ملفات خاصة

 
 
 

السينما السعودية في 7 سنوات..

أرقام وتحديات وعلامات على الطريق

دبي -محمد عبد الجليل

أفلام السعودية

الدورة الحادية عشرة

   
 
 
 
 
 
 

الأرقام وحدها لاتكفي لتحديد ملامح 7 سنوات في سوق السينما السعودية، التي نشأت ونمت بشكل لافت واستثنائي، فهي تشير إلى أن إيرادات السينما منذ أبريل 2018 حتى مارس 2025 قاربت 4.7 مليار ريال سعودي (نحو 1.25 مليار دولار)، بحسب بيانات هيئة الإعلام المرئي والمسموع وهيئة الأفلام.

كما أن حجم السوق في 2023 بلغ 1.5 مليار ريال، مقارنة بـ156 مليوناً فقط في 2018، أي بمعدل نمو تجاوز 10 أضعاف خلال 5  سنوات، رغم تأثيرات جائحة كورونا.

وحتى نهاية 2024، وصل عدد دور العرض إلى 66 داراً تحتوي على 618 شاشة و63 ألف و373 مقعداً، موزعة على 22 مدينة، تديرها 6  شركات محلية ودولية

ومع التوسع المستمر في البنية التحتية والعروض، يُتوقع أن تصل إيرادات شباك التذاكر إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2029، تمثّل السعودية حينها نحو ثلثي سوق السينما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

مسار النمو

هذه الأرقام وإن كانت تعكس نضج السوق، فإنها ليست سوى السطح الهادئ لتفاصيل أكثر تعقيداً، لا يمكن فهمها إلا بقراءة المشهد كاملاً، سياسياً وثقافياً واجتماعياً.

فالحديث عن السينما السعودية لا يكتمل دون تتبع أثر الأرقام، ومسار النمو الذي لا يمكن فصله عن الرؤية السياسية، التي دفعت بهذا القطاع من هامش الظلال إلى قلب الضوء، فالأهم من الأرقام المجردة هو ما تعكسه من إقبال اجتماعي، وتحول ثقافي جذري، في بلد كان الحديث فيه عن السينما في العلن قبل سنوات قليلة موضع جدل.

واليوم، باتت صالات السينما مزدحمة في عطلات نهاية الأسبوع، وتحوّلت العروض إلى وجهة رئيسية للعائلات والشباب، بينما تسابقت الشركات الأجنبية والمحلية لاقتناص حصة من هذه السوق الوليدة.

7 سنوات ليست كثيرة في عمر صناعة بحجم السينما، لكنها كافية لتُظهر اتجاه الريح، وما راهنت عليه المملكة ليس فقط أن تكون سوقاً كبيرة للأفلام، بل أن تُصبح بلداً يُنتج، يُفكر، ويكتب رؤيته للعالم من خلال الكاميرا.

حلم مؤجل

في السادس عشر من أبريل عام 2018، لم يكن ما جرى في قلب الرياض مجرد عرض لفيلم هوليوودي داخل دار سينما، بل كان أشبه بفتح نافذة في منزل ظل مغلقاً لعقود.

لم يكن الفيلم، وهو بالمصادفة نسخة جديدة من Black Panther، سوى رمزية غير مقصودة (أمير أفريقي شاب يكتشف إرثاً مخفياً ويواجه صراعاً بين العزلة والانفتاح)، وبين جدران تلك القاعة التي احتشد فيها مسؤولون، إعلاميون، وفنانون، كانت السعودية تبدأ فصلاً جديداً من قصتها الثقافية.

فالسينما في السعودية لم تكن فكرة جديدة، بل حلم مؤجل، بدأ مع محاولات صناعة الأفلام في المملكة في ستينيات القرن الماضي، لكنها بقيت مبعثرة، فردية، وأحياناً خجولة، غابت قاعات العرض، لكن لم تغب الرغبة لدى السينمائيين، قاومت الأفلام القصيرة والمستقلة عتمة المنع، وانتقلت بين مهرجانات الخارج في مصر والخليج وأوروبا، كرسائل في زجاجات ملقاة في البحر، باحثة عن جمهور، عن اعتراف بأحقية مبدعيها في المشاركة برسم خريطة الإبداع السينمائي العربي.

وحين أتت لحظة رفع الحظر وإعادة افتتاح دور السينما، لم يكن الأمر عودة إلى الماضي بصورة كاملة، بل انطلاقة جديدة، تحولت السينما من نبتة برية إلى مشروع دولة، من فضول ثقافي إلى صناعة مرشحة للنمو ضمن اقتصاد متنوع تحاول فيه المملكة تقليل الاعتماد على النفط، لتصير السينما اليوم واحدة من أبرز ملامح التحول الثقافي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

تجارب ملهمة

وفي خضم هذا التحول، لا يمكن قراءة ملامح السينما السعودية دون التوقف عند تجاربها الأخيرة، تلك التي خرجت من النطاق التجريبي لتلامس أسئلة المجتمع وهمومه، وتتجرأ أحياناً على اختبار حدود الطرح، وحدود التلقي.

لم يكن "شمس المعارف" للأخوين فارس وصهيب قدس، الذي ظهر في ذروة جائحة كورونا، مجرد فيلم شبابي عن مجموعة مراهقين يحاولون صناعة فيلم، بل كان، بذكاء سردي خفيف الظل، مرآة لمرحلة كاملة من التحولات

استخدم الفيلم قالب الكوميديا، لكنه لم يكن ساخراً فقط، بل حقيقياً في تصويره لصدام الأحلام الصغيرة مع الواقع، ونجح في أن يضع الجمهور خاصة الشباب في قلب التجربة السينمائية لا كمستهلكين فقط، بل كأبطال محتملين.

أما "حد الطار"، الذي حمل توقيع المخرج عبدالعزيز الشلاحي، فقد جاء كضربة للجماليات التقليدية، فيلم عن الحب والموت في أحياء جنوب الرياض، يستعير أجواء التراجيديا، ويغوص في ثقافة "الطقاقة" و"السيف"، ليكشف عن تناقضات العاطفة والعنف، ويقدّم قصة حب لا تشبه القصص المستهلكة، الفيلم صنع حالة نقدية، وحصد جوائز، والأهم أنه كسر الصمت عن طبقات اجتماعية مهملة سينمائياً.

ثم جاء فيلم "سَطّار" إخراج عبد الله العراك، ونجح في ما عجزت عنه أعمال كثيرة قبله: أن يوازن بين الشعبي والتجاري، بين الضحك والتعليق الاجتماعي، كوميديا رياضية في قالب المصارعة، لكن خلف الضحكات، تكمن نظرة ذكية إلى أحلام الشباب، وإلى كيف يمكن للواقع أن يصنع أبطاله بطريقته الخاصة

وفي منحى أكثر سوداوية، قدّم المخرج علي الكلثمي في "مندوب الليل"، تجربة مغايرة، فيلم صغير الإنتاج، لكنه ضخم الأثر، يرصد حياة شاب يعمل في توصيل الطلبات الليلية في مدينة بلا نوم، الفيلم صامت تقريباً، ثقيل الإيقاع، لكنه مشبع بالحس البصري، ويطرح أسئلة عن العزلة، والتهميش، واللا يقين، لا يقدم إجابات، بل يترك المشاهد مع مرآة باردة ومضطربة، وهو ما تفعله السينما الجادة حين تجرؤ.

أما "نورة" للمخرج توفيق الزايدي، الحائز على تنويه خاص في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي، فقد فتح نافذة على العالم الداخلي لامرأة سعودية، في مدينة تتقاطع فيها رغبة الخلاص مع قسوة المحيط، قدم الفيلم بطلة لا تبحث عن تمكين استعراضي، بل عن معنى، عن مساحة تنفس، جمال الفيلم في هدوئه، في لغته البصرية التي لا ترفع صوتها لكنها تترك أثراً عميقاً.

أما أحدث التجارب فيلم "هوبال" للمخرج عبد العزيز الشلاحي، فاختار أن يسبر أغوار التطرف والهوية والصراع العقائدي في قلب مجتمع يتغير، العنوان نفسه يستدعي أساطير الجاهلية، لكن السرد معاصر، يطرح أسئلة صادمة عن الولاء، والخوف، والخلاص، في دراما لا تخشى أن تتّسخ وهي تحفر في التربة

ما يجمع بين هذه الأفلام، على اختلاف أساليبها، هو أنها جميعاً تتحرك على خارطة لم تُرسم بعد بالكامل، ليست هناك مدرسة سينمائية سعودية بعد، ولا تيار واضح، بل هناك تجارب فردية تحمل المخاطرة، أحيانًا تصيب، وأحيانًا تتعثر، لكنها في كل الحالات تؤسس، وتفتح الباب لغيرها.

إنها سينما لا تزال تُفتّش عن نفسها، لكن هذا البحث هو في ذاته علامة حياة.

مشهد متكامل

السينما السعودية لم تكن  حكاية رومانسية عن شغف مؤجل، ولا مجرد استثمار في قطاع واعد، بل هي مشهد متكامل تداخلت فيه السياسة والثقافة مع الاقتصاد، والفن مع الترفيه، والطموح مع الواقع

ربما يبدو الأمر من الوهلة الأولى بسيطاً: قاعة مظلمة، شاشة كبيرة، وجمهور يجلس في صمت، لكن في العمق، السينما تقدم تجربة جماعية نادرة في زمان يشجع الفردية والانعزال، إنها واحدة من الفضاءات القليلة التي تتيح لجمهور متباين الخلفيات، الأعمار، والتوجهات، أن يعيش لحظة مشتركة من الضحك أو الحزن أو الذهول، خاصة في مجتمع كان الانقسام سمة غالبة فيه لفترات طويلة، بين الجنسين من ناحية، وبين المحافظ والتقدمي من ناحية ثانية.

ولعل هذه الوظيفة، غير المعلنة، هي من أعمق وظائف السينما في السعودية اليوم، أتحدث هنا عن إعادة صياغة الحسّ الجماعي، ليس بالسياسة، بل بالقصص والحكايات، والصورة والنغمة، والأفكار والحوار، بالسينما كفعل توحيد هادئ إن جاز التعبير.

بناء جمهور حقيقي

الآن، وقد بدأت تتراكم التجارب، يبقى السؤال المركزي: ما شكل السوق الذي تريد صناعة السينما بالمملكة بناءها؟ هل تريد سينما تُرضي جمهوراً عريضاً وتسير على خطى هوليوود؟ أم تطمح لصوت سينمائي سعودي مستقل، يحمل بصمته في الشكل والمضمون، ويخاطب الداخل بقدر ما يُحاور الخارج؟، ما شكل السوق التي تتيح للمواهب أن تنمو، وللجمهور أن يثق، وللرؤية أن تتسع؟.

هذه الأسئلة لا تزال معلقة، لأن السوق نفسها لم تستقر بعد على طبيعة واضحة، فبينما تميل بعض شركات التوزيع إلى استنساخ النموذج الأميركي (ميزانية ضخمة، مؤثرات بصرية، نجم واحد يسوّق الفيلم)، فإن بعض صنّاع الأفلام السعوديين ينظرون إلى تجارب مثل كوريا الجنوبية وإيران كمصدر إلهام، حيث تطورت السينما لتصبح أداة ثقافية ذات طابع وطني، حتى حين تتجه للعالمية.

التحدي الأهم في هذا المسار هو بناء جمهور حقيقي للسينما السعودية، لا جمهور ترفيهي فحسب، الجمهور الذي يشتري التذكرة من أجل مشاهدة فيلم سعودي، ويختار فيلماً ناطقاً بلهجته لا بدافع المجاملة، بل لأن القصة تمسّه، ولأن الشخصيات تشبهه، ولأن الصورة تحمل رائحة المكان الذي يعرفه.

وهذا لن يتحقق إلا عبر بناء سردية وطنية متعددة الأوجه، سردية لا تكتفي بتقديم القصص من زاوية واحدة (البطل الذي ينتصر في النهاية، أو الأسرة المحافظة المثالية) بل تفتح نوافذ على الواقع بتعقيداته، وتحتفي بالاختلاف، وتغامر في الطرح

السعودية اليوم ليست قرية صغيرة، بل نسيج متنوع من المناطق والثقافات واللهجات والتجارب، وهذا ما يُمكن أن يصنع تفرّدها السينمائي الحقيقي، عبر مكتبة سينمائية تحمل ملامح مجتمع حقيقي: معقّد، متعدد، سريع التحوّل، وهو ما يمنح هذه السينما، رغم حداثتها، نوعاً من الصدق لا يُشترى بالمال، بل يُنتزع بالتجربة.

البحث عن التوازن

بكل تأكيد المسار ليس ممهداً بالكامل، ولا يمكن للعدسة أن تلتقط الصورة بلون واحد، فصناعة السينما في العادة، تُشبه مناجم الذهب؛ مغرية ومربكة، تتطلب استثمارات ضخمة، وأعصاباً هادئة، ورؤية بعيدة

وفي السوق السعودية، ما زالت بعض مكونات الصناعة تبحث عن توازنها؛ الإنتاج المحلي لا يزال ضعيفاً نسبياً مقارنة بحجم الطلب، إذ يتراوح عدد الأفلام السعودية المنتجة سنوياً بين 10 و 15 فيلماً، أغلبها بتمويل محدود، وعرضها غالباً لا يتجاوز الأسابيع الأولى بعد الافتتاح، إلا في حالات قليلة.

أما التوزيع، فهو التحدي الأكبر، فالتحكم في السوق لا يزال في يد شركات عرض كبرى أغلبها غير سعودية، ما يجعل الفيلم المحلي في كثير من الأحيان ضيفاً خجولاً على شاشات بلاده، وحتى مع توافر الدعم الرسمي، فإن لغة السوق لا ترحم: الجمهور لا يُجامل، والفيلم المتوسط أو السيء يغادر قاعات العرض دون تردد.

يُضاف إلى ذلك أن البنية التحتية لتعليم السينما وتخريج الكوادر الفنية لا تزال في طور التأسيس، مع محاولات جادة لبرامج تدريب من قبل هيئة الأفلام السعودية، لكنها ما زالت تحتاج إلى وقت لتكريس جسور ثابتة بين التعليم والإنتاج، فالصناعة لا تقوم إلا على منظومة أكاديمية، ولا يُبنى المنهج بشكل سليم إلا عبر الجامعات والمعاهد، لا الورش المؤقتة أو البعثات الموسمية.

وجدير بالذكر أن أغلب الأرباح في السوق السعودية اليوم تذهب لأفلام أجنبية، وبالذات الأميركية والهندية والمصرية، ما يجعل السعودية سوق استهلاك ضخمة، دون أن تتحول بعد إلى مركز إنتاج مؤثر، فالمعادلة حتى الآن تميل لصالح الاستيراد لا التصدير، والتحدي القادم ليس فقط في بناء قاعات عرض أكثر، بل في صناعة محتوى محلي قادر على الوقوف جنباً إلى جنب مع الأفلام العالمية، سواء من حيث التقنية أو الفكرة أو الجاذبية.

أتصور في النهاية أن السؤال الأكثر إلحاحاً في هذه المرحلة هو: كيف تبني المملكة قطاعاً سينمائياً لا يعيش على الدعم المؤقت، بل يتنفس من موارده، ويُطوّر لغته باستمرار؟ كيف تصنع سينما لا تُرضي السوق فقط، بل تُفاجئه، تُربكه، وتُحرّضه على التفكير؟

الإجابة، كما كل ما يتعلق بالفن، ليست رقماً في جدول، بل مشهد يُكتب الآن، في كواليس التجريب، على شاشة تُضيء تدريجياً، فيما الجمهور ينتظر.. أن يبدأ العرض.

 

####

 

السعودية.. تاسيس"جمعية نقاد السينما".. وتدشين مبادرة "سينماء"

الرياض -واسالشرق

أطلقت هيئة الأفلام السعودية مبادرة "سينماء"، إحدى مبادرات الأرشيف الوطني للأفلام، والتي تهدف إلى تعزيز المحتوى المعرفي السينمائي، وذلك ضمن جهودها في دعم وإثراء النشاط السينمائي والنقدي على المستوى المحلي والإقليمي.

وتهدف المبادرة التي جرى إطلاقها في حفل كبير بقصر الثقافة بالرياض، الأربعاء، لتطوير ونشر المحتوى السينمائي عبر مسارات متنوعة، سواء مقروء أو مسموع أو مرئي، بما يسهم في تعميق الفهم بصناعة السينما ونقدها، والقضايا المرتبطة بها، وتحفيز النشاط النقدي والبحثي، وتوسيع الآفاق العلمية، وتعزيز الحوار المجتمعي حول السينما، بالإضافة إلى رعاية المواهب الواعدة، ودعم المنصات السينمائية المحلية.

وأعلنت الهيئة على هامش الحفل، عن إطلاق الحسابات الرسمية الخاصة بالمبادرة على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك الموقع الإلكتروني، الأمر الذي يتيح للجمهور فرصة الاطلاع على مجموعة متجددة من المواد المعرفية والمقالات والبحوث، ومساهمات نخبة من الكتاب، والنقاد، والباحثين والمترجمين.

كما شهد الحفل، إعلان الناقد أحمد العياد عن تأسيس "جمعية نقاد السينما"، كأول كيان مهني مستقل معني بالنقد السينمائي في السعودية، تسعى إلى تطوير الحركة النقدية، وتمكين النقاد، وتعزيز الثقافة السينمائية على المستوى المحلي والدولي.

وجاء ذلك، ضمن توقيع اتفاقية مع الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين FIPRESCI، بحضور رئيس الاتحاد الناقد أحمد شوقي، في ضوء تعزيز التعاون في مجالات النقد السينمائي، وتوفير فرص للتواصل، وتبادل الخبرات مع النقاد الدوليين، والمشاركة في المحافل والمنصات العالمية.

اتفاقية تعاون مع الإذاعة والتلفزيون

وعقدت هيئة الأفلام، برئاسة عبد الله بن ناصر القحطاني، اتفاقية تعاون مشترك مع هيئة الإذاعة والتلفزيون، بحضور رئيسها التنفيذي محمد بن فهد الحارثي، على هامش الحفل أيضاً، وذلك بهدف تكامل الجهود في مجال الصناعة السينمائية السعودية.

ويأتي ذلك في إطار جهود الهيئة في مد جسور التعاون مع الجهات الوطنية الفاعلة التي تسهم في تعزيز الصورة الوطنية عبر الإعلام والسينما، وبما يُبرز ملامح الهوية الثقافية السعودية.

وتضمنت المذكرة عدّة بنود للتعاون مع مركز الأرشيف الرقمي في هيئة الإذاعة والتلفزيون، من خلال حصر وتوثيق التراث السعودي السينمائي، وإجراء أبحاث ودراسات تحليلية للمواد الفيلمية والمحتوى، وترميم المواد الفيلمية السينمائية النادرة ورقمنتها بتقنيات ودقة فائقة الجودة، وتعزيز التعاون في مجال إقامة المعارض الفنية والفعاليات المشتركة، فضلاً عن الاستثمار في القدرات البشرية من خلال التطوير والتدريب وتبادل المعرفة في مجال الأرشفة.

وبدوره، قال محمد بن فهد الحارثي، الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، إن: "هذه الشراكة امتداداً لرؤية مشتركة في صون الذاكرة البصرية للمملكة، وتعزيز الصناعة السينمائية بوصفها رافداً اقتصادياً وثقافياً، ومن منطلق سعي الهيئة إلى التكامل مع مختلف القطاعات الوطنية، لإبراز المحتوى السعودي بجودة عالية ورسالة عالمية تتناغم مع الرؤية الوطنية الطموحة".

وأشار إلى أن "مبادرة (سينماء) تمثل خطوة جديدة نحو إثراء المشهد السينمائي في السعودية، من خلال تقديم محتوى معرفي رصين، وخلق بيئة حوارية تفاعلية، تسهم في ترسيخ السينما كأداة تعليمية، وثقافية، وفنية مؤثرة، بالإضافة إلى تمكين مجتمع السينما من تبادل الأفكار، واكتشاف آفاق جديدة في مجالات النقد والبحث".

يذكر أن الأرشيف الوطني للأفلام، التابع لهيئة الأفلام السعودية، يواصل العمل على أكثر من مشروع في الوقت الراهن، ضمن رؤيته ليكون مرجعاً وطنياً لصنّاع الأفلام، ومركزاً لحفظ وإتاحة التراث السينمائي الوطني والعربي.

وتتضمن قائمة المشاريع الجديدة، مبادرة "إيداع الأفلام"، و"سِجل الأفلام السعودية"، وسلسلة "التاريخ الشفهي للشاشة العربية"، ومبادرة "توثيق التاريخ الطبيعي والثقافي للمملكة"، وبرامج حفظ وترميم وترقيم الأفلام السينمائية.

 

####

 

تعرف على التفاصيل الكاملة لمهرجان أفلام السعودية قبل انطلاق دورته الـ11

الرياض-الشرق

تنطلق الدورة الـ11 من مهرجان أفلام السعودية، الخميس، وتمتد فعالياتها حتى يوم 23 أبريل الجاري، وذلك بالشراكة بين جمعية السينما ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، وبدعم من هيئة الأفلام السعودية.

وتُقام الدورة الجديدة، تحت شعار "قصص تُرى وتُروى"، بما يعكس دور المهرجان كمنصة استثنائية تُمكّن صُنّاع الأفلام من عرض إبداعاتهم السينمائية عبر برامج العروض التي ستقام بهدف وصول قصصهم إلى الجمهور.

وسيشهد حفل الافتتاح، الذي سيُقدمه خالد صقر وعائشة كاي، حضور عدداً كبير من نجوم وصنّاع وخبراء السينما من الوطن العربي والعالم، حيث يعد فرصة لتبادل وتلاقي الخبرات، وإبراز المستوى الذي وصل له الفيلم السعودي

أرقام

ويتنافس 41 فيلماً تقريباً على جوائز المهرجان، منها 8 أفلام روائية سعودية وخليجية طويلة، و21 فيلماً قصيراً سعودياً وخليجياً، و12 فيلماً موازياً سعودياً، حيث تضم لجنة التحكيم 15 عضواً، فيما تحصل الأعمال الفائزة على جائزة النخلة الذهبية، والنخلة الفضية، والنخلة البرونزية.

ويُصاحب تلك الدورة، تنظيم 4 ندوات ثقافية ومعرفية، و4 دروس مقدمة من خبراء محليين وعالميين، و3 جلسات توقيع كتب الموسوعة السعودية للسينما، بالإضافة إلى سوق الإنتاج الذي يضم 22 مشروعاً.

ويفتتح الدورة الـ11، الفيلم الروائي الطويل"سوار" إخراج أسامة الخريجي، وتدور أحداثه عام 2003، حول تبديل طفلين حديثي الولادة، أحدهما تركي وآخر سعودي، عن طريق الخطأ في مدينة نجران، وفي وقت لاحق من عام 2007، كشفت اختبارات الحمض النووي عن الخطأ، وتصدرت القصة عناوين الأخبار وهزت الرأي العام، مما غير حياة العائلتين المعنيتين اللتين لا تزالان تعانيان من عواقب ذلك.

ومن المقرر، تكريم الفنان السعودي إبراهيم الحساوي، تقديراً لإبداعه الممتد بين السينما والتلفزيون والمسرح، فقد أثرى الساحة الفنية لأكثر من 4 عقود كاملة، ومن أبرز أعماله فيلم "عايش"، و"وتر الروح"، و"الشجرة النائمة"، و"أيقظني"، و"المسافة صفر"، و"هجان"، و"إلى ابني"، فيما انطلقت بدايته من خلال مسرح نادي العدالة السعودي عام 1980، ثم شارك في أول عمل تلفزيوني، وهو مسلسل "خزنة" 1989.

الأفلام المشاركة ولجان التحكيم 

وتضم قائمة الأفلام الروائية الطويلة، المشاركة في الدورة الجديدة، 8 أعمال متنوعة، وهي: "فخر السويدي" إخراج هشام فتحي، وعبد الله بامجبور وأسامة صالح، وبطولة فهد المطيري، وفيصل الأحمري وسعيد القحطاني، و"ثقوب" إخراج عبدالمحسن الضبعان، والذي شارك في التأليف مع فهد الاسطاء، وبطولة مشعل المطيري، و"رفعت الجلسة" تأليف وإخراج محمد صلاح المجيبل، وبطولة خالد البريكي، وجاسم النبهان وهند البلوشي.

كما يُنافس فيلم "سلمى وقمر" تأليف وإخراج عهد كامل، وبطولة رولا دخيل الله، ومشعل تامر ومصطفى شحاتة، و"هوبال" إخراج عبدالعزيز الشلاحي، وبطولة إبراهيم الحساوي، و"أناشيد آدم" إخراج عدي رشيد، و"إسعاف" من إخراج كولن تيج، وأخيراً "سوار" إخراج أسامة الخريجي.

ويترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، المخرج المغربي إسماعيل فروخي، وعضوية الكندية لارااند ماركس، والسعودية ولاء باحفظ الله.

أما مسابقة الأفلام القصيرة، تضم 21 فيلماً، وهي: "قن" إخراج مجتبى الحجي، و"تراتيل الرفوف" إخراج هناء صالح الفاسي، و"أختين" من إخراج وليد القحطاني، و"ناموسة" إخراج رنيم المهندس، و"ميرا ميرا ميرا" إخراج خالد زيدان، و"يوم سعيد" إخراج محمد الزوعري، و"علكة" من إخراج بلال البدر، و"شرشورة" إخراج أحمد النصر، و"شريط ميكس" إخراج علي أصبعي، و"ملِكة" إخراج مرام طيبة.

كما تضم القائمة، فيلم "ونعم" إخراج مساعد القديفي، و"كرفان روان" إخراج أحمد أبو العصاري، و"نور" إخراج ثابت الموالي، و"وهم" إخراج عيسى الصبحي، و"جوز" إخراج محمود الشيخ، و"خدمة للمجتمع" إخراج جعفر آل غالب، و"1/2 رﺣﻠﺔ" إخراج رنا مطر، و"انصراف" إخراج جواهر العامري، و"هو اللي بدا" إخراج عبدالله العطاس.

ويترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، الياباني كين أوشياي، وعضوية كلّ من: الأردنية ليالي بدر، والسعودي مصعب العمري

ويشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية، 7 أعمال فقط، وهي: فيلم "عندما يشع الضوء" إخراج ريان البشري، و"عثمان في الفاتيكان" من إخراج ياسر بن غانم، و"الجانب المظلم من اليابان" إخراج عمر فاروق، و"عين السبعين" إخراج محمد الغافري، و"سارح" إخراج عبد الله اسكوبي، و"دينمو السوق" إخراج علي العبدالله، و"قرن المنازل" إخراج مشعل السحيم.

وتترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية، المخرجة والمنتجة ماريان خوري، وعضوية الفرنسية سيلفي باليوت، والمخرج السعودي فيصل العتيبي.

سينما الهوية

ويُعد "سينما الهوية" هو المحور الرئيسي للدورة الـ11، حيث سيُعرض 12 فيلماً قصيراً عربياً ودولياً، بما يضمن فهم الهوية الفردية، والوطنية والثقافية مع تسليط الضوء على التحديات والتحولات التي تواجهها.

ويضم هذا البرنامج، عرض الفيلم البولندي "الرقص في الزاوية" إخراج يان بوجنوفسكي، و"هجرة" إخراج رند بيروتي، و"شيخة" إخراج أيوب اليوسفي وزهوة راجي، و"على قبر أبي" إخراج جوهين زنطار، و"حبيبتي" إخراج أنطوان ستليه، و"في قاعة الانتظار" إخراج معتصم طه، و"احتفظ" إخراج لويس روز، و"برتقالة من يافا" إخراج محمد المغني، و"نرجو الاختلاف" إخراج روري برادلي، و"دبٌّ يتذكّر" إخراج زانغ ونايت، و"سلالة العنف" إخراج محمد بورويسا، و"إذا الشمس غرقت في بحر الغمام" إخراج وسام شرف.

أضواء على السينما اليابانية

وتحل السينما اليابانية، ضيفة على مهرجان أفلام السعودية هذا العام، من خلال عرض 8 أفلام طويلة وقصيرة، واستضافة خبراء سينمائيين يابانيين، وإقامة ندوة ثقافية ودرس حول تجربة السينما اليابانية

ويشهد البرنامج، عرض فيلم "عودة النهر" إخراج ماساكازو كانيكو، و"أضواء أوزوماسا" إخراج كين أوتشياي، و"أزرق وأبيض " إخراج هايرويوكي نيشياما، و"توما رقم 2 " إخراج يوهي أوسابي، و"العالم الجديد" إخراج تومومي موراقش، و"كابوراجي" إخراج ريسا ناكا، و"جبل الرأس" و"قصير للغاية" إخراج كوجي يامامورا.  

ماستر كلاس 

وكشفت إدارة المهرجان، عن تنظيم ماستر كلاس لمجموعة من خبراء وصُنّاع السينما، يشاركون فيها المهارات والخبرات، ويستعرضون آليات صناعة الفيلم، ورحلته من كونه فكرة مروراً بخروجه على الشاشة.

ويلتقي المنتج محمد حفظي، ضيوف المهرجان، يوم 21 أبريل الجاري، حيث يُقدم ماستر كلاس بعنوان "توزيع وتسويق الأفلام الفنية"، يشارك فيها خبراته، ويستعرض استطتراتيجياته الفعالة في إدارة وتوزيع الأفلام المستقلة على مستوى عالمي، وكيفية تقديم الأفلام المستقبلة إلى جمهور أكبر وتوسيع نطاق تأثيرها.

ويأتي ذلك، بجانب ماستر كلاس تحمل اسم "من التمويل إلى التوزيع"، للمنتجين عبد الله عرابي وشوقي كنيس، واللذان يتحدثان عن تجربة إنتاج الأفلام المستقلة، بداية من التمويل إلى التوزيع، مروراً بمواجهة التحديات في السوق السينمائي، وكيفية تحقيق التوزان بين الإبداع والتنفيذ، وذلك يوم السبت 19 أبريل

ويكشف البروفيسور الياباني كوجي يامامورا، الأسرار التي شكّلت مسيرته الإبداعية، وكذلك تجربته الغنية في عالم الرسوم المتحركة، في ماستر كلاس بعنوان "تجربة كوجي في عالم الرسوم المتحركة" يوم السبت أيضاً

سوق الإنتاج

واستعرضت إدارة المهرجان، تفاصيل مسابقة سوق الإنتاج، حيث سجّل 116 مشروعاً طوال الشهور الماضية، بينما تأهل إلى المرحلة الأخيرة من المسابقة، 11 مشروعاً فيلماً قصيراً، والعدد ذاته لمشاريع الأفلام الطويلة، منها 9 مشاريع في مرحلة التطوير، و13 مشروعاً في مرحلة الإنتاج.

مشاريع الأفلام القصيرة التي تأهلت، هي: "عطسة"، و"عجى"، وكادي في أمنا حواء"، و"نداء الغزال الأحمر"، و"قصة مها"، و"تذكرة مقابل جأش"، و"تحت العباية"، و"ركل الهواء"، و"نحاس"، و"الغُمرة"، و"ما بين الحدود".

أما مشاريع الأفلام الطويلة، تضم كلّ من: "سالم غانم"، و"خطبة ونكتة"، و"جثمان أخضر"، و"ساحة الراب السعودي.. حكايات البدايات"، و"ذكرني أن أنسى"، و"من ذاكرة الغرب: حادثة الحرم"، و"غمضي يا وردة"، و"الجانب المظلم من القمر"، و"سلمى والقمر والنجوم"، و"سيكل" و"حد". 

ويترأس لجنة تحكيم مشاريع سوق الإنتاج، السعودي عماد إسكندر، وعضوية التونسية لينة بن شعبان، واللبناني ميشال كمون

 

الشرق نيوز السعودية في

17.04.2025

 
 
 
 
 

تعرف على | تفاصيل «سوار» للمخرج أسامة الخريجي

فيلم افتتاح مهرجان أفلام السعودية

الظهران ـ «سينماتوغراف»

اختير فيلم "سوار" للمخرج والمنتج السعودي أسامة الخريجي، وهو أول فيلم روائي طويل له، ليُفتتح مهرجان أفلام السعودية القادم.

صُوّر الفيلم بشكل رئيسي في العلا، تلك المنطقة الشاسعة شمال غرب المملكة العربية السعودية، التي تضم آثارًا قديمة وواحة غناء وأودية من الحجر الرملي، والتي أصبحت مركزًا محليًا مزدهرًا لإنتاج الأفلام.

في "سوار"، تُمثّل العلا مدينة نجران، جنوب غرب المملكة العربية السعودية بالقرب من الحدود اليمنية.

ويغوص الفيلم الدرامي في ديناميكيات تقاطع حياة يانير، الأب التركي الذي يُجسّد دوره سركان جينتش، وحمد، الأب السعودي الذي يُجسّد دوره فهد بن محمد، بعد تبادل ابنيهما عند الولادة.

فيلم "سوار" من إنتاج عمر سعيد، الذي تشمل أعماله في المنطقة فيلم "نجا" السعودي الرائد على نتفليكس، والخريجي من خلال شركته "حكواتي إنترتينمنت" ومقرها الرياض.

وأعلنت شركة "سيني ويفز فيلمز"، التي شاركت في إنتاج المشروع، أنها حصلت الآن أيضًا على حقوق التوزيع العالمية.

وصرح فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لشركة "سيني ويفز فيلمز"، في بيان: "لا شك أن هذه الدراما الإنسانية المؤثرة ستلامس قلوب جمهور المهرجان قبل أن تنطلق في جولة عروض محلية ودولية، وصولًا إلى جمهور عالمي أوسع".

وأشار زيد شاكر، المدير التنفيذي بالإنابة للمهرجان، إلى أن "أكثر من 80% من طاقم العمل والممثلين السعوديين يمثلون انعكاسًا حقيقيًا للمواهب المحلية وفن السرد القصصي".

وأضاف: "إن افتتاح مهرجان الأفلام السعودية لحظة فخر - ليس فقط لأسامة، بل لنا جميعًا الذين نعمل على بناء منظومة سينمائية قوية ومستدامة في المملكة ومشاركة القصص السعودية مع العالم".

تقام الدورة الحادية عشرة من مهرجان الفيلم السعودي، الذي أسسه ويديره المخرج والشاعر السعودي أحمد الملا، في الفترة من 17 إلى 23 أبريل في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية.

 

####

 

صناعة القصص وسينما الهوية في مهرجان أفلام السعودية الحادي عشر

الظهران ـ «سينماتوغراف»

تُقام الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية، من 17 إلى 23 أبريل في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وتُقدم مجموعةً مميزةً من الأفلام من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتحت شعار "سينما الهوية"، يستكشف المهرجان كيف تُشكل الأفلام الهويات الفردية والوطنية والثقافية وتُعكسها.

تُقدم عروض هذا العام طيفًا واسعًا من الأصوات، تتناول كل شيء من الرحلات الشخصية إلى الديناميكيات الاجتماعية.

وفيما يلي نلقي نظرةً عن كثب على الأفلام البارزة التي ستُعرض وكيف تتوافق مع شعار المهرجان!

** هوبال: الخوف، العائلة، والعزلة في الصحراء

يتناول فيلم "هوبال"، من إخراج عبد العزيز الشلاحي، قصة عائلة بدوية تواجه أزمةً عام 1990، حيث تُكافح تفشي مرض الحصبة الذي يُجبرها على مواجهة تقاليدها.

ليام، رب الأسرة، يقاوم الحداثة ويرفض المساعدة الطبية من المدينة، لكن عزلة عائلته المتزايدة وحرب الخليج الوشيكة تدفعه لإعادة النظر في موقفه.

يستكشف الفيلم الانقسامات بين الأجيال والثقافة، مستخدمًا صورًا مؤثرة لتصوير التوتر بين التقاليد القديمة والتغيرات الحتمية في المستقبل. ولذلك، يُعد فيلم "هوبال" تعليقًا على الهوية وصراع القيم.

** أنا وسائقي: قصة حنين إلى الماضي

فيلم "أنا وسائقي" للمخرجة عهد كامل هو قصة حنين إلى الماضي، تدور أحداثها في جدة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وتدور أحداثه حول سلمى، الفتاة النشيطة، وعلاقتها بقمر، السائق السوداني الذي استأجرته عائلتها.

يصبح قمر مرشدها ومؤتمنها، ويعلمها دروسًا تتجاوز القيادة. ومع نمو سلمى، تتعمق علاقتهما، لكن القيود الثقافية وتوقعات الأسرة تُشكل تحديًا لصلتهما.

تحيةٌ شخصيةٌ من كامل لقمر، الرجل الذي شكّل حياتها، حيث تستكشف مواضيع الثقة والاستقلالية والاختلافات بين الأجيال في مجتمع سعودي متغير.

** مليكة: سحر، تراث، وقوة أنثوية

"مليكة"، من إخراج مرام طيبة، فيلم قصير يروي قصة فتاة سعودية شابة تسعى لاستعادة تاج جدتها المفقود. وفي رحلتها، تكتشف قوة التراث وما يعنيه حقًا أن تكون ملكة.

يجمع الفيلم بين الواقعية السحرية والفخر الثقافي، مستخدمًا الفولكلور لاستكشاف مواضيع التمكين والهوية.

وبينما تكتشف الفتاة المعنى الأعمق لميراثها، تُسلّط مليكة الضوء على كيفية استعادة النساء في العالم العربي لأصواتهن وأدوارهن في المجتمع. إنها رحلة نمو شخصي متجذرة في التقاليد والتحول.

** ميرا، ميرا، ميرا - لغز الذاكرة والانتماء

في "ميرا، ميرا، ميرا"، يروي خالد زيدان قصة فقدان، وذاكرة، وإعادة اكتشاف. سعيد رجل يفقد فجأة قدرته على الكلام بعد هدم حيّه. الكلمة الوحيدة التي يستطيع نطقها هي "ميرا". لذا، ينطلق في رحلة تكشف حقيقةً خفيةً عن ماضيه.

يتناول الفيلم فقدان المكان والهوية وكيف تُشكّل هذه الروابط هويتنا. بينما يُكافح سعيد لتذكر ماضيه، يتأمل فيلم "ميرا، ميرا، ميرا" في مدى هشاشة إحساسنا بذاتنا عندما نُسلب منّا الذاكرة والوطن.

ويُقدّم الفيلم، بنبرته التأملية، استكشافًا مؤثرًا للعلاقة المُعقّدة بين الهوية الشخصية والانتماء.

** تُسلّط هذه الأفلام الضوء على الموضوع الرئيسي للمهرجان من خلال إظهار كيف يُمكن للهوية، سواءً كانت فردية أو وطنية أو ثقافية، أن تكون رحلةً شخصيةً وتجربةً جماعيةً في آنٍ واحد. من عزلة العائلة البدوية في "هوبَال" إلى التراث القويّ والساحر في "مليكة"، يُقدّم كل فيلم منظورًا فريدًا لكيفية تعاملنا مع تعقيدات عالمنا.

ومن خلال الاحتفال بهذه الأصوات المتنوعة، يثبت المهرجان السينمائي السعودي في دورته الحادية عشرة أن الفيلم أداة قوية لاستكشاف طبيعة الهوية المتعددة الأوجه، قصة تلو الأخرى!

 

####

 

«سينماء» .. مبادرة سعودية جديدة لصناعة محتوى سينمائي رصين

الرياض ـ «سينماتوغراف»

في خطوة نوعية تستهدف تغذية المشهد السينمائي المحلي والإقليمي، أطلقت هيئة الأفلام السعودية ممثَّلةً بالأرشيف الوطني للأفلام، مساء أمس الأربعاء، مبادرة «سينماء»، خلال حفل في قصر الثقافة بالرياض.

المبادرة تسعى لتعزيز المحتوى المعرفي السينمائي بمسارات متعددة تشمل: المحتوى المقروء، والمسموع، والمرئي، ضمن رؤية تفتح الباب أمام النقاد والباحثين وصنّاع الأفلام للمساهمة في إثراء الوعي السينمائي، وتحفيز الحركة النقدية والبحثية، وتوسيع نطاق الحوار المجتمعي حول الفن السابع.

وحسب الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، عبد الله بن ناصر القحطاني، فإن «سينماء» تمثل خطوة تأسيسية لصناعة محتوى سينمائي رصين، يكرّس السينما أداةً ثقافيةً وتعليميةً، ويُمكّن مجتمعها من التفاعل وتبادل الأفكار واستكشاف آفاق جديدة للنقد والبحث. وشهد حفل الإطلاق تدشين الحسابات الرسمية للمبادرة على منصات التواصل وإطلاق الموقع الإلكتروني الذي يقدّم مواد معرفية متجددة، تشمل مقالات وبحوثاً ومساهمات من نقّاد وكتاب ومترجمين.

وفي تطوّر لافت، أُعلن خلال الحفل عن إنشاء «جمعية نقاد السينما»، كأول كيان مهني مستقل يُعنى بالنقد السينمائي في المملكة ويهدف إلى تمكين النقّاد، وتطوير الحركة النقدية، وتعزيز الثقافة السينمائية على المستويين المحلي والدولي. إلى جانب ذلك، تم توقيع مذكرتي تفاهم بين هيئة الأفلام وكلٍّ من هيئة الإذاعة والتلفزيون، والاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (FIPRESCI)، في مسعى لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وتمكين المواهب، والمساهمة في حفظ الإرث السينمائي الوطني.

وعلى هامش الفعالية، استعرض الأرشيف الوطني للأفلام عدداً من مشاريعه البارزة، ومنها: إيداع الأفلام، وسجل الأفلام السعودية، والتاريخ الشفهي للشاشة العربية، ومبادرات ترميم وتوثيق التاريخ السينمائي السعودي والعربي، ضمن رؤيته للتحوّل إلى مرجع وطني وذاكرة بصرية لصنّاع الأفلام في المملكة والمنطقة.

ووفقاً للموقع الإلكتروني للمبادرة، فإن «سينماء» تسعى لرفد النهضة السينمائية بحراك نقدي ومعرفي رصين، يثري صناع الأفلام، ويحفز النقاد، لتكون بذلك حلقة وصل فعّالة.

تقدم المبادرة أيضاً مكتبة فريدة للباحثين والنقّاد تساعدهم على الوصول إلى الكثير من المصادر والمراجع السينمائية والمعرفية المتعلقة بالسينما والدراسات المتقاطعة معها لمساعدتهم على إتمام إنتاجهم العلمي والمعرفي، من خلال توفير وصول مجاني لقواعد بيانات مختارة من أبرز المصادر البحثية العالمية الرائدة في مجال السينما.

 

موقع "سينماتوغراف" في

17.04.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004