ملفات خاصة

 
 
 

المصريون هم أسياد السينما العربية

الحضور العربي في مهرجان كان السينمائي 2025

البلاد/ طارق البحار:

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

كان مهرجان كان السينمائي على قدم وساق في شهر مايو، حيث شهد مشاهير ومؤثرين من جميع أنحاء العالم ينزلون إلى ساحل جنوب فرنسا المشمس للانخراط في عالم السينما. تتمتع منطقة الشرق الأوسط بحضور قوي في المهرجان، من المحادثات إلى العشاء والنوافذ المنبثقة في صالات العرض وحلقات النقاش.

المصريون هم أسياد السينما العربية. تعود فترة عملهم في فن صناعة الأفلام إلى أواخر القرن التاسع عشر، خلال عصر الصور الصامتة. لذلك كان من المناسب أنه في يوم افتتاح المهرجان، مشاهدة الفنانات والفنانين المصريين بتألق كبير على السجادة الحمراء في كان، في حفل الافتتاح كان يتواجد عمرو منسي المؤسس المشارك لمهرجان الجونة السينمائي والذي قال: "تقدم السينما المصرية منظورا فريدا للسينما العالمية، لدينا تراث ثقافي غني، وقصصنا مليئة بعمق وتعقيد يتردد صداها لدى الجماهير في جميع أنحاء العالم. من الدراما إلى الكوميديا، والملاحم التاريخية إلى أفلام الحركة، تقدم السينما المصرية شيئا للجميع. في مهرجان الجونة السينمائي، رأينا عن كثب التأثير الذي يمكن أن يحدثه الفيلم على حياة الناس، ونحن متحمسون لمشاركة قصصنا مع العالم".

تواجدت في الحدث ايضا عارضة الأزياء ورائدة الأعمال اللبنانية جيسيكا قهواتي"أنا دائما متحمس جدا عندما أكون في كان. هذا هو عصر الشرق الأوسط والعالم العربي، حيث نشهد الكثير من التطورات، وأشعر أنه يخطو إلى نوع جديد من العصر الذهبي مع كل التطورات التي تحدث اجتماعيا وثقافيا وسينميا".

كما شاركت الممثلة الأردنية جوانا عريضة، المعروفة بدورها في مسلسل نتفلكس ”مدرسة الروابي للبنات“: “إلى عالم السينما، يجلب العرب لغتنا وموسيقانا وثقافتنا نحن نجلب الكثير من الألوان عبر تاريخنا، وحتى قصصنا مختلفة. من خلال مشاهدة السينما الخاصة بنا، فإنها تساعد الآخرين على فهم من نحن ومن أين أتينا، إنه لمن دواعي سروري أن أرى أنا وعرب آخرين، نمثل ثقافتنا هنا. إنه شعور لطيف. إنها أول سجادة حمراء لي في كان وأشعر بالفخر الشديد".

كما يحول سميح ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائي، وأحد رجال الأعمال البارزين في مصر، اهتمامه إلى صناعة الأفلام: "أعتقد أن السينما هي وسيلة جيدة لتحريك الأشياء في العالم. لذا إذا كانت لديك رسالة، فإن أسهل وأسرع وأفضل طريقة هي صنع فيلم عنها". يوضح ساويرس أنه يتعلم المزيد عن فن السينما منذ عام 2019 "اثنتان من تلك السنوات الماضية، كنت أتعلم على وجه التحديد كيفية الإنتاج والإخراج. لقد بدأت منذ عام ونصف وصنعت أول فيلم قصير لي، مدته 14 دقيقة. كان بها أخطاء، لكن آمل أن يكون للفيلمين القصيرين الثاني والثالث أخطاء أقل حتى أتمكن من صنع فيلم أطول ”.

كما سلطت حلقات النقاش الضوء على مصر كوجهة لتصوير الأفلام، حيث تم تصوير أفلام من "الموت على النيل" إلى "المتحولين" و"مالكولم إكس" في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. تحدث أحمد بدوي، العضو المنتدب للجنة المصرية للأفلام، عن الترويج لمصر لنفسها كأفضل موقع للأفلام، حيث تم تنفيذ 70 مشروعا في البلاد منذ إنشائها في عام 2019.

يقول المدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي عمرو منسي: "أنا سعيد بما تحققه السينما المصرية في مهرجان كان، جمعت المناقشات خبراء الصناعة وقادة الفكر لمناقشة مستقبل السينما العربية والإنتاج المشترك الدولي والمزيد. تم تمثيل المواهب المصرية بشكل جيد، حيث شاركت أمينة خليل في حلقة نقاش حول المرأة في السينما، كما حضر الحفل الممثلة الأسطورية يسرى والممثل الشهير حسين فهمي. وعرضت الأفلام المصرية في أقسام مختلفة، بما في ذلك Un Certain Regard و Aisha Can't Fly Away".

مهرجان كان السينمائي هو ملاذ لجميع الثقافات للالتقاء معا تحت حب السينما، والعرب يرفعون كراسيهم إلى طاولة السينما العالمية، مما يدل على أنه على الرغم من أن لديهم مكانا منذ فترة طويلة، إلا أنه عصر ذهبي لسرد قصصهم للجمهور العالمي بحسب موقع forbesmiddleeast.

 

####

 

مهرجان كان السينمائي

جعفر بناهي يعود بفيلم جريء عن الحرية والهوية

البلاد/ طارق البحار:

عاد المخرج الإيراني جعفر بناهي بقوة إلى مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78 لعام 2025، حيث شهد عرض فيلمه الجديد "حادث بسيط" (Un simple accident) تصفيقاً حاراً دام ثماني دقائق، مما يمثل عودة قوية للمخرج الإيراني المشهور.

يُعد هذا العرض أول ظهور شخصي لبناهي في مهرجان كان منذ عام 2003، بعد فترة طويلة من المنع من السفر والعمل السينمائي بسبب مواقفه السياسية. ورغم رفع الحظر عنه، لا يزال يعمل بسرية داخل إيران، متحدياً القيود المفروضة عليه.

فيلم "حادث بسيط" هو دراما نفسية مشوقة تبدأ بحادث بسيط—رجل يصدم كلباً بسيارته—لكنها تتطور إلى رحلة سريالية تستعرض الفساد والعنف المؤسسي في إيران. يلتقي الرجل بمالك ورشة يُدعى وحيد، الذي يعتقد أن الرجل هو الجلاد الذي عذّبه في السجن، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تستكشف مفاهيم العدالة والانتقام.

يُعرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان، ويُعتبر من أبرز الأعمال التي تتناول موضوعات الحرية والعدالة في المجتمعات المقيدة. يُذكر أن بناهي قد حصل سابقاً على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان عن فيلمه "ثلاثة وجوه" عام 2018.

تدور أحداث الفيلم حول رجل يُدعى إقبال، يقود سيارته ليلاً برفقة زوجته الحامل، عندما يصطدم بكلب، مما يؤدي إلى تعطل سيارته. يطلب المساعدة من ورشة يملكها وحيد، الذي يعتقد أن إقبال هو الضابط الذي عذّبه في السجن سابقًا. يبدأ وحيد في مراقبة إقبال ويختطفه، معتزمًا دفنه حيًا، لكنه يتردد في تنفيذ خطته. يستعين وحيد بعدة أشخاص آخرين تعرضوا للتعذيب من قبل نفس الضابط المزعوم، ويتنقلون معًا في سيارة فان، متسائلين عن هوية الرجل المحتجز وما إذا كان يستحق العقاب.

تم تصوير الفيلم بشكل سري دون الحصول على تصريح رسمي من السلطات الإيرانية، وهو ما يعكس تحدي بناهي للقيود المفروضة عليه. شارك في إنتاج الفيلم شركات من فرنسا ولوكسمبورغ، وتم الانتهاء من مرحلة ما بعد الإنتاج في فرنسا. من الجدير بالذكر أن بعض الممثلات في الفيلم لا يرتدين الحجاب، مما يُعد خرقًا للقوانين الإيرانية.

"حادث بسيط" هو شهادة على إصرار بناهي على التعبير الفني رغم التحديات، ويُعد إضافة قوية إلى رصيده السينمائي الذي يُعرف بجرأته في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية.

 

####

 

3 ساعات من الأكشن في فوكس سينيكو

شاهدت لكم: Mission: Impossible“ والنهاية مع توم كروز

البلاد/ طارق البحار:

ربما يكون من السهل جدا إرضائي عندما يتعلق الأمر بتوم كروز الذي يخاطر بحياته من أجل السينما وفي هذا العمر بالطبع.

العمل ببساطة مذهل في جميع النواحي الفنية والأكشن وبالرغم ربما من مدته الطويلة ”3 ساعات“، ومن المؤكد أن تسلسل مشهد الغواصة هو أحد أعنف الأشياء التي رأيتها على الإطلاق في السينما، ويُعد "The Final Reckoning" تتويجًا لسلسلة أفلام "Mission: Impossible"، حيث يقدم مزيجًا من الإثارة والتشويق، مع الحفاظ على العناصر التي جعلت السلسلة محبوبة لدى الجمهور على مدار العقود الماضية.

وفي احتفال عرضه في البحرين، قامت فوكس سينيكو بتقديم الفيلم في شاشة الايماكس العملاقة في احتفالية كبيرة، بحضور العديد من المشاهير وعشاق الأفلام في البحرين، حيث تم اعداد تجهيزات خاصة للفيلم الكبير من ديكور وموسيقى.

بدأت سلسلة أفلام "Mission: Impossible" مع النجم توم كروز عام 1996، حيث حقق الجزء الأول نجاحًا كبيرًا، مما ساهم في تعزيز مكانته في هوليوود. توالت الأجزاء بعد ذلك، مع تقديم كل جزء لمهام جديدة ومثيرة.

في الجزء الأخير، "Mission: Impossible – The Final Reckoning"، الذي صدر في 17 مايو 2025، يعود توم كروز بدور العميل إيثان هانت، ويشاركه البطولة هايلي أتويل، بوم كليمنتيف، ماريا جاريجا، وتراميل تيل مان. تدور أحداث الفيلم حول مهمة جديدة تتعلق ببرنامج ذكاء اصطناعي قوي يجب حمايته من الوقوع في الأيدي الخطأ.

يعد فيلم "Mission: Impossible – The Final Reckoning" الفصل الثامن والأخير من سلسلة "المهمة المستحيلة"، ويُعدّ تتويجًا لمسيرة إيثان هانت (توم كروز) كعميل في فريق المهمات المستحيلة (IMF). تدور أحداث الفيلم حول مواجهة هانت لتهديد غير مسبوق يتمثل في ذكاء اصطناعي يُعرف بـ"الكيان" (The Entity)، وهو نظام قادر على اختراق الأنظمة الرقمية والتلاعب بها، مما يهدد الأمن العالمي.

في هذا الجزء، ينطلق هانت وفريقه في سباق مع الزمن لتحديد موقع غواصة روسية غارقة تُدعى "سيفاستوبول"، والتي تحتوي على مفاتيح التحكم في "الكيان". تأخذهم المهمة إلى مواقع متنوعة، من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال المغطاة بالثلوج، حيث يواجهون تحديات جسدية وعاطفية غير مسبوقة.

من أبرز مشاهد الفيلم، قيام توم كروز بأداء مشهد خطير يتضمن التعلق بجناح طائرة أثناء تحليقها بسرعة 150 ميلًا في الساعة، وهو مشهد استغرق سنوات من التحضير والتنفيذ.

يُعدّ هذا الفيلم أكثر الأجزاء عاطفية في السلسلة، حيث يُجبر هانت على مواجهة ماضيه، بما في ذلك أعداء قدامى وقرارات سابقة، مما يضعه أمام تساؤلات حول ولائه ومبادئه. كما يتعمق الفيلم في استكشاف تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الأمن العالمي، مما يضيف بُعدًا فلسفيًا إلى الحبكة.

يشارك في البطولة مجموعة من النجوم، منهم هايلي أتويل في دور "غريس"، وسايمون بيغ في دور "بنجي"، وفينغ رامز في دور "لوثر"، بالإضافة إلى عودة فانيسا كيربي في دور "الأرملة البيضاء“. الفيلم من إخراج كريستوفر ماكويري، ويُعرض حاليا في شاشات فوكس سينيكو.

 

####

 

رغم الجدل

كيفن سبيسي يتلقى تحية حارة وجائزة في مهرجان كان

البلاد/ طارق البحار:

في مواجهة مزاعم جديدة بالاعتداء الجنسي في المملكة المتحدة، تم تكريم الممثل كيفن سبيسي في حفل خيري في كان، الذي يستضيف حالياً مهرجانها السينمائي المرموق.

أثار ظهور سبيسي الدهشة، لكنه قوبل بالترحيب الحار خلال جلسة التصوير. كما ذكرت وكالة فرانس برس، قال سبيسي لوسائل الإعلام قبل الحدث: "أشعر بأنني محاط بالكثير من المودة والحب. لقد سمعت من العديد من أصدقائي وزملائي والنجوم المشاركين في الأسبوع الماضي منذ الإعلان عن هذه الجائزة". وأضاف: "من الجيد جداً العودة".

عندما سُئل عما إذا كانت هذه بداية عودته، قال سبيسي: "أنا سعيد بالعمل، سأخبركم بذلك".

على الرغم من أن الحفل لا يرتبط بشكل مباشر بالمهرجان، فقد أقيم حفل "Better World Fund" في فندق كارلتون، أحد المواقع الرئيسية للمهرجان.

يدعم صندوق "عالم أفضل" السينما والفن في خدمة الإنسانية، مع التركيز على حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين والتعليم.

هذه هي أحدث جائزة لإنجاز العمر حصل عليها الرجل البالغ من العمر 65 عاماً، منذ أن خرجت مسيرته التمثيلية عن مسارها بسبب عدد من مزاعم ومحاكمات سوء السلوك الجنسي.

ومع ذلك، لا تزال هناك دعاوى مدنية معلقة ضده في لندن. في مقابلة حديثة، نفى سبيسي أي سلوك غير قانوني، قائلاً: "لا يمكنني ولن أتحمل المسؤولية أو أعتذر لأي شخص اختلق أشياء عني أو بالغ في قصصه عني".

في حفل التكريم، أشار سبيسي إلى تجربته مع "القائمة السوداء" في هوليوود، مشبهاً نفسه بكاتب السيناريو دالتون ترامبو، الذي تعرض للاضطهاد في خمسينيات القرن الماضي. أنهى خطابه باقتباس من أغنية إلتون جون "أنا ما زلت واقفاً"، في إشارة إلى رغبته في العودة إلى الساحة الفنية.

بالإضافة إلى حضوره الحفل، يروج سبيسي لفيلمه الجديد "الصحوة" (The Awakening) في مهرجان كان، في محاولة لإعادة إطلاق مسيرته الفنية.

 

####

 

في نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي

عرض ناجح للفيلم المصري عائشة لا تستطيع الطيران

البلاد/ مسافات

وسط إقبال شديد على حضور العرض، شهد فيلم الإثارة المصري المُرتقب عائشة لا تستطيع الطيران للمخرج مراد مصطفى اليوم عرضه العالمي الأول بالدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي العريق (13 - 24 مايو) بمسابقة "نظرة ما" حيث تزاحم الحضور والمشاهير والإعلاميين على عرض الفيلم في طوابير امتدت طويلًا رغم الأمطار.

تم استقبال الفيلم بحفاوة قبل العرض، كما اهتزت القاعة بتصفيق الجمهور بعد العرض. وحضر المخرج مراد مصطفى العرض الأول برفقة عدد من أفراد طاقم الفيلم، وأعرب عن امتنانه لتواجده في مهرجان كان مرة أخرى قبل عرض الفيلم، مؤكدًا أنه لم يكن ليصل إلى هنا كمخرج "لولا صناعة السينما المصرية"، وأنه "فخور جدًا بتمثيل مصر في الاختيار الرسمي لمهرجان كان هذا العام". كما شكر المنتجين المشاركين وطاقم العمل، وقدم "تحية خاصة" لمنتجة الفيلم وشريكته سوسن يوسف.

صعد على المسرح معه بطلي الفيلم، بوليانا سيمون وزياد ظاظا، بالإضافة إلى منتجة الفيلم سوسن يوسف، ومن المنتجين المشاركين درة بوشوشة، علاء كركوتي وماهر دياب، شريف فتحي، أحمد عامر، ومن طاقم العمل مدير التصوير مصطفى الكاشف والمونتير محمد ممدوح.

فيلم عائشة لا تستطيع الطيران إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا وألمانيا وتونس والسعودية وقطر والسودان، ويدور حول عائشة وهي شابة سودانية تبلغ من العمر 26 عامًا وتعمل في مجال الرعاية الصحية، تعيش في حيّ بقلب القاهرة، حيث تشهد التوتر بين زملائها المهاجرين الأفارقة وعصابات محلية. عالقة بين علاقة غامضة مع طباخ مصري شاب، وعصابة تبتزّها لتُبرم صفقة غير أخلاقية مقابل حمايتها، ومنزل جديد مُكلّفة بالعمل فيه. تُكافح عائشة للتغلّب على مخاوفها ومعاركها الخاسرة، مما يُؤدي إلى تقاطع أحلامها مع الواقع، ويقودها إلى طريق مسدود.

الفيلم من بطولة بوليانا سيمون إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا وعماد غنيم وممدوح صالح، ومونتاج محمد ممدوح، مع مدير التصوير السينمائي المصري مصطفى الكاشف الذي سبق له التعاون مع مراد في الفيلم القصير عيسى، وتصميم أزياء نيرة الدهشوري ومهندس صوت مصطفى شعبان، ومهندسة ديكور إيمان العلبي.

نال مشروع عائشة لا تستطيع الطيران منحًا ودعمًا من عدد من الجهات البارزة مثل مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق المورد الثقافي، ومهرجان الجونة السينمائي، وأكاديمية لوكارنو، وبرنامجي سينيفوداسيون ومصنع السينما في مهرجان كان، ومهرجان مونبلييه.كما فاز بالجائزة الكبرى من لودج البحر الأحمر، وبخمسة جوائز في مسابقة فاينال كات بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وعلى رأسهم جائزة الدعم الكبرى التي تُمنح لأفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج، وبعدها فاز بجائزة ورشات الأطلس الكبرى لمرحلة ما بعد الإنتاج ضمن فعاليات الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش والتي تقدر بـ25 ألف دولار أمريكي.

الفيلم من إنتاج شركة بونانزا فيلمز (سوسن يوسف)، بمشاركة شركة Nomadis Images التونسية (درة بوشوشة - لينا شعبان)، وShift Studios (شريف فتحي)، وشركة A. A. Films (أحمد عامر)، وشركة Cinewaves films (فيصل بالطيور) وشركة MAD Solutions (علاء كركوتي وماهر دياب) التي تتولى أيضا المبيعات الدولية للفيلم عبر MAD World، وMayana Films (مي عودة وزورانا موزيكيتش)، وCo-Origins (لورا نيكولوڤ). وشركة الصور العربية / Arabia Pictures (عبد الإله الأحمري) ومنتج مساهم أمجد أبو العلا.

يحظى الفيلم بأربعة عروض أخرى داخل المسابقة، بثلاثة عروض يوم الأربعاء 21 مايو، الساعة 1 ظهرًا - قاعة أنييس فاردا،  والساعة 1:30 ظهرًا بسينما سكرين X، والساعة 1:30 ظهرًا بقاعة ليكورن، ثم الخميس 22 مايو، الساعة 9:15 صباحًا - سينما سينيوم القاعة 3.

وتُعد هذه المشاركة الثانية للمخرج المصري بالمهرجان الذي استقبل فيلمه القصير "عيسى" بمسابقة أسبوع النقاد عام 2023، وأحدث مشاركة مصرية في المسابقة بعد 9 سنوات من مشاركة الفيلم المصري "اشتباك".

مراد مصطفى مخرج سينمائي مصري، ولد في القاهرة عام 1988. عمل كمساعد مخرج في صناعة السينما على مدار أكثر من عشر سنوات. مراد من خريجي مواهب برلين ومواهب ديربن وأكاديمية لوكارنو وسينيفوندسويون كان.

تم اختيار مراد عام 2023 من مجلة سكرين انترناشيونال ضمن نجوم الغد العرب وهي مبادرة لتكريم أهم المواهب العربية الصاعدة. وتم اختياره العام الماضى ضمن أهم 100 شخصية سينمائية في الشرق الأوسط والتي يصدرها سنويًا مركز السينما العربية. شارك مراد فى العديد من لجان التحكيم الدولية آخرهم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

كتب وأخرج أربعة أفلام قصيرة هم "حنة ورد" و"ما لا نعرفه عن مريم" و"خديجة" و"عيسى" حيث اختيرت جميعها في مهرجان كليرمون فيران السينمائي الدولي وهو أهم مهرجان سينمائي في العالم متخصص في الأفلام القصيرة. وعُرضت في أكثر من 400 مهرجان حول العالم وفازت بحوالي 150 جائزة محلية ودولية. اختير آخر أفلامه القصيرة  "عيسى" في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي حيث فاز بجائزة رايل الذهبية، كما شارك فى مهرجان لوكارنو السينمائي الدولى؛ بالإضافة إلى وصول الفيلم رسميًا للقائمة القصيرة لجوائز السيزار. 

حصل فيلمه الروائي الطويل الأول "عائشة لا تستطيع الطيران" على عدة منح وجوائز منها جائزة فاينال كت فى الدورة الـ 81 من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي ويقام عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة نظرة ما.

 

البلاد البحرينية في

21.05.2025

 
 
 
 
 

"سماء بلا أرض" لأريج السحيري.. النوايا الحسنة لا تكفي

محمد صبحي

تتميّز مشاكل الهجرة بتقلّبات وتحوّلات أكثر مما يُعرف ويُذكر في نشرات الأخبار. ففي أفريقيا، مثلاً، كما يروي فيلم "سماء بلا أرض" للتونسية أريج السحيري، الذي افتتح عروض مسابقة "نظرة ما"، في الدورة الـ78 لمهرجان "كانّ" السينمائي (13 ـ 24 مايو/أيار 2025)، ثمة توترات وعنصرية وصعوبات مرتبطة بالهجرة الداخلية داخل القارة السمراء نفسها. في هذه الحالة، يروي العمل الجديد لمخرجة فيلم "تحت الشجرة" قصة ثلاث نساء هاجرن إلى تونس من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. نساء سوداوات، بدينهن وعاداتهن وتصرّفاتهن المختلفة عن تلك المعتادة في البلد ذي الأغلبية المسلمة، يشعرن بأنهن في غير مكانهن، ويواجهن جميع أنواع الصعوبات ويحاولن إيجاد موطئ قدم لهن بأفضل ما يمكن. عادةً، دون جدوى.

ترتبط بطلات الفيلم ببعضهن البعض. ماري (آيسا مايغا) قسيسة إيفوارية وصحافية سابقة، تعيش في تونس منذ عشر سنوات، تنشط في مجال رعاية المهمشّين من المهاجرين الأفارقة، عبر كنيستها المستقلة التي يقصدها المهاجرون - ومعظمهم من النساء - للصلاة من أجل مصيرهم ومصير أحبّائهم وسط ظروف صعبة، وغالباً ما تكون قاسية. وكما يركّز الفيلم على فتاة نجت من غرق سفينة وتقيم مؤقتاً مع ماري، فإنه يتناول أيضاً نساءً بالغات أخريات تستقبلهن ماري في بيتها ويسعين منذ زمن طويل إلى أن يُرين ويُعترف بهن ويُؤخذن في الاعتبار في مجتمعٍ يهمّشهن أو يضطهدهن صراحةً.

ناني (ديبورا كريستيل ناني) هي الأكثر بروزاً بينهن جميعاً. بصوتها العالي اللافت، لا تحاول أن تمرّ مرور الكرام في بلدٍ تتكتّم نساؤه في ملبسهن وحديثهن، بل على العكس تماماً. وللنجاة في الغربة، تنخرط في أنشطة غير قانونية (تهريب مشروبات كحولية بمساعدة رجل تونسي)، لكنها لا تزال لا تجد ما يكفي من المال لإحضار ابنتها المراهقة من ساحل العاج، ومن ثمّ إلى أوروبا. ثالثهن جولي (ليتيتيا كاي)، طالبة هندسة في السنة الأخيرة، تحمل آمال عائلتها وتحلم بمستقبل كبير في الدراسة والهجرة للعمل، ويبدو أن عائلتها تملك المال، ما يسمح لها بالبقاء في تونس بأوراق رسمية وإقامة شرعية. لكن هذا لا يُسهّل عليها الأمور بالضرورة، فسيارات الأجرة لا تتوقف عند مناداتها، ويتحرّش بها الرجال في الشارع (كلاهما في الواقع، لأنهما صديقتان ويقضيان وقتاً طويلاً معاً)، وعندما تُداهم الشرطة منزلهما، تُعاني المعاناة نفسها التي تُعانيها أي مهاجرة أخرى.

يتتبّع فيلم السحيري النساء الثلاث معاً وبشكلٍ منفرد، حيث تُواجه كل منهن مشاكلها الخاصة، لكنهن في جميع الأحوال يقعن ضحية للعنصرية والتمييز على أساس الجنس والمشاعر المعادية للمهاجرين التي تُثقل كاهلهن وتمنعهن من المضي قدماً. والكنيسة غير التقليدية التي يرتدنها - تُقدم لهن دعماً روحياً ولكنها تأخذ منهن جزءاً من أموالهن - ليست بالضرورة المكان الذي يُحلّ كل شيء.

بحسب المخرجة، الدافع الرئيس وراء فكرة الفيلم هي الطريقة التونسية التي يُصنّف بها المهاجرين من كوت ديفوار ونيجيريا ومالي والكونغو في تونس على أنهم "أفارقة"، متناسين كونهم كتونسيين جزء من هذه القارة. "أردتُ قلب هذا المنظور ورؤية كيف ينظرون هم إلى تونس. أردتُ أيضاً النظر إلى الهجرة من منظور مختلف. في كثير من الأحيان، تُروى فقط من منظور الهجرة الكبرى إلى أوروبا. مع ذلك، في الواقع، أكثر من 80% من الهجرات تتم داخل القارة الأفريقية. اخترتُ تسليط الضوء على هذه الحقيقة من خلال نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، بكل تفاصيلهن".

في ثاني أفلامها الروائية الطويلة لا تبتعد السحيري، القادمة من عالم السينما التسجيلية، عن الجذور الواقعية والبيئات الأقل استكشافاً، في سيناريو (شاركت في تأليفه مع آنا سينيك ومليكة سيسيل اللواتي) مستوحى من أحداث حقيقية وقعت في تونس خلال السنوات الأخيرة، عندما استُهدف المهاجرون من جنوب الصحراء الكبرى بعنف في وسائل الإعلام وفي الشوارع. وقد أجّج الخطاب السياسي الملتهب موجة من العداء، أدّت إلى اعتقالات تعسفية وطرد. يستكشف الفيلم التوتر والتآزر اللذين ينشآن في أوقات الأزمات. تقول السحيري: "أكثر ما يثير اهتمامي هو تجاوز الصورة النمطية للمهاجرين عبر خلق شخصيات تبدو حقيقية، معقّدة، وغير متوقعة، وقادرة على تحدّي الجمهور".

 إلى ذلك، "سماء بلا أرض" فيلم دقيق، صائب سياسياً، ويجسّد اللحظة الراهنة إلى حدٍّ كبير، بطريقة قد تبدو مدروسة بعض الشيء. حسّاس، لكنه لا يرقى إلى مستوى العمل الأول اللافت للمخرجة. ورغم أنه فيلم حسن النية ومثير للاهتمام، يركّز على صراعٍ غير معروفة خصوصياته على نطاق واسع، إلا أنه يعاني نزعة أكاديمية مهرجانية، أقرب إلى "المناسبة" منه إلى الإلحاح، وأكثر اعتدالاً منه إلى العمق السياسي. إنه فيلم إنساني ومتعاطف، ملتزم بشخصياته، ومعاناتهم الكثيرة وأفراحهم الصغيرة، وهي مشاعر ينجح في تصويرها، لكنه لا يترك انطباعاً عميقاً.

(*) أريج السحيري مخرجة ومنتجة وصحافية سابقة فرنسية تونسية، تجمع أعمالها بين الواقعية الوثائقية والسينما السردية. بدأت مسيرتها السينمائية بالفيلم التسجيلي "عالسكّة" (2018) الذي نال استحسان النقاد، وجسّد المصاعب اليومية لعمال السكك الحديدية التونسيين الذي كان والدها أحدهم. في 2022 كتبت وأخرجت وأنتجت أول أفلامها الروائية الطويلة، "تحت الشجرة"، بورتريه حميمي للشباب والعمل ولحظات عابرة من التواصل في بساتين التين الريفية. عُرض الفيلم في أسبوعي المخرجين الرابع والخمسين بمهرجان كان السينمائي، واختير لتمثيل تونس في جوائز الأوسكار لعام 2023. إلى جانب عملها السينمائي، تُعد سحيري مناصرة نشطة لحرية التعبير ومحو الأمية الإعلامية وتمكين صانعات الأفلام في العالم العربي والشتات.

 

المدن الإلكترونية في

21.05.2025

 
 
 
 
 

المخرج الإيراني جعفر بناهي في كان بعد 15 عاماً.. بحثاً عن الهوية والحرية

شارك بتقديم فيلمه الجديد "مجرد حادث" برفقة سكارليت جوهانسون إحدى نجمات المهرجان

كان (فرنسا): سعد المسعودي

تمكن المخرج الإيراني جعفر بناهي من المشاركة شخصيا في مهرجان كان، للمرة الأولى منذ 15 عاما، لتقديم فيلمه الجديد "مجرد حادث"، "It Was Just an Accident" الزاخر بالانتقادات للسلطات في طهران.

ويُعد هذا العرض أول ظهور شخصي لبناهي في مهرجان كان منذ العام 2003 بعد فترة طويلة من المنع من السفر والعمل السينمائي بسبب مواقفه السياسية ورغم رفع الحظر عنه..

إلا أن القيود المفروضة عليه تدفعه متحديا للعمل بسرية داخل إيران.. ومنذ إدانته في عام 2010 بتهمة "الدعاية ضد النظام"، لم يتمكن من حضور أي من هذه الأحداث السينمائية الدولية.

ولا أحد يعلم المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد عرض هذا الفيلم الروائي الحادي عشر الذي يهاجمها بشكل مباشر وينتقد الإجراءات التعسفية المرتكبة من قبل قوات الأمن.

وقد حملت خطوات بناهي (64 عاما) وفريقه على السجادة الحمراء رمزية كبيرة، نظرا لكون المخرج أحد ألمع الأسماء في السينما الإيرانية. وقد اعتاد السينمائي المعروف خصوصا بفيلمي "تاكسي طهران" و"ثلاثة وجوه"، رؤية أعماله تفوز بجوائز في أكبر المهرجانات، لكنه قلّما كان يطلّ أمام الجمهور على السجادة الحمراء.

قصة الفيلم

فيلم "مجرد حادث" يتناول "قصة رجل اختطفه سجناء سابقون لاقتناعهم بأنه كان يعذّبهم في السجن.. ويقدّم فرصة للتأمل في مبدأ العدالة والانتقام في مواجهة التعسف.

هذا الرجل يدعى إقبال، يقود سيارته ليلا برفقة زوجته الحامل، وأثناء سياقته المحفوفة بالمخاطر يصطدم بكلب وسط الطريق، ما يؤدي إلى تعطل سيارته، ويطلب المساعدة من ورشة يملكها وحيد، الذي يعتقد أن إقبال هو الضابط الذي عّذبه في السجن سابًقا.

يبدأ وحيد في مراقبة إقبال ويختطفه، معتزماً دفنه حياً، لكنه يتردد في تنفيذ خطته ويستعين بعدة أشخاص تعرضوا للتعذيب من قبل نفس الضابط المزعوم، ويتنقلون معا في سيارة فان، متسائلين عن هوية الرجل المحتجز وما إذا كان يستحق العقاب.

سرية التصوير

تم تصوير الفيلم بشكل سري دون الحصول على تصريح رسمي من السلطات الإيرانية، وهو ما يعكس تحدي بناهي للقيود المفروضة عليه في "فيلم حادث بسيط"، والفيلم شهادة على إصرار بناهي على التعبير الفني رغم التحديات.. ويعد إضافة قوية إلى رصيده السينمائي الذي يعرف بجرأته في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية.

وقال بناهي في مؤتمره الصحفي "الأهم هو أن الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأني حيّ ما دمت أصنع أفلاما. إن لم أصنع أفلاما، فلن يُهمني ما يحدث لي بعد الآن".

البحث عن الحرية

وعلى غرار رسولوف، اختار بناهي العمل في الخفاء. وفي تحد للقانون الإيراني، ظهرت العديد من الممثلات في أعماله بشعر مكشوف، كما حدث أخيرا في فيلم "كعكتي المفضلة" للمخرجين مريم مقدم وبهتاش صناعيها اللذين اختير عملهما للمشاركة في مهرجان برلين العام الماضي ثم حُكم عليهما بالسجن مع وقف التنفيذ في إيران بتهمة "الدعاية ضد النظام والترويج للفحشاء".

الفيلم مرشح لإحدى جوائز المهرجان

وبهذا الفيلم، يصبح بناهي الذي سُجن مرتين في بلاده، مرشحا قويا لنيل جائزة السعفة الذهبية التي تمنحها السبت المقبل لجنة التحكيم برئاسة جولييت بينوش. وكانت الممثلة الفرنسية المعروفة بالتزامها من الداعمين الدائمين لجعفر بناهي.

 

####

 

عرض مؤثر للفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" خلال مهرجان كان

استُقبل الفيلم من قبل جمهور مهرجان كان السينمائي بالتصفيق الحار وتعالت الأصوات وهي تهتف لغزة، بينما انهارت دموع الحاضرين الذين امتلأت بهم صالة العرض

فرنسا/ العربية.نت

عُرض خلال مهرجان كان السينمائي فيلم بعنوان "كان يا ما كان في غزة"، للأخوين عرب وناصر طرزان، وهو عمل يروي قصة شاب يدعى يحيى يأس من حياته فدخل في عالم تجارة المخدرات لتنقلب حياته إلى جحيم.

صوّرت أحداث هذا الفيلم، التي تدور في عام 2007، في قطاع غزة وأماكن أخرى.

ويروي الفيلم قصة الشاب يحيى الذي يكوّن صداقة مع رجل يدعى أسامة، وهو صاحب مطعم ذو كاريزما كبيرة، فيبدآن معاً في بيع المخدرات أثناء توصيل ساندويتشات الفلافل، لكن سرعان ما يُجبران على مواجهة شرطي فاسد يبدأ بابتزازهما.

واختار المخرج، عرب ناصر، أن يتعمق في قصة هذه الشخصيات عام 2007، بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، وهو الأمر الذي وصفه بـ"التحول القاتل" وبـ"بداية مرحلة سوداء من العزلة والحروب والعقاب الجماعي"، بحسب تعبيره.

عُرض هذا الفيلم في الأسبوع الثاني من مهرجان كان السينمائي ضمن المسابقة الرئيسية الثانية "نظرة ما".

وقد استُقبل الفيلم من قبل جمهور مهرجان كان السينمائي بالتصفيق الحار وتعالت الأصوات وهي تهتف لغزة، بينما انهارت دموع الحاضرين الذين امتلأت بهم صالة العرض.

ووجّه الأخوان الشكر لطاقم عمل الفيلم على كل ما قدموه، وألقوا خطاباً مؤثراً تناول الأحداث في غزة، قالا فيه "لا توجد كلمات تكفي للتعبير عن مشاعرنا كغزيين. مرت أكثر من سنة ولا تزال غزة تتعرض لأبشع وأفظع إبادة جماعية في التاريخ الحديث. ولا بد أنكم سمعتم عن فاطمة حسونة والفيلم الذي تناول حياتها، فإنها محظوظة لأنها حققت إنجازاً في حياتها ومسيرتها المهنية كمصورة، وأصبحت بطلة في نظر البعض. لقد قتلت إسرائيل أكثر من 60 ألفاً مثل فاطمة حسونة، ولا يزال القتل مستمراً كل يوم. لا أعلم إن كنا نستطيع مواصلة الحديث بعد هذه الفترة الطويلة من الإبادة الجماعية، لكن الصمت جريمة".

وأضافا: "نأمل أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية قريباً، عائلتنا وأصدقاؤنا هناك، وبالمناسبة لدينا شقيقان هنا نجيا للتو ونجحا في الخروج من شمال غزة، الذي لم يغادراه منذ بداية الحرب.. التفاصيل مروعة حقاً، ولكن يوماً ما ستتوقف الإبادة الجماعية، وعندما نسمع التفاصيل والقصص، سيكون ذلك عاراً كبيراً على الإنسانية".

وحضر عرض فيلم "كان يا ما كان في غزة" في كان العديد من المواهب العربية، إلى جانب جميع المنتجين والمشاركين في الإنتاج الذين أدّوا دوراً محورياً في تقديم هذا الفيلم إلى الجمهور.

وبرع الأخوان طرزان وناصر عرب في الفيلم باستخدام عناصر التقنية لصناعة الأفلام ليخرجا فيلماً احترافياً ينطوي على جماليات عالية في التصوير، لاسيما في الحارات والشوارع المكتظة والضيقة. وكذلك استخدما الإنارة الليلية ولعبا في الأضواء لصالح خلق أجواء الحركة ومشاهد العنف في الفيلم.

يذكر أن فيلم "كان يا ما كان في غزة" هو من إنتاج دولي مشترك بين فرنسا وألمانيا والبرتغال وفلسطين، مع قطر والأردن، ويضم الفيلم طاقماً مميزاً من الممثلين، منهم نادر عبد الحي ورمزي مقدسي ومجد عيد.

 

العربية نت السعودية في

21.05.2025

 
 
 
 
 

مخرج «Fuori»: أعشقُ سرد حياة الفنانين

هيثم مفيد

كشف المخرج ماريو مارتوني في المؤتمر الصحفي لفيلم «Fuori»، والمشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في نسخته الثامنة والسبعين، والذي يستعرض السيرة الذاتية للكاتبة الإيطالية جولياردا سابينزا، أنه مولع بسرد حياة الفنانين.

يتتبع الفيلم حياة جولياردا سابينزا، التي واجهت رفضًا من مجتمع الأدب الإيطالي لنشر كتابها الضخم «فنّ الفرح»، الذي عكفت على كتابته لعقدٍ من الزمن، لينتهي بها المطاف في السجن بتهمة سرقة مجوهرات. لكن لقاءها ببعض السجينات الشابات شكّل تجربةً غيّرت حياتها.

بعد إطلاق سراحهن، وخلال صيفٍ قائظ، استمرت لقاءات النساء، وكونت جولياردا علاقةً وطيدة مع روبرتا، وهي ناشطة سياسية ومجرمة سابقة. علاقةٌ لم يفهمها أحدٌ من الخارج حقًّا، لكن من خلالها أعادت جولياردا اكتشاف متعة الحياة وشغفها بالكتابة من جديد.

وعند سؤاله عن فكرة إنتاج فيلم عن حياة الكاتبة الإيطالية، قال مارتوني: «جولياردا سابينزا كاتبةٌ أُعجبت بها. أردتُ أن أروي سيرتها الذاتية. أعشقُ سرد حياة الفنانين».

وأضاف المخرج الإيطالي: «لم تكن جولياردا سابينزا كاتبةً موهوبةً فحسب، أو كاتبةً جديرةً بالاكتشاف، بل كانت أيضًا فنانةً لم يُعترف بها قطّ في إيطاليا. لذا فهي تستحق اهتمامنا اليوم أكثر، لأن حياتها تُخاطب جيل الشباب. كانت امرأةً متمردةً، حرّةً، متحررةً، ومُحرِجةً في كثيرٍ من النواحي».

وأشار مارتوني إلى وجود أسباب وجيهة لإنجاز هذا الفيلم، قائلًا: «قلنا إنه لا ينبغي أن نكتفي بسرد أعمالها، بل أن نُصوّرها. وما أجمل تلك الفرصة التي سنحت لها في تلك اللحظة المذهلة من حياتها، حين قامت بهذه البادرة الرائعة في لحظةٍ عصيبة، والتي أوصلتها إلى السجن».

وتابع قائلًا: «كانت تلك الفترة التي عاشتها جولياردا في السجن بمثابة بعثٍ جديدٍ لها. لقد كانت فرصةً استثنائيةً لالتقاط صورةٍ لها مع روبرتا وباربارا وجميع السجينات الأخريات. هنّ نساءٌ عشن فعلًا، وُجدن فعلًا، لكنهن، بفضل خيالهن، اكتسبن بُعدًا جديدًا»

وبالنظر إلى الحياة الصعبة التي خاضتها جولياردا، يرى مارتوني أنها كانت «امرأةً بين الرجال» في عام 1980، وقال: «يمكنك أن ترى بوضوح أن ما تقوله لم يُؤخذ على محمل الجد، بل سُخر منه. وهذا يُخبرنا تمامًا، ليس فقط عن مكانة جولياردا في العالم وفي مجتمع ذلك الوقت، بل أيضًا عن معنى أن تكون امرأةً تعبّر عن مواقف مختلفة».

واختتم مارتوني حديثه قائلًا: «إنها تُجسّد حالتها النفسية، التي كانت مُقلقة نوعًا ما في ذلك الوقت. هذا هو الأهم. كما يُظهر الفيلم مكانتها في النقاش الاجتماعي».

 

موقع "فاصلة" السعودي في

21.05.2025

 
 
 
 
 

جعفر بناهي يعود إلى مهرجان كان وسكارليت جوهانسون تعرض أول أفلامها

(فرانس برس)

شارك المخرج الإيراني جعفر بناهي شخصياً في مهرجان كان السينمائي لأول مرة منذ 15 عاماً، من أجل تقديم فيلمه الجديد "إت واز جاست آن أكسيدنت" ("مجرد حادث" بالعربية)، المليء بالانتقادات لسلطات بلاده. وكان عرض الفيلم المشارك في المنافسة على جائزة السعفة الذهبية أحد أبرز الأحداث في المهرجان، الثلاثاء، إلى جانب عرض فيلم النجمة الهوليوودية سكارليت جوهانسون في تجربتها الإخراجية الأولى، وعودة الممثلة الأميركية المحبة للغة الفرنسية، جودي فوستر، في فيلم فرنسي من إخراج ريبيكا زلوتوفسكي.

وكان لخطوات جعفر بناهي (64 عاما) وفريقه على السجادة الحمراء رمزية كبيرة، نظراً لكون المخرج أحد ألمع الأسماء في السينما الإيرانية. إذ اعتاد السينمائي المعروف خصوصاً بفيلمي "تاكسي طهران" و"ثلاثة وجوه"، رؤية أعماله تفوز بجوائز في أكبر المهرجانات، لكنه قلّما كان يطلّ أمام الجمهور على السجادة الحمراء.

ومنذ إدانته في عام 2010 بتهمة "الدعاية ضد النظام"، لم يتمكن من حضور أي من هذه الأحداث السينمائية الدولية. ولا أحد يعلم المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد عرض فيلمه الروائي الـ11، والذي يهاجمها بشكل مباشر وينتقد الإجراءات التعسفية المرتكبة من قوات الأمن.

تحدي السلطة الإيرانية في مهرجان كان

وقال بناهي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "الأهم هو أن الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأني حيّ ما دمت أصنع أفلاماً. إن لم أصنع أفلاماً، فلن يُهمني ما يحدث لي بعد الآن".

وفي دورة العام الماضي، اختار مخرج إيراني آخر هو محمد رسولوف المنفى، فوصل سراً إلى مهرجان كان السينمائي لتقديم فيلمه "بذرة التين المقدس" الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة، من دون أن يعود مجدداً إلى طهران.

وعلى غرار رسولوف، اختار بناهي العمل في الخفاء. وفي تحد للقانون الإيراني، ظهرت ممثلات عديدات في أعماله بشعر مكشوف، كما حدث أخيرا في فيلم "كعكتي المفضلة" للمخرجين مريم مقدم وبهتاش صناعيها اللذين اختير عملهما للمشاركة في مهرجان برلين العام الماضي، ثم حُكم عليهما بالسجن مع وقف التنفيذ في إيران بتهمة "الدعاية ضد النظام والترويج للفحشاء".

ويروي فيلم التشويق "مجرد حادث" قصة رجل اختطفه سجناء سابقون، لاقتناعهم بأنه كان يعذّبهم في السجن. ويقدّم الفيلم أيضاً فرصة للتأمل في مبدأ العدالة والانتقام في مواجهة التعسف.

وبهذا الفيلم، يصبح بناهي الذي سُجن مرتين في بلاده، مرشحاً قوياً لنيل جائزة السعفة الذهبية التي تمنحها لجنة التحكيم برئاسة جولييت بينوش، السبت المقبل. وكانت الممثلة الفرنسية المعروفة بالتزامها من الداعمين الدائمين للمخرج الإيراني.

بدوره، يقدم مواطنه سعيد روستايي، الخميس، في "كان" فيلم "المرأة والطفل". علماً أن آخر ظهور له في المهرجان جاء عبر فيلم "ليلى وإخوتها" في عام 2022، والذي أدى للحكم عليه بالسجن ستة أشهر في إيران.

أول فيلم من إخراج سكارليت جوهانسون

بعدما قدمت الممثلة كريستين ستيوارت أول فيلم لها بصفتها مخرجة "ذا كرونولوجي أوف ووترفي قسم نظرة ما هذا العام، كانت سكارليت جوهانسون ثاني نجمة هوليوودية تعرض أول فيلم من إخراجها في مهرجان كان السينمائي. أمام صالة ممتلئة بالكامل، حضرت جوهانسون عرض فيلمها "إليانور ذا غرايت"، في ما وصفته بأنه "حلم أصبح حقيقة" بحسب مجلة فاراييتي المتخصصة.

ويروي فيلم الممثلة البالغة 40 عاماً، والتي عُرفت خصوصا بمشاركتها في "لوست إن ترانسلايشن" و"ماتش بوينت"، قصة إليانور مورغينشتاين (تؤدي دورها جون سكويب) التي تعود في سن 94 عاماً إلى نيويورك من أجل بداية جديدة بعد عقود أمضتها في فلوريدا.

وقالت سكارليت جوهانسون: "إنه فيلم عن الصداقة والحزن والتسامح. وأعتقد أن هذه كلها مواضيع نحتاجها خصوصاً (...) إنه فيلم أجده تاريخياً لكنه حديث جداً أيضاً".

أما الفيلم الآخر في المسابقة الرسمية، "فوري"، فهو مقتبس عن قصة الكاتبة الإيطالية غولياردا سابينزا التي سُجنت بتهمة السرقة عام 1980. ويسجل هذا الفيلم الروائي من إخراج ماريو مارتونه وبطولة فاليريا غولينو، عودة المخرج الإيطالي البالغ 65 عاماً إلى سباق السعفة الذهبية، بعد فيلمي "نوستالجيا" عام 2022 و"لاموريه موليستو" عام 1995.

وخارج المسابقة الرسمية، شاهد رواد المهرجان فيلم الإثارة النفسي الجديد لريبيكا زلوتوفسكي من بطولة جودي فوستر، إلى جانب فيرجيني إيفيرا ودانييل أوتوي.

 

####

 

الأخوان ناصر يرويان قصة غزة في مهرجان كان السينمائي

(رويترز، العربي الجديد)

صرّح المخرجان الفلسطينيان التوءمان عرب وطرزان ناصر بأن قرار إدراج فيلم تدور أحداثه في غزة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي يأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للقطاع. وأوضح عرب ناصر، في حديث لوكالة رويترز، أمس الثلاثاء، قائلاً: "هناك حاجة إلى إعطاء منبر لصوت فلسطين، والقصة الفلسطينية، وقصة غزة، في مهرجان دولي مثل مهرجان كان السينمائي مع جمهور واسع من جميع أنحاء العالم".

وقد عُرض فيلم الأخوين "كان يا ما كان في غزة"، الذي ينافس ضمن مسابقة "نظرة ما" (Un Certain Regard)، في المهرجان بجنوب فرنسا يوم الاثنين. وتشمل أعمالهما السابقة فيلم "كوندوم ليد"، أول فيلم فلسطيني قصير على الإطلاق ينافس في مهرجان كان السينمائي عام 2013، إلى جانب فيلمهما الطويل الأول "ديغراديه" عام 2015، وفيلم "غزة مونامور" عام 2020.

تبدأ أحداث "كان يا ما كان في غزة" في عام 2007، حين حكمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) القطاع، حيث يدير أسامة، ويجسده الممثل مجد عيد، كشكاً لبيع الفلافل يُستخدم واجهةً لتجارة المخدرات. في المقابل، يباشر رفيقه يحيى، ويؤدي دوره نادر عبد الحي، أعمال المطعم، ويتوق إلى حياة أفضل خارج غزة. وبعد وقوع حادثة مع شرطي فاسد، تتسارع القصة إلى عام 2009، حيث يحصل يحيى على دور في مسلسل تلفزيوني متواضع الإنتاج بتكليف من الحركة، يروي قصة مقاوم فلسطيني لقي حتفه أثناء قتاله مع إسرائيل.

ويشير طرزان ناصر إلى أن شخصية يحيى ترمز إلى جيل كامل من سكان غزة المحاصرين في القطاع، الذين لا صوت يُعبّر عنهم. ولفت المخرج، الذي يعيش مع شقيقه في الأردن منذ أكثر من عقد، إلى أن مصير يحيى "ربما كان سيتغيّر لو سُمِح له بمغادرة قطاع غزة من قبل إسرائيل". وبيّن عرب ناصر أن عنوان الفيلم يهدف إلى التقاط إيقاع غزة في تلك المرحلة، حيث لا وجود للاستقرار أو الاستمرارية، و"ما يحدث الآن سيصبح (كان يا ما كان) في الغد".

غير أنّ للعنوان دلالة مختلفة في ظل الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني وتدمير مناطق واسعة من قطاع غزة.

وأشار عرب ناصر إلى أن "غزة بأكملها باتت تُختصر الآن في عبارة ‘كان يا ما كان‘، لأن إسرائيل دمرتها من شمالها إلى جنوبها، وقضت على كل وسائل الحياة فيها". وختم قائلاً: "كل الذكريات، وكل الأحداث التي يحتفظ بها المرء في ذاكرته عن هذا المكان، تلاشت... لقد دمرته إسرائيل بالكامل".

 

العربي الجديد اللندنية في

21.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004