رحلةٌ عبر فيلم (إنقاذ ما يُمكن إنقاذه "الحياة")
ميكائيل ويت
رحلةٌ تليفزيونيةٌ يقودها المخرج السويسريّ/الفرنسيّ
جان لوك جودار داخل فيلمه (أنقذ ما يُمكن إنقاذه
ّ"الحياة")، تتضمّن محادثاتٍ مُصوّرة بينه، وبين
الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، أو مع الناقد
السينمائي كريستيان ديفاي.
في هذا المزج الرائع للنقد الذاتيّ، والذي يُشكلُ
تجربةً فريدةً منسيةً للغاية، يستخدم جودار مصادر
التلفزيون للإعلام، والتعليق على فيلمه.
يُبدي ملاحظة قائلاً: "هذه هي المرة الأولى التي يتمّ
فيها ذلك ...".
*****
هذا التنويع التلفزيونيٌّ الرائع لفيلم
(أنقذ ما يُمكن إنقاذه ّ"الحياة")
للمخرج جان لوك جودار للتلفزيون السويسري تحت عنوان
رحلةٌ عبر فيلم (إنقاذ ما يُمكن إنقاذه "الحياة") لا
يظهر في أيّ سيرة مهنية للمخرج، ولفترةٍ طويلة تجاهله
السينيفيليون، والباحثون، بما في ذلك المُتخصصون في
أعماله.
تمّ بثه على شاشة التلفزيون السويسر
(TSR)،
وراديو
RSI
في فبراير 1981، لمُرافقة العرض الأول في سويسرا لفيلم
(أنقذ ما يُمكن إنقاذه ّ"الحياة") .
الشخصيتان الرئيسيتان المُشاركتان في إنتاجه، إلى جانب
جودار نفسه، كانتا من ناحيةٍ ريموند فويلاموز، رئيس
قسم الأفلام الطويلة في
TS،
وكريستيان ديفاي، المُقدم المُخضرم لـ ""Special Cinema،
البرنامج التلفزيوني الشهير للغاية.
عندما بدأ جودار العمل على فيلم رحلةٌ عبر فيلم (إنقاذ
ما يُمكن إنقاذه "الحياة") كان قد حصل للتوّ على جهاز
التلسينما الذي كان يطمح إليه منذ فترةٍ طويلة، والذي
يسمح له بنقل الأفلام إلى دعامة الفيديو، والتلاعب
فيديوياً بالمواد الناتجة عن ذلك.
إنه لا يقوم فقط بتفكيك، وإعادة تجميع صور
فيلمه (أنقذ ما يُمكن إنقاذه ّ"الحياة")، ويُعيد ترتيب
مواده الأصلية بشكلٍ كبير، ويستخدم أحياناً نفس
اللقطات عدة مراتٍ في سياقاتٍ مختلفة.
كما أنه ينفذ اختطافاً مرحاً للشكل التقليدي لبرنامج "Special Cinema"
من خلال دمج رحلةٌ عبر فيلم (إنقاذ ما يُمكن إنقاذه
"الحياة") في البعد النقدي، والحواريّ للبرنامج
التلفزيوني.
يُضمّن في مونتاجه عنصرين رئيسيين جديدين:
مقتطفات طويلة من المحادثات المُصوّرة التي أجراها، من
ناحيةٍ، مع ديفاي، ومن ناحيةٍ أخرى، مع إيزابيل هوبير،
إحدى الممثلتين الرئيسيتين لـ
(أنقذ ما يُمكن إنقاذه ّ"الحياة").
الفيلم-البرنامج هو في جزءٍ منه بورتريه سمعيّ/ بصريّ
جميل للممثلة.
تأتي الحداثة الشكلية لرحلةٍ عبر فيلم (إنقاذ ما يُمكن
إنقاذه "الحياة") قبل كلّ شيء من الطريقة التي يجمع
بها جودار مواد
(أنقذ ما يُمكن إنقاذه ّ"الحياة") المنقولة عن طريق
التلسينما، والحوارات التي تمّ تصويرها حديثًاً، ولا
سيما من خلال الاستخدام الأصلي للغاية لتلاشي،
وتراكبات الفيديو، مستخدمةً كأدوات إبداعية/نقدية
لفحص، وإلقاء الضوء على الفيلم الأصلي من الداخل.
في العديد من مشاهد رحلةٌ عبر فيلم (إنقاذ ما يُمكن
إنقاذه "الحياة") حيث يتمّ استخدام هذه التقنيات، لا
تقتصر على توضيح ما يُقال.
من خلال عملية التقسيم الطبقي، يستكشف جودار، ويُقيم
الروابط بين مواضيع المُحادثات، والصور في الفيلم.
إنه يبني دائرةً من التبادل الثنائي، والإضاءة
المتبادلة، حيث يتفاعل الفيلم والحوار باستمرار، ويعلق
كل منهما على الآخر.
كانت نتيجة هذه التجربة الواسعة إعادة مزجٍ إلكتروني
كامل للفيلم الأصلي، وتفكيرٌ واسعٌ للنقد الذاتي عليه،
حيث يسلط جودار الضوء على العلاقات بين السينما
والتلفزيون، بين السينما والحياة اليومية، بين المخرج
والممثل.
كما يُسلط الضوء على العمل المُتضمّن في عملية صنع
الفيلم، وهو ما يحدث بين الممثل والمخرج، و -موضوعان
رئيسيان من الإنتاج الجوداري خلال هذه الفترة -
العلاقة بين الحب والعمل، فضلاً عن عدم كفاية التجسيد
السينمائي لعالم العمل بشكلٍ عام.
رحلةٌ عبر فيلم (إنقاذ ما يُمكن إنقاذه "الحياة")، جان
لوك جودار، سويسرا / 1981
، مع جان لوك جودار، كريستيان ديفاي، وإيزابيل هوبير. |