نشر 17 يناير 2015
-9:24
pm
فاتن حمامة؛ سيدة الشاشة العربية، ابنة لموظف في وزارة التعليم، كان والدها
حريصا على أن يأخذها للفرجة على الأفلام في السينما، لتجذبها السينما وهي
في السادسة من عمرها، بعد رؤيتها لأحد أفلام الممثلة آسيا داغر، التي صفق
لها الجمهور بعد العرض، لتقول لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها،
لتبدأ رحلتها مع السينما.
كان أول ظهور لفاتن حمامة على شاشة السينما عام 1940، في فيلم "يوم سعيد"،
ولكن هناك قصة وراء هذا الظهور.
أراد الوالد أن يحقق حلم فتاته الصغيرة، فحرص على مشاركتها بمسابقة أجمل
طفلة في مصر، لتفوز الفاتنة بها، في ذلك الوقت كان المخرج "محمد كريم" يبحث
عن طفلة تمثل أمام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، فأرسل والد فاتن صورها
إلى المخرج ليجد ضالته، ويبدأ عصر فاتن مع الشاشة الذهبية.
اقتنع "محمد كريم" بموهبة فاتن الطفلة ذات الست سنوات، وبعد أربع سنوات،
تؤدي فاتن دورها الثاني في فيلم "رصاصة في القلب" أمام محمد عبدالوهاب
أيضا، وبعد فيلمها الثالث "دنيا" انتقلت عائلتها إليى القاهرة، لتدخل فاتن
المعهد العالي للتمثيل عام 1946.
سيدة الشاشة العربية، جاء هذا اللقب الذي أطلقه النقاد على فاتن حمامة وهي
في الثالثة والعشرين من عمرها، بعد بطولتها لفيلم "موعد مع الحياة" 1954،
الفيلم أنتجته شركة إنتاج سينمائية قامت فاتن بتأسيسها مع عز الدين ذو
الفقار الذي تزوجته عام 1947، وبعد هذا الفيلم، أصبحت فاتن حمامة الأعلى
أجرا، ولكن تطلقت فاتن من ذو الفقار عام 1954، لتتزوج بعدها بعام واحد
الفنان عمر الشريف.
غادرت حمامة مصر عام 1966، ولم تعد إليها إلا بعد وفاة الزعيم جمال
عبدالناصر عام 1971، وقد غادرت احتجاجا على الأوضاع السياسية التي تطورت في
مصر بعد ثورة 52، كما عرضت عليها المخابرات المصرية التعاون معها، لكن
رفضها آدى إلى التضييق عليها، فكانت لا تستطيع السفر والمشاركة في
المهرجانات العالمية، ولكن استطاعت بعد تخطيط من السفر، وكانت تتنقل في تلك
السنوات بين بيروت ولندن.
قال عنها جمال عبدالناصر إنها "ثروة قومية" وطلب من أصدقائها أن يقنعوها
بالعودة إلى مصر، ولكن لم تعد إلا بعد وفاته، وجاءت أفلامها بعد عودتها
ناقدة لوضع المرأة في المجتمع المصري، مثل فيلم "أريد حلا" الذي انتقد
قوانين الزواج والطلاق في مصر، كما كانت أفلامها مثل "امبراطورية ميم" تحمل
دعوة إلى الديمقراطية.
نشر 17 يناير 2015
-11:54
pm
فاتن حمامة..
وأصبحت الشاشة العربية بلا سيدة
محمد إسماعيل
"موعد مع الحياة" عنوان فيلم قدمته في سبعينيات القرن العشرين فكان السبب
الرئيس في لقب "سيدة الشاشة العربية"، إلا أنه وبصباح اليوم باتت الشاشة
العربية بلا سيدة، لأنها أوفت بموعدها مع الحياة. غير أن مقعدها سيبقى
شاغرا. بعد أن غيب الموت فاتن حمامة التي اعتبرها كثيرون علامة بارزة في
تاريخ السينما العربية بمعاصرتها عقودا من تطور السينما المصرية.
أجمل طفلة في مصر
في الصباح، سقطت على إيقاع هادئ، يشبه الحياة التي عاشتها، فرحلت محملة
بذكريات زمن الفن الجميل، خاتمة مسيرة تشعبت في 94 فيلم، بدأتها في وقت
مبكر حين فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها عام 1940 إلى
المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تمثل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب
في فيلم "يوم سعيد"، وبعدها استطاعت إنشاء موضع قدم لها في السينما المصرية
وتوالت مشاركتها في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي.
نجمة القرن
حصدت العديد من الجوائز والكثير من التكريمات، ففي عام 2000 منحت جائزة
نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، وفي استفتاء حول أفضل
مئة فيلم مصري بمناسبة مئوية السينما عام 1996 جاءت فاتن حمامة في المرتبة
الأولى، حيث تضمنت القائمة أكبر عدد من الأفلام التي شاركت في بطولتها
متقدمة غيرها من الممثلات المصريات في القرن العشرين، واختيرت نجمة القرن
العشرين في مهرجان الإسكندرية 2001.
حكاية وراء كل باب
عملت أيضا في مجموعة من المسلسلات التلفزيونية القصيرة بعنوان "حكاية وراء
كل باب"، والتي جمع أفضل ما فيها فيما بعد في فيلم سينمائي بنفس العنوان،
وأدت فاتن حمامة دور البطولة به أيضا.
وجه القمر
عام 2000 عادت فاتن حمامة للعمل الفني بعد غياب طويل من خلال مسلسل "وجه
القمر"، إلا أن عودتها صاحبتها ضجة إعلامية، حيث انتقدت في المسلسل العديد
من السلبيات بالمجتمع المصري، لكن رغم هذه الضجة اختيرت حمامة كأحسن ممثلة
ومسلسل "وجه القمر" كأحسن مسلسل.
مهرجان كان
كانت الخمسينيات بداية ما سمي العصر الذهبي للسينما المصرية. حلقت حمامة
إلى مهرجان كان السينمائي في فرنسا، بفيلم "لك يوم يا ظالم" عام 1952،
وبمرور عامين حلقت مرة أخرى في سماء فرنسا عام 1954 بفيلم يوسف شاهين "صراع
في الوادي" الذي كان منافسا رئيسيا في مهرجان كان السينمائي.
صراع في الوادي
عام 1947 تزوجت من المخرج عزالدين ذوالفقار، وفي عام 1954 انتهت العلاقة مع
ذو الفقار بالطلاق وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف، وترجع قصة لقائها
بالشريف إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم "صراع في
الوادي" وعرض يوسف شاهين الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف، ووافقت
حمامة على الممثل الشاب، وأثناء التصوير حدث الطلاق بينها وبين وزوجها عز
الدين ذو الفقار.
نشر 18 يناير 2015
-5:06
am
طارق الشناوي:
فاتن حمامة طفلة أجبرت الجميع على احترامها
عبدالله الصاوي
طفلة في التاسعة، أجبرت المخرج محمد كريم، الذي اكتشفها وقدمها في فيلم
"يوم سعيد"، إنتاج عام 1940، على زيادة مشاهدها في وقت لم يكن فيه مكان
للأطفال، مما لفت انتباه صناع السينما آنذاك، فقد كان محمد كريم أحد بناة
السينما، وهو من قام بتأسيس معهد السينما، وكان اختياره للطفلة فاتن حمامة
مميزا، لاسيما من بين عشرات الأطفال.
وبعد أربعة أعوام، شاركت حمامة مع كريم في فيلم من إخراجه وهو "رصاصة في
القلب"، وبعدها بعامين كان موعدها مع فيلم "دنيا"، وهنا كانت حمامة أمام
تحدٍ كبير، حيث كان عمرها 15 عاما.
هكذا بدأ الناقد الفني طارق الشناوي تصريحاته الخاصة لـ"دوت مصر"، حيث أشار
إلى أن فاتن حمامة عبرت عن أمر هام، وهو النجاح، وكان الجمهور معها دائما،
فأراد من هذه الطفلة أن تكبر وتكون شابة، وهي الأخرى وثقت بأنها تكبر،
وأضاف الشناوي: "لو أراد الجمهور إغلاق صفحتها الفنية لفعل".
وقال الناقد الفني إن المخرجين بدورهم رأوا فيها "النجمة"، ودلل على ذلك
بأن عدد كبير من المخرجين الصغار، الذين كبروا فيما بعد، اختاروها لتكون
نجمة أفلامهم، مثل حسن الإمام، ويوسف شاهين، وكمال الشيخ.. فقدمت مع حسن
الإمام فيلم "مملكة جهنم"، وقدمت مع يوسف شاهين فيلم "صراع في الوادي"،
وكان الفيلم الأول للمخرج العالمي الراحل.
واختتم الشناوي تصريحاته لـ"دوت مصر" قائلا: "فقد الوطن العربي بأكمله
فنانة من أعظم فناناته، من المحيط إلى الخليج، لأن فاتن حمامة فنانة حققت
نجاحات لم تحققها فنانة من قبل".
نشر 18 يناير 2015
-6:43
am
فاتن حمامة "مكتشفة النجوم"
من عمر الشريف إلى نيللي كريم
عبدالله الصاوي
استطاعت النجمة المميزة فاتن حمامة أن تحقق العديد من النجاحات، بمشاركتها
في عدد من الأعمال الفنية التي أثرت السينما المصرية، ما جعلها تنال مكانة
كبيرة لدى جمهورها، وساهمت في العديد من الأعمال التي غيرت مسار المجتمع.
ففي فيلم "أريد حلا" أبرزت حمامة مشكلات المرأة واستطاعت من خلاله أن تساعد
في إيجاد حلول لها، وبفضل هذا الفيلم بالفعل تغيرت القوانين، ولم تقف
إسهاماتها عند ذلك، فقد ساعدت على ظهور عدد من الوجوه الجديدة الذين أثروا
عالم الفن بأفلامهم، وسطعت أسماؤهم في سماء الفن.
رفضها لشكري سرحان أنتج نجم مصري عالمي
عندما تعاقدت فاتن حمامة على بطولة فيلم "صراع في الوادي"، كان من المفترض
أن يشاركها بطولته شكري سرحان، إلا أن رفضها له، جعل المخرج يبحث عن وجه
جديد، لكي يقوم بدور البطولة أمامها، ما أدى إلى ظهور عمرالشريف، الذي اتجه
بعد ذلك إلى السينما العالمية.
طفل مراهق أراد التمثيل وأصبح نجما كبيرا اسمه هشام سليم
الجميع على علم بمدى قوة علاقة الصداقة التي كانت بين سيدة الشاشة العربية
وصالح سليم على المستوى العائلي، صالح سافر إلى الخارج، وذهب الطفل الذي
كان يخطو خطواته الأولى في مرحلة المراهقة إلى حمامة، وقال لها: "يا طنط
أنا عاوز أمثل"، وجدت به حمامة أنه يستحق لمنحه فرصة، وأصبح هذا الولد بعد
ذلك الفنان هشام سليم، ابن لاعب كرة القدم الشهير صالح سليم.
أحمد سلامة طفل التليفزيون الذي أصبح نجما بعد ذلك بفضلها
فاتن حمامة هي التي اكتشفت أحمد سلامة، حيث كان طفلا ضمن الأطفال الذين
يقدمون أعمالا في التليفزيون المصري، أخذته سيدة الشاشة العربية معها في
فيلم "أفواه وأرانب"، وشاهده أغلب النجوم في ذلك الوقت، وأصبح بعد ذلك من
الممثلين الذين لهم باع في الفن المصري.
بعد "أفواه وأرانب" أصرت حمامة على مشاركة محسن محيي الدين في "ليلة القبض
على فاطمة"
قدمت أيضا، سيدة الشاشة العربية محسن محيي الدين إلى الجمهور، من خلال فيلم
"أفواه وأرانب"، وبعد أن أثبت لها وللجمهور أنه ممثل صاحب كاريزما، كانت
النتيجة أن أصرت حمامة على أن يكون معها في فيلم "القبض على فاطمة".
فاتن حمامة مكتشفة المخرجة إيناس الدغيدي
لا يعلم كثيرون هذه المعلومة، ولكن بالفعل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة،
هي التي اكتشفت المخرجة إيناس الدغيدي، وقدمتها إلى مجال الفن، وكان ذلك في
فيلم "أفواه وأرانب"، حيث كانت إيناس تجسد دور نهى خطيبة بطل الفيلم محمود
ياسين.
فاتن حمامة اكتشفت الكينج محمد منير
سيدة الشاشة العربية هي التي اكتشفت المطرب محمد منير، حيث شارك معها في
فيلم "يوم مر ويوم حلو" في عام 1977، وهو نفس العام الذي قدم فيه منير أول
ألبوماته، الذي كان يحمل عنوان "علموني عنيكي".
سيمون وعبلة كامل كانا يومهما مرا وأصبح حلوا بعد أن عملوا مع فاتن حمامة
المطربة سيمون، والفنانة عبلة كامل، من اكتشافات سيدة الشاشة العربية فاتن
حمامة، حيث أشركتهما حمامة معها في فيلمها "يوم مر ويوم حلو" في عام 1977،
حيث كانتا في بداية حياتهما الفنية.
نشوى مصطفى كانت تلميذة عند فاتن حمامة ما دفعها للتمثيل
نشوى مصطفى من اكتشافات سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، حيث شاركت معها في
مسلسل "ضمير أبلة حكمت" في عام 1991، وكانت تجسد دور عبير إحدى تلميذاتها
في المدرسة التي كانت حمامة تعمل ناظرة فيها، وكانت نشوى في ذلك الوقت
تلميذة بالفعل في السنة الأولى بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
آخر أعمال فاتن حمامة اكتشفت أربعة نجوم كبار
آخر ما قدمته فاتن حمامة كان مسلسل "وجه القمر"، مع الفنانين الكبار أحمد
رمزي، وجميل راتب، وحينها اكتشفت سيدة الشاشة أربعة ممثلين أصبحوا نجوما
بعد ذلك، وهم: أحمد الفيشاوي، غادة عادل، علا غانم، ونيللي كريم، وحرصت
حمامة على اختيار الممثلين بنفسها، بمشاركة مخرج العمل عادل
الأعصر، وبالفعل بعدما تقدم لها العديد من الشباب في ذلك الوقت، وقع
اختيارها على الأربعة الذين تم ذكرهم، الأمر الذي يؤكد حرص حمامة على
اختيار المشاركين في أعمالها، حيث أن الفنانين الذين ذكرنا أسماءهم،
نجوم بالفعل، سطعت أسماؤهم في عالم الفن.
نشر 18 يناير 2015
-10:20
am
هل تسبب أحمد رمزي في طلاق فاتن حمامة من عمر الشريف؟
إسلام مكي
علاقة فاتن حمامة بعمر الشريف وأحمد رمزي
كان عمر الشريف وأحمد رمزي صديقين قبل دخولهما مجال الفن، فكانا
زميلين في مدرسة فيكتوريا، وتزوجت فاتن حمامة من عمر الشريف، وظل رمزي صديق
مقرب لهما، وكان هو الآخر يحمل نوعا من مشاعر الحب والإعجاب تجاه فاتن
حمامة، التي لم يعلن عنها، ولكن ذكرت في مذكرات المخرج الراحل عاطف سالم.
فاتن نقطة ضعف أحمد رمزي
كان من ضمن روايات ابن الفنان الراحل أحمد رمزي، في مذكرات سالم، أن فاتن
حمامة كانت نقطة ضعف والده، وأنه كان لا يرفض لها طلبا، وكان فيلم"أيامنا
الحلوة" أول البطولات
التي جمعت بينهما، كما كان رمزي ينوي الاعتزال مبكرا وقتها، ولكنها
أقنعته بمشاركتها في سباعية "حكاية وراء كل باب"، وقرر بعدها الغياب مرة
أخرى عن الفن والتمثيل ودخل في مشروع لتجارة السفن واليخوت في أواخر
الثمانينيات، ولكنه خسر خسارة كبيرة وتراكمت عليه الديون، وأقنعته حمامة
بالعودة للعمل مرة أخرى، وعاد معها في مسلسل "وجه القمر" عام 2000.
غيرة عمر الشريف من أحمد رمزي
رغم علاقة الصداقة التي جمعت بين عمر الشريف وأحمد رمزي، بدت على
الشريف علامات الغيرة من صديق عمره، بعد تردد الشائعات حول حب رمزي لفاتن،
فقد كتب عاطف سالم في مذكراته أن أحمد رمزي كان سببا في طلاق عمر الشريف
لفاتن، حيث كانت غيرته عليها زائدة، وعلى الرغم من أن رمزي صديق عمر
الشريف، وأحد الشهود على عقد زواجه من فاتن، إلا أنه لم يغفر لعمر
عصبيته وغيرته الزائدة.
وتقول إحدى الروايات في مذكرات سالم، أنه خلال تصوير فيلم "صراع في
الميناء"، لمح مساعد المخرج بأن رمزي يحب فاتن حمامة، ما أثار غضب عمر
الشريف، الذي ذهب إلى كواليس التصوير، وضرب رمزي بقوة وألقاه في مياه السفن
الملوثة، ما أدى إلى إصابته بحروق وحساسية شديدة، وحينها اصطحب عمر
الشريف فاتن حمامة مغادرين موقع التصوير.
وعند سؤال رمزي، في تصريحات صحفية سابقة، عن ما إذا كان حقا وقع في حب فاتن
حمامة، رفض التعليق على ذلك مؤكدا أنها أفضل فنانة وإنسانة عرفها طوال
حياته، وعند طلاق عمر الشريف وفاتن حمامة، غضب رمزي من صديق عمره بشدة وظلا
لا يتحدثان لسنوات.
نشر 18 يناير 2015
-11:47
am
فاتن حمامة وعلامة واحدة فقط مميزة
حاتم منصور
المسيرة الطويلة لفاتن حمامة ستفرض نفسها حتما الأيام القادمة في عشرات
الفيديوهات والتحليلات. وستقرأ أشعارا طويلة بخصوصها. أغلب هذه الأشعار
تنطبق على غيرها.
هل كانت ممثلة موهوبة؟.. بكل تأكيد. لكن هذا ينطبق على العديدين في تاريخ
السينما المصرية. رأيي الذي لن يروق للبعض سماعه ربما مع خبر وفاتها، أن
شادية وسعاد حسني مثلا، أكثر موهبة تمثيليا منها.
هل كانت جميلة وأنيقة؟.. بكل تأكيد. لكن هذا ينطبق على العديدين في تاريخ
السينما المصرية. رأيي أن ميرفت آمين على سبيل المثال وليس الحصر، أكثر
جمالا وفتنة منها. وفي نفس الجيل تقريبا ستجد أسماء مثل مريم فخر الدين
ونادية لطفي، كأيقونات أخرى للجمال والأناقة في سينما هذا العصر.
ما المميز إذًا؟
اختياراتها بكل تأكيد، أهم ما ميّز تاريخها الفني عن غيرها. الحديث يطول في
هذه الجزئية، لكن العنصر الأهم فيها على الإطلاق، احترامها لسنها. في الوقت
الذي ستجد فيه الالتزام بأدوار تناسب عمر الفنان فعلا، نقطة لا توجد إلا في
ممثلي الصف الثاني فقط، المجبرين على قبول ذلك، بسبب عدم قدرتهم على فرض
العكس، ستجد فاتن حمامة النموذج الاستثنائي - الوحيد ربما في تاريخنا
السينمائي - للـ نجم الذي احترم عمره باستمرار، واختار بنفسه طواعية أن
يلتزم بأدوار تناسب عمره فعلا.
التعايش مع فكرة التقدم في العُمر فكرة مزعجة للبشر عامة، ومزعجة أكثر
للإناث بصفة خاصة، وتنتقل من خانة مزعجة إلى خانة مرعبة للنجمات. هذا عمل
تحتاج فيه باستمرار إلى مخاطبة صورة ما في ذاكرة جمهورك. صورة جزء كبير
منها يتعلق بشكلك وطبيعة الأدوار التي حققت نجوميتك، بكل صفاتها ومنها طبعا
الصفة العمرية. دعك من أن التعايش مع الفكرة، معناه بشكل ما تخليك عن
نطاق (الأنثى الجميلة الجذابة)، وهو نطاق صعب نفسيا على أي نجمة أن تتخلى
عنه، بعد أن تذوقت جزء من النجاح في شبابها بفضله.
يحضرني هنا لقاء تليفزيوني شاهدته منذ سنوات للفنان عادل إمام مع هالة
سرحان. في اللقاء لمح عفوا أنه اختار أن يتعايش مع عمره ويقدم أدوارا
تتناسب معه، بعد هوجة أفلام الشباب أواخر التسعينيات التي سحبت البساط من
تحت أقدامه. قاطعته هالة في دهشة تلقائية (طب وهو ده اختيار؟!)، فكانت
إجابته بتلقائية أشد (أيوة).
لاحظ هنا أنه حتى أواخر التسعينيات كان لا يزال مصمما على لعب دور الشاب في
أفلام لم تحقق النجاح المرجو مثل (بخيت وعديلة 3 - رسالة إلى الوالي)، وأن
عدم نجاحها هو ما فرض عليه التغيير. ومع ذلك فإن هذا التغيير في السن
المُعلن لشخصياته لم ينعكس على طبيعتها نفسها، سوى في أفلام قليلة بعدها،
على رأسها فيلم زهايمر مثلا.
في أغلب الباقي ومنهم مثلا (التجربة الدنماركية - عريس من جهة أمنية -
السفارة في العمارة - مرجان أحمد مرجان)، ستجد معالم عادل إمام الشاب لا
تزال موجودة كما هى، رغم سن الشخصية في الأحداث (الجاذبية والفحولة الجنسية
- القدرة على الانتصار في شجار يدوي.. الخ). هذا ما يحدث ببساطة، عندما
ترتبط بإطارك كنجم وتحاول التمسك به، مصمما على إنكار العنصر الذي أصبح
واضحًا، وغير قابل للإنكار(معالم السن).
الفقرة السابقة تنطبق على أغلب نجومنا بالمناسبة. الأحياء والأموات .
الراحلة كانت أنضج من الغالبية. لم تنتظر نهائيا أن يطعنها الزمن ويلقي بها
من عرش النجومية، بل طعنته هى أولا بعدم تصنيفها له من الأساس كعدو،
واعتباره صديقا وفيا. وإلى حد كبير نجحت فعلا في ترويضه لمصلحتها. ربما
يعود الفضل الأول في ذلك لحقيقة بسيطة ستلاحظها في أدوارها الأولى وهي نجمة
الخمسينات والستينيات، وهي أنها مالت من البداية لأدوار الأنثى الناضجة
فكرا، وعندما تخلّت عن أدوار الشابة عمرا، لم يجد جمهورها صدمة حقيقية في
قبول وعشق ما قدمته بعد ذلك، لأنه كان امتدادا لنفس الخط.
مشوارها تضمن حوالي 100 عمل سينمائي كما تذكر بعض المصادر، وفي الفترة من
بداية السبعينيات وحتى وفاتها (45 عاما)، قدمت أقل نسبة على الإطلاق،
بإجمالي يزيد قليلا عن 20 عملا، تتضمن مسلسلين. وهي قائمة الأعمال التي
تحظى ربما بالشهرة الأكبر حاليا في تاريخها الفني كله. من جديد النضج هنا
كان صفة المرحلة.
لم تكن إلهًا بلا أخطاء كما ستقرأ وتسمع حتما هذه الأيام، وكما يروق للبعض
كالعادة الحديث عن كل نجم غادر عالمنا. وكأغلب النجوم في كل زمان ومكان،
لها أعمال متوسطة وأخرى دون المستوى، ولها أيضا تاريخ وأخبار، تعكس أحيانا
قدر ما من التدخل غير المقبول في عمل المخرج. أرى في كثيرٍ من أعمالها أيضا
قدرا مصطنعا من اللغة الخطابية والإرشادية، لكن في النهاية عندما تعصر
ذاكرتك وتحاول أن تفكر في نجم آخر في تاريخنا الفني كله حقق نجاحا وهو
طفل.. وهو مراهق.. وهو شاب.. وهو في الأربعينات... وهو في السبعينات.. لن
تجد على الأغلب اسما واحد آخر يوضع بجوارها.
ولهذا لم يكن لقبها خاص بالجمال أو الشباب أو الفتنة، بل كان لقبها نفسه
(سيدة الشاشة) انعكاسا مباشرا لصفة النضج.
ومن كل أعمالها سأختار (درس التعامل مع الزمن) كالعمل الأهم التي قدمته لنا
في تاريخها الطويل كله.
نشر 18 يناير 2015
-12:03
pm
ماذا قالت وسائل الإعلام العالمية عن وفاة فاتن حمامة؟
حسام ربيع
زوجة عمر الشريف، أيقونة السينما العربية، المدافعة عن قضية المرأة
الشرقية، ورمز الأناقة للمرأة المصرية والعربية طوال عقود، هكذا وصفت وسائل
الإعلام العالمية الفنانة الراحلة فاتن حمامة في أثناء تغطياتها لخبر
وفاتها، حيث اهتمت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية وفرنسية بمنح قرائها نبذة
عن حياة فاتن حمامة، وتأثيرها في الجمهور العربي.
إذاعة فرنسا: أسطورة السينما العربية تغادر عالمنا
قالت إذاعة فرنسا الدولية، التي وصفت الفنانة الراحلة بالأسطورة، إنها قدمت
كثير من الأفلام العظيمة التي شكلت تاريخ سينما وادي النيل، موضحة أن
وفاتها تمثل حدثا سيئا لكثير من محبي السينما، وكذلك الحركات
النسائية، فالنجمة ذائعة الصيت، ليست مجرد ممثلة سينمائية، وإنما هي نموذج
للمرأة المصرية والعربية.
وتابعت الإذاعة الفرنسية، في تقريرها، مسيرة الفنانة الراحلة منذ ظهورها
الأول على الشاشة في التاسعة من عمرها، في فيلم "يوم سعيد"، مرورا بالنجاح
الكبير الذي لاقته في جميع أعمالها، والذي جعلها عنصرا أساسيا في العديد من
الأفلام التي ضمت كبار الفنانين والمخرجين.
وبفضلها عرفت السينما العربية والعالمية الممثل ميشيل شالهوب، الذي أصبح
زوجها عام 1955، يعد أن أعلن إسلامه وغيّر اسمه إلى عمر الشريف، ولكنها
بخلاف عمر الشريف، الذي قرر أن يتجه إلى هوليوود، فقد فضلت حمامة البقاء في
مصر.
وفي جميع أفلامها تقريبا، ظهرت الفنانة فاتن حمامة تدافع عن قضايا المرأة
الشرقية، التي طحنها هذا المجتمع الذكوري، وقدمت فيلم تحت عنوان "أريد
حلا"، الذي يشرح معاناة المرأة المطلقة في العالم العربي والإسلامي.
"بي بي سي": رحيل أيقونة السينما العربية
وصفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فاتن حمامة بأيقونة السينما
العربية وأشهر الممثلات في مصر، مشيرة إلى أن النجمة التي تعرف
في بلادها بأنها "سيدة الشاشة العربية"، كانت نجمة العصر الذهبي للسينما
المصرية، حيث لمعت خلال الخمسينيات في أدوار مع عمر الشريف، الذي أصبح
زوجها فيما بعد وأديا معا أدوارا ثنائية رائعة، من بينها: "نهر الحب"
المأخوذ من الفيلم الكلاسيكي الروسي " Anna
Karenina"، كما
أن أفلامها ركزت على حقوق المرأة والظلم الاجتماعي.
"لوباريزيا": السيدة الأنيقة تغادر عالمنا
وقالت صحيفة "لوباريزيا" الفرنسية، إن فاتن حمامة تصدرت هي وزوجها عمر
الشريف شباك السينما في الوطن العربي، خلال فترات طويلة، إضافة إلى أنها
لعبت بطولة العديد من الأفلام لكبار المخرجين، ومن بينهم يوسف الشريف، وعلى
الرغم من طلاقها من عمر الشريف عام 1974، إلا أن الممثل العالمي لا يكف عن
ترديد أنها الحب الوحيد في حياته، وتوضح الصحيفة أن الزوجين ظلا حتى الآن
الثنائي الأكثر لمعانا وجاذبية في السينما المصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن دفاع فاتن حمامة عن حقوق المرأة ظهر واضحا في العديد
من أفلامها خلال الفترة بين الخمسينيات والسبعينيات، وخاصة فيلمها "أريد
حلا" الذي جعل القضاء يراجع قوانينه ليسمح للمرأة بطلب الطلاق، مضيفة: "هذه
السيدة الأنيقة والشهيرة برقتها وكرمها، كانت متواضعة أيضا وتضفي سياجا حول
حياتها الخاصة"، لافتة إلى أنها حصلت على العديد من الجوائز خلال مسيرتها،
ومنها "أهم ممثلة في البلاد" خلال ذكرى مئوية مولد السينما المصرية، وفق
موقع "IMDb".
"إيه بي سي" الأسترالية: سيدة الشاشة العربية ترحل في عمر 83 عاما
اهتمت قناة
ABC
الأسترالية أيضا بتغطية خبر وفاة الفنانة المصرية، واصفة إياها بأنها "سيدة
الشاشة العربية"، مسلطة الضوء على بعض أفلامها، التي أدتها مع زوجها عمر
الشريف ومع عندليب الأغنية العربية عبد الحليم حافظ، إضافة إلى كونها واحدة
من رموز العصر الذهبي للسينما المصرية، كما نقلت القناة نعي الرئاسة
المصرية، في بيان صدر تعقيبا على وفاة فاتن حمامة: "مصر والعالم العربي
فقدا قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية
الراقية".
"فاريتي" الأمريكية: نجمة القرن تغادر عرش السينما المصرية
ومن جهته اهتم موقع "Variety"
الأمريكي، بتذكير الجمهور العالمي بفيلمها "Cairo"،
مشيرا إلى أنه الأشهر كونه باللغة الإنجليزية، مشيرا إلى أن فاتن حمامة
ظهرت في أكثر من 100 فيلم، أغلبها كان بجانب زوجها عمر الشريف الحاصل على
جائزة "جولدن جلوب" ثلاث مرات، مضيفا أن النجمة المصرية شاركت في العديد من
الأفلام المهمة، كما اعتبرتها منظمة الكتاب والناقدين في 2011 خلال مهرجان
الإسكندرية الدولي للفيلم بأنها "نجمة القرن".
نشر 18 يناير 2015
-12:06
pm
6
أسباب جعلت فاتن حمامة تأسر قلوب متابعيها
ناهد سمير
على مر عقود من الزمن، أبهرت مشاهديها برقتها وجمال إطلالته وروعة أدائها،
فاستحوذت على قلوب الملايين من متابعيها على الشاشتين الكبيرة
والصغيرة، الفنانة الراحلة فاتن حمامة التي تمتعت بمكانة كبيرة لدى الجمهور
المصري، بمختلف أعماره، لأسباب عدة تباينت من شخص لآخر، كان أهمها:
الرومانسية
التي تلقى استحسان الكثير من الرجال، الذين يحلمون بحبية أو زوجة مثلها،
لها نفس طريقتها في الحب والتعبير عن المشاعر.
الدموع
التي
جعلت فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية، حيث اكتشفها مخرج سينمائي خلال
مسابقة للأطفال، مؤدية لمشهد مصحوبا بالبكاء، فقرر المخرج مشاركتها في فيلم
سينمائي بعد ذلك.
الفساتين
التي تخطف قلوب الرجال لمجرد رؤيتها من بعيد، حيث اعتادت الفنانة الراحلة،
ارتداء الفساتين في غالبية أدوارها، إضافة إلى أن ذلك الأمر رفع من شأنها
لدى الكثير من الفتيات والسيدات، اللاتي جعلنها رمزا للموضة وقتما كانت
الفساتين منتشرة كزي للنساء، كما تمثل أنها "نوستالجيا" للنساء اللاتي لم
يعدن يرتدين الفساتين الآن.
تسريحة شعرها
تميزت تسرحية شعرها بالبساطة، فكانت تجذب الأنظار.
إمبراطورية ميم
دور الأم الذي قدمته فاتن حمامة في هذا الفيلم أضاف لها الكثير
لدى جمهورها، خاصة أنها بدت أما متفهمة لطبيعة أولادها، في فترات المراهقة،
ليس هذا فحسب بل كانت فاتن حمامة، الدكتور النفسي لجمهورها، حيث وصلها عدد
كبير من "الجوابات" المليئة بالاستفسارات عن الحب، خاصة من البنات،
وكانت تحاول الإجابة عن كل الأسئلة.
الثقافة
ومن الأمور التي جعلتها أيضا في الريادة لدى جمهورها، أنها كانت تقرأ في كل
شيء، السياسة، الفن، الرياضة، وغيرها، على اعتبار أن الفنان لابد أن يكون
متطلعا على الكثير من الأمور لأنه يوجه مشاهديه من خلال أعماله الفنية،
إضافة إلى قدرتها على اختيار أدوارها.
يذكر أن فاتن حمامة توفيت أمس السبت، إثر وعكة صحية مفاجئة تعرضت لها منذ
أسابيع، استدعت نقلها لمستشفى دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر، تحت إشراف زوجها
الدكتور محمد عبد الوهاب.
نشر 18 يناير 2015
-1:42
pm
شاهد أشهر فساتين فاتن حمامة
أماني عماد
إنها ذات الوجه الملائكي الذي غنى له فريد الأطرش "يا أبو ضحكة جنان"، وشدا
لها عبد الحليم حافظ "كان يوم حبك أجمل صدفة"، وطار بها محمد فوزي مغنيا
"طير بينا يا قلبي ولا تقوليش السكة منين".
دائما ما كانت تطل سيدة القصر الفنانة فاتن حمامة على الشاشة بفساتينها
التي أكسبت طلتها طابعا خاصا في ذهن محبيها.
فاتن حمامة تسبق ميدلتون إلى الموضة
اشتهر الفستان الذي ارتدته فاتن حمامة في مشهد كتب كتابها في فيلم "لا
أنام" من إنتاج 1957 م، والذي احترق بعد ذلك في المشهد الذي تلاه، وزادت
شهرة الفستان عندما قارنه جمهور فاتن حمامة بالفستان الذي ارتدته الأميرة
كيت ميدلتون في حفل زفافها على الأمير ويليم في لندن عام 2011؛ ذلك الحفل
الذي اشتهر باسم "زواج القرن".
لم يكن فستان الفرح
ترددت الأقاويل بأن ذلك الفستان هو فستان زفاف فاتن حمامة على الفنان عمر
الشريف، ولكن الحقيقة أنه الفستان الذي ارتدته في مشهد زواجها بعمر الشريف
في فيلم "سيدة القصر".
فساتين "موعد غرام"
اشتهرت فساتين فاتن حمامة التي ارتدتها في فيلم موعد غرام، خاصة تلك التي
ارتدتها وقت غناء عبدالحليم حافظ لها "حلو وكداب" و"كان يوم حبك أجمل
صدفة".
فستان "الخيط الرفيع"
نال فستان "حمامة" الذي ارتدته في مشهد من فيلم الخيط الرفيع "1971" شهرة
واسعة، ولم يخطف الفستان وحده الأضواء بل شاركه الحوار بسبب بعض التشبيهات
التي استخدمت فيه، وأجمع معظم النقاد بعد ذلك على أن الجمل الحوارية بذلك
المشهد من أرقى الجمل التي استخدمت في الأفلام السينمائية المصرية.
فيلم الخيط الرفيع من تأليف إحسان عبد القدوس "قصة وحوار"، ويوسف فرانسيس
"سيناريو"، ومن إخراج بركات.
فستان "القلب له أحكام"
اشتهر الفستان الذي ارتدته سيدة الشاشة في فيلم "القلب له أحكام" لتزعم
أنها على مستوى أعلى من مستواها، وهي في الواقع في أحداث الفيلم لا تملكه.
فستان "نهر الحب"
اشتهر كذلك فستان فاتن حمامة الذي ارتدته في فيلم "نهر الحب" في مشهد
الرقصة الذي جمعها بالفنان عمر الشريف.
نشر 18 يناير 2015
-2:09
pm
ماذا قال أنسي الحاج عن فاتن حمامة وزمنها الجميل؟
عبد الله غنيم
حكى الشاعر اللبناني الراحل أنسي الحاج عن لقاءات ثلاثة جمعته بسيدة الشاشة
العربية، في مقال عن فاتن حمامة نُشر قبل عامين بجريدة الأخبار اللبنانية،
يحكي أنسي عن أزمة معاصرة الزمنين والوقوع في شرك المقارنة بين الزمن
الجميل وزمن الهبوط.
يقول أنسي قبل الاسترسال في سرد مواقفه مع "أرقى صورة في الفن المصري" حسب
تعبيره: "تظن أنْ ليس في وجهها غير العذوبة والأنوثة، لكنك لا تلبث أن
تكتشف السخرية، سخرية لطيفة أخوية، وسخرية متمردة كهبّة نسمة حرير،
وسخرية إذا غضبت فكشجرة ورد تُزايد على الريح التي تراقصها".
يصف أنسي الحاج عيني فاتن بأنها أجمل من عيني الجيوكوندا، يقول إنها جسّدت
"البنت" في المطلق: "البنت التي يُخاف عليها، التي تستثير فيك طبائع
الحماية، البنت الوسط بين الطفلة والمراهقة، والمراهقة ومراهقة أكثر نضجا،
البنت التي، من فرط نضارتها وإدخالها الروح إلى حياتك، لا تريد لها أن تكون
إلا معك. ومن ذا يود أن يسمع اسمه من صوت آخر بعد أن تناديه فاتن حمامة
باسمه؟ والارتعاشات أو الدموع غير الظاهرة التي ميزت صوتها، ارتعاشات
كحِيل الأولاد الخائفين من قسوة الكبار، دموع نجاة تارة وخوف طورا،
دموع من خبر الحياة قبل أن يولد".
ومضى أنسي الحاج يحكي في مقاله المنشور:
في منتصف ستينيات القرن الماضي زارت بطلة "دعاء الكروان" وزوجها عمر الشريف
بيروت. كنت، إلى جانب عملي في "النهار"، أترأس تحرير مجلة "الحسناء" التي
كادت تتحول معي إلى مجلة أدبية. كانت سونيا بيروتي كبرى المحررات في
المجلة وعلى صلة بمعظم المشاهير. فاتحتها، كما فاتحت رفيقتنا حنان الشيخ،
(ولا أذكر إن كان الزميل رفيق خوري قد انضمّ إلينا يومها) في شأن إجراء
مقابلة مع فاتن حمامة تكون موضوع غلاف العدد، قالت نحاول.
كانت مكاتب "الحسناء" تحتل مكان "النهار" القديمة في سوق الطويلة، وكان
الوصول إليها يقتضي صعود درج ضيق معتم من عهد العثمانيين له أول وليس له
آخر. وعوض أن أقوم أنا وسونيا وحنان والمصور وسائر الفريق بزيارة الفنانة
الكبيرة في الفندق كما يقتضي الواجب والذوق، فوجئت بفاتن حمامة تدلف من
الدرج العثماني وتسألني: "إزيَّك يا أستاذ أُنسي؟" كان وجهها الملهم قد
سكنني كما سكن الملايين من زمان عبر أفلامها، (بدأت أول أدوارها في الخامسة
أو السادسة من عمرها مع محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد")، لكني لم أكن
أتوقع هذا السحر، هذا القرب، هذا التواضع المربك. كان وبالا علي أن أسمع
اسمي بصوتها، فلم أعد من بعدها أستطيبه من فم أحد.
فاتن حمامة أرقى صورة عن الفن المصري، موقظة أخطر شعورين في المشاهد:
الإعجاب والذنب.
أمضت فاتن معنا في «الحسناء» بضع ساعات لن أنساها. أجابت عن كل الأسئلة
وكأنها تعرفنا ونعرفها من مئة سنة. تحولت المجلة وسوق الطويلة وبيروت إلى
حقول مغناطيسية خلقها حضور فاتن وعينيها المستعصيتين على الوصف وصوتها
الذي، بجاذبياته المتعددة، يتحول إلى قلب بجانب قلبك، الأول يداعب الثاني،
والثاني يقول لنفسه: إنها نعمة لا أستحقها.
كان ذلك أول لقاء، وأسعدني الحظ بلقاءات ثلاثة أخرى وهذه المرة بصحبة عمر
الشريف: مرة عابرة على غداء في مقهى "الكافي دو لا بريس" بدعوة من المرحوم
حبيب نحاس، ومرة في سهرة عند ناديا وغسان تويني في بيت مري، والمرة الأخيرة
في سهرة عند فيروز والأخوين رحباني، وكانت فيروز قد انتقلت حديثا من بيتها
القديم في أنطلياس إلى دارتها الجديدة في الرابية.
لا أنسى مشهد فاتن جالسة قرب يوسف وهبي وهو باسط جناحيه على كتفيها. كانت
ترتدي نظارات بسبب تعب عينيها من البروجكتورات. كان يوسف أكبر من أبيها،
وكان يشعر نحوها بأبوة، وكانت تستملح نكاته، وهو صاحب العبارة الشهيرة "شرف
البنت زي عود الكبريت ما يولعش إلا مرة واحدة". كنت في حينها أنشر له
مذكراته في "الحسناء" حيث يظهر زير نساء من الطراز المخيف. وسألته في
السهرة، مغتنما انشغال فاتن بحديث مع فيروز: "ما يولعش إلا مرة
واحدة؟" فأجاب بوقار أكثر هزلية من الهزل المباشر: "سيبك. هوا ما
يولعش إلا مرة واحدة كل مرة".
كانت تلك آخر مرة أتيح لي فيها السهر في حضور نجمة الشاشة المصريّة.
تغضب في بعض أفلامها "أفواه وأرانب" فتبدو مثل قطة تخرمش الستائر والهواء.
في "دعاء الكروان" لم يجسد أحد مثلها فتاة الصعيد. وتحب الفيلم
"بركات" أكثر مما تحب الكتاب "طه حسين". بنت مصر بأجمل ما فيها.
زمن لم تعد فيه فاتن حمامة صبية السينما ولا أم كلثوم مطربة مصر ولا فريد
الأطرش مجسد الرومانسية ولا شكري سرحان وأحمد مظهر فتيي الشاشة ولا عبد
الوهاب سقف الجميع، زمن أي شيء هذا؟
ليتنا لم نعش لنقارن. ليتنا ولدنا في زمن الانحدار كي نرى كل هذا الهبوط
صعودا.
نشر 18 يناير 2015
-4:27
pm
فاتن حمامة.. أيام السينما الحلوة والمرة
عبد الله غنيم
كان العالم رائقا في مصر، عام 1940، كانت مسابقات الجمال تجتذب الأطفال
والكبار، لما كانت بريطانيا تتكبد خسائرها في بداية الحرب العالمية
الثانية. حصلت الطفلة فاتن أحمد حمامة على لقب أجمل طفلة في مصر وهي بعد في
التاسعة من عمرها، ليرسل والدها الموظف بالتربية والتعليم صورتها إلى
المخرج محمد كريم، الذي كان يبحث عن طفلة للتمثيل مع المطرب الشاب حينها،
محمد عبد الوهاب، في فيلم "يوم سعيد"، ليبدأ زمن فاتن حمامة.
كان طبيعيا أن تكبر الأستاذة فاطمة، التي جسدتها فاتن حمامة عام 1952،
لتصبح منى الأم الخمسينية الوحيدة المدركة لحرية أبنائها، والمتفهمة
لمراهقة ابنها حينما اعترف لها بتقبيل الخادمة، هذا التطور يليق بـ30 عاما،
فتاة عشرينية تسعى للعمل وإثبات ذاتها، تؤسس أسرة تكبر لتصير "إمبراطورية
ميم"، ويعرض أبناؤها خيار الديمقراطية فتطاوعهم.
أفلام فاتن حمامة هي حلقات متصلة منفصلة، الفتاة والشابة التي عاشت
عشرينياتها في الخمسينيات، والمرأة الناضجة المسؤولة التي تعيش خمسينياتها
في السبعينيات والثمانينيات، بكل التحولات الحادثة في مصر بين الخمسينيات
والسبعينيات، بكل إحباطاتها وهزائمهاوانتصاراتها.
مثلا آمنة أخت هنادي في "دعاء الكروان"، بكل معاناتها مع الفقر والجهل،
وتعنت خالها الصعيدي، واصطدام القرية بالمدينة، لتأخذها حياة المدينة
وتكوّن أسرة فقيرة أيضا، ستصبح "عيشة" الأم الوحيدة لفتاتين ناضجتين في
فيلم "يوم مُر.. يوم حلو" في مفرمة الحياة في الثمانينيات، الفتاة الضعيفة
المغلوبة على أمرها في الثلاثينيات كبرت لتصير سيدة ناضجة تصارع من أجل
الحياة.
نعمة في "أفواه وأرانب"، المسؤولة عن أختها وزوجها السكير وأبنائهما
التسعة، قروية ثلاثينية، تسعى للرزق والهروب من زواج غُصبت عليه، لو لم
تتزوج الشاب الغني في نهاية الفيلم، لكانت عائشة الأرملة المقيمة مع فتاتين
وزوج إحداهما، في حياة متقلبة بين "حبة فوق وحبة تحت"، ويوم سعيد وآخر
حزين، لولا النهاية السعيدة لـ"أفواه وأرانب".
منى في "إمبراطورية ميم" السيدة العصرية، المؤمنة بحرية أبنائها وقدرتهم
على تحديد قراراتهم، ستتركهم للسفر، وستسعى للسفر إليهم في فيلم "أرض
الأحلام" فيما بعد الانفتاح، في بداية التسعينيات التي لا طعم لها، الميتة
إكلينيكيا، ستدخل مغامرات البحث عن "الباسبور" الضائع الذي يمثل وسيلتها
للهجرة، والتمتع بشيخوخة هادئة مع أبنائها المهاجرين.
يمكننا رسم ملامح المرأة المصرية عبر أفلام فاتن حمامة، الفتاة الضعيفة
الفقيرة، أو الفتاة الضعيفة الغنية، الفتاة متوسطة الحال الساعية للرقي
الاجتماعي المتمثل في التعليم الجيد والعمل الجيد، المرأة الناضجة المسؤولة
عن أسرة كبيرة، والمرأة الفقيرة التي تجمع بين ضعف وقوة يمكنانها من الحياة
في زمن متخبط.
يمكن رسم خريطة اجتماعية وسياسية من أفلام سيدة الشاشة العربية، خمسينيات
الرغبة في البناء، والتحرر، سبعينيات الحرب، ثمانينيات الانفتاح، تسعينيات
اللا طعم، انحسار الجمال القديم وطغيان الموجات الجديدة التابعة للانفتاح
على الحياة.
لم نذكر الستينيات في "تايم لاين" أعمال فاتن حمامة، التي اضطرتها
التقييدات السياسية عام 1966، للهروب أو السفر والحياة بين بيروت ولندن بعد
رفضها التعاون مع الأمن، ورفضها للاعتقالات القسرية التي يتعرض لها
المعارضون آنذاك، إلا أن إلحاحا من ناصر على المثقفين والفنانين لإقناعها
بالعودة أرجعها إلى مصر، لتبدأ مرحلة السيدة فاتن، والأيام المُرة والأيام
الحلوة.
نشر 18 يناير 2015
-5:39
pm
هل سعت المخابرات إلى تجنيد فاتن حمامة؟
هند بشندي
رحلت سيدة الشاشة العريبة، فاتن حمامة، بعد بلوغ سن الـ84، عقب إصابتها
بسكتة قلبية مفاجئة، مساء أمس السبت.
أثارت الراحلة العديد من الأقاويل خلال فترة الستينيات، خاصة بعد تصفيتها
لأعمالها ومغادتها مصر، متجهة إلى باريس، نتيجة مطاردتها من المخابرات
العامة وقتها، وبالتحديد من رئيس الجهاز، صلاح نصر، وفقا لما صرحت
به اعتماد خورشيد.
شاهدة على انحرافات صلاح نصر
كشفت الفنانة اعتماد خورشيد، في مطلع التسعينيات، العديد من الاعترافات
المثيرة التي أدلت بها في الكتاب المشهور "شاهدة على انحرافات صلاح نصر"،
في نهاية 1989، والذي طُبع 6 مرات خلال 3 أشهر، فقد تزوجت اعتماد من المصور
أحمد خورشيد الذي يكبرها بـ27 سنة، وأنجبت 3 أبناء، وهي تنتمي للأسرة
المالكة، وهو السبب الرئيسي وراء معاناتها المريرة من رئيس المخابرات
العامة المصرية، صلاح نصر، الذي تزوجها رغما عنها بعد أن أجبر زوجها على
تطليقها، بحسب ما نشرته في كتابها.
وقالت اعتماد خورشيد، في كتابها: "كانت هناك محاولات مضنية لتجنيد فاتن
حمامة، والسيطرة عليها نظرا لشهرتها في الدول العربية، وزاد التركيز عليها
بعد قصة الحب التي نشأت بينها وبين عمر الشريف، عقب فيلم "صراع
في الوادي"، الذي صوره أحمد خورشيد".
وتسرد اعتماد قصة فاتن قائلة: "حاول عز الدين ذو الفقار زوج فاتن الانتقام
من الحبيبين، فأوعز إلى زميل دراسته في الكلية الحربية، صلاح نصر، بالتفريق
بينهما، وبدأ الأخير في مطاردتها لكنه فشل، وانتصر الحب وفرضت على عز الدين
طلاقها وتزوجت عمر الشريف".
وبحسب اعتماد، "فقد حاول صلاح نصر مطاردتها من جديد، وشعرت فاتن بذلك،
فقررت أن تصفي كل أعمالها وثروتها وتهاجر إلى باريس".
فاتن حمامة تؤكد تهديدها من قبل المخابرات
وفي 12 أبريل 1991، نشرت مجلة "المصور" حوارا لفاتن حمامة، قالت فيه:
"جاءني رجال من المخابرات، عن طريق شقيق فنان يعمل في الاستعلامات، ومعه
كتب غريبة عن الجاسوسية، طلب مني قراءتها، وقال لي: إننا نثق فيك،
وأنكِ لن تتكلمي، رغم أننا نعلم أن لك أشقاء يتكلمون، ومن أجلك أنت لم نؤذ
أحدا منهم".
وأضافت "كان تهديدا مباشرا تقريبا، وبعد أن طلب مني التعاون، فسألته:
كيف؟.. فقال: أبدا.. فقط اقرئي هذه الكتب، ومضى، وقرأت أحد الكتب، ولم
أنم لمدة أسبوع، ولم يغمض لي جفن، وكرهت النظام كله، وسافرت ولم أعد إلى
مصر إلا بعد وفاة عبدالناصر".
صلاح نصر ينفي في مذكراته معرفته بسيدة الشاشة
نفى صلاح نصر هذه الادعاءات في مذكراته، التي كتبها بنفسه، قائلا: "السيدة
فاتن حمامة، التي لا أعرفها، ولم ألتق بها في حياتي، والتي تسكن في نفس
العمارة التي كان يسكن فيها، علي أمين، أدلت بحديث صحفي فني لمجلة (آخر
ساعة)، تحدثت فيه عن أنشطتها الفنية، وعن تعرضها لمضايقات من قبل بعض أجهزة
الأمن".
وتابع: "لست أعرف مدى صحة ذلك، لكنها لم تذكرني ولم تذكر اسم المخابرات
العامة، ولم تتعرض لها، لكنني فوجئت على غلاف المجلة بعنوان يقول..
(مخابرات صلاح نصر تتعقب فاتن حمامة)".
فرفعت دعوى قضائية ضدها وضد رئيس تحرير المجلة، أنيس منصور، ورئيس مجلس
إدارة مؤسسة الأخبار، علي أمين، والتي تصدر عنها هذه المجلة، واستدعتها
المحكمة أكثر من مرة، لكنها لم تحضر، واستمر نظر القضية التي مازالت حتى
هذه اللحظة أمام القضاء.
ولم تعد فاتن إلى مصر إلا عام 1971، وكان زكريا محي الدين، رئيس الوزراء
حينها، قد استدعى الكاتب الراحل سعد الدين وهبة، الذي كان رئيسا لمجلس
إدارة الشركة العامة للإنتاج السينمائي "فلمنتاج"، في يوليو عام 1966،
وأكد له أن الرئيس عبدالناصر يرى أن "فاتن ثروة قومية، لا بد أن تعود إلى
مصر بأي شكل، وأن الرئيس مستعدا لتنفيذ كل طلباتها".
نشر 18 يناير 2015
-5:51
pm
هل باعت فاتن حمامة السعادة للناس؟
محب جميل
بعيون أحلى من الموناليزا ووجه ملائكي، ترقص مع الفنان عماد حمدي، في أحد
الأفلام، وتقول "أنا حياتي تتلخص في كلمتين، تمثيل في تمثيل"، ليرد عليها
"الكلمتين دول هما اللي بيدور عليهم أي فنان، إنتِ بتبيعي السعادة للناس".
لم يقتنع الشاعر الكبير أنسي الحاج، أن سيدة الشاشة العربية فاتن
حمامة، كانت مثالا للمرأة مكسورة الجناح المضطهدة مسلوبة الحقوق، بل "إنها
جسدت البنت والأنوثة، تلك التي تثير في الرجل طبائع الحماية، فلا يُمكنك أن
تشاهدها إلا وتخاف عليها. كما كانت مثالا للبنت الرقيقة التي يتمنى أي شخص
أن تناديه باسمه. فمن ذا الذي يرغب في سماع اسمه من شخص آخر بعد أن تناديه
فاتن حمامة باسمه؟".
ويضيف "بهرت فاتن حمامة الجميع بأداءها العفوي بلا تكلّف أو اصطناع. عندما
تضحك فلا تملك إلا أن تضحك، وعندما تبكي تسمع دموع قلبك المتحسرة. لقد
أحبها الجميع وعشقت فنها وأفلامها واحدا تلو الآخر. بدأت التمثيل طفلة في
السابعة من عمرها مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، في فيلم يوم سعيد،
عام 1939".
لكن عندما سألها أحدهم: هل خفق قلبك من أجل الحب؟
كانت إجابتها "ياه كتير أوي". ثم تابع بسؤال آخر "من هو سعيد الحظ؟" فترد
في تعجب، "هو واحد..دول أكتر من 100"، ثم تبادر بأسمائهم، "خد عندك يا سيدي
نبتدي من أول فيلم يوم سعيد"، بالتأكيد لم يكن المذيع يقصد أدوارها
السينمائية، لكنها عشقت تلك الأدوار، وكان كل دور بمثابة وجبة من السعادة
للجمهور.
مقابلة نادرة
في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي عام 1964، يقول المذيع، "لقد التقيت
بفنانات كثيرات في بيروت وهو أمر عادي، لكن هذه المرة التقيت بامرأة ومعجزة
أخرى. إن هذه المرأة الممثلة تُدعى فاتن حمامة. وهي نجمة مصر الأولى بلا
شك. ولا نعني بنجمة مصر الأولى هنا إلقاء الزغاريد والرقص بل التثميل وفقط،
وهذا ما قمت به فاتن حمامة".
بدأت فاتن حمامة السينما وهي طفلة، أردات أن تبهر الجميع. انبهر بها أحد
المخرجين عندما شاهد صورة لها وهي تبكي، فأعجب بشكل الدموع في الصورة.
أخبرها أنها ستكون نجمة سينمائية كبيرة.
كانت فاتن حمامة ممثلة تثير في المشاهد غريزتيّ الفرح والشعور بالذنب.
الفتاة البسيطة التي امتعتنا في دور "آمنة"، في دعاء الكروان، للأديب طه
حسين، وكذلك فيلم "نهر الحب" الذي أقتبسَ من رواية "آنا كارنينا" للأديب
الروسي "ليو تولستوي". إن ذلك الوجه البريء على شاشة السينما لا يملك
المشاهد أمامه سوى الافتتان. أصدق ما في فاتن حمامة هو الصدق التثميلي، فهي
تمثل بلا إداعات أو رهانات. لا تشعر لحظة بأنها تمثل. في حياتها موجة خاصة
جسدت فيها دور الأم التي تحاول استيعاب تغيرات الحياة المتتالية بداية من
إمبراطورية ميم، مرورا بأفواه وأرانب، ووصولا لفيلم يوم مر..يوم حلو، مع
خيري بشارة.
كانت فاتن حمامة تقول، "إن الجمهور كان يمطرها يوميا بالرسائل، فالرجال
يحدثوها عن أدوارها المختلفة، والبنات يطلبن نصائح باستمرار عن الحب".
وعندما يسألها المذيع مجددا، "هل تحبين الناس"، فترد "أحب الناس كثيرا،
وخصوصا أصحاب القلوب الرحيمة".
لقد كانت أيقونة للسينما المصرية كما قال عنها النقّاد. غنى لها الكثير من
المطربين الكبار، لكن من يمكنه أن ينسى فريد الأطريش وهو يغني لها: متلك يا
سكر بيدوب..يا أسمراني يا مهيوب.
المرأة المصرية
لم تغير فاتن حمامة من قناعتها على طول مسيرتها الفنية. في ضمير أبلة حكمت
كانت مثالا للأم المعنوية. لكن المجتمع المصري كان هو البطل في أفلامها.
شخصية نعمة في أفواه وأرانب مثالا لشريحة كبيرة من نساء يحاولن الهرب من
سطوة الزواج بالقوة في قرى مصر المختلفة، ولم تتضايها في الجمال سوى تلك
اللقطة في فيلم "يوم مر..يوم حلو" الذي يتناول الكفاح من أجل الحرية خلال
فترة التثمانيات. وهي أيضا تلك السيدة المدنية في "إمبراطورية ميم"، التي
سعت لتأصيل مفهوم الديمقراطية في شكل أسرة مصّغرة. وهل هناك مخرج لذلك سوى
إجراء انتخابات؟
الملائكية
رغم أن فاتن حمامة قدمت خريطة للمرأة المصرية في تقلبات المجتمع المصري،
إلا أن الجمهور كان يرغب دائما في رؤيتها دور المرأة الملائكية المسالمة،
وعندما قامت بدور الفتاة الشريرة في فيلم "لا أنام" الذي أخرجه صلاح أبو
سيف، في العام 1957، فشل الفيلم تجاريا.
قامت حمامة في هذا الفيلم بدور فتاة شريرة مصابة بعقدة تجاه والدها، فلا
تحتمل فكرة أن تستمر معه زوجة، حيث كانت تسارع إلى تدبير المكائد لزوجات
أبيها. واحتشد الفيلم بأكبر عدد من النجوم الذين لم يتح لفيلم آخر أن يجمع
بينهم في تاريخ السينما المصرية، ومنهم عمر الشريف ويحيى شاهين ورشدي أباظة
وعماد حمدي وهند رستم ومريم فخر الدين.
لكن النقّاد أرجعوا فشل فيلم "لا أنام" إلى دهشة المشاهدين أو صدمتهم في
نجمتهم المفضلة التي عودتهم على نمط محدد يبدو حتى من عناوين أفلامها
السابقة ومنها "ملاك الرحمة"، و"نور من السماء"، و"اليتيمتان"، و"أنا بنت
ناس"، و"ست البيت"، و"إرحم دموعي"، و"أشكي لمين"، و"ظلموني الناس"، و"حب
ودموع".
باعت فاتن حمامة السعادة للجمهور.. ولم تنتظر سوى المحبة.
نشر 18 يناير 2015
-6:48
pm
"نعمة"
و"آمال".. بين الفقر والغنى في أفلام فاتن حمامة
أماني عماد
لا شك أن سيدة الشاشة أضافت الكثير والكثير للسينما المصرية التي لمعت من
خلال إشراقتها المنعكسة على عدسة الكاميرا، وقد كانت هناك مفارقة ملحوظة في
بعض أفلامها تجمع بين اختيار اسم "نعمة" لتعكس الشخصية ذات المستوى المادي
القليل، واسم "آمال" لتعكس الشخصية الروائية المستقرة ماديا.
ظهرت فاتن حمامة باسم "نعمة" في عدة أفلام:
"أفواه وأرانب" (1977)
يحكي الفيلم عن مشاكل الفروق بين الطبقات الفقيرة والغنية؛ حيث تعيش "نعمة"
مع أختها وزوج أختها وأولادهم التسعة الذين يضطرون القبول بزواج "نعمة" من
المعلم البطاوي لرفع مستوى معيشتهم، فترفض نعمة ذلك، وتضطر إلى الهرب،
بينما يقدم زوج أختها أوراقا مزورة للمعلم البطاوي تمكنه من عقد زواجه
عليها.
تعمل "نعمة" بعد ذلك في مزرعة "محمود بيه" ويتقربا من بعضهما في الوقت الذي
تحدث مشاكل بين محمود بيه وبين خطيبته، ثم تعود "نعمة" لتخبر أختها وزوجها
أن محمود بيه يريد الزواج منها، لتكتشف أنها تزوجت بدون أن تعلم، ويذهب
محمود بيه إليهم، لتنتهي المشكلة بطعن المعلم البطاوي، واعتراف زوج أختها
بغلطته، وعودة محمود بيه ونعمة إلى بعضهما، وتوليه رعاية أسرتها.
"اليتيمتين" (1948)
يحكي الفيلم عن حياة الطفلة الرضيعة التي يجدها الحاج مرسي في الطريق يوما
ما، فيعطف عليها، ويأخذها معه ليربيها مع ابنته "سنية"، وتكبرا معا، وحين
يموت الحاج مرسي، تفرقهما الحياة، وتحب سنية رجلا ثريا وتخطط للزواج منه،
بينما تسيطر امرأة متسلطة على "نعمة" تستغل مجموعة تقودها للعمل كشحاذين
ولصوص.
"ظلموني الناس" (1950)
يتناول الفيلم قصة أسرة بسيطة يعمل ربها كموظف بسيط في شركة، ولا يستطيع أن
يزوج ابنتيه بسبب فقره، وتزيد الأمور سوءا حين يتهم ظلما في قضية اختلاس
أموال بالشركة، ويحكم عليه بالسجن، وبعد قضائه لمدة الحبس، يعطف عليه ابن
صاحب الشركة والذي هو المختلس الحقيقي في الواقع، ويحاول التكفير عن ذنبه،
وتنشأ علاقة حب بينه وبين ابنة الموظف، وفي النهاية يوافق الأب على
زواجهما.
"أنا بنت ناس" (1951)
يتناول الفيلم قصة حياة "نعمة" التي تكبر بين أسرة فقيرة، ولا تعلم في
الوقت ذاته أنها من أصول ثرية، وتتزوج شابا تحبه، قبل أن تعلم بوجود أسرتها
الحقيقية.
"كأس العذاب" (1952)
تدور أحداث الفيلم حول الأب الذي يهجر زوجته وابنته الرضيعة "نعمة"، وعندما
تموت الأم، توضع الابنة في ملجأ، وعندما تكبر تغادر الملجأ وتتزوج "محمود"،
ويشاهدها الأب، ويحبها بدون أن يعرف أنها ابنته، وعندما يعرف الحقيقة،
يحاول خطف حفيده الرضيع، وتتصارع الأحداث.
أما في مجموعة أخرى من الأفلام السينمائية، ظهرت سيدة الشاشة باسم "آمال":
"صراع في الوادي" (1954)
تدور أحداث الفيلم حول علاقة الحب التي تنشأ بين ابنة الباشا و"أحمد"
المهندس الزراعي الذي يعمل أبوه ناظر زراعة، وفي الوقت نفسه يطمع سكرتير
الباشا في الفوز بقلب تلك الابنة من أجل مصلحته الشخصية.
وتتصاعد الأحداث ويطلق سكرتير الباشا النار على الناظر، ويقوم بتلفيق
التهمة لوالد أحمد، فيسلك أحمد طريق الثأر لوالده.
"ارحم دموعي" (1954)
يحكي الفيلم قصة حياة "آمال" الشابة الثرية التي تحب "مراد"، ويتعرض أبوها
لأزمة تضطره لبيع أرضه إلى صاحب المصنع "ممدوح"، ويتهرب منها "مراد" بعد
معرفة الأزمة المالية التي يمر بها أبوها، فتنتقم لكبريائها بإعلان خطبتها
على "ممدوح" الذي صرح لها بحبه، بالرغم من أنها لا تحبه، ولكنها تكتشف أنه
يرتفع في نظرها يوما بعد يوم مما يجعلها تحبه في النهاية.
"حتى نلتقي" (1958)
يتناول الفيلم قصة الحب التي تنشأ بين ممثلة شابة وكاتب مشهور متزوج ولديه
طفلة، ولا ينتهي الأمر بينهم في النهاية إلى الزواج لأنها لا توافق على هدم
حياة أسرة بسببها.
"موعد مع الحياة" (1953)
يحكي الفيلم قصة إنسانية عن حياة آمال؛ الفتاة الثرية التي تكتشف عن طريق
الصدفة أنها مريضة بالقلب، فتحاول أن تتصرف تصرفات تجعل حبيبها يكرهها من
خلالها، ولكن يجري والدها الطبيب عملية جراحية لها، وتنجح العملية، ويفهم
حبيبها حقيقة الأمر بعد ذلك.
"لن أعترف" (1961)
يجد "أحمد" نفسه متورطا في جريمة لم يرتكبها، ويبدأ رجل يدعي أنه شاهد على
الجريمة في تهديدهم، وطلب مبلغ 10 آلاف جنيه حتى لا يفضحهم، تتوالى الأحداث
ويتم القبض على الزوجة بتهمة القتل، بينما القاتل الحقيقي هو أخوها الذي
يذهب للشرطة ويعترف بكل شيء.
"سلوا قلبي" (1952)
تحب فتاة ثرية ممثلا مشهورا، لكن يرفض والدها تلك العلاقة، فينسحب الممثل
احتراما لعائلتها، ويحاول أن يجعل الفتاة تكرهه عن طريق زعمه أنه على علاقة
براقصة، فتتركه وتتزوج ابن عمها، وتسوء حالة الممثل ويدمن الخمر ويترك عمله
وتتوالى الأحداث.
نشر 18 يناير 2015
-10:44
pm
أفلام جمعت بين فاتن حمامة وأزواجها
أحمد يوسف
الدويتوهات السينمائية ليس شرطا أن تكون بين البطل والبطلة، فمن الممكن أن
تكون بين الفنان وبين المخرج أو المؤلف، أما الدويتوهات السينمائية للفنانة
الراحلة فاتن حمامة فتعتبر حالة خاصة، فقد اشتركت في العديد من الأفلام كان
زوجها عزالدين ذوالفقار هو مؤلفها أو مخرجها، وفي نفس الوقت اشتركت في عدد
من الأعمال مع زوجها السابق الفنان العالمي عمر الشريف، ورصد "دوت مصر" هذه
الأفلام:
عزالدين ذوالفقار:
قدمت العديد من الأفلام مع زوجها عزالدين ذوالفقار، وكانت بدايتها مع فيلم
أبوزيد الهلالي، عام 1947، ثم بعد ذلك فيلم خلود عام 1948، ثم فيلم "أنا
الماضي" عام 1951، وبعدها بعام فيلم "سلوا قلبي"، ثم فيلم "موعد مع الحياة"
في عام 1953، ثم فيلم "موعد مع السعادة" عام 1954، ثم فيلم "طريق الأمل" في
عام 1957، وبعدها فيلم "بين الأطلال" عام 1959، ليكون آخر فيلم تعاونا فيه
هو "نهر الحب" في عام 1960، وقد كان آخر أفلامها معه.
عمر الشريف:
بداية الدويتو السينمائي بين فاتن حمامة وعمر الشريف كان خلال فيلم "صراع
في الوادي" 1954، ثم فيلم "أيامنا الحلوة" في 1955، وبعدها فيلم "صراع في
الميناء" في عام 1956، وبعد ذلك من خلال فيلم "لا أنام" عام 1957،
ثم "سيدة القصر" عام 1958، ومن سخرية القدر أن فيلم "نهر الحب" والذي تم
تقديمة في 1960، كان نهاية للدويتوهات السينمائية بينها وبين عمر الشريف
وبين المخرج والمؤلف عزالدين ذو الفقار.
فاتن.. "نجمة" مبارك
كما كرمها الرئيس الأسبق مبارك، بمنحها جائزة نجمة القرن، من قبل منظمة
الكتاب والنقاد المصريين، عام 2000، وكرمها الرئيس السابق، عدلي
منصور، خلال الاحتفال بعيد الفن عام 2013، تقديرا لمجهودها ومشوارها الفني
المشرف، بجانب مجموعة من نجوم السينما المصرية.
تفاؤل بالسيسي
وخلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بالفنانين، أعربت فاتن حمامة عن
تفاؤلها بتوليه لرئاسة الجمهورية في مصر، داعية له بالتوفيق. |