ملفات خاصة

 
 
 

بناهي ينتظر «سعفة» بينوش!

طارق الشناوي

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

العديد من المهرجانات الكبرى، وعلى مدى ١٥ عاما، تُعرض أفلامه رسميا، وكثيرا ما حصد الجوائز الذهبية.. إلا انه لم يكن حاضرا، فهو ممنوع من ممارسة المهنة ومن السفر. يتم تهريب الشريط خارج الحدود. قد يراه البعض تتويجا مغموسا بالسياسة، إلا أننى أراها جوائز إبداعية خالصة، خالية من الدوافع الأخرى، البعض لن يرى إلا (الدوافع الأخرى) .

هذه المرة، حضر بناهى إلى السجادة الحمراء ودخل قاعة (لوميير)، ولاقى قبل العرض تصفيقا استمر ٥ دقائق، وبعد العرض ١٥ دقيقة، ولم يجد هو وفريق العمل ردًّا سوى البكاء.

رسميا، لم يعد بناهى ممنوعا من السفر، وبالتالى غير مهدد أيضا بالسجن، إلا أنه بعد عرض فيلمه (حادث بسيط) بدون موافقة الرقابة هناك، من الممكن أن يجد نفسه مجددا قيد التحقيق والتهديد بالسجن .

الفيلم اخترق الخط الممنوع، عندما قدم الفساد داخل جهاز الشرطة، البطل كان مسؤولا فى السجن عن تعذيب المعارضين.. مصادفة تتعطل سيارته ليلا فى طريق مهجور ومعه عائلته الصغيرة «ابنته وزوجته الحامل»، ويلجأ لمن يساعده، فيكتشف أنه السجان الذى كان يعذب المعتقلين ويقرر هو والمجموعة التى تعرضوا للتعذيب الانتقام، والتى تبدأ بدفنه حيا ثم يتم العدول عن الفكرة، إلا أنه يذوق مرارة الخوف وهو يرى قبره بعينيه، ونكتشف أنه كان يتحرك بقدم صناعية. الفيلم يقدم أكثر من امرأة فى الشارع لا ترتدى الحجاب، تلك مخالفة قانونية تستوجب السجن.

العام الماضى، شاهدنا المخرج محمد رسولوف فى (كان) يأتى متسللا هاربا مع فيلمه (بذرة التين المقدس) وحصد جائزة لجنة التحكيم. لم يعد رسولوف إلى ايران حتى الآن.. بينما بناهى لا أدرى هل هو يقيم حاليا خارج الحدود، ويستعين بآخرين لتصوير لقطات فى إيران يضع هو تفاصيلها الدقيقة من خارج إيران، أم انه سيعود ليواجه عشرات من الاتهامات!.

تستطيع أن تلمح فى سينما جعفر بناهى سمة عامة، تبدأ اللقطات بهدوء وحياد، ويبدو أنه لا يريد أن يحكى لك شيئا محددا، إلا أنه يمسك وكأنه لا يدرى بخيط درامى ما، ومن بعده تتجدد المحاور وتتفجر الأسئلة، حالة العفوية التى يتم تصديرها للجمهور سمة يمتلكها بناهى، كما أنه يمنح الشريط قدرا من خفة الظل حتى يخفف الوطأة على المتلقى، ولكنها ليست مجرد مزحة مجانية، فهى تشير إلى معنى، وهكذا مثلا عندما يذهب المعتقل السابق بزوجة السجان إلى المستشفى لكى تلد، يصبح سؤال السجان الأساسى هل شاهد زوجته فى تلك اللحظة!!.

كثر يتساءلون كيف أن السينما الايرانية فى بلد يمارس فيه كل هذه القيود تستطيع تحقيق هذه المكانة الاستثنائية، والإبداع ينتعش مع نسمات الحرية، إلا أنه ينتعش أيضا وبنفس القدر، عندما يصبح معادلا موضوعيا للبحث عن الحرية، عندها تصبح الأعمال الفنية هى الوسيلة للدفاع عن الحق فى الحياة.

وهكذا أرى جعفر بناهى، لم تعد قضيته شخصية تعنيه هو بقدر ما صار اسمه يتجاوز الشريط الفنى، الذى نتابعه ليصبح هو العنوان، يذوب تماما هذا الاحساس بالذاتية ليصبح فى لحظة الخاص جدا هو العام جدا، أنت بقدر ما ترى المخرج يتحدث عن نفسه، بقدر ما تتسع الدائرة وتشعر أنه يتحدث عنك.

ترى كل العالم على اتساعه بإطلالة ما وكأنه عالمك أنت، تستطيع تلخيص سينما بناهى فى تلك الجملة التى قالها بالفارسية بعد نهاية عرض فيلمه: (أنا لا أجيد أى شىء فى الدنيا سوى السينما)، هل ستمنح جوليت بينوش رئيسة لجنة التحكيم مساء غد السعفة الذهبية إلى بناهى عن (حادث بسيط)؟ إجابتى القاطعة هى نعم!!.

 

####

 

مهرجان كان يستقبل «عائشة لا تستطيع الطيران»..

وحضور فعاليات لافتة بالجناح المصري

كتب: ريهام جودة

بينما يقترب مهرجان كان السينمائى الدولى من ختام فعاليات دورته الـ٧٨، شهدت الدورة الحالية عددا كبيرا من الأحداث السينمائية البارزة، منها عرض فيلم الإثارة المصرى «عائشة لا تستطيع الطيران» للمخرج مراد مصطفى الذي استقبله المهرجان في عرضه العالمى الأول بالدورة الـ ٧٨، بمسابقة «نظرة ما» حيث تزاحم الحضور والمشاهير والإعلاميين على عرض الفيلم في طوابير امتدت طويلًا رغم الأمطار.

وتم استقبال الفيلم بحفاوة قبل العرض، حيث اهتزت القاعة بتصفيق الجمهور بعد العرض، وحضر المخرج مراد مصطفى العرض الأول برفقة عدد من أفراد طاقم الفيلم، وأعرب عن امتنانه لتواجده في مهرجان كان مرة أخرى قبل عرض الفيلم، مؤكدًا أنه لم يكن ليصل إلى هنا كمخرج «لولا صناعة السينما المصرية»، وأنه «فخور جدًا بتمثيل مصر في الاختيار الرسمى لمهرجان كان هذا العام»، كما شكر المنتجين المشاركين وطاقم العمل، وقدم «تحية خاصة» لمنتجة الفيلم وشريكته سوسن يوسف.

وصعد بطل الفيلم بوليانا سيمون وزياد ظاظا على المسرح، بالإضافة إلى منتجة الفيلم سوسن يوسف، ومن المنتجين المشاركين درة بوشوشة، علاء كركوتى وماهر دياب، شريف فتحى، أحمد عامر، ومن طاقم العمل مدير التصوير مصطفى الكاشف والمونتير محمد ممدوح.

فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا وألمانيا وتونس والسعودية وقطر والسودان، ويدور حول عائشة وهى شابة سودانية تبلغ من العمر ٢٦ عامًا وتعمل في مجال الرعاية الصحية، تعيش في حيّ بقلب القاهرة، حيث تشهد التوتر بين زملائها المهاجرين الأفارقة وعصابات محلية، عالقة بين علاقة غامضة مع طباخ مصرى شاب، وعصابة تبتزّها لتُبرم صفقة غير أخلاقية مقابل حمايتها، ومنزل جديد مُكلّفة بالعمل فيه، وتُكافح عائشة للتغلّب على مخاوفها ومعاركها الخاسرة، مما يُؤدى إلى تقاطع أحلامها مع الواقع، ويقودها إلى طريق مسدود.

الفيلم من بطولة بوليانا سيمون إلى جانب مغنى الراب المصرى زياد ظاظا وعماد غنيم وممدوح صالح، ومونتاج محمد ممدوح، مع مدير التصوير السينمائى المصرى مصطفى الكاشف الذي سبق له التعاون مع مراد في الفيلم القصير عيسى، وتصميم أزياء نيرة الدهشورى ومهندس صوت مصطفى شعبان، ومهندسة ديكور إيمان العلبى.

وتُعد هذه المشاركة الثانية للمخرج المصرى مراد مصطفى بالمهرجان الذي استقبل فيلمه القصير «عيسى» بمسابقة أسبوع النقاد عام ٢٠٢٣، وأحدث مشاركة مصرية في المسابقة بعد ٩ سنوات من مشاركة الفيلم المصرى «اشتباك»، وحصل «عائشة لا تستطيع الطيران» سابقا على عدة منح وجوائز منها جائزة فاينال كت في الدورة الـ ٨١ من مهرجان فينسيا السينمائى الدولى.

من ناحية أخرى كان الحضور المصرى بارزا في فعاليات الدورة الـ٧٨ للمهرجان، إذ أقيم الجناح المصرى في سوق مهرجان كان ٢٠٢٥ (Marché du Film)، بتنظيم مشترك بين مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان الجونة السينمائى ولجنة مصر للأفلام (EFC)، وفاز بجائزة «أفضل تصميم جناح» من بين الأجنحة المشاركة في سوق كان، وكان من الفعاليات البارزة بالجناح تجمع صناع الأفلام العرب الصاعدون في جلسة نقاشية، أدارها الناقد محمد سيد عبدالرحيم، مدير ملتقى القاهرة السينمائى، وحملت عنوان «الموجة الجديدة: تسليط الضوء على صانعى الأفلام العرب الصاعدين»، ركزت على استعراض مساهمات الجيل الجديد من صناع الأفلام العرب في إعادة تشكيل السينما العربية، وكيف يمكن للمهرجانات دعم هذه المواهب الناشئة لتحقيق نجاحات عالمية، وشهدت الجلسة مشاركة عدد من صناع السينما العرب الذين حققوا إنجازات كبيرة في مهرجانات السينما العالمية.

وعن الجلسة قال الناقد محمد سيد عبدالرحيم:

«لقد كانت هذه الجلسة فرصة فريدة لتسليط الضوء على الجيل الجديد من صناع الأفلام العرب، الذين استطاعوا تحقيق إنجازات ملحوظة على مستوى مهرجانات الصف الأول، إن دعم هذه المواهب من قبل المهرجانات يعد أمرًا حيويًا لضمان استمرار تطور السينما العربية».

وأضاف: «تناولت الجلسة موضوع تمثيل الجيل الجديد من صناع الأفلام، والصعوبات التي واجهتهم، وعلاقتهم بالسينما المحلية والمهرجانات العالمية، وكيف يمكنهم تحقيق التوازن بين التعبير عن أنفسهم وتقديم أعمال تصل إلى جمهور أكبر عالميًا».

وشارك في الجلسة كل من المخرج المصرى مراد مصطفى، والمنتج أحمد عامر، الذي شارك في إنتاج فيلمه «عائشة لا تستطيع الطيران» وكذلك شارك في إنتاج الفيلم الفلسطينى «كان ياما كان في غزة»، الذي عرض أيضًا هذا العام في «كان»، من إخراج الأخوين ناصر وطرزان، ويُعتبر الفيلم جزءًا من الحركة السينمائية الفلسطينية الجديدة، بجانب المخرجتين اللبنانيتين ميشيل كسروانى، وليلى بسمة، والمخرج السعودى توفيق الزيادى، الذي شارك فيلمه «نورة» العام الماضى في قسم «نظرة ما»، كأول فيلم سعودى يُعرض في «كان».

واستقبل المهرجان أيضا العرض التقديمى لمشروع فيلم «عين حارة» للمخرج العراقى ياسر كريم الذي يمثل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في مبادرة «Fantastic 7»، التي يتم تنظيمها بالتعاون بين سوق «كان» ومهرجان «سيتجس» لأفلام النوع، وتسلط الضوء على مستقبل سينما النوع التي تشمل (الخيال، والفانتازيا، والرعب) من خلال تقديم ٧ مشاريع واعدة، ترشحها ٧ مهرجانات سينمائية دولية مرموقة، يتم عرضها على جمهور متنوع من المستثمرين والموزعين ووكلاء المبيعات وعشاق أفلام هذا النوع، بهدف رعاية هذه المواهب الصاعدة والترويج لها، وربطها بشركاء أعمال محتملين يمكنهم توفير تمويل أساسى لها والمساعدة في توسيع نطاق وصولها إلى جمهور أوسع.

وسبق وأن شارك مشروع «عين حارة» ضمن فعاليات ملتقى القاهرة السينمائى في الدورة الـ٤٥ لمهرجان القاهرة عام ٢٠٢٤، وتحدث كل من مخرج الفيلم ياسر كريم، والمنتج أوس اللامى عن الفيلم الذي يمزج بين الأسطورة والواقع في أجواء الخوف والمقاومة، ويدور في جنوب العراق، حيث تخوض شابة صراعًا مع التقاليد في مجتمع محافظ. وقال الناقد محمد سيد عبدالرحيم أن الفيلم لاقى استقبالًا ممتازًا من الحضور، وتم الإثناء على فكرته والخطوات التي اتخذت في تنفيذه حتى الآن.

 

المصري اليوم في

23.05.2025

 
 
 
 
 

من دوكورنو إلى لاشيه… مهرجان كانّ يتقلّب بين الأسوأ والأفضل

هوفيك حبشيان - كانّ - "النهار"

تتقلّب عروض مهرجان كانّ (13 - 24 أيار)، بين الأسوأ والأفضل، كاشفةً عن التباين الحاد بين ما يُنتَظر وما يُقدَّم. من جهة، خيّب "ألفا" لجوليا دوكورنو (الفائزة بـ“سعفة“ كانّ عن تيتان“)، الآمال، ومن جهة أخرى، قدّم "صراط" لأوليفير لاشيه تجربة سينمائية متجاوزة. بين فيلم هو محض نشاز، وآخر ينتصر للعمق، تتجلى مفارقة هذا العام: السينما لا تُقاس بموازنة أو صدمة بصرية، إنما بقدرتها على لمس المُشاهد

جديد دوكورنو، ”ألفا" (مسابقة)، لا يعدو كونه امتداداً لما سبق، من حيث الأجواء المشبّعة بالعنف، القسوة، الانحلال الجسدي والنفسي، والعدمية الوجودية. كلّها عناصر يبدو أنها باتت تمثّل ليس فقط هوية دوكورنو، بل طريقتها الوحيدة في التعبير السينمائي. فيلمها يعيد تدوير التيمات المريضة نفسها، لكن ضمن حبكة جديدة، تحت راية ما يُعرف بـ"رعب الجسد"، ذلك النوع الذي ازدهر في الثمانينات، وكان ديفيد كروننبرغ أحد أباطرته. كلّ ما أغوانا سابقاً في أفلام دوكورنو يتحوّل هنا إلى عبء ثقيل، وإلى تكلّف سردي، خصوصاً مع محاولة فرض رمزية قسرية على كلّ تفصيل، حتى حين لا يحتمل السياق ذلك.

الفيلم يدور في مدينة غير محدّدة المعالم، داخل إطار زمني يوحي بالثمانينات، وإن كان لا يُفصح بوضوح عن حقبة. مدينة منزوعة الجغرافيا والتاريخ، يخيّم عليها تهديد مزدوج: فيروس غامض ينتشر في الهواء، يحوّل المصابين إلى كتل حجرية بعد أن تلفظ رئاتهم كميات من الرمل، وعاصفة رملية حمراء إذا هبّت، كفيلة باجتياح كلّ ما في طريقها.

ضمن هذه الأجواء التي تنذر بانهيار تام، نتعرف إلى أم وابنتها. الأم (غولشيفته فرهاني) طبيبة تعمل في وحدة ميدانية تعجّ بالمصابين، والابنة (ميليسا بوروس)، مراهقة يحمل الفيلم اسمها وتصبح محور السرد. القلق الدائم من إصابتها بالعدوى يغلف المُشاهد منذ اللحظة الأولى، ويشكّل منبع التوتر الأساسي في العلاقة بين الأم والابنة. لكن، وكأن الكارثة الوبائية لا تكفي، يظهر فجأة شقيق الأم (يؤديه طاهر رحيم في أداء هو من أضعف ما قدّمه)، مدمن سابق للمخدرات، على حافة الانهيار النفسي والجسدي، ليضاعف حجم الاضطراب داخل هذا الملاذ الهشّ.

وجوده في حياة المرأتين لا يحمل سوى التهديد والتشويش؛ هو أشبه بشبح ماضٍ مأسوي يعود ليطرق الباب في أسوأ توقيت ممكن. لا يأتي حاملاً خلاصاً أو حكمة، إنما يضيف طبقة جديدة من الفوضى النفسية والعاطفية، في فيلم لا يتوانى عن التراكم: تراكم الكوارث، تراكم الرمزيات وتراكم الضجيج البصري. يبدأ "ألفا" كأنه من أفلام الإثارة الكارثية، تلك التي تُنبئ بنهاية العالم الوشيكة، قبل أن ينزلق نحو دراما المراهقة، ومن ثم يمرّ على أفلام الأوبئة والعدوى، وكأن دوكورنو تنقلنا من جنس سينمائي إلى آخر بلا تصفية حسابها مع ما تتركه خلفها، أو أن تبني فعلياً على ما تقدّمه لاحقاً.

ثلاث شخصيات غارقة في أزماتها الخاصة، تغرقنا معها في أحاديث مطوّلة ومكررة ومملّة، حتى يكاد الفيلم يتحوّل إلى رحلة عذاب ممتدة للمُشاهد. وبينما تتحوّل المدينة إلى مسرح لانهيار بيئي ونفسي شامل، يبقى المشترك الوحيد في كلّ مراحل الفيلم — عدا الشخصيات — هو ذلك الشعور الخانق بالرعب الوجودي والاضطراب العقلي، الحاضر في كلّ مشهد وكلّ لقطة.

تنزلق دوكورنو تدريجاً إلى دراما عائلية ثقيلة تطرح تيمة "الصدمة المتوارثة" أو ما يُعرف بالتروما العابرة للأجيال، مع تركيز واضح على موضوع الأبوة، تيمة سبق أن استثمرتها في أعمالها السابقة. إلا أن المشكلة هنا أن أفراد هذه العائلة لا يملكون أي كاريزما تثير فضول المشاهد أو تعاطفه؛ إنهم كائنات درامية مستهلكة، يغلّفها التصنّع، وتفتقر الى أي عنصر يُضفي عليهم حياة أو عمقاً.

في الضفّة المقابلة، يقف أحد أهم أفلام المسابقة: ”صراط“ (مسابقة)، يأخذنا عبره المخرج الفرنسي من أصول إسبانية أوليفر لاشيه في رحلة بصرية وروحية من نوع خاص. يقدّم لاشيه عملاً يتجاوز حدود السرد التقليدي، ليصوغ تجربة تُقارب معنى العبور والبحث والضياع، مستنداً إلى خلفية ثقافية متعدّدة ومتجذّرة في تربة روحية وفكرية خصبة.

يحكي "صراط" قصّة أب إسباني (يؤديه سيرجي لوبيز) ينطلق في رحلة محمومة بحثاً عن ابنته المختفية منذ أشهر. تتردّد شائعة بأنها قد تظهر في "حفل" يُقام في قلب الصحراء، فيقرر الأب، برفقة ابنه، التوجّه نحو هذا الحدث الغامض. ما يبدأ كرحلة مادية، سرعان ما ينقلب إلى عبور روحي داخلي، حيث يكتشف الأب أنه لا يبحث فقط عن ابنته، بل عن ذاته أيضاً، عن خلاص ما، عن المعنى في عالم يتآكل من حوله.

اختيار العنوان "صراط" ليس بريئاً، فالمفهوم المستمد من الثقافة الإسلامية يشير إلى الجسر الفاصل بين الجنّة والنار، لكن لاشيه يعيد تأويله ليصبح تعبيراً عن حالة وجودية معاصرة.

الحفل الذي يشكّل ذروة الحدث ليس احتفالاً بالمعنى التقليدي، بل فضاء صوفي يتحلّق فيه المهمّشون من العالم، يحتفلون بوجودهم، ويتحررون من القوالب الاجتماعية والدينية والسياسية. وعندما تسعى السلطات المحلية إلى فضّ التجمّع، يواصل بعض المشاركين السير نحو منطقة صحراوية أخرى، رافضين العودة إلى "العادي". في هذا القرار، تتجلّى إرادة الانعتاق من السلطة، من المألوف، من الانضباط المفروض. وهنا، يرفض الأب التراجع، ويواصل تتبّع آثارهم، مدفوعاً برغبة خافتة في اللقاء، أو ربما في الفهم. يطرح لاشيه أسئلة صعبة ومباشرة: هل نستطيع، كأفراد ومجتمعات، أن نكسر دوائر الأخطاء القديمة؟ هل يمكن أن نولد من جديد في لحظة انهيار؟ في الفيلم، كما في الحياة، لا توجد إجابات جاهزة. هناك فقط مسارات مفتوحة، واحتمالات كامنة في التجربة ذاتها.

 

النهار اللبنانية في

23.05.2025

 
 
 
 
 

«قيمة عاطفية»… البحث عن الحقيقة بين فوضى الذاكرة

شفيق طبارة

يقع «قيمة عاطفية Sentimental Value» هناك في مكان ما بين الدراما العائلية التقليدية، وبين قصة أكثر تعقيداً وتفصيلاً عن الآباء والابناء والصدمات العاطفية التي تنتقل من جيل إلى جيل.

الفيلم الذي يُعد واحدًا من أجمل أفلام المسابقة الرسمية والمرشح بقوة لنيل السعفة الذهبية لـ كان 78، يستخدم ثيمة ارتباط منزل واحد وأجيال عديدة من العائلة عبر التاريخ ومن خلال السينما. «قيمة عاطفية» هو بلا شك الفيلم الأنضج للنيرويجي يواكيم ترير، مخرج فيلم «اسوأ شخص في العالمThe Worst person in the world».

نرى في الفيلم الممثلة نورا (ريناتي رينسف) وشقيقتها المؤرخة أغنيس (إنجا بسدوتر ليلياس) تنعيان والدتهما الحبيبة. وفي العزاء يظهر والدهما المخرج السينمائي غوستاف (ستيلان سكارسغارد)، فجأة، بعد فترة من الانفصال. في اليوم التالي يقدم غوستاف لنورا سيناريو فيلم من نوع السيرة الذاتية يركز على حياة والدته، جدة نورا، وانتحارها المبكر، ويريد منها أن تلعب دور البطولة. ترفض الابنة العرض، مما يدفعه لاختيار نجمة هوليوودية (إيلي فانينغ) بشكل غير متوقع. وتجد نورا نفسها في تلك اللحظة التي يتعين عليها فيها أن تُقرر إلى أي مدى يجب أن تُحافظ على غضبها من والدها، أو إن كان هناك مجال للمصالحة، في تلك اللحظة التي تتشابه فيها السينما والحياة. يبدأ التحضير للفيلم في بيت العائلة الكبير، لتبدأ معها قصة هذه العائلة التي تواجه صعوبات في التواصل، سواء في الحياة أو في الفنّ.

في مشاهد قصيرة، يروي ترير قصة عن أجيال مختلفة عاشت في البيت النيرويجي الكبير نفسه، في فيلم مدمّر ومضحك عن العائلة وصناعة الأفلام وعبث التمسك بالألم في مواجهة الخسارة الفادحة. لا يروي ترير قصة العائلة كما هي في الوقت الحاضر فحسب، بل يستخدم المنزل الذي عاشوا فيه كوسيلة للنظر إلى جميع الطرق التي واجهت فيها هذه العائلة المعناة الشديدة بالحبّ

المنزل كائن حي، وسيلة لمشاركة الأسرار والأفراح والأحزان، وأكثر من ذلك بكثير. يلتقط ترير الكثير بينما لا يقول سوى القليل، إنه أول فيلم للمخرج يُقدم صورة شاملة لعائلة بدلاً من التركيز بشكل فردي على تجربة شخص واحد. هناك تاريخ هنا يمكنك الشعور به عميقًا في عظامك

الفيلم مليء بالسراب والمحاكاة، نهج ملهم وصادق للغاية للطريقة التي يميل بها البشر لبناء واقع من الأوهام والرغبات، وكيف تُصنع الذاكرة عبر الانتقاء المختلط بمجموعة من القصص الخيالية.

في «قيمة عاطفية» الأفكار والعواطف تتحرك بطلاقة، ونشهد صدى للحياة التي تتعايش فيها الدراما والكوميديا بشكل متناغم

هذا فيلم عن العائلة وسحر السينما في الوقت نفسه. فيلم عن الشخصيات التي يؤديها الممثلون، وتأثيرها عليهم. فإن كان الممثلون لا يستطيعون قول الحقيقة، لأنها قريبة جدا من الخيال ولا يمكن تمييزها عن الواقع، وإذا كانت الكتابة لا تريد قولها أيضًا. وإن كان المخرج مهتما بالتعاطف فقط مع شخصياته؛ فهنا ليس لدينا سوى السينما، هي التي تخبرنا الحقيقة حتى عندما ينكرها جميع الفاعلين فيها.

 

####

 

«المينة»… مسحٌ متعمّق لندوب مناجم جْرادة

سعيد المزواري

في فيلمها “المينة” L’mina المُتوّج بجائزة “الاكتشاف الجديد” من أسبوع النقاد في مهرجان كان 78، اختارت المخرجة المغربية راندا معروفي، أن توجه عدستها صوب مناجم جْرادة الواقعة شمال شرق المغرب، وذلك بعد زهاء ربع قرن على إغلاقها بصفة نهائية ورزوح المدينة تحت وطأة التهميش والجمود، لكن الفقر والبطالة يدفعان عمالاً لم يعرفوا وأسلافهم عملاً غير التنجيم إلى استغلال المناجم بشكل عشوائي يهدر حيوات بعضهم مقابل استخراج بضع كيلوجرامات من الفحم الحجري

تتعلق حياة العمال بين الآبار الضيقة وغير المؤمّنة التي حُفرت بوسائل بدائية تجعلها آيلة للانهيار في أي لحظة، وبين استغلال مالكي مخازن الفحم الكبرى الذين يفرضون ثمن بيع زهيد يدرّ عليهم أرباحاً بملايين الدراهم، غير أنه يكفي بالكاد لسد تكاليف عيش عمال المناجم الكادحين.

تعيد معروفي خلق ظروف عمل وحياة عمال المناجم في ديكور شيدته بمشاركة أهالي المدينة، تحفر داخله بلقطات متابعة طويلة ومتأنّية لتربط بين مصائر العمال في حركة واحدة، وتتابع زحفهم بأنفاس زهيدة في ضيق الأنفاق، وتواصُلهم بجمل مرتعشة يتردد صداها، فتختلط بشريط صوتي مقبض ومقلق برعت في إعداده سارة قدوري والمؤلف الموسيقي توني غيتاني.

لقطات المتابعة كانت حاضرة كذلك في عمل معروفي “المتنزه Le Park” (2015) الذي أخرجته حول ظاهرة “التشرميل” أي العنف المسلح بالسكاكين على يد شباب منحدرين من أحياء مهمّشة. وتُعدّ تلك اللقطات لازمة أساسية في توقيعها الفني.

تتمتع أعمال معروفي كذلك بسرديات واضحة ذات بعد اجتماعي واقتصادي لا تحيد عنه، تقول هي في أحد تصريحاتها الصحفية: “المينة هو استمرار لأعمالي السابقة التي تبنّت كلها تقريبًا إخراجًا مستوحى مباشرة من الواقع”، لكنها في الوقت نفسه لا تسعى إلى تقديم إعادة تمثيل مخلصة لهذا الأخير. في فيلمها الذي حصد التصفيق وجائزة الاكتشاف لأسبوع النقاد في كان، تلعب معظم الشخصيات دورها الحقيقي في الحياة، مساهمةً في خلق وثيقة تخييلية.

في بداية الفيلم، نرى مجموعة من عمال المناجم الطاعنين في السن، يحملون على أجسادهم انعكاسات عقود من العمل في ظروف غير ملائمة، يعودون لاعتمار ملابس وعدة العمل (البدلة الزرقاء، الخوذة الواقية…)، وينتظمون أمام الكاميرا لالتقاط صورة “عائلية” تضعنا منذ البداية في جو التضامن والتآزر المعهود بين عمال المناجم، والذي يذهب إلى حدّ استعدادهم للتضحية بحياتهم من أجل بعضهم البعض. هذا التآلف امتد إلى أهالي المدينة في فترة حراك اندلع في مطلع 2018، عقب وفاة ثلاثة شبان ضحية لانهيار مناجم، ما خلّف غلياناً أعقبته احتجاجات للمطالبة بحقوق مشروعة. يستحضر “المينة” الحراك من خلال إعادة تمثيل غير مخلصة لمشهد مظاهرات ترفع شعارات تفضح التهميش والبطالة. تتدخّل الشرطة للحيلولة دون تقدّم المتظاهرين، فيقع تدافعٌ بين الطرفين. مشهد ينطوي على لفتة سياسية وإنسانية مهمة نحو حراك دام لشهور وأدى لاعتقال أكثر من 200 متظاهر.

في لحظات متفرقة من الفيلم، نرى مشاهد حياة من مدينة جرادة توردها المخرجة بجمالية شريط “سوبر 8” تروم للإيحاء بأجواء فترة جرادة الذهبية، قبل أن تختم بلقطة بانورامية طويلة – قياساً إلى مدة الفيلم- تتوالى فيهاعلى خلفية مناظر حياة يومية متجرّدة بالمدينة، صور أطفال يلهون، تضفي لمسة تفاؤلية على فيلم قاتم إلى حد ما. تفسر المخرجة: “تضفي صور “سوبر 8″ أيضًا إحساسًا حميميًا وعائليًا. أتاح لي ذلك استكشاف صلة الجيل الجديد بالأرض والمنجم، مع تقديم قصة أكثر حميمية وفردية. يتعلق الأمر بتنقل بين التاريخ وتداعياته السياسية والاجتماعية والبيئية، دون الاستسلام لبساطة المقاربة الخطية”.

يكمن اختيار الإخراج الأبرز في “المينة” في تدبير جمالي يعتمد ديكوراً على شكل مقطع عرضي Section transversale، يكشف دواخل المنجم وأعماقه لعدسة كاميرا مدير التصوير لوكا كواسان. وهو تنويعٌ على اختيار معروفي التصوير بزاوية عليا في “باب سبتة” (2019) الذي أحكمت فيه المخرجة للقبض على معاناة العاملات في تهريب السلع على الحدود الوهمية مع سبتة المحتلة (واحدة من مدينتين مغربيتين تحتلهما أسبانيا). هنا، تستعيد معروفي زاوية التصوير نسفها التي تتموضع فيها الكاميرا في زاوية جانبية لتلتقط مقطعًا عرضيًا لمأساة عمال مناجم جرادة. تقول معروفي في تصريح صحفي في كان: “خلال بحثي لفهم الواقع الجوفي بجرادة، صادفتُ مقاطع لطبقات مختلفة من التربة والصخور فوجدتها مذهلة. لقد ذكرتني تقريبًا بشكل من أشكال جراحة المناظر الطبيعية أو محاولة قراءة لجسم الأرض”، وتستطرد في شرح اختيارها في تصميم الديكور، “قمنا مع فريق تصميم الديكور ببناء بئر ونفق. ثم صوّرنا كل لقطة متابعة على حدة، مثل أجزاء من كل، وقمنا بتجميعها معًا في مرحلة ما بعد الإنتاج، وكأننا نخيط ثوباً. كان التصوير في آبار حقيقية أمرًا غير وارد على الإطلاق، خوفًا من تعريض أي كان لخطر محتمل. لقد وجّه هذا الرفض اختيار تصميم الديكور برمّته”.

إنّها الحيلة التي تقول الحقيقة بشكل أصدق من الواقع نفسه حين يفرض الوقوف عند حافة الآبار بسبب الطبيعة الجيوليوجية المعقدة والخطرة في آن، ما يحول دون دخوله من طرف الكاميرا، تواصل معروفي: “صمّمنا مواقع التصوير مع فريق عمل مكون من عمال المناجم وغيرهم. وغالبًا ما كنت أستشيرهم سواء في التصوير أو الترجمة أو المونتاج أو حتى مرحلة ما بعد الإنتاج. كنت أشارك النسخ قيد التنفيذ، وأطلب تعليقاتهم عليها، وأجري تعديلات موازاة مع تقدّم النقاش”، تؤكد المخرجة “نمط الإنتاج الجماعي هذا هو جوهر الفيلم. كما ساهم أمين مقلش، وهو ممثل وشخصية مهمة وسط الحياة السياسية في جرادة، في إنجاز المشروع بسخاء وتصميم نادرين. وشكل ركيزة أساسية في كل جوانب الفيلم”.

في مشاهد أخرى، نشاهد مسحاً ثلاثي الأبعاد للمنجم تغيم بعض جوانبه كما لو كانت تتأهب للاختفاء، كناية على هشاشة فضاء وطابع مدينة شبحية المعالم. كانت المناجم في اوج عطائها توظف نحو 78 ألف عامل، ومع هجرانها بدأت معالمها تغيب كما غابت مظاهر الحياة التي كانت ترافق هذه الدبيب البشري الغامر. تقول المخرجة: “تتفق عمليات المسح ثلاثية الأبعاد وتقنيات التحقيقات الجنائية l’architecture forensique، وكذلك الأدوات التقنية للمراقبة والتحكم. تتوافق هذه المرجعيات تمامًا مع مقاربتي التي غالبًا ما أستخدم فيها أدوات رسمية لسرد قصص غير نظامية”. 

وقّعت راندا معروفي فيلماً مُبتكراً يضيف لبنة لتجربة إنضاج واختمار فريدة في مضمار الفيلم القصير، حان الوقت ربما لتنتقل إلى إخراج فيلم طويل أول بذات الالتزام والتطلّب والرؤية الإبداعية

 

موقع "فاصلة" السعودي في

23.05.2025

 
 
 
 
 

بمهرجان كان.. إدارة أيام قرطاج السينمائية تعلن ملامح الدورة الـ36

كتب : جمال عبد الناصر

"طريقتى فى الحياة هى الإيمان بالمستقبل" كلمات للمخرج المالى الراحل سليمان سيسيه اختزل من خلالها مدير الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية طارق بن شعبان خياراته للنسخة 2025 من المهرجان العربى والأفريقى الأعرق، وهو أيام قرطاج السينمائية الذى أنشئ عام 1966.

التطلع للمستقبل فى تماهى ثابت مع هوية أيام قرطاج السينمائية المناصرة منذ سنوات التأسيس للسينما المستقلة ونضالات الأصوات السينمائية العربية والأفريقية البديلة هى رؤية ينسج عبرها مدير الدورة السادسة والثلاثين للمهرجان طارق بن شعبان برمجة ثرية وملتزمة تثمن مكانة أيام قرطاج السينمائية فى الخارطة السينمائية الدولية باعتبارها منصة لعرض أحدث الأفلام والاكتشافات الجديدة لصناع أفلام شباب من العالم العربى والقارة الأفريقية.

وفى هذا السياق عقدت الهيئة المديرة لأيام قرطاج السينمائية بالجناح التونسى بمهرجان كان السينمائى لقاء إعلاميا خصص للإعلان عن الملامح الكبرى للدورة السادسة والثلاثين من المهرجان، وذلك بحضور صناع أفلام تونسيين وعرب وأجانب وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المشاركين في تغطية مهرجان كان وفعالياته.

استهل مدير أيام قرطاج السينمائية طارق بن شعبان حديثه بالتأكيد على موعد المهرجان الذي سيحتفظ بتاريخ الدورة المنقضية في شهر ديسمبر لمرونة هذا التاريخ خاصة على مستوى الحضور الدولي والمشاركة الواسعة لأهم الأفلام الحديثة على مستوى الانتاج وبذلك ستكون الدورة السادسة والثلاثين من 13 إلى 20 ديسمبر 2025.

وشدد طارق بن شعبان على حرص الإدارة الجديدة على التشبث بروح المهرجان وهويته مع الانفتاح على مساحات إبداعية جديدة تثري المهرجان دون أن تحيد عن أصالته وهويته المتجذرة في الفضاء الإبداعي العربي الأفريقي ومن بين هذه التغييرات المستحدثة انفتاح مسابقة "قرطاج الواعدة" على طلبة السينما من القارات الخمس تشجيعا للأصوات السينمائية الشابة ومنح هذه المسابقة مساحة أكبر لاكتشاف جماليات سرد جديدة وحديثة.

وكشف طارق بن شعبان عن تكريم واحد من أهم صناع الأفلام في السينما الأفريقية وأكثرهم تأثيرا سليمان سيسيه الذي رحل في 19 فبراير2025 وكان من المخرجين دائمي الحضور والمشاركة والدفاع عن هوية أيام قرطاج السينمائية.

وقدمت المسئولة عن قسم "قرطاج للمحترفين" يمينة مشري بن دانة الخطوط العريضة للمنصة المهنية للمهرجان مشيرة إلى الحفاظ على مختلف فعالياته وورشه والسعي إلى فتح مجال أكبر للشراكات والتبادل الفني بين مهنيي ومحترفي صناعة السينما وتعزيز الروابط بين السينما الأفريقية والعربية وصناعة السينما العالمية عبر ورشتي "شبكة" الداعمة للمشاريع السينمائية في مرحلة الكتابة و"تكميل" الداعمة للأفلام ما بعد الإنتاج.

وتطرقت يمينة مشري بن دانة لفعاليات "meet the talents" وهو برنامج يدعم المخرجين الشباب في تجاربهم الطويلة الأولى و"قرطاج الممتدة" وهو عبار ة عن تجارب في الواقع الافتراضي، المعزّز والمختلط أمّا فعالية "جلسات قرطاج" فهي سلسلة من الندوات والجلسات الحوارية تتناول مواضيع محورية مثل آليات التمويل، ديناميكيات الإنتاج المشترك في أفريقيا والعالم العربي وذلك إضافة لدروس في السينما يؤطرها مخرجون وخبراء بارزون.

من جهته أكد المكلف بتسيير المركز الوطني للسينما والصورة شاكر الشيخي على حرص المركز على متابعة كل التفاصيل المتعلقة بالدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية وتوفير كل الإمكانيات المتاحة ليحافظ المهرجان على إشعاعه ويظل منصة استثنائية للسينما العربية والافريقية.

وتحافظ أيام قرطاج السينمائية على التصور العام للمسابقات وعلى أقسامها الموازية وفعاليات أيام قرطاج السينمائية في السجون وفي الجهات والثكنات والتي ستكون على النحو التالي:

المسابقة الرسمية: المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية مفتوحة للأفلام العربية والأفريقية

المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة،  سيتنافس في المسابقة 12 فيلمًا عربيًا وأفريقيًا، والمسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، وسيتنافس في المسابقة ( 12 ) فيلمًا عربيًا وافريقيًا، والمسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة سيتنافس في المسابقة ( 12 ) فيلمًا عربيًا وافريقيًا، والمسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية القصيرة، سيتنافس في المسابقة ( 10 ) أفلام عربية وافريقية، والجائزة الخاصة "جائزة الطاهر شريعة": جائزة أفضل عمل أول لفيلم روائي طويل، وقسم سينما قرطاج الواعدة هي مسابقة تهدف إلى عرض أفلام طلاب مدارس السينما (روائية، تحريكية، أو وثائقية) بمدة لا تتجاوز ثلاثين (30) دقيقة.

قسم البرمجة الرسمية خارج المسابقة( آفاق السينما التونسية) مفتوحة للأفلام التونسية الروائية أو الوثائقية أو التحريكية، الطويلة والقصيرة، وقسم العروض الموازية : تحت المجهر- التكريمات - عروض خاصة

أيام قرطاج السينمائية في الجهات: برمجة عروض لأفلام في مدن داخلية من البلاد في إطار تنظيم برنامج لدعم لامركزية أيام قرطاج السينمائية

أيام قرطاج السينمائية في السجون :

برمجة عروض أفلام داخل المؤسسات السجنية، بما في ذلك أفلام مشاركة في المسابقات، سواء كانت قصيرة أو طويلة، وذلك بحضور مخرجين وممثلين وضيوف، وبالشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية، وهناك أيام قرطاج السينمائية في الثكنات : برمجة عروض أفلام في الثكنات العسكرية، تشمل أفلامًا مشاركة في المسابقات، سواء كانت قصيرة أو طويلة، وذلك بحضور مخرجين وممثلين وضيوف، وبالتعاون مع المؤسسة الوطنية المعنية.

 

####

 

أمينة خليل تجمع بين الأناقة والرقى فى مهرجان كان السينمائى بـ3 إطلالات

كتب بهاء نبيل

خطفت النجمة أمينة خليل الأنظار خلال مشاركتها في فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث ظهرت بمجموعة من الإطلالات التي جمعت بين الرقي والأناقة، مؤكدة مكانتها كأيقونة للموضة وهو أمر ليس جديدا عليها في الظهور به على السجادة الحمراء في المهرجانات والمحافل الفنية والسينمائية.

حضرت النجمة أمينة خليل على السجادة الحمراء في افتتاح مهرجان كان السينمائي، وظهرت خلال بفستان وردي فاخر بطبقات من الريش الناعم، واعتمدت مكياجاً ناعماً وتسريحة شعر مشدودة أظهرت ملامحها الجذابة.

وفى إطلالة أخرى، ارتدت النجمة أمينة خليل فستاناً من اللون الأصفر الفاتح مزين بورود بيضاء على الكتف، اتسمت الإطلالة بالبساطة والرقي، واعتمدت على وضع مكياج برونزياً أبرز ملامحها، مع تسريحة شعر أظهر رقتها.

وفى الإطلالة الثالثة، ظهرت أمينة خليل في إحدي فعاليات مهرجان كان السينمائي، حيث ارتدت فستان فضي براق بتفاصيل ناعمة وانسيابية، تميز بتصميم أنيق أبرز رشاقتها، ونسّقت الإطلالة مع مكياج ناعم وتسريحة شعر منسدلة.

يذكر أن النجمة أمينة خليل حققت نجاحاً كبيراً خلال شهر رمضان الماضي بمسلسل لام شمسية، من تأليف مريم نعوم ورشة سرد وإخراج كريم الشناوى وإنتاج شركة ميديا هب – سعدي وجوهر، وشاركه أمينة خليل في البطولة كلاً من، أحمد السعدنى، محمد شاهين، يسرا اللوزى، أسيل عمران، ثراء جبيل، صفاء الطوخى، ياسمينا العبد، الطفل على البيلى، فاتن سعيد، يارا جبران، مصطفى عسكر وضيوف الشرف على قاسم، كمال أبو رية، محمد عبده، إسماعيل شرف.

 

اليوم السابع المصرية في

23.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004