ملفات خاصة

 
 
 

أنجلينا جولي: شخصية كالاس كانت الذروة

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تعلمت الغناء لأجل «ماريا»

تورونتو كندامحمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 97)

   
 
 
 
 
 
 

في لقاء مع «الشرق الأوسط»، تحدثت النجمة الأميركية أنجلينا جولي عن تجربتها في «ماريا»، أحدث فيلم كانت البطولة فيه لها، حيث تقمصت شخصية مغنية الأوبرا اليونانية الشهيرة ماريا كالاس.

تقول جولي: «الفيلم يحيط بالفترة الأخيرة من حياة ماريا، وهي فترة مأساوية». وتضيف: «لم يكن أمراً هيّناً على الإطلاق. تدخّلت مشاعري الخاصة وتجربتي في الحياة، وكنت عاطفية؛ وهو الأمر الذي يجب ألّا يحتل كل دوافع التشخيص بصفتي ممثلة». وتقول: «في كل المشاهد عايشت الشخصية (...) لقد تعلمت الغناء لأجل هذا الدور. لم يكن هناك مجال لأقع في خطأ ما. بعض المشاهد الأخرى هي أيضاً مصيرية. كنت دوماً أحاول أن أكون هي».

وتستطرد: «أنا امرأة عاطفية. فلا بدّ أن أشعر مع الشخصية التي أمثّلها، وشخصية ماريا كالاس كانت الذّروة في هذا المجال. أردت أن أكون هي (...) ممارسة ذلك فعلياً كانت من أصعب تجاربي بوصفي ممثلة».

*****

أنجلينا جولي لـ«الشرق الأوسط»: تعلّمتُ الغناء من أجل دوري في «ماريا»

لا بدّ لي أن أشعر مع الشخصية التي أمثّلها وشخصية ماريا كالاس كانت الذروة

تورونتومحمد رُضا

أدّت أنجلينا جولي حضوراً مزدوجاً في الربع الأخير من العام الحالي. كانت وصلت مهرجان «ڤينيسيا» في سبتمبر (أيلول) الماضي لحضور فيلم لعبت دور البطولة فيه، ومن ثمّ توجهت إلى «تورونتو» لعرض فيلم من إخراجها. شهد الحاضرون هناك عرض الفيلمين في إطار أسبوع واحد.

أخرجت فيلم «بلا دماء» (Without Blood) ولم تمثّل فيه، بل أسندت دور البطولة فيه للممثلة سلمى حايك.

الفيلم الذي لعبت بطولته هو «ماريا»، ويتبع سلسلة أعمال حقّقها المخرج بابلو لوران أجزاء من سيرة بيوغرافية. اهتمامه في هذا الفيلم انصبّ على شخصية مغنية الأوبرا اليونانية ماريا كالاس التي أدّتها أنجلينا جولي.

فيلمان مختلفان

شتّان ما بين الفيلمين من نواحٍ متعددة. يتناول الأول، حكاية امرأة تسرد ما حدث لها وتبحث عن انتقام. سلمى حايك تمنح الشاشة قدرتها على التعاطف معها، وشريكها في البطولة داميان بشير يعوّض بحضوره تلك الثغرات المتعدّدة التي صاحبت الفيلم وجعلته متأرجحاً ما بين الجودة والضعف.

«ماريا» يمتلك خبرة المخرج التشيلي بابلو لوران، ليس لكونه عمد إلى الأفلام البيوغرافية أكثر من مرّة ولديه معالجاته لكل شخصية قدّمها فقط، بل لأنه فنان أكثر تمرّساً في مجال عمله.

على ذلك، لا يخلو «ماريا» من مشاكل، أهمها أن الفيلم تبعاً لحقيقة أنه يدور حول آخر أيام المغنية المشهورة، حدّد لمن طلب المزيد أن يتوجّه إلى أفلام أخرى أو يبحث عن الفنانة في صفحات الموسوعات والكتب. أحد تلك الأفلام خرج في سنة 2017 لسينمائي مغمور توم ڤولف. ذلك الفيلم كان وثائقياً شمل مراحل متعددة ويمكن اعتباره مرجعاً لا بأس بأهميّته.

وتبقى أنجلينا جولي محطّ اهتمامٍ كبير هذا العام، ليس لأنها حضرت مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، بل لأنها قد تسير صوب أدراج حفل الأوسكار المقبل على سجادتيهما الحمراوتين. بكلمات أخرى، هذا الاهتمام الإعلامي الحالي بها سيمتد خصوصاً، مع ارتفاع احتمالات تقدّم «ماريا» لنطاق هذا السباق.

حدث اللقاء ما بين عرض الفيلمين المذكورين، وأُجّل نشرُه لحين الحصول على موعد إطلاق «ماريا». الآن وقد حُدد في الأسبوع الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، فإن الحديث عنه وعن فيلم جولي الآخر بات مفضّلاً من باب تحضير الجمهور لهما.

مراجعة شاملة

* يتمحور فيلماك حول المرأة. في «ماريا» تؤدين شخصية ماريا كالاس، وفي «بلا دماء» تديرين سلمى حايك. هل هذه نقطة اللقاء الوحيدة بين الفيلمين؟

- إنهما بالتأكيد يوفران دلالة واحدة. نعم كلاهما عن المرأة وهذا أمر أساسي هنا. هناك جوانب متعددة في هذا النطاق. الأول قصّة حقيقية كما يعلم الجميع، والثاني خيالية، لكنهما يصبّان في نطاق البحث عمّا يسميه البعض «الوجوه المتعددة للمرأة». كلاهما يختلف عن الآخر في هذا الجانب. بالنسبة لي «ماريا» كانت تمضي صوب مجهول آتٍ، وبطلة «بلا دماء» كانت تبحث عن المستقبل بسبب أحداث مرّت معها في الماضي.

* هناك اختلاف في الإخراج أيضاً. لدى لوران أسلوبه ولديك أسلوب. فكيف انتقلت من فيلم لآخر تلقائياً؟

- هذا ليس صحيحاً، فالأمر لم يكن تلقائياً، بل كان فعلاً مجهداً، خصوصاً أنني لم أنتقل من فيلم لآخر بصفتي ممثلة، بل من فيلم أخرجته إلى فيلم مثّلته من إخراج سِواي. من فيلم أُديره إلى فيلم ليس لي فيه سوى جهد التمثيل. لكنه كان جهداً مثمراً. العمل تحت إدارة بابلو (لوران) كان متعة فنية لا مثيل لها.

* إنه عن الأيام الأخيرة من حياة ماريا كالاس. خصوصيّته تنبع من أنه لا يحيط بكل حياتها، رغم «الفلاش باك» المستخدم. هل الإحاطة بتلك الفترة المأساوية في حياتها تطلّبت منك تحضيراً خاصاً يختلف عن أفلام سابقة لك مثلتِ بها؟

- بطبيعة الحال، بل على نحو أساسي. الفيلم كما ذكرتَ أنت يحيط بالفترة الأخيرة من حياة ماريا وهي فترة مأساوية. تحديد الفترة تطلّب مني مراجعة كل ما وصلت إليه يداي من معلومات، بالإضافة إلى فهم السيناريو الذي كان عليه أن يكون بمثابة ضوء «بطارية» لي. لم يهمني كيف اختار المخرج سرد الفيلم بالنسبة لي ممثلة، بل شغلني كيف سأمثّلها.

* لجانب دراسة حياتها عبر المراجع، كيف حضّرت نفسك عاطفياً للدور؟

- لم يكن أمراً هيّناً على الإطلاق. تدخّلت مشاعري الخاصة وتجربتي في الحياة، وكنت عاطفية؛ وهو الأمر الذي يجب ألّا يحتل كل دوافع التشخيص بصفتي ممثلة.

* هل وجدت نقاط لقاءٍ بينك وبين ماريا كالاس؟

- نعم. ماريا وأنا تعرّضنا لحياة قاسية، أنا في حياتي حين كنت صغيرة، وهي حين كانت امرأة ناضجة. حياتي لم تكن سهلة حتى بعد دخولي الفن. بالنسبة إليها واجهت كثيراً من الظروف المتشابكة التي جعلتها تُقدِم على خيارات لم تكن في صالحها، أهمّ هذه الظروف هي أنها كانت تقاوم تدخّل الآخرين في حياتها ومهنتها. كانوا عدائيين إذا لم تُنفّذ ما يُطلب منها، وتجاهلوا حرّيتها الفنية والشخصية. أنا مررت ببعض هذه المشكلات، لذلك تحوّلت للإخراج والإنتاج لأضمن حقّي الكامل في القرار.

* هل كانت هناك لحظات أكثر تطلّباً لتجسيد الشخصية؟

- نعم، في كل المشاهد عايشت الشخصية، لذا يصعب علي انتقاء مثال على ما تسألني عنه. لكن هناك مشاهد كانت مفصلية بالنسبة لي ولها، حين كنت أقف مكانها للغناء. لقد تعلمت الغناء لأجل هذا الدور. لم يكن هناك مجال لأقع في خطأ ما. بعض المشاهد الأخرى هي أيضاً مصيرية. كنت دوماً أحاول أن أكون هي.

* على ذلك كتب بعض النقاد أن الفيلم هو عنك وليس عنها، بمعنى...

- نعم، قرأت ذلك، لكن هذا كلام خالٍ من الصحة. لا أريد التعليق عليه.

* ربما كان هذا الحُكم ناتجاً عن أنه عليك حين تمثيل شخصية حقيقية الاختيار بين أن تكوني أنت أو هي. المناصفة صعبة.

- هذا صحيح. سيرة حياة أو لا، أمر واحد بالنسبة لي. هذا الأمر هو أنني امرأة عاطفية. فلا بدّ أن أشعر مع الشخصية التي أمثّلها، وشخصية ماريا كالاس كانت الذّروة في المجال هذا. أردت أن أكون هي، وأن أتقيّد بما رسمه بابلو في مخيّلته. ممارسة ذلك فعلياً كان من أصعب تجاربي ممثلة.

* «بلا دماء» أمر مختلف تماماً. قصّة عن حرب من دون حرب.

- نعم لقد خضت ما يكفي منها.

* كيف ذلك؟

- أقصد أنني مثّلت وأخرجت أفلاماً عدّة دارت حول حروب. أول إخراج لي كان «أرض الدم والعسل» الذي تحدّث عن انهيار بلدٍ كامل في حرب أهلية قسّمته إلى دول (تقصد يوغوسلافيا). هناك انقسم الناس الذّين كانوا مواطنين في دولة واحدة إلى محاربين، كل فريق ضد آخر، وعلى نحو ليس في وسع كثيرين منّا تخيّله. هناك حروب دائمة، أذكر منها الحرب في غزة، وفي أوكرانيا. لا أستطيع إخراج كلّ أفلامي عن الحروب، و«بلا دماء» سيكون آخر أفلامي من هذا النوع.

* يتناول «بلا دماء» تجربة امرأة خرجت من حرب ما، ليست محددة في الفيلم، وهي تسعى للانتقام مما حدث لها. هل عدم التحديد كان مقصوداً؟ أسأل لأني لم أقرأ رواية أليساندرو باريكو.

- اعتمدت على الرواية على نحو كبير. لم أشأ تغيير الكثير حين جلست لأكتب السيناريو... لم أغيّر إلّا ما يمكن اختزاله ومعالجته ليكون دراما بصرية وليست مكتوبة. لم أحدد أي حرب، لأنني أردت أن أعبّر عن حالة تمثّل ما بعد كلّ حربٍ. لم أرغب في تحديدها.

* اهتمامك بالشخصيات واضح.

- هذا لأن باريكو منح كل شخصية حضوراً فعلياً. هي ليست أمثلة بل نماذج. طريقة باريكو لمنح الشخصيات حضورها الصحيح هو منح كل منها ذاكرة وتاريخاً.

* هل ستدخلين قريباً مشروعاً جديداً؟

- نعم، لكن علي أولاً أن أمارس حياتي أمّاً. هذا يأتي دائماً في المقدّمة.

 

الشرق الأوسط في

30.09.2024

 
 
 
 
 

فيلم "المادة"... الرعب الذي لم يحتمله الجمهور

أدى الفيلم إلى انسحاب أعداد كبيرة من صالات السينما وأرعب حتى أولئك الذين لا يتأثرون بسهولة

جايكوب ستولوورثي 

ملخص

أثار فيلم "المادة" وهو من فئة أفلام الرعب الجسدي انسحابات جماعية من دور السينما بسبب مشاهده العنيفة والصادمة

أثار فيلم جديد ينتمي إلى نوع "الرعب الجسدي" موجات من انسحاب الجمهور من دور السينما حول العالم، بسبب مشاهده المفرطة في دمويتها.

يقوم الأشخاص الذين حضروا هذه العروض بمشاركة تجاربهم في محاولة التحمل ومشاهدة العمل الذي يمتد لأكثر من ساعتين حتى نهايته، بينما كان آخرون حولهم يقررون أن الكيل طفح.

الفيلم الذي نتحدث عنه هو "المادة" The Substance من إخراج كورالي فارغيت وحصل على إشادة كبيرة في مهرجان كان السينمائي، ووصفته "اندبندنت" بأنه من بين أفضل الأعمال المشاركة في دورة هذا العام وتوقعت أنه سيثير ردود فعل "إما حب أو كراهية متطرفة" فور صدوره.

الفيلم الذي تلعب فيه ديمي مور دور البطولة وجرى توزيعه عبر منصة "ميوبي" [التي تركز على الأفلام المستقلة والتجريبية]، يدور حول نجمة هوليوودية متقدمة في السن تتعاطى مادة من السوق السوداء لخلق نسخة أصغر سناً من نفسها تجسدها الممثلة مارغريت كوالي.

تمت حياكة خيوط الحبكة المثيرة بذكاء، وجذبت عشاق السينما الذين لم يكونوا مستعدين لما ينتظرهم من مشاهد متطرفة في عنفها وصدمتها.

وخلال وقت سابق، وصفت "اندبندنت" فيلم "المادة" بأنه "فيلم رعب جسدي يأخذ المشاهد إلى أماكن ستفاجئ حتى أكثر محبي هذا النوع تطرفاً".

وبعد مشاهدة الفيلم، كتب أحد الحاضرين "تقييمي لـ’المادة‘ هو أن الناس غادروا العرض وسط مشاهدته. وبصراحة، ليس لدينا كثير من الأفلام التي تثير هذا النوع من الردود". بينما أكد آخر "غادر بعض الأشخاص عرض ’المادة‘ الذي كنا نحضره الليلة الماضية. إنه واحد من أكثر الأفلام عنفاً التي شاهدتها في حياتي".

وكتب شخص آخر "شاهدت آلاف الأفلام ومن الصعب أن أصدم بسهولة، لكن هذا الفيلم المجنون بطريقة رائعة كان على مستوى من الجنون لم أتوقعه. ليس فيلم ’المادة‘ لضعاف القلوب (خلال العرض الذي حضرته غادر عديد من المشاهدين الصالة في منتصف الفيلم)، لكنه بلا شك سيحجز مكانه فوراً بين الأفلام الكلاسيكية التي لها مريدون. لقد حذرتكم".

أما أولئك الذين استطاعوا البقاء حتى نهاية الفيلم خرجوا وهم في حال من الصدمة والذهول مما شاهدوه. وكتب أحد مستخدمي منصة "إكس/تويتر"، "بعد انتهاء ’المادة‘ ساد الصمت التام قاعة السينما، ولم يتحرك أحد بينما كنا نتابع شارة النهاية، ثم سأل شخص ما هل الجميع بخير؟ وكانت الإجابة الموحدة من الجميع ’لا‘".

ومن المنشورات التي أظهرت مدى انقسام الآراء حول الفيلم ما كتبه أحد الحاضرين "لم يحدث لي من قبل أن أكون في قاعة سينما ويصفق الجميع في النهاية، المرة الوحيدة كانت بعد ’المادة‘. خرج شخصان بعد 20 دقيقة من بدء الفيلم وتبعهما ثلاثة آخرون لاحقاً".

من المؤسف في الواقع أن البعض قد يغادر العرض في منتصف الفيلم لأنهم حتماً سيفوتون مشاهدة آخر 30 دقيقة التي تشتمل على بعض من أكثر المشاهد جرأة وجسارة التي تعرض في السينما منذ أعوام، وقد قوبلت بحماسة شديدة في مهرجان كان أمام قاعة مكتظة بالجمهور.

يعرض فيلم "المادة" حالياً في دور السينما.

كاتب في القسم الثقافي @Jacob_Stol

© The Independent

 

الـ The Independent  في

03.10.2024

 
 
 
 
 

Joker: Folie a Deux .. زين ولا موزين؟

البلاد/ طارق البحار

في السينما هناك تفضيلات كثيرة في أنواع الأفلام التي تقدم، ولعل الأفلام الموسيقية أحد أفضل أنواعها عند البعض، لهذا تم تقديم فكرة فيلم "جوكر" Joker: Folie à Deux  بهذا الشكل، والذي شاهدته لكم مؤخرا في شركة البحرين للسينما "سينيكو" بعد النجاح الكبير للجزء الأول، وبالطبع وجود أسم كبير في السينما وهو "واكين فينكس".

لأكون صادقاً تخوفت قليلا من ردود فعل الناس بعد مشاهدة الآراء في السوشال ميديا، كان هناك الكثير من النقاشات حوله، سواء بالسلبية أو بالإيجابية، وبعد المشاهدة كان الانطباع الأول هو أنه ليس ابدا بمستوى الجزء الأول، لكنه ليس سيئًا على الإطلاق، وربما أن الكثير من التعليقات جاءت من أشخاص لم يشاهدوا الفيلم!

"Joker: Folie à Deux" ليس مجرد تكملة، بل هو استكشاف عميق ومتميز لنفوس شخصياتها، ويقدم للجمهور رؤية شاملة لعالم مليء بالفوضى والفن والضعف البشري. يُعتبر هذا الجزء من رحلة الجوكر واحدًا من أكثر الدراسات الشخصية جاذبية في السينما الحديثة، حيث يمزج بين البشاعة والجمال، والجنون والكآبة. تتجاوز رؤية تود فيليبس التعديلات التقليدية على القصص المصورة، حيث يقدم سردًا عميقًا وعقليًا يعزز من مكانة الجوكر كواحد من أكثر الأشرار تعقيدًا في تاريخ السينما.

ربما النقطة الأكثر اتفاقًا بين الجميع هي كثرة الأغاني، فهل كان الجمهور غير مدرك أن هذا الجزء يتبع أحداث الجزء الأول، خصوصا مع مشهد الرقص الايقوني الذي قدمه لنا "واكين" في الحمام، وبالطبع أتفق مع البعض في موضوع الأغاني والتي كانت أكثر من المطلوب، وكانت بعض الأغاني التي لم تكن بالمستوى المطلوب، لكن في نفس الوقت كانت لفترة معينة ثم نعود إلى القصة الرئيسية والاحداث.

 أداء النجم الكبير "واكين فينكس" كان ممتازًا بدون أي نقاش وبنفس مستوى الجزء الأول، حيث كانت تعابيره وضحكاته رائعة، وقد بدا وكأنه هيكل عظمي للدور، فاجأتني "ليدي غاغا" بأدائها الجيد، وهو أمر غير معتاد منها، الإخراج كان رائعًا، خاصة في المشاهد التي تم فيها التلاعب بالإضاءة مع التصوير المذهل

قدّم واكين فينيكس في الفيلم أداءً استثنائيًا يجسد الأعماق المؤلمة لشخصية الجوكر بطريقة مأساوية، مما يذكّر بأداء هيثر ليدجر الذي لا يزال يُعتبر الأفضل في تجسيد هذه الشخصية، ويعيد فينيكس تقديم دوره بعمق يثير القلق، حيث يعتبر تصويره للجوكر تحفة فنية حازت على جوائز.

في فيلم "Folie à Deux"، يتحول الجوكر إلى شخصية معقدة تجمع بين الرعب والتعاطف. تساهم جسديته وصوته وسلوكياته في طمس الحدود بين الشرير والضحية. ومع الأداء التحويلي لليدي غاغا، يغوص الفيلم في أعماق اليأس العاطفي والذهان، مما يرفع من مستواه إلى ما هو أبعد من عالم أفلام الأبطال الخارقين التقليدية، وشخصيا أنصحكم بمشاهدة الفيلم بأنفسكم وتقييمه، فالأذواق تختلف دائما في كل شيء.

 

البلاد البحرينية في

04.10.2024

 
 
 
 
 

فيلم «الجوكر2»... مزيد من الجنون يحبس أنفاس الجمهور

بدأ عرضه في دور السينما مساء الأول من أمس... ليغوص الجزء الثاني داخل جمجمة «آرثر فليك»

الدمامإيمان الخطاف

في أول 10 دقائق من الجزء الثاني من فيلم «الجوكر» (Joker: Folie à Deux)، يخرج آرثر فليك (واكين فينيكس) من زنزانته، عاري الظهر، بعظام مقوّسه، يسحبه السجانون بشراسة وتهكّم، والموسيقى التصويرية المعهودة للفيلم ترافق المشهد، ليرى الجمهور ما حدث له بعد القبض عليه في نهاية الجزء الأول من الفيلم الذي صدر عام 2019.. وتدريجياً، تتكشّف شخصية «الجوكر» الذي يتلبّس المُحطّم آرثر فليك.. فهل اختار هذا القناع العبثي بإرادته أم كان ذلك رغماً عنه نتيجة إصابته بالذهان النفسي؟

هذا السؤال هو ما يقوم عليه الفيلم الذي صدر في صالات السينما مساء الأربعاء، وأشعل حالة من الجدل المبكّر وسط الجمهور الذي انتظر نحو 5 سنوات صدور الجزء الثاني، وحملت الانطباعات الأوّلية مزيجاً من الامتعاض وخيبة الأمل بدت واضحة في الكم الكبير من التقييمات السلبية، مقارنة بما حصده الجزء الأول من استحسان جماهيري بالغ، لم يكن يتوقعه حينها المخرج تود فيليبس، خصوصاً أن الفيلم الجديد تضمن نحو 14 أغنية، ليكون فيلماً موسيقياً اقتسمت الغناء فيه ليدي غاغا مع واكين فينيكس، في مغامرة اختارها صُناع الفيلم لتجعله مختلفاً عن الجزء الأول بشكل كبير.

يُعيد الجزء الثاني إلى ذاكرة المشاهد الجرائم التي اقترفها آرثر فليك في قتله خمسة أشخاص، كان من أهمهم المذيع الشهير موراي فرانكلين (روبرت دي نيرو)، الذي ظهر معه في لقاء تلفزيوني مباشر، ما جعلها جريمة حيّة شاهدها الجمهور من سكان غوثام (مدينة خيالية أميركية) على البث التلفزيوني، ومن هنا تزداد قيمة المحاكمة التي تسيطر على أجواء الجزء الثاني، ويُسميها الفيلم «محاكمة القرن».

ولأنه في الجزء الأول من «الجوكر» تحولت شخصية آرثر فليك من رجل بائس ومكتئب إلى رمز للفوضى والشغب، جاء الجزء الثاني مختلفاً، إذ لا توجد تحولات جديدة في الشخصية، وكأن المخرج تود فليبيس أراد إدخال الجمهور وسط جمجمة هذا المضطرب، ما بين الألم والرقص والغناء والنظرات الصامتة والخيال الجامح، ليعود لفتح الملفات القديمة داخل المحكمة، مع استرجاع ما حدث واستجواب الشهود، للبت في الحكم، فإما أن يُعدم آرثر فليك وإما أن تتأكد إصابته بالمرض النفسي بما يخفف من الحكم عليه.

حب مشوّش

جاء الفيلم الجديد مليئاً بالأفكار غير المكتملة، من ذلك قصة حب آرثر فليك والشقراء لِي (ليدي غاغا)، فمنذ التقيا في حصة العلاج بالموسيقى لم يكن مفهوماً سر هذا الانجذاب السريع بينهما، وحين تتبيّن حقيقة «لي» يتجه الفيلم إلى مزيد من الألغاز، حيث لم تتضح دوافعها الحقيقية من ملاحقة آرثر، ولم يتأكد المشاهد هل كانت هي الأخرى مجنونة مثله أم كانت تستغله لأمر ما، أو ربما كان معظم المشاهد التي جمعتهما مجرد خيالات في رأس آرثر فليك.

وعلى الرغم من قلة مشاهد ليدي غاغا أو «لي» في الفيلم فإن دورها غيّر نسبياً من شخصية آرثر، حيث كانت تظهر بشكل عابر ومفاجئ في اللحظات الصعبة التي يعيشها، تحاكي جنونه وتمتدح اختلافه وتُظهر إعجابها به، لتصبح منطقة راحته الجديدة، التي يشعر معها بالأمان والثقة، مما سهّل عليه التخلي عن شخصية «الجوكر»، وهي الصدمة التي جعلت معجبيه يتحولون إلى أعداء، ليتجه الفيلم نحو نهاية معبرة جداً عن هذه المشاعر الثائرة ضده.

السجّان والمحامية

شخصية السجّان السادي (بريندان جليسون)، والمشاهد التي جمعته مع آرثر فليك كانت هي الأقوى في الفيلم، ساعة يتهكم عليه، ثم يقدم له بعض اللطف العرضي، وبعدها يُهينه مباشرة، وكأنه يذكره بأن صلاحيات عمله -سجّاناً- تسمح له بأن يعطي ويأخذ دون اكتراث لما يشعر به الطرف الآخر، وهذا النمط من الشخصيات هي التي كان يخضع لها آرثر فليك دون أي مقاومة، لأنه قادر على التلاعب به بشكل مستمر.

على نقيض ذلك، قدمت كاثرين كينر دور المحامية بإتقان وتعاطف شديد، خصوصاً حين قبّلها آرثر بشكل سريع نتيجة نشوة لحظية شعر بها.. كانت الثواني الفاصلة بين ردة فعل المحامية وتصرفها محيّرة، وكأن ما حدث صدمها فعلاً.. هذا الذهول فسّر إيمانها التام بالازدواجية التي كانت تجمع بين الشخصيتين: المحطّم «أرثر فليك» والعبثي «الجوكر». وكأنها تذكرت أن الذي أمامها هو شخص مضطرب، فلا داعي لأخذ تصرفاته بجديّة.

ويبدو أن المخرج تود فليبيس تنبأ باكراً بأن شريحة كبيرة من الجمهور ستشعر بخيبة الأمل من شخصية آرثر فليك الانهزامية، حيث جسّد ذلك في مشهد نهاية المحاكمة، مع اعتراف الجوكر بفداحة ما فعل حين قتل خمسة أشخاص في الجزء الأول (سادسهم والدته التي كتمها بمخدة المشفى)، كان يعترف بانكسار وألم، مما جعل محبيه المكتظين داخل المحكمة ينسحبون بغضب، فلم يكن هذا الجوكر الذي أعجبوا به وبتمرده، بل شخص آخر خذلهم وخيّب أملهم، وبالتالي فقدوا تأييدهم له، وحتى «لي» التي كانت تدافع عنه، تخلّت عنه محتجة على تصرفه الانهزامي.

ورغم الجهد الكبير الذي بذله واكين فينكس في إنقاص وزنه والعودة إلى تقمّص شخصية المضطرب آرثر فليك، فإن غياب الكثير من عناصر شخصيته في الفيلم الجديد، منها اختفاء الضحك القهري الذي كان يعاني منه آرثر فليك، فبالكاد ضحك مرتين أو ثلاثاً في الجزء الثاني، بطريقة تبدو مؤلمة لكنها ليست متكررة كما هي شخصيته المعهودة. إلى جانب ميله للغناء في عدة مشاهد، فلم يترك المخرج هذه المهمة لليدي غاغا وحدها، بل شاركها فينيكس في الغناء، وهو الذي لم يغن نهائياً في الجزء الأول، مما جعل الأمر يبدو مربكاً لشخصية الجوكر التي عرفها الجمهور.

إلا أن هناك توقعات سينمائية مسبقة بأن يحقق الفيلم إيرادات جيدة في شباك التذاكر، خصوصاً بعد أن حقّق الجزء الأول منه أكثر من مليار دولار، ليصبح أول فيلم مصنف من فئة «أر» (R) -أي لا يصلح سوى للبالغين- الذي استطاع تحقيق هذا المبلغ الكبير.

 

الشرق الأوسط في

04.10.2024

 
 
 
 
 

برادي كوربيت من سجن النازية إلى فخ الرأسمالية

فيلم "الوحشي" يعود إلى أصول السينما الكلاسيكية ويستوحي ملامح الخمسينيات

هوفيك حبشيان 

ملخص

"الوحشي" للمخرج الأميركي برادي كوربيت الفائز بجائزة أفضل مخرج في الدورة الأخيرة من مهرجان البندقية، كان يستحق أكثر من هذه الجائزة. واعترفت لجنة التحكيم بأهمية الفيلم أقله على مستوى الإخراج، لكنها أبعدته من "الأسد".

أحدث فيلم "الوحشي" للمخرج الأميركي برادي كوربيت دهشة كبيرة عند عرضه في مهرجان البندقية، وكثر توقعوا له الجائزة الكبرى التي ذهبت في النهاية إلى بدرو ألمودوفار وفيلمه "الغرفة المجاورة". لكن "الموسترا" ليست نهاية الطريق وقد يجد الفيلم مكاناً له تحت الشمس في موسم الجوائز المقبل. 

منذ اللقطات الأولى يثير الفيلم الأسئلة ويحبس الأنفاس. والكاميرا تتبع شخصية تخرج من السفينة التي ترمز إلى رحلة المهاجرين نحو أميركا، بوصفها تمثل انطلاقة جديدة للهاربين من جحيم الحرب العالمية الثانية. وعلى متن هذه السفينة رجل اسمه لاسلو توت مهندس معماري مجري (أدريان برودي) نجا من محرقة النازيين. وأول صورة بارزة تطل في الفيلم هي لتمثال الحرية لكننا نراه معكوساً، مما يكرس منظوراً غير تقليدي للأحداث التي ستتوالى خلال 215 دقيقة، فتترك المشاهد في نشوة سينمائية قلما تضاهى. 

الحكاية تعبر بنا نصف قرن من سيرة هذا الشخص (شخصية متخيلة) يحاول الهرب من ماضيه نحو مستقبل غير محدد المعالم، قافزاً من النازية إلى الرأسمالية. ويطرح الفيلم أسئلة حول الحرية الحقيقية وما إذا كانت الرأسمالية سجناً آخر. ويمنع النص نفسه من الغوص في تفاصيل ماضيه المأسوي مركزاً بدلاً من ذلك على محاولته التكيف مع حياته الجديدة في أميركا، أرض الأحلام والفرص التي تبدو مليئة بالوعود والاحتمالات المفتوحة على مصراعيها. 

ويحاول لاسلو تأسيس حياة جديدة في ما يعرف بـ"أرض الفرص". وعلى رغم أن الحظ يلعب دوراً في جانب من الأحداث، فقدراته وكفاءاته هي التي توصله. وأميركا ليست أرضاً تمنح الجميع فرصاً بالتساوي، بل تفتح أبوابها لأولئك الأكثر كفاءة وفرادة بينما يبقى الآخرون في الظل. والنقاش حول مفهوم النجاة لن يتوقف: كيف تؤثر التجارب السابقة على الرؤية الجديدة للعالم؟ ما دور النجاة في خلق الفن، وهل يمكن تحقيق الإبداع تحت ضغط اقتصادي؟ تطرح هذه القضايا بطريقة ضمنية، فنشعر بها بدلاً من تناولها بالملعقة.

عقبات كثيرة

يدخل النجاح حياة لاسلو بعنف شديد، عندما يكلفه ملياردير أميركي (غاي برس) بتصميم مكتبة ضخمة. ثم يتوسع المشروع ليُطلب إليه إنجاز مجمع متكامل يضم مكتبة وكنيسة وصالة رياضية ومركزاً ثقافياً، تكريماً لذكرى والدة الرجل الثري. وبناء هذا المجمع يتحول إلى تحد غير مسبوق ليس فقط على الصعيد المهني بل الشخصي، مما يخلق حالاً من الفوضى والتوتر والضغط النفسي. هذا كله يصاحبه وصول زوجة لاسلو من أوروبا بعد نجاتها من الحرب. ولاسلو يجد نفسه عالقاً بين الطموح والضغط المتزايد. ويشعر وكأنه يقاتل ضد عقبات لا حصر لها. 

أي محب للسينما قد يتذكر المهندس في فيلم "فيتسكارالدو" لفرنر هرتزوغ الذي حاول تحقيق المستحيل بسحب سفينة عبر الجبال. والمشروع يدفع الفيلم إلى أبعاد جديدة إذ تتصاعد الصراعات وتبدأ الحقائق في الظهور تدريجاً. إنه نزول إلى قاع الجحيم. هل سيكون هذا المشروع نهاية رجل، خصوصاً بعد وقوعه في فخ تعاطي المخدرات؟

"الوحشي" الذي صوره مخرجه بشريط خام 70 ملم "فيستافيجن" تجربة سينمائية تتعذر مقارنتها بأية تجربة مرت علينا خلال الأعوام الأخيرة، يعيدنا إلى أصول السينما الكلاسيكية كما أنه يستوحي من ملامح الخمسينيات ومفرداتها. وأبدع المصور لول كراولي في استخدام التقنيات القديمة المستعادة. هذا، فيما نمط الأداء الذي يبعث على الحنين والموسيقى الأصيلة التي ألفها دانيال بلومبيرغ يرفعان من شأن العمل إلى مستويات خرافية، تجعله تحفة سينمائية كلاسيكية على الفور. وشخصياً، شعرت بنوع من الانتعاش الفكري والجمالي وأنا أتابع الأحداث التي تمتد عبر ثلاث ساعات ونصف الساعة، وهي مدة زمنية تمر من دون أي شعور بالملل. ولا توجد أية لحظة غير ضرورية أو مشهد يمكن الاستغناء عنه. واستطاع كوربيت استعادة سحر السينما وإحياء ماضيها متعمقاً في زوايا مظلمة قلما تطرقت إليها السينما الحديثة. والفيلم يتناسل من تقليد السينما الأميركية الذي نحبه بتوجهاته النقدية وطابعه التجريبي، بعيداً من التيار الاستهلاكي السائد في هوليوود حالياً.

يستلهم الفيلم العمارة الوحشية التي ظهرت خلال الخمسينيات، وشيده كوربيت كما شيد لاسلو تحفته المعمارية، فكل من المخرج والشخصية يسعيان إلى تحقيق طموحات لا حدود لها، الأول على مستوى السينما والثاني في مجال الهندسة. والعلاقة غير المباشرة بين كوربيت ولاسلو تتجسد في كثير من النواحي، ويظهر هذا الترابط العميق جلياً من خلال إصرار الشخصيتين على كسر القوالب المألوفة وتجاوز التوقعات التقليدية.

يجمع الفيلم بين عدد من القضايا المهمة: علاقة الهندسة المعمارية ببيئتها وتأثيرها الاجتماعي والثقافي، والحب وصموده في وجه المسافات والزمن، والتروما والإذلال، وفقدان الثقة بالطبقة البورجوازية. كل واحد من هذه الشؤون يمكن أن يكون محور فيلم منفصل لكن كوربيت دمجها في إطار حياة متكاملة بحيث لا تتداخل أو تطغى. ويُظهر النص تماسكاً وانسجاماً في كل عنصر حتى يشعر المشاهد وكأن كل فكرة جزء من لحن متكامل.

 

الـ The Independent  في

09.10.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004