ملفات خاصة

 
 
 

بمهرجان كان السينمائي

سبايك ودينزل يجتمعان من جديد في "Highest 2 Lowest"

البلاد/ طارق البحار

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

عاد المخرج السينمائي القدير سبايك لي إلى مهرجان كان بفيلمه السادس في الاختيار الرسمي، محققًا لقاءً جديدًا مع ممثله المفضل دينزل واشنطن "الذي يسميه بالأخ" ، وذلك بعد ما يقرب من عشرين عامًا على فيلمهما الأخير "Inside Man"

الفيلم الجديد، الذي يحمل عنوان "Highest 2 Lowest"، عرض خارج المسابقة الرسمية، ويُقدم إعادة تفسير لفيلم الجريمة المثير للمخرج الياباني الشهير أكيرا كوروساوا "High and Low"  الصادر عام 1963.

يستكشف الفيلم الأصلي لكوروساوا، وهو من نوع الإثارة النفسية، التفاوت الاجتماعي من خلال قصة رجل صناعي ثري يُختطف ابنه، أو هكذا يعتقد. في النسخة الجديدة، يؤدي دينزل واشنطن دور الأب الثري، لكن هذه المرة يجسد شخصية منتج موسيقي يعاني من مسيرة مهنية متعثرة. يعزز هذا الفيلم من تاريخ التعاون الفني الطويل بين سبايك لي ودينزل واشنطن، حيث يظهران اليوم أقرب من أي وقت مضى.

لطالما أظهر واشنطن براعته تحت إشراف لي في أدوار متنوعة؛ فقد جسد شخصية موسيقي جاز في "Mo’ Better Blues" (1990)، وحمل على عاتقه الفيلم بالكامل في "Malcolm X" (1992)، وقدم أداءً مبهرًا كلاعب كرة سلة محترف سابق في "He Got Game" (1998). ينضم إليه في فيلم "Highest 2 Lowest" الممثل الموهوب جيفري رايت، بالإضافة إلى مغني الراب الشهير آيساب روكي (تحت اسمه الحقيقي راكيم مايرز)، الذي أثبت بالفعل حضوره كممثل في فيلمي "Zoolander 2" (2016) و"Monster" (2018).

يُصور فيلم الجريمة هذا في نيويورك، متنقلاً بين الأحياء الراقية المطلة على النهر الشرقي ومنطقة برايتون بيتش في بروكلين. ويستكشف التفاوت الاجتماعي والصراع الطبقي، وهو موضوع محوري في النسخة الأصلية لكوروساوا. من خلال هذا الاختطاف (أو الاعتقاد بالاختطاف)، تتكشف تفاصيل حياة المنتج الثري وتفاعلاته مع العالم من حوله، وخاصة مع أولئك الذين يقبعون في مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة.

تتضمن القصة عناصر من الإثارة النفسية والجريمة، حيث يُجبر البطل على مواجهة قرارات صعبة وتداعياتها، ويكشف الفيلم عن جوانب مظلمة في المجتمع من خلال هذا الموقف الحرج.

بينما يركز الفيلم على قصة هذا الاختطاف وما يتبعه من أحداث، فإنه يستخدمها كعدسة لاستكشاف موضوعات أوسع تتعلق بـ"الأعلى" و"الأدنى" في المجتمع، والثمن الذي يدفعه الأفراد في سبيل الثراء أو النجاة.

يمثل "Highest 2 Lowest" الفيلم السادس لسبايك لي الذي يُعرض ضمن اختيار مهرجان كان، بعد أعماله البارزة مثل: "Do the Right Thing" (1989) الذي صور في حي بيد-ستوي ببروكلين، والفيلم الناشط "Jungle Fever" (1991)، والفيلم الديناميكي "Girl 6" (1996) الذي عُرض كعرض خاص، ومشروع الفيلم التجميعي "Ten Minutes Older" (2002) الذي عُرض في قسم "نظرة ما"، وأخيرًا الفيلم العسكري القوي "BlacKkKlansman" في عام 2018.

 

####

 

مهرجان كان السينمائي 2025

"تاريخ الصوت" تحفة عن الصداقة والإرث الموسيقي

البلاد/ من كان: عبدالستار ناجي

يواصل المخرج الجنوب أفريقي أوليفر هيرمانوس، المعروف بأعماله التي تلامس قضايا جوهرية مثل "الحياة" و"الجمال"، رحلته الفنية بفيلمه الجديد "تاريخ الصوت". يغوص الفيلم في رحلة غنية بالإرث الموسيقي الشعبي من خلال قصة علاقة عميقة تجمع بين شخصيتي ليونيل وديفيد.

لقد حظي فيلم "تاريخ الصوت" لأوليفر هيرمانوس بإعجاب النقاد والجمهور في مهرجان كان، ورغم بعض مواطن الضعف وإيقاعه الرتيب، إلا أن الموسيقى الأصيلة والأصوات الحقيقية القادمة من أنحاء أمريكا تمنحه مساحة من القوة والتفرد. الفيلم، وهو في الأصل قصة قصيرة لبن شاتوك، يتخذ طابعًا شبيهًا بفيلم "جبل بروكباك"، بنبرة تعبر عن رهبة مستمرة من حزنه حتى الانفصال بين الصديقين الحبيبين بعد فترة من الافتراق والانشغال.

قدم هيرمانوس أفلامًا رائعة في الماضي، منها "الجمال" و"الحياة"، لكن هذا الفيلم مصمم بقيمه الراقية، محلقًا تحت ستار الرقي والموسيقى الشعبية.

يأخذنا المتن الحكائي إلى قصة شابين أمريكيين في أوائل القرن العشرين: مغني وباحث موسيقي أكاديمي. يلتقيان في معهد بوسطن للموسيقى قبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى. في صيف عام 1920، يتجولان في تلال وغابات ريف مين، ويلتقيان بسكان محليين ويسجلان أغانيهم الشعبية الأصيلة على أسطوانات شمعية، وينامان تحت النجوم ويقعان في الحب. عندما يفرق القدر بينهما في السنوات التالية، تصبح قصة حبهما أكثر إيلامًا حيث الفراق والوحدة، وربما ارتباط كل منهما، إلا أن ما يجمعهما يبقى نابضًا.

إنهما ليونيل، فتى مزارع من كنتاكي، يؤدي دوره بول ميسكال. يكشف صوته الرنان والمهيب في البداية عن امتلاكه طبقة صوتية مثالية وحسًا متزامنًا – أي القدرة على فهم الموسيقى من حيث الذوق واللون والصوت – لكن هذه القدرات لا تظهر في الفيلم. الآخر هو ديفيد، يؤدي دوره جوش أوكونور، وهو رجل من خلفية أكثر امتيازًا، يفتقر إلى موهبة ليونيل الموسيقية الفطرية، ومقدر له أن يعمل مدرسًا جامعيًا.

ومن الإنصاف الإشارة إلى أن كلاً من ميسكال وأوكونور ممثلان موهوبان للغاية ولم يقدما أي شيء آخر غير العمل الاحترافي الذي لا تشوبه شائبة، عبر تجليات عالية المستوى في الأداء تستحق أكثر من مجرد إشارة وإشادة.

فيلم "تاريخ الصوت" يدور حول الموسيقى والحب، لكن الأغاني الشعبية، التي يُبدع ميسكال وأوكونور حماسهما لها بشجاعة، تبدو كقطع متحفية محفوظة تحت الزجاج، وقصة الحب نفسها تبدو وكأنها محفوظة تحت الزجاج. تبدو اللهجات وقراءات السطور أشبه بإعادة بناء دقيقة ومتقنة من قِبل خبراء أكثر منها قصة حقيقية.

يتضمن الفيلم رحلة عذبة بين الموسيقى والحب والحنين والغربة، وقبل كل هذا الاكتشاف، حيث يعود ليونيل لاحقًا ليؤلف كتابًا عن تلك التجربة بعد أن حصل على أغاني تلك الرحلة الهامة التي تعتبر وثيقة لهذه الأغاني الشعبية في أميركا. ولأننا أمام معادلة الحب والموسيقى، فإن الإعجاب قادم حتمًا.

 

####

 

توثيق للكواليس

كوينتن تارانتينو يعمل على سلسلة كتب لأشهر أفلامه

البلاد/ طارق البحار

يعمل المخرج الأميركي الشهير كوينتن تارانتينو على سلسلة من الكتب التي تستعرض كواليس صناعة أفلامه العشرة، بدءًا بفيلم "ذات مرة في هوليوود" (Once Upon a Time in Hollywood). تأتي هذه المبادرة في إطار اتفاق نشر مع دار HarperCollins، وتشمل أيضًا كتابًا غير روائي بعنوان "تأملات سينمائية" (Cinema Speculation)، الذي يتناول أفلام السبعينيات من منظور شخصي ونقدي.

الكتاب الأول في السلسلة هو رواية مستوحاة من فيلم "ذات مرة في هوليوود"، والتي صدرت في يونيو 2021. تُعتبر هذه الرواية إعادة تصور شاملة للفيلم، حيث تتوسع في تفاصيل الشخصيات وتستعرض أحداثًا لم تُعرض على الشاشة، مثل ماضي شخصية كليف بوث (التي جسدها براد بيت) وتفاصيل إضافية عن حياة ريك دالتون (الذي جسده ليوناردو دي كابريو).

علاوة على ذلك، يتعاون تارانتينو مع الكاتب جاي غليني لإصدار كتب توثق عملية صناعة أفلامه، بدءًا من "ذات مرة في هوليوود" و"أوغاد مجهولون" (Inglourious Basterds). تتضمن هذه الكتب صورًا حصرية من وراء الكواليس، ومقابلات مع طاقم العمل، ووثائق إنتاجية، مما يوفر نظرة معمقة على أسلوب تارانتينو في الإخراج.

تُظهر هذه المشاريع التزام تارانتينو بتوثيق تجربته السينمائية الفريدة، مما يتيح للمعجبين والمهتمين بالسينما فرصة استكشاف عالمه الإبداعي من منظور جديد ومفصل.

 

####

 

بمهرجان كان السينمائي

استقبال حافل لفيلم "الحياة بعد سهام" في عرضه الأول بمسابقة ACID

البلاد/ مسافات

شهد مهرجان كان السينمائي الدولي العرض العالمي الأول لفيلم "الحياة بعد سهام" للمخرج والمؤلف نمير عبد المسيح، وذلك ضمن فعاليات مسابقة ACID المخصصة لدعم السينما المستقلة. حضر العرض جميع أفراد فريق العمل إلى جانب المنتجين، ومن بينهم المنتجون المصريون، وسط أجواء من الحفاوة والتقدير من قبل الجمهور والنقاد.

وكان فيلم "الحياة بعد سهام" حصل عام 2021 على جائزتين من رعاة ملتقى القاهرة السينمائي (ART وErgo)، في إطار دعم الملتقى للأصوات السينمائية الجديدة في العالم العربي، وهو ما أثمر عن إنتاج عمل وثائقي متميز نجح في لفت أنظار جمهور مهرجان كان.

الفيلم الذي تبلغ مدته 76 دقيقة، يُعد العمل الوثائقي الثاني لنمير عبد المسيح، المخرج المصري الذي نشأ في فرنسا وتلقى تعليمه السينمائي في مدرسة La Fémis المرموقة. ويواصل عبد المسيح في هذا الفيلم استكشاف موضوعات الهوية والانتماء والذاكرة، من خلال معالجة إنسانية عميقة تلامس وجدان المشاهدين.

وقد أعرب الناقد محمد سيد عبد الرحيم، مدير أيام الصناعة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن سعادته البالغة بالاستقبال الحافل الذي حظي به الفيلم في عرضه الأول، قائلاً:  

"نشعر بفخر كبير لرؤية أحد مشروعات ملتقى القاهرة السينمائي يحقق هذا النجاح الدولي ويحظى بهذا التقدير في مهرجان بحجم كان. هذا الإنجاز يؤكد أهمية دعم المواهب العربية الشابة، ودور ملتقى القاهرة كمنصة محفزة للمشروعات السينائية الطموحة.

وكان فيلم "الحياة بعد سهام" حصل عام 2021 على جائزتين من رعاة ملتقى القاهرة السينمائي (ART وErgo)، في إطار دعم الملتقى للأصوات السينمائية الجديدة في العالم العربي، وهو ما أثمر عن إنتاج عمل وثائقي متميز نجح في لفت أنظار جمهور مهرجان كان.

يعكس هذا النجاح الدور المتنامي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وملتقاه السينمائي في دعم وتطوير السينما العربية، وتقديمها إلى منصات العرض العالمية، بما يعزز حضور المواهب المصرية والعربية في المحافل الدولية.

 

####

 

دراما إيرانية تتحدى القيود وتثير الجدل

سعيد روستائي يعود إلى كان بفيلم "المرأة والطفل"

البلاد/ من كان: عبد الستار ناجي

مجددًا يعود المخرج الإيراني سعيد روستائي إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي بعمل سينمائي كبير يرسخ مكانته وقيمته، ويؤكد أن السينما الإيرانية، رغم كل الظروف التي تحيط بها، تظل نابضة بالإبداع والمضامين الفكرية التي تذهب بعيدًا في طروحاتها الاجتماعية والسياسية.

في الفيلم، نتابع حكاية مهناز (باريناز أزاديار)، ممرضة أرملة تبلغ من العمر أربعين عامًا، تعاني مع ابنها المتمرد عليار (سنان محبي) المفصول من المدرسة. تبلغ التوترات العائلية ذروتها خلال حفل خطوبتها من حبيبها الجديد حامد، ويقع حادث مأساوي. في أعقاب ذلك، تُجبر مهناز على مواجهة الخيانة والفقد، والشروع في رحلة بحث عن العدالة.

خلال تلك اللحظات المجلجلة في حياتها، يُخلف خطيبها الجديد وعده وبدلًا من أن يتقدم لخطبتها يطلب يد شقيقتها مهري (سها نيزاتي). في الوقت الذي يُفصل فيه ابنها الأكبر (عليار – 14 عامًا) لمدة أسبوع. وليتم إبلاغها لاحقًا أنه سقط من نافذة المنزل وفقد حياته. وهنا تبدأ رحلتها في البحث عن حيثيات ذلك السقوط حيث تتكشف لها الكثير من الأسرار والحقائق، وتنطلق بدورها في رحلة القصاص وتحقيق العدالة.

في فيلمه السابق "إخوة ليلي"، ذهب روستائي إلى تحليل أثر الأزمات الاقتصادية على الأسرة الإيرانية والعلاقة بين الإخوة وأفراد الأسرة. وهو هنا في الفيلم الذي كتب له أيضًا السيناريو، يشتغل على موضوع الأسرة وتداعيات حادثة موت الطفل على الجميع في مواجهة تصل إلى حد الاقتتال. ولكن أيهما أهم: الثأر أم الأسرة؟ من خلال هذا السؤال، تمضي أحداث هذا الفيلم الثري والعميق والعامر بأداءات تصل إلى حد التجليات للفنانة باريناز أزاديار التي تجسد شخصية مهناز، المرأة التي تحملت مسؤولية أطفالها وحُرمت من كل شيء حتى الفرح بأطفالها.

إن موجة المشاعر والآراء التي أثارها فيلم "المرأة والطفل" حتى قبل أن يُعرض، دفعت المخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي فرّ من إيران إلى أوروبا في مايو 2024 بعد أن حكمت عليه السلطات الإيرانية لإخراجه فيلم "بذرة التين المقدس"، إلى الدفاع بقوة عن روستائي. وتدخل رسولوف بعد أن زعمت مجموعة من المخرجين المعارضين للنظام الإيراني أن مهرجان كان السينمائي قد انصاع للسلطات الإيرانية باختياره فيلم "المرأة والطفل"، والذي يقولون إنه أُنتج بإذن حكومي، وبالتالي يجب اعتباره "فيلمًا دعائيًا" في وقت يأتي الفيلم مشبعًا بالنقد للتعليم والتربية والصحة والقضاء.

وحتى لا نطيل، لأننا أمام فيلم يتطلب كثيرًا من الاشتغال على تفكيك العلاقات والمصالح والرغبات عبر لغة سينمائية مصنوعة بعناية لمخرج يعي حرفته ويقدم دائمًا الحلول الذكية اللماحة من خلال حكاية تبدو بسيطة للوهلة الأولى، ولكن مع تداعيات نكتشف عمل ما يسعى إلى تقديمه للمشاهد حول العالم، فيلم "امرأة وطفل" سينما إيرانية عالية الكعب.

 

####

 

"حادث بسيط" يزلزل مهرجان كان

جعفر بناهي يكسر الصمت ويعري الواقع

البلاد/ من كان: عبدالستار ناجي

يعود المخرج الإيراني جعفر بناهي إلى مهرجان كان السينمائي الدولي، حاملًا أحدث أعماله الذي يحمل عنوان "حادث بسيط"، بعد غياب دام أربعة أعوام شهد خلالها العديد من المشاكل. يرصد بناهي في هذا الفيلم، وعبر حكاية بسيطة، قضايا وإشكاليات عميقة في المجتمع الإيراني بشفافية عالية.

يمثل جعفر بناهي أحد رموز السينما الإيرانية، ويمتلك رصيدًا سينمائيًا حافلًا بالإنجازات، بدايةً من فيلمه الأول "البالون الأبيض" عام 1995، الذي أثار جدلًا واسعًا حينها، حيث قدم فسيفساء المجتمع الإيراني من خلال صبية صغيرة. توالت أعماله بعد ذلك وتنوعت، لكنها ظلت دائمًا تعزف على وتر الظروف التي تحيط بالمجتمع الإيراني. من أبرز أعماله: "المرأة" (1997)، و"الدائرة" (2000)، و"تسلل" (2006)، و"تاكسي طهران" (2015)، و"ثلاثة وجوه"(2018)، وصولًا إلى فيلمه الأخير "حادث بسيط".

تدور أحداث الفيلم باختصار شديد حول رجل وعائلته في طريق عودتهم بإحدى الليالي المعتمة، حيث يصطدمون بكلب، مما يدعوهم للبحث عن كراج لإصلاح سيارتهم. هناك يشاهد أحدهم الرجل، فيعتقد أنه السجان الذي أشرف على استجوابه وتعذيبه. يقوم باستدعاء أصدقائه الذين تعرضوا لذات الأمر بهدف الانتقام، لكنهم يظلون في حالة شك: هل هو ذات الرجل أم رجل آخر؟ ومن هنا تأتي أهمية التجربة الجديدة لبناهي.

جعفر بناهي ليس مجرد مخرج إيراني، بل هو مناضل من أجل الإنسان في بلاده، ومن القلة الذين لا يزالون يتعرضون للاعتقال والاستجواب والسجن. يتحمل حظر إنتاج الأفلام، لكنه يظل مشاكسًا، باحثًا عن ثغرات تمكنه من إنتاج أفلامه وعرضها في الخارج. تبدو السلطات الإيرانية، التي تدرك بتوتر ونفاق التدقيق العالمي، بل ومكانة القوة الناعمة التي لا تزال تكتسب من شهرة بناهي، متسامحة (تقريبًا) مع هذه النتاجات السينمائية عالية الجودة.

يُعد الفيلم شديد الحساسية، ويتناول عنف الدولة وانتقامها، وألم الاستبداد الذي يتعايش مع الحياة اليومية الطبيعية. يتضمن الفيلم لمسات قاتمة من السخرية والكوميديا السوداء وكوميديا الرعب التي تظل تحاصر المشاهد طوال أحداث الفيلم. وعبر تلك الرحلة التي يقوم بها وحيد (المسجون سابقًا) مع أصدقائه، يتحركون بين الرغبة في الانتقام والتحقق من هوية الشخص (إقبال).

نذهب إلى المتن الروائي المحكي للفيلم، حيث يقود الأب إقبال (إبراهيم عزيزي) سيارته ليلًا برفقة زوجته الحامل وابنته الصغيرة، ويصطدم بكلب في الظلام. يتسبب هذا الحادث البسيط في تعطل سيارته بعد خمس دقائق فقط من عودتها إلى الطريق، ليجد نفسه يتوقف فجأةً عند ورشة يملكها وحيد (وحيد موباسيري)، الذي يعاني من مشاكل في الكلى.

السائق إقبال معاق هو الآخر ويعرج، فيصاب وحيد بالذهول والخوف والغضب عندما يدرك أنه يعرف هذا الرجل. ويبدأ مسلسل غريب من الأحداث يجمع شتات معارف وحيد الذين عانوا جميعًا على يد الدولة. من بينهم بائع الكتب سالار، ومصورة حفلات الزفاف شيفا (مريم أفشاري)، والزوجان اللذان تلتقط لهما صور زفافهما، العروس غولي (هاديس باكباتن) والعريس علي (مجيد بناهي)، وحميد (محمد علي إلياسمهر)، وهو شخص متهور من سكان المنطقة ويريد إنهاء المهمة بسرعة دون التأكد من هوية الرجل.

تأخذنا سلسلة من المشاهد الغريبة، التي تكاد تكون حالمة، إلى مواقع مختلفة، بما في ذلك صحراء نائية بها شجرة يقول حميد إنها تبدو كمسرح لمسرحية "في انتظار غودو". التقلبات والمنعطفات في الحبكة صادمة، تكاد تكون غير واقعية. هل يمكن أن يكون صحيحًا أن أشخاصًا عاديين كهؤلاء يتقبلون العنف؟ ولكن إذا بدا ذلك غير معقول، فربما لأننا لا ندرك العنف الذي عاشوه بالفعل. تصدمنا الرواية وتبعدنا عن المسارح كما يفعل وحيد ومعاصروه في مؤخرة شاحنته، وكذلك التحولات في النبرة من المأساة إلى الكوميديا والعكس. لكن هذه الحيل السردية لا تصل بنا أبدًا إلى حد السخرية أو السخافة.

يتضمن الفيلم سخرية لاذعة من إدمان المسؤولين الإيرانيين على الرشاوى. تسأل ممرضة مستشفى وحيد إن كان يعرف كيف يقدم "هدية" أو يثير فضيحة، وتريد علبة معجنات مع المال. يطلب حارسا أمن ماكران ومخادعان "هدية" مقابل عدم إثارة ضجة حول السلوك المشبوه في الشاحنة، وعدم وجود نقود لا يعفي وحيد من العقاب. يخرج هؤلاء الرجال ذوو الزي الرسمي جهاز قراءة بطاقات الخصم (جهاز الدفع الإلكتروني) مبتسمين. إنهم يأخذون الرشاوى على شكل مدفوعات غير تلامسية وغير مباشرة أو مفضوحة.

يحتوي الفيلم على كمية من السخرية، أولها المشاهد الجماعية التي تضطر فيها غولي للمشاركة في الفوضى وهي ترتدي فستان زفافها. إنه فيلم آخر مثير للإعجاب يجمع بين الجدية والكوميديا من أحد أبرز الشخصيات وأكثرها شجاعة في السينما العالمية.

الفيلم يلعب على مجموعة من المعادلات، أولها تحول الإنسان البسيط نتيجة الظلم والاعتداء الذي تعرض له إلى بركان من القسوة والحدة، حتى وهو يظل في دائرة الشك حول شخصية الرجل.

ويبقى أن نقول، جعفر بناهي على موعد متجدد من منجز كبير، ولربما حصاد الكثير من الجوائز سواء في مهرجان كان أو غيره من المواعيد السينمائية الهامة.

 

####

 

توقعات جوائز الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي

البلاد/ طارق البحار

غدًا، سيُعلن عن جوائز مهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين. ووسط الكم الكبير من الأفلام، هذه توقعات النتائج للدورة الحالية.

بحسب المتابعات كانت دورة كان هذا العام واحدة من أفضل الدورات على الإطلاق من حيث الأفلام المشاركة، دورة "ثقيلة" من حيث الأسماء الكبيرة، وهذا ليس عائقًا بالضرورة للتوقعات، لكنه يفتح الباب أمام احتمال أن تذهب بعض الجوائز لأفلام لم يتحدث عنها الكثيرون. لذا قد تكون الجوائز لهذه الأفلام مفاجأة سارة أو أقل سرورًا.

عند الحديث عن جائزة السعفة الذهبية، لا بد من الإشارة إلى الهيمنة الأخيرة لشركة NEON. فقد فازوا بالجوائز الخمس الأخيرة ويسعون لتحقيق الفوز السادس على التوالي. هذه السلسلة غير مسبوقة، وقد شملت حتى فيلمين فازا بجائزة أفضل فيلم هما Anora وParasite. أضف إلى ذلك أفلامهم الأخرى الفائزة بالسعفة مثل Anatomy of a Fall وTitane وTriangle of Sadness، ويتضح أنهم قادرون على إيصال جميع أنواع أفلام كان إلى خط النهاية. لذا، عندما تنظر إلى الأفلام التي تحمل توقيعهم، ومن دون دليل على العكس، امنحها أفضلية إضافية. لا يعني هذا أن أحد تلك الأفلام مضمون الفوز، ولكن الأمر يبدو كأفضلية واضحة في الوقت الحالي.

آراء متباينة حول الأفلام البارزة.

بعض العناوين البارزة في مهرجان كان هذا العام قوبلت باستقبالات متباينة. ففيلم Alpha للمخرجة جوليا دوكورنو، وEddington للمخرج آري أستر، وThe Phoenician Scheme للمخرج ويس أندرسون (الذي كان أداؤه أفضل قليلاً)، حصلت على ردود فعل متباينة (في أحسن الأحوال). أما أفلام مثل Die My Love للمخرجة لين رامزي وThe History of Sound للمخرج أوليفر هيرمانوس، فقد حظيت باستقبال أكثر إيجابية ولكن مع بعض التحديات أو التحفظات. بصراحة، يبدو أن فيلم Pillion للمخرج هاري لايتون كان ليكون المرشح الأوفر حظًا للسعفة لو كان ضمن المسابقة الرسمية.

المرشحون الأوفر حظًا للسعفة الذهبية

أما بالنسبة للأفلام التي تبدو وكأن لديها أفضل فرصة للفوز بالسعفة، فتقول التوقعات Sentimental Value للمخرج يواكيم ترير هو الأوفر حظًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى هيمنة NEON المذكورة سابقًا في كان. إذا لم يفز هذا الفيلم، فربما يكون It Was Just an Accident للمخرج جعفر بناهي لأسباب مشابهة. وإذا لم تتمكن NEON من تمديد سلسلة انتصاراتها، فإن الفيلمين الآخرين اللذين يجب النظر فيهما هما Nouvelle Vague للمخرج ريتشارد لينكليتر وSound of Falling للمخرجة ماشا شيلينسكي.

الجوائز الأخرى

خارج السعفة الذهبية، يمكن أن تكون جينيفر لورانس مرشحة قوية للفوز بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم Die My Love، بينما يبدو فاجنر مورا الأوفر حظًا هنا لجائزة أفضل ممثل عن فيلم The Secret Agent. أما الجوائز الأخرى، فقد تذهب إلى العناوين المذكورة أعلاه التي لا تفوز بالسعفة. ومع ذلك، كان دائمًا ما يحمل بعض المفاجآت.

غدًا

سيتم الإعلان عن الجوائز غدًا. وسيعلن اسم الفائز بالسعفة الذهبية، بالإضافة إلى جميع الجوائز الأخرى. في غضون ذلك، لا يزال مهرجان كان يعرض أفلامه، لذا ترقبوا أي مفاجآت في اللحظات الأخيرة.

توقعات

توقعات للجوائز التي ستُمنح في مهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين:

جوائز المهرجان

جائزة أفضل سيناريو:

 كارلا سيمون عن فيلم "Romería"

  (الخيارات البديلة: ماشا شيلينسكي ولويز بيتر عن "Sound of Falling"، ويواكيم تراير وإسكيل فوجت عن "Sentimental Value")

جائزة أفضل إخراج:

 ريتشارد لينكليتر عن فيلم "Nouvelle Vague"

 (الخيارات البديلة: جوليا دوكورنو عن "Alpha"، وجعفر بناهي عن "It Was Just an Accident")

جائزة أفضل ممثل:

 فاغنر مورا عن فيلم "The Secret Agent"

 (الخيارات البديلة: بينيشيو ديل تورو عن "The Phoenician Scheme"، وغيوم ماربيك عن "Nouvelle Vague")

جائزة أفضل ممثلة:

 جينيفر لورانس عن فيلم "Die My Love"

 (الخيارات البديلة: الممثلات الأربع الرئيسيات في "Sound of Falling"، وريناته رينسفه عن "Sentimental Value")

جائزة لجنة التحكيم:

 فيلم "The History of Sound"

 (الخيارات البديلة: "Eddington" و "The Secret Agent")

الجائزة الكبرى (Grand Prix):

 فيلم "The Young Mother’s Home"

  (الخيارات البديلة: "Nouvelle Vague" و "Romería")

السعفة الذهبية (Palme d’Or):

 فيلم "Sentimental Value"

 (الخيارات البديلة: "It Was Just an Accident" و "Sound of Falling"

 

####

 

تضامن صريح على السجادة الحمراء والشاشات

غزة في صدارة مهرجان كان السينمائي الـ 78

البلاد/ طارق البحار

في تحول كبير في مهرجان كان السينمائي، وبعد عام شهد تجاهلاً كبيرًا للمأساة المستمرة، عادت قضية غزة لتكون في صميم المهرجان في دورته الـ 78. هذا العام، شهدنا تحولًا ملحوظًا في مستوى التضامن، حيث أعرب ممثلون وصناع أفلام وشخصيات إعلامية عن دعمهم لفلسطين ودعواتهم لوقف العنف في غزة، سواء على المسرح أو على السجادة الحمراء.

تجسد هذا التضامن في العديد من اللفتات البارزة؛ فقد ارتدى جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، قميصًا يحمل أسماء ما يقرب من 5000 طفل قُتلوا في غزة، وذلك خلال جلسة التصوير الخاصة بفيلم "The Six Billion Dollar Man"، وهو فيلم وثائقي عن حياته يُعرض لأول مرة في المهرجان. كما ارتدى الممثل جيد أوكيد، نجم فيلم "سراط"، شارة تضامن على شكل شريحة بطيخ في المؤتمر الصحفي للفيلم. وفي اليوم نفسه، ظهر مغني الراب والممثل الفرنسي سفيان زرماني مرتديًا الكوفية الفلسطينية في العرض الأول لفيلم "Sentimental Value".

وعلى عكس العام الماضي، عندما كانت مظاهر التضامن الصامتة هي السائدة بعد أن فرض المهرجان قيودًا على الخطاب السياسي، شهد هذا العام شخصيات قيادية في المهرجان تعبر عن رأيها بوضوح أكبر.

في حفل الافتتاح أشادت الممثلة الفرنسية ورئيسة لجنة التحكيم، جولييت بينوش، بالمصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، نجمة الفيلم الوثائقي "Put Your Soul on Your Hand and Walk" للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي. ورغم أن بينوش تجنبت ذكر إسرائيل بالاسم، إلا أن كلماتها حملت تأثيرًا عميقًا.

صرحت بينوش قائلة: "في الليلة التي سبقت وفاتها، علمت أن الفيلم الذي ظهرت فيه قد اختير هنا في كان. كان ينبغي أن تكون فاطمة بيننا الليلة. الفن يبقى. إنه شهادة قوية على حياتنا، أحلامنا، ونحن المشاهدين، نحتضنها. فليساهم مهرجان كان، حيث يمكن لكل شيء أن يتغير، في ذلك."

عشية المهرجان، وجه أكثر من 380 ممثلاً ومخرجًا وصانع أفلام اتهامًا صريحًا بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، وذلك في رسالة مفتوحة، ضمت قائمة الموقعين نجوم هوليوود مثل رالف فاينس، ريتشارد جير، وسوزان ساراندون، والمخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوبار، والفائز السابق بجائزة كان روبن أوستلوند. أضافت جولييت بينوش توقيعها بعد يومين، إلى جانب الممثلين بيدرو باسكال، خواكين فينيكس، ريز أحمد، والمخرج غييرمو ديل تورو.

على عكس العام الماضي، الذي لم يشهد اختيار أي أفلام فلسطينية في المسابقة الرسمية، يتضمن قسم "نظرة ما" هذا العام فيلم "كان يا ما كان في غزة" للأخوين الفلسطينيين عرب وطرزان ناصر. وقد حظي الفيلم بإشادة نقدية واسعة.

مع توجه الأنظار نحو هذا الحدث السنوي، الذي لا يزال المنصة الأبرز للسينما العالمية، فإن كل جزء من هذا التمثيل يحمل أهمية كبرى، وسيتردد صداه بالتأكيد في جميع أنحاء العالم.

 

####

 

في نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي

إشادات نقدية للفيلم المصري عائشة لا تستطيع الطيران

البلاد/ مسافات

بعد العرض العالمي الأول المميز في مهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين ضمن قسم نظرة ما، يحظى فيلم عائشة لا تستطيع الطيران للمخرج المصري مراد مصطفى بإشادة نقدية واسعة النطاق من نقاد السينما الدوليين والجمهور على حد سواء.

شهد الفيلم إقبالًا شديدًا على عرضه، ونال تصفيقًا حارًا في عرضه، وهو الآن يحظى بإشادة واسعة باعتباره أول فيلم روائي مؤثر وملفت للنظر لمخرجه معززًا لمكانة مصطفى كواحد من أهم الأصوات في السينما العربية المعاصرة.

أشاد النقاد بالعمق العاطفي للفيلم، وبمضمونه السياسي، والأداءات اللافتة. كتب الناقد المصري أحمد شوقي من فاصلة عن أهمية الفيلم في المشهد السينمائي المصري "في الزمن الذي صار صناع الأفلام المصريين فيه يمارسون على أنفسهم أكبر قدر ممكن من الرقابة الذاتية، خوفًا من المنع تارة ومن مقصلة الجماهير تارة أخرى، جاء فنان شاب ليُخل بذلك التوازن الآمن السقيم ويُلقي حجرًا في المياه الراكدة، حجرًا دمويًا عنيفًا اسمه «عائشة لا تستطيع الطيران»".

كما وصف آلان هانتر من سكرين ديلي الفيلم بأنه "دراما إنسانية مشوقة تُركّز على معاناة الضعفاء العالقين في عالم يسعى لاستغلالهم"، مشبهًا إياه بفيلم City of God لما يحمله من تصوير واقعي صارخ لوجه القاهرة الخفي، ولما يمنحه من "إحساس بمنطقة خارجة عن القانون". كما أثنى على براعة مصطفى في نسج سردية سياسية أوسع ضمن خلفية الفيلم، من خلال "نشرات الأخبار التي تظهر في الخلفية وحروب العصابات المستمرة".

وأشادت سارة كليمنتس من Next best Picture بأداء بطلة الفيلم، بوليانا سيمون، واصفة إياه بأنه "أداء آسر"، مشيرة إلى أن "تعبيرات عينيها وحدها كافية لنقل كل ما تمر به، حتى أن الفيلم يمكن أن يكون صامتًا وسنفهم كل شيئ رغم ذلك".

كما سلّطت كليمنتس الضوء على أسلوب مصطفى الإخراجي الفريد، قائلة: "يمزج مصطفى بين الواقعية السحرية والطابع الطبيعي والعناصر الخيالية، ليحوّل معاناة عائشة الصامتة إلى شيء أقرب إلى الأسطورة"، ووصفت الفيلم بأنه "عاصفة هادئة – مرثية بطيئة الإيقاع لا تكلّ، مكرّسة للنساء اللاتي يعشن على الهامش ويمشين بيننا دون أن نراهن".

فيلم عائشة لا تستطيع الطيران يدور حول عائشة وهي شابة سودانية تبلغ من العمر 26 عامًا وتعمل في مجال الرعاية الصحية، تعيش في حيّ بقلب القاهرة، حيث تشهد التوتر بين زملائها المهاجرين الأفارقة وعصابات محلية. عالقة بين علاقة غامضة مع طباخ مصري شاب، وعصابة تبتزّها لتُبرم صفقة غير أخلاقية مقابل حمايتها، ومنزل جديد مُكلّفة بالعمل فيه. تُكافح عائشة للتغلّب على مخاوفها ومعاركها الخاسرة، مما يُؤدي إلى تقاطع أحلامها مع الواقع، ويقودها إلى طريق مسدود.

الفيلم من بطولة بوليانا سيمون إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا وعماد غنيم وممدوح صالح، ومونتاج محمد ممدوح، مع مدير التصوير السينمائي المصري مصطفى الكاشف الذي سبق له التعاون مع مراد في الفيلم القصير عيسى، وتصميم أزياء نيرة الدهشوري ومهندس صوت مصطفى شعبان، ومهندسة ديكور إيمان العلبي.

يمثل نجاح الفيلم في مهرجان كان محطة فارقة للسينما المصرية، كونه أول فيلم مصري يُختار لقسم "نظرة ما" منذ فيلم اشتباك في عام 2016. وبفضل سرديته المؤثرة، ودعمه من إنتاجات دولية، وفريق عمل إبداعي من أصحاب الكفاءة، يُواصل فيلم عائشة لا تستطيع الطيران مسيرته المهرجانية بزخم ونجاح.

نال مشروع عائشة لا تستطيع الطيران منحًا ودعمًا من عدد من الجهات البارزة مثل مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق المورد الثقافي، ومهرجان الجونة السينمائي، وأكاديمية لوكارنو، وبرنامجي سينيفوداسيون ومصنع السينما في مهرجان كان، ومهرجان مونبلييه.كما فاز بالجائزة الكبرى من لودج البحر الأحمر، وبخمسة جوائز في مسابقة فاينال كات بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وعلى رأسهم جائزة الدعم الكبرى التي تُمنح لأفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج، وبعدها فاز بجائزة ورشات الأطلس الكبرى لمرحلة ما بعد الإنتاج ضمن فعاليات الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش والتي تقدر بـ25 ألف دولار أمريكي.

الفيلم من إنتاج شركة بونانزا فيلمز (سوسن يوسف)، بمشاركة شركة Nomadis Images التونسية (درة بوشوشة - لينا شعبان)، وShift Studios (شريف فتحي)، وشركة A. A. Films (أحمد عامر)، وشركة Cinewaves films (فيصل بالطيور) وشركة MAD Solutions (علاء كركوتي وماهر دياب) التي تتولى أيضا المبيعات الدولية للفيلم عبر MAD World، وMayana Films (مي عودة وزورانا موزيكيتش)، وCo-Origins (لورا نيكولوڤ). وشركة الصور العربية / Arabia Pictures (عبد الإله الأحمري) ومنتج مساهم أمجد أبو العلا.

 

####

 

الوثائقي الأردني "أسفلت" يحصد جائزة في "كان"

البلاد/ مسافات

حقق الفيلم الوثائقي الأردني "أسفلت" للمخرج حمزة حميدة والمنتج محمود المساد إنجازاً بارزاً بفوزه بجائزة "الوثائقي قيد الإنجاز" ضمن برنامج Cannes Docs في سوق مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2025، مما يعكس التقدم الملحوظ للسينما الأردنية على الساحة العالمية.

يروي الفيلم قصة "ديبس"، شاب فلسطيني يبلغ من العمر 20 عاماً يعيش في مخيم البقعة بالأردن، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في العالم، ويحلم بالزواج من حبيبته. لكن فقدان عدد من أقاربه في غزة يغير مجرى حياته، فيضطر إلى تأجيل الزفاف.

ويتميز الفيلم، الذي استغرق نحو عامين لإنجازه، بأسلوبه الذي يمزج بين الواقعية الساخرة والبساطة الإنسانية، مسلطاً الضوء على الحياة اليومية في المخيمات الفلسطينية.

ومن أبرز عناصر الفيلم شخصية "وردة"، وهي حمارة تلعب دوراً محورياً إلى جانب الشخصية الرئيسية. ولفتت "وردة" أنظار الجمهور والنقاد، حيث علّق المخرج حمزة حميدة مازحاً خلال جلسة النقاش في كان: "الكل عم يحكي عن وردة، مبسوطين كيف في حمارة عم تتفاعل قدام الكاميرا بهذا الشكل".

الفيلم حظي بدعم مباشر من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام من خلال منحة إنتاج الأفلام الوثائقية الطويلة، مما يعكس التزام الهيئة بتعزيز صناعة السينما المحلية وتقديم الدعم للمبدعين الأردنيين.

تُعد هذه الجائزة إنجازاً مهماً للسينما الأردنية، حيث يبرز الفيلم تجربة إنسانية فريدة من نوعها، ويعكس الأوضاع الفلسطينية في المنافي والمخيمات من خلال تناول القضايا بأسلوب يومي عفوي ومليء بالتناقضات.

 

####

 

في مهرجان "كان"

سكارليت جوهانسون تشارك بأول تجربة إخراجية لها

البلاد/ مسافات

بعد كريستن ستيوارت، قدمت نجمة هوليوودية أخرى هي سكارليت جوهانسون، في مهرجان كان السينمائي أول تجربة إخراجية لها في فيلم "إليانور ذي غرايت" الذي يضيء على مرور الوقت وضرورة إبقاء بعض القصص حية.

وتؤدي الممثلة جون سكويب (95 عاما) دور إليانور، وهي امرأة مسنّة تعيش في فلوريدا وتوفيت صديقتها المقربة، وبعد أن أصيبت بالصدمة، انتقلت إلى نيويورك حيث عجزت عن التواصل مجددا مع ابنتها.

في أحد الأيام، تدخل إليانور في مجموعة محادثة، وبسبب هوسها بذكرى صديقتها تتبنّى قصتها، وهو ما يثير سلسلة من سوء الفهم لم تستطع المرأة المسنّة تجنّبها.

تقول سكارليت جوهانسون التي تُشارك أيضا في بطولة أحدث أفلام ويس أندرسون، والمُرشح لجائزة السعفة الذهبية: "تؤكد إليانور أنها إن لم ترو قصة صديقتها، فلن يرويها أحد، وفي وقت نناقش فيه باستمرار من له الحق في رواية قصة شخص آخر علينا أيضا أن نواجه حقيقة أنّ القصص ينبغي أن تُروى، وإلا ستختفي".

وردا على سؤال عما إذا كان جميع الممثلين يخافون من أن يصبحوا في الظل، قالت "أعتقد أنني أعمل منذ وقت طويل لدرجة أنني لم أعد مضطرة للقلق بشأن هذا الموضوع، وهو أمر يحمل تحررا كبيرا".

وأضافت "جميع الممثلين غير واثقين من أنفسهم"، وهذا أحد الأسباب التي جعلتهم يكونون مقنعين جدا"، موضحة أنها استمتعت كثيرا بالعمل مع جون سكويب، ووصفتها بالممثلة "الحيوية" و"الناجعة" بحسب أ.ف.ب.

 

البلاد البحرينية في

23.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004