ملفات خاصة

 
 
 

يختتم دورته الـ 78 غدا..

15فيلمًا تشكل موجة جديدة للسينما على شاشة مهرجان كان

خالد محمود

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

· ميندونسا يستكشف الدكتاتورية المظلمة فى البرازيل .. وسيرجى لوزينيستا ينقلنا إلى حقبة التطهير الستالينى فى روسيا

· لويس أندرسون فى مهمة ساحرة مرصعة بالنجوم.. ودومينيك مول يستدعى مواجهات «السترات الصفراء

يختتم غدا مهرجان كان السينمائى الدولى دورته الـ78، وسط ترقب كبير لمن سيتوج بالسعفة الذهبية التى يتنافس عليها ٢٢ فيلما، بجانب جوائز المهرجان المتنوعة بأقسامه الموازية، حيث ضم المهرجان هذا العام باقةً مميزةً من الأفلام، التى تُعرض لأول مرة، وتُقدم مزيجًا فريدًا من الأنواع السينمائية لتشكل موجة جديدة من إلهام وإبداع الواعدين الجدد، وحتى أفلام المخرجين المستقلين، بدءًا من أفلام الإثارة النفسية والكوميديا السوداء مثل «مت يا حبيبى» لجنيفر لورانس وروبرت باتينسون، وصولًا لأفلام الحركة والمغامرة مثل «إيدينجتون»، و«مهمة مستحيلة».. «الحساب الأخير» لتوم كروز، والسيرة الذاتية مثل «إليانور العظيمة» لسكارليت جوهانسون، و«المخطط الفينيقى» كوميديا التجسس للويس اندرسون بجانب «حادث بسيط» للإيرانى جعفر بناهى الذى يعود للمهرجان بعد سنوات، بالإضافة إلى الأخوين جان-بيير ولوك داردين، الثنائى الأيقونى فى السينما البلجيكية، مع عملهما الدرامى الاجتماعى «الأمهات الشابات» و«الصغيرة الأخيرة» للتونسية الفرنسية حفيظة درزى، و«القضية ١٣٧» لدومنيك مول.

ووفقا لتوقعات النقاد ورواد المهرجان تظهر فى الأفق 15 فيلما تستحوذ على الحدث الاهم وتحظى بالاهتمام، وتلك هى القائمة:

١- «مت يا حبيبى»

فيلم الكوميديا السوداء والإثارة النفسية للمخرجة الاسكتلندية لين رامزى، تجىء حبكته وطاقم الممثلين الرائعين جينيفر لورانس، وروبرت باتينسون، ولاكيث ستانفيلد، ونيك نولتى، وسيسى سبيسك لتجعله عملا مميزا بحسب نقاد عالميين. الفيلم المقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه صدرت عام ٢٠١٧ لأريانا هورويتز، ويُعرض لأول مرة فى كان، وتدور أحداثه بمنطقة ريفية نائية ومنسية، حيث يتتبع أمًا «جريس» تعانى من اكتئاب مابعد الولادة وتقترب من حافة الانهيار لتفقد عقلها تدريجيًا، بينما تكافح من أجل البقاء.

٢- «المخطط الفينيقى»

يعرف المخرج ويس أندرسون بأسلوبه الفريد والساحر فى صناعة الأفلام، وبعد عرض فيلميه الأخيرين، «المرسل الفرنسى» و«مدينة الكويكب»، فى كان، يعود مجددًا للمهرجان بفيلمه «المخطط الفينيقى» والذى تدور أحداثه حول «زازا كوردا» رجل أعمال ثرى وقطب اعمال دولى (بينيسيو ديل تورو) لديه أعداء كثيرين. يعتزم توريث ممتلكاته الفاخرة لابنته الوحيدة، الراهبة «ليسل»، وتؤدى دورها ميا ثريبلتون،. ينطلق الاثنان معًا فى مهمة محفوفة بالمخاطر حول العالم، يصادفان مجموعة من الشخصيات المتنوعة التى يؤديها النجوم مايكل سيرا، وتوم هانكس، وسكارليت جوهانسون، وبنديكت كومبرباتش، وريز أحمد، وويليم دافو، وبيل موراى، وبراين كرانستون.

٣- «إليانور العظيمة»

يُمثّل هذا الفيلم التجربة الإخراجية الأولى للممثلة سكارليت جوهانسون. وفيه تلعب الممثلة جون سكويب، المرشحة لجائزة الأوسكار، دور امرأة متقاعدة تيلغ من العمر 95 عامًا تنتقل لنيويورك بعد وفاة زميلتها فى السكن وصديقتها المقربة بحثًا عن بداية جديدة. ولأن تكوين صداقات جديدة فى سن التسعين أمرٌ صعب، تُصادق طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عامًا «إيرين كيليمان» فى مدينة نيويورك.

تضيف سكارليت جوهانسون كمخرجة إلى سجلها الحافل بهذه القصة التى تتناول صداقة عابرة للأجيال محطة جديدة عبر هذا النوع الدراما التى تركز على الشخصيات، والتى تخصصت فيها جوهانسون فى بداياتها كممثلة، ويشارك فى بطولة الفيلم كل من تشيوتيل إيجيوفور وجيسيكا هيشت.

4- «أدينجتون»

أرى أستر، مخرج فيلمى الرعب الشهيرين «ميدسمار» و«هيريديترى» يُحوّل الآن نظرته الإخراجية الثاقبة لنوع كلاسيكى آخر وهى أفلام الغرب الأمريكى. تدور أحداث فيلمه «إيدينجتون» فى ذروة جائحة كوفيد-19 ببلدة صغيرة فى نيو مكسيكو، وهو تفسير حديث وساخر تمامًا للصراع المتصاعد بين جهات تنفيذ القانون والسياسيين المحليين. يؤدى خواكين فينيكس - الذى لعب دور البطولة فى فيلم آرى أستر الأخير «بو إز أفريد» دور شريف بلدة صغيرة يواجه عمدة إيدينجتون، الذى يؤدى دوره بيدرو باسكال.

5- «تاريخ الصوت»

يقدم المخرج الجنوب أفريقى أوليفر هيرمانوس وأبطاله بول ميسكال وجوش أوكونور دراما رومانسية تاريخية، مُقتبسة من قصة قصيرة نُشرت عام ٢٠٢٤ لبن شاتوك (شارك شاتوك أيضًا فى كتابة السيناريو مع هيرمانوس). يُجسّد ميسكال وأوكونور دورى ليونيل وديفيد، الطالبين فى معهد نيو إنجلاند الموسيقى خلال الحرب العالمية الأولى. بعد أن نشأت بينهما علاقة عاطفية فورية فى حانة بيانو مليئة بالدخان، انطلق الاثنان لجمع الأغانى الشعبية من مواطنيهما ليشكلا صورة جديدة للمجتمع والوطن.

6 - «المدعون العامون»

فى فيلم «المدعين العامين»، يُعيدنا المخرج الأوكرانى سيرجى لوزينيستا إلى حقبة التطهير الستالينى فى روسيا، مُقتبسًا روايةً تحمل الاسم نفسه للفيزيائى والناجى من معسكرات الجولاج، جورجى ديميدوف. يتتبع الفيلم مدعٍ عامٍّ مُعيّن حديثًا يطلب مقابلة سجينٍ وقع ضحيةً لعملاء فاسدين من الشرطة السرية. ويغوص سيرجى لوزينيستا فى أعماق نظامٍ شمولى منذ دراسته لصناعة الأفلام فى أوائل التسعينيات، حيث عمل على ربط نوعى الأفلام الوثائقية والروائية. بفضل اهتمامه الدقيق بالتفاصيل، ويشهد بأفلامه على صراعات قديمة وراهنة، من ندوب الحقبة السوفيتية إلى الحرب الدائرة مع روسيا.

7- «التسلسل الزمنى للمياه»

فى أول تجربة إخراجية لها، تقدم النجمة كريستين ستيوارت فيلمًا مقتبسًا من مذكرات ليديا يوكنافيتش الصادرة عام ٢٠١١، والتى تتناول تقاطع الجنس والإدمان والبقاء على قيد الحياة من منظور سبّاحة وفنانة مخضرمة. ستيوارت، التى شاركت فى كتابة السيناريو مع آندى مينجو، اختارت إيموجين بوتس لتلعب دور البطولة فى دور ليديا.

8- «العقل المدبر»

بعد عرض فيلمها «الظهور» لأول مرة فى كان 2022، تعود كيلى ريتشاردت بفيلم درامى يأخذها من موطنها المعتاد بشمال غرب المحيط الهادئ إلى ماساتشوستس.

تدور أحداث الفيلم فى السبعينيات على خلفية حرب فيتنام وصعود حركة تحرير المرأة، ويشارك فى بطولته جوش أوكونور، الذى يلعب دور نجار عاطل يُدبّر عملية سرقة جريئة للوحة فنية فى وضح النهار، وتنهار حياته عندما تسوء الأمور. ويضم فريق العمل أيضًا آلانا حاييم، وجون ماغارو، وجابى هوفمان، وهوب ديفيس.

9- «العميل السرى»

يعود فاجنر مورا للسينما البرتغالية بعد سنوات، ويشارك ببطولة هذا الفيلم التاريخى السياسى المثير للمخرج البرازيلى كليبر ميندونسا فيلهو، الفائز بجائزة لجنة التحكيم لمهرجان كان السينمائى عام ٢٠١٩ عن فيلمه المناهض للاستعمار «باكوراو»، وكما هو الحال مع فيلم «صور الأشباح» الوثائقى المثير للرعب لعام ٢٠٢٣، تدور أحداث فيلم «العميل السرى» فى مسقط رأس المخرج، ريسيفى، خلال أسبوع الكرنفال السنوات الأخيرة من الحكم العسكرى الديكتاتورى للبلاد.

ويركز الفيلم على خبير تكنولوجيا هارب من ماضى غامض ويبحث عن ملاذ آمن. فى الفيلم السياسى المثير، يوضح كليبر ميندونسا فيلهو أنه كان يسعى لاستكشاف كيفية عمل الأفراد فى ظل نظام قمعي، وكيف يقاومون أو يستسلمون.

10- «الموجة الجديدة»

يقدم المخرج ريتشارد لينكليتر فى مشاركته الثانية بمهرجان كان فيلمًا وثائقيًا روائيًا بالأبيض والأسود عن قصة صنع فيلم «لاهث» لجودار بأسلوب ولغة الموجة الفرنسية الجديدة.. يُعيد إحياء لحظة فارقة فى تاريخ السينما وتصوير أول فيلم روائى طويل لجان لوك جودار «لاهث» عام ١٩٦٠، بطولة جان بول بلموندو وجان سيبرج. فكرة أن لينكليتر يُبدع تحفة فنية، وفى الوقت نفسه يُكرّم عملًا سينمائيًا، تُثير الحماس. لدى الجمهور، والفيلم بطولة زوى دويتش، جيوم ماربيك، أوبرى دولين.

11- «صوت السقوط»

تم ترشيحه كأحد أبرز الأفلام بمهرجان كان قبل وقت طويل من اختياره رسميًا ضمن قائمة المسابقة، فيلم «صوت السقوط» للمخرجة ماشا شيلينسكى، الذى يروى قصة أربعة أجيال من الفتيات أثناء نشأتهن فى مزرعة بمنطقة ألتمارك الألمانية. يعتمد أسلوب شيلينسكى على الحواس، فلا يكاد يكون تاريخًا مباشرًا، بل يتكشف من لقطات الفيديو المنزلية التى صورتها الأشباح، وتخلق كاميرتها المفرطة فى الذاتية وحبكتها المتكررة شبكة شعرية من الحواس والذكريات ودوافع إنكار الذات.

ومن المؤكد أن «صوت السقوط» سيكون من بين الأفلام الأكثر إبداعًا رسميًا بالمهرجان هذا العام، ومن شأنه أن يرسخ مكانة شيلينسكى كقوة رئيسية على المسرح العالمى، بالإضافة إلى كونه ركيزة أساسية فى «كان».

12- «مرايا رقم ١٣»

«مرايا رقم 13»، يُعد أول فيلما روائيا طويلا للمخرج الألمانى كريستيان بيتزولد، الذى يُعرض لأول مرة بمهرجان «كان»، أكثر أفلامه غموضًا حتى الآن، عبر بطلة مصابة بارتجاج فى المخ، وعلى غرار فيلمى «فينيكس» و«أوندين»؛ يُقدم بيتزولد تعاونه الرابع مع الممثلة باولا بيير، حيث تُجسد دور امرأة تُعانى من حادث سيارة مُروع يُودى بحياة حبيبها، وينتهى بها الأمر إلى الضياع فى رعاية وإعادة تأهيل حيث تعيش بمزرعة.

13- سيرات

فيلم الإثارة للمخرج أوليفر لاكس يدور حول لويس «سيرجى لوبيس» أب قلق يجوب المغرب بحثًا عن ابنته الكبرى مارينا، التى اختفت أثناء متابعته لأحداث حفلات الصحراء المحلية. واستُدعى ابنه الأصغر استيبان «برونو نونيز» وكلبتهما «بيبا» للمساعدة.

14- «القضية ١٣7»

الكاتب والمخرج الفرنسى دومينيك مول لديه قائمة من أفلام الإثارة المتميزة، «هارى.. إنه هنا للمساعدة»؛ «ليمينج»؛ «الحيوانات فقط»؛ «ليلة الثانى عشر». يتناول فيلمه الأخير«القضية 137»، وهو قصة رائعة ومؤثرة، مستمدة من عناوين الصحف، المواقف المريرة تجاه الشرطة فى فرنسا، مستكشفًا بدقة تداعيات ما يُسمى بمظاهرات «السترات الصفراء» فى باريس فى ديسمبر 2018.

مع هدوء الأحداث، يُخشى من طى صفحة حادثة إطلاق النار على رأس متظاهر سلمى كادت أن تُودى بحياته. لكن هذا لن يكون ممكنًا لولا حماس ستيفانى برتراند (ليا دراكر)، محققة الشئون الداخلية التى لا تدع مجالًا للشك فى تهرب شرطة مكافحة الشغب. مع فريقها، تُمعن النظر فى تسجيلات كاميرات المراقبة للقبض على الجناة، بينما تُثقل كاهلها عبء وظيفة لا تحظى بشعبية كبيرة: الشرطة تكرهها، والجمهور يكرهها أيضًا.

أدت دراكر أداءً رائعًا، مما سيجعلها مُرشحة رئيسية لجائزة أفضل ممثلة لهذا العام فى فرنسا؛ دور مساعد مُلفت للممثلة الرائعة جوسلاجى مالاندا كخادمة صامتة ربما شهدت الحادثة بأكملها، يُضيف بُعدًا عنصريًا ضروريًا.

15- «حادث بسيط»

يقدم المخرج الايرانى جعفر بناهى دراما نفسية مشوقة تبدأ بحادث بسيط ــ رجل يصدم كلبًا بسيارته ــ لكنها تتطور إلى رحلة سريالية تستعرض الفساد والعنف المؤسسى فى إيران. يلتقى الرجل بمالك ورشة يُدعى وحيد، الذى يعتقد أن الرجل هو الجلاد الذى عذّبه فى السجن، مما يؤدى إلى سلسلة من الأحداث التى تستكشف مفاهيم العدالة والانتقام.

يعيد بناهى، الذى عرف بأعماله المعارضة للرقابة وتعبيره الصريح عن الأزمات الاجتماعية والسياسية فى إيران، طرح قضية الحرية الفردية فى بلاده عبر قصة إنسانية مؤثرة تسلط الضوء على خيارات الحياة تحت القيود.

 

####

 

فيلم إسرائيلي في مهرجان كان يثير الجدل بنقده للكيان.. ما قصته؟

الشيماء أحمد فاروق

عرض ضمن فعاليات مهرجان كان فيلم Yes للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد، والذي أحدث جدلاً واسعاً بعد عرضه، حيث يقدم الفيلم نقدا شرسا للطبقات الحاكمة في دولة الاحتلال، ويندد بسلوك السلطة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة عقب 7 أكتوبر.

وقال المخرج البالغ 50 عاما، لوكالة فرانس برس، إن "السلوك الأعمى يشكل للأسف مرضا جماعيا إلى حد ما في إسرائيل"، ووصفت وكالة فرنس برس الفيلم بـ"الصادم"، بعد عرضه ضمن فعاليات أسبوعَي المخرجين في كان.

يصور فيلم "نعم" مجتمعا اختار أن "يغض الطرف" عن الحرب التي أودت بحياة بأكثر من 53 ألف شخص في غزة، وعلى مدى ساعتين ونصف ساعة تقريبا من الأحداث، يتتبع الفيلم حياة موسيقيا يُدعى واي (Y) تكلفه السلطات الإسرائيلية بإعادة كتابة النشيد الوطني الإسرائيلي لتحويله إلى معزوفة دعائية تدعو إلى القضاء على الفلسطينيين.

ويوضح لابيد "الفكرة المزروعة في الخيال الإسرائيلي بالاستيقاظ ذات يوم ورؤية الفلسطينيين اختفوا من الوجود أصبحت منهج عمل"، بحسب فرانس برس.

كما يشكك الفيلم في العبارة المزعومة أن إسرائيل كيان ديموقراطي، حيث يبرز أن الخيار الوحيد أمام الفرد في إسرائيل هو قول "نعم"، لذلك وافق الموسيقي واي على كتابة النشيد الوطني لأنه يعلم عدم وجود سبيل آخر للرفض، وهذا المعنى وراء اختيار اسم الفيلم.

من المقرر أن يُعرض فيلم "نعم" في صالات السينما الفرنسية في منتصف سبتمبر المقبل، لكن لم يوافق أي موزع حتى الآن على عرضه في إسرائيل، وربما يعود ذلك إلى الخوف من سلطة الاحتلال نتيجة لنبرة الفيلم الحادة والهجومية، وذلك يقلل من فرص تحقيق ربح من الفيلم الذي بلغت ميزانيته 4.5 مليون دولار، وهو الأعلى تكلفة بين أفلام لابيد.

حصد الفيلم مراجعات إيجابية وتقييمات جيدة حيث منحه الناقد بصحيفة الجارديان بيتر برادشو أربع نجمات ووصفه بأنه " قطعة رائعة ومبهرة للمخرج ناداف لابيد تقدم صورة كاريكاتورية عن الانحطاط والقسوة"، ووصفه الناقد جوردان مينتزر، من صحيفة هوليوود ريبورتر، أنه فيلم مقلق ومثير للجدل حول "أُمة يرى أنها معادية للآخر"، لكن الفيلم قد يكون غير مناسب للجمهور الذي يبحث عن الأفلام الفنية الخفيفة.

وهذا ليس العمل الوحيد الذي يعبر عن المأساة الفلسطينية في مهرجان كان السينمائي الدولي، ففي حفل الافتتاح الأسبوع الماضي، تحدثت الممثلة العالمية جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، بشغف عن المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة البالغة من العمر 25 عامًا، والتي قُتلت في أبريل في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة إلى جانب عشرة من أفراد أسرتها، كما يعرض فيلم "كان يا مكان في غزة" من إخراج الأخوين الفلسطينيين طرزان وعرب ناصر.

فيلم "نعم" هو الفيلم الخامس في قائمة الأفلام الروائية الطويلة للمخرج ناداف لابيد، وهو من أنجح المخرجين الإسرائيليين على المستوى العالمي، وعرضت افلامه السابقة في مهرجانات دولية مهمة، وحصل فيلمه "المرادفات" على جائزة الدب الذهبي في برلين عام 2019 ، وهو حاليا يعيش في فرنسا، لأن أسلوبه اللاذع في النقد يجعله لا يستطيع الحياة في دولة الكيان الإسرائيلي.

 

الشروق المصرية في

23.05.2025

 
 
 
 
 

"كان يا ما كان في غزة" للأخوين ناصر: مُشوّق ومؤثّر

كان/ ندى الأزهري

يقترب عاملون في تنظيم الدخول أو الخروج من قاعات عروض أفلام مهرجان "كانّ" من حشدٍ خرج لتوّه من قاعة دبوسي، ولا يزال متحمّساً، بعد تصفيق طويل، تحيّة لفريق "كان يا ما كان في غزة" للأخوين الفلسطينيين طرزان وعرب ناصر. حماسة عفوية لكلّ ما يمسّ غزة، فكيف إذا كان الاسم في عنوان فيلم، مع أنّه لم يُصوَّر فيها، والمخرجان التوأمان (1988) غادرا القطاع منذ عام 2011 إلى فرنسا، حيث يُقيمان إلى الآن، وكتبا السيناريو قبل "7 أكتوبر" (2023)، ولم يُعدّلا فيه شيئاً بعده، كما قالا؟ مع هذا، رُبط السرد بما يجرى حالياً: تمرير مقاطع فيديو تُحيل إلى إبادة اليوم، بعضها في مستهل الفيلم، عن تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط، بصوت الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ وبعضها الآخر قَطع سرد الحكاية، بين وقت وآخر، بعرض لقطات قنابل تسقط على مبانٍ داخلها مدنيين، فتنهار وتُصبح أنقاضاً. الأحداث المتبقية حصلت عام 2007، وغزة محاصرة إسرائيلياً.

تطبع "كان يا ما كان في غزة"، الفائز بجائزة الإخراج في "نظرة ما" في الدورة الـ78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان "كانّ"، سخرية مرّة وفكاهة سوداء، تتجلّيان غالباً في شخصيات مُصوّرة بأسلوب ساخر، يُحيل إلى أفلام الغرب الأميركي. ثلاثة شبابٍ رُسموا ـ حركات ونظرات وردود أفعال وأقوال ـ بتفاصيل دقيقة تنتمي إلى هذا النوع. إنّهم الطيب والسيئ والرديء: أسامة (مجد عيد)، مروّج المخدرات الآسر بحضوره القوي وتمثيله التلقائي. إنّه السيئ الجذاب. يحيى (نادر عبد الحيّ)، الطيب والرقيق والخاضع، وأبو سامي (رمزي مقدسي)، الضابط الشرير والقبيح، في قسم مكافحة المخدرات. التقوا في غزة عام 2007. حينها، كان يحيى طالباً طموحاً، لكنّ لقاءه أسامة ذا القلب الكبير، قَلَب مصيره. بدآ معاً تهريب مخدرات عبر دكانهما المتواضع لبيع الفلافل. جاء أبو سامي، الشرطي الفاسد، لتعطيل خططهما، ليس تمسكاً بالقانون واحتراماً له، بل انتقاماً وحقداً.

ظاهرياً، ليس الفيلم عن القضية، بل عن عبثِ واقع يشبه الخيال. أسامة السيئ ليس شريراً، فهو يرفض الخيانة والتعامل مع الضابط الرديء، وتسليمه أسماء متمرّدين، مُراهناً بهذا على حياته. إنّه يُضرّ، لكنْ بأسلوب آخر. يتيح الحبوب المخدِّرة ليريح أناساً أنهكتهم سنوات الاحتلال، ومعاناة لا تنتهي. يحصل عليها بأساليب احتيال طريفة، كأنْ يسطو على دفتر وصفات طبيب وهو في عيادته لاستشارة. يحيى لا يبدو من هذا الوسط، لكنّه انجرّ إليه. وسيمٌ ونحيل وبريء النظرة، لم يخرج من غزة إلى هذا العمر. يبدو مأخوذاً بشخصية القائد. لا تفاصيل أخرى عما يجمعهما (كلّ واحد منهما يختلف عن الآخر) إلاّ في النهاية، مع عودة مشاهد تعارفهما الأول.

هذا يتكشّف تدريجياً. الفساد يتجلّى كاملاً في شخصية الضابط، التي بدورها تتكشّف تدريجياً، في الإطار المحّدد لها في الفيلم. لا عودة إلى تاريخ الشخصية، أو محاولات التعريف بها أكثر. إنّها هنا في فترة زمنية من حياتها، والأفق مسدود، وكل ما يحيط بها معتم وقذر ومهلهل ومتهالك. إلاّ مكتب الضابط ومركز السلطة، التي (السلطة) تبدو ساذجة في نقاشاتها، وفي إثارتها مسألة تمويل فيلم عن شهيد بطل، يؤدّي دوره يحيى. هنا أيضاً يندفع يحيى من دون إرادته. إنّه شخصية سلبية، تخضع للظرف، وكل ما يفعله يأتي من غير إرادة.

شخصيات فيلم الأخوين ناصر بائسة ويائسة، ومحصورة في زوايا خانقة بضيقها وعتمتها وقذارتها. والفيلم يلقي نظرة قاسية على الفساد، وعلى قتلة مرتشين، ومع هذا يترقّون في السلطة. حتى عندما تهتم تلك السلطة بالثقافة، يكون الاهتمام دعائياً، لإنجاز أفلامٍ تخدم بقاءها. الفيلم شحنة انتقاد ساخر لوضع عبثي، ونظرة سلبية إلى الجميع، والشرّ في كل مكان، وعديمو الضمير والذين يُفضّلون مصالحهم على مصلحة بلدهم. لا شيء إيجابي، وإنْ وجد شيءٌ كهذا فسيتمثّل بشابٍ قرّر العودة إلى الدراسة، لكنْ بعد فوات الأوان. كأنّ كلّ شيء محكوم بالفشل، أو الموت.

مع هذا، يبقى "كان يا ما كان في غزة" مُشوّقاً وفعّالاً ومؤثّراً بأحداثه المفاجئة وحبكته، والأهم بشخصياته، وإنْ شَابَه تكرار في تصوير حالة الفراغ واليأس، كأنّما لتعبئة سيناريو بحاجة إلى مزيد من تطوير، وشخصيات بحاجة إلى مزيد من تعريف. حينها، ربما، كان يُمكنه أنْ يكون أغنى. لكنّ الفكاهة المرّة أنقذته، كما المواقف العبثية الداعية إلى الابتسام، كالمصارعة بين السيئ والشرير، على وقع أغنية منوّعات راقصة تُبثّ في تلفزيون قديم مُشوّش الصورة؛ وكتلك الرصاصات الحية التي يستخدمها ممثّلون في تصوير فيلم، يؤدّي فيه يحيى دور بطل شهيد، وتجري فيه المعارك برصاص حقيقي، ويختلط الواقع بالمتخيّل (فيلم داخل فيلم).

السياسة حاضرة، كالعادة، عبر نشرات الأخبار. المرأة غائبة كلّياً، ولا وجود حتّى لظلّها. إنّه مجتمع ذكوري، والمرأة فيه صوت مختبئ في سمّاعة هاتف (حوار يحيى مع والدته المقيمة في الضفة الغربية مع بقية العائلة).

كل فرصة متاحة للفت الأنظار إلى غزة مُرحَبّ بها. لكنْ، من الظلم حصر "كان يا ما كان في غزة" بأنّه فرصة فقط. إنه مهمّ للأخوين ناصر، وإنْ لم يكن بقوة فيلميهما السابقين، "ديغراديه" (2015) و"غزة مونامور" (2021).

 

####

 

مهرجان كان السينمائي:

جائزة لفيلم عن غزة ودعوة لمحاسبة إسرائيل

كان/ العربي الجديد

فاز "نظرة الفلامنكو الغامضة"، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج التشيلي دييغو سيسبيديس، بالجائزة الرئيسية في فئة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي، فيما فاز الشقيقان الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر بجائزة أفضل إخراج عن فيلمهما "كان يا ما كان في غزة". وهذه الفئة هي قسم مواز في مهرجان كان السينمائي مخصص للمواهب الجديدة، ويُعلَن مساء اليوم السبت اسم الفائز بالسعفة الذهبية.

يروي فيلم "نظرة الفلامنكو الغامضة" لدييغو سيسبيديس (30 عاماً) قصة مجموعة من النساء العابرات جنسياً ينجحن في البقاء على قيد الحياة في قرية نائية في صحراء تشيلي حيث ينتشر مرض غامض. تجري أحداث الفيلم في ثمانينيات القرن العشرين عندما بدأ مرض الإيدز بحصد الأرواح وتسبب بمعاناة كبيرة.

وحصل الفيلم الكولومبي "شاعر"، للمخرج سيمون ميسا سوتو، على جائزة لجنة التحكيم.

وفاز المخرجان الفلسطينيان التوأمان طرزان وعرب ناصر بجائزة أفضل إخراج عن فيلم "كان يا ما كان في غزة" الذي يروي حياة سكان قطاع غزة في 2007 مع وصول حركة حماس إلى السلطة فيه وفرض إسرائيل حصارها عليه. ويستند إلى نوع الوسترن.

وفاز الممثل البريطاني فرانك ديلان بجائزة أفضل ممثل عن "أورتشين"، وهو أول فيلم لمواطنه هاريس ديكنسون الذي تحوّل من التمثيل إلى الإخراج، فيما فازت الممثلة البرتغالية كليو ديارا بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "الضحك والسكين" لمواطنها بيدرو بينو. وذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى فيلم "بيليون"، وهو أول فيلم للمخرج البريطاني هاري لايتون.

ولم تنجح النجمتان الأميركيتان كريستن ستيوارت وسكارليت جوهانسون، اللتان قدّمتا تجاربهما الإخراجية الأولى، في إقناع لجنة التحكيم برئاسة المخرجة البريطانية مولي مانينغ ووك، وخرجتا خاليتي الوفاض.

"العين الذهبية" لوثائقي شيشاني وجائزة خاصة لفيلم عن أسانج

حصل أول فيلم شيشاني يُعرض في مهرجان كان السينمائي، وعنوانه "إيماغو"، بجائزة "العين الذهبية" لأفضل فيلم وثائقي الجمعة، فيما منحت لجنة التحكيم أيضاً جائزة خاصة لفيلم عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج.

وأعطى المخرج الأميركي يوجين جاريكي في فيلمه "ذا سيكس بيليون دولار مان" صورة جديدة عن أسانج (53 عاماً)، يُبرز فيها ما يصفه بـ"صفاته البطولية". وكان أسانج حاضراً في كان لمواكبة عرض الفيلم، إذ أُطلِق سراحه في يونيو/حزيران الماضي من سجن بريطاني يخضع لحراسة شديدة، بعدما عقد اتفاقاً مع الحكومة الأميركية التي كانت تسعى إلى محاكمته بتهمة نشر معلومات دبلوماسية وعسكرية سرية للغاية.

أما "إيماغو" الذي نال الأربعاء جائزة لجنة التحكيم في تظاهرة "أسبوع النقاد"، فهو أول فيلم طويل للمخرج ديني عمر بيتساييف، وهو وثائقي عن سيرته الذاتية صُوِّر بكاميرا خفيفة الوزن، ويتناول عودته إلى القرية التي ولد فيها، في وادٍ جورجي على الحدود مع الشيشان، حيث يريد بناء منزل ذي طابع مستقبلي. لكنّ "هذا الحلم يثير الجدل داخل الأسرة، ويعيد إشعال نيران الصراعات والصدمات الماضية في هذا المجتمع المنفصل عن جذوره"، على ما شرح "أسبوع النقاد" عند إعلان برنامجه. نشأ ديني عمر بيتساييف، المولود عام 1986، بين غروزني وسانت بطرسبرغ وألماتي (كازاخستان)، ثم درس في معهد العلوم السياسية في باريس، قبل توجهه إلى السينما. وهو يقيم الآن بين باريس وبروكسل.

أي فيلم سيفوز بالسعفة الذهبية؟

بعد ما يقرب من أسبوعين عرضت خلالهما أفلام للمرة الأولى وأقيمت المؤتمرات الصحافية لنجوم السينما والحفلات الشاطئية التي استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، يستعد مهرجان كان السينمائي لمهمة أخيرة هي إعلان الفائز بجائزة السعفة الذهبية لهذا العام. ستختار لجنة التحكيم التي تضم تسعة أعضاء، برئاسة الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، واحداً من بين 22 فيلماً لمنحه الجائزة الكبرى مساء اليوم السبت. وتتنافس أعمال لمخرجين منهم ويس آندرسون وآري آستر وريتشارد لينكليتر ويواكيم ترير. وتمنح جوائز أخرى لفئات أفضل فيلم روائي طويل وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل سيناريو، بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم.

ويترقب المتابعون قرارات لجنة التحكيم بعد حصول فيلم "أنورا"، الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي طويل عام 2024، على خمس جوائز أوسكار، إحداها لأفضل فيلم أيضا. كما فاز فيلم "ذا سابستانس"، الذي حصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان في العام نفسه، بإحدى جوائز أوسكار.

أحد المؤشرات على الفيلم الذي يمكن فوزه بجائزة السعفة الذهبية هو اختيار أفلام اشتراها الموزع المستقل نيون الذي نجح في اختيار الفيلم الفائز في مهرجان كان في المرات الخمس السابقة. واشترى الموزع الأميركي حتى الآن ثلاثة أفلام هي "سينتيمنتال فاليو" الذي نال بعد عرضه تصفيقاً حاراً استمر نحو 15 دقيقة، و"إت واز جست أن أكسيدينت" للمخرج الإيراني جعفر بناهي"، و"ذا سيكريت إيجنت" للمخرج البرازيلي كليبر ميندونكا فيليو.

ومن بين الأفلام الأخرى المنافسة بقوة، استناداً إلى شبكة لجنة التحكيم السنوية التي أعدتها نشرة "سكرين ديلي" المتخصصة في هذا المجال، فيلم "تو بروسكيوترز" الذي يعود إلى الحقبة الستالينية، وفيلم الدراما بين الأجيال "ساوند أو فولينغ" للمخرجة الألمانية ماشا شيلينسك.

انطلقت فعاليات الدورة الثامنة والسبعين للمهرجان رسمياً في 13 مايو/أيار الحالي بعرض الفيلم الكوميدي الفرنسي "ليف وان داي".

دعوة لوقف المجزرة بحق صحافيي غزة من مهرجان كان

خلال مؤتمر صحافي في مهرجان كان السينمائي أمس الجمعة، انضمت منظمة مراسلون بلا حدود إلى المخرجة الإيرانية زبيدة فارسي والمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز وممثلين عن منظمة العفو الدولية ومنظمة أطباء بلا حدود، لدق ناقوس الخطر والدعوة إلى حماية الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة من المذبحة الإسرائيلية.

تشكّل المصورة الصحافية فاطمة حسونة التي قتلتها إسرائيل في سن الـ25، يوم 16 إبريل/نيسان الماضي، موضوع الفيلم الوثائقي "ضع روحك على كفك وامشِ" للمخرجة الإيرانية زبيدة فارسي الذي اختارته جمعية ACID للسينما المستقلة، إحدى الفئات الموازية ضمن مهرجان كان السينمائي، لعرضه خلال الحدث السينمائي. وقالت فارسي، في بيان نشرته "مراسلون بلا حدود": "أصبحت فاطمة عيني من خلال مشاركتها حياتها اليومية". 

وقال رئيس مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود جوناثان داغر، في البيان نفسه: "كفى سفك دماء. يجب ألا يُكلف العمل الإعلامي أرواحاً. في غزة، قُتل ما يقرب من 200 صحافي خلال 19 شهراً على يد الجيش الإسرائيلي. ورغم شكوانا ودعواتنا، لا تزال المذبحة مستمرة. لهذا نحن اليوم في كان: لنُحدث ضجة، ولنُكرر وجوب توقف هذه المجزرة. كان بإمكان فاطمة حسونة أن تكون معنا اليوم، لكنها قُتلت على يد الجيش الإسرائيلي. غزة مُحاصرة، ومُدمرة، وتُقصف بلا هوادة. لكن بفضل هؤلاء الصحافيين ومواصلتهم تقديم التقارير رغم المخاطر الجسيمة على حياتهم، أصبح بإمكان العالم الاطلاع على جزء من الحقيقة حول هذه الجرائم اليومية. إنهم مُستهدفون تحديداً بسبب هذا العمل التوثيقي. حقنا الجماعي في الحصول على معلومات موثوقة يتعرض للهجوم. يجب أن ينتهي هذا. يجب أن تتوقف الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، ويجب ألا تمر دون عقاب".

وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 219 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

العربي الجديد اللندنية في

24.05.2025

 
 
 
 
 

عاد بفيلم "امرأة وطفل".. "كان" يحتفي بالمخرج الإيراني سعيد روستائي

كان (جنوب فرنسا) - سعد المسعودي

مجدداً يعود المخرج الإيراني سعيد روستائي حاملا فيلمه الجديد "امرأة وطفل"، إلى مهرجان كان السينمائي بالدورة الـ78 وهوينافس اليوم بقوة على نيل إحدى جوائز المهرجان.

وأكد روستائي "إنه كان حريصا في طريقة تصوير فيلمه "امرأة وطفل"، والذي لم تظهر فيه النساء بدون الحجاب الإلزامي، لكنه لا يزال غير متأكد من الطريقة التي سيتم استقباله بها عند عودته إلى بلاده، ففي المرة السابقة، كلفه فيلمه "إخوة ليلى" الذي وصل به إلى مهرجان كان بطرق غير رسمية دون تصريح من الحكومة الإيرانية، تسعة أيام من السجن.

وأوضح المخرج الإيراني أن السلطات سابقاً أخذت جواز سفره، متمنياً ألا يتكرر الأمر هذه المرة، قائلا: "أتمنى ألا يفعلوا ذلك. أريد فقط العودة إلى المنزل".

وقال المخرج إن مواجهة حكم يضع عبئا ثقيلا ليس فقط على الشخص، بل على جميع أصدقائه وعائلته.

وأضاف في مؤتمره الصحافي "ربما يمكنك تحمل الأمر بنفسك، ولكن عندما ترى أن والديك الطاعنين في السن لا يستطيعان ذلك، فهذا يزيد من ألمك".

حكاية الفيلم

ويدور فيلمه الجديد حول "امرأة وطفل" الذي تلعب بطولته "باريناز إيزدايار" حول قصة الأم العزباء "مهناز" التي يشعل قرارها بالزواج من صديقها "حميد "فتيل سلسلة من الأحداث التي تنتهي بمأساة عن امرأة وحيدة تمر بلحظة تصدّع في حياتها، وتنظر إلى العالم من شرفة الأمومة، من نافذة الانكسار، ومن زوايا الحب المربك. في هذا الفيلم، لا توجد شعارات، بل غرف نوم مظلمة، خطوات مترددة، عيون تهرب من الحقيقة، وامرأة تحاول أن تكون كل شيء في وقت لا يسمح بشيء.

وقد استقبل فيلم المخرج الإيراني سعيد روستائي، واستطاع أن يخطف الأنظار في المهرجان، ونال تصفيقًا حارًا استمر لعشر دقائق عقب عرضه ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان.

جماليات سينمائية عالية

يتميز المخرج الإيراني روستائي بأسلوبه في معالجة القضايا الاجتماعية الحساسة، الكاميرا الحائرة طوال مدة الفيلم تصور المشكلة وتبحث عن حل بسيط وتترك القضايا الكبرى للمتفرج، لقطات قريبة بالزوم ومفاجآت متكررة تجعل المشاهد مشدودا للفيلم وكأنه جزء من القصة، رؤيا بصرية عالية واستخدام للضوء يكرسه لخدمة السيناريو ومشاهد صاخبة لكنه لا ينسى الصمت.

وفي مشهد الختام، تتكرر عبارة "امرأة وطفل" ثلاث مرات، كأنها تعويذة، أو صلاة، أو بكاء خافت لا يريد أن يفسرّ. يظهر حميد متجمّداً كتمثال لخيبة الأمل، بينما يقف المتفرج أمام واحد من أقوى، لا ليستمتع، بل ليحزن كما لو أن الحكاية حكايته.

مخرج يكره الرقابة

حصل روستائي على تصريح للفيلم الجديد. وقال إنه بدون هذا التصريح لم تكن هناك أي طريقة تمكنه من تصويره.

وقال المخرج "لا أعرف إلى أي مدى أخضع نفسي للرقابة الذاتية، لكنني في النهاية أعيش في إيران".

وأضاف "أنا أصنع الأفلام في إيران، وأريد بشدة أن يشاهد الناس أفلامي على الشاشة الكبيرة. لذا ربما ألتزم بحدود معينة حتى تُعرض أفلامي".

يذكر أن هناك فيلمين صنعا داخل إيران في قسم المنافسة في المهرجان الذي يعتبره البعض الحدث السينمائي الأكثر شهرة في العالم: "حادث بسيط" للمخرج جعفر بناهي، و"المرأة والطفل" للمخرج سعيد روستائي.

كما تشارك المخرجة الإيرانية المقيمة في فرنسا، سبيده فارسي، أيضاً في قسم "أسيد" بفيلم وثائقي بعنوان "خذ روحك بين يديك وانطلق"، وهو من بطولة "فاطمة حسونة"، الفتاة الفلسطينية البالغة من العمر 25 عامًا والتي كانت الشخصية الرئيسية في الفيلم وكان مقررا لها أن تمر على البساط الأحمر في كان، لكنها قُتلت مؤخرًا خلال الهجمات الإسرائيلية على غزة هي وجميع أفراد عائلتها.

 

العربية نت السعودية في

24.05.2025

 
 
 
 
 

فيلم La Misteriosa Mirada del Flamenco

يفوز في مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان

كان (فرنسا) -رويترز

فاز فيلم La Misteriosa Mirada del Flamenco (النظرة الغامضة للفلامنجو)، وهو أول فيلم طويل للمخرج التشيلي دييجو سيسبيديس، بجائزة أفضل فيلم في مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الدولي، الجمعة.

تدور أحداث الفيلم في أوائل الثمانينيات عن عائلة مثلية في تشيلي، وتفشي وباء الإيدز.

وقال سيسبيديس أثناء تسلم الجائزة: "هذه الجائزة لا تحتفي بالكمال.. إنها تحتفي بذلك الخوف، ذلك العناد في العيش كما نحن، حتى عندما يجعل ذلك الآخرين غير مرتاحين".

ومن بين الأفلام المشاركة في مسابقة "نظرة ما" فيلم "كان ياما كان في غزة" الذي تدور أحداثه عن تاجر مخدرات بسيط وأتباعه في القطاع الساحلي في العام الذي سيطرت فيه حركة المقاومة "حماس" الفلسطينية على القطاع.

وحصل الفيلم على جائزة الإخراج التي فاز بها الأخوان المخرجان التوأم طرزان وعرب ناصر.

وقال طرزان ناصر أثناء استلام الجائزة: "إلى كل سكان غزة، إلى كل فلسطيني وفلسطينية، حياتكم مهمة وصوتكم مهم، وقريباً ستتحرر فلسطين"، وقوبلت كلمته بتصفيق حار.

 

####

 

مخرج إيراني يخشى العودة إلى طهران بعد عرض فيلمه في مهرجان كان

روستايي: مارست الرقابة الذاتية لتجنب المشكلات.. وأخاف من السجن 6 أشهر

كان (فرنسا) -رويترز

قال المخرج الإيراني سعيد روستايي، الجمعة، إنه كان حريصاً في طريقة تصوير فيلمه المشارك في مهرجان كان السينمائي Woman and Child (امرأة وطفل)، والذي لم تظهر فيه النساء دون الحجاب الإلزامي، لكنه لا يزال غير متأكد من الطريقة المتوقع استقباله بها عند عودته إلى طهران.

وأضاف روستايي (35 عاماً)، متحدثاً عن مشاركته السابقة في المهرجان بفيلم Leila's Brothers (إخوة ليلى) في دورة عام 2022، والتي كانت في المسابقة الرسمية: "في المرة السابقة، أخذوا جواز سفري".

وتابع: "هذه المرة، أتمنى ألا يفعلوا ذلك.. أريد فقط العودة إلى المنزل".

وحكم على روستايي بالسجن لمدة 6 أشهر مع وقف التنفيذ بسبب عرضه فيلمه السابق في المهرجان دون تصريح من الحكومة الإيرانية.

وأشار المخرج إلى أن مواجهة حكم قضائي يضع عبئاً ثقيلاً ليس فقط على الشخص، بل على جميع أصدقائه وعائلته.

وأضاف للصحفيين: "ربما يمكنك تحمل الأمر بنفسك، ولكن عندما ترى أن والديك الطاعنين في السن لا يستطيعان ذلك، فهذا يزيد من ألمك".

ويدور فيلم Woman and Child الذي تلعب بطولته باريناز إيزدايار، عن قصة الأم العزباء مهناز التي يشعل قرارها بالزواج من صديقها حميد، فتيل سلسلة من الأحداث التي تنتهي بمأساة.

وحصل روستايي على تصريح للفيلم الجديد، موضحاً أنه دون هذا التصريح لم تكن هناك أي طريقة تمكنه من تصويره.

وأضاف المخرج: "لا أعرف إلى أي مدى أخضع نفسي للرقابة الذاتية، لكنني في النهاية أعيش في إيران".

وتابع: "أنا أصنع الأفلام في إيران، وأريد بشدة أن يشاهد الناس أفلامي على الشاشة الكبيرة. لذا، ربما ألتزم بحدود معينة حتى تُعرض أفلامي".

وفيلم Woman and Child، الذي عُرض لأول مرة، الخميس، هو أحد فيلمين إيرانيين ينافسان على جائزة السعفة الذهبية لهذا العام، والآخر هو  It Was Just an Accident (مجرد حادث) للمخرج جعفر بناهي.

ويعتزم بناهي، الذي لم يقدم طلباً للحصول على موافقة الحكومة، العودة إلى إيران لبدء العمل على فيلمه الجديد على الرغم من أنه لم يُسمح له بالسفر إلا في الآونة الأخيرة بعد منعه لمدة 15 عاماً.

 

الشرق نيوز السعودية في

24.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004