فاتن حمامة ليس وداعا. فمثلك لا يموت
بقلم: عادل عباس شريف نادى اسامه عبدالفتاح محمد عبدالعلى زينب
المنباوى
ليست فاتن حمامة، التى غيَّب جسدَها مساء أمس موتُ لن يمنع بقاءها حية فى
قلوبنا وأذهاننا جميعا، مجرد ممثلة كبيرة قدمت عشرات الأعمال الفنية
الخالدة، ليست مجرد نجمة عالية لامعة تحتل أكبر مساحة من سماء تاريخنا
السينمائى، وليست حتى مجرد سيدة للشاشات العربية كلها، بل هى جزء لا يتجزأ
من حياتنا ويومياتنا، ومن وجدان هذا الشعب الذى تربت على يديه وفى فنائه،
وشاهدها تكبر وتسطع يوما بعد الآخر أمام عينيه منذ أن كانت فى الخامسة وحتى
تجاوزت الثمانين. ارتباط المصريين بها ليس إعجابا بممثلة تتألق على الشاشة
أو نجمة جابت شهرتها الآفاق، بل حب حقيقى لواحدة منهم خرجت من بين صفوفهم
لتعبر عنهم بصدق وتطرح قضاياهم فى كل لحظة مجيدة أو مريرة من تاريخهم
العريق. احتضنوها طفلة تخاطب بشجاعة كبيرا فى قامة محمد عبدالوهاب، ووجدوها
تنطق بأصواتهم وتعبر عن عهدهم الجديد حين التفوا حول ثورة جيشهم فى يوليو
1952، وبكت معهم بعد هزيمة 1967، واحتفلت معهم بنصر أكتوبر العظيم، وتعجبت
مثلهم من انفتاح ومقاولات السبعينيات. وحين انتفضت السينما المصرية لتفجر
واقعيتها الجديدة المتمردة، كانت موجودة لتشارك جيلا جادا من السينمائيين
تجربته، ويعلو صوتها بصرخته. وكما زارها أهلها وذهبوا إليها كثيرا فى
"بيوتها"، أى قاعات السينما، فقد ردت الزيارة ودخلت بيوتهم عن طريق
التليفزيون. لها مكانة خاصة جدا فى قلب هذا الشعب العظيم لأنها لم تأت من
وراء أى بحر قاصدة الشهرة أو المال، بل كانت دائما ابنته وابنة البلد
المصرية التى تليق بها كل جلابيب وأزياء المصريات: فلاحة، صعيدية، جامعية،
مهنية، ثائرة، مثقفة، مسئولة كبيرة، جاهلة بسيطة. كانت - وستظل - أهم مرادف
لكلمة "المصرية".
إذا ظننت أنها بطلة الميلودراميات الباكية المؤثرة، فستفاجئك بخفة دم آسرة
فى أعمال كوميدية راقية، وإذا قلت إنها سيدة الدراما الجادة، فستجدها تغنى
مع أساطين الطرب والموسيقى، وإذا خلصت إلى أنها رمز للواقعية، فسيدهشك أنها
تشارك فى الفانتازيا والواقعية السحرية. هى فى كل مكان وفى كل وقت حولك
لأنها بدون مبالغة. أنت. لا نرثيها ولا نودعها لأن مثلها لا يموت، سيغيب
جسدها فقط، لكنها ستبقى بروحها السمحة وأعمالها الخالدة على قيد الحياة، فى
كل مظاهر الحياة، لأنها - ببساطة - جزء لا يتجزأ من الحياة.
- "نجوم الفن يرثون سيدة الشاشة بـ"الدموع":
- "قيمة لا تقدر ولا تعوض وصاحبة رسالة ومدرسة فنية":
- "عملت على ارتقاء المجتمع. وأفلامها ساهمت فى حل مشاكل الأم والمرأة":
بكت مصر كلها مساء أمس، فلم يكن رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، مجرد
خبر عابر لما لها من أعمال وبصمات فنية كبيرة على مدار مشوارها الفنى
الحافل. وبمزيد من الحزن والأسى لا يخلو من دهشة فجيعة الخبر تلقى الفنانون
نبأ وفاتها مؤكدين أنها صنعت تاريخا لا يقل أهمية عن أم كلثوم وعبدالحليم
والعديد من رموز زمن الفن الجميل.
قالوا إنها لم تكن فنانة عادية، بل كانت أسطورة فذة ومختلفة بكل المقاييس،
حيث ومن خلال تنوع أدوارها واختياراتها الفنية استطاعت مبكرا أن تتعامل مع
مشاكل مجتمعها وتجسدها بأداء تمثيلى وأسلوب عميق وراق ومتميز على الشاشة،
فلقبها الجمهور والنقاد بسيدة الشاشة العربية.
وأضافوا أنها كانت صاحبة رؤية ثاقبة فى كل القضايا والمشاكل التى يمر بها
المجتمع، ومن هنا استطاعت أن تجسد هذه القضايا على الشاشة فقدمت عام 1977
فيلم أفواه وأرانب مع محمود ياسين وفريد شوقى ورجاء حسين وإخراج هنرى بركات
لتناقش من خلاله مشكلة الانفجار السكانى التى كانت وما تزال تؤرق المجتمع
لأنها تلتهم الأخضر واليابس فى مسيرة التنمية، كما ناقشت فى أخر أفلامها
أرض الأحلام للمخرج داوود عبدالسيد مشاكل الهجرة إلى الخارج وتأثيرها على
المجتمع المصرى.
وأكد الفنان سامح الصريطى ان الفنانة فاتن حمامة توفت عن عمر يناهز الرابعة
والثمانين أمس اثر وعكة صحية ألمت بها منذ أيام وما لبثت ان لفظت أنفاسها
الأخيرة فى منزلها وأعلنت أسرتها مساء أمس خبر وفاتها وبرحيلها فقد الفن
رمزا عظيما لا يقدر وفنانة أضافت للفن وقدمت نموذج للمرآة العربية والفنانة
والإنسانة التى جعلت من فنها رسالة.
- "فجيعة وخسارة":
إما المخرجة إنعام محمد على فأكدت ان رحيلها فجيعة وخسارة ولكنها إرادة
الله. وقالت: حالفنى الحظ للتعامل معها فى مسلسل "ضمير أبلة حكمت" وكانت
آسرة على المستوى الانسانى، أما الفنى فلا يخفى عن الجميع إبداعها وعلى
الرغم من ذلك كانت خلف الكاميرا دائما تستمع جيدا بكل تواضع وهى سيدة
الشاشة وإمام الكاميرا تضيف وتبدع فهى مدرسة فنية بلاشك ونموذج للفنان
الملتزم الذى يحترم فنه ويقدر ما يقدمه وتضع على عاتقها مسئولية العمل
وحريصة كل الحرص على متابعة ليست مشاهدها فقط بل العمل كله لأنها تدرك
أهميته والاهم تقدر جمهورها الذى أعطته فاستحقت عن جدارة سيدة الشاشة
العربية.
- "أستاذة وزميلة":
ويرى الفنان الكبير محمود ياسين ان رحيلها سيفقده أستاذة وزميلة وصديقة
فكانت ليست بعيدة عن زملائها على الإطلاق وتتقرب بأسلوبها الانسانى واراقى
وتسعد حينما يحصل زميل على جائزة او تقدير وتحرص على ان تكون أول المنهئين
وقد شرفت بالعمل معها فى فيلمي الخيط الرفيع وأفواه وأرانب وهما من أروع ما
قدمت فى مشواري الفنى بل اعتبرهما علامة فارقة فى تاريخي وبرحيلها افتقد
الأستاذة والزميلة والصديقة التى تصدقك الرأي وان اختلفت معك لا تجرح فكان
لها أسلوب يزيدها روعة وجمال وتميز مثل أدائها المتميز الذى لن يتكرر.
- "إبداعات سينمائية":
تلقى الفنان "عزت العلايلى" خبر وفاتها ببالغ الحزن والأسى، لكنها إرادة
الله، وأشار إلى "انه عمل معها فى فيلم" لا عزاء للسيدات إخراج هنرى بركات،
وأيضا شاركها فى الستينيات بفيلم ناطق باللغة الانجليزية بعنوان "القاهرة"
مع الراحل كمال الشناوى والفنان الانجليزي المشهور"جورج ساندى"، لافتا إلى
ثقافتها العالية وأخلاقها الدمثة، فقد تركت إبداعات سينمائية عظيمة منذ
نعومة أظافرها، وأثرت تأثير مباشرا فى هوية الشعب المصرى والعربى، ولا تقل
أهمية عن العظماء آم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش.
- "مازالت موجودة":
وعلم الفنان يحيى الفخرانى بنبأ وفاتها من الأهرام المسائى حيث يتواجد
حاليا فى زيارة خاصة لألمانيا، ولم يخف حزنه إلا انه قال هذه الفنانة لا
نقدم فيها واجب العزاء لأنها على قيد الحياة دائما بفنها الراقى الذى بات
تراثا وثقافة، وكان لى جانب كبير من الحظ حيث عملا معها أخر أفلامها "ارض
الأحلام" عام 1993 للمخرج داوود عبدالسيد وكانت هى من اختارتني لهذا الدور
ونلت عنه جائزة أحسن ممثل من الدورة الرابعة للمهرجان القومى للسينما
المصرية.
وأضاف أن أهم ملاحظة لى أنها تعمل دائما بروح وكأنها مبتدئة وتهتم لأدق
التفاصيل وتعمل بجهد لا يتوفر لأحد، وقد حافظت خلال كل تلك السنوات على
التواصل معها فكانت تتصل دائما للتعليق وإبداء رأيها فى أعمالي، كانت
إنسانة راقية جدا فى كل سلوكها وذكية لأقصى درجة.
- "صانعة الفن الجميل":
ويقول الفنان "احمد بدير" فقدت مصر والعالم العربى نجمه الشاشة العربية
فاتن حمامة خالدة الذكر، لكن لم أنول شرف مشاركتها بأية عمل فنى من
إبداعاتها، ولفنها الصادق وعطائها المستمر لا استطيع انعتها الا إحدى صانعى
زمن الفن الجميل، حيث عملت مع كبار مخرجى السينما المصرية، وقد لقبت عن
إجماع بسيدة الشاشة العربية، ومن أهم أفلامها "صراع فى الوادي، دعاء
الكروان، إمبراطورية ميم، أريد حلًا، ليلة القبض على فاطمة"، كما قامت بعمل
مجموعة من المسلسلات التلفزيونية القصيرة بعنوان "حكاية وراء كل باب"،
تجميع فيما بعد فى فيلم سينمائى بنفس العنوان، كما قامت ببطولة بعض
المسلسلات التلفزيونية الأخرى مثل "ضمير أبلة حكمت" عام1992 "وجه القمر"
عام 2000.
- "فاتن. لن تنتهي":
وقالت الهام شاهين أنها فقدت أمها على المستوى الفنى فقد تعلمت منها
الكثير. وأضافت: أحببت الفن بسببها فهى القدوة الكبير لى ولأجيال كثيرة،
ساعدتني ورشحتني فى إعمال كثيرة منها مسلسل "البرارى والحامول" الذى قدمته
للإذاعة وطلبت منى ان أقدم الدور ذاته على الشاشة الصغيرة، هى فنانة
وإنسانة نادرة الوجود وهى أستاذة للفن الراقى وسوف يتعلم منها كل الأجيال.
لن تنتهي فاتن حمامه وهى خسارة للوطن العربى كله.
- "أم روحية":
أجهشت الفنانة يسرا، بالبكاء، بعد سماعها خبر الوفاة وأكدت أنها تعشق كل
أعمالها السينمائية، وأنها نغمة حقيقية، وأنها كانت الأم الروحية لها
ولزوجها، وكانت دائماً راقية وسيدة مصرية حقيقية.
- "مثل مشرف":
كما نعت الفنانة ليلى علوى، الفنانة الراحلة قائلة "البقاء لله وحده، وقد
تفاجأنا بخبر وفاتها، وجميع الفنانين فى الوطن العربى كانوا يعتبرون
الفنانة الراحلة مثلا أعلى ومثلا مشرفا يحتذي به، أنها لا يمكن أن تنسى
الفنانة الراحلة وشهادتها حول أعمالها مثل فيلم "يا دنيا يا غرامي"،
وإشادتها بتميز هذا العمل وأسرة الفيلم، بالإضافة إلى تعليقها على مجموعة
"حكايات وبنعيشها" خاصة "هالة والمستخبى"، معربة عن أن جميع تعليقات
وإشادات الفنانة الراحلة كانت إيجابية وبمثابة دفعة إلى الأمام لها. وأضحت
ليلى علوى أن الفنانة الراحلة كانت مشرفة فى كل شيء سواء على المستوى
الإنساني أو الأخلاقي، فهى كانت مثلا مشرفًّا يحتذى به دائما حتى بعد
رحيلها.
- "الأهرام المسائي". أخر من حاروها":
- "الفنانة الراحلة": "فرحتي الحقيقية يوم الإعلان عن قناة السويس ومطمئنة
الآن على مصر":
رغم أن الموت شيء لا يعلمه الا الله الا اننى كم كنت أتمنى معرفة موعد وفاة
سيدة الشاشة العربية وأميرتها الفنانة فاتن حمامة الذى تصادف أننى تحدثت
معها يوم الأربعاء الماضى 14 يناير لتهنئ جريدة الأهرام المسائى بعيد
ميلادها الرابع والعشرين وتتجاوز المكالمة خبر التهنئة ليتطرق حديثنا الذى
لم يتجاوز الخمس دقائق عن حال البلد ومدى شعورها بالاطمئنان خلال الفترة
الحالية بعد فترة عصيبة شعرت فيها بالقلق على كل شيء على بلد شهدتها فى كل
مراحلها حربا وسلاما.
جاءت فكرة الحوار مع الفنانة الراحلة كنوع من تقديرنا لقيمة ما قدمته خلال
رحلة عطاءها الفنى على سنوات طويلة فكان فخر لنا أن تكون واحدة من أبرز من
يهنئون الأهرام المسائى فى عيد ميلاده من خلال نشر حوار مطول معه، حيث
تحدثت معها الا أنها برقتها المعهودة وأسلوبها الراقى اعتذرت عن أجراء
مقابلة معها نظرا لإصابتها بدور برد لعين لم تستطيع التخلص منه على مدار
شهرين فكلما تخلصت منه يعاود هجومه مرة أخرى لتدخل فى هذه الدوامة، ولكنها
فى الوقت ذاته رفضت أن تخذلني لأعود بخفي حنين، واقترحت أن يتم تأجيل
الحوار إلى وقت لاحق لكى تكون استطاعت أن تستعيد صحتها وتصبح قادرة على
إجراء لقاء صحفى، فوافقت ولكنني أصررت على أن تكون حاضرة على صفحات الجريدة
يوم 17 يناير، وجاء الاتفاق على أن يتم الاكتفاء بمكالمة هاتفية تهنئ
الأهرام المسائى ونتحدث عن بعض الأمور فى السياسة والفن، لكنها اعتذرت أن
يكون الآن وطلبت منى ان اكلمها غدا وان تكون المكالمة بعد الرابعة عصرا.
تحدثت معها فى الموعد المتفق عليه وجاء صوتها كما عهدناه وكأنني استمع
إليها فى احد أفلامها القديمة رغم ما تمر به من ظروف صحية بدأت حوارى معها
بسؤالها عن مدى متابعتها للصحف ودور الصحافة الا أنها رفضت الإجابة عن هذا
السؤال مؤكدة أنها ليست خبيرة فى هذا الشأن لكى تتحدث عنه ولا تستطيع
الحديث الا عن الأعمال الفنية فقط.
وأشارت إلى أنها لا تتابع حاليا سوى القنوات الإخبارية مثلها فى ذلك مثل
باقى المواطنين الذين يجلسون بشكل مستمر أمام التليفزيون لمعرفة ومتابعة ما
يحدث فى بلادنا والعالم بشكل عام والاطمئنان على أحوالنا، فهذا ما يأخذ عقل
الناس فى الوقت الحالى وأنا أولهم.
وتابعت قائلة: من خلال متابعتي للأخبار والاطمئنان على مصر، أقول الحمد لله
نمسك الخشب نحن أفضل بكثير مما مضى، فنحن اليوم لدينا إحساس عام
بالاطمئنان، وهو شعور بدأ يصل لكل الناس، ولا أنكر أننى فى فترات سابقة
خلال الأعوام الماضية قلقت على البلد بشدة مثل باقى المصريين حيث كانت هناك
حالة قلق مستمرة تسيطر علينا ولكن نحمد الله أنها عدت على خير.
وأشارت إلى أن مشروعا كبيرا مثل قناة السويس الجديدة كان الإعلان عنه بداية
الفرحة الحقيقية، فهو مشروع كبير وحاجة هايلة لصالح البلد وأدع والله أن
يتحقق وبمجرد أن تسنح لى الفرصة لن أتردد فى زيارة هذا المشروع المهم عقب
افتتاحه. ثم تكمل بضحكتها الرقيقة: الجو برد وصحتي مشى قوى.
وعن حنينها للعودة إلى التمثيل مرة أخرى قالت فى رأيى أن الفكرة هنا غير
مرتبطة بالحنين إلى التمثيل من عدمه أو مجرد تقديم عمل فنى جديد فقط، ولكن
الأمر هنا مرتبط بتقديم شئ جيد ومميز جدا للعودة من خلاله، ووقتها فقط
سأشعر بأن لدى الرغبة فى تقديم عمل فنى جديد. انتهى هنا حوارنا مع الفنانة
الكبيرة رحمها الله، ولكن ستبقى أعمالها خالدة فى وجدان كل العالم العربى
الذى يبكى الآن فراقها.
- "المشوار":
ولدت فاتن أحمد حمامة فى 27 مايو 1931 فى السنبلاوين أحدى مدن الدقهلية فى
مصر وذلك حسب سجلها المدنى لكنها وحسب تصريحاتها ولدت فى حى عابدين فى
القاهرة، وكان والدها موظفا فى وزارة التعليم. بدأت ولعها بعالم السينما فى
سن مبكرة عندما كانت فى السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة
فيلم فى إحدى دور العرض فى مدينتها.
وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة فى مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج
محمد كريم الذى كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد
عبدالوهاب فى فيلم "يوم سعيد" (1940)، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعا
بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها فى أعماله
السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثل
أمام محمد عبدالوهاب فى فيلم "رصاصة فى القلب" (1944)، ومع فيلمها الثالث
"دنيا" (1946) استطاعت من إنشاء موضع قدم لها فى السينما المصرية وانتقلت
العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد
العالى للتمثيل عام 1946.
لاحظ يوسف وهبى موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته فى فيلم
"ملاك الرحمة" (1946)، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة فى حياتها وهى
الميلودراما وكانت عمرها آنذاك 15 سنة فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين
بها.
واشتركت مرة أخرى فى التمثيل إلى جانب يوسف وهبى فى فيلم "كرسى الاعتراف"
(1949)، وفى نفس السنة قامت بدور البطولة فى الفيلمين "اليتيمتين" و"ست
البيت" (1949)، وحققت هذه الأفلام نجاحا عاليا على صعيد شباك التذاكر.
قامت بدور البطولة فى فيلم "لك يوم يا ظالم" (1952) الذى اعتبر من أوائل
الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم فى مهرجان كان السينمائى.
وكذلك اشتركت فى أول فيلم للمخرج يوسف شاهين "بابا أمين" (1950) ثم فى فيلم
"صراع فى الوادى" (1954) الذى كان منافسا رئيسيا فى مهرجان كان السينمائى.
كذلك اشتركت فى أول فيلم للمخرج كمال الشيخ "المنزل رقم 13" الذى يعتبر من
أوائل أفلام اللغز أو الغموض. فى عام (1963) حصلت على جائزة أحسن ممثلة فى
الفيلم السياسى "لا وقت للحب" (1963) دورها فى السينما العربية قبل مرحلة
الخمسينيات ظهرت فى 30 فيلما وكان المخرجين يسندون لها دور الفتاة المسكينة
البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات، حيث بدأت فى الخمسينيات
ونتيجة التوجه العام فى السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب
إلى الواقع ففى فيلم "صراع فى الوادي" (1954) جسدت شخصية مختلفة لابنة
الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثرى وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء
والمسحوقين وقامت بمساندتهم، وفى فيلم "الأستاذة فاطمة" (1952) مثلت دور
طالبة فى كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازى
دور الرجال فى المجتمع، وفى فيلم "إمبراطورية ميم" (1972) مثلت دور الأم
التى كانت مسؤولة عن عائلتها فى ظل غياب الأب، وفى فيلم "أريد حلا" (1975)
جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفى
عام 1988 قدمت مع المخرج خيرى بشارة فيلم "يوم حلو يوم مر" ولعبت فيه دور
أرملة فى عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباء ثقيلة
جدا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.
ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفنى مع فيلم "دعاء الكروان"
(1959)، ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتلى هذا الفيلم فيلم
"نهر الحب" (1960) الذى كان مستندًا على رواية ليو تولستوى الشهيرة "آنا
كارنينا" وفيلم "لا تطفئ الشمس" (1961) عن رواية إحسان عبدالقدوس وفيلم "لا
وقت للحب" (1963) عن رواية يوسف إدريس.
- "جوائز وأوسمة":
أحسن ممثلة مصرية لسنوات عديدة شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة
الأمريكية عام 1999 جائزة نجمة القرن من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 2000
وسام الأرز من لبنان (1953 - 2001) وسام الكفاءة الفكرية من المغرب الجائزة
الأولى للمرأة العربية عام 2001 ميدالية الشرف من قبل جمال عبدالناصر
ميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات ميدالية لاستحقاق من ملك المغرب
الحسن الثانى بن محمد ميدالية الشرف من قبل إميل لحود وسام المرأة العربية
من قبل رفيق الحريري.
- "اليوم الأخير":
لم تكن أيامها الأخيرة مختلفة عما سبقها من أيام، حيث كانت فى صحة جيدة
وتتمتع بروحها المرحة الجذابة الأنيقة. أمس الأول لبت دعوة على الغداء
وعادت إلى المنزل فى السادسة مساء لتوفى موعدا التزمت به مع مديرة مهرجان
المنصورة السينمائى امتد حتى الثامنة مساء.
أما فى يوم الأمس، فقد ذهبت إلى النادى لتتمتع ببعض الشمس وعادت إلى المنزل
بعد فترة الظهيرة ولم تمكث ساعتين حتى أصابها هبوط حاد فى الدورة الدموية
وتم استدعاء أطباء من مستشفى دار الفؤاد أكدوا أنها توفت على أثره مساء
أمس. |