت به دور البطولة، أقيّمه أيضا في
خانة الأدوار النمطية التي أهّلني لها شكلي العربي أو الشرقي لا أكثر،
ولهذا أعتبر الدور نمطيا أيضا، وسأقيّم تجاربي الجديدة بشكل مختلف في حالة
واحدة وهي أن أكون مطروحا ومطلوبا لأداء أدوار عادية يقوم بها أي ممثل
أميركي وليس ممثلا بسبب شكله محصورا في خانة أدوار بعينها".
وعن أحدث أعماله، قال مسعود في نهاية حديثه "حاليا أركز على
تجسيد مسلسل جديد أصوره في شمال كاليفورنيا، بعنوان
(Reprisal)،
وهذا المسلسل كان مكتوبا لممثل أميركي واعتذر عنه وتم ترشيحي له، وأقدم به
دور
Ethan Hart
وسيعرض في نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل". |