ملفات خاصة

 
 
 

حفل الجوائز الأول بالعام الجديد:

الموسم يبدأ من «جولدن جلوب» الـ 82

كتب آلاء شوقى

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 97)

   
 
 
 
 
 
 

فى الأسبوع الأول من عام 2025، تستهل هوليوود موسم جوائز العام الجديد، بحفل «جولدن جلوب» فى دورته الثانية والثمانين فى «لوس أنجلوس».. الذى يسبق حفل جوائز الأوسكار فى دورته الـ97 بأسابيع قليلة؛ حيث من المقرّر أن تعلن جوائز الأوسكار فى الثانى من مارس المقبل

وخلال حفل «جولدن جلوب» فاز فيلما (The Brutalist)، و(Emilia Pérez)، بأغلب الجوائز فى فئة الأفلام، إذ حصل الأول على 3 جوائز؛ بينما حاز الثانى على 4 جوائز.. فى حين هيمن المسلسل التاريخى (Shōgun)، على جوائز التليفزيون بحصوله على 4 جوائز.

 وفى خضم صخب الحفل- كعادة حفلات توزيع الجوائر- تبرز العديد من المواقف والمَشاهد المميزة التى تلفت الأنظار

 أكبر قدر من الترشحيات

فاز فيلم (The Brutalist) بجائزة أفضل فيلم فى فئة الدراما.. ومن سبعة ترشيحات نالها الفيلم، حصل «أدريان برودى» على أول جائزة جولدن جلوب عن دوره الرئيسى، بينما فاز «برادى كوربيت»- الذى شارك فى كتابة الفيلم أيضًا- بجائزة أفضل مُخرج.

كما حصل فيلم (Emilia Pérez) للمخرج «جاك أوديار» على  10 ترشيحات، ليصبح أكبر عدد من الترشيحات لأى فيلم، فى فئات تتراوح بين التمثيل، والإخراج، والكتابة، والموسيقى

وحصلت نجمتا الفيلم «سيلينا جوميز، وزوى سالدانا»، على ترشيحات فى التمثيل حازت فيها الأخيرة على جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثلة فى فيلم موسيقى أو كوميدى؛ بينما تم تكريم «أوديار» فى الإخراج؛ بالإضافة إلى كتابة الأغانى، وكتابة السيناريو.  

وفاز الفيلم- أيضًا- بجائزة أفضل فيلم موسيقى أو كوميدى، وأفضل أغنية أصلية

بدوره؛ حصد فيلم الإثارة (Conclave)، الذى يدور حول انتخاب بابا جديد، 6 ترشيحات؛ حصل منها على جائزة جولدن جلوب لأفضل سيناريو.

كما حصل مسلسل (The Bear)- الذى فاز العام الماضى بجائزة أفضل مسلسل كوميدى تليفزيونى- على أكبر عدد من الترشيحات بين جميع المسلسلات التليفزيونية بواقع 5 ترشيحات. ولكن، نجم المسلسل «جيريمى ألين وايت» فاز  بالجائزة الوحيدة التى حصل عليها المسلسل هذا العام لأفضل ممثل.

 جائزة بعد عناء

خلال حفل الجوائز.. فازت الممثلة الأمريكية «ديمى مور» بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة لفيلم موسيقى أو كوميدى عن دورها فى فيلم (The Substance)، من تأليف وإخراج «كورالى فارجيت».

وقالت «مور» خلال تسلمها الجائزة: «كنت أفعل هذا لمدة 45 عامًا.. وهذه هى المرّة الأولى التى أفوز فيها بأى شىء كممثلة».

جدير بالذكر، أن الفيلم عُرض- لأول مرّة- فى 19 مايو 2024 فى الدورة السابعة والسبعين لمهرجان «كان» السينمائى، واختير للمنافسة على جائزة السعفة الذهبية فى قسم المسابقة الرسمية؛ حيث فازت «كورالى فارجيت» بجائزة أفضل سيناريو.

 هذا الشبل من ذاك الأسد

صنعت الممثلة «فرناندا توريس» لنفسها تاريخًا كأول ممثلة برازيلية تفوز بجائزة أفضل ممثلة فى فيلم درامى عن فيلم (I'm Still Here)، بعد أكثر من 25 عامًا من ترشيح والدتها كأول ممثلة برازيلية فى عام 1999 عن فيلم (Central Station)، الذى نال ترشيحًا لجائزة الأوسكار أيضًا.

وفازت «توريس» بجائزة جولدن جلوب للمرّة الأولى؛ حيث بدت مذهولة لسماع اسمها؛ لأنها لم تتوقع أن تتفوق على كل من المرشحات: «باميلا أندرسون» عن فيلم (The Last Showgirl)، و«أنجلينا جولى» عن فيلم (Maria)، و«نيكول كيدمان» عن فيلم (Babygirl)، و«تيلدا سوينتون» عن فيلم (The Room Next Door)؛ بالإضافة إلى «كيت وينسلت» عن فيلم (Lee).

 لوس أنجلوس تكمّم الأفواه حول غزة

طوال ثلاث ساعات أو أكثر لم يتطرّق أحد فى هذا الحفل إلى المَجازر التى تحدث فى قطاع «غزة».. فقط ارتدى ثلاثة مشاهير دبابيس (Artists for Ceasefire)، التى تتضامن مع القضية الفلسطينية، وهم: «جاى بيرس، وآيو إدبيرى، وستيف واى»، إلاّ أنه لم تتطرق وسائل الإعلام الأمريكية أو العالمية لهذا على الإطلاق وكأنه لم يحدث؛ رغم أن صور المشاهير أوضحت تلك الدبابيس.

من الصعب التأكيد إذا كان الصمت عن الحديث عن المأساة الإنسانية فى غزة هو مسألة اختيار شخصى؛ فلم ينسَ أحد أنه فى مهرجان «كان» السينمائى فى مايو الماضى صدرت توجيهات صريحة بعدم الإدلاء بتعليقات سياسية؛ ما يثير التساؤل حول ما إذا كانت قد صدرت توجيهات مماثلة للحاضرين فى حفل «جولدن جلوب».

 اختفاء مشكوك فى أمره

فى واقعة مريبة؛ بل ومثيرة للشكوك، انتهى حفل توزيع جوائز جولدن جلوب، دون حضور الممثل «خافيير بارديم»، الذى تم ترشيحه لجائزة أفضل أداء لممثل فى دور مساعد على شاشة التليفزيون عن دوره فى مسلسل (Monsters: The Lyle and Erik Menendez Story).

والأغرب أن وسائل الإعلام الأمريكية لم تسلط الضوء بالقدر الكافى على تلك الواقعة؛ حيث اكتفى أحد المواقع الإخبارية الأمريكية الصغيرة بذكر اسم «بارديم» وسط سطور تقرير طويل بأنه لم يتمكن من الحضور، دون إعطاء تفاصيل!!

جديرًا بالذكر؛ أن «بارديم» أعلن فى مطلع أكتوبر الماضى، أنه لن يصمت أكثر حول المجازر التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بحق المدنيين فى غزة، داعيًا إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة.

وشدّد الممثل الإسبانى الأصل على ضرورة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» أمام المحكمة الجنائية الدولية.. معربًا عن اعتقاده بأنهم قادرون؛ بل يجب عليهم كممثلين المساعدة فى إحلال السلام

مُشاهدات متواضعة

قالت شركة «ديك كلارك» للإنتاج إن متوسط ​​عدد مشاهدى حفل توزيع جوائز جولدن جلوب- الذى بثته شبكة «سى.بى.إس» الأمريكية- بلغ 10.1 مليون شخص فقط، بزيادة طفيفة على عدد مُشاهدى الحفل العام الماضى، الذى اجتذب ما يقرب من 9.4 مليون مُشاهد.

يأتى ذلك بعد أن كان عدد مُشاهدى الحفل قبل جائحة «كوفيد - 19» يقترب من 20 مليون مُشاهد؛ بينما كان فى عام انتشار كورونا نفسه، أى فى عام 2020، بلغ عدد مُشاهدى الحفل 18.4 مليون شخص.

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

12.01.2025

 
 
 
 
 

انطلاق حفل جوائز Critics Choice يوم 26 يناير بسبب حرائق الغابات

لميس محمد

تم تأجيل حفل توزيع جوائز Critics Choice الـ 30 لمدة أسبوعين، على أن يقام في 26 يناير الجارى، بدلاً من يوم 12 يناير مع عودة تشيلسى هاندلر لاستضافة الحفل، بسبب حرائق الغابات المدمرة التي غطت منطقة لوس أنجلوس.

سيبقى الحدث الذي أعيد جدولته في Barker Hangar في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، وسيتم بثه مباشرة على E! وفي جميع أنحاء العالم، كما سيكون متاحًا على Peacock في اليوم التالي.

وهذه القائمة الكاملة لـ ترشيحات جوائز Critics Choice Awards الـ 30:

 أفضل فيلم

"A Complete Unknown"
"Anora"
"The Brutalist"
"Conclave"
"
Dune: Part Two"
"Emilia Pérez"
"Nickel Boys"
"Sing Sing"
"The Substance"
"
Wicked
"

أفضل ممثل

أدريان برودي – The Brutalist
تيموثي شالاميت – A Complete Unknown
دانييل كريج – Queer
كولمان دومينجو – Sing Sing
رالف فاينز – Conclave
هيو جرانت
– Heretic

أفضل ممثلة

سينثيا إيريفو – Wicked
كارلا صوفيا جاسكون – Emilia Pérez
ماريان جان بابتيست – Hard Truths
أنجلينا جولي – Maria
مايكي ماديسون – Anora
ديمي مور
– The Substance

أفضل ممثل مساعد

يورا بوريسوف – Anora
كيران كولكين – A Real Pain
كلارنس ماكلين – Sing Sing
إدوارد نورتون – A Complete Unknown
جاي بيرس – The Brutalist
دينزل واشنطن
– Gladiator II

أفضل ممثلة مساعدة

دانييل ديدويلر – The Piano Lesson
أنجانوي إليس تايلور – Nickel Boys
أريانا غراندي – Wicked
مارجريت كوالي – The Substance
إيزابيلا روسيليني – Conclave
زوي سالدانا
– Emilia Pérez

أفضل ممثل/ ممثلة شابة

أليلا براون – "Furiosa: A Mad Max Saga"
إليوت هيفيرنان – "Blitz"
مايسي ستيلا – "My Old Ass"
إيزاك وانج – "Didi"
أليشا وير – "Abigail"
زوي زيجلر
– "Janet Planet"

أفضل طاقم تمثيلي

"Anora"
"Conclave"
"Emilia Pérez"
"Saturday Night"
"Sing Sing"
"Wicked"

أفضل مخرج

جاك أوديار - “Emilia Pérez”
شون بيكر - " Anora "
إدوارد بيرجر – " Conclave "
برادي كوربيت - " The Brutalist "
جون إم تشو - " Wicked "
كورالي فارجات - " The Substance "
راميل روس - " Nickel Boys "
دينيس فيلنوف
- " Dune: Part Two "

أفضل سيناريو أصلي

شون بيكر – " Anora "
موريتز بايندر، تيم فيلباوم، أليكس ديفيد – " September 5 "
برادي كوربيت، مونا فاستفولد – " The Brutalist "
جيسي أيزنبرج – " A Real Pain "
كورالي فارغيت – " The Substance "
جوستين كوريتزكس
– " Challengers "

أفضل سيناريو مقتبس

“Emilia Pérez”
“Wicked”
“Sing Sing”
“Nickel Boys”
“Conclave”
“Dune: Part Two”

أفضل تصوير سينمائي

Nosferatu
Wicked
The Brutalist 
Conclave
Dune: Part Two 
Nickel Boys

أفضل تصميم إنتاج

جودي بيكر، باتريشيا كوشيا – "The Brutalist"
ناثان كرولي، لي ساندالز – "Wicked"
سوزي ديفيز – "Conclave"
كريج لاثروب – "Nosferatu"
آرثر ماكس، جيلي أزيس، إيلي جريف – "Gladiator II"
باتريس فيرميت، شين فيو
– "Dune: Part Two"

أفضل مونتاج

شون بيكر – "Anora"
ماركو كوستا – "Challengers"
نيك إيمرسون – "Conclave"
ديفيد جانكسو – "The Brutalist"
جو ووكر – "Dune: Part Two"
هانزجورج فايسبريش
– "September 5"

 أفضل تصميم أزياء

ليزي كريستل – "Conclave"
ليندا موير – "Nosferatu"
ماسيمو كانتيني باريني – "Maria"
بول تازويل – "Wicked"
جاكلين ويست – "Dune: Part Two"
جانتي ييتس، ديف كروسمان
– "Gladiator II"

 أفضل شعر ومكياج

كريستين بلونديل، ليسا وارينر، نيل سكانلان – "Beetlejuice Beetlejuice"
فريق الشعر والمكياج – "Dune: Part Two"
فريق الشعر والمكياج – "The Substance"
فرانسيس هانون، سارة نوث، لورا بلونت – "Wicked"
ترايسي لودر، سوزان ستوكس-مونتون، ديفيد وايت – "Nosferatu"
مايك مارينو، سارة جرالمان، آرون سوسييه
– "A Different Man"

 أفضل المؤثرات البصرية

مارك باكوفسكي، بييترو بونتي، نيكي بيني، نيل كوربولد - "Gladiator II"
بابلو هيلمان، جوناثان فوكنر، بول كوربولد، ديفيد شيرك - "Wicked"
بول لامبرت، ستيفن جيمس، ريس سالكومب، جيرارد نيفزر - "Dune: Part Two"
لوك ميلار، ديفيد كلايتون، كيث هيرفت، بيتر ستابس - "Better Man"
فريق المؤثرات البصرية - "The Substance"
إريك وينكويست، ستيفن أونترفرانز، بول ستوري، رودني بيرك
- "Kingdom of the Planet of the Apes"

 أفضل فيلم رسوم متحركة

"Flow"
"Inside Out 2"
"Memoir of a Snail"
"Wallace & Gromit: Vengeance Most Fowl"
"The Wild Robot"

 أفضل فيلم كوميدي

"A Real Pain"
"Deadpool & Wolverine"
"Hit Man"
"My Old Ass"
"Saturday Night"
"Thelma"

 أفضل فيلم بلغة أجنبية

"All We Imagine as Light"
"Emilia Pérez"
"Flow"
"I’m Still Here"
"Kneecap"
"The Seed of the Sacred Fig"

 BEST SONG

“Beautiful That Way” – “The Last Showgirl” – مايلى سايرس
“Compress/ Repress” – “Challengers” –
ترينت ريزنور، أتيكوس روس
“El Mal” – “Emilia Pérez” –
زوي سالدانيا، كارلا صوفيا جاسكون، كاميل
“Harper and Will Go West” – “Will & Harper” –
كريستين ويج
“Kiss the Sky” – “The Wild Robot” –
مارين موريس
“Mi Camino” – “Emilia Pérez” –
سيلينا جوميز

 أفضل موسيقى تصويرية

فولكر بيرتلمان – "Conclave"
دانييل بلومبرج – "The Brutalist"
كريس باورز – "The Wild Robot"
كليمان دوكول وكاميل – "Emilia Pérez"
ترينت ريزنور وأتيكوس روس – "Challengers"
هانز زيمر
– "Dune: Part Two"

 

اليوم السابع المصرية في

12.01.2025

 
 
 
 
 

المجمع المغلق”.. حرب داخل أسوار الفاتيكان تجسد صراعات العالم

حسام فهمي

انفجار خلف أبواب الفاتيكان، حيث يجتمع الكاردينالات لاختيار البابا الجديد، انفجار بعبوات ناسفة لا نعرف مصدرها، وانفجار آخر معنوي باختلافات حادة في الرؤى، حول تاريخ الكنيسة ومستقبلها بين المرشحين لكرسي البابوية.

هذا ما نشاهده في فيلم “المجمع المغلق” (Conclave)، وهو من إخراج الألماني “إدوارد بيرغر”، الذي حصد فيلمه الأخير “كل شئ هادئ على الجانب الغربي” (All Quiet on the Western Front) أربع جوائز أوسكار في العام الماضي، وفي هذا العام حصد فيلم “كونكلاف” جائزة “غولدن غلوب”، عن فئة أفضل سيناريو، وسينافس على جوائز “البافتا” والأوسكار أيضا.

وبدلا من الذهاب لخطوط الاشتباك في الحرب، يعود هذا الفيلم للغرف المغلقة بداخل المؤسسة الدينية الأكثر تأثيرا في العالم، حيث توجد حرب من نوع آخر.

كيف تتضافر الصورة والسيناريو لصنع فيلم تشويق يعتمد أساسا على الحوار؟ وكيف يعبر الفيلم عن حال الكنيسة الكاثوليكية، وعن حال العالم اليوم أيضا؟

عُرض الفيلم في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وقد كتب له السيناريو “بيتر ستراهان”، معتمدا على رواية الكاتب البريطاني “روبرت هاريس” التي نُشرت في عام 2016.

مجتمع مغلق وضيف غامض.. افتتاحية مشوقة

تبدأ أحداث الفيلم بحدث مفاجئ، يدفع الكاردينال “لورانس” لدعوة الكاردينالات من كل مكان في العالم، للاجتماع لانتخاب البابا الجديد، ويجري هذا الاجتماع المغلق خلف أبواب مغلقة، وحينما يحدث لا يعلم أحد عن تفاصيله شيئا.

يستقي الفيلم تفاصيل الاجتماع السري من داخل أحداث الرواية، فيجتمع الكاردينالات، ويقود الاجتماع الكاردينال “لورانس” (الممثل رالف فينس)، ثم يبرز الكاردينال الإيطالي “تيديسكو” ذو الرؤية المحافظة والمتشددة في بعض الأحيان.

وعلى الجانب الآخر الكاردينال “بيليني” ذو الرؤية الإصلاحية، والكاردينال “أديامي” الذي يطمح لأن يكون أول بابا من القارة الأفريقية، والكاردينال “تريمبلاي” المسن ذو النفوذ الواضح، الذي يبدو كأنه اختيار سهل لاستمرار كرسي البابوية على ما هو عليه.

في هذا المجتمع المغلق، يظهر ضيف غامض هو الكاردينال “بينيتيز”، الذي يعرف نفسه بخطاب من البابا القديم، يعلن تعيينه كاردينالا على مدينة كابُل الأفغانية، ولكنه كاردينال سري بسبب الخوف على أمنه وحياته.

هكذا يبني صناع الفيلم الفصل الأول من الحكاية؛ اجتماع متوتر وملحمي، وطموحات لعدة رجال أقوياء، من خلفيات وثقافات مختلفة متصادمة، وضيف غريب وغامض، وقائد للاجتماع متشكك في كل شيء، يحاول العمل محققا، ويخفي شكوكه خلف ذلك في إيمانه الشخصي.

يعتمد المخرج “إدوارد بيرغر” خلال هذا الفصل الأول على القطع المونتاجي السريع، وفي بعض المشاهد على الكاميرا اليدوية المحمولة، وكأننا في فيلم حركة. هكذا يبدأ الفيلم بجرعة عالية من التشويق.

زوايا التصوير والألوان.. لغة السينما الغنية عن المفردات

في الفصل الثاني تتحول الحكاية لنوع آخر من التشويق، نوع لا يعتمد على القطع المونتاجي السريع، بل على مشاهد طويلة، تفصلها إطارات هادئة تسرد بالصورة ما لا يمكن سرده بالكلام.

يعتمد “إدوارد بيرغر” ومدير التصوير “ستيفن فونتاين” على تدرجات لونية من الأحمر والأبيض، وهي الألوان المميزة لزي الكاردينالات، أما الأحمر فيمكن أن يعبر أيضا عن الغضب والدماء، ويعبر الأبيض عن التسامح والسلام والنقاء، أو على الأقل التظاهر بالنقاء.

لكن ما يبدو أكثر وضوحا في السرد البصري لأحداث الفيلم، هو استخدام التكوين الهرمي، حين يظهر الكاردينال “لورانس” في إطار صامت، وهو يتابع الكاردينالات من شرفة في طابق مرتفع، ثم ترتفع الكاميرا فوق رأسه لتصبح من “زاوية عين الإله”، ويشكل جسد “لورانس” مع الكاردينالات تكوينا هرميا، يقف على رأسه “لورانس”.

هنا تخبرنا الصورة بسر “لورانس” الكبير، فمع أنه يتحدث دائما عن زهده في كرسي البابوية، ويتشكك في إيمانه الشخصي، فإنه في حقيقة الأمر يرى نفسه في مرتبة أعلى من باقي الكاردينالات، ويحاول أن يحقق في تاريخهم، ويتتبع خطاياهم، بل يفضحها إن لزم الأمر.

هجوم مفاجئ يميط اللثام عن رجل حكيم

في إطار آخر، نرى الكاردينال الغامض “بينيتيز” وهو على رأس تكوين هرمي في أحد أهم مشاهد الفيلم، فبعد وقوع هجوم مفاجئ على الاجتماع حاول البعض استغلال ذلك لتأجيج الكراهية ضد المسلمين.

لكن “بينيتيز” وقف وألقى خطابا عما عاشه خلال الحروب التي شهدها، أثناء خدمته رجل دين في بلاد غالبيتها مسلمة، وأنه شاهد معاناة الجميع، رجالا ونساء، مسلمين ومسيحيين.

إنه خطاب إنساني عن المعاناة المشتركة التي يعيشها البشر العاديون، انتزع به “بينيتيز” الكلمة داخل الاجتماع، ومن خلال الصورة تحول من رجل غامض على الهامش، إلى رجل حكيم في مركز اهتمام الحضور، والمشاهدين أيضا.

حوارات تصل لحافة الانفجار

يتضافر الحوار مع الصورة ليصنع أفضل ما في الفيلم، مشاهد طويلة تعتمد أساسا على حوارات تتصاعد من حوار ودّي بسيط في البداية، حتى تصل في نهاية المشهد إلى حافة الانفجار، ويعتمد “بيتر ستراهان” في كتابة السيناريو والحوار على حيلة سينمائية قديمة، ففي كل مرة يكشف سرا نعلمه نحن الجمهور، ثم يبدأ مشهد طويل بعده، يُكشف فيه السر لباقي شخصيات الفيلم.

وهكذا يزداد تشويقنا في كل لحظة، في انتظار انفجار السر الذي نعرفه، وتتبع الانفجار توابع جديدة لم نكن نعلم عنها شيئا، أهمها التأثير على تصويت الكاردينالات لاختيار البابا الجديد، الأمر الذي يبقينا على حافة كراسينا أثناء المشاهدة، حتى نبلغ النهاية.

ومع ذلك، فإن الفيلم يفقد نقطة تفوقه الأهم، في التواءة تُغير مسار الحبكة، وهي تأتي فجأة من نقطة عمياء، لم نعرف عنها -نحن المشاهدين- أي شيء، فتضعف لحظة نهاية كانت غنية عن الالتواءات.

رالف فينيس”.. مدرسة تمزج أدوات المسرح والسينما

يكتسب الفيلم قيمة تسويقية وفنية بالأساس من الأداء التمثيلي في المشاهد الحوارية الطويلة التي تميزه، وذلك أداء تمثيلي يعتمد على مباريات تمثيلية ثنائية وثلاثية في بعض الأحيان، مباريات يظل أحد أطرافها ثابتا، وهو الممثل البريطاني “رالف فينيس” الذي يؤدي دور الكاردينال “لورانس”.

رالف” ممثل خبير ذو مدرسة مميزة تماما، يختلط فيها المسرح والسينما على مستوى الأداء الصوتي، وهو مسرحي بامتياز، يستطيع التحكم في مستوى صوته ونغمته، فيصبح حنونا ودودا في بعض الأحيان، ثم يصبح شديد القسوة مخيفا في أحيان أخرى.

أما على مستوى ملامح الوجه فالرجل سينمائي بامتياز، فلا يبالغ “رالف” في مشاعره وتعابير وجهه، بل يكتفي في كثير من الأحيان بالتعبير بنظرات عينيه فقط.

وحين يتحدث مع الكاردينال “بينيتيز” (الممثل كارلوس دييز) القادم من أفغانستان، طالبا منه ألا يصوت له لمنصب البابا، تتحول نظرات عيني “رالف” من الود الشديد في بداية المشهد إلى غضب عارم في النهاية.

إنه غضب يظهر خوف الكاردينال “لورانس” من ظهور جانب من شخصيته لا يحبه، وهو يدرك في أعماق عقله أنه يرى الآخرين من أعلى، يريد أن يتحكم فيهم، وربما لو وصل لكرسي البابا لأصبح أسوأ من كل من عارضهم من قبل.

ستانلي توتشي”.. وجه هادئ ينفجر في لحظة كبرى

الخصم الأهم في معظم أحداث الفيلم هو الكاردينال “بيليني”، ويؤدي دوره الأمريكي “ستانلي توتشي”، وهنا نقف أمام ممثل آخر خبير، رجل يستطيع التسلل في بداية أحداث الفيلم، ليقنع المُشاهد أنه المرشح الأفضل ليكون البابا الجديد.

يقع هذا التأثير أيضا على الكاردينال “لورانس”، لكن مع تطور الأحداث يزداد تشككنا فيه، لكنه تشكك لا يكفي لإبعادنا عن تمني فوزه.

ينقل “توتشي” هذه المشاعر المختلطة من خلال وجه مبتسم، إنه هادئ لكنه قادر على الانفجار غضبا في أحد أهم منعطفات الفيلم، منعطف يعلن به أننا لا نشهد انتخابات كما كنا نظن، بل هي حرب.

كنيسة تعبر عن حال العالم

يكتسب فيلم “المجمع المغلق” بلا شك قيمة مضافة بسبب توقيت عرضه، فنشاهده بعد الانتخابات الأمريكية التي فاز بها “دونالد ترامب”، ووسط أجواء مشتعلة من خلال حربين، إحداهما في أوروبا حيث تستمر حرب روسيا وأوكرانيا، والأخرى في الشرق الأوسط، حيث تستمر الإبادة في غزة، نشاهد الفيلم ونحن نفكر في كل هذا.

تصبح المشاعر أكثر تأججا، حين يتحدث أحد الكاردينالات حديثا عنصريا عن العرب والمسلمين، وينزع عنهم إنسانيتهم، ويعلن الحرب عليهم، وحينما نشاهد صراع المتشددين والمجددين، ثم ندرك في بعض اللحظات أننا نختار بين سيئ وأسوأ، فنتذكر الصراع الانتخابي المحموم في الفاتيكان، ثم في أمريكا ومعظم دول أوروبا.

وأخيرا حينما يتحدث الكاردينال “لورانس” عن الشك والخطيئة والتوبة، يصبح الأمر أكثر إنسانية، فتلك مواضيع ترتبط بالجميع، ويمكنها أن تشغل بال الجميع.

هكذا يمكنك التواصل مع هذا الفيلم، حتى ولو لم تكن على صلة بما يحدث داخل الفاتيكان، فلو تجاهلت الأزياء والمناصب الكنسية، فستجد أن هذا الفيلم يتحدث عن كل لحظة انتخابية، وكل اجتماع إنساني.

 

الجزيرة الوثائقية في

12.01.2025

 
 
 
 
 

حرائق الغابات في لوس إنجليس ترجئ إعلان ترشيحات الأوسكار مرة ثانية

إلغاء حفل الغداء السنوي للمرشحين للجوائز

نيويورك: «الشرق الأوسط»

قال منظمو حفل جوائز الأوسكار، اليوم (الاثنين)، إن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة أرجأت الإعلان عن المرشحين لفئات جوائز الأوسكار هذا العام للمرة الثانية بسبب حرائق الغابات المستمرة في لوس أنجليس.

ومن المقرر الآن إعلان المرشحين لأرفع جوائز صناعة السينما في 23 يناير (كانون الثاني). وكان من المقرر في الأصل الإعلان عنها، يوم الجمعة، ثم أُرجئت إلى 19 يناير، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال بيل كرامر، الرئيس التنفيذي للأكاديمية وجانيت يانغ رئيسة الأكاديمية، في بيان: «نظراً للحرائق التي لا تزال مشتعلة في منطقة لوس أنجليس، نشعر بأن من الضروري تمديد فترة التصويت لدينا وتأجيل تاريخ الإعلان عن ترشيحاتنا للسماح بوقت إضافي لأعضائنا».

كما ألغت الأكاديمية حفل الغداء السنوي للمرشحين لجوائز الأوسكار، الذي كان مقرراً في 10 فبراير (شباط). ومن المقرر أن يُقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في الثاني من مارس (آذار).

وقال القيّمون على جوائز «غرامي» إن حفل توزيع أرفع جوائز صناعة الموسيقى سيقام أيضاً حسب الخطط في الثاني من فبراير.

وقال مسؤولو أكاديمية فنون وعلوم التسجيلات في رسالة إلى الأعضاء: «سيحمل عرض هذا العام شعوراً متجدداً بوجود هدف، وهو جمع أموال إضافية لدعم جهود الإغاثة من حرائق الغابات وتكريم شجاعة أفراد الاستجابة الأولية وتفانيهم ممن يخاطرون بحياتهم من أجل حماية حياتنا».

 

الشرق الأوسط في

13.01.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004