ملفات خاصة

 
 
 

كان 2025 | «فوري» لـ ماريو مارتوني

يحتفي بحياة الكاتبة الإيطالية غولياردا سابينزا

كان ـ «سينماتوغراف»

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

المخرج الإيطالي ماريو مارتوني يشارك في مهرجان كان السينمائي الـ78 بفيلمه "فيوري" (Fuori)، المستوحى من حياة الكاتبة الإيطالية غولياردا سابينزا.

الفيلم، الذي عُرض اليوم في المسابقة الرسمية، يتناول موضوعات الصداقة والتضامن الأنثوي في زمن الشدائد، وتجسد دور سابينزا الممثلة فاليريا غولينو.

بعد ثلاث سنوات من فيلم " Nostalgia" (2022)، المقتبس من رواية إرمانو ريا التي تحمل الاسم نفسه، يُكرّر المخرج النابولي ماريو مارتوني هذا الإنجاز بفيلم "فوري"، مُحتفيًا بالكاتبة الطموحة غولياردا سابينزا.

هذا الفيلم، المُنافس في المسابقة، مُستوحىً من سيرتها الذاتية "جامعة ريبيبيا"، وتدور أحداثه في ثمانينيات القرن الماضي.

في روايتها "جامعة ريبيبيا"، الصادرة عام 1983، تعود غولياردا سابينزا إلى الأشهر القليلة التي قضتها في السجن بعد سرقة مجوهرات. تصف الكاتبة المتمردة واقع سجنها بصدقٍ ودون أي أحكام، مصورةً بشغفٍ عالمًا أنثويًا مشبعًا بالتضامن والألم. تعيش الكاتبة الإيطالية هذا السجن "الجامعي" كمكانٍ للتعلم الوجودي.

لتجسيد شخصية مؤلفة العمل الرائع "فن الفرح"، اختار ماريو مارتون فاليريا غولينو. وبما أنها أخرجت المسلسل التلفزيوني "فن الفرح"، الذي اختير عام 2024، فقد كان هذا الاختيار بديهيًا.

ماريو مارتوني هو مخرج وكاتب سيناريو إيطالي، وُلد في نابولي عام 1959، وبدأ مسيرته الفنية في المسرح الطليعي، ثم انتقل إلى السينما في التسعينيات وأصبح من أبرز وجوه “الموجة النابوليتانية الجديدة” إلى جانب أسماء مثل باولو سورينتينو وبابي كورسيكاتو

ويتميز مارتوني بقدرته على استكشاف الهوية الإيطالية من خلال أعماله، حيث يدمج بين التاريخ والسياسة والفن، وأفلامه غالبًا ما تتناول شخصيات حقيقية أو أدبية، ولديه اهتمام خاص بالبيئة النابوليتانية، كما يظهر في فيلم Nostalgia لعام 2022 الذي يروي قصة فيليتشي، وهو رجل يعود إلى نابولي بعد سنوات طويلة من الغياب ليواجه ماضيه وأشباح ذكرياته، ويحاول التصالح مع جذوره وعلاقاته القديمة.

 

####

 

مراجعة فيلم | «حادث بسيط» لـ جعفر بناهي:

ناجون من التعذيب يختطفون بالخطأ جلادهم المفترض

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

عُرض اليوم فيلم «حادث بسيط،A Simple Accident » لأول مرة في (المسابقة الرسمية) لمهرجان كان السينمائي الدولي الثامن والسبعين، وهو للمخرج الإيراني جعفر بناهي، الذي انطلق إلى الساحة السينمائية الدولية قبل 30 عامًا بالضبط في «كان»، عندما فاز فيلمه الروائي الأول «البالون الأبيض» بجائزة الكاميرا الذهبية.

وهو بالفعل مُنافس قوي على السعفة الذهبية، ويحمل تأملات المخرج الإيراني الشهير في أخلاقيات وديناميكيات الانتقام، من خلال ناجون من التعذيب يختطفون بالخطأ جلادهم المفترض.

هناك أصوات نفضل نسيانها، لكنها تبقى حية في أذهاننا وأحلامنا. صوت ضابط حكومي عصب عينيك وعذبك لأيام، وجثتك معلقة رأسًا على عقب كدمية خرقة، سيبقى هذا الشخص محفورًا في ذاكرتك.

وقد تطرق رومان بولانسكي إلى هذا الموضوع بنتائج ممتازة (ونهاية مُريحة) في فيلم "الموت والعذراء" (1994)، الذي لعبت فيه سيغورني ويفر دور البطولة، ولكن قرر جعفر بناهي إضفاء لمسة إنسانية على الموضوع، ومسحة كوميدية خفيفة، ونكهة سياسية قوية. والنتيجة مؤثرة بنفس القدر.

إقبال (إبراهيم عزيزي) يقود سيارته عائدًا إلى منزله مع زوجته الحامل (أفسانة نجم آبادي). ابنتهما الصغيرة الصاخبة (دلماز نجفي) ترقص في المقعد الخلفي. تعطلت السيارة وعلى متنها ثلاثة أفراد. عرض وحيد سائق دراجة نارية مساعدتهم، يشتبه وحيد في أن الرجل هو نفس المفتش الحكومي الذي عذبه قبل سنوات، فيختطفه ويقيده ويأخذه إلى الصحراء.

ومع قبر محفور ورغبة في الانتقام تملأ عقله، يتردد وحيد. ماذا لو كان مخطئًا؟، ماذا لو لم يكن هذا هو الرجل الذي دمّر حياته؟، عاجزًا عن قتل رجل بريء إلا إذا تأكد، ينطلق وحيد في جولة حول المدينة باحثًا عن تبرير من آخرين وقعوا ضحايا مماثلين لهذا الرجل والنظام الإيراني،

كانت مصورة حفلات الزفاف شيفا (مريم أفشاري) أولهم، وهي تشك هي الأخرى في أن الرجل الموجود هو الجاني بالفعل. وتجادل بأن رائحة عرقه تكشف الحقيقة.

أما حميد (محمد علي إلياسمهر) فلا يمتلك مثل هذه القدرة على الشم، ومع ذلك، فقد بلغ غضبه مبلغًا جعله يصر على قتل الرجل.

ينخرط هؤلاء الأشخاص في نقاشات فلسفية غامضة في مؤخرة الشاحنة، يتأملون في أخلاقيات الانتقام وديناميكياته وتداعياته.

هل سيدفعهم تعذيب وقتل جلادهم الظاهر إلى نفس المستوى؟، ماذا لو كان هذا الرجل غير المطلوب؟، وماذا عن عائلته؟.

تتخذ الأحداث منعطفًا غير متوقع بعد أن تتواصل زوجة إقبال الحامل وابنتها الثرثارة.

تبلغ المواجهة ذروتها في مشهد طويل جدًا في نهاية القصة، حيث تُحلل ديناميكيات القوة بين المظلوم والظالم بدقة متناهية.

قد يشعر الظالم أيضًا بالتنمر لمجرد رفض المظلوم التعاون أو عجزه عنه، في انقلاب منحرف وخطير للقيم.

فيلم "حادث بسيط" جاد وعميق، تخفف من وطأته لحظات كوميدية خفيفة، ويُضفي جرّ عروس وعريس فجأةً إلى المحنة لمسةً من العبثية على الحوارات والتفاعلات. إقبال وهو يفرغ أمعائه، وخاطفوه يتقيؤون ردًا على ذلك، يجعلون المشاهد مُرهقة بعض الشيء وكذلك مضحكة.

يكشف بناهي عن دائرة عنف ساخرة لا تزال تستنزف إيران وشعبها، ويمنح نفسه في الوقت نفسه منفذًا للتعبير عن غضبه وغيظه بطرق لا يستطيع التعبير عنها خارج إطار الفن السينمائي.

وعلى الرغم من موضوعه الكئيب، إلا أن فيلم "حادث بسيط" مثير للإعجاب يجمع بين الجدية والكوميديا ويحمل توقيع جعفر بناهي إحدى أبرز الشخصيات وأكثرها شجاعةً في السينما العالمية.

 

####

 

مراجعة | «عائشة لا تستُطيع الطيران» لـ مراد مصطفى:

العيش في عالم يسحق أحلامك يوميًا

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

في فيلم «عائشة لا تستُطيع الطيران، Aisha Can't Fly Away »، الذي عُرض أمس ضمن قسم «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائي الــ78، يُبدع المخرج المصري مراد مصطفى فيلمًا هادئًا وعاصفًا - رثاءٌ بطيء الإيقاع لا هوادة فيه للنساء اللواتي يعشن على الهامش ويسيرن بيننا دون أن نراهم.

يدور الفيلم حول عائشة، مهاجرة سودانية تبلغ من العمر 26 عامًا، تحاول النجاة في حي عين شمس القاسي بالقاهرة.

يغمرنا الفيلم فورًا في عالمها، ليس من خلال عرض درامي، بل ببساطة من خلال متابعتها.

نلتقي بعائشة بينما تتبعها الكاميرا كظلها وهي تصعد حافلة مكتظة تلو الأخرى. تزأر المدينة من حولها بكل فوضاها ولامبالاتها، بصوت عالٍ يكاد يطغى على صوتها. لكنها لا تتكلم كثيرًا على أي حال. ومع ذلك، فهي تخبرنا بكل شيء.

في أول تجربة تمثيلية لها، تقدم عارضة الأزياء بوليانا سيمون (من جنوب السودان تعيش في مصر) أداءً مؤثرًا.

تتواصل بعينيها فقط لدرجة أن هذا الفيلم قد يكون فيلمًا صامتًا، فنتمكن من فهم كل شيء.

عائشة هادئة، متحفظة، لكنها لا تغيب أبدًا. إنها امرأة تعلمت أن الصمت سبيل للبقاء، لكن صمتها يصم الآذان. إنها شبح في حياتها الخاصة، تتنقل بين المنازل كمقدمة رعاية، تخدم كبار السن في مصر، بينما بالكاد تتمسك بإنسانيتها. المنازل التي تنظفها ترمز إلى ثروة لن تبلغها أبدًا، فكل زيارة تُذكرها بما لن تحصل عليه أبدًا.

شقتها الخاصة، ذات الإضاءة الخافتة والمستأجرة من رجل عصابات محلي، تتناقض تمامًا مع هذا الواقع.

الأمن الذي وُعدت به له ثمن: فهي مُجبرة على إعطاء نسخة من مفتاح صاحب عملها للعصابة، مما يُمكّنه من اقتحامها. إنه خيار مُرعب ومفهوم في آنٍ واحد، يُبرز أنظمة الاستغلال التي تستغل من يسعون إلى حياة أفضل.

«عائشة لا تستطيع الطيران» هي انحدار بطيء أشبه بالحلم إلى كابوس يقظة. يمزج مراد مصطفى بين الواقعية السحرية والطبيعية والعناصر الخيالية، مُحوّلًا معاناة عائشة الهادئة إلى شيء يكاد يكون أسطوريًا. عندما يبدأ فمها بالنزيف وينفجر جلدها بطفح جلدي غريب وغير مُفسّر، يتضح أن عذابها الداخلي يتجلى جسديًا.

تميل الصور إلى نوع رعب الجسد، مستحضرةً أوجه تشابه مُقلقة بين تفككها النفسي وتحولها الخيالي.

رمزية النعامة المتكررة - طائرٌ تحلم به عائشة باستمرار - تُذكّر بالنساء المهمشات اللواتي يُعلّمن دفن رؤوسهن في الرمال، والصمت، وعدم الطيران، حتى لو حلمن يومًا بذلك.

يُحاكي الفيلم قصة ليلى أبو العلا القصيرة «النعامة»، حيث تُحرم النساء السودانيات من حقهن في الكلام، واتخاذ القرار، أو العيش بحرية.

إيقاع الفيلم بطيء، لكن ثقله العاطفي خانق. كل لقطة تبدو مُتعمّدة، وكل مشهد غارق في رعب هادئ. مع ذلك، هناك لحظات من الدفء؛ وجبات عشاء مشتركة مع عبدون، صديقها الطاهي المصري الذي يُقدّم لها اللطف، ولحظات قصيرة من الضحك بين نساء سودانيات أخريات في الحي. لكن هذه المشاهد تزيد من قسوة ما يليها. يُلمّح الفيلم إلى التحرر، بل وحتى إلى التحوّل، لكنه لا يُتيح رؤية ذلك. لا يوجد تنفيس، بل مجرد محاولة للنجاة.

ومن أكثر المشاهد لفتًا للانتباه، مشهد عائشة وهي ترتدي قناع باتمان وتلعب الغميضة مع حفيد رجل عجوز مفترس ترعاه. الصورة عبثية وعميقة، مُقدّمة رعاية صامتة ومُضطهدة تُجبر على ارتداء زي بطل في خيال شخص آخر.

إنها لحظة كان من الممكن أن تُشكّل نقطة تحوّل، لكنها تتلاشى كحلم منسي بعد استيقاظ. يُغازل مصطفى السريالية، لكنه لا يدع الخيال ينطلق بكامل قوته - ربما لأنه، مثل عائشة، لا يُسمح له بذلك أبدًا. فعندما تتوقع من عائشة أن تصرخ أو تُقاوم، لا تفعل. وربما هذه هي الفكرة.

هذا ليس فيلمًا عن الانتصار - إنه عن الصمود. عن العيش في عالم تُسحق فيه أحلامك يوميًا ويصبح جسدك ساحة معركة.

يدور الفيلم حول كيف أن الحروب الخفية - من عنصرية وسلطة أبوية وعنف اقتصادي - تترك ندوبًا عميقة كالرصاص.

قد لا تتمكن عائشة، كالنعامة، من الطيران، لكنها لا تزال تعيش. وفي عالم كعالمها، يُعد هذا بحد ذاته تحديًا.

فيلم مصطفى هو تأمل بطيء، كئيب، وخانق أحيانًا في حياة امرأة خفية. لن يتحلى الجميع بالصبر على «عائشة لا تستطيع الطيران»، لكن من يملك الصبر سيجد امرأة تنزف، تحلم، تتحطم، ومع ذلك تبقى صامدة.

 

####

 

مراجعة فيلم | «نسور الجمهورية» لـ طارق صالح:

محاولة جوفاء تلجأ إلى إلحاح السينما السياسية

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

ولّت أيام مصر، عملاق السينما العربية، التي كانت تتباهى بتألقها في المسابقة الرئيسية لمهرجان كان.

كان المخرج الأسطوري يوسف شاهين يتجول على السجادة الحمراء بانتظام، حتى أنه حاز على جائزة خاصة من المهرجان بمناسبة الذكرى الخمسين. أما الآن، فقد أصبح التمثيل المصري أكثر غموضًا، ماعدا بعض الأفلام المستقلة للجيل الجديد.

قد يكون فيلم "نسور الجمهورية"، للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، فيلمًا سويديًا من الناحية الفنية، لكن جوهره وموضوعه مصريان بلا شك. يُقدّم الفيلم كختام لثلاثية صالح غير الرسمية عن "القاهرة"، بعد فيلمي "حادثة فندق النيل هيلتون" و"صبي من السماء".

تدور أحداث الفيلم الذي يشارك في (المسابقة الرسمية) لمهرجان كان السينمائي الـ 78 حول جورج فهمي، الممثل المصري المحبوب والمتمحور حول ذاته، والمخلص لإرثه ومغامراته الرومانسية أكثر من عائلته.

جورج، المنفصل عن ابنه الوحيد والمعادي للنظام المصري، يجد نفسه فجأةً معروضًا من قِبل الدولة للعب دور رئيسي في فيلم سيرة ذاتية مدعوم من الحكومة. يرفض في البداية، لكن سلسلة من التلاعب النفسي والأساليب المستهلكة تدفعه في النهاية إلى قبول الدور. مع بدء التصوير، ينجذب جورج إلى شبكة خطيرة من ألعاب السلطة تتجاوز فهمه أو سيطرته.

غالبًا ما يبدو فيلم "نسور الجمهورية" وكأنه محاولة جوفاء أخرى من طارق صالح لنقد نظام أُبعد عنه منذ زمن طويل.

الفيلم، الذي صُوّر في بلدٍ لم يُذكر اسمه، يُمثّل مصر، يُشارك فيه مزيجٌ من الممثلين المصريين والعرب، بعضهم يُكافح لتجسيد اللهجة المصرية وتفاصيلها الدقيقة بشكلٍ مُقنع - وهو خطأٌ يُلاحظ فورًا لأيّ مُطّلع على السينما المصرية.

قد تكون النوايا محل الشك، هي فضح آلية الاستبداد، لكن التنفيذ يفتقر إلى العمق والأصالة. فالإطار غير مُلهم، والنبرة غير مُتسقة، إذ تتأرجح بين السخرية والإثارة، والسيناريو يتعثر بين التعليقات الاجتماعية المُصطنعة والمنعطفات الميلودرامية في الحبكة.

أحد أهمّ منعطفات السرد - محاولة انقلاب فاشلة تدور أحداثها خلال احتفالات السادس من أكتوبر - يبدو مُتسرّعًا وغير مُقنع، وكذلك الحبكة الفرعية الرومانسية غير المُقنعة وغير المُكتملة التي تظهر ثم تتلاشى دون أي ثقل عاطفي.

يبدو مُعظم طاقم التمثيل غير مُلائم أو غير مُتناغم، خاصةً للمتحدثين الأصليين. فارس فارس، الذي تعاون مع طارق صالح بشكل متكرر، يؤدي دور جورج ببراعة، فهو ساحر ومتقلب المزاج في آنٍ واحد، ويتعامل ببراعة مع تناقضات الشخصية، ويجد فيها لحظات من البهجة والألم.

لكن الأبرز بلا شك هو عمرو واكد، الذي قدم أداءً هادئًا وقويًا في دور الدكتور منصور، الشخصية الحكومية الصارمة التي تشرف على إنتاج الفيلم، وبصفته المُشغل الصامت للفيلم، يُنصت منصور، ويُنفذ بهدوء مُرعب.

تُضيف قصته الواقعية مع الحكم عليه غيابيًا من قِبل محكمة مصرية بتهمة المعارضة السياسية لمسةً إضافية من التأثر.

مجرد وجود واكد في هذا الدور يُحوّل الأداء إلى شيء ما بين التخريب والتطهير. إنه فعل مقاومة شخصي مُنسجم مع خيال الفيلم.

يسعى فيلم "نسور الجمهورية" إلى أن يكون فيلمًا عن الفن كمقاومة، والرقابة الذاتية الدعائية، وثقل التمثيل. لكن رؤية صالح غالبًا ما تتعثر تحت وطأة طموحاتها الخاصة. يلجأ إلى إلحاح السينما السياسية، لكنه يفتقر إلى العمق اللازم لإضفاء تأثيرها. في النهاية، ما كان يمكن أن يكون تعليقًا لاذعًا، يتحول إلى مشهدٍ مُسلٍّ في ومضات، ثم يتلاشى بلا تأثير في النهاية.

 

####

 

مراجعة فيلم | «فوري» للإيطالي ماريو مارتوني

يسلط الضوء على نجاحات وإخفاقات غولياردا سابينزا

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

على الرغم من أنه لم يحظَ بشهرة دولية واسعة النطاق كمواطنيه ناني موريتي وباولو سورينتينو وماتيو غاروني، إلا أن ماريو مارتوني، المولود في نابولي، يُعدّ في أيامه الذهبية أحد أروع مؤرخي جوانب من المجتمع والثقافة الإيطالية.

وأحدث مثال على ذلك هو فيلمه "فوري، Fuori"، الذي ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ 78، والذي يتناول شخصية أدبية غولياردا سابينزا التي بدأت شهرتها (بعد وفاتها) في الخارج (بما في ذلك فرنسا، التي شاركت في إنتاج الفيلم).

بدأت سابينزا، الممثلة والمغنية، مسيرتها المهنية على المسرح، حيث شاركت في مسرحيات لويجي بيرانديللو في صقلية، موطنها (وموطنه)، قبل أن تنتقل في النهاية إلى الشاشة من خلال شريكها آنذاك فرانشيسكو "سيتو" ماسيلي (صديق وشريك بيير باولو باسوليني). ومع ذلك، لم يُذكر اسم معظم أدوارها السينمائية. بدأت الكتابة عام 1953، لكنها لم تُحقق نجاحًا يُذكر في هذا المجال، مما ساهم في نوبات اكتئاب ومحاولات انتحار (مع أنها توفيت في النهاية لأسباب طبيعية). رفض العديد من الناشرين كتابها الأشهر، "فن الفرح"، نظرًا لطوله (700 صفحة)، وظلّ معروضًا للبيع حتى عام 1998، أي بعد عامين من وفاتها.

يُركز فيلم مارتوني، الذي شارك في كتابته مع شريكته إيبوليتا دي ماخو (شريكته الرئيسية منذ فيلم "ليوباردي" عام 2014، والذي يتناول أيضًا كاتبة مُعذبة)، على فترة حاسمة من حياة سابينزا في أوائل الثمانينيات.

في تلك المرحلة، كانت تعاني من فقر مدقع لدرجة أنها اضطرت إلى اللجوء إلى السرقات بين الحين والآخر. إحدى هذه السرقات تُجبرها على الإقامة لمدة خمسة أيام في سجن بروما، حيث تُصادق بعض زملائها السجناء وتظل على اتصال بهم بعد إطلاق سراحهم جميعًا.

سيؤدي هذا إلى بعضٍ من أكثر كتاباتها شهرةً، بما في ذلك كتابٌ عن كيفية تكيف هؤلاء النساء مع الحياة في الخارج بعد الوقت الذي قضينه كسجينات.

يُعد اختيار فاليريا غولينو لأداء دور سابينزا عنصرًا أساسيًا في جاذبية الفيلم، الذي يُجسّد أجواء تلك الفترة بدقة وحيوية، مع أن جانبًا من هذا الاختيار قد لا يستوعبه معظم المشاهدين خارج إيطاليا، فرغم شهرتها كممثلة أمام الكاميرا، محليًا ودوليًا، تُعدّ غولينو أيضًا مخرجةً محترمةً، وقبل انطلاقها في هذا المشروع مباشرةً، أخرجت نسخةً تلفزيونيةً من رواية "فن الفرح"، والتي عُرضت أيضًا في دور السينما المحلية وعُرضت خارج المسابقة في مهرجان كان السينمائي العام الماضي.

وهكذا، وبعد استكشافها لعالم سابينزا من الخارج، تتمتع غولينو بميزة فريدة عندما يحين وقت تجسيد الكاتبة نفسها. وهو تجسيدٌ لا انتحال. ومع ذلك، تُبدع في بعض تصرفات الشخصية (كما يتضح في شارة النهاية، التي تُعرض على خلفية لقطات أرشيفية لمناظرة تلفزيونية بين سابينزا والصحفي الإيطالي الشهير إنزو بياجي)، حيث نشهد تباينًا بين نجاحات وإخفاقات حياة فنانة بارزة، حياةً ناضجة لإعادة اكتشافها عالميًا.

على صعيد الأداء المساعد، تستحوذ ماتيلدا دي أنجيليس، إحدى نجمات إيطاليا الصاعدات في السنوات العشر الماضية على نصيب الأسد من وقت الشاشة، لتعكس مكانتها كتلميذة لغولينو في العلاقة بين شخصيتيهما.

أحيانًا ما تُتحدى هذه الرابطة شبه العائلية الفوضوية بطرق تسمح للممثلتين بالمشاركة في مبارزة تمثيلية مع الحفاظ على عدم المبالغة، مما يُبقي كل شيء بسيطًا للغاية حتى مع تزايد حدة المشاعر.

الأداء الثالث المهم، وربما الأكثر كشفًا للجمهور الإيطالي، يأتي من إيلودي، المغنية التي صنعت لنفسها اسمًا في أدوار الأفلام أيضًا، حيث تجمع أحيانًا بين عالميها (أدت صوت سارابي في النسخة الإيطالية من فيلم "موفاسا: الأسد الملك").

هنا، تظهر متألقة وهشة في آنٍ واحد، تتخلص من كل التصنع لتندمج مع بيئة مدروسة بعناية، حيث يُغذي التمثيل نقاشًا أوسع حول وضع المرأة في ذلك الوقت دون اللجوء إلى الوعظ. ورغم أن وضع المرأة يُمثل مشكلة واضحة، إلا أنه لا يتجاوز طموحات الفيلم السينمائية أو يفوقها.

بعد أن أخرج سابقًا أفلامًا تدور في معظمها حول الرجال (أحيانًا على حساب الشخصيات النسائية)، يُثبت مارتوني قدرته على التكيف بشكل مُنعش، إلى جانب فريقه المعتاد، في تكييف نظرته إلى عالم جديد تمامًا بالنسبة له. بالتعاون مجددًا مع المصور السينمائي باولو كارنيرا والمونتير جاكوبو كوادري، يستحضر الفيلم عالمًا دافئًا وقاسيًا آسرًا ومؤلمًا، والأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو انسجامهم في البناء على فكرة الفيلم، إذ يجعلون المشاهد الخارجية أحيانًا تبدو أكثر اختناقًا من تلك التي تدور بين أربعة جدران، حيث يتبين أن الحرية التي استعادتها الشخصية قد تكون عكس ذلك تمامًا.

ربما لم تحقق غولياردا سابينزا نجاحًا يُذكر في حياتها. ولعل فيلم "فوري"، الذي يُعرض مع فيلم "فن الفرح" لغولينو، يُمثل مدخلًا جيدًا لمن يرغبون في معرفة المزيد عن كاتبة مُستهان بها إلى حد كبير، إلا أنها كانت دائمًا غنية وجذابة، مُسلّطةً الضوء على طبقات مجتمعية لم تُحظَ بنفس القدر من الاهتمام الذي حظيت به. ورغم أن مساهماتها السينمائية لم تُقدّر، فسيكون من الصعب نسيان اسمها بعد الاطلاع على هذه الآراء حول حياتها وفنها.

 

####

 

مراجعة فيلم | «إليانور العظيمة» لـ سكارليت جوهانسون:

سلاسة الاخراج في أداء جون سكويب الرائع

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

عاشت الصديقتان المقربتان إليانور (جون سكويب) وبيسي (إيتا زوهار) معًا لسنوات طويلة، مستمتعتين بتقاعدهما بعد وفاة زوجيهما.

بعد وفاة بيسي، انتقلت إليانور إلى مدينة نيويورك لتعيش مع ابنتها ليزا (جيسيكا هيشت) وحفيدها ماكس (ويل برايس). اللذان يعيشان حياتهما الخاصة، تاركين إليانور بدون أي رفقة معظم اليوم.

بناءً على اقتراح ليزا، تذهب إليانور إلى فرقة غنائية في المركز اليهودي المحلي، لكنّها تُهمل، وينتهي بها الحال في مجموعة دعم ناجين من الهولوكوست.

عندما تتوسل إليها المجموعة للانضمام إليهم ومشاركة قصصهم، تُشارك إليانور قصة بيسي، مدّعيةً أنها قصتها، وعندما ترغب طالبة الصحافة الجامعية نينا (إيرين كيليمان) بكتابة بحث عن إليانور بعد أن تأثرت بقصتها، توافق إليانور على لقائها، وتصبحان صديقتين.

لكن إلى متى ستصمد إليانور في كذبتها قبل أن تكتشف نينا الأمر؟.

في فيلم "إليانور العظيمة، Eleanor the great" الذي عُرض أمس في مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي الـ 78، تتسلّق سكارليت جوهانسون كرسيّ الإخراج بسلاسة، مُوجّهةً الممثلة العظيمة جون سكويب إلى أداءٍ لا يُضاهى.

تتناول جوهانسون مواضيع السيناريو الشائكة بحساسيةٍ عالية، وتعمل مع سكويب لرسم صورةٍ لامرأةٍ ترتكب خطأً لا يُغتفر، ومع ذلك تستحقّ المغفرة.

على الرغم من مظهرها اللطيف، إلا أن إليانور تتألم بعمق، وبينما لا يُبرّر هذا أفعالها، فإن سكويب تجعل دوافعها مفهومةً تمامًا، مهما بدت ملتوية.

يُمثّل هذا العمل، الذي يجمع بين الفكاهة والصدق - مع لمسةٍ من الشقاوة على طريقة سكويب المُتميّزة - أفضل ما قدّمته الممثلة في سنّ الخامسة والتسعين. قلّةٌ من الممثلات يحصلن على فرصةٍ كهذه في هذا العمر، وليس من قبيل الصدفة أن يأتي هذا الأداء مع مُخرجةٍ أخرى.

لطالما تمتعت جوهانسون بموهبة تجسيد الشخصيات التي تُعالج مشاعر مُعقدة ومُكثفة (ومن أبرزها "ضائع في الترجمة" و"قصة زواج")، وهي تُرشد سكويب نحو أروع أداء لها حتى الآن.

يبدو سيناريو توري كامين وكأنه كُتب خصيصًا لسكويب، مع الكثير من الوقاحة بأسلوب السيدة العجوز، والذي يُشبه نسخة أقل ابتذالًا من دورها الرائد في فيلم "نبراسكا" للمخرج ألكسندر باين.

وبينما ليس من المُستغرب أن تطلب هوليوود منها العودة إلى هذا الدور مرارًا وتكرارًا منذ ترشيحها لجائزة الأوسكار عن ذلك الفيلم، إلا أنه من المُشجع رؤيتها أخيرًا تُوسع حدود "دور جون سكويب" بشيء في هذه الدقة.

مع أن الفيلم يتمحور حولها، إلا أن سكويب ليست الممثلة الوحيدة التي تُقدم عملًا جديرًا بالملاحظة هنا. إيرين كيليمان تُمثل اكتشافًا رائعًا، حيث تُعالج حزن نينا على فقدان والدتها بطرق مُشابهة، حيث تتواصل المرأتان في حوارٍ على مدار الفيلم، بطرقٍ حرفيةٍ وأخرى ذات طابعٍ موضوعي.

تمر كلتاهما بالحزن بطرقٍ مختلفة. فقدت إليانور أقرب صديقةٍ لها وتشعر بالوحدة في العالم، بينما يُفترض أن تمر نينا بمرحلة الحزن مع والدها (تشيويتل إيجيوفور)، الذي انعزل عنها وأبعدها عن العالم.

إن فقدان أحد الوالدين وفقدان أفضل صديقة سكن ليسا الشيء نفسه في النهاية، لذا يتناول الفيلم رحلتهما بشكل مختلف، حيث يُمثل انفتاح نينا على الشعور العميق بحزنها تناقضًا صارخًا مع تجنب إليانور.

تُدرك كيليمان أن الدموع الهادئة تُعبّر أكثر، وتُقيّم أداءها على النحو المُناسب. يُحافظ (تشيويتل إيجيوفور) على عواطفه بفعالية حتى لحظةٍ حاسمةٍ قرب نهاية الفيلم، مُوصلًا رسالة الفيلم برشاقةٍ وقوة.

في الفصل الأخير من الفيلم، تصبح إيتا زوهار سلاحه السري، حيث تتولى بيسي مسؤولية قصة نجاة إليانور في مشهدٍ مؤثر يُثبت أن مشاهدة ممثل موهوب يُعالج ذكريات شخصية مؤلمة لا تقل قوةً عن تمثيل مشهد استرجاع كامل.

ولعل أجمل ما في فيلم "إليانور العظيمة" هو أنه يُضفي على شخصيتها الرئيسية أناقةً وهي تخوض رحلة بلوغها. إليانور تعرف أكثر من ذلك، لكنها تتصرف بأنانية بدافع الحاجة إلى التواصل.

من المؤكد أن أفعالها ستُغضب الكثير من الجمهور، لكن الفيلم يُشجع على التعاطف دون أن يُعفيها تمامًا من المسؤولية.

يُقدم الفيلم استمرارية أخلاقية، حيث تتقبل نينا حزنها علانيةً من جهة، وينكرها والدها بصمت من جهة أخرى.

تقف إليانور في مكان ما بينهما، فكلاهما يُكرم بيسي بمشاركة قصتها (التي أعربت بيسي عن ندمها لعدم مشاركتها مع المزيد من الناس في حياتها)، ويُقلل من احترامها بتمرير قصة بيسي على أنها قصتها الخاصة.

لا يُعفي الفيلم إليانور من مسؤولية أفعالها، إذ اختار أن يُجسّد السلوك الذي يأمل في تشجيعه لدى جمهوره: التعاطف. قد يكون ذلك صعبًا، لكن التعايش مع حزن فقدان أغلى ما لديك صعبٌ أيضًا.

ما يُذكّرنا به فيلم "إليانور العظيمة" ببراعة، من خلال إخراج جوهانسون الحساس وأدائها المُتقن، هو أن من يُعانون من الحزن هم الأجدر بتعاطفنا.

 

####

 

كان 2025 | «الحياة بعد سهام» لـ نمير عبد المسيح:

عُرض في تظاهرة «أسبوع النقاد المستقلين – أسيد»

كان ـ «سينماتوغراف»

عُرض مساء أمس، كختام ليوم الأفلام الوثائقية، فيلم "الحياة بعد سهام" للمخرج المصري نمير عبدالمسيح، ضمن المسابقة الرسمية لتظاهرة "أسبوع النقاد المستقلين – أسيد"، أحد الأقسام الموازية في مهرجان كان السينمائي الـ 78، والذي تأسس قبل 33 عاماً، ويُعرف باختياراته الفنية الدقيقة من قبل نخبة من صناع السينما حول العالم.

الفيلم يسرد بأسلوب شخصي رحلة نمير في مواجهة الحزن بعد فقدان والدته، موثقًا على مدار أكثر من عشر سنوات تطوره كفنان، وصراعه لتقبل الفقد وسعيه لتحويل ألمه إلى عمل سينمائي يحمل ذكرى والدته وأسرته، ويسبر أغوار ماضيه الذي اتّسم بالفرقة والمنفى.

"الحياة بعد سهام" ليس مجرد فيلم يوثق لحظة اختفاء، بل هو أيضًا تصوير لعملية الشفاء التي يخوضها الإنسان من خلال إعادة النظر في الماضي.

المخرج، نمير عبدالمسيح، عبر عن حبه للأشياء الصغيرة في الحياة مثل قطة أهداها أطفاله له، وهو ما يراه نوعًا من التحضير للفقدان القادم. رغم أن الفيلم لا يحتوي على قطط، إلا أن الفكرة المحورية في العمل هي التعامل مع الحزن كجزء من الحياة، حيث يتعامل مع الأفراح والآلام، ويعرض للجمهور محاكاة حقيقية للإنسانية وسط تغيرات الحياة.

أمضى نمير عبد المسيح سنواته الأولى في مصر قبل أن ينتقل إلى فرنسا، حيث درس صناعة الأفلام في فيميس. قدم العديد من الأفلام القصيرة قبل أن يتناول مواضيع أكثر حميمية في فيلم "أنت، وجيه".

يستكشف فيلمه قبل الأخير "العذراء والأقباط وأنا" (90 دقيقة) علاقته بأرضه الأصلية وعائلته القبطية بروح الدعابة. اختير الفيلم للمشاركة في العديد من المهرجانات بما في ذلك مهرجان كان وبرلين ومهرجان كان السينمائي الدولي في الدوحة، وفاز بجائزة "تانيت دارجنت" في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي في عام 2011 وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الدوحة، قبل أن يصل عدد مشاهديه إلى 112,000 مشاهد في دور السينما".

فيلم "الحياة بعد سهام" من تأليف وإخراج نمير عبدالمسيح، ويشارك في إنتاجه مع شركة Ambient Light التي أسسها المخرج والمنتج المصري علي العربي، كما حصل على دعم من صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائية في السعودية، و دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام.

كما فاز كأحد مشروعات الأفلام الروائية الطويلة - تحت التطوير - بجائزة أفضل سيناريو وقدرها عشرة آلاف دولار في النسخة الثامنة لـ"ملتقى القاهرة السينمائي".

 

####

 

المصري نمير عبد المسيح يتحدث

عن وداعه السينمائي لوالدته في فيلم «الحياة بعد سهام»

كان ـ «سينماتوغراف»

تحدث نمير عبد المسيح مع ماريانا هريستوفا الناقدة السينمائية المُستقلة عبر موقع "العربي الجديد"، عن فيلمه الوثائقي الشخصي للغاية، والذي يحمل أهمية عالمية، "الحياة بعد سهام"، والذي عُرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الـ 78.

عندما توفيت والدة المخرج المصري الفرنسي نمير عبد المسيح، اتصل بصديقه ومصوره نيكولا دوشين، ليس من باب التخطيط أو الطموح الفني، بل بدافع غريزة ملحة. يتذكر قائلاً: "في يوم وفاتها، أدركتُ أنني بحاجة للتصوير".

ما بدأ كمحاولة خام ومؤلمة لتوثيق جنازة، تحول تدريجيًا إلى استكشاف عميق للحزن والأسرة والذاكرة والقوة العلاجية الغريبة للسينما.

بعد عشر سنوات، اكتمل الفيلم الذي ظن أنه سيدفنه للأبد، واحتفل فيلم "حياة بعد سهام" بعرضه الأول ضمن برنامج ACID للاكتشافات المستقلة الجريئة.

بعد أن أمضى نمير عبد المسيح سنواته الأولى في مصر قبل انتقاله إلى فرنسا، حيث درس الإخراج في معهد لافيميس، أخرج العديد من الأفلام القصيرة قبل أن يتطرق إلى مواضيع أكثر شخصية في فيلمه القصير "أنت يا وجيه" الذي يتناول والده.

فيلمه الوثائقي الطويل الأول، "العذراء والأقباط وأنا"، والذي اختير لمهرجانات عديدة، منها كان وبرلينالي، يستكشف بروح فكاهية علاقته بوطنه الأم وعائلته القبطية.

يروي نمير في فيلم "حياة بعد سهام" قصة والدته ووالده، كما يروي قصته الخاصة، مصوغًا فيلمه بوضوح عاطفي وإصرار عميق على التركيز على ما يهم حقًا؛ تركيز واضح طوال الوقت - فالإيقاع والمونتاج والموسيقى كلها بسيطة لكنها دقيقة، لا تروي إلا ما يجب قوله، لا أكثر.

في جوهره يكمن سعي إنساني عالمي عميق: الرغبة في فهم أسلاف المرء لفهم نفسه بشكل أفضل. هذه الرحلة العاطفية حميمة وواسعة الانتشار، خاصة لأولئك الذين يواجهون شيخوخة آبائهم.

لكن وراء صداه العاطفي، يكشف الفيلم عن استخدام مدروس للغة السينمائية. إشارات الأفلام الكلاسيكية ليست مجرد حنين للماضي، بل أُعيدت صياغتها بعناية، لتكون جزءًا من صوت إبداعي مميز يُبدع شيئًا أصيلًا وشخصيًا.

يوضح نمير، متحدثًا باقتناع: "لم تكن هناك خطة. مجرد حاجة. لم أكن أعتقد أنني أصنع فيلمًا. كان رد فعل".

في الأيام التي تلت وفاة والدته سهام، بدأ نمير تصوير لحظات مع والده وجيه. لكن الصور، بعد دخولها غرفة المونتاج، بدت مؤلمة للغاية.

ويقول نمير: "لم أستطع تخيل تفاعل الجمهور معها. كانت شخصية للغاية، ومؤثرة للغاية. لذلك وضعتها جانبًا".

مرت سنوات، ثم زاره صديق مقرب ومحرر. أراه نمير بضع دقائق من اللقطات، مترددًا. "هناك فيلم،" قال. "الأمر لا يقتصر على قصتك فقط. هناك سينما في هذه المادة".

كانت تلك اللحظة بمثابة ولادة جديدة للمشروع. بتشجيع من المونتير، بنوا ألافوين، تعاون نامير مع المنتجة كاميل ليملي، وكاتبة السيناريو سونيا مويرسون. وما تلا ذلك كان رحلة عبر الخيال والذاكرة والحداد، حافلة بالشكوك ورفض التمويل والاكتشافات غير المتوقعة.

كان المشروع في الأصل فيلمًا روائيًا، لكنه واجه صعوبة في تأمين التمويل.

ويتابع نامير: "رُفضنا ثلاث مرات من قِبل المركز الوطني للأفلام السينمائية. بعد المرة الثالثة، قلتُ: حسنًا، ربما لا ينبغي لهذا الفيلم أن يُعرض".

لكن في صباح اليوم التالي، غيّر رأيه. "استيقظتُ وفكرتُ: لن أدفن هذا الفيلم. سأصنعه كفيلم وثائقي. الأفلام الوثائقية لا تُعتبر سينما، ومع ذلك فهي من أكثر الأشكال إبداعًا، خاصةً لأنها فقيرة. لدينا أموال أقل، لذا يجب علينا ابتكار المزيد".

بعد ست سنوات من المشاهد الأولى مع والده، عاد نامير إلى التصوير.

ومع بدء المونتاج، بدأ أيضًا يتذكر. أعاد النظر في أفلام قديمة ونقب في أرشيفات عائلته. وبدأ ينسج لقطات من السينما المصرية الكلاسيكية، وخاصة أعمال يوسف شاهين - مقتطفات من فيلميه "عودة الابن الضال" و"فجر يوم جديد" مختارة بعناية ومتشابكة ببراعة لإعادة إحياء قصة حب والديه الصعبة.

في غياب الخيال، لجأ نمير إلى سينما الآخرين. "استخدمت أفلام يوسف شاهين لأني أحبها، نعم، ولكن أيضًا لأنها تعكس قصتي الخاصة. هناك سجن، حب، فقدان، وسياسة. ساعدتني صوره في سرد قصة لم أستطع تصويرها بنفسي. ومع ذلك، أدركنا تدريجيًا: ربما لا ينقصنا شيء. ربما كل شيء موجود بالفعل."

بدأ الفيلم يتبلور تدريجيًا في غرفة المونتاج.

غالبًا ما نبحث عن الحب في الأماكن الخاطئة، وفي الأشكال الخاطئة. وقد ساعدني هذا الفيلم على فهم ذلك. ساعدني على فهمهما. كأنني لم أقابل والديّ إلا بعد رحيلهما.

جزء من عملية الشفاء هذه كان محاولة فهم قصة حب والديه - ليس في طفولتهما، بل كشخصين بالغين.

ويعلق نمير: "كانا شخصين قبل أن يصبحا والديّ. أردتُ إعادة بناء قصتهما، أن أجد جذوري من جديد بعد صدمة الفقد".

لكن القصة، كما وجد، لم تكن ثابتة. "أخبرتني أمي ذات مرة أنها لم تكن تحب والدي. لكن رسائلها تقول غير ذلك. فما هي الحقيقة إذًا؟"

يتوقف قليلًا ويستطرد. "كلاهما صحيح. هذه هي الحياة. إنها متناقضة. لهذا السبب نصنع الأفلام - لاستكشاف تلك المساحة بين النسختين".

في النهاية، لا يحاول الفيلم حل التناقضات. يقول: "إنه يترك مساحة للشك. وتعلم التعايش مع عدم اليقين جزء من النضوج".

عند سؤاله عن مصادر إلهامه الفنية، يكشف نامير أن لويس بونويل كان أول وأعظم مؤثر فيه. "ما أثر بي هو حريته، سرياليته، وإنسانيته."

ومن الشخصيات الرئيسية الأخرى مارسيل أوفولس. يضحك نامير قائلاً: "كان غير أخلاقي، وقد أحببت ذلك. لقد مزج لقطات الحرب بالكوميديا، وأظهر نفسه متلاعبًا. السينما تلاعب - والمفتاح هو الاعتراف بذلك. لقد رسخت هذه الصراحة في ذهني."

ويتخلل فيلم نامير أيضًا مواجهة التلاعب - مخاطره، وأخلاقياته، وحدوده. "في لحظة ما، جاءت ابنتي إلى موقع التصوير وكانت غاضبة. قالت: 'أنت لا تحترم موافقة والدك. إنه لا يريد أن يُصوّر، وأنت تستمر في تصويره. أنت ومدير تصويرك ديكتاتوريان'. فهمتها. لكنني شعرت أيضًا أنني كنت على حق. هناك هدف من هذا يتجاوز مجرد الموافقة في تلك اللحظة. هذا الهدف هو فهم شيء أعمق، ومشاركته."

يُضيف نمير مُسهبًا: "لا أُسمّي فيلمي وثائقيًا. إنه فيلم. أحيانًا أكون المُمثل، وأحيانًا يُمثّل والدي. أطلب من الناس تمثيل الأدوار. سيدات القرية - قلتُ لهنّ: "تظاهرن أنكِ لا تُريدين أن تُصوّري". لذا، نعم، إنه مُتلاعب به. إنها لعبة."

يبتسم مُجددًا، بصراحة شخصٍ تصالح مع التناقض. "في النهاية، الأمر يتعلق بالصفقة التي تُبرمها مع المُشاهد. إذا كانت الصفقة واضحة، سيُتابعك الجمهور - حتى من خلال الأكاذيب، وحتى من خلال التلاعب. بالنسبة لي، إنه لعبة أكثر منه فيلمًا وثائقيًا."

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.05.2025

 
 
 
 
 

أسانج يخطف الأنظار بمهرجان كان.. ارتدى قميصاً عليه أسماء 4986 طفلاً قتلوا بغزة

جوليان أسانج يشارك في مهرجان كان السينمائي في فرنسا من أجل عرض الفيلم الوثائقي "رجل الستة ملايين دولار"

العربية.نت ووكالات

ظهر مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، مرتديًا قميصًا يحمل أسماء 4 آلاف و986 طفلا فلسطينيا قتلوا إثر القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال مشاركته في فعاليات مهرجان "كان" السينمائي.

وأوضح بيان على حساب لجنة دعم أسانج في منصة "إكس"، الثلاثاء، أن جوليان يشارك في مهرجان كان السينمائي في فرنسا من أجل عرض الفيلم الوثائقي "رجل الستة ملايين دولار"، حوله.

وأشار البيان إلى أن أسانج شارك في المهرجان مرتديًا قميصًا يحمل أسماء 4 آلاف و986 طفلًا دون سن الخامسة قتلوا إثر القصف الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

ولفت إلى أن الجانب الآخر من القميص كتب عليه عبارة "أوقفوا إسرائيل".

وانطلقت فعاليات المهرجان بدورته الـ78 في 13 مايو الحالي وتستمر حتى 24 من الشهر ذاته.

وأفادت مصادر طبية لقناتي "العربية" و"الحدث"، الأربعاء، بارتفاع عدد الضحايا في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية إلى نحو 100 قتيل، وذلك نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع.

وحتى آخر إحصاء معلن، مساء الثلاثاء، قُتل ما لا يقل عن 76 فلسطينياً من بينهم 33 طفلاً وسيدة، ومنهم 13 في "مجزرة" طالت عائلة أبو عمشة النازحة من بيت حانون شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى مركز إيواء مدرسة موسى بن نصير بحي الدرج في مدينة غزة، بعد استهدافها بطائرتين، ما تسبب باحتراق أجساد الضحايا من بينهم أطفال ونساء.

وقُتل أكثر من 14 فلسطينياً في غارة استهدفت منزلاً لعائلة أبو سمرة في دير البلح وسط قطاع غزة، من بينهم نازحون كانوا قد نزحوا من بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس إلى منزل أقربائهم، وقتل 10 آخرون في قصف منزل لعائلة المقيد بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وتزامن ذلك مع تنفيذ أحزمة نارية من خلال غارات جوية فجراً شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، وسمع دويها في جميع أنحاء المدينة، ما تسبب بحالة رعب وهلع كبيرين في أوساط الغزيين، إلى جانب تنفيذ عمليات نسف منازل ومبانٍ في مناطق مختلفة من شرق المدينة، وشمال القطاع، وحتى في وسط وجنوب القطاع.

ومنذ فجر يوم الجمعة الماضية (أي مع الانطلاق الفعلي لعملية عربات جدعون الإسرائيلية)، يسجل يومياً ما يزيد على 100 ضحية على الأقل في عمليات عسكرية متواصلة بمناطق متفرقة من قطاع غزة، وفق ما أكدته وسائل إعلام.

وألحقت الحملة العسكرية البرية والجوية الإسرائيلية الدمار بالقطاع، الذي تقول سلطاته الصحية إنها تسببت في مقتل أكثر من 53 ألفاً، ونزوح جميع سكان القطاع تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

 

####

 

"لا تلمسني مجدداً".. مشادة كلامية للنجم دينزل واشنطن على السجادة الحمراء في "كان"

كشف خبير قراءة الشفاه، جيريمي فريمان، في تصريح لموقع"ديلي ميل"، أن النجم الشهير بفيلم Malcolm X بدا غاضباً بسبب قيام المصوّر بلمسه على ذراعه

العربية.نت

وقعت مشادة كلامية بين النجم الأميركي الحائز على جائزة الأوسكار، دينزل واشنطن، مع أحد المصورين خلال حضوره العرض الأول لفيلمه الجديد "Highest 2 Lowest" في مهرجان كان السينمائي، يوم الاثنين.

وأظهر فيديو تم تداوله على مواقع التواصل، واشنطن (70 عاما) وهو يوجه إصبعه في وجه أحد المصورين خلال لحظة توتر واضحة على السجادة الحمراء.

وكشف خبير قراءة الشفاه، جيريمي فريمان، في تصريح لموقع"ديلي ميل"، أن النجم الشهير بفيلم Malcolm X بدا غاضبا بسبب قيام المصوّر بلمسه على ذراعه.

ووفقا لفريمان، صرخ واشنطن قائلا: "مرة واحدة فقط، توقف... دعني أوضح لك، لا تلمسني مجددا أبدا".

ورغم تحذيرات واشنطن المتكررة، أظهر المقطع المصور استمرار المصوّر في محاولة لمس الممثل مرة أخرى، بل وسأله: "هل يمكنني التقاط صورة؟"، ما دفع واشنطن للرد بانفعال: "توقف، كفى، أنا جاد، توقف".

ويبدو أن بعض المصورين المحيطين بالمشهد لم يدركوا مدى انزعاج واشنطن، إذ ظهروا مبتسمين أثناء المشادة.

ويوجد لواشنطن تاريخ طويل من المواقف المتوترة مع المصورين، حيث سبق أن تم تصويره في أكتوبر 2024 وهو يتشاجر مع عدد من هواة توقيع التذكارات في نيويورك، خلال حدث تكريمي أقيم في متحف الفن الحديث على شرف النجم صامويل إل. جاكسون.

 

####

 

مهرجان كان.. فيلم عن اكتئاب ما بعد الولادة ينتزع التصفيق

تكافح جريس، التي تعمل كاتبة، للتعامل مع هويتها الجديدة كأم وعليها تربية طفلها وممارسة حياتها الطبيعية، ولكنها تصاب باكتئاب ما بعد الولادة

فرنسا/ مهرجان كان

ناقش الممثلان روبرت باتينسون وجينيفر لورانس، بطلا فيلم "داي ماي لاف" Die My Love، المعروض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، صعوبات فترة ما بعد الولادة، وكيف استلهما تجاربهما الشخصية من أجل صنع الفيلم المقتبس من رواية للكاتبة أريانا هارويتز، صدرت عام 2017.

وقالت "لورانس، التي أنجبت في الآونة الأخيرة طفلها الثاني، في لقائها مع مجموعة من الصحافيين، كان موقع "العربية.نت" من ضمنهم، في منتجع الريفييرا الفرنسية: "لا شيء يضاهي فترة ما بعد الولادة. إنها فترة عزلة شديدة".

وأضافت لورانس، الحائزة على جائزة أوسكار عام 2013، في إشارة إلى شخصيتها في الفيلم: "كأم، كان من الصعب علي حقا الفصل بين ما كنت سأفعله وما كانت ستفعله".

قصة الفيلم

وتدور أحداث الفيلم في منطقة ريفية نائية تكاد تكون منسية في فرنسا. باتينسون ولورانس، جاكسون وجريس، زوجان سعيدان ينتقلان إلى بلدة صغيرة في ولاية مونتانا وينجبان طفلا، ما يزيد من الضغط على علاقتهما بينما تكافح جريس، التي تعمل كاتبة، للتعامل مع هويتها الجديدة كأم، وعليها تربية طفلها وممارسة حياتها الطبيعية، ولكنها تصاب باكتئاب ما بعد الولادة، فتكافح للحفاظ على سلامتها العقلية وسط معاناتها من مرض الذهان، وتحارب المرأة شياطينها، لأنها تعشق الحرية، بينما تشعر بأنها مقيدة وتتوق إلى الحياة الأسرية، لكن في الوقت نفسه تريد حرق المنزل بأكمله، ومع منح أسرتها حرية التصرف بشكل مفاجئ لسلوكها غير المنتظم على نحو متزايد، فإنها مع ذلك تشعر بالاختناق والقمع بشكل مبالغ به، وتقع في الخطأ بالعودة إلى علاقة سابقة.

ويحاول زوجها تفهم حالة الاكتئاب ويحتويها لكن أحداثا دراماتيكية متزايدة تجعل مهمة الزوج مستحيلة، فقد كانت مشاهد المزرعة وعزلة العائلة والشوارع الفارغة من المارة توحي بذلك، وهو مازاد من حالة الاكتئاب.

طاقم الفيلم

وقال باتينسون: "عند التعامل مع شريكة تمر بمرحلة ما بعد الولادة أو أي نوع من الأمراض النفسية أو الصعوبات، فإن محاولة التعامل مع عزلتها وتحديد دورك أمر صعب، خاصة إذا لم يكن لديكما اللغة المشتركة".

والفيلم هو أحدث أفلام المخرجة الاسكتلندية لين رامزي المعروفة بأفلامها الدرامية العاطفية، وحظي بتصفيق حار لمدة 9 دقائق في عرضه الأول، ولاقى استحسانا كبيرا من النقاد الذين شاهدوا الفيلم في مهرجان كان.

وأوضح باتينسون، الذي رُزق بطفلة العام الماضي، أن تلك التجرية أعادت إليه نشاطه وحيويته. وتابع: "بطرق غير متوقعة، يمنحك إنجاب طفل أكبر قدر من الطاقة والإلهام".

المخرجة لين رامزي

المخرجة لين رامزي من المشاركين الدائمين في مهرجان كان السينمائي منذ عرض فيلم تخرجها الأول "الوفيات الصغيرة"، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير في عام 1996، وهي تعود الآن إلى كان السينمائي بفيلم "داي ماي لايف".

وتركت المخرجة الاسكتلندية بصمتها على المهرجان في أفلام عديدة، منها "صائد الجرذان" (1999).

ولم تكفّ المخرجة عن تناول مواضيع مغرقة بالسوداوية في أفلامها، مثل إنكار الحِدَاد في "مورفرن كالّار" (2002)، والتنافر العائلي في "ينبغي أن نتحدّث عن كيفن" (2011)، ومخلّفات صدمة الحرب في "لم تكن أبدًا حقًا هنا 2017".

 

العربية نت السعودية في

21.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004