ماري مينكين
ترجمة صلاح سرميني
وُلدت ماري مينكيفيسيوس بتاريخ 25 مايو عام 1909 في
بروكلين، وتوفيّت في 29 ديسمبر عام 1970، كانت مخرجةٌ
تجريبيةٌ، ورسامةٌ، وشخصيةٌ اجتماعيةٌ أمريكية، تشتهر
بأسلوبها السينمائي الفريد الذي يتضمّن الكولاج.
ماري مينكيفيسيوس في الأصل من ولاية نيويورك، وهي
ابنةٌ لاثنيّن من المهاجرين الكاثوليك من ليتوانيا
درست في مدرسة الفنون الجميلة، والصناعية في نيويورك،
وكذلك في رابطة طلاب الفنون في نيويورك.
من أجل إتقان حياتها المهنية كرسامةٍ، والنفقة على
نفسها، عملت سكرتيرة في متحف
Solomon R. Guggenheim
قبل الحصول على منحة دراسية من
Yaddo،
وهي مكان إقامة للفنانين تقع في
Saratoga Springs
، وتستقرّ في شمال ولاية نيويورك.
في عام 1931، التقت ويلارد ماس، أستاذ الأدب في كلية
فاجنر، في حيّ
Staten Island
(نيويورك)، تزوج الاثنان في عام 1937، وانتقلا للعيش
في بروكلين.
كأعضاء أساسييّن في مجموعة
Gryphon Group
، تمّ احترامهما من قِبل الدوائر الفنية التجريبية،
والطليعية في ذلك الوقت.
تشتهر ماري مينكين بتأثيرها الفنيّ على العديد من
الأعضاء البارزين في الحركة، بما في ذلك فنان البوب
آندي وارول، وصانعي الأفلام التجريبييّن كينيث أنجر،
وستان براكاج.
وهكذا ظهرت في أفلامٍ معينة لأندي وارول مثل:
"اختبارات الشاشة/
Screen Tests
" (1964).
"حياة خوانيتا كاسترو/
The Life of Juanita Castro
" (1965).
"تشيلسي جيرلز
Chelsea Girls
" (1966).
قامت ماري مينكين، وزوجها ويلارد ماس بتأسيس مجموعة
فنية طليعية تحظى باحترامٍ كبير، وهي
Gryphon Group
، في منتصف الأربعينيّات من القرن الماضي، وفي ذلك
الوقت تقريباً، بدأت الفنانة، التي سئمت من الطبيعة
الثابتة للرسم على القماش، في التجربة مع السينما.
أنجزت فيلمها الأول
Visual Variations on Noguchi
في عام 1945، وحصل على إشادةٍ من الأوساط الفنية
التجريبية في ذلك الوقت.
في تلك المحاولة الأولى، بالإضافة إلى العديد من
أفلامها اللاحقة، استخدمت كاميرا
Paillard-Bolex H16
التي
يتمّ حملها، وتشغيلها يدوياً، مما يُساهم في عفوية،
ورشاقة عملها.
" Visual
Variations on Noguchi "
هو فيلمٌ غير روائي يجمع بين اللقطات السريعة، وبلا
سياقاتٍ لمنحوتات إسامو نوجوتشي
على خلفيةٍ من الموسيقى الحادة، والمتنافرة.
"لا
يوجد سببٌ يجعلني أصنع أفلاماً، لقد أحببتُ اهتزاز
الكاميرا، ولأنها كانت، بالنسبة لي، امتداداً للرسم،
فقد جربتها، وأحببتها.
في الرسم، لم أحبّ السكون أبداً، لقد بحثتُ دائماً عما
يمكن أن يغيّر مصدر الضوء، وموضعه، باستخدام حبيبات
الترتر اللامعة، والخرز الزجاجي، والطلاء المُضيء،
لذا، كانت الكاميرا طبيعية، بالنسبة لي، ولكن، يا له
من ثمن!".
)ماري
مينكين، حوالي عام 1966(
قامت ماري مينكين، ومجموعة جريفون بإنتاج العديد من
الأفلام التجريبية القصيرة، بدأت المخرجة بتجربة
أنواعٍ مختلفة من تقنيات الرسوم المتحركة، بما في ذلك
الكولاج، وتصوير الأشياء صورةً، صورة، بناءً على
خلفيتها في الرسم.
يمكن القول، أن فيلمها
Notebook (1962)،
الذي تمّ تصويره بين الأعوام 1940 و 1962، هو أشهر
أفلامها في حياتها المهنية.
يتكوّن من مقتطفاتٍ قصيرة من الأفلام التي تمّ تصويرها
على مرّ السنين، وتمّ تجميعها بطريقةٍ تأملية.
تواصل المخرجة إنتاج الأفلام التي تأثرت، والتعليق
عليها من قبل الحركات الفنية المختلفة التي يشارك فيها
معاصروها، ولا سيما التعبيرية التجريدية في
Drips in Strips (1963)،
وفنّ البوب في Andy Warhol
(1964)
يستخدم أسلوب رسم ماري مينكين وسائط غير تقليدية،
وخاصةً المواد العاكسة مثل الزجاج، والطلاء الفسفوري،
واللمعان.
تعزو هذا النهج إلى رغبتها في تصوير الحركة في
لوحاتها، والتي أثرت لاحقاً على انتقالها إلى السينما
بالإضافة إلى التركيز على موضوع الضوء في أفلامها.
تكوينها البحثيّ في الرسم حددت تجاربها اللاحقة في
الرسوم المتحركة، والكولاج، وتصوير الأشياء صورةً،
صورة، وتغلب الحركة في أفلامها سواء كانت بطيئة،
وتأملية، أو سريعة.
على عكس العديد من الأفلام الطليعية الأخرى في ذلك
الوقت، فإن أفلامها المُبكرة خالية من أيّ رمزية
واضحة، ويجب مشاهدتها كتجربةٍ بصرية بحتة.
غمرت الفنانة، والمخرجة نفسها في النظرية الحداثية،
روح الدادائية الجديدة فلوكسوس، أو فنّ البوب.
إن تطوّر مسيرتها السينمائية يجعل من الممكن قياس
تطوّر الممارسات الفنية في نيويورك في نهاية الحرب
العالمية الثانية.
تُعتبر ماري مينكين واحدةٌ من أوائل صانعي الأفلام في
نيويورك الذين أعطوا حريةً أوليةً للكاميرا المحمولة،
والتي تتأرجح، وتتحرك في المشهد.
في عام 2006، أخرجت المخرجة النمساوية مارتينا
كودلاسيك الفيلم الوثائقي "ملاحظات على ماري مينكين".
الفيلم الوثائقي يضمّ كينيث أنجر، ستان براكاج، جيرارد
مالانجا، جوناس ميكاس، وابن أخت ماري مينكين، جوزيف ج
منكيفيتش.
في عام 2007، تمّ اختيار فيلم
Glimpse of the
Garden
(1957) للمخرجة ماري مينكين لحفظه في السجل الوطني
للأفلام من قبل مكتبة الكونغرس.
غزيرة الإنتاج، عملت ماري مينكين أيضاً في العديد من
الأفلام المنسوبة إلى مجموعة
Gryphon
وأعضائها بالإضافة إلى دوائر صناعة الأفلام الأخرى.
دفتر الملاحظات/
Notebook
إخراج: ماري مينكين
1963
"دفتر الملاحظات"، هو فيلمٌ تجريبيٌّ قصيرٌ يخلط بين
اليوميات، والخيال، فسيفساءٌ من الأجزاء الحميمة التي
صوّرتها ماري مينكين على مدى عدة سنوات، يظهر في
الفيلم جوّ غامض يشبه الحلم.
ماري مينكين فنانةٌ طليعيةٌ، ورائدةٌ في السينما
التجريبية الحديثة، إنها غير معروفة نسبياً، ولكنها،
مع ذلك، أثرت إلى حدٍّ كبيرٍ في الفنانين الطليعيين في
الخمسينيّات، والستينيّات من القرن الماضي.
لدينا إرثٌ من العديد من أفلامها، وأسلوبها غير
النمطيّ، على الرغم من أهميتها التاريخية، والفنية،
فإننا كثيراً ما ننسى اسم هذه الفنانة الحاسمة غزيرة
الإنتاج. |