ملفات خاصة

 
 
 

سميحة أيوب

ناهد صلاح

عن رحيل سيدة المسرح العربي

سميحة أيوب

   
 
 
 
 
 
 

لعلها عندما تطل من شرفتها تُحدق طويلًا في النيل وتتأمل جريانه وعطائه الأبديين، وإلا من أين لفنها هذا الصفاء ومن أين لأدوارها هذا الخلود الذي جعلها قطعة من قلب المسرح العربي يحيا بها ويستمر؟... كان هذا الخاطر الذي روادني وشغل بالي حين التقيت بالسيدة سميحة أيوب، لأول مرة منذ سنوات طويلة في منزلها بحي الزمالك، قبل أن تتعدد لقاءاتنا الصحفية أو العابرة هنا أو هناك خلال مهرجانات السينما والمسرح.

سيدة المسرح جاءتني كسيدة أرستقراطية واثقة الخطوة، إطلالتها ونبرتها الطالعة من عمق الذات وصلابة الحضور، كان لديها هذا الوهج الذي يترك أثرًا لا يزول، إصرار على استعادة شيء جميل من الماضي يواجه أزمنة صعبة في الإبداع، تُعاند ثِقل الحياة بخفة ظل يعرفها جيدًا المقربون منها فينفتح الحديث معها على أفق مختلف.

أدهشتني حين قالت عن نفسها ببساطة أنها "ست بيت شاطرة"، امرأة مصرية تُجيد الأعمال المنزلية من المطبخ حتى الصالون، لكن عندما سألتها عن فنها وأدوارها ووجودها الساطع على خشبة المسرح قالت بزَهْو:" يكفي أن أي ممثلة عالمية تفتخر بأداء دور واحد من أدواري المحورية: فيدرا، اليكترا، أنتيجون ... إلخ".

نعم.. تجربتها المسرحية حافلة بأمهات المسرحيات وأعظم الأدوار التي لا تُنسى، نحو ما يقرب من مائتي مسرحية غير أفلامها السينمائية وأعمالها في الدراما التليفزيونية والإذاعية.. أتذكر حين سألتها حينذاك عن أقرب الشخصيات التي جسدتها إليها، أجابتني بأنها الشخصية الشعبية وشرحت لي كيف تؤديها بعمق يساوي هويتها كسيدة مصرية و"بنت بلد".

بعد كل هذه السنوات وبتأمل متأني لتجربتها الفنية، فإن ما قالته هو جزء من طبيعتها المُترعة بثراء إنساني جعلها تلعب أدوارًا كثيرة ومتباينة، فقدمت الملكة والأميرة بنفس السهولة التي لعبت بها دور الفلاحة، يعني بحسب التعبير الدارج كان لديها هذه "القماشة العريضة" التي تمكنها من تجسيد أي شخصية، إنه ما اكتسبته من تجاربها الإنسانية ومن دراستها، خصوصًا ما تعلمته من أستاذها زكي طليمات، واحد من أبرز الشخصيات المؤثرة في حياتها وبنائها الفني منذ شرعت في مجال الفن وهي فتاة صغيرة لم تكن تجاوزت الرابعة عشرة من عمرها.

أدركت سميحة منذ البداية أن الحياة غنية بكل النماذج والشخصيات، وتعلمت أن تتأملها وتختزن في ذاكرتها كل ما تراه، وحين يأتي الدور الذي يستوجب استعادة هذا النموذج أو ذاك من الذاكرة فإنها كانت تفعل بيسر وسَلاسَة، أي أنها كانت تأخذ من الواقع وشخصياته، وعلى هذا الأساس قدمت الشخصية الأرستقراطية، والمتعجرفة، والمتسلطة، والبسيطة، والشعبية، والفلاحة و.. غيرها، شخصيات اختلفت وتباينت بين عمل وآخر، لكنهم جميعًا في النهاية من صُنع سميحة أيوب.

ربما أصرت السينما على تنميطها كممثلة تؤدي أدوار الشر، وقد فعلت وكررت أدوارها في قالب الشريرة أحادية الجانب التي تقدم الشر لمجرد الشر بدون تعميق للشخصية، هكذا كانت تُكتب وهكذا كانت تُجسدها سميحة أيوب إلى أن جاءت اللحظة التي توقفت وقررت ألا تواصل هذا اللون الذي وصفته بأنه ساذج ومكتوب بطريقة "عبيطة"، حيث الشرير "ماشي يلطش في الناس".

ربما كانت السينما حلم سميحة أيوب الذي لم يكتمل، ولعلها وجدت في الدراما التليفزيونية فرصة أوسع للتلاقي مع طموحها، فقدمت مسلسلات كثيرة منها: الرحيل، الضحية، المشربية، الشك، لحظة اختيار، عصر الحب، لسه بحلم بيوم و.. غيرها، بخلاف المسلسلات الإذاعية والسهرات التليفزيونية، وإن ظل المسرح هو الأصل، الجذر الذي لم الذي لم يكن أجوفًا أبدًا. حكت لي ذات مرة كيف كانت تشتعل على المسرح تنافسًا مع الفنان عبد الله غيث أثناء مسرحية "الوزير العاشق"، تأليف فاروق جويدة وإخراج فهمي الخولي، وكان يتراهنا لمن سيصفق الجمهور أكثر، قالت: "شعرت أنني قادرة على العطاء فوق خشبة المسرح، وأثبت الجمهور أنه واع ويقبل على الأعمال الجادة".

السؤال هنا يكون بديهيًا: أيهما أقرب إلى قلب سميحة أيوب وعقلها: الوقوف أمام الكاميرا، أم اعتلاء خشبة المسرح؟.. أظن الإجابة صعبة، لأن السؤال لا ينفصل عن واقع عاشته سيدة المسرح العربي ومسارها الطويل والحافل بالتحدّيات والتفاصيل الحياتية والإنسانية. لكن، لا بُدّ من القول أن سميحة أيوب، واحدة من أبرز الممثلين الذين فرضوا لأنفسهم مكانة مهمة في المشهد الفني المصري والعربي، جاذبيتها الإنسانية انعكست بوقار وتألّق وتأثير حادّ في قلب المُشاهد وعقله.

 

####

 

أمنية تمنت سميحة أيوب تحقيقها

سارة صلاح

رحلت عن عالمنا، أمس، الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، حسب ما أعلن الدكتور أشرف زكى لـ"اليوم السابع"، وذلك عن عمر ناهز 93 عاما.

ومن الأمنيات التي تمنت سيدة المسرح تحقيقها أن تكون في مدرسة باليه، وقالت سميحة أيوب من قبل: "كان نفسى وأنا صغيرة أدرس فى مدرسة باليه ولكن فى وقتنا مكنش فيه مدارس باليه.. وبعد كده روحت مع زميلتى للتقديم لمعهد الفنون المسرحية لكن اسمى مش موجود فى القائمة ولما سألونى إنتى مش مقدمة قلت جيه مع صحبتى راح قالى إنتى بتحبى مين من الممثلين فقلت يوسف وهبى وليلى مراد، وكان يوسف وهبى قاعد ميت على روحه من الضحك لأنه كان من ضمن اللجنة".

ولدت في 8 مارس 1932 بحي شبرا في القاهرة، وأحبت الفن منذ بدايتها، ما دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث درست على يد كبار المخرجين والأساتذة، ومنهم زكي طليمات.

كانت البداية الحقيقية لسميحة أيوب على خشبة المسرح، حيث وجدت نفسها في أدوار تميزت بالعمق والقوة، وقدمت أعمالاً شكلت جزءًا أساسيًا من تاريخ المسرح العربي. من أشهر مسرحياتها "سكة السلامة" وغيرها.

كما تولت إدارة المسرح القومي لسنوات، حيث ساهمت في إثراء المسرح المصري بنصوص جادة وإخراج احترافي، ودفعت بالكثير من المواهب إلى الساحة.

رغم أن المسرح كان مملكتها الأولى، فإن سميحة أيوب لم تغفل الدراما التلفزيونية، فشاركت في العديد من الأعمال الناجحة التي تركت بصمة واضحة لدى الجمهور.

وقد تميزت نجوميتها بأنها بإبتعادها عن الترند والضجة الإعلامية، بل على الموهبة الحقيقية والعمل الجاد، مما جعلها تحترم وتقدر من أجيال من الجمهور والفنانين.

تعتبر سميحة أيوب رمزًا من رموز الثقافة والفن في مصر والعالم العربي، امرأة استطاعت أن تفرض نفسها في زمن كان المجال الفني فيه شديد التنافس، فتركت إرثًا غنيًا بالأعمال التي تعيش في وجدان الجمهور العربي حتى اليوم.

 

####

 

فى لقاء سابق..

سميحة أيوب تكشف تفاصيل أصعب مسرحياتها

سارة صلاح

رحلت عن عالمنا، صباح أمس، الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، حسب ما أعلن الدكتور أشرف زكى لـ"اليوم السابع"، وذلك عن عمر ناهز 93 عاما.

وكشفت سميحة أيوب، فى لقاء سابق، عن أصعب المسرحيات التي قدمتها، "أصعب الأعمال بالنسبة لي مسرحية (فيدرا) خصوصا عندما عرضنا في باريس وتفاجأ الجمهور هناك بنا وعرضناها 15 يوما ووصل لنا جوابات نقد ذاتي وإشادة بالمسرحية".

ولدت في 8 مارس 1932 بحي شبرا في القاهرة، وأحبت الفن منذ بدايتها، ما دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث درست على يد كبار المخرجين والأساتذة، ومنهم زكي طليمات.

كانت البداية الحقيقية لسميحة أيوب على خشبة المسرح، حيث وجدت نفسها في أدوار تميزت بالعمق والقوة، وقدمت أعمالاً شكلت جزءًا أساسيًا من تاريخ المسرح العربي. من أشهر مسرحياتها: "سكة السلامة وغيرها.

كما تولت إدارة المسرح القومي لسنوات، حيث ساهمت في إثراء المسرح المصري بنصوص جادة وإخراج احترافي، ودفعت بالكثير من المواهب إلى الساحة.

رغم أن المسرح كان مملكتها الأولى، إلا أن سميحة أيوب لم تغفل الدراما التليفزيونية، فشاركت في العديد من الأعمال الناجحة التي تركت بصمة واضحة لدى الجمهور.

وقد تميزت نجوميتها بأنها بإبتعادها عن الترند والضجة الإعلامية، بل على الموهبة الحقيقية والعمل الجاد، مما جعلها تحترم وتقدر من أجيال من الجمهور والفنانين.

تعتبر سميحة أيوب رمزًا من رموز الثقافة والفن في مصر والعالم العربي، امرأة استطاعت أن تفرض نفسها في زمن كان المجال الفني فيه شديد التنافس، فتركت إرثًا غنيًا بالأعمال التي تعيش في وجدان الجمهور العربي.

 

####

 

عزاء الفنانة القديرة سميحة أيوب مساء غد فى مسجد عمر مكرم

كتب علي الكشوطي

تتلقى أسرة الراحلة سميحة أيوب، واجب العزاء  غدا الخميس بمسجد عمر مكرم، وهي الفنانة القديرة التي نعتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حيث قالت الشركة، "ننعي ببالغ الحزن والأسى سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي رحلت عن عالمنا بعد مسيرة فنية عظيمة أثرت بها وجدان الشعوب العربية وأعلت من شأن الفن و المسرح المصري والعربي رحم الله الفقيدة، وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان".

ولدت في 8 مارس 1932 بحي شبرا في القاهرة، وأحبت الفن منذ بدايتها، ما دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث درست على يد كبار المخرجين والأساتذة، ومنهم زكي طليمات.

كانت البداية الحقيقية لسميحة أيوب على خشبة المسرح، حيث وجدت نفسها في أدوار تميزت بالعمق والقوة، وقدمت أعمالاً شكلت جزءًا أساسيًا من تاريخ المسرح العربي. من أشهر مسرحياتها: "سكة السلامة وغيرها .

كما تولت إدارة المسرح القومي لسنوات، حيث ساهمت في إثراء المسرح المصري بنصوص جادة وإخراج احترافي، ودفعت بالكثير من المواهب إلى الساحة.

رغم أن المسرح كان مملكتها الأولى، فإن سميحة أيوب لم تغفل الدراما التلفزيونية، فشاركت في العديد من الأعمال الناجحة التي تركت بصمة واضحة لدى الجمهور .

وقد تميزت نجوميتها بابتعادها عن الترند والضجة الإعلامية، بل على الموهبة الحقيقية والعمل الجاد، مما جعلها تحترم وتقدر من أجيال من الجمهور والفنانين.

تعتبر سميحة أيوب رمزًا من رموز الثقافة والفن في مصر والعالم العربي، امرأة استطاعت أن تفرض نفسها في زمن كان المجال الفني فيه شديد التنافس، فتركت إرثًا غنيًا بالأعمال التي تعيش في وجدان الجمهور العربي حتى اليوم.

 

####

 

بعد رفض والدتها

سميحة أيوب فى لقاء سابق:

خالى ساعدنى فى دخول معهد الفنون المسرحية

مصطفى القصبي

قالت الفنانة الراحلة سميحة أيوب، فى لقاء سابق، دخلت معهد الفنون المسرحية وأنا عندى 14 عاما وأمى طيبة وحنينة، لكن كانت تعاملنا بقسوة وعنف، عشان والدى كان داءما على سفر، وخالى هو اللى وقف جنبى عشان أدخل المعهد، وتركت البيت وقعدت معاه سنة، بسبب إن أهلى رفضوا دخولى المعهد فى البداية.

ورحلت عن عالمنا الفنانة سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عاما بعد رحلة مليئة بالعطاء في السينما والدراما والمسرح، وقدمت أعمال تركت بصمة كبيرة مع جمهورها.

الفنانة القديرة سميحة أيوب من مواليد عام 1932 بدأت حياتها الفنية عام 1947 في فيلم "المتشردة" وكان عمرها 15 عاما، ثم في فيلم "حب" سنة 1948. التحقت عام 1949 بالمعهد العالي للتمثيل الذي أسسه زكي طليمات وتتلمذت على يديه. بالتوازي مع دراستها، كانت تعمل في المسرح والسينما، فقدمت خلال فترة الخمسينات العديد من الأعمال منها فيلم "شاطئ الغرام". تخرجت من المعهد العالي للتمثيل عام 1953.

انضمت سميحة أيوب إلى المسرح القومي وعُينت مديرة له مرتين في الفترة بين 1975 و1989، كما تولت إدارة المسرح الحديث بين عامي 1972 و1975. بلغ رصيدها المسرحي على مدار مشوارها الفني ما يقرب من 170 مسرحية إلى جانب عدة مشاركات في السينما والتليفزيون.

تعد الفنانة سميحة أيوب واحدة من أبرز القامات الفنية في العالم العربي، ولقبت بـ"سيدة المسرح العربي" نظرًا لإسهاماتها العميقة والمتميزة في هذا المجال، إلى جانب حضورها اللافت في الدراما التليفزيونية والسينما.

 

####

 

الدورة الثالثة لمهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة باسم سميحة أيوب

كتب آسر أحمد

قررت إدارة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة إطلاق اسم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب على الدورة الثالثة للمهرجان، المقرر عقدها فى الفترة من 25 سبتمبر وحتى 1 أكتوبر 2025.

وأكدت المخرجة والممثلة عبير لطفى أن إطلاق اسم سيدة المسرح العربي الفنانة الكبيرة سميحة أيوب على الدورة الثالثة يضيف لقيمة المهرجان، ويدعم دوره فى الاحتفاء بصانعات المسرح المصري، حيث كانت سميحة أيوب نموذجا يحتذى به وأثرت فى الحركة الفنية والثقافية فى مصر والوطن العربي، وتركت بصمة واضحة سواء كممثلة أو مخرجة، وكانت أول مديرة للمسرح القومي وهى أيضا اول سيدة قامت بإخراج عرض مسرحى على خشبة المسرح القومي، وكان تحديا كبيرا فى زمن تألق فيه عدد من عمالقة المسرح المصري.

وأضافت أنها ستظل حاضرة بفنها وأعمالها العظيمة التى رسخت قيمة الفن المصري وشكلت وعي أجيال متتالية، ومنها السبنسة وفيدرا وسكة السلامة، والفتى مهران، ودماء على ستار الكعبة، والدرس انتهى لموا الكراريس، والعباسة أخت الرشيد وغيرها.

يذكر أن سميحة أيوب تولت أيضا عددا من المناصب الإدارية المهمة وأثرت من خلالها في المشهد الثقافي المصري، حيث تولت ادارة المسرح الحديث عام 1973، وادارة المسرح القومي في فترتين من 1975 إلى 1982 ومن 1984 إلى 1988، واهتمت بتقديم نصوص عالمية مهمة وعقد شراكات فنية مع فرق وفنانين عالميين مما عزز مكانة المسرح المصري على الساحة الدولية، من بينها "فيدرا" تأليف جان راسين، عرضت في باريس لمدة 15 يومًا، وحظيت بإشادة النقاد الفرنسيين، و"أنطونيو وكليوباترا" تأليف وليم شكسبير، وإخراج فيرنر بوس.

كما حضر الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر إلى مصر خصيصا لكي يشاهدها على خشبة المسرح، وبعد انتهاء العرض علق على ادائها قائلا "أخيرا وجدت إلكترا فى القاهرة".

مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة تنظمه مؤسسة جارة القمر وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي رئيسة المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم مديرتا المهرجان ومصطفى محمد ومنى سليمان المديرين التنفيذيين، ويقام تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة.

 

####

 

سميحة أيوب أول سيدة تلد قيصريًا وهذا أول أجر تحصل عليه

سارة صلاح

رحلت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، عن عالمنا بعد مسيرة فنية كبيرة وذلك عن عمر ناهز 93 عاما، وقبل رحيل سيدة المسرح العربي أقيمت ندوة لمناقشة كتاب السيرة الذاتية للنجمة سميحة أيوب، واسم الكتاب "سميحة أيوب أسطورة المسرح العربى" للكاتب أيمن الحكيم، وقال أيمن الحكيم وقتها : "إتاحة الفرصة لى أن أجلس مع النجمة سميحة أيوب لساعات طويلة لمعرفة تفاصيل حياتها وكانت مهمة جدًا قبل كتابة الكتاب ومعرفة أول أجر حصلت عليه وأنها صاحبة الأرقام القياسية فى كل شيء".


واستكمل كلامه، قائلا: "سميحة أيوب أول سيدة تلد قيصرى حيث كانت متواجدة فى روما لولادة نجلها علاء محمود مرسى، وقد كان فى خطر على حياتها والأطباء نصحوها لإنقاذ حياتها أن تلد قيصرى، وكانت العملية وقتها لم تصل مصر بعد، كما كانت غالية جداً وهو ما جعلهم يقترضوا أموال العملية من السفارة المصرية فى روما ثم تم سداد الأموال فيما بعد".

وتابع: "سميحة أيوب إنسانة وفنانة عظيمة ورمز من رموز الفن المصرى، وحرصت على كتابة الكتاب بلغة أقرب للغة الأدب وبعد هذا الكتاب سميحة أيوب لم تكتشف بعد، وأول أجر حصلت عليه 9 جنيهات وظلت مديرة المسرح لمدة 14 عاما وبجانب الإدارة تقدم الأعمال تجربة فن متصله 75 عاما نجمة المسرح والسينما والإذاعة، وصاحبة الأرقام القياسية".

ولدت في 8 مارس 1932 بحي شبرا في القاهرة، وأحبت الفن منذ بدايتها، ما دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث درست على يد كبار المخرجين والأساتذة، ومنهم زكي طليمات.

كانت البداية الحقيقية لسميحة أيوب على خشبة المسرح، حيث وجدت نفسها في أدوار تميزت بالعمق والقوة، وقدمت أعمالاً شكلت جزءًا أساسيًا من تاريخ المسرح العربي. من أشهر مسرحياتها: "سكة السلامة وغيرها .

كما تولت إدارة المسرح القومي لسنوات، حيث ساهمت في إثراء المسرح المصري بنصوص جادة وإخراج احترافي، ودفعت بالكثير من المواهب إلى الساحة.

رغم أن المسرح كان مملكتها الأولى، فإن سميحة أيوب لم تغفل الدراما التلفزيونية، فشاركت في العديد من الأعمال الناجحة التي تركت بصمة واضحة لدى الجمهور .

وقد تميزت نجوميتها بإبتعادها عن الترند والضجة الإعلامية، بل على الموهبة الحقيقية والعمل الجاد، مما جعلها تحترم وتقدر من أجيال من الجمهور والفنانين.

تعتبر سميحة أيوب رمزًا من رموز الثقافة والفن في مصر والعالم العربي، امرأة استطاعت أن تفرض نفسها في زمن كان المجال الفني فيه شديد التنافس، فتركت إرثًا غنيًا بالأعمال التي تعيش في وجدان الجمهور العربي حتى اليوم.

 

اليوم السابع المصرية في

04.06.2025

 
 
 
 
 

سميحة أيوب.. حالة مصرية خاصة من إبداع اقترن بوعي الجمهور

ماجد كامل

رحيل سيدة المسرح العربي بعد سبعة عقود من هدمها للجدار الرابع.

نعى المسرحيون العرب الفنانة المصرية سميحة أيوب، الملقبة بـ"سيدة المسرح العربي"، التي رحلت عن 93 عاما، بعد سبعة عقود من العمل المسرحي والأعمال الدرامية والسينمائية، لكنها لم تكن مجرد نجمة أو صورة بل حالة فنية واعية، ما خولها لتصدر مكانة هامة في تاريخ المسرح والفن العربي الحديث.

القاهرةجسدت الراحلة سميحة أيوب رقما مهما في تاريخ المسرح المصري والعربي، وكانت حالة فريدة من الإبداع الفني، وعكست أيوب التي غيبها الموت الثلاثاء عن عمر يناهز الـ93 عاما، مفهوم المسرح كمقاومة فنية عتيدة، ونجحت في أن تجعل من خشبته منبرا لمناقشة قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية عديدة.

تمكنت سميحة أيوب من المزج بين الصرامة في الأداء والصدق الإنساني، ما جعل كل شخصية قامت بتجسيدها كأنها تنبض فعليا بالحياة الدافقة، كما مثلت حالة خاصة من الإبداع الفني المقترن بوعي توحد الفنان مع جمهور المسرح من خلال إسقاط الجدار الرابع الوهمي بين الفنان والمشاهدين على خشبة المسرح.

مسيرة فنية حافلة

عبر مسيرة فنية حافلة بالأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية امتدت إلى أكثر من سبعة عقود أقامت سميحة أيوب فلسفتها الفنية على الوعي والثقافة والدور الحضاري والمجتمعي للفنان، انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن الفن أداة للتنوير، وليس للترفيه فقط، وللفنان دور حيوي لا يقل أهمية عن دور السياسي والإعلامي.

سميحة أيوب رسخت لعقود فلسفتها الفنية القائمة على الوعي والثقافة والدور الحضاري والمجتمعي للفنان بوصفه أداة للتنوير

هذه الفلسفة الواعية لخصتها سميحة أيوب بوضوح شديد في إحدى مقابلاتها التلفزيونية في ستينات القرن الماضي، قائلة “لست مجرد ممثلة تقف لتحفظ كلمات تنطقها على المسرح. أنا أفهم جيدا الدور الذي أؤديه ومساراته ومآلاته، وما هي الرسالة التي يحملها العمل الذي سيعرض على الجماهير.”

ورغم مسيرتها الفنية الطويلة، والتي خطت أحرفها الأولى في عالم السينما بفيلم المتشردة عام 1947 وما أعقبه من عشرات الأعمال السينمائية التي ساهمت في انتشار صورتها الفنية، خاصة بعد تقديمها للدور الشرير المركب في فيلم “شاطئ الغرام” عام 1951، إلا أن البصمة الأهم وربما الأقوى في مسيرتها جاءت عقب انتقالها للعمل في المسرح القومي المصري في خمسينات القرن الماضي لتقدم أول أعمالها على خشبته، وهي مسرحية “الأيدي الناعمة” للأديب توفيق الحكيم، والتي لفتت نظر الجمهور والنقاد إليها بشدة، وكانت علامة بارزة وضعتها في مقدمة الصفوف الفنية التي حفلت بها مصر في ذلك الوقت.

واكب انضمام سميحة أيوب إلى المسرح القومي المصري اهتمام بالغ من قبل أجهزة الدولة بتدشين مسرح جديد تتلاقح من خلاله أفكار كبار الكتاب والأدباء المصريين والعرب والعالميين، مع اكتشاف طاقات إبداعية كانت مهدرة في عالم السينما، وفي مقدمة هذه الطاقات الإبداعية سميحة أيوب، وشفيق نورالدين، وحسن البارودي، إضافة إلى أسماء مهمة لمعت في مجال الإخراج المسرحي، من أبرزها كرم مطاوع وكمال يس وسعدالدين وهبة وعدد من أهم كتاب المسرح والمبدعين مثل ميخائيل رومان وألفريد فرج ونعمان عاشور وسعدالدين أردش وكان زوجا لسميحة أيوب.

استطاعت هذه الكوكبة خلق حالة وعي جديدة لدى الجماهير التي كانت ترتاد المسرح، مصحوبة بدعم الدولة الكامل، وإيمان أحد كبار المثقفين المصريين وهو ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري في ذلك الوقت برسالة الفن المهمة في حياة الشعوب.

وهبة وسميحة

سارتر يصافح سميحة أيوب بعد أن شاهدها تقوم ببطولة مسرحيته "الذباب" أثناء زيارته للقاهرة في فبراير 1967، وبينهما المخرج الراحل سعد أردش

يصعب الحديث عن إبداع سميحة أيوب من دون الوقوف مليا أمام المحطة الأهم في مسيرتها المسرحية، وهي تلك التي اقترن سطوعها الفني مع إبداع الكاتب المسرحي الكبير سعدالدين وهبة، حيث قدما معا عددا من الأعمال المسرحية، أهمها ثلاثية “كوبري الناموس” و”سكة السلامة” و”السبنسة”، وقدمت في منتصف عقد الستينات من القرن الماضي، ومكنت سميحة أيوب من إبراز طاقاتها الإبداعية.

وحملت الثلاثية رسائل لاذعة حول أوضاع المواطن المصري وفقدان الرؤية السياسية السليمة للخروج من المأزق الذي شهدته الدولة، وهو ما ظهر جليا في مسرحية “سكة السلامة”، وتدور حول تيه سائق حافلة في الصحراء، من دون أن يعرف أي الطرق يسلك من أجل العودة إلى الطريق الصحيح المؤدي إلى سكة السلامة، عبر تخفّ تاريخي بكون الأحداث وقعت قبل ثورة يوليو المصرية 1952.

وتمكنت أيوب من خلق حالة فنية – مسرحية خاصة توحدت وأسقطت من خلالها ما يسمى بالجدار الرابع الوهمي بين خشبة المسرح والمشاهدين للتواصل وجدانيا مع الجماهير، وسط تصفيق حاد بسبب إحساسهم بوصولها إلى أعماقهم، متمكنة بذلك من ايصال رسالة العمل المسرحي إلى الجماهير.

علاوة على النجاحات اللافتة في النصوص المصرية، تألقت سميحة أيوب في عدد من الأعمال المسرحية العالمية، من أهمها مسرحية “الذباب” لفيلسوف فرنسا الوجودي الأشهر جان بول سارتر، والذي حرص على مشاهدة عرضها بنفسه على المسرح القومي خلال زيارته للقاهرة في فبراير عام 1967، وأشاد بأداء سميحة أيوب الذي وصفه بـ”القوي والمؤثر”، وحرص على لقائها عقب العرض بصحبة الأديبة الفرنسية سيمون دي بوفوار التي رافقته في رحلته المهمة للقاهرة وأعلن خلالها تأييده للحق الفلسطيني في استرجاع أراضيه ورفضه للممارسات الإسرائيلية.

حالة فريدة وصارمة من الانضباط الإبداعي

تكريمات وأوسمة

ولدت سميحة أيوب عام 1932 في القاهرة وبدأت رحلتها الفنية في سن الخامسة عشرة، ووقفت على المسرح لأول مرة في أربعينات القرن الماضي خلال دراستها في المعهد العالي للتمثيل الذي التحقت به فور تأسيسه عام 1949 على يد المسرحي المصري زكي طليمات، وأخرجت خمس مسرحيات.

وشغلت سميحة أيوب منصب مديرة “المسرح الحديث” بين عامي 1972 و1975، ثم تولّت إدارة “المسرح القومي” لفترتين متتاليتين من عام 1975 حتى عام 1989.

حصلت الراحلة على عدد من التكريمات الرسمية، أبرزها “وسام الاستحقاق” من الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر عام 1966، وشهادة تقدير من الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1979.

أيوب تمكنت من خلق حالة فنية – مسرحية خاصة أسقطت من خلالها الجدار الرابع بين خشبة المسرح والمشاهدين

كما منحها الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان وسام الاستحقاق بدرجة فارس عام 1977، ونالت وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وفي يناير 2024 وخلال مشاركتها في احتفالية عيد الشرطة، وجّه الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي تحية مباشرة لها من على خشبة المسرح.

وتعد سميحة أيوب أسطورة المسرح العربي، فما قدمته يمثل حالة فريدة وصارمة من الانضباط الإبداعي، ولم تكن فقط مجرد نجمة تعتلي صهوة خشبة المسرح بل معلمة لأجيال متتالية من كبار المبدعين ومُلهِمة لقضية المسرح الحر في زمن التناقضات.

وفي لقاء أجرته على هامش مشاركتها مؤخرا في أحد مهرجانات المسرح العربي، علّقت سميحة أيوب على تراجع المسرح العربي قائلة “المسرح مش (لن) يموت، لأن الإنسان يحب الحكاية وجها لوجه. المشكلة مش (ليس) في الجمهور، المشكلة في الإرادة الثقافية.” وبهذه الكلمات اختصرت الراحلة الكثير من المسافات، وإذا كان ازدهار المسرح يحتاج إلى إرادة ثقافية، فلن تكتب له حياة في غياب الحرية.

كاتب مصري

 

العرب اللندنية في

04.06.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004