* «ريش»
يتحول من نعمة إلى نقمة.. واستقالة غامضة للمدير الفنى أمير رمسيس
*
غياب المكرم الفلسطينى محمد بكرى عن استلام تكريمه بجائزة
الإنجاز الإبداعى
*
الاعتذار ينهى أزمة يسرا مع التميمى.. ويعيد الاعتبار لنجمى
المغرب ريدوان وبلعياشى بعد تجاهلهما فى الافتتاح
لم يكن حريق مركز مؤتمرات بلازا قبل يوم من حفل افتتاح
مهرجان الجونة السينمائى، الحريق الوحيد الذى أصاب الدورة الخامسة التى
انطلقت الخميس قبل الماضى وتختتم فعالياتها اليوم الجمعة، فقد تعرض
المهرجان قبل وأثناء إقامته لعدد من الأزمات لا تقل قسوة، وربما كان أثرها
السلبى والجدل الذى صاحبها أكثر من الحريق نفسه، حيث تسببت فى لفت الأنظار
عن انتظام عروض حوالى 80 فيلما، وإقامة عدد كبير من الحلقات النقاشية
والمحاضرات على مدار أيام المهرجان.
**
ثورة يسرا
البداية كانت بالهجوم النارى الذى شنته الفنانة يسرا عضو
اللجنة الاستشارية العليا على انتشال التميمى مدير المهرجان، قبل حوالى
أسبوع من انطلاق الدورة الخامسة، عندما فاجأت الجميع بإصدار بيان شديد
اللهجة عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، ترفض فيه تصريحات لـ«التميمى»
أرسلت من المهرجان لوسائل الإعلام ضمن محتويات الملف الصحفى، تطرق خلالها
لاستراتيجية التكريم بالمهرجان، والتى تمنعه من تكريم ممثلة بحجم وقيمة
يسرا، رغم أنها الأكثر استحقاقا، فقط لأنها عضو باللجنة الاستشارية.
ورغم أن هذا الكلمات تبدو لكل من يقرأها إيجابية، إلا أن
يسرا استقبلتها بغضب شديد، مؤكدة أن هذه الإشارة لا يمكن أن تُفهم بشكل جيد
أو إيجابى، خاصة أن هذه الإجابة تبرير لسؤال لم يُطرح من الأساس، لا من
صحفى خلال حوار، ولا بينها وبين إدارة المهرجان، ولا حتى من أى أطراف أخرى،
وبالتالى لم تكن تحتاج لأى مبررات سواء لتكريمها أو عدمه.
لم يكن مدير المهرجان موفقا فى إطلاق هذا التصريح، ليس فقط
بسبب نموذج مشاركة الفنانة هند صبرى عضو اللجنة الاستشارية، فى المسابقة
الرسمية بفيلم «حلم نورا» الدورة قبل الماضية، وحصولها على جائزة أفضل
ممثلة كما قالت يسرا، بأن ذلك يضع علامات استفهام كثيرة، حول معيار
المهرجان فى اختيار الأعمال الخاصة بالسينمائيين أعضاء اللجنة الاستشارية
العليا، ولكن لأن المهرجان بالفعل كرّم أحد أعضاء نفس اللجنة فى دورته
الأولى، وهو الأمريكى فوريست ويتكر.
يسرا اختتمت بيانها الغاضب، بالتأكيد على ثقتها فى قدرة
المسئولين عن المهرجان فى إدراك حجم الخطأ الذى حدث. قالت ذلك وكأنها توقعت
ما سيحدث بعد أيام فى المؤتمر الصحفى للمهرجان، فقد تم توجيه اللوم
لـ«التميمى» من مؤسس المهرجان نجيب ساويرس، مؤكدا على مكانتها الكبيرة، ليس
فقط فى الفن المصرى، وإنما أيضا عند العائلة، قبل أن يبادر «التميمى»
بالاعتذار ليسرا عن فهم تصريحاته بشكل خاطئ، وقام أمام وسائل الإعلام
ليقبّل رأسها.
ترضية يسرا لم تتوقف عند اعتذار «التميمى»، ولكن جاء صعودها
إلى المسرح مرتين إلى جانب مؤسس الجونة وراعى المهرجان الرئيسى رجل الأعمال
سميح ساويرس، ليؤكد مكانتها الكبيرة، وهو ما قاله «ساويرس» فى مطلع كلمته.
**
صدمة حريق البلازا
توقع الكثيرون أن تمر الدورة بهدوء، بعد أن انطفأ حريق يسرا
باعتذار «التميمى»، وظهور جميع المؤسسين على منصة المؤتمر الصحفى الذى عقد
قبل يوم من الافتتاح، بعد أن تم تداول أنباء عن خلافات وانقسامات بينهم قد
تعصف بالدورة، ولكن فى اليوم نفسه، التهمت النيران جزءا من مركز المؤتمرات
«بلازا» الذى يضم مسرح حفل الافتتاح، مما جعل البعض يتخوف من عدم قدرة
المهرجان على افتتاح هذه الدورة فى موعدها، قبل أن يظهر سميح ساويرس وفريق
المهرجان من موقع الحريق، ليعلن لوسائل الإعلام، أن مسرح حفل الافتتاح وهو
المكان الأساسى للفعاليات بمركز المؤتمرات لم يتأثر بالنيران، مؤكدا على أن
سبب الحريق «ماس كهربائى»، وسيتم التعامل مع آثاره وترميمها فورا، ووعد بأن
يكون المكان جاهزا بالكامل قبل موعد حفل الافتتاح، وهو ما حدث بالفعل قبل
أقل من 24 ساعة، ليظهر مرة أخرى من نفس الموقع الذى شهد الحريق، ويعلن
اكتمال أعمال ترميم الأماكن المحترقة.
**
هجوم مغربى
التزام مدينة الجونة بالانتهاء من أعمال الترميم قبل
الافتتاح كان محل إشادة من الجميع، ولكن عادت الأزمات مرة أخرى فى حفل
الافتتاح، الذى جاء على غير العادة أقل من التوقعات، حيث حدث خطأ بسبب سوء
التنظيم، وضع المهرجان فى مرمى النيران، ولكن هذه المرة من الجمهور المغربى
على مواقع التواصل الاجتماعى، الذى غضب بشدة لتجاهل تقديم الفنان العالمى
من أصل مغربى «ريد وان» والملحن المغربى «نعمان بلعياشى» قبل صعودهما إلى
المسرح لمشاركة الفنان المصرى محمد رمضان أغنية «جو البنات»، واضطر
المهرجان بعد مرور أيام على الواقعة، لتقديم اعتذار رسمى للشعب المغربى،
معترفا بأن ما حدث خطأ مؤسف لكنه غير مقصود فى الإعداد للحفل، ويتمنى عدم
تكراره.
وأكد المهرجان اعتزازه بالمشاركات المغربية فى مهرجان
الجونة بجميع دوراته سواء من الأفلام المغربية المشاركة أو صناع الأفلام أو
جميع الحضور المشاركين.
**
صورة مصر
ورغم سعادة المهرجان بحصوله على العرض الأول لفيلم «ريش» فى
مصر بعد فوزه بالجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد فى مهرجان كان،
وتكريم وزيرة الثقافة، إلا أن الرياح أيضا لم تأت بما اشتهت سفينة
المهرجان، فمع العرض الأول للفيلم طاردته تهمة الإساءة لسمعة مصر وتقديم
صورة سلبية وغير حقيقية تتجاهل ما يتم إنجازه على أرض الواقع، ورغم أن
كثيرا من السينمائيين دافعوا عن التجربة وأشادوا بها فنيا، فى مقابل هجوم
الفنان شريف منير وعدد ليس كبيرا من الفنانين، إلا أن ذلك لم يعف المهرجان
من التعرض لهجوم شرس، لدرجة تصدر هاشتاج «أوقفوا مهرجان الجونة» «تريند»
على تويتر، كما قاطعت بعض وسائل الإعلام المهرجان لنفس السبب.
واضطر المهرجان للدفاع عن اختياره، بإصدار بيان يوضح فيه
أنه لم ولن يعرض أى فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيدا على أنه
لا يحمل أية إساءة أو ضغينة فى أى من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج
المسابقة الرسمية، كما أوضح أيضا أنه يقام بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر
وبرعاية وزارة الثقافة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، ما يؤكد انتماء
المهرجان لمصر وولاءه لها، مشددا على فخره بأنه مهرجان مصرى يقام على أرض
مصر التى يكنّ لها كل الاحترام والتقدير.
**
غياب المكرم الفلسطيني
لم تتوقف أزمات الدورة الخامسة عند الخطأ التنظيمى فى
الافتتاح، أو الاستقبال السلبى لفيلم، ولكن أضيف إليها أزمات لم يكن سببا
فيها، كإعلان الفنان الفلسطينى محمد بكرى، عدم حضوره إلى الجونة، ليتسلم
تكريمه بجائزة الإنجاز الإبداعى، والذى كان مقررا له حفل الختام اليوم، رغم
حصوله على التأشيرة والموافقات اللازمة، وحجز تذاكر الطيران بالفعل يوم 20
أكتوبر الجارى، إلا أنه تراجع فى اللحظات الأخيرة، تضامنا مع الفنان
الأردنى من أصل فلسطينى سعيد زاغا، والذى لم يتمكن من حضور المهرجان.
ورغم أن المهرجان لم يسحب تكريم «بكرى»، بعد قراره
الاختيارى بعدم الحضور، إلا أن الفنان الفلسطينى وضع شرطا لقبول هذا
التكريم من «الجونة السينمائى»، عبارة عن بث فيديو سجله ليذاع خلال حفل
الختام، يكتفى فيه بالتعبير عن موقفه الاحتجاجى بإلقاء قصيدة «أنا يوسف يا
أبى» للشاعر الفلسطينى محمود درويش، وليس معروفا حتى الآن إن كانت إدارة
المهرجان قبلت هذه الشرط أم لا.
**
استقالة المدير الفني
قبل يومين من حفل الختام، كانت المفاجأة الأكبر، بتسريب خبر
استقالة المدير الفنى للمهرجان أمير رمسيس، والذى أكد الخبر بنفسه بعد ذلك،
دون أن يذكر أسباب، مؤكدا على أنه سيصدر بيان مشترك مع إدارة المهرجان
لتوضيح الأمر.
ورغم توقع البعض أن تكون الاستقالة بسبب ضغوط وخلافات
مرتبطة بفيلم «ريش»، إلا أن مقربين من «رمسيس» حرصوا على نفى هذه المعلومة،
والتأكيد على أن الاستقالة لأسباب أخرى، بعيدة تماما عن أزمة «ريش».