دورى النقاد .. عصام زكريا :
بطاقات دعوة جذابة وبطاقات منتهية الصلاحية فى
الحلقات الأولى
تشبه الحلقة الأولى من أى مسلسل بطاقة الدعوة إلى المناسبات المهمة.
تتضمن الدعوة طبيعة الحدث، عيد ميلاد، أمْ حفل زفاف، أمْ تأبين، أمْ فعالية
عمل، أمْ مجرد دعوة على العَشاء لقضاء وقت لطيف!
طبيعة الحدث هى الفكرة والقصة والمضمون العام للمسلسل. تتضمن الدعوة أيضًا
معلومات عن المناسبة: المكان الذى تقام فيه، أسماء الداعين والرعاة، وبناءً
على هذه المعلومات يمكن أن تعرف مدى أهمية المناسبة وحجمها وهل تستحق أن
تقوم بشراء رابطة عُنُق جديدة لها، أمْ تكتفى بالذهاب بقميص وبنطلون.
هذه المعلومات تمثل عناصر الجذب التى يعدك بها صناع المسلسل وما يطلبونه
منك فى المقابل: هل تحتاج إلى تركيز ومتابعة جيدة، أمْ تكتفى بالمرور عليه
بشكل عابر، أم تبحث عن شىء آخر أهم.
طبعًا بطاقة الدعوة ليس لها أهمية فى حد ذاتها، فقد تكون الدعوة جميلة
والحدث ممل، وقد تكون الدعوة بسيطة والحدث جَلل، ولن تكتشف ذلك إلا بعد أن
تذهب بنفسك، أو تشاهد على الأقل بعض الحلقات.
ومن خلال الحلقات الأولى للمسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان الحالى يمكن أن
أقول إن أهم المسلسلات السياسية هو (الاختيار2)، وأهمها اجتماعيّا (لعبة
نيوتن)، وأظرفها فنيّا (خلى بالك من زيزى) وأكثرها شعبية (موسى) وأكثرها
إثارة للخلافات والجدل (نسل الأغراب).
(الاختيار) مع (القاهرة كابول) و(هجمة
مرتدة) يحملون مغامرة الحديث عن تاريخ قريب لم تتبين كل تفاصيله بعد، ولكن
من المهم أن يناقش على الشاشة وفى وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، فمن شأن
ذلك تشجيع الناس على التساؤل والبحث؛ خصوصًا فى ظل غياب الوعى الذى يعانى
منه الكثيرون.
(لعبة نيوتن) فكرته تبدو جديدة وكذلك
عالمه، ورُغم أن الحلقة الأولى لا تخلو من مبالغات تمثيلية وإخراجية مضحكة؛
فإنه يعد بموضوع وشخصية جديدة.
(خلى بالك من زيزى) و«نجيب زاهى شركس»
يحلان محل الأعمال الكوميدية الكثيرة التى كانت تملأ الفضائيات فى الأعوام
السابقة وللأسف أساء صناعها للكوميديا وتسببوا فى عزوف الناس عنها.
محمد رمضان مع السيناريست ناصر عبدالرحمن فى (موسى) ربما ينجح فى الحفاظ
على شعبيته بعد الكوارث التى يرتكبها على السوشيال ميديا، فهو فى النهاية
ممثل جيد محبوب له كثير من المعجبين.
أمّا (نسل الأغراب) فمغرى بالمشاهدة بسبب طبيعة موضوعه الذى يصل بالصراع
العائلى والأخوى إلى حدود ربما تكون غير مسبوقة فى الدراما المصرية، ولكنه
مُغْرٍ أيضًا بالسخرية لأسباب كثيرة على رأسها المبالغة فى التمثيل والهيئة
التى يظهر بها بطلا المسلسل أحمد السقا وأمير كرارة.
هناك أعمال قليلة أخرى تعد بأنها ستكون جديدة فى موضوعاتها أو طازجة فنيّا،
مثل (هجمة مرتدة) و(نجيب زاهى شركس)، ومن ناحية ثانية هناك أعمال كثيرة تشى
منذ حلقتها الأولى بأنها تقليدية، تعيد استنساخ ما سبق أن قام صناعها
بتقديمه مثل (لحم غزال)، (حرب أهلية)، (وكل ما نفترق)، و(اللى ملوش كبير)،
و«ضل راجل». وهناك أعمال لم يظهر لها ملامح واضحة بعد مثل (ملوك الجدعنة)،
(الطاووس)، (قصر النيل)، و(بين السما والأرض)، ذلك أن فكرتها الأساسية لا
تكفى من دون تطوير وتفاصيل غنية تغرى بمواصلة المشاهدة.
دون أن نضمن عدم الوقوع فى فخ الحكم المتسرع يمكن أن أشير لبعض العناصر
التى أثارت انتباهى فى هذه الحلقات الأولى، وحتى إشعار، أو أسبوع، آخر.
أفضل مسلسل
«الاختيار2»
أفضل ممثل
يحى الفخرانى
أفضل ممثلة
أمينة خليل |