ملفات خاصة

 
 
 

خاص "هي" رسالة مهرجان كان:

"الحياة بعد سهام".. لا زالت تستحق أن تُعاش

أندرو محسن

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ليس من السهل صناعة فيلم وثائقي عن شخصية مقربة بعد رحيلها، الأم أو الأب أو الزوجة. الصعوبة تكمن في قدرة صانع الفيلم على استحضار قطع الذاكرة المترفقة هنا وهناك، وعلى تجاوز آلام الفقد لهذا الشخص الغريب. لكن عندما ينجح الفيلم في ذلك، فإن النتيجة غالبًا ما تكون شديدة الحساسية والقرب من المشاهد، وكأن الفيلم استطاع أن يمس ذكرياته هو شخصيًا. وهذا ما فعله نمير عبد المسيح في فيلمه الأحدث ”الحياة بعد سهام“ المعروض ضمن قسم ”أسيد“ في مهرجان كان السينمائي في دورته 77.

يصور المخرج حياته هو وعائلته بعد رحيل والدته، وخاصة التأثير الذي تركه هذا الرحيل عليه هو وأبيه. ومن خلال هذا المدخل ينطلق إلى ذكريات الأب عن بداية علاقته بزوجته الراحلة، ومراحل تطور علاقتهما.  عكس الكثير من الأفلام التي تكون فيها الدراما العائلية حاضرة بقوة وتحمل من التعقيد ما يُظهره صانع الفيلم عادة، نجد أن نمير عبد المسيح يفضل أن يُظهر أسرته بشكل دافئ وحميمي. حتى عندما يتوقف عند بعض المشكلات التي واجهها والداه قبل زواجهما، فإننا نشاهدها على الشاشة بشكل هادئ، يحمل من الذكرى الجميلة أكثر مما يحمل من الألم. والأمر نفسه ينطبق على الفترة التي قضاها نمير مع أهله في صعيد مصر بعيدًا عن أبويه، إذ نشاهد في هذه المرحلة الارتباط الذي كونه مع عائلته في الصعيد، بأكثر مما يركز على أي مشاعر سلبية عن كونه طفل تركه أبواه وسافرا للعمل.

ما يساعد في بناء هذه الحالة هو الأسرة المتماسكة والتي تتمتع بخفة ظل وتلقائية واضحة على الشاشة، خاصة قريباته من الصعيد، اللاتي يتمتعن بحضور ”مصري“ جدًا إن جاز التعبير، لا يمكن أن يخرج إلا من صعيد مصر وبلهجته المميزة.

بجانب المشاهد المُصورة خصيصًا للفيلم، يعتمد المخرج على الكثير من الأدوات الأخرى لمساعدته على استكمال تفاصيل علاقته مع والدته الراحلة، مثل الخطابات التي كانت ترسلها إلى والده، وبعض اللقطات من أرشيف العائلة، ثم هناك الحل الأجمل والذي يستكمل الحالة السينمائية الجميلة للفيلم، وهو الاستعانة بمشاهد مختلفة من أفلام يوسف شاهين، خاصة ”عودة الابن الضال“ و“فجر يوم جديد“ لاستكمال بعض التفاصيل التي لا يوجد لها مادة خاصة، وتُصاحب هذه المشاهد كتابة على الشاشة، على طريقة الأفلام الصامتة، تعبر عن الحوار الذي يدور على لسان الشخصيات التي نشاهدها، وهو الحوار الذي يناسب ذكريات نمير بالطبع ولا ينتمي إلى الأفلام الأصلية. بالنسبة لمن لم يشاهدوا أفلام يوسف شاهين المذكورة فإنهم على الأرجح  سينجذبوا بسلاسة لهذه اللقطات الجميلة، أما من شاهدوها فإن متعتهم ستكون مضاعفة، والإعجاب أكبر بقدرة نمير عبد المسيح على توظيف هذه اللقطات بعينها بهذا الشكل الممتع في فيلمه. 

مع اقتراب الفيلم من نهايته، يدفعنا المخرج مرة أخرى للتفكير في عنوان الفيلم، ”الحياة بعد سهام“، هذا الفيلم ليس عن سهام نفسها أو عن نمير ووالده بعد سهام، لكنه بشكل أعم عن الحياة بعد الفقد، وكيفية التكيف مع الرحيل، رحيل الأشخاص والأماكن أيضًا، ومحاولة التمسك بما يتركه أحباؤنا من ذكريات تستحق أن تبقى معنا وتترك علامتها داخلنا. في واحد من أكثر حوارات الفيلم رقة، تتحدث خالة نمير معه عن مشاكل الذاكرة وتسأله إن كان هناك علاج للحفاظ على ذاكرتها فأجابها ”ماعرفش غير السينما“، وفي الحقيقة يُعد فيلمه تطبيقًا حقيقًا ليس فقط على أهمية السينما في الحفاظ على الذاكرة، ولكن في قدرتها على معالجة الذكريات والمشاهد أيضًا بطريقة غير مألوفة، حتى وإن لم تكن هذه الطريقة واقعية، لكنها على الأقل تُصبح واقعية على الشاشة.

 

مجلة هي السعودية في

22.05.2025

 
 
 
 
 

«حادث بسيط» لجعفر بناهي..

من دحرج كرة الثلج؟

أندرو محسن

بعد سنوات من الغياب عن مهرجان كان، يعود المخرج الإيراني الحاصل على الكاميرا الذهبية جعفر بناهي بأحدث أفلامه «حادث بسيط» (It Was Just an Accident)، للمشاركة في المسابقة الرئيسية للمهرجان في دورة هذا العام، حيث تنافس من قبل أمام 21 فيلمًا آخر على السعفة الذهبية عام 1996 عن «البالونة البيضاء» (White Baloon)، ثم جائزة لجنة التحكيم في مسابقة «نظرة ما» عام 2003 عن «الذهب القرمزي» (Crimson Gold)، وهذا العام يشارك في المسابقة الرئيسية للمهرجان.

كما هو متوقع، لا يبتعد بناهي عن الواقع الإيراني في فيلمه، بل يقدم فيلمًا شديد المعاصرة، كأنه انتهى من تصويره بالأمس فقط. تتابع الأحداث فهيد (فهيد موباسيري) الذي يجد شخصًا يشتبه في كونه ضابط التحقيقات الذي عذبه من قبل في المعتقل، ولكن حتى لا يؤذي شخصًا بريئًا يقرر فهيد أن يستعين بآخرين ممن تلقوا التعذيب أيضًا على يد نفس الشخص، حتى يتأكد من صحة شكوكه وينفذ العقاب الذي يريده في هذا الضابط.

هذا النوع من الأفلام التي تتناول ضحايا التعذيب في السجون غالبًا ما يستخدم أسلوبًا قاتمًا لمتابعة الأحداث المؤلمة والتركيز بشكل ملموس على الجانب النفسي للضحايا. في العام الماضي عُرض فيلم «الأشباح» (Ghost Trail) للمخرج جوناثان في ميّيه ضمن أسبوع النقاد في مهرجان كان، قبل أن يحصل على نجمة الجونة الذهبية لاحقًا. التشابه بين بطل ذلك الفيلم وفيلم بناهي، في رحلة تعرفهما على ضابط التعذيب، شديد الشبه، فكلاهما يجهل الشكل الحقيقي لهذا الضابط، لكنه يميز صوته وبعض العلامات الخاصة. ولكن بينما كان فيلم ميّيه سوداويًا، يستخدم بناهي -للغرابة- أسلوبًا ساخرًا وهزليًا في فيلمه.

تبدأ السخرية من عنوان الفيلم نفسه، فالمقصود هو نقيض الحادث البسيط، كما يسخر أي شخص من مصيبة حلت به قائلًا «بسيطة». ثم تظهر جلية من المشهد الأول الذي نشاهد في أسرة صغيرة داخل سيارة، الأب وراء المقود وبجواره الأم، بينما طفلتهما الصغيرة في الكرسي الخلفي. أثناء النقاش التقليدي بين الثلاثة يدهس الأب حيوانًا يعبر الطريق لتعلق الطفلة بأنه «قتل» هذا الحيوان، بينما يحاول الأب والأم تبرير الأمر بأنه غير مُتعمد وبأن الحيوانات المشابهة عادة ما تلقى حتفها بطرق مماثلة. تبدو التبريرات هزلية وغير مُقنعة لا للطفلة ولا للأبوين أنفسهما، لكنها تظل في نظر الأب أفضل من أن يُنعت بابنته أنه «قاتل». الأب هو من سيتحول لاحقًا للضابط المشتبه به، والذي تخوض باقي شخصيات الفيلم عملية التأكد من هويته الحقيقية.

بداية من ظهور شخصية فاهيد يتحول الفيلم إلى ما يشبه كرة ثلج مُتدحرجة تزداد حجمًا بمرور الوقت. فكلما أراد فاهيد أن يتأكد لإراحة ضميره، ورط شخصًا آخر في عملية التحقق تلك، وهكذا يتحول الفيلم تدريجيًا إلى رحلة تجمع عدة أشخاص، يحملون هدفًا واحدًا، الرغبة في الانتقام، وإن كانت الكوميديا تجعل الرحلة أقرب لأحد أفلام الأخوين كوين، خاصة «احرق الرسالة بعد قراءتها» (Burn After Reading).

يختار بناهي الشخصيات بعناية شديدة، فهناك العروس التي تستعد لزفافها في اليوم التالي، ومصورة الأفراح الأنيقة، بالإضافة لفاهيد نفسه العامل متواضع الحال. من خلال هذه الشخصيات ينفذ المخرج إلى شرائح مختلفة من المجتمع الإيراني، مما يؤكد ضمنيًا أن ضحايا النظام القمعي ليسوا من أبناء طبقة معينة، وأن القسوة عادلة في عدم تفرقتها بين الشخصيات. وفي الآن ذاته يوضح التناقد بين مثالية المواطنين وعنف الشرطة. تتحدث كل شخصية عما تعرضت له من تحقيقات عنيفة وغير عادلة تركت آثارها النفسية والجسدية على كل منهم، لكنهم في الآن ذاته لم يرغبوا في تحقيق الانتقام بشكل عشوائي كما فعل النظام معهم. وربما كان ذلك أحد عيوب الفيلم أيضًا إذ بدا السيناريو في بعض الأحيانًا مدفوعًا بشكل واضح نحو إكمال الرحلة وإضافة المزيد من الشخصيات، مما جعل هناك بعض التكرار خاصة في الفصل الثاني من الفيلم، وكان العيب الآخر هو النهاية التي كانت الأداء فيها مسرحيًا بعض الشيء، وخاصة مع تخلي المخرج عن الكوميديا والاتجاه إلى الميلودراما فجأة.

«حادث بسيط» من الأفلام التي يسهل الاستمتاع بها والغرق معها تمامًا، خاصة مع أداء الممثلين المميز. يستكمل عالم وأسلوب جعفر بناهي المعتاد وإن كان بالتأكيد ليس أفضل أفلامه.

 

####

 

«A Useful Ghost» يتوج بجائزة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي

هيثم مفيد

فاز فيلم الدراما الكوميديا «A Useful Ghost» للمخرج راتشابوم بونبونتشاك بالجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الرابعة والستين، والمقامة على هامش مهرجان كان السينمائي.

الفيلم، الذي تم اختياره من قبل لجنة تحكيم برئاسة رودريجو سوروجوين، تدور أحداثه في تايلاند، حول رجل يحزن على فقدان زوجته بسبب تلوث الغبار. يكتشف أنها عادت إلى الحياة في مكنسة كهربائية، مما يُجدد علاقتهما.

كما فاز الفيلم الوثائقي «Imago» بجائزة لجنة التحكيم. الفيلم من إخراج ديني عمر بيتساييف، ويحكي قصة رجل يعود إلى قريته التي وُلد فيها، على الجانب الآخر من الحدود الشيشانية، حيث تُدفن الخلافات القديمة والصراعات العائلية.

ذهبت جائزة النجم الصاعد التي تقدمها مؤسسة لويس رويدرير إلى فيلم «Nino» للمخرجة بولين لوكيس؛ بينما ذهبت جوائز الشركاء إلى فيلم «Left-Handed Girl» للمخرج شيه تشينج تسو، ومن إنتاج شون بيكر. كما توجت المخرجة المغربية راندا معروفي بجائزة أفضل فيلم قصير عن فيلمها «المينة».

جوائز أسبوع النقاد 2025:

الجائزة الكبرى

·        A Useful Ghost – راتشابوم بونبونتشاك

جائزة لجنة التحكيم

·        Imago – ديني عمر بيتساييف

جائزة النجم الصاعد

·        Nino – بولين لوكيس

جائزة الفيلم القصير

·        المينة” – رندا معروفي

جوائز الشركاء

جائزة SACD

·        Sleepless City –  غييرمو جالوي، وفيكتور ألونسو بيربل

جائزة +Canal

·        Erogenesis – إكساندرا بوبيسكو

 

####

 

«كعكة الرئيس».. كارت بوستال لعراق التسعينيات

محمد طارق

تحضر العراق هذا العام للمرة الأولى في كان بعد سنوات طوال من الغياب عن المهرجانات الدولية الكبرى، وفي حضورها يظهر أن أرشيف سنوات القمع لا يزال حاضرًا بقوة في قلب المشهد الفني العراقي، مُمليًا ميلاً سينمائيًا لاستعادة القصص المنسية وإعادة فحصها تحت عدسة الكاميرا

ضمن قسم الكانزان “نصف شهر المخرجين” في مهرجان كان، عُرض الفيلم الأول للمخرج العراقي حسن هادي الطويل، والذي حمل بالعربية اسم “مملكة القصب”، فيما عُنوِن بالإنجليزية باسم “كعكة الرئيس The president’s cake”.  

في تجربة رائعة، يأخذنا المخرج حسن هادي إلى زمن لم يُحك عنه كثيرًا في السينما، إذ يبدأ من منطقة مملكة القصب التي يتطلب الوصول إلى بيوتها استخدام السكان لقوارب صغيرة. وهناك نتعرف على الطفلة لميعة التي تعيش مع جدتها المسنة على جزيرة صغيرة من تلك الجزر، تجدف لميعة وجدتها أو حتى لميعة وحدها لتصلا إلى عملهما في الحقول، أو لتصل لميعة إلى مدرستها.

اختار المخرج أن يستدعي أجواء الثمانينات وألوانها في الصورة، لينقل المشاهد إلى جو شاعري مفعم بالحنين لزمن مضى، حنين سنكتشف مع متابعة أحداث الفيلم أنه حنين لذكريات كاذبة أو منقوصة، لكن هذا لا ينتقص من أثر التصوير السينمائي المذهل والصورة المشابهة للكارت بوستال القديم (بطاقة بريدية صغيرة أطرافها ذات دوران). نرى ذلك من خلال القوارب العابرة للنهر والنساء المتشحات بالسواد، كما نراه من خلال لحظة صفاء للميعة وصديقها المقرب سعيد بينما يتبادلان أطراف الحديث عن بغداد البعيدة ومدينة الملاهي الكبيرة بها. يخبرها سعيد أن تلك الملاهي تحتوي أكبر لعبة تنين رآها في حياته، فتتشوق هي لزيارة بغداد.

تتجلى ملامح شخصية لميعة من المشاهد الأولى، طفلة ذات وجه بريء حالم وشخصية قوية عنيدة، محبة لجدتها وتحلم بعيش حياتها في أمان وسلام. على الجانب الآخر يبدو سعيد ذو شخصية خيالها واسع، يرى العالم بشكل مختلف عن واقعه، مفتون بلميعة، وتعيده هي بدورها إلى أرض الواقع كلما شطح بخياله

يعكر صفو تلك الأجواء ذهابهما إلى المدرسة، فيشاركان في قرعة إجبارية، مفادها اختيار التلاميذ الذين سيقومون بتحضير كعكة لكل الفصل للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس صدام حسين، وإن رفض أحدهم أو حتى قال إنه لا يقدر على ذلك ماديًا، فسيكون جزاء ذلك عقاب مرير للطفل وللأسرة كلها. يقع الاختيار على لميعة لصناعة الكعكة وعلى سعيد لإحضار الفواكه. منذ البداية يؤسس هادي لمنطق عالم الفيلم: عليك أن تدفع دائمًا للحصول على أي شيء، حتى وإن كان ذلك الشيء هو النجاة بحياتك

الفترة التي يحكي عنها فيلم هادي، كان العراق يمر بضائقة مادية كبيرة جراء الحصار التالي على هجوم العراق على الكويت ومحاولة احتلالها الفاشلة في مطلع التسعينيات، ولذا أصبحت مهمة لميعة التي وقع عليها الاختيار لصنع الكعكة، أشبه بالمهمة المستحيلة.

تخبر لميعة جدتها بما جرى في الفصل، فتطلب منها جدتها كتابة مكونات الكعكة، ومع كل مكون تردد ما يعبر عنه ذلك المكون: البيض للثمر (الخصوبة) والسكر لتحلية الحياة. من تلك التفاصيل يخلق المخرج عالمًا شاعريًا سحريًا ربما يشبه عالم أليس في بلاد العجائبـ، فرغم قسوته، فهو عالم مرئي من خلال أعين طفلة صغيرة لم تر حتى مدينة بغداد أو ربما لم تر أي مدينة في حياتها على الإطلاق

يعزز سحرية ذلك العالم، تصميم كل شيء في الفيلم، فبقدر ما أن الفيلم واقعي؛ إلا أن ألوانه التي تستدعي أجواء عراق التسعينيات تستعير نظرة الأطفال للعالم، فكل شيء كبير ومخيف ومبهر في الوقت ذاته، إضافة إلى المظهر النوستالجي لألوان الفيلم المشابهة لأفلام الثمانينات وأفلام الخام. أضف إلى ذلك تصميم المناظر والأشياء وبينها السيارة التي تذهب بها لميعة وجدتها إلى بغداد فهي سيارة مرسيدس يملكها ساعي البريد المهم، لكنه أيضًا يزينها لعرس لأحد أقاربه.

في بغداد، تحاول جدة لميعة أملًا في إنقاذها أن تمنحها لأسرة غنية، وهو إنقاذ مزدوج من عقاب المدرسة ومن الحياة الرثة التي تعيشها الطفلة مع الجدة. تدرك لميعة بفطنتها الأمر وتهرب هائمة في شوارع بغداد وفي عقلها هدف واحد: إيجاد مكونات الكعكة للبقاء مع جدتها، وينضم إليها سعيد في تلك الرحلة التي تجري في اليوم السابق للاحتفال الكبير بعيد ميلاد الرئيس، فيبدو يومهما كما لو أننا نتابع رحلة أوديسة كبيرة يبحث فيها الطفلان معدومي الخبرة عن مكونات يصعب إيجادها في بلد تم إفقاره تمامًا.

يستمر ذات منطق الأستاذ، وهو منطق السلطة كلها في الظهور، عندما يبحث الطفلان عن أي مكون، فمقابل كل مكون لا بد لهما من القيام بمهمة ما لأخذ ما يطلبونه، أو إعطاء شيء في المقابل، وينجح هادي في نقل إحساس مدى صعوبة المهمة مستخدمًا المدينة ذاتها كمتاهة كبيرة للطفلين

يُذكرنا الفيلم نوعًا ما بفيلم “الأبدية ويوم Eternity and a day” لثيو أنجيلوبولس. في هذا النوع من الأفلام، يبحث الأطفال عن شيء ظاهري، لكن بحثهم يقودهم إلى شيء أعمق، اكتشاف لحقيقة الحياة وربما نهاية فترة الطفولة بأكملها

على المستوى البصري، يذكر الفيلم بالعديد من الأفلام الإيرانية أيضًا، وخاصة أعمال عباس كايرستامي، ما يجعل من الفيلم أقرب لقصيدة بصرية لحكاية عذبة ومرة في الوقت ذاته.

إجمالًا، يمكن القول بأن “كعكة الرئيس” هو ليس فقط أفضل فيلم عربي مشارك في مهرجان كان هذا العام، بل وواحد من أفضل الأفلام الموجودة في جميع الأقسام تقريبًا. عمل أول مذهل، يشبه في إحكام صناعته وطريقة سرده أفلام أساتذة سينمائيين كبار، ويحكي قصة عن زمن سمعنا عنه الكثير، لكن لم تتح لنا الفرصة لمشاهدته على الشاشة.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

22.05.2025

 
 
 
 
 

«كان يا ما كان».. غزة تعيش الحياة!

طارق الشناوي

هذا الشريط انتهى مخرجاه التوأم طرزان وعرب (سليمان) من تصويره قبل المذبحة الإسرائيلية، 7 أكتوبر، فى غزة، بأربع وعشرين ساعة فقط، لم يعيدا النظر فى الشريط، قررا المقاومة باستكمال كل التفاصيل، المونتاج والمؤثرات والموسيقى، إسرائيل هدفها موت الفلسطينيين، تريدهم أن يعيشوا الموت.. (كان ياما كان فى غزة) فيلم يعلى من قيمة الحياة، إنه السلاح الباتر الذى حقًا يخيف إسرائيل.

هذا الفيلم يحمل نظرة واقعية للشخصية الفلسطينية، بين كل الأفلام التى تتناول المقاومة، تعودنا فى أغلب المعالجات على تقديم شخصية المناضل المثالى المضحى الذى يدفع حياته ببساطة ثمنًا لحرية وطنه، الجمهور طرف فى الحكاية، الناس بقدر ما تستهجن الإفراط فى المثالية، بقدر ما يصفقون لها مع نهاية العرض، ورغم ذلك ينقص تلك الأفلام شىء عميق، وهو الإحساس بالإنسان.

صوت غزة والقضية الفلسطينية كان لها حضورها فى المهرجان، حتى قبل أن تبدأ الفعاليات المصورة الشهيدة فاطمة حسونة هى العنوان، النضال بالكاميرا سلاح لا يقهر.

فلسطين حاضرة دائمًا فى (كان)، عديد من المرات السابقة شاهدت الحضور الفلسطينى الطاغى بإبداع، بتوقيع مخرجين كبار، عبر كل الأزمنة، منهم من يعيش فى غزة أو رام الله، وبعضهم فى إسرائيل، من الجيلين الثانى والثالث الذين تمسكوا بالأرض، وأمسكوا بالكاميرا ودافعوا عن الوطن، حتى لو كان بعضهم مجبرًا على حمل جواز سفر إسرائيلى.

عندما يعلو صوت فلسطينى من على مسرح قاعة (دى بو سى)، وفيلمه يعرض منافسًا على الجوائز فى قسم (نظرة ما) نشعر بفخر، وهكذا رأيت الأخوين التوأم طرزان وعرب (ناصر)، يمسكان بأمضى الأسلحة، لأن ذخيرتهما لا تنفد.

الفيلم يتناول الإنسان الفلسطينى بهامش من الأخطاء، هناك بين الشخصيات من يتاجر فى المواد المخدرة، ونتابع أيضًا فسادًا أشار إليه الفيلم داخل جهاز الشرطة، ويعلو فى نفس اللحظة صوت المقاومة لمواجهة الانحراف.

كل الدول لا تخلو من هامش فساد، قوة الشعوب ومعدنها الأصيل تراهما فى تلك المساحة، وهو مقاومة الفساد. قالت لى إحدى الناقدات فى (كان)، وهى تتحدث عن الفيلم: أخشى أن يصبح الشريط أداة لضرب المقاومة والنيل منها، لأنهم فاسدون، وينسحب ذلك حتى على نضالهم؟.

قلت: التعاطف مع القضية الفلسطينية لم ينل منه أبدًا تلك اللمحات، بل زادتنا قناعة، رغم تعدد دول الإنتاج، الذى شاركت فيه فلسطين والأردن وفرنسا وقطر وألمانيا، إلا أنه ظل معبرًا عن فلسطين.

العالم كله يشهد فسادًا، والفارق أن روح المقاومة عندما تستيقظ تبدأ من الداخل، وهذا هو بالضبط ما حرص عليه الأخوان طرزان وعرب. عندما نخاطب العالم علينا أن نمرر أفكارنا ونحن نهمس، الصوت الصاخب لا يسمعه أحد.

المخرجان تعوّدا على تقديم الحكاية البسيطة، مثل فيلمهما السابق (غزة مونامور) «غزة حبيبتى»، دائمًا المواطن هو البطل، المناضل من يواجه، لا من يضع وجهه فى الرمال الناعمة ويده فى الماء البارد.

المهرجانات أو أغلبها تتعاطف مع أهل غزة، (الميديا) لعبت دورها عن طريق الوثائق المصورة، ووصلت الرسالة.

الأخوان طرزان وعرب لهما أسلوب مميز، تستطيع أن تلخصه فى تلك العبارة (أن تروى كل شىء، وكأنك لا تروى أى شىء).

إنهما امتداد صحى وصحيح لأسماء مخرجين كبار، أمثال ميشيل خليفى وإيليا سليمان وهانى أبو أسعد ورشيد مشهراوى، وان مارى جاسر وعماد برناط والقائمة طويلة، حملوا القضية الفلسطينية فى قلوبهم، وقدموها للعالم بلغة سينمائية جمالية يفهمها ويتعاطف معها العالم.

 

####

 

كيف تغلبت ياسمين صبري

على التصميم الجريء لفستانها في مهرجان كان؟ (صور)

كتب: إيمان علي

خطفت الفنانة ياسمين صبري الأنظار خلال ظهورها على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، ولكن ليس فقط بجمالها وأناقتها المعتادة، بل أيضًا في تعديل تصميم فستانها الأصلي، لتظهر بإطلالة راقية متناسقة مع ذوقها.

الفستان من تصميم المصمم اللبناني جورج حبيقة، وجاء في النموذج الأصلي بلمسة جريئة، حيث يحتوي على شق عالٍ جدًا يصل للفخذ، مع كتف مكشوف بالكامل وانسيابية مفرطة في القماش الشفاف، لكن ياسمين قررت إجراء تعديلات واضحة على التصميم ليكون أكثر احتشامًا وأناقة، فاختارت أن تُغلق الشق الجانبي، وتُعدّل القصة لتُناسب حضور مهرجان عالمي بمستوى «كان»، دون أن تفقد الفستان جماله أو فخامته.

وقامت بتعديل موضع القماش المنسدل على الكتف ليغطي جزءًا من الذراع، مما أضفى على الإطلالة مزيدًا من التوازن والنعومة.

 

####

 

بعد تصدرها التريند بسبب ظهورها في مهرجان كان..

من هي سمية الألفي؟

كتب: إيمان علي

تصدرت الفنانة الشابة سمية الألفي محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعد أن أعلنت عن حملها الأول أثناء ظهورها على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2025.

إطلالة سمية الالفي في مهرجان كان

خلال مشاركتها في العرض العالمي الأول لفيلم The Phoenician Scheme، تألقت سمية بفستان أنيق جمع بين البساطة والفخامة، من تصميم المصمم حسن إدريس، مع لمسات جمالية من خبيرَي المكياج باتريك ومارسيل، ظهرت علامات الحمل بوضوح، مما أضفى على إطلالتها طابعًا خاصًا جذب عدسات المصورين.

سمية الألفي تتحدث عن حملها الأول

في لقاء مع ET بالعربي، كشفت سمية أنها في شهرها الثالث من الحمل، معبرة عن أمنيتها بأن تكون المولودة فتاة لتسميها «مُهى» تيمنًا بوالدتها، وإن كان صبيًا فستسميه «ألفي» على اسم والدها، وصفت تجربة الحمل بأنها «صعبة جدًا»، مشيرة إلى أنها تخطط لأخذ استراحة بعد المهرجان للتفرغ لصحتها.

نبذة عن سمية الألفي

الاسم الكامل: سمية الألفي

العائلة: ابنة خال الفنان أحمد الفيشاوي، والدها أطلق عليها اسم «سمية» تيمنًا بشقيقته الفنانة الكبيرة سمية الألفي.

الحالة الاجتماعية: متزوجة من مصمم الرسوم ثلاثية الأبعاد محمد حازم.

أعمال سمية الالفى الفنية

مسلسلات: «لدينا أقوال أخرى»، «للحب فرصة أخيرة»، «أحلام سعيدة»، و«الكتيبة 101».

أفلام: «رهبة»، و«وردة»، من إخراج هادي الباجوري وتأليف محمد حفظي، وعرض على نتفليكس.

 

####

 

آيشواريا راي تخطف الأنظار في مهرجان كان

وترد على شائعات انفصالها (صور)

كتب: إيمان علي

لفتت النجمة الهندية العالمية آيشواريا راي باتشان الأنظار بإطلالتها الساحرة على السجادة الحمراء ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي 2025، حيث اختارت أن تمزج بين الأناقة العالمية والتقاليد الهندية الأصيلة.

وظهرت ايشواريا مرتدية الساري الهندي الأبيض المطرز بخيوط ذهبية ناعمة، مع لمسات من المجوهرات الفاخرة، وحرصت على وضع «السندور» الأحمر على جبينها، وهو تقليد هندي ترمز به النساء المتزوجات إلى استمرار حياتهن الزوجية.

واعتبر البعض هذه الإطلالة بمثابة رد غير مباشر على الشائعات الأخيرة التي طالت علاقتها بزوجها النجم أبهيشيك باتشان، مؤكدة من خلالها تمسكها بجذورها وحياتها العائلية.

 

المصري اليوم في

22.05.2025

 
 
 
 
 

ياسمين صبرى فى العرض الخاص

لفيلم the history of sound بمهرجان كان السينمائى

كتب آسر أحمد

حضرت النجمة ياسمين صبري، العرض الخاص لفيلم the history of sound فى مهرجان كان السينمائى فى دورته الحالية، حيث التقطت صورا خلال مشاركتها على السجادة الحمراء لصالة العرض الخاص.

‎وفى سياق متصل، شهد عرض الفيلم المصرى "عائشة لا تستطيع الطيران" ضمن عروض مسابقة نظرة ما، احتفاء كبيرا من صناع السينما المصرية والعربية والعالمية ممن حضروا عرض الفيلم فى مهرجان كان السينمائي، حيث وقفت الطوابير أمام بوابة عرض الفيلم انتظارا لعرض العمل، فيما ألقى المخرج المصرى مراد مصطفى كلمة قبل العرض الأول لفيلمه عائشة لا تستطيع الطيران فى مسابقة نظرة ما فى الدورة الحالية لمهرجان كان السينمائى.

وقال مراد مصطفى: "أنا فخور جدا أننى أنتمنى لصناعة السينما فى مصر، أنا لم أتعلم سينما، أنا عملت كـ مساعد مخرج، وطوال الوقت الاكتساب اللى اكتسبته فى المهنة كان من صناعة السينما المصرية، ولهذا السبب أنا مدين للصناعة دى طول حياتى".

وتابع مصطفى قائلا: "ثانيا أوجه الشكر لكل فريق عمل فيلم عائشة لا تستطيع الطيران، وأنا فخور بجودى وفخور بوجود فيلم مصرى فى الاختيارات الرسمية".

فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" تدور أحداثه حول قصة عائشة، وهى مهاجرة أفريقية فى العشرينات من عمرها تعيش فى القاهرة، ويتناول الفيلم رحلتها ضمن المهاجرين الأفارقة، والتوترات التى تواجهها فى مجال عملها بالرعاية الصحية.

ويشارك فى بطولة الفيلم كل من بوليانا سيمون، زياد ظاظا، عماد غنيم، وممدوح صالح، وهو من إنتاج سوسن يوسف.

وسبق وشارك مراد مصطفى بفيلمه "عيسى" الذى عرض عالمياً فى مهرجان كان السينمائى الدولى فى مسابقة أسبوع النقاد فى دورة 2023، كما حصل على جائزتين ضمن 30 جائزة فاز بها بعد ذلك خلال مسيرته بالمشاركة فى 90 مهرجانا دوليا حتى الآن، بالإضافة إلى أن الفيلم شارك فى مهرجانات سينمائية كبرى أخرى.

 

####

 

كيفن سبيسي من مهرجان كان السينمائى:

التاريخ يتكرر غالبا مع الجميع

لميس محمد

ألقى النجم العالمى كيفن سبيسي كلمة عند استلامه جائزة من حفل "صندوق عالم أفضل"، حيث تسلم جائزة التميز في السينما والتليفزيون.

أقيم الحفل في فندق كارلتون في كان، الذي يستضيف حاليًا الدورة الثامنة والسبعين من مهرجانه السينمائي المرموق، على الرغم من أن الحفل ليس مرتبطًا ارتباطًا مباشرًا بالمهرجان.

وقارن سبيسى خلالها تجربته الشخصية في الاستبعاد من هوليوود بتجربة كاتب السيناريو دالتون ترامبو، المدرج على القائمة السوداء، في خمسينيات القرن الماضي، وشكر مدير أعماله، إيفان لوينشتاين، على دعمه المستمر.

وقال سبيسي: "لقد تعلمت الكثير من التاريخ - فهو غالبًا ما يتكرر، وكانت القائمة السوداء فترة عصيبة في تاريخنا يجب أن نتذكرها حتى لا تتكرر أبدًا".

واختتم حديثه مقتبسًا من إلتون جون قائلًا: "كما قال صديقي إلتون جون ذات مرة، والسبب الذي يجعل هذا الأمر يعني لي الكثير هو أنني ما زلت صامدًا، ما زلت صامدًا".

وأثناء سيره على السجادة الحمراء، صرّح سبيسي: "أشعر بأنني محاطٌ بالكثير من المودة والحب، لقد تواصلتُ مع العديد من أصدقائي وزملائي وزملائي في التمثيل خلال الأسبوع الماضي منذ الإعلان عن هذه الجائزة، أشعر بأنني محاطٌ بالدعم، ومن دواعي سروري العودة."

وعندما سأله أحد المراسلين إن كانت هذه بداية عودة سبيسي إلى التمثيل، أجاب الممثل: "حسنًا، أنا سعيدٌ بالعمل، وسأعلن عن ذلك قريبا".

 

####

 

إشادات نقدية للفيلم المصرى

عائشة لا تستطيع الطيران فى مهرجان كان

كتب بهاء نبيل

بعد العرض العالمى الأول المميز فى مهرجان كان السينمائى الثامن والسبعين ضمن قسم نظرة ما، يحظى فيلم عائشة لا تستطيع الطيران للمخرج المصرى مراد مصطفى بإشادة نقدية واسعة النطاق من نقاد السينما الدوليين والجمهور على حد سواء.

شهد الفيلم إقبالًا شديدًا على عرضه، ونال تصفيقًا حارًا في عرضه، وهو الآن يحظى بإشادة واسعة باعتباره أول فيلم روائي مؤثر وملفت للنظر لمخرجه معززًا لمكانة مصطفى كواحد من أهم الأصوات في السينما العربية المعاصرة.

أشاد النقاد بالعمق العاطفي للفيلم، وبمضمونه السياسي، والأداءات اللافتة. كتب الناقد المصري أحمد شوقي عن أهمية الفيلم في المشهد السينمائي المصري "في الزمن الذي صار صناع الأفلام المصريين فيه يمارسون على أنفسهم أكبر قدر ممكن من الرقابة الذاتية، خوفًا من المنع تارة ومن مقصلة الجماهير تارة أخرى، جاء فنان شاب ليُخل بذلك التوازن الآمن السقيم ويُلقي حجرًا في المياه الراكدة، حجرًا دمويًا عنيفًا اسمه عائشة لا تستطيع الطيران".

كما وصف آلان هانتر من سكرين ديلي الفيلم بأنه "دراما إنسانية مشوقة تُركّز على معاناة الضعفاء العالقين في عالم يسعى لاستغلالهم"، مشبهًا إياه بفيلم City of God لما يحمله من تصوير واقعي صارخ لوجه القاهرة الخفي، ولما يمنحه من "إحساس بمنطقة خارجة عن القانون"، كما أثنى على براعة مصطفى في نسج سردية سياسية أوسع ضمن خلفية الفيلم، من خلال "نشرات الأخبار التي تظهر في الخلفية وحروب العصابات المستمرة".

وأشادت سارة كليمنتس من Next best Picture بأداء بطلة الفيلم، بوليانا سيمون، واصفة إياه بأنه "أداء آسر"، مشيرة إلى أن "تعبيرات عينيها وحدها كافية لنقل كل ما تمر به، حتى أن الفيلم يمكن أن يكون صامتًا وسنفهم كل شىء رغم ذلك".

كما سلّطت كليمنتس الضوء على أسلوب مصطفى الإخراجي الفريد، قائلة: "يمزج مصطفى بين الواقعية السحرية والطابع الطبيعي والعناصر الخيالية، ليحوّل معاناة عائشة الصامتة إلى شيء أقرب إلى الأسطورة"، ووصفت الفيلم بأنه "عاصفة هادئة – مرثية بطيئة الإيقاع لا تكلّ، مكرّسة للنساء اللاتي يعشن على الهامش ويمشين بيننا دون أن نراهن".

يمثل نجاح الفيلم في مهرجان كان محطة فارقة للسينما المصرية، كونه أول فيلم مصري يُختار لقسم "نظرة ما" منذ فيلم اشتباك في عام 2016. وبفضل سرديته المؤثرة، ودعمه من إنتاجات دولية، وفريق عمل إبداعي من أصحاب الكفاءة، يُواصل فيلم عائشة لا تستطيع الطيران مسيرته المهرجانية بزخم ونجاح.

فيلم عائشة لا تستطيع الطيران إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا وألمانيا وتونس والسعودية وقطر والسودان، ويدور حول عائشة وهي شابة سودانية تبلغ من العمر 26 عامًا وتعمل في مجال الرعاية الصحية، تعيش في حيّ بقلب القاهرة، حيث تشهد التوتر بين زملائها المهاجرين الأفارقة وعصابات محلية. عالقة بين علاقة غامضة مع طباخ مصري شاب، وعصابة تبتزّها لتُبرم صفقة غير أخلاقية مقابل حمايتها، ومنزل جديد مُكلّفة بالعمل فيه. تُكافح عائشة للتغلّب على مخاوفها ومعاركها الخاسرة، مما يُؤدي إلى تقاطع أحلامها مع الواقع، ويقودها إلى طريق مسدود.

الفيلم من بطولة بوليانا سيمون إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا وعماد غنيم وممدوح صالح، ومونتاج محمد ممدوح، مع مدير التصوير السينمائي المصري مصطفى الكاشف الذي سبق له التعاون مع مراد في الفيلم القصير عيسى، وتصميم أزياء نيرة الدهشوري ومهندس صوت مصطفى شعبان، ومهندسة ديكور إيمان العلبي.

 

####

 

الجزائرى سفيان يدعم غزة

أثناء عرض Le Roi Soleil فى مهرجان كان

كتب علي الكشوطي

حرص الفنان الجزائرى الفرنسى سفيان على دعم غزة من خلال السجادة الحمراء لعرض Le Roi Soleil بمهرجان كان السينمائى، حيث ارتدى سفيان الشال الفلسطينى وكتب عليه الجزائر، قبل عرض فيلمه بالمهرجان.

وفي سياق مختلف حظى فيلم عائشة لا تستطيع الطيران للمخرج المصرى مراد مصطفى بإشادة نقدية واسعة النطاق من نقاد السينما الدوليين والجمهور على حد سواء.

شهد الفيلم إقبالًا شديدًا على عرضه، ونال تصفيقًا حارًا في عرضه، وهو الآن يحظى بإشادة واسعة باعتباره أول فيلم روائي مؤثر وملفت للنظر لمخرجه معززًا لمكانة مصطفى كواحد من أهم الأصوات في السينما العربية المعاصرة.

أشاد النقاد بالعمق العاطفي للفيلم، وبمضمونه السياسي، والأداءات اللافتة، كتب الناقد المصري أحمد شوقي عن أهمية الفيلم في المشهد السينمائي المصري "في الزمن الذي صار صناع الأفلام المصريين فيه يمارسون على أنفسهم أكبر قدر ممكن من الرقابة الذاتية، خوفًا من المنع تارة ومن مقصلة الجماهير تارة أخرى، جاء فنان شاب ليُخل بذلك التوازن الآمن السقيم ويُلقي حجرًا في المياه الراكدة، حجرًا دمويًا عنيفًا اسمه عائشة لا تستطيع الطيران".

كما وصف آلان هانتر من سكرين ديلي الفيلم بأنه "دراما إنسانية مشوقة تُركّز على معاناة الضعفاء العالقين في عالم يسعى لاستغلالهم"، مشبهًا إياه بفيلم City of God لما يحمله من تصوير واقعي صارخ لوجه القاهرة الخفي، ولما يمنحه من "إحساس بمنطقة خارجة عن القانون"، كما أثنى على براعة مصطفى في نسج سردية سياسية أوسع ضمن خلفية الفيلم، من خلال "نشرات الأخبار التي تظهر في الخلفية وحروب العصابات المستمرة".

وأشادت سارة كليمنتس من Next best Picture بأداء بطلة الفيلم، بوليانا سيمون، واصفة إياه بأنه "أداء آسر"، مشيرة إلى أن "تعبيرات عينيها وحدها كافية لنقل كل ما تمر به، حتى أن الفيلم يمكن أن يكون صامتًا وسنفهم كل شىء رغم ذلك".

كما سلّطت كليمنتس الضوء على أسلوب مصطفى الإخراجي الفريد، قائلة: "يمزج مصطفى بين الواقعية السحرية والطابع الطبيعي والعناصر الخيالية، ليحوّل معاناة عائشة الصامتة إلى شيء أقرب إلى الأسطورة"، ووصفت الفيلم بأنه "عاصفة هادئة – مرثية بطيئة الإيقاع لا تكلّ، مكرّسة للنساء اللاتي يعشن على الهامش ويمشين بيننا دون أن نراهن".

الفيلم من بطولة بوليانا سيمون إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا وعماد غنيم وممدوح صالح، ومونتاج محمد ممدوح، مع مدير التصوير السينمائي المصري مصطفى الكاشف الذي سبق له التعاون مع مراد في الفيلم القصير عيسى، وتصميم أزياء نيرة الدهشوري ومهندس صوت مصطفى شعبان، ومهندسة ديكور إيمان العلبي.

 

اليوم السابع المصرية في

22.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004