ملفات خاصة

 
 
 

وفاة سميحة أيوب.. تجربة سيدة المسرح في أعمال فاروق جويدة

محمد حسين

عن رحيل سيدة المسرح العربي

سميحة أيوب

   
 
 
 
 
 
 

رحلت صباح اليوم الفنانة الكبيرة سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عامًا، بعدما تركت إرثًا مسرحيًا وثقافيًا نادرًا، استحقت به لقب "سيدة المسرح العربي". وخلال مسيرتها الطويلة، جمعتها بالشاعر الكبير فاروق جويدة أعمال مسرحية بارزة، شكلت ذروة التقاء بين الكلمة والأداء والشخصية.

الوزير العاشق.. الانطلاقة الشعرية

كتب جويدة في مقال بعنوان "أنشودة الفن الجميل" معترفًا بأن سميحة أيوب كانت أول من أحب صوته الشعري في أدائها، قائلاً: "أحببت شعري في صوت وأداء وشموخ القديرة سميحة أيوب.. وكان يراودني حلم أن أراها تشدو بأشعاري على المسرح".

بدأت هذه الرحلة بمسرحية "الوزير العاشق"، المستوحاة من قصة حب ابن زيدون وولادة، التي أعادت لذاكرته أمجاد الأندلس. عُرضت المسرحية في عدد من العواصم العربية ولاقت صدى واسعًا، حتى أن الكاتب يوسف إدريس قال: "لأول مرة في حياتي أشاهد مسرحية وأنا جالس على الأرض".

شارك الفنان عبدالله غيث في البطولة، ليشكل مع سميحة ثنائيًا فنيًا استثنائيًا وصفه جويدة بأنه "أكبر حدث فني اهتزت له أركان المسارح العربية". تُرجمت المسرحية إلى عدة لغات، وكانت موضوعًا لأطروحتين للماجستير في جامعة مدريد.

دماء على ستار الكعبة.. صوت القيم

العمل الثاني الذي جمع جويدة بسميحة كان "دماء على ستار الكعبة"، من إخراج هاني مطاوع وبطولة يوسف شعبان. كتب جويدة: "كنت أسمع صوت سميحة وأنا أكتب المشاهد.. أداؤها كان شيئًا من الإبهار، وربما الإعجاز، في أجمل صوت شدا على خشبة المسرح العربي".

ناقشت المسرحية قضايا الطغيان ومقاومة الظلم، ووجهت نقدًا قويًا للاستبداد في العالم العربي. شهد العرض حضور شخصيات بارزة، بينهم الإمام محمد متولي الشعراوي، والموسيقار محمد عبدالوهاب، والكاتب محمد حسنين هيكل، وأعضاء مجمع اللغة العربية.

الخديوي.. الزلزال المسرحي

أما ثالث أعمالهما فكانت "الخديوي"، من إخراج جلال الشرقاوي، والتي وصفها جويدة بأنها كانت "زلزالًا في الثقافة المصرية".

تناولت المسرحية قضايا النهضة والديون والتبعية والاحتلال، وعلاقة الدين بالسياسة. شارك في بطولتها نخبة من كبار الفنانين: محمود ياسين، وفاروق الفيشاوي، وأشرف عبد الغفور، والموجي.

استمرت عروض المسرحية لأكثر من 100 ليلة على خشبة مسرح البالون قبل أن يتم توقيفها بشكل مفاجئ، وتُمنع من العرض 18 عامًا، في قرار وصفه جويدة بـ"الغامض". لكنها حين عادت إلى النور، ظلت "الخديوي" علامة فارقة في المسرح الشعري بمصر والعالم العربي.

 

####

 

من جمال عبدالناصر إلى عبدالفتاح السيسي..

مواقف جمعت سميحة أيوب برؤساء مصر

محمد حسين

رحلت الفنانة القدير سميحة أيوب عن عالمنا، صباح اليوم، عن عمر ناهز 93 عامًا بشقتها بحي الزمالك، بعدما أمضت رحلة فنية ثرية وممتدة كان لخشبة المسرح النصيب الأكبر منها ليصبح "سيدة المسرح العربي" لقبها المستحق.

وخلال عمرها الفني الذي تجاوز 70 عاما نالت محبة جمهورها من مختلف الأجيال، وجمعتها برؤساء مصر بداية من الرئيس جمال عبدالناصر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ وانعكس خلالها مشاعر الحب والإعجاب والتقدير الرسمي.

* عبد الناصر.. تكريم في عيد العلم

روت سميحة أيوب في مذكراتها التي صدرت في كتاب لأيمن الحكيم تحت عنوان "سميحة أيوب أسطورة المسرح العربى":" أقول إن عبدالناصر أكثر الزعماء الذين أدركوا قيمة الفنان المصري والفن المصري والإبداع المصري، وعرف كيف يوظفه ويجعل منه رأس حربة في معاركنا الوطنية والقومية، وبالفعل لعب الفن المصري دورًا مؤثرًا وفعالًا".

وتابعت: "أذكر مثلًا عندما وقع العدوان الثلاثي كنا نقدم مسرحية "إيزيس"، لتوفيق الحكيم، لكن مدير الفرقة الأستاذ أحمد حمروش قرر أن يُشارك المسرح في المعركة، وبسرعة شديدة جرى إنتاج مسرحيات وطنية تُعرض من تلك الأجواء، وتقرر أن يُفتح المسرح أبوابه للجماهير مجانًا، ولما كان الظلام يسود القاهرة ليلًا بسبب الغارات الجوية، كان المسرح يفتح أبوابه بين الثانية والخامسة عصرًا، ولعب الفن المصري بكل أشكاله دورًا فاعلًا في المعركة؛ أغاني، وأناشيد، ومسرحيات، وأفلام سينمائية. وهو ما كان له أثره في رفع الروح المعنوية للشعب، وصمودنا في المعركة".

وتواصل ذكرياتها عن عهد عبدالناصر: "وبعد معركة التأميم والعدوان الثلاثي حاز عبدالناصر شعبية أسطورية؛ فقد امتلك كاريزما شخصية ومهابة استثنائية كانت تجعل من مجرد اللقاء به وسامًا في حد ذاته".

وتابعت: "لذلك كانت فرحتي طاغية عندما تم إبلاغي من رئاسة الجمهورية بأن اسمي بين المُكرمين في الاحتفال الكبير الذي كان يُقام بقاعة الاحتفالات الكبرى لجامعة القاهرة، ويحضره الرئيس عبدالناصر، ويُمنح فيه وسام الجمهورية في العلوم والفنون لعدد من العلماء والأدباء والفنانين تقديرًا لجهودهم وتاريخهم".

وزادت: "حالتي التي كنت عليها عندما تلقيت الخبر السعيد لا يُقال عنها إلا سكينة ونشوة وسعادة وحذر وهدوء وذُهول عميق، انقلبت في صباح يوم 14 ديسمبر 1964 إلى حالة من التوتر والخوف والترقب لما ينتظرني، وجاء دوري ونودي على اسمي، وصعدت خشبة المسرح لأتسلم الوسام من الرئيس. لحظات معدودات سلمت عليه وسلمّني الوسام، وقال لي كلمة واحدة، استقبلتها بابتسامة كأنها “مبروك”. إنه عبدالناصر بهامته المهمة، ونظرته العميقة، وحضوره الساطع. وكنت أُحلّق في تلك اللحظات من السعادة وأحتضن الوسام بفخر. رغم أن الأوسمة وقيمتها لم تكن لها أي قيمة عندي، لكن كانت قيمتها المعنوية لا تُقدَّر بثمن، فالشعور بأن يأتي ويُذهب. أما القيمة الأدبية فهي الباقية والخالدة".

السادات.. عفارم عليكي يا سميحة

تقول أيوب في فصل آخر من الكتاب :"في أغسطس 1975 بُعثت مديرًا للمسرح القومي، وكان أول قرار اتخذته أن أكون أول سيدة تشغل هذا المنصب، وحتى لا يُقال إنني أخذت المنصب، وتصادف أن جاء الرئيس الفرنسي رسميًا لمصر، جيـسكـار ديستـان، في زيارة رسمية وجاءتني دعوة رسمية لحضور حفل العشاء الذي يقيمه الرئيس السادات والسيدة جيهان للسيد ديستان وحرمه، وبعد العشاء جائني من يُخبرني أن الرئيس السادات يطلبني بالسلام عليه أنا وسعد أردش، وقدمني السادات بفخر لديستان، قائلا: “دي نجمة المسرح المصرية اللي بتلعب دورًا كبيرًا في رفع الوعي عند راسـنا”، ووعدنا أن يُرسل وزير ثقافته ميشيل جـي لمشاهدة العرض، وجاء فعلًا، ودوّن رأيه في دفتر المسرح، ووافق أن نصرف في باريس."

وتابعت: "والحق أن علاقتي بالسادات كانت طيبة، وكان يحمل لي تقديرًا ومحبة، أذكر أنه مرة قال لي: “يا سميحة أنا عاوز منك خدمة”، قلت له: "تحت أمرك"، قال: "عايزك تروحي للفنانة زينب صدقي وتشرحي لها إني ما حطتش اسمها في كشف المعاشات اللي قررت صرفه للفنانين الكبار لأنهم قالوا لي إنها ماتت وأنا ماكنتش عارف إنها موجودة”. وكان ذلك في أخريات حياتها. قالت له: “لا يا فندم.. اسمح لي أنا مش مقبول لها كده. أنا مقول إن الرئيس بيبلغ إنه اكتشف إن اسمك سقط سهوا”، فضحك الرئيس وقال لي: "عفارم عليكي يا سميح”، وأصدر توجيهاته بإعادة اسمها فورًا، وقال: "عفارم عليكي بالإقناع والتحريجة".

*مبارك.. الريس بيسأل عليكي

وأكملت: ومن جديد كانت «مجنون ليلى» سببًا في أزمة أخرى تطلبت تدخل الرئيس مبارك لفض الاشتباك فيها!.. فقد حدث أن تم الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير وتجديد المسرح القومي، وكان علينا أن نختار عرضًا يليق بالمناسبة، نفتح به المسرح العريق، وقررت أن يكون عرض الافتتاح هو «مجنون ليلى»، ليس فقط لكونه العرض الناجح والمُعبر، بسبب الورداني، وإنما أيضًا بسبب موضوعه، وهو أنه من إنتاج المسرح القومي، وبالتالي فإنه عرض مصري وليس دعوياً. وفوق ذلك فإنه من العروض ذات القيمة التي تتناسب مع تاريخ «القومي» وعراقته. لكن الأستاذ كرم مطاوع ضغط ليكون عرض الافتتاح هو «إيزيس» تأليف توفيق الحكيم ومن إخراجه.

وأشارت إلى أن "وزير الثقافة بدأ متبنيًا برأيه، وكنت أنا كذلك مقتنعة برأيي ودافعت عنه، وخرج الخلاف إلى العلن، وكتب كرم مطاوع بهاجمي على صفحات الصحف، واستخدم اسم توفيق الحكيم، واتهمني بالوقوف أمام تكريم كاتبنا الكبير وهو في هذا العمر، وكانت مضايقه حقيقية. والحق أن علاقتي بتوفيق الحكيم كانت أكبر وأعمق ولا تقبل الشك، فالرجل نفسه كان يعتبرني ابنته البكر كما كان يقول لي. وكنت أكثر من مثلت أعماله على خشبة المسرح – أهل الكهف، السلطان الحائر، الصفقة، عودة الشباب، هل أتزوج، الزمار، وغيرها. ففوجئت بعنوان في الصحف يقول: «الرئيس مبارك يطلب إنهاء الخلاف بين سميحة أيوب وكرم مطاوع». ولم أكن أنتظر تدخل الرئيس لفض الخلاف. فمحبتي وتقديري لتوفيق الحكيم كانت السبب الأقوى لتنازلي عن موقفي. فقد قدرت أن الرجل في أرذل العمر، ولو «حصل له حاجة» سيتهمونني بأني السبب، ويحملوني موته مَقْتُولًا في «إيزيس»! وقررت أن آخذ المبادرة، وزرت توفيق الحكيم في بيته لأُخبره أن عرضه سيفتتح المسرح القومي. واستقبلنا توفيق الحكيم بفرح، وعادت له حيويته، وقام من سرير المرض، واستعادت ذاكرته، ووجهًا راح يحكي بطريقته الممتعة فيضًا من ذكرياته. وانتهت الأزمة بسلام."

واستطردت: وجاء الرئيس مبارك والسيدة سوزان لحضور حفل الافتتاح، ولأنني لست من النوع الذي يتكالب على صورة أو مكسب، وليس لي في التصوير أو التهليل لمسؤول مهما علا شأنه، فما أن استقبلت الرئيس ورحبت بالضيوف واطمأننت على راحتهم وبدأ العرض، حتى صعدت إلى مكتبي في المسرح وجلست أمارس عملي الطبيعي. ثم جاءني من يُبلغني: «الرئيس بيسأل عليكي». عندما انتهى العرض، لاحظ مبارك أنني غير موجودة فسأل بعفوية: «مدام سميحة فين المديرة بتاعتكم ولا إيه؟!» ونزلت، وسلّمت عليه، وهنأني، وقال لي: «أنا رضيت أمشي إلا لما أسلم عليكي وأشكرك وأهنيكي» والحق أن أصدق وصف يمكن أن أقوله عن مبارك هو أنه رجل طيب.

السيسي.. شكرا يا عزيز مصر

وخلال مشاركتها في عرض فني احتفالي بمناسبة عيد الشرطة 2024، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحية مباشرة للفنانة القديرة سميحة أيوب، قائلًا: "سعيد جدًا بالمشاركين في العرض، واسمحوا لي… السيدة الفنانة العظيمة سميحة أيوب.. أهلًا وسهلًا."

وردّت سميحة أيوب على الرئيس بكلمات مؤثرة أمام الحضور: "كلنا سعداء، وكان عندي أمنية أشوف سيادتك وجهًا لوجه، وربنا حقق لي الأمنية دي.. شكرًا يا ريس.. شكرًا يا عزيز مصر.. شعبك بيحبك يا ريس، وشكرًا على الأمن والأمان اللي عايشين فيه، والشعب كله حاسس بكل الإنجازات وبكل حاجة.. شكرًا يا ريس".

 

####

 

سميحة أيوب والقضية الفلسطينية..

المسرح أداة للوعي والمقاومة

محمد حسين

رحلت الفنانة القديرة سميحة أيوب عن عالمنا صباح اليوم، عن عمر ناهز 93 عامًا، داخل شقتها بحي الزمالك، بعد مسيرة فنية طويلة ومثمرة كان للمسرح النصيب الأبرز فيها، ما جعلها تستحق عن جدارة لقب "سيدة المسرح العربي".

أيقونة تتجاوز الخشبة نحو النضال

لم تكن الفنانة الراحلة مجرد نجمة مسرحية أو "سيدة الخشبة" كما وصفها النقاد والمتفرجون، بل امتدت أدوارها إلى ما هو أبعد من النصوص والأداء، إذ سخّرت حضورها الفني لخدمة قضايا عربية كبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي احتلت مكانة مميزة في وجدانها ومسيرتها الإبداعية.

لقاء عرفات وهدية الشال الفلسطيني

في مذكراتها "سميحة أيوب: أسطورة المسرح تحكي"، الصادرة عن دار نهضة مصر، خصصت فصلًا بعنوان "الاعترافات الأخيرة"، تروي فيه تفاصيل علاقتها بشخصيات فلسطينية أثّرت في وعيها الوطني. وتحكي عن لقاء عابر جمعها بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في إحدى العواصم العربية، ربما بسوريا أو الجزائر، خلال فعاليات مؤتمر ثقافي، وتقول: "التقيت به في أكثر من جلسة وسهرة، وفي إحداها أهداني شاله الفلسطيني الشهير وألبسني إياه بيديه."

عودة إلى الإخراج من أجل فلسطين

لم تكتفِ سميحة أيوب بالمواقف الرمزية، بل اتخذت موقفًا عمليًا بإعادة تفعيل دور المسرح في النضال. فعادت إلى الإخراج بعد 22 عامًا لتقدّم مسرحية "ليلة الحنّة"، من تأليف المناضلة الفلسطينية فتحية العباسي، والمستلهمة من الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982. تقول: "ليلة الحنة كانت سبب عودتي للإخراج، شعرت أن القضية بحاجة إلى صوت ناعم لكن حقيقي.. الكلمة ممكن تكون مظاهرة." شارك في العمل فنانون مصريون بارزون مثل جيهان فاضل وأحمد عبد العزيز، وأدت سميحة البطولة بنفسها. رغم أنها لم تكن مسرحية تجارية، فإنها لاقت صدى نقديًا وشعبيًا معتبرًا، ووصفتها بأنها "وقفة عزّ وسط موجة الهلس."

تأثر وجداني بالشعراء الفلسطينيين

امتدت علاقة سميحة أيوب بالقضية الفلسطينية إلى مجال الشعر، إذ تحدثت عن تأثرها العميق بمحمود درويش، واصفة أسلوبه بأنه "الشعري السياسي في آن واحد"، وقالت: "كان درويش حالة متفردة، أحببت فيه نبرة الناعم الذي يُحدث الأثر." كما عبّرت عن إعجابها بالشاعر سميح القاسم، الذي التقت به في مؤتمرات ثقافية عدة، واصفة حضوره بـ"الرائع"، ومضيفة: "أيام المؤتمر التي قضيتها معه جعلت لكل لحظة طعماً مختلفاً."

ناجي العلي حاضر في الوجدان

ولم تغفل سميحة أيوب الحديث عن الفنان الفلسطيني ناجي العلي، رغم أنها لم تلتقه شخصيًا، لكنها قالت عنه: "عشقت قلمه وريشته. فلسطين كانت حاضرة دائمًا في وجداني."

 

####

 

رشوان توفيق ناعيا سميحة أيوب:

رمز فني في تاريخ مصر.. لم تقطع عيش أحد كمديرة للمسرح

محمد شعبان

أعرب الفنان رشوان توفيق عن صدمته وحزنه لرحيل الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، التي وصفها بأنها «رمز فني في تاريخ مصر».

وكشف خلال تصريحات تلفزيونية مع الإعلامية سهير جودة عبر شاشة «النهار» مساء الثلاثاء، عن تفاصيل علاقته الممتدة بها منذ عام 1962، حين شاركها أول عمل في حياته، وهو فيلم بالتلفزيون المصري من إخراج الراحل نور الدمرداش.

وقال: «أنا دائما بصلي الفجر، صحوني من النوم قالوا لي إن سميحة أيوب انتقلت إلى رحمة الله، قلت لهم إزاي؟ أنا دائمًا بكلمها كل شهر مرة، لكن إن شاء الله بإذن الله تكون في أعلى عليين يا رب؛ لأنها قدمت كثير جدًا، نجوم كثير، ربنا يرحمها البقاء لله».

وأشار إلى عمله تحت إدارتها في مسرح السلام ثم المسرح القومي، مؤكدا أن «قيمة سميحة أيوب الملكة أنها كانت إنسانة أكثر من رائعة، فالجانب الإنساني والإداري والإبداعي كان حاضرا في سميحة أيوب».

وسرد واقعة تدل على دعمها للشباب، قائلا إنه عندما عمل معها في مسرح السلام بمسرحية «نرجس» التي كانت من بطولة الفنانة سهير البابلي، رفضت طلب البابلي بإسناد البطولة الرجالية لحسين فهمي ومحمود المليجي، متابعا: «قالت الإدارة ما عندهاش حد يكسر كلمتها، ورشوان توفيق، حسن عابدين، وكان حسن عابدين وقتها محدش يعرفه إطلاقا، وكانت بداية ولادة حسن عابدين الفنية على يد النجمة سميحة أيوب».

كما أشاد بإنسانية الفنانة الراحلة سميحة أيوب كمديرة مسرح، مؤكدا أنها «عمرها ما تسببت في قطع عيش ممثل.. أنا دائما أقول سميحة أيوب هي رمز في تاريخ مصر ورمز فني في تاريخ بلدنا».

وتوفيت الفنانة سميحة أيوب، اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 93 عاما، بعد مسيرة فنية امتدّت لأكثر من 77 عاما.

 

الشروق المصرية في

03.06.2025

 
 
 
 
 

في آخر ظهور لها..

لماذا اختارت سميحة أيوب حنان مطاوع لتجسيد سيرتها الذاتية؟

إيناس العيسوي:

في آخر تصريحاتها الإعلامية، تحدثت الفنانة الراحلة سميحة أيوب عن لحظة تكريمها وعن الشخص الذي ترى أنه سيكون خليفتها في المسرح، بالإضافة إلى من تراه الأنسب لتجسيد سيرتها الذاتية على الشاشة.

وخلال استضافتها في برنامج "نجمك مع يارا"، قالت سميحة أيوب: "لكل تكريم مذاقه الخاص وظروفه الخاصة، وبالطبع كلمة تكريم لها معنى جميل وعميق لدى كل إنسان. لذلك، يكون التكريم بالنسبة لي شيئاً رائعاً يستحق التقدير."

وأوضحت الفنانة القديرة سبب اختيارها للفنانة حنان مطاوع لتجسيد سيرتها الذاتية، قائلة: "أي شخص كنت سأختاره كان لابد أن يكون مميزاً ولديه مقومات فنية عالية. حنان مطاوع تمتلك هذه المقومات، فهي فنانة جميلة تتطور باستمرار، تعمل على نفسها بوعي ودراسة، وموهوبة بشكل واضح."

وأضافت: "أنا أؤمن بأن اختيار الشخص لتجسيد سيرتي ليس مجرد قرار عاطفي، بل اختيار مبني على مجموعة من الصفات والقدرات التي تراها في الشخص نفسه."

وعن الأعمال التي تفتخر بها، أشارت سميحة أيوب إلى مسلسل "الضوء الشارد" بقولها: "أكثر عمل أعتز به هو مسلسل 'الضوء الشارد'، فقد كنت أتفاعل وتعاطف مع كل شخصية تقوم بعملها بإخلاص وإتقان."

وحول مفهوم "السينما النظيفة"، أكدت سميحة أيوب أن الفن لا يمكن أن يكون عكس الحياة، وقالت: "لا يوجد شيء يسمى العكس من النظيف، فالفن في جوهره هو دراسة للحياة بكل تفاصيلها."

وتابعت: "ما نحتاج إلى التركيز عليه أكثر هو الإنسان، والضمير، والصدق، فقد افتقدنا هذه القيم إلى حد كبير في الفترة الأخيرة."

وفيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، أشارت إلى أنها لا تتابعها ولا تصدق كل ما يُنشر عليها، مضيفة: "أتمنى أن أقدم في المرحلة القادمة أعمالاً تنفع الإنسان، تركز على الأخلاقيات، والتعاملات الإنسانية، والضمير."

وعن سبب ابتعادها عن السينما في السنوات الأخيرة، قالت: "لم أختفِ عن السينما، بل لم أجد ما يناسبني لأقدمه. كل فنان يقدم دوره بشكل جيد، ولا يوجد أحد أعظم من الآخر، فكل منا يؤدي دوره على النحو المطلوب."

وحول تقييمها لأبرز النجوم الشباب في المسرح، رفضت تحديد أسماء بعينها، وقالت: "لا يمكنني حصر المميزين، فكل فنان يضيف بصمته الخاصة، ولا يمكن القول إن هناك شخصاً واحداً مميزاً على حساب الآخرين."

وعن فكرة الاعتزال، قالت: "عندما أشعر أنني لم أعد قادرة على تقديم شيء جديد أو مفيد، سأتخذ قرار الاعتزال."

كما تحدثت عن الاختلاف في المسرح حالياً، قائلة: "الاختلاف قائم دائماً وله أذانٌ يسمعها كل زمان، لا يمكننا أن نرجع إلى الوراء. هناك اختلاف في المحتوى، وفي وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي."

وأشارت إلى أنها لم تحضر مسرحيات الفترة الأخيرة، ووصفت مسرح مصر بأنه يعتمد على الإسكيتشات، وأضافت: "هو نوع من أنواع الفن الناجح لأنه جذب الجمهور للمسرح وأعاد الناس إليه، وهذا شيء إيجابي جداً، لكنه ليس مسرحاً بالمعنى التقليدي للكلمة."

واختتمت حديثها بالثناء على المخرج خالد جلال، واصفة إياه بـ"ظاهرة فنية جميلة"، مشيرة إلى أنه قدم الكثير للشباب وأسهم في ظهور جيل جديد من الفنانين، ليس فقط في مصر بل في العالم العربي بأسره.

 

####

 

كيف استقبل الجمهور الفرنسي سميحة أيوب أثناء عرض مسرحية فيدرا في باريس؟

إيناس العيسوي:

رحلت عن عالمنا صباح أمس االثلاثاء سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، عن عمر يناهز 93 عامًا، وشيعت جثمانها عصر أمس من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد.

روت الفنانة سميحة أيوب أثناء ندوة تكريمها العام الماضي من المهرجان القومي للمسرح المصري، التي حملت دورته الـ17 اسمها، أن الجمهور الفرنسي استقبلها بترحاب وتفاعل مع عرض "فيدرا" بشكل كبير، والذي عُرض وقتها في باريس، وصفق الجمهور لسميحة أيوب بشكل فاق تصورها.

وأكدت سميحة أيوب أن هذا الأمر لم يقتصر على ليلة العرض الأولى، لكنه استمر على مدى 15 ليلة عرض المسرحية بدار الأوبرا بباريس، وقالت: إن هذا الترحاب الشديد لم يحدث من قبل مع أى فرقة وافدة.

وُلدت سميحة أيوب عام 1932، وبدأت مشوارها الفني عام 1947، حيث تنقلت بين خشبة المسرح وعدسات السينما والتلفزيون، وتركت أثرًا كبيرًا من خلال أدائها المتقن وقدرتها على تقمص الشخصيات المركبة، وامتدت مشاركاتها لعقود متواصلة، تعاونت خلالها مع نخبة من المخرجين والكتّاب الكبار في مصر والعالم العربي.

ولُقّبت الفنانة سميحة أيوب بسيدة المسرح العربي، نظراً لإسهاماتها الكبيرة في المسرح العربي، وتأثيرها في تاريخ، وتم إطلاق هذا اللقب عليها من قبل الرئيس الراحل حافظ الأسد، أثناء مشاركتها وتكريمها في مهرجان في سوريا من قبله.

 

####

 

رسالة وداع تبكي القلوب..

خالد جلال يرثي سميحة أيوب: صعب أصدق إن البطلة مش هاتظهر مرة تانية

نشر المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة رسالة طويلة مؤثرة لروح فقيدة الفن سميحة أيوب عبر حسابه بموقع فيسبوك، تحت عنوان "وهي يعني أم كلثوم ماتت؟".

وقال في الرسالة :"أمي حبيبتي بعد التحية والسلام، لأول مرة ما ألاقيش كلمات تعبر عن مشاعر الفقد اللي حسيت بيها النهاردة، جايز علشان صعب أصدق بعد طول الوقت معاكي إن البطلة مش هاتظهر مرة تانية، وجايز لأن الحياة الحقيقية مش زي الفيلم اللي ممكن نشوفه كل يوم، والبطلة تظهر في نفس الثانية ونستمتع بإبداعها".

وتابع: "آخر مرة تمثيل كانت ف عيد الشرطة اللي قبل اللي فات وكنتي تعبانة قبلها، وأصريت إنك تيجي ووافقتي، وكنتي زي البدر على الشاشة وعلى المسرح، وجه الحصاد، الريس كلمك وكلمتيه وطلع على المسرح وحياكي وقبل جبينك".

وحكي: "من 9 سنين كنا ف المغرب وسمعتك بتتكلمي مع القديرة الراحلة ثريا جبران، وقولت لك الكلام ده لازم نحتفظ بيه ده ميراث، وقولتي تعالي نعمل كده، وعملنا "سميحة أيوب تروي لخالد جلال" سنة 2016، وكان وسام عظيم بأفخر بيه لحد النهاردة إنك بتحكيلي أنا والناس بتسمع حكاياتك".

وأضاف، "في كل رحلة وكل مكان كنتي موجودة وجودك سند وحماية وآمان وحنان وحب وطيبة وقوة كل كلمة كنتي بتقوليها خبرة عمر ودرس عميق حتى وأنتِ بتهزري".

وواصل خالد جلال رسالته: "فكرتك أول مرة شوفتيني سنة 1996 في روما مع العظيم الراحل سعد الدين وهبة، وكنتوا راجعين من ألمانيا وزورتونا في الأكاديمية المصرية بروما، ودخلتي بروفة مسرحيتي وسمعتيني وأنا بأخرج وقولتي لازم نشوفك لما ترجع مصر وارجع بسرعة، ولما طلبت صوتك يحكي حكاية دفعة بعد الليل في حفل تخرجهم، وحكيتي فبقت حفلتهم بقيمة الصوت والضوء من جمال صوتك".

وأردف، "لما طلبت منك تظهري على شاشة افتتاح مهرجان المسرح العربي بالقاهرة وقولتي لضيوف مصر من كل الوطن العربي (أهلا بيكم في مصر مهد المسرح العربي) إيه ده يا أمي هرم بيتكلم؟".

وتابع، "فاكرة الرئيس حافظ الأسد لما سماكي سيدة المسرح العربي؟ طب فاكرة الرئيس أنور السادات وهو بيقول للرئيس جيسكار ديستان مدام سميحة توچووور كومبليه، طب فاكرة وقفتك مع الست أمينة رزق في فرنسا وأنتوا بتعملوا فيدرا، طب فاكرة وأنتِ ماسكة المسرح الحديث لما ابتدت حرب أكتوبر وخليتي العبقري محمد نوح وكل الفرقة يعملوا مدد مدد شدي حيلك يا بلد، طيب فاكرة التمثال اللي عملوا لكي عصام درويش كنتي فرحانة بيه قد إيه؟".

وختم رسالته: "أمي الحبيبة.. كلامي ملخبط مش كده؟.. معلش ما هو ألف حكاية وحكاية معاكي برضه مش سهل ترتيبها في كلمتين هنا، كنت دايما في لحظات الوداع اللي زي دي بأكتب بالفصحى وأقول (الحزن عميق) ولأول مرة أكتشف إني ممكن أحزن أكتر من الجملة دي.. ودايما كنت أقول للي رحل أدعيلنا.. بس معاكي بأقول لكي اتطمني أنا هافضل أدعيلك ليل ونهار ماتخافيش، وأخيرا اللي زيك يفضل عايش في القلوب والأرواح ومرفرف حوالينا على طول، وأخيرا يا سوسو الجميلة هازعل ليه؟

وهي يعني أم كلثوم ماتت؟ ما هي عايشة لحد النهاردة.. تصبحي على خير.. بحبك.. ابنك خالد جلال".

وتوفيت الفنانة سميحة أيوم أمس الثلاثاء عن عمر ناهز الـ93 عاما بعد رحلة عطاء طويلة في الفن سواء بالسينما والإذاعة والتليفزيون، ومنحت المسرح النصيب الأكبر من اهتمامها وحبها فاستحقت لقب سيدة المسرح العربي.

 

####

 

لماذا رمى سعد الدين وهبة نص مسرحية كوبري الناموس بعد اعتراض سميحة أيوب؟

وما قصة مشهد الصمت الطويل؟

إيناس العيسوي

ودّعت الساحة الفنية صباح الثلاثاء الفنانة القديرة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، التي رحلت عن عمر يناهز 93 عامًا، وشيّع جثمانها من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد.

وخلال ندوة تكريمها في المهرجان القومي للمسرح المصري العام الماضي، كشفت "أيوب" جانبًا من كواليس علاقتها بزوجها الكاتب الراحل سعد الدين وهبة، حيث روت موقفًا فنيًا شهيرًا جمعهما حول مسرحية "كوبري الناموس".

فقد عرض وهبة على زوجته قراءة النص قبل نشره، لكنها اعترضت على مشهد لسيدة تقف صامتة لمدة تقارب ثلث ساعة، فما كان من وهبة إلا أن رمى النص بعيدًا بعد رفضها لهذا المشهد، مؤكدًا أنه لن يعرض عليها نصوصًا إلا أثناء جلسات البروفات، مثل باقي فريق العمل.

وأوضحت سميحة أيوب أن هذا الموقف غيّر طريقة تفاعلها مع نصوص زوجها، مما جعلها تنتقل من القراءة الفردية إلى مناقشة النصوص بشكل جماعي مع فريق العمل، حفاظًا على مبدأ الحوار الفني المشترك.

وُلدت أيوب عام 1932 وبدأت مشوارها الفني عام 1947، وارتبط اسمها بالمسرح والسينما والتلفزيون، محققة نجاحات كبيرة على مدار عقود، وتعاونت مع أبرز مخرجي وكتّاب المسرح في مصر والعالم العربي.

وقد أطلق عليها لقب "سيدة المسرح العربي" من قبل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، تكريمًا لإسهاماتها الفنية الكبيرة وتأثيرها العميق في تاريخ المسرح العربي.

 

الشروق المصرية في

04.06.2025

 
 
 
 
 

خالد جلال يرثي سميحة أيوب: مش مصدق إن البطلة مش هتظهر تاني

دعاء فودة

برسالة تمس القلب وتفيض حبا وحنينا وفقدا، كتب المخرج الكبير خالد جلال كلمات صادقة ومؤثرة في رثاء سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، بكلمات ليست مجرد تأبين أو رثاء، بل شهادة حب ووفاء وامتنان، يروي فيها "ابنها الروحي" المخرج خالد جلال، كيف كانت الحضور والظل، السند والحكمة، الإبداع والقوة في كل تفاصيل الحياة والفن، فكانت "خالد جلال وسيدة المسرح" علاقة فنية وإنسانية نادرة، جمعت بين "فنان استثنائي" و"أيقونة مسرح لا تتكرر"، تحولت إلى رابطة أمومة روحية، مليئة بالحكايات والمواقف والمشاعر التي لا تنسى، وفي لحظة وداع مؤلمة، كتب "خالد جلال" كلماته التالية:

وجاء نص رثاء المخرج خالد جلال لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب كالتالي

"أمي حبيبتي،

بعد التحية والسلام،

لأول مرة ما ألاقيش كلمات تعبّر عن مشاعر الفقد اللي حسّيت بيها النهارده.

يمكن علشان صعب أصدق، بعد طول الوقت معاكي، إن البطلة مش هتظهر تاني.

ويمكن لأن الحياة الحقيقية مش زي الفيلم اللي ممكن نشوفه كل يوم، والبطلة تظهر في نفس الثانية ونستمتع بإبداعها.

آخر مرة تمثيل كانت في عيد الشرطة اللي قبل اللي فات، وكنتي تعبانة قبلها، وأصريتِ إنك تيجي ووافقْتي، وكنتي زي البدر على الشاشة، وعلى المسرح.

وجه الحصاد، الريس كلّمك، وكلّمتِيه، وطلع على المسرح وحيّاكِ وقبّل جبينك.

من تسع سنين كنا في المغرب، وسمعتك بتتكلمي مع القديرة الراحلة ثريا جبران، وقلت لك: "الكلام ده لازم نحتفظ بيه، ده ميراث"، وقلتي: "تعالي نعمل كده"، وعملنا "سميحة أيوب تروي لخالد جلال" سنة 2016.

وسام عظيم بأفخر بيه لحد النهارده، إنك بتحكيلي أنا، والناس بتسمع حكاياتك.

في كل رحلة، وفي كل مكان، كنتي موجودة.

وجودك كان سند، وحماية، وأمان، وحنان، وحب، وطيبة، وقوة.

كل كلمة كنتي بتقوليها كانت خبرة عمر، ودرس عميق، حتى وانتي بتهزّري.

فاكرة أول مرة شفتيني سنة 1996 في روما، مع العظيم الراحل سعد الدين وهبة؟

كنتوا راجعين من ألمانيا، وزرتونا في الأكاديمية المصرية بروما، ودخلتي بروفة مسرحيتي، وسمعتيني وأنا بأخرج، وقلتي: "لازم نشوفك لما ترجع مصر، وارجع بسرعة".

ولما طلبت صوتك يحكي حكاية دفعة "بعد الليل" في حفل تخرجهم، وحكيتي، فبقت حفلتهم بقيمة الصوت والنور من جمال صوتك.

ولما طلبت منك تظهري على شاشة افتتاح مهرجان المسرح العربي بالقاهرة، وقلتي لضيوف مصر من كل الوطن العربي:

"أهلاً بيكم في مصر.. مهد المسرح العربي"

إيه ده يا أمي؟ هرم بيتكلم؟

فاكرة لما الرئيس حافظ الأسد سماكِ "سيدة المسرح العربي"؟

طب فاكرة لما الرئيس أنور السادات قال للرئيس جيسكار ديستان:

"مدام سميحة.. توجور كومبليه"؟

فاكرة وقفتك مع الست أمينة رزق في فرنسا وإنتوا بتعملوا "فيدرا"؟

فاكرة وإنتِ ماسكة المسرح الحديث لما بدأت حرب أكتوبر، وخليتي العبقري محمد نوح والفرقة يعملوا:

"مدد مدد.. شدي حيلك يا بلد"؟

طيب، فاكرة التمثال اللي عملهولِك عصام درويش؟ كنتي فرحانة بيه قد إيه؟

أمي الحبيبة،

كلامي ملخبط، مش كده؟

معلش، ما هو ألف حكاية وحكاية معاكي، برضه مش سهل ترتيبها في كلمتين هنا.

كنت دايمًا في لحظات الوداع اللي زي دي بكتب بالفصحى وأقول:

"الحزن عميق"،

ولأول مرة أكتشف إني ممكن أحزن أكتر من الجملة دي.

ودايماً كنت أقول للي رحل: "ادعيلنا".

بس معاكي، باقولك:

"اتطمني، أنا هافضل أدعيلك ليل ونهار، ماتخافيش".

وأخيرًا… اللي زيك يفضل عايش في القلوب والأرواح، ومرفرف حوالينا على طول.

ويا سوسو الجميلة… هازعل ليه؟

وهي يعني أم كلثوم ماتت؟

ما هي عايشة لحد النهارده

تصبّحي على خير

بحبك
ابنك خالد جلال

 

####

 

غدا.. أسرة سميحة أيوب تستقبل العزاء

هناء حمدي

كشفت الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين عن موعد ومكان جنازة الفنانة الراحلة سميحة أيوب التي غيبها الموت أمس عن عمر ناهز الـ 93 عام بعد مسيرة طويلة من التاريخ الفني.

وأوضح في تصريحات صحفية له أن عزاء سيدة المسرح سيقام غدا الخميس بمسجد عمر مكرم وكان عدد كبير من نجوم الفن قد حرصوا على وداع سميحة أيب بحضور جنازتها أمس وتشيع جثمانها إلى مثواها الأخير من مسجد الشرطة بالشيخ زايد.

نعي النجوم

وكان عدد كبير من نجوم الفن قد نعوا سميحة أيوب بكلمات مؤثرة منهم الفنانة منة شلبي والتي كتبت عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس": «رحلت سيدة المسرح العربي رحلت السيدة سميحة أيوب الكبيرة قدرا وقامة الصارمة ذات قلب طفل وخفه ظل استثنائية».

وأضافت: «رحلت أول من آمن بموهبتي ودعمني ورحلت في أحب الأيام اللي الله تعالي اسالكم الدعاء والفاتحة على روح هذه السيدة الجميلة فنا وشخصا العظماء يرحلون ولا يتكررون».

 

####

 

نادية الجندي ترثي سميحة أيوب: ربنا أختارها في أيام مباركة

هناء حمدي

بكلمات مؤثرة وذكريات جمعتهما معا حرصت الفنانة نادية الجندي على رثاء الفنانة الراحلة سميحة أيوب التي رحلت عن عالمنا صباح أمس عن عمر ناهز الـ 93 عام.

وشاركت نادية عبر صفحتها الشخصية على انستجرام جمهورها بمشاهد جمعتها بسيدة المسرح في تعاونهما الدرامي الوحيد مسلسل «سكر زيادة» وعلقت قائلة: « فقدنا إنسانة عظيمة وفنانة كبيرة.. ربنا أختارها في أيام مباركة لأنها كانت ست طـيبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى».

وأضافت قائلة :«الموت علينا حق لكن الصعب هو فراق إنسان عاشرته وأحببته» وتابعت: «سميحة أيوب ستظل راسـخة في ذاكرة المسرح والسينما والفن المصري وفي قلوبنا جميعاً.. ربنا يرحمها يارب».

موعد ومكان عزاء سميحة أيوب

وكان الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين قد كشف عن موعد ومكان جنازة الفنانة الراحلة سميحة أيوب وأوضح في تصريحات له أن عزاء سيدة المسرح سيقام غدا الخميس بمسجد عمر مكرم وكان عدد كبير من نجوم الفن قد حرصوا على وداع سميحة أيب بحضور جنازتها أمس وتشيع جثمانها إلى مثواها الأخير من مسجد الشرطة بالشيخ زايد.

تفاصيل مسلسل «سكر زيادة»

يذكر أن مسلسل «سكر زيادة» الذي تم عرضه عام 2020 هو التعاون الوحيد الذي جمع بين الفنانة نادية الجندي والفنانة سميحة أيوب وشاركهما البطولة كلا من هالة فاخر ونبيلة عبيد ومي الغيطي من إخراج وائل إحسان.

 

####

 

صلاح عبد الله: «سميحة أيوب» من جيل العظماء

حنان الصاوي

تحدث الفنان صلاح عبد الله، عن الفنانة الراحلة سميحة أيوب التي جاء رحيلها أمس بمثابة صدمة للوسط الفني والجمهور وعشاقها

وأضاف صلاح عبد الله في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة مقدمة برنامج «90 دقيقة» عبر قناة «المحور»، أن سميحة أيوب لم تكن فقط ممثلة محترفة ومبدعة، بل كانت أيضًا مديرية للمسرح القومي في فترات عدة، وكانت قوية جدًا في قيادتها للمسرح.

وذكر صلاح عبد الله، أنه شارك معها في المسرحيات، ومنها مسرحية «رابعة العدوية» التي أخرجها المخرج الكبير شاكر أبواللطيف، حيث لعب دورًا صغيرًا لكنه اعتبره نقطة مهمة في مشواره الفني.

وتابع صلاح عبد الله، أن لقاءاته معها كانت دائمًا مصدر سعادة وفخر، وأنه كان يقدرها جدًا، مضيفًا أن جيل العظماء الذي تنتمي إليه سميحة أيوب ترك إرثًا لا يُنسى في الوسط الفني، وذكر أن ذكرياته معها مع الفنانين الكبار مثل شعبان عبدالرحيم ونادية لطفي تظل حية في ذهنه.

واختتم صلاح عبد الله، حديثه بالدعاء للراحلة بالرحمة، مؤكدًا أنها ستظل حية في قلوب الناس بتاريخها ومسيرتها الطويلة في الفن، معربًا عن اعتزازه بكونه جزءًا من هذا الجيل العظيم الذي أثرى المسرح العربي.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

04.06.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004