ملفات خاصة

 
 
 

مقعد بين شاشتين

السينما المصرية «تتألق» فى «القاهرة الدولى»

من «أبوزعبل» إلى «دخل الربيع يضحك».. وأفلام أخرى بالمهرجان

بقلم ماجدة موريس

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الخامسة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

نشكو من تراجع سينمانا المصرية الآن، ولكننا مع مهرجانات السينما التى تقام فى مصر نكتشف الجديد منها، وآخرها كان مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الاخيرة والذى رأينا فيه فيلمين طويلين، الأول روائى هو (دخل الربيع يضحك)، والثانى وثائقى هو (أبوزعبل 98)، وفيلم ثالث قصير بعنوان (عقبالك يا قلبي) مدته عشرون دقيقة، والملفت هنا هو حصول الفيلمين الأولين على جوائز عديدة، والملفت اكثر هو الأسماء الجديدة التى قدمت هذه الافلام فى الكتابة والإخراج والتصوير وأغلب العناصر والتى تعنى بداية صعود جيل جديد من صناع وصانعات السينما فى مصر،وبعضهم ترك عمله الأصلى ليذهب الى دراسة السينما مثل مخرجة (دخل الربيع يضحك)، وهو ما يضعنا امام توقعات متفائلة بسينما اهم وأفضل فى السنوات القادمة خاصة مع تزايد الإقبال على دراسة هذا الفن من خلال معهد السينما وكل الاماكن الاخرى وحتى  زيادة الإقبال على دروس الورش الخاصة، ولهذا زاد عدد الافلام القصيرة التى يتم انتاجها وتقدمها مهرجانات خاصة بها اقيمت مؤخرا بجانب المهرجانات الكبيرة، وما يتبقى فقط لاجل عرض هذه الافلام القصيرة (وأغلبها لا يزيد عن دقائق معدودة) هو اقتناع المسئولين فى قنواتنا التليفزيونية بأهميتها فى تنويع ما يراه المشاهد وفى دعم ثقافة ملايين المصريين من خلال برنامج يقدم هذه الأفلام ويحتفى بها ويناقشها فدعم الفن الجميل جزء مهم نحتاجه كثيرا،خاصة من تمنعه ظروفه من التردد على المهرجانات والمناسبات التى تعرض فيها هذه الأفلام.

أبوزعبل..  والحياة بعد صمت طويل

فى فيلم (أبوزعبل 89) يحكى مخرجه بسام مرتضى عن حياته من اللحظة التى خرج فيها والده من سجن أبوزعبل بعد انضمامه لإضراب عمالى وقتها،وكيف تحول هذا التاريخ الى تاريخ جديد للاسرة منذ 35 عاما حين ذهب مع والدته لزيارة الأب، وبعد ان خرج الاب من سجنه وتغير كثيرا، واصبح إنساناً مختلفاً تماما،ويستعين المخرج بكل ما وجده من وثائق وصور ليقدم لنا، ولنفسه قبلنا، كيف حدثت تحولات العائلة بعد هذه الأزمة، ويستعين بوالده فى رواية الاحداث، والنقاش حولها،وبصور الام التى رحلت،ليترك لنا سؤالاً بلا اجابة فى النهاية هو هل تستطيع أى أزمة خارجية أو عامة ان تطيح بأمان وسكينة الأسرة؟

هل دخل الربيع يضحك حقا

أربع قصص يقدمها لنا فيلم (دخل الربيع يضحك) لمخرجته وكاتبته نهى عادل، تبدأ الاولى بزيارة شاب وجده لعائلة صديقة، وغضب الأبنة المطلقة من طلب الشاب يد جدتها لجده، وإحساسها بالإهانة فتطردهما، أما الثانية فتدور حول قعدة صديقات فى احد المناسبات وحيث تنفرد واحدة منهن بقيادة الحوار وتتفاخر بأهميتها وزوجها رجل الأعمال، لكن الموقف ينقلب حين تسمع حكاية إحداهن عن الزوج الذى تزوج على زوجته فتغضب لاعتقادها انهاالمقصودة بهذا، وتتساقط الاعترافات والإدانات بصوت عال، ومن الكل تجاه بعضهن البعض ليتحول اللقاء الى عراك، وهو أسلوب يحدث أيضا فى القصتين الباقيتين من الفيلم الذى يستفزك فى البداية كمشاهد بالأصوات العالية لبطلاته فتعتقد انه امر غير مقصود، لكن، مع الانتقال من قصة لآخري، يبدو واضحا تركيز الفيلم على صورة المرأة فى لقاءاتها مع غيرها من النساء، وفى حواراتها معهن، وهو ما يخلق لدى المشاهد شغفا بالفرجة فى البداية قبل ان يكتشف اهتمام المخرجة بتقديم صور من حياة بطلاتها يتشابك فيها الغضب مع الضحكات و الدموع   والسبب فصل الربيع القاسى الذى يطلق الأحزان والأشجان لديهن، وهو نفس عدد جوائز فيلم (أبوزعبل 98).

عقبالك يا قلبي

أما الفيلم القصير (عقبالك يا قلبى 20 دقيقة) للمخرجة شيرين مجدى دياب فيقدم قصة عامل توصيل طلبات يفاجيء بأن الزبونة التى سيوصل اليها فستان الزفاف الذى أرسلته مصممته غير موجودة، ويعرف انها اعتذرت عن تسلمه إلا بعد ساعات فيجدها فرصة للقاء خطيبته التى لا يعرف متى سيتزوجها لازمته المالية، ويخرج معها فى فسحة قصيرة (قام بادوارهما على الطيب وولاء الشريف) وتطلب منه ان ترى الفستان، فيرفض فى البداية، لكنه يوافق حين تواجهه بالغضب، وحين تراه تجن فتطلب منه ان تقيسه لترى نفسها فيه، ويتحول اللقاء الى غضب، فتطالبه بالعودة الى المحل الذى تعمل به، ويدرك انه يغضبها بالفعل فيوافق على تجربتها للفستان الذى تبدو فيه كساحرة وفى لحظة قدوم زفة سيارات بجانب مكان وقوفهما ترتبك ويشتبك الفستان بالسيارة، ويقطع من جانبه، وقبل ان ينطلق هو فى عتابها ولومها يفاجئان بزفة كبيرة لعروسين تحيطهما ايضا بالزفة، وينتهى الفيلم تاركا الرؤية للمشاهد، هل تكتمل الفرحة، أم ينفصلان خوفا من العقاب).

 

الجمهورية المصرية في

05.12.2024

 
 
 
 
 

درة في أول تجربة إخراج: فيلم "وين صرنا" يوثق معاناة الشعب الفلسطيني

قالت لـ"العربية.نت" إنها اهتمت بالجانب الإنساني قبل المادي

العربية.نت - محمد حسين

فنانة تونسية لمع اسمها منذ سنين في الدراما المصرية، وتألقت وأصبحت من نجمات الصف الأول، وفي حوارها مع موقع "العربية.نت/الحدث.نت" تحدثت الفنانة درة عن تجربتها الإخراجية الأولى فيلم "وين صرنا"، والذي شاركت به في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 45.

وكشفت عن سر حمايتها لخوض هذه التجربة وكيف جاءتها الفكرة وشعورها بعد معرفتها لعرض الفيلم في مهرجان القاهرة ورؤيتها لدور السينما في خدمة القضية الفلسطينية، كما تحدثت عن تحضيراتها قبل التصوير ومشاهدتها لأفلام عن القضية الفلسطينية وجلساتها مع اللاجئين والصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير الفيلم، وأيضا كيف كانت تجربتها الأولى في الإخراج وكواليس التصوير وأين تم، كما كشفت عن ردود الأفعال التي تلقتها بعد عرض الفيلم في مهرجان القاهرة والرسالة التي تمنت توجيهها من خلال هذا الفيلم.

*في البداية ما الذي حمسك لخوض تجربة إخراج فيلم "وين صرنا"؟

لقد قررت صنع هذا الفيلم من أجل أهل غزة، رأيت أنه لابد أن نعطيهم الفرصة كي يتحدثوا هم عن أنفسهم، عن مشاعرهم بطريقتهم الخاصة، لقد حرصت أن أنقل هذه المشاعر كما حدثت وكانت هناك العديد من اللحظات الصعبة والكثير من المشاهد التي اعتمدنا فيها على ذكرياتهم، أردت أن يظل هذا الفيلم وثيقة إنسانية حية تعبر عن الفلسطينين بشكل مختلف.

*وكيف جاءتك الفكرة؟

جاءتني من خلال نادين التي أرسلت لي رسالة كمعجبة عبر حسابي وتعرفنا على بعضنا ثم فكرت في صنع هذا الفيلم عن تجربتها ولم تكن تعرف في البداية أنني سأصنع فيلما عنها، ثم تعرفت على عائلتها، وفي الحقيقة أنا طوال الوقت أريد صنع شيء من أجل القضية لأنها في قلبي منذ الصغر حتى رسالة الماجستير كانت تتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين، لذلك كنت متحمسة للغاية وأنا أصنع هذا الفيلم.

*وماذا شعرت حين عرفت بخبر عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

كنت أشعر بالتوتر الشديد، فمهرجان القاهرة مهرجان عريق وهذه تجربتي الإخراجية الأولى وكأنك تبدأ من الأول، مشاعر القلق والتوتر على الرغم من أنني أردت أن يشاهده الجمهور ويرون الجانب الإنساني لما يحدث هناك، وأيضا يشاهده الفلسطينين كي يرون أنفسهم.

*وكيف ترين دور السينما في خدمة القضية الفلسطينية؟

أرى أن دور السينما هو إلقاء الضوء عما يحدث وعما يعيشونه من واقع، وليس فقط مجرد عمل أفلام للتعاطف، لأن القضية أكبر من ذلك، لابد من رصد طريقة حياتهم ومشاعرهم وليس الخطابات المباشرة.

* وهل شاهدت أفلاما مشابهة قبل خوض التجربة؟

بالطبع شاهدت العديد من الأفلام التي ترصد واقع حياتهم، ورأيت الكثير منهم وجلست معهم وشاهدت تفاعلهم وتعايشهم في ظل هذه الظروف.

*وهل واجهتك أي صعوبات أثناء التنفيذ؟

بالطبع واجهتنا بعض الصعوبات وهناك بعض المشاهد لم نستطع تصويرها واعتمدنا على المشاهد التي قاموا هم بتصويرها بهواتفهم، ومشاعر صعبة واجهناها واعتمدنا فيها على ذاكرتهم الحية التي رأت كل ما حدث، وأيضا كانت هناك بعض المشاكل في الإنتاج وقررت إنتاج الفيلم بنفسي، كانت هناك العديد من الأشياء التي أردت تنفيذها ولم أعرف بسبب الظروف حتى إن الكثيرين حذروني من خوض التجربة أثناء الحرب ولكني أصررت على ذلك.

*وكيف كانت تجربتك في الإخراج؟

في الحقيقة كان هناك الكثير من الأوقات التي أبكي فيها خلف الكاميرا تأثرا بما يقولونه من قصص، لأن الفيلم وثائقي وهؤلاء ليسوا ممثلين محترفين بل يحكون قصصهم الواقعية وما عايشونه من حرب ودمار لذلك لا يلتزمون في كل الأوقات بالاسكريبت بل يخرجون عن النص وأتركهم كي يحكون، وهذا ما أردت إظهاره، أن يشاهد الجميع معاناة الشعب الفلسطيني وقت الحرب والنزوح والألم النفسي الذي يتعرضون له وكل هذا من عيون جميع الأعمار الأطفال والشباب والكبار وكل واحد بطريقة تفكيره. لقد خرج هذا الفيلم بشكل إنساني لأنني صنعته بحب شديد ومشاعر جارفة وكنت المسؤولة عن كل شيء وليس مجرد مشاركة في العمل، لذلك كنت حريصة على الاهتمام بكل التفاصيل.

*وأين تم تصوير الفيلم؟

معظم التصوير تم في مصر وهناك بعض المشاهد تم تصويرها في غزة وكلها حقيقية بواسطة مصور محترف أحمد الدنف لأنه بالتأكيد كان هناك صعوبة شديدة في تواجدي بغزة وسط الحرب، غير المقاطع التي صوروها بهواتفهم، والمشاهد التي تم تصويرها هناك كانت صعبة في ظل هذه الظروف ولم يكن في الإمكان إعادة المشاهد حتى لا يتم تعريض أي أحد للخطر لذلك أوجه التحية للمصور هناك.

*وكيف كانت ردود الأفعال بعد عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

ردود الأفعال كانت رائعة وصادقة للغاية، فالكثيرين من الحضور صفقوا بعد انتهاء عرض الفيلم وهناك من بكى، كل هذه الأشياء لمستني وتأثرت بها للغاية وسعيدة أنه نال إعجابهم، فعندما صنعت هذا الفيلم لم يكن هدفي الربح قدر اهتمامي بالقضية الإنسانية وهذا هو الأهم، فلقد تعلمت الكثير من خلال هذه التجربة وأهم الدروس التي تعلمتها كانت إنسانية في المقام الأول.

*وماذا تطمحين من خلال هذا الفيلم؟

أريد التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية حتى لا ينساها أحد، فلقد تربيت منذ الصغر على أهمية القضية وأنها تخص كل العرب ولابد من الدفاع عنها لأن قوات الاحتلال تحاول طوال الوقت طمس الهوية والغرب أيضا يلعب بعقول الأجيال الجديدة حتى يمحى اسم فلسطين تماما فتجد الأطفال لا يفقهون شيئا عما يحدث، لذلك تمنيت من خلال الفيلم أن نحافظ على الهوية من أجل الأجيال الجديدة، وحتى يعرفون أننا لن ننسى وأن الفلسطينين ليسوا مجرد أرقاما ولكن بشر ومشاعرهم وما يعيشونه في غاية الأهمية.

 

العربية نت السعودية في

08.12.2024

 
 
 
 
 

يسرى نصر الله: نحتاج إلى أفلام «تخربش» المجتمع

حوار ــ منى شديد

السينما فى مصر الآن تتأثر بالمال ولا تحدد مكاننا من العالم

حالت ظروف الحرب فى غزة دون انعقاد الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى العام الماضي، ليتأجل تكريم المخرج يسرى نصر الله، الحائز جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر، إلى العام الحالي، وهو ما استراح إليه المخرج المخضرم، لأنه يعتبر 2024 عاما أفضل للسينما المصرية، سواء على مستوى عدد الأفلام المنتجة أو حجم الإيرادات أو تواجد أفلامها فى المهرجانات، مثل «رفعت عينى للسماء» و«شرق 12» بمهرجان «كان»، و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» فى فينيسيا.

لكنه يرى أن صناعة السينما بمصر فى أزمة، بل مخيفة، وتحتاج لإعادة ترتيب الأوراق، وتحديد مكاننا من العالم، أن «تخربش» المجتمع وتحتك به، وفق تعبيره. ومن هنا جاء هذا الحوار معه.

بداية.. كيف تصف علاقتك بمهرجان القاهرة السينمائى الدولي؟

لم تُعرض أفلامى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى من قبل، لكنى شاركت فى عضوية لجنة التحكيم الدولية فى دورته الـ 29 عام 2005، وكانت تجربة مهمة، لذا يمكن القول إن علاقتى بالمهرجان كمتفرج هى أكثر من كونى صانع أفلام، وأرى أن نقل الفعاليات لدار الأوبرا قد ساعد على فتح نقاش بين الحضور حول الأفلام والأنشطة، وأحب هذه الفكرة، وأرى أن ميزة مهرجان القاهرة أنه مهرجان لجمهوره، ولكن لا يزال ينقصه أن يتحول إلى مهرجان لأهل القاهرة، لأن قيمة التذاكر مرتفعة.

وكيف ترى الدور الذى تؤديه المهرجانات فى صناعة السينما؟

تركيبة السينما فى مصر الآن أصبحت مخيفة نوعا ما، أحب المهرجانات، لكنها لابد أن يكون لها تأثير على السينما المصرية، وعلى تركيبة السينما وقوانينها، فكيف ننظم مهرجانا فى الوقت الذى تصل فيه تكلفة تصاريح التصوير بشوارع القاهرة إلى أكثر من 100 ألف جنيه، وهذا المبلغ معناه ارتفاع كبير فى قيمة التذاكر لتعويض تكاليف الإنتاج، وبالتالى هذا يحد من إمكان صناعة فيلم مصري.

لعرض المدن والسينما الذى نظمه مهرجان «الجونة» فى دورته الأخيرة احتفى بعدد كبير من الأفلام التى تم تصويرها فى الشوارع، ومواقع مفتوحة تعرفنا منها على المدن وناسها، وهو ما أعطى هذه الأفلام قيمة واضحة ثقافيا وحضاريا.

كيف يمكن صناعة أفلام قيمة الآن تخبرنا شيئا عن أنفسنا، فى ظل مثل هذه الظروف.. وضع السينما متأزم بشكل حقيقى فهى لا تستطيع قول أى شيء عنا، بالإضافة إلى الأزمة الأكبر، وهى الأفلام التى لا ترى النور من الأساس، والسيناريوهات المحجوزة فى الرقابة، وما حدث مع فيلم افتتاح مهرجان الجونة: «آخر المعجزات» تحديدا كان مؤلما، هذه الأجواء تضعنا كصناع أفلام فى حالة شلل تام، فهى أجواء لا تصنع سينما تسهم فى الاقتصاد، والمهرجانات تقع عليها مسئولية مناقشة قضايا الصناعة.

على ذكر الرقابة.. هل تغيرت علاقة صناع السينما بها أخيرًا؟ ولماذا؟

مهم جدا أن تعبر عنا السينما، وتقول من نحن، وأن نجد من خلالها مكاننا فى العالم، حتى لا نكون خارج الزمان، ودائما ما كانت المهرجانات السينمائية والأفلام تخضع للرقابة، لكن لم يكن هناك هذا النوع من المنع والتقييد، والحكم على بعض الأفلام بتجاوز خطوط معينة أو توجه فنى ما.

كان هناك دائما نقاش حول ما هو ممكن أو غير ممكن، ولكن الآن أصبح كل شيء غير ممكن، فما يُسمح به ليس له معنى أما العمل الذى «يخربش» ويحتك بالمجتمع فغير مسموح به فى حين أن جزءا من وظيفة السينما ومتعتها هو «الخربشة»، واستفزاز المتلقي، ودفعه للتفكير والمناقشة، فلا يجب أن يمر الفيلم مرور الكرام دون أدنى تأثير.

وإلى أى مدى يؤثر ذلك سلبا على صناعة السينما؟

من ناحية الأفلام ليس لدى خوف، فالسينمائى دائما، ومهما كانت الظروف يصنع أفلاما، لكن فى الماضى كان لدينا صناعة حقيقية فيها: رأفت الميهى ويوسف شاهين، وصلاح أبو سيف وعاطف الطيب، ومحمد خان وخيرى بشارة ورضوان الكاشف ويسرى نصر الله، الكل كان يعمل لصناعة الأفلام، وكانت الأفلام التجارية موجودة أيضا.

كان لدينا سينما وصناعة أما الآن فكل ما لدينا أفلام فردية، وهذا لا يشكل صناعة، والأسباب: “الفلوس”، والرقابة، والإهمال، والكسل.

الكسل.. هل تعتبر غيابك عن السينما نوعا منه؟

لا، لا أعتبره كسلا على الإطلاق، فمعدل عملى الدائم هو فيلم كل ثلاث سنوات، وهذا هو الوقت الذى يتطلبه العمل على الفيلم بداية من الكتابة، والبحث عن تمويل لإنتاجه بالشكل الذى أريده، بالإضافة الى صناعة الفيلم نفسه، والكتابة تحديدا هى أصعب مرحلة. وفى الفترة الأخيرة قدمت مسلسلا أعتز به هو «القاهرة منورة بأهلها»، ونعمل حاليا على كتابة الجزء الثانى منه، بالإضافة إلى أن لدى سيناريو فيلم متوقفا فى الرقابة منذ عامين، ولا أعرف مصيره، وهو «أسطورة زينب ونوح»، وقد حددنا الميزانية، واخترنا مواقع التصوير ثم توقف المشروع لأننا لم نحصل على تصريح من الرقابة حتى الآن.

لكن الكسل الذى أقصده هو الكسل فى فتح أسواق للسينما، فلا يُعقل أن تكون لدينا صناعة، والسوق مقصورة على مواسم العيدين، بالإضافة إلى السوق السعودية، فهذا ليس كافيا ليكون لدينا صناعة تسهم فى الاقتصاد، كما أن جزءا من عدم قدرتنا على غزو العالم هو عدم الاهتمام بالكتابة، والاستسهال والركن لـ”فورميلات” معينة لأنها لقيت نجاحا، وحصدت الإيرادات فتصبح لدينا عشرة أعمال على شاكلة واحدة.

هل تقصد الأفلام التجارية؟

الأفلام التجارية هى أهم أفلام، فوجودها يساعد على صناعة الأفلام الأخرى الأصعب فنيا، وعندما تنهار السينما التجارية تنهار الصناعة ككل، وكل الأفلام الكوميدية الكبيرة التى قدمها إسماعيل ياسين وفطين عبدالوهاب، هى أفلام تجارية كبيرة لكنها مصنوعة جيدا، السيناريو جيد، وكأمثلة: بين الأطلال، وخلى بالك من زوزو، وأبى فوق الشجرة، كلها أفلام تجارية متقنة الصنع وقابلة للتصدير.

فيلم «شيء من الخوف» وُزع فى كل مكان، وكان يُعرض فى الصين واليابان، وفيلم «المصير» - بمقاييس السوق - تجارى تماما: رقص وغناء وفرسان وملوك و«أكشن» ونجوم.

لكن السينما فى النهاية شيء يدفعنا للحلم، فلماذا نكتفى بتقليد أفلام «الأكشن» الأمريكية بدلا من أن نصنع أفلامنا بشكل جيد، فالمشاهد لن ترضيه النسخة المقلدة، التى تعتمد على سيناريو سيء، وشخصيات ليس لها معني، على عكس الأفلام الأمريكية والسلاسل التى تكتسح شباك التذاكر العالمي.

إذن.. متى ستعود إلى السينما؟

لدى فيلم يكتبه حاليا محمد أمين راضي، ومسلسل نعمل على كتابته، فعملية الكتابة صعبة، وتتطلب وقتا، لكنى لا أستطيع الاستفاضة فى الحديث عن هذه الأعمال، لأن صاحبها حتى الآن هو الكاتب، ولا أريد أن أتحدث باسمه، كما أقرأ حاليا كتابا لأشرف العشماوى يضم ثلاث روايات قصيرة تحت عنوان «مواليد حديقة الحيوان»، ومهتم بفكرة تحويله إلى عمل سينمائي.

تعجبنى كتابات العشماوي، وأرى أنها تصلح للسينما، وأنا أحب العمل على الأصول الأدبية، وهذه رواية تدور حول شاب يحلم بالذهاب مع عائلته لقضاء إجازة الصيف فى الساحل الشمالي، وعندما يذهب إلى هناك يكتشف أسرارا عائلية رهيبة.

 

الأهرام اليومي في

08.12.2024

 
 
 
 
 

خالد محمود يكتب ..

«الروس فى الحرب» لماذا يثير الفيلم كل هذا الجدل؟

 

تعذر نقل المقال من موقع بوابة أخبار اليوم المصرية.. اضغط على العنوان لقراءة المقال

 

أخبار اليوم المصرية في

09.12.2024

 
 
 
 
 

{كعكتي المفضلة}

علي حمود الحسن

فيلم "كعكتي المفضلة" (2024) للمخرجين الايرانيين بهتاش صانعي وزوجته مريم مقدم، بسيط ومرح يمس شغاف القلب، وإن كسر تابوات السينما الإيرانية، فلا حجاب للبطلة المسنة التي تجاوزت السبعين وتحلم بمغامرة ترمم قلب أرملة متقاعدة تركها الشريك منذ ثلاثين عاماً، ويهفو قلبها لرفقة حبيب، عله يبدد وحشة روحها، تلتقي بسائق تكسي مطلق تجاوز السبعين، يعاني هو الآخر من الوحدة والخوف من المجهول، تدعوه إلى بيتها الأنيق المزدان بحديقة غناء تحرص على سقيها، والاعتناء بها، يثني على ذوقها وجمال ترتيب أثاثها، تفاجئه بنبيذ معتق، وتتأنق حتى أنها تبدل ملابسها أكثر من مرة، يقرران قضاء ليلة العمر، يغنيان ويرقصان تغازله بجرأة، يسألها عن سبب ظلمة حديقتها، تجيبه أن "عطباً أصاب الأسلاك فأهملتها"، يصلحها رغم زخات المطر، فيضيء البيت مرتدياً حلة فرح يتطارحان الغرام. تأتي إليه جذلة وهي في قمة سعادتها، فتجده جثة هامدة. تصعق من المفاجأة، لا تفكر بعواقب موته، التي ستثير أسئلة على شاكلة: "من جاء به إلى هنا؟"، و"كيف تختلي برجل غريب في بيتها بلا مسوغ شرعي؟"، و "كيف مات فرامرز سكراً وعبثاً، وسط جيرانها المحافظين"، لم تأبه لكل ذلك، إنما كان حزنها تساؤلاً: "كيف انتقل هذا القلب الجميل والحاني إلى الأبدية وهو الأمل والمرتجى".

قدم المخرجان سرداً خطياً بسيطاً بلا تعقيد، فمن خلال لقطات قريبة وأخرى عامة ومتوسطة نتابع يوميات ماهين، بدءاً من سقي حديقتها وتفاصيل مطبخها وانتهاءً بثرثرتها مع صديقات العمر.

صورت معظم مشاهد الفيلم في بيت ماهين، عدا مشاهد خروجها للتبضع، أو مشروعها في اصطياد حبيب متقاعد.. فنرى مكاناً واحداً يتحرك فيها ممثلان، أديا دورهما في غاية الاتقان والأريحية، هذه البساطة التي تصل حد الفطرة، هي (ومعها مزايا أخرى) جعلت معظم الأفلام الإيرانية فريدة.

نقطة التحول في شخصية(ماهين) تبلورت عندما اتخذت قراراً بالحصول على الرجل، فاقتفت أثر المتقاعدين في المتنزهات والفنادق، وفي المطاعم التي تدعم هذه الشريحة. حوارات طافحة بالشعرية، تتخللها مفارقات تثير الضحك والأسى معاً. فتوالت أحداث ومواقف تثير الأسى والضحك، بل حتى البكاء، ساعات يقتنصها هذان العاشقان المحرومان وهما في أوج سعادتهما وكأنهما يعيشان حلماً أخضر، لكنهما من جهة أخرى اخترقا محددات اجتماعية وأخلاقية ودينية، إذ تحمما معاً وإن كان في ملابسهما في واحدة من اللقطات المضحكة المبكية، رقصاً وغناء حد الإعياء وعبا من النبيذ حد السكر. ليحصل التحول الحاسم في البناء السردي بموت فرامز(إسماعيل مهرابي)..لتنقلب الأحداث رأساً على عقب .

أنهى المخرجان الشابان فيلمها الأخاذ والساحر بنهاية غير موفقة، إذ تصر ماهين على دفنه والاحتفاظ بجثته في حديقتها، ما أفقد الفيلم واقعيته. كم كنت أتمنى أن يكون كل هذا حلماً، ليتفادى هذه النهاية الفنتازية، وربما يقلل من نقمة الرقابة، التي منعت المخرجين من السفر إلى مهرجان برلين الأخير، حيث لاقى الفيلم تقييماً نقدياً وجماهيرياً كبيرين.

 

الصباح العراقية في

09.12.2024

 
 
 
 
 

وين صرنا؟”.. عائلة غزاوية تبحر في التيه وأسئلة الشتات

صالح سويسي

ما من شك أن عنوان أي أثر أدبي أو فني، يمثل إحدى عتبات قراءته والدخول في تفاصيله، ولا ريب أن اختيار العناوين كان -وما زال- يمثل إحدى أهم مراحل توضيب العمل، ويشكل أحيانا قلقا للمبدع.

فالعنوان إما أن يفتح شهية المتلقي لمواصلة التصفح أو المشاهدة والاكتشاف والاستمتاع، أو أن يكون حاجزا يلغي فرضية التلقي، ويحرم العمل من فرص المتابعة والتناول، إن سلبا أو إيجابا.

ولعل أول ما شدّنا في أول تجربة إخراجية وإنتاجية للمثلة التونسية درة زورق هو العنوان، الذي بدا حمال أوجه وتأويلات.

يحيلنا فيلم “وين صرنا؟” نحو التساؤل حول ماهية الجملة، فهل هي سؤال يبحث عن إجابة، أم نتيجة لفعل ما؟

وقد كان ضروريا أن نشاهد الفيلم مرتين، حتى يتبين أمامنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وينقشع الضباب من أمام أعيننا.

أين صرنا بعد دمار بيوتنا وحرق تاريخنا، وسحق أحلامنا تحت نعال الإبادة، التي لم تترك الأخضر ولا اليابس، واقتلعت الإنسان والأحجار والأشجار، لتلقي بنا إما إلى الموت، وتلك نهاية واضحة ولا تتطلب أي تفسير أو تفكير، أو إلى المجهول، ولا أحد يستطيع أن يخمن أو يرتب أوراقه، وآلة القتل من حوله لا تبقي ولا تذر.

كتُبنا أصبحت وقودا لفرن الخبز

حين تبكي طفلة صغيرة، وهي تتذكر مدرستها وفصلها وصديقاتها وكراريسها وكتبها، وتقول في قهر “كتبنا أصبحت وقودا لفرن الخبز”، فاعلم أنك في مخيمات الشتات الداخلي بغزة، على تخوم الجوع والضياع، لا شيء يمنع عنك الموت إلا رحمة رب العالمين، فإما أن تصبح عددا في ملفات الموتى والمفقودين، أو أن ترحل من دون أن تجد ثانية واحدة لوداع من تحب وما تحب.

يكشف الفيلم (90 دقيقة) وجها من وجوه المعاناة والألم، الذي يرافق الإنسان الفلسطيني، ولا سيما ذاك الذي لا يجد حلا غير الرحيل القسري، رحيل لم يختره ولكنه يقبله في كل مرة وإن تعددت الأسباب، فالنتيجة واحدة.

لم تأتِ المخرجة بجديد حين طرحت موضوع التهجير، ولا سيما لسكان غزة بعد 7 أكتوبر 2023، ولكن طرحها كان من زاوية أخرى لا تتبنى السردية التقليدية، التي تسعى دائما للحديث عن حلم العودة أو حق العودة، بل ذهبت بعيدا نحو القطع تماما مع هذه الفكرة.

فالزوج الذي يلتحق بزوجته وأبنائه بعد رحلة من الخوف والترقب والعجز، يصرّح بما لا يدع مجالا للتفكير أو الشك أنه لن يعود إلى غزة مهما حدث.

ولم يكن هذا الموقف وليد الصدفة، بل كان نتيجة طبيعية لما يمكن أن نسميه حالة من اليأس، ضربت عميقا في كثير من أبناء الشعب الذي مزق الاحتلال أوصاله، وشتته في بلاد الله الواسعة.

من خلال مشاهد قد تبدو للوهلة الأولى طويلة أو ممططة، سلطت المخرجة الضوء على حالات نفسية متنوعة، لكنها تصب جميعا في خانة الألم والفقد والمعاناة التي تنتهي، زد على ذلك الشعور القاتل بالقهر والعجز والانبتات.

مشاهد الفيلم الحقيقية.. عمل خالٍ من الرتوش والمساحيق

من البديهي أن يركز أي فيلم وثائقي على تصوير مشاهد حقيقية بشكل مباشر، قد تكون مقلقة أحيانا، ولكنها في النهاية تحمل الحقيقة كما هي، من غير رتوش ولا مساحيق، فهي ليست مشاهد مصطنعة أو خيالية.

ومن الطبيعي أن تنتصر السينما الوثائقية لقضايا المظلومين والمعذبين في الأرض والمسحوقين وأصحاب الحق المسلوب، بل ربما من واجب صناع الوثائقيات أن يكونوا منحازين بشكل من الأشكال إلى القضايا الإنسانية، من دون أن ينسوا أنهم بصدد إنجاز سينما.

لم تشذّ المخرجة درة زروق عن هذه القاعدة، فقدمت عملا لصيقا، وصورت معاناة أهل غزة كما هي، من دون لجوء إلى التجميل أو التعديل من خلال هذه العائلة.

وفي فيلمها الأول “وين صرنا؟”، تابع الجمهور فيديوهات صُورت بالهاتف في غزة، تمثل الدمار والشرخ العظيم الذي ضرب القطاع، وصورت فيديوهات أخرى لحظات الوداع الأخيرة، وذلك تضمين محمود في نظرنا، بل مطلوب أيضا ليكون قرينة حية لشهادات أفراد العائلة، التي اختارت أن تكون محور الفيلم.

ولكن ما يثير الانتباه أن العائلة تبدو عليها علامات الراحة والرفاه بعد أن نزحت إلى مصر، فهي تعيش في شقة واسعة فيها كل متطلبات الحياة الكريمة، من دون أن توضح لنا المخرجة كيف لعائلة فقدت كل شيء في حرب الإبادة أن تعيش في ذلك الرفاه بعد رحلة الهروب.

صناعة الصورة.. لمسات جمالية ترصد أعماق الشخصيات

قدم الفيلم صورة جميلة توغلت في تفاصيل اللحظة، واشتغلت المخرجة على اللقطات القريبة والقريبة جدا، لإبراز تقاسيم الوجه وحركة اليدين في أكثر من موضع، ولم يكن ذلك لمجرد تجميل المشاهد، بل سعيا لتمرير الحالة النفسية التي تمر بها شخصيات الفيلم، ومدى تواصلها مع محيطها وشركائها في المحنة والمعاناة.

ولا شك أن اختيار مدير التصوير يمثل جزءا هاما من صناعة أي عمل سينمائي مهما كان نوعه، وفي هذا الفيلم اختارت المخرجة الاعتماد على إحدى أمهر المبدعين في هذا المجال، ألا وهي نانسي عبد الفتاح، فتركت بصمة واضحة في تفاصيل الفيلم.

كان جليا أن المخرجة لم تدخر جهدا في تشكيل صورة سينمائية تنقل واقعا يعلمه الجميع، لكنها كانت أمينة إلى حد بعيد في إبراز ما رسخ في باطن الشخصيات، من وجع وقهر ودمار داخلي، وهي أشياء لا يمكن تصويرها إلا عن طريق الإحساس.

ومع ذلك، فإن بعض المشاهد كانت أطول مما ينبغي، وكان يمكن تقليص مساحتها الزمنية، أو تعويضها بمشاهد ولقطات أخرى في ذات السياق، ولكن من زوايا مختلفة.

كما أن بعض المشاهد حملت شهادات معادة، وإن بأسلوب مختلف نوعا ما، ولكنها تصب في ذات الموضوع، مما جعل التكرار يتسرب إليها أحيانا، إن بقصد أو عن غير قصد، لكن هذا لا ينفي جمالية الصورة في الفيلم.

رحلة من المنزل في غزة إلى المجهول

تدور قصة الفيلم حول أسرة غزاوية تخرج نحو المجهول، لم يختر أي فرد منها أن يترك خلفه حياة بأكملها بحلوها ومرها، ولم يختر أحد منهم أن يكون طرفا في إبادة لا أحد يدري متى تتوقف، لكنهم خرجوا.

ترتمي الأم الشابة نادين ورضيعاها ووالدتها وأخوها وأخواتها في أحضان الطريق، التي قد تطول أو تقصر، تاركةً زوجها في بؤرة الدمار، ينتظر فرصة للحاق بهم.

تستقر العائلة في مصر، ويطول انتظار الأم الشابة لزوجها، وتتالى الأحداث وتتشابك، وتتراكم الهموم، وتتسارع التحولات في كيان الأسرة، وتتباين المواقف، وتتنامى رغبة كل فرد في البحث عن هدف لنفسه، وهنا تبرز جليا حالة التشتت أو الشتات التي بدأت تدب في نفوسهم.

وفي الأثناء، نتابع حكاية كل فرد من الأسرة، انطلاقا من أصغرهم إلى أكبرهم، ولكل منهم حكاية مرتبطة بالمكان، ولكنها تختلف من حيث العلاقة والارتباط.

فالبنت تشتاق لمدرستها، وتحدثنا عن صديقاتها وفصلها وكتبها وكراريسها، التي أصبحت وقودا في رحلة الهروب من نار الموت، وهي تتفق مع حكاية أختيها اللتين كانتا تمارسان كرة القدم، وكانتا تحلمان بالسفر والعودة بعدها للديار وأحضان الأسرة المجتمعة، تحت سقف واحد آمن ودافئ، ولكن لعنة الحرب تشاء عكس ذلك تماما.

في لحظة فارقة، ومن دون سابق إنذار أو استعداد، يحمل الجميع ما خف وزنه، ثم ينطلقون في رحلة لا يعرف أحد مآلاتها ولا نتائجها.

إحساس بشع يحتاج المرأة الشابة وأخواتها وهن يودعن غرفهن، وهو ذات الإحساس الذي انتاب أمها أيضا، ولكن هل من حل آخر؟

الحلول معدومة وأسباب الحياة قليلة، وهنا إما أن تموت فتوارى تحت التراب مع آخرين، أو أن تظل حبيس أنقاض بناية ما أياما، قبل أن يستطيع أحد إنقاذك، أو أن تموت وتتعفن، ولا يسمع أحد أنينك إلا الحجارة والتراب.

وين صرنا؟”.. أسئلة الغربة والشتات

هل هو سؤال “وين صرنا؟” مجرد سؤال أم نتيجة حتمية، أم أنه مرحلة في طريق ما زال طويلا ومرا؟

ليس سهلا أن نقف عند فرضية واحدة، فكل الإمكانات واردة، ويمكن أن يبقى السؤال معلقا بلا إجابة مقنعة أو مقبولة إلى وقت غير معلوم، كما أن فكرة أنها نتيجة هي فكرة منطقية جدا.

فوصول العائلة إلى مصر، والتحاق الزوج بها، وإعلانه أمام الجميع أنه لن يعود إلى غزة مهما حدث، يمكن أن يمثل نتيجة حتمية، ومصيرا جديدا تنسج خيوطه الأيام.

ومن خلال قراءة عامة لسير الأحداث، يمكننا أن نقول إن مصر مجرد مرحلة أو محطة، تليها محطة أو محطات أخرى كثيرة، لا سيما بعد سفر إحدى البنات، لإتمام دراسة الطب في باكستان، ورغبة الصغيرات في العودة متى تسنى لهن ذلك.

درة زروق.. أسلوب الصناعة في التجربة الأولى

في تجربتها الإخراجية الأولى، وضعتنا درة زروق أمام خيارات محددة، مع أنها كثيرة ظاهريا، لكن الأمر يرتبط بعوامل نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية أيضا، من شأنها أن تصنع منعرجا حاسما في حياة العائلة بأكملها، أو لدى بعض أفرادها.

ولعلها تعمدت ذلك، فلم تترك لشخصيات العمل مساحة أخرى لبيان توقعاتها أو تصوراتها للمراحل القادمة، كما يمكن أن نستشف أنها تركت الأمر يسبح في يم من الخوف والتردد والتشتت الفكري والجسدي، تلعب به أمواج الضبابية التي تلف حياة أبناء غزة في كل خطوة.

قد تكون المخرجة أصابت فنالت أجر الفكرة وأجر المغامرة، وإن لم تصب فلها أجر المحاولة في تجربتها الأولى.

عُرض فيلم “وين صرنا؟” أول مرة على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، ضمن فعاليات الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

 

الجزيرة الوثائقية في

10.12.2024

 
 
 
 
 

زينة أشرف عبدالباقي:

تعلمت الإخراج في نيويورك.. وبدأت مشواري بسن الـ14

كتب: منى صقر

قالت المخرجة زينة أشرف عبدالباقي، إنها سعيدة بردود الفعل على عرض الفيلم «مين يصدق؟»، وذلك أثناء عرض الفيلم بمهرجان القاهرة أو أثناء العرض الخاص، مشيرةً إلى أن أسرة الفيلم انتظرت لمدة عام كامل حتى تخرج التجربة إلى النور.

وأضافت خلال حلولها ضيفة مع الإعلامي عمرو الليثي ببرنامج «واحد من الناس»، بحضور أبطال الفيلم يوسف عمر والفنانة جيدا منصور: «أنا كنت اتمنى أن أقوم بتقديم تلك الخطوة والتي تبرز أننا كشباب لدينا أفكار ورؤى جديدة، والفيلم فكرتي وشاركت في السيناريو ومن إخراجي».

وتابعت: «أنا أخذت كورسات وأنا عندي 14 سنة وكنت أدرس في نيويورك وقدمت تجربة فيلم واختاروني في هذا العمر، وكانت تجربة استفدت منها كثيرًا وقدمت فيلم في هذا العمر».

وأشارت زينة: «أنا تحدثت مع المنتج وقدمت فكرة وقصة الفيلم وتحدثنا وقمنا بتغيير بعض الأحداث داخل الفيلم، والرسالة تحكي عن بنت مُدللة تتعلق بأحد الشباب ويأخذها معه في طريق النصب وتتخللها قصة حب».

وأوضحت أنها أخذت ورش تمثيل حتى تشعر بالممثل وتعرف كيف تتواصل معه، مضيفةً: «عملنا بروفات لأكثر من أسبوعين، وأنا لا أفكر حاليًا في التمثيل وأنا مرتاحة كمخرجة».

وأضافت أن الفيلم مر بالعديد من الصعوبات وهناك تحدي بأنها أولى تجربة، بالتأكيد بها قلق ولكن والحمد لله كان هناك تعاون بين فريق العمل والجميع من الشباب.

وعن مشاركة الفنان أشرف عبدالباقي، تابعت: «الفيلم منذ أن كان فكرة تحدثت معه وتناقشنا في العديد من الأمور وأقترحت عليه تقديم دور الحاج حناوي، وبعد أن قرأ الورق وافق عليه وأنا ارى أن الفنان أشرف عبدالباقي لديه إمكانات وقدرات كبيرة».

 

####

 

أشرف عبدالباقي:

وافقت على المشاركة بفيلم «مين يصدق؟» بسبب فكرته.. وابنتي حققت حلمي

كتب: منى صقرعلوي أبو العلا

قال الفنان أشرف عبدالباقي، إن ابنته المخرجة زينة قدمت أكثر من تجربة ومشاريع سينمائية وفنية، قبل اولي تجاربها السينمائية وفيلم «مين يصدق؟» وأنها درست في الخارج وفي نيويورك ولندن، وأخذت خبرات كثيرة من التجربة.

وتابع أشرف: «أنا كنت اتمني أن أقوم مثلها في شبابي بتلك الدراسات وأخذ تلك الخبرات، وهي تحقق أحلامي في ذلك الأمر، لأن الدراسه مهمة».

وأضاف خلال حلوله ضيفا ببرنامج واحد من الناس، رفقة ابنته المخرجة زينه، مع الإعلامي عمرو الليثي، على شاشة الحياة: «أنا بدايتي الفنية كانت صعبة جدًا ولم يكن متاح لنا الحصول على تلك الدراسات، والعكس من ذلك بنتي المخرجة زينة بدأت حياتها الفنية بالدراسة في لندن، ونيويورك وشاهدنا مشاريعها مع عدد من الأصدقاء من صناع السينما والدراما، وكانوا سعداء وأعطوا انطباع جيد».

وتابع أن التجربة الأولى تكون صعبة، ولكن لابد من مواجهة تلك التحديات ومن يريد النجاح يجب أن يبذل جهد وأن يترك التوفيق لله، ولكن لابد من العمل والاجتهاد والسعي، وأن النجاح سيأتي بنجاح آخر.

وعن سبب مشاركته في الفيلم استكمل: عندما قرأت الفيلم أعجبت بالفكرة والقصة وتناقشت مع المخرجة زينة في العديد من التفاصيل، واختلفنا في نهاية الفيلم وهي أصرت وكانت على حق.

بينما قالت المخرجة زينة أشرف عبدالباقي عن مشاركة والدها في فيلم «مين يصدق؟» أن وجوده جعلها تشعر بالأمان، وأعطاها دافع ودعم كبير، متابعةً :«والدي أعطاني مساحة كبيرة للإخراج وكنت أنادي عليه أستاذ اشرف».

بينما عقب أشرف عبدالباقي على حديثها قائلًا: «زينة كانت مجهزة كل شئ بحيث تكون جاهزة لأي امر وهي تستطيع رسم «ستوري بورد»، وهذا أسعدني جدًا وهذا حلمي كممثل، وأنا كنت معاهم اثناء تصوير دوري ومرة أو اثنين أخرى أثناء التصوير بمدينة العين السخنة وبولاق».

 

المصري اليوم في

10.12.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004