"لديكِ سلالم جميلة، كما تعلمين
..."،
فيلمٌ قصير للمخرجة الفرنسية الراحلة أنييس فاردا، من
إنتاج عام 1986
كيف يمكن بـ 150 ثانية فقط تكريم السينماتك الفرنسية
بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيسها، إن لم يكن بتصوير
الدرجات الخمسين التي تصعد إلى متحف السينما، ونزولاً
إلى الصالة المُظلمة حيث تُعرض تحفٌ سينمائيةٌ بعضها
تتضمّن مشاهد شهيرة عن السلالم.
في الفيلم الفرنسي "رصيف الضباب" للمخرج مارسيل
كارنيه، وإنتاج عام، 1938 كان جان جابان يفصحُ عن حبه
لنيللي (ميشيل مورجان)، فقال لها جملته التقديسية التي
لم ينسها عشاق السينما:
"لديكِ عينان جميلتان، كما تعلمين ...".
يقول المخرج الفرنسيّ كوستا جافراس:
"أرادت أنييس فاردا أن تُعبّر عن حبها للسينماتيك
الفرنسية في ذكرى عيد ميلادها الخمسين، ماذا عليها أن
تفعل؟ كلّ شيءٍ قيل بالفعل، وكُتب، وصُوّر.
اختارت أولئك، المتواضعين، الذين يقودونك إلى هناك،
أنتَ، ورغباتك (ويقصد درجات السلالم).
في متحف هنري لانجلوا، في صالات الألف حلم، ليلاً،
ونهاراً.
بعينيّ إيزابيل أدجاني الرائعة، والصور التي جُمعت من
بين ملايين، ومليارات، وملايين المليارات من الصور
المعروضة على مدار 50 عاماً، أعربت أنييس عن حبّها
بطريقتها الخاصة كما هو الحال دائماً".
أما الباحثة الفرنسية فلورنس تيسو، فقد كتبت في هذه
المناسبة:
"في الفيلم، حيث الجملة الشهيرة التي يقولها جان جابان
لميشيل مورجان:
"لديكِ عينان جميلتان، كما تعلمين..."
"حبّ السينما يُمكن أن يُقال بسرعةٍ كبيرة، ويمكن أن
يُقال بمزاح».
في 17 مايو 1986، قدمت آنييس فاردا، بدعوةٍ من القناة
الفرنسية الثانية، على الهواء مباشرةً من الكروازيت،
أقصر، وأرخص فيلم في مهرجان كان.
بعيداً عن أيّ قضيةٍ تتعلق بالمنافسة، والاعتراف، يكشف
"لديكِ سلالم جميلة، كما تعلمين
..."
بالنسبة للمخرجة عن عقيدةٍ فريدة: السينماتك مُذهلة".
اختطاف الجملة الحوارية التي يقولها جان جابان لميشيل
مورغان في فيلم
Le Quai des brumes
(رصيف
الضباب) للمخرج مارسيل كارنيه، هذا الفيلم القصير
عبارة عن كولاج مؤلف من أجل السينماتك الفرنسية، التي
كانت وقتذاك تحتفل بعيدها الخمسين.
المبدأ بسيط: الفنّ السابع مليءٌ بمشاهد السلالم،
والعديد من الاشارات لتلك التي تقود إلى صالة العرض في
هذه المؤسّسة المذهلة، والتي كانت موجودة في ذلك الوقت
في "قصر شايّو".
يُنشطّ بعض المتفرجين المجهولين بشكلٍ، أو بآخر المدخل
المهيب، بينما تكتسح بسرعةٍ عشرة مقاطع أفلام خلال
سبعة عقودٍ من السينما.
ريتا هايوورث ترتدي حذاء رقص في الكوميديا الموسيقية
Cover Girl
لتشارلز فيدور، وهي تتجاور مع بيير ريتشارد من تأليف
جيرار أوري.
يختلط فيلم
Le Mépris
(الاحتقار) للمخرج جان لوك جودار مع السينما الروسية
("المدرعة بوتمكين: لسيرجي آيزنشتاين)، واليابانية
("ران" للمخرج أكيرا كوروساوا)، وهي انعكاساتٍ للبرامج
الانتقائية للسينماتك.
تمّ ترتيب هذه اللقطات بصحبة موسيقى ميشيل لو جران
الشريك في شارع داجير (بيت، ومكتب آنييس فاردا)،
ومؤلفٌ موسيقيّ، وعلى وجه الخصوص موسيقى فيلم "كليو من
5 لـ 7" (1961)
على عكس معظم صانعي الأفلام الآخرين من الموجة
الجديدة، فإنّ أنييس فاردا ليست "طفلة للسينماتيك"،
دراستها في مدرسة اللوفر، وخبرتها المهنية في المسرح،
تُميّزها عن الصحفيين الشباب في مجلة "دفاتر السينما"
الذين درسوا في قاعة هنري لانجلوا(السينماتك).
في عام 1955، أخرجت أول فيلم روائيّ طويل لها ،
La Pointe courte
(1955) دون أمتعة سينيفيلية.
بعد ثلاثين عاماً، لا يزال إنتاجها وفيراً للغاية،
مطبوعاً بولاية كاليفورنيا (Documenteur
،
Mur murs
،
1980)،
والتصوير الفوتوغرافي (Ulysse
،
1982)،
والتلفزيون (Une minutes
pour une image
،
1983)،
والشعر (Les Dites cariatides
،
1984).
حصلت آنييس فاردا على جائزة الأسد الذهبي المرموقة عن
Sans toit ni loi
(1985) بضعة أشهر قبل أن تُفسح المجال لمُمارسة لعبة
الغوصّ لمدة ثلاث دقائق في تاريخ السينما.