مهرجان القاهرة أيقونة المهرجانات المصرية وأقدمها
يباشر الناقد السينمائي أندرو محسن عمله مديراً
فنياً لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية
القصيرة، المقرر انطلاقه الشهر المقبل. في حواره مع «الجريدة»
يتحدّث عن المهرجان ويكشف تفاصيل الدورة الجديدة وتجهيزاتها.
·
حدثنا عن تفاصيل الدورة العشرين من مهرجان
الإسماعيلية الدولي التي تنطلق الشهر المقبل.
يشهد المهرجان عرض نحو 140 فيلماً في مسابقاته المختلفة، وضمن
برنامج الاحتفالية بالدورة العشرين، وهو رقم مميز في تاريخه. نعرض
نحو 50 فيلماً حصلت على الجوائز خلال الدورات السابقة، ونتواصل مع
الصانعين لضمان حضور أكبر عدد منهم، بالإضافة إلى محاولتنا توفير
الكتيبات الخاصة بالدورات السابقة وإتاحتها عبر الموقع الإلكتروني
مع ملصقات الدورات السابقة، إلى جانب اعتمادنا على اختيار لجنة
تحكيم من الفائزين في الدورات السابقة، وسيشكلون نسبة 90% من أعضاء
لجنة التحكيم.
·
هل سيؤثر اختيار محكمين فائزين بجوائز في مسابقات
الدورة الراهنة؟
بالتأكيد لا، والحقيقة أن الهدف من جمع صانعي هذه الافلام كأعضاء
لجنة تحكيم تكريمهم والاحتفاء بما قدموه من دعم للمهرجان في دوراته
السابقة، فالدورة العشرين ستكون خاصة على المستويات كافة.
·
بالنسبة إلى المكرمين اخترتم الناقد الراحل علي أبو
شادي.
اخترناه وهو على قيد الحياة، ومن حسن الحظ أنه راجع مسودة الكتاب
الذي سيصدر عنه وكتبه الناقد محمود عبد الشكور قبل وفاته بيومين
تقريباً. وهو أبرز النقاد الذين ارتبط اسمهم بالمهرجان سنوات طويلة
وأسهم في نجاحه واستمراره، لذا اخترناه باعتباره أحد المؤسسين،
وثمة شخصية عربية آخرى نعلن تكريمها قريباً.
مسابقات وقاعات
·
ماذا عن تفاصيل الافلام المشاركة؟
يضمّ المهرجان ثلاث مسابقات، الأولى الأفلام التسجيلية الطويلة حيث
يشارك 12 فيلماً تقريباً، منها فيلمان من الدول العربية، وأفلام
أوروبية وأميركية، وثمة مفاوضات مع شركات توزيع لمشاركة أفلام
أسيوية، خصوصاً أن الأخيرة رغم أنها تزخر بأعمال تسجيلية طويلة فإن
مشاركتها في المهرجانات لدينا ضئيلة. في ما يتعلق بمسابقات
التسجيلية القصيرة والروائية القصيرة والتحريك، ثمة بين 15 و20
فيلماً، بخلاف أفلام برامج الاحتفالية.
·
هل ثمة مشكلة في قاعات العرض، خصوصاً أن مدينة
الإسماعيلية لا تتضمن صالات متعددة؟
نرتّب راهناً مسألة قاعات العرض، خصوصاً أن المهرجان كان يعرض
سابقاً في صالات سينمائية أغلقت. نستعين بقاعتي عرض في قصر
الثقافة، بالإضافة إلى قاعات في الأندية الاجتماعية ستتيح العروض
لروادها إلى جانب جمهور المهرجان، بما يشمل توسيع القاعدة
المستهدفة.
·
ماذا عن مسابقة طلبة الجامعات؟
برنامج جديد نعمل على إطلاقه في الدورة العشرين. يقتصر في البداية
على الجامعات المصرية مع إمكان تدويله اعتباراً من الدورة المقبلة.
يعتمد على عرض مشاريع الطلاب سواء كانت مشاريع تخرج في الكليات أو
خاصة بطلبة لا يزالوا في مرحلة الدراسة. ونتواصل مع جامعات حكومية
وخاصة لمشاركة أكبر عدد من الأفلام وسنحدد لاحقاً الجوائز.
دعم وموعد
·
هل لديكم مشكلة في دعم وزارة الثقافة للمهرجان؟
بالتأكيد نحتاج إلى زيادة الدعم وثمة مناقشات حول هذا الأمر،
خصوصاً أننا نتحدّث عن دورة استثنائية احتفالية، وثمة ضيوف نرغب في
دعوتهم، فضلاً عن ضرورة التغطية الإعلامية المميزة وهو ما يتطلب
زيادة الميزانية.
·
موعد إقامة المهرجان هذا العام بعد أعياد الربيع
مباشرة، هل تراه مناسباً؟
اضطررنا العام الماضي إلى إنهاء المهرجان مبكراً عن موعده بيومين
بسبب احتفالات المحافظة بعيدها القومي. لذا حرصنا هذا العام على
اختيار توقيت لا يتعارض مع أي ارتباط، وفي الوقت نفسه يتيح الإقبال
الجماهيري. لذا جاء الاستقرار على الفترة بين 11 و17 مارس.
والحقيقة، أن موعد المهرجان يظلم الأفلام المشاركة، لأنه يأتي بعد
أسابيع من ختام مهرجاني كلارمو وبرلين، ما يجعل التأني في الاختيار
مرتفع. لذا أؤيد فكرة إرجاء الموعد مستقبلاً إلى شهر أكتوبر لجذب
الأفلام التي شاركت في هذه المهرجانات بتكلفة أقل.
·
هل واجهتم مشكلة في اختيار الأفلام؟
المشكلة التي تواجهنا أن شركات التوزيع تطلب أموالاً رغم أن جوائز
المسابقات مالية. لكن نحاول التفاوض باستمرار لتخفيض قيمة هذه
المبالغ. كذلك ثمة مشكلة مرتبطة بوجود صناديق دعم للأفلام تساعد
الصانعين وتشترط عليهم مكان العرض العالمي الأول، وفي الشرق الأوسط
أيضاً، ما يحرم المهرجان من أعمالهم، من ثم في العام التالي حتى لو
انطبقت الشروط على هذه المشاريع تكون أصبحت قديمة ولا نفضل عرضها.
وهذا التمويل يتوافر من خلال مهرجان دبي أو صندوق سند في قطر.
·
لماذا لم يدعم المهرجان الأفلام من البداية على
غرار هذه الصناديق؟
ليس لدى المهرجان ميزانية كافية لهذه الخطوة، ولكن لدينا تصوّر لها
خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن الأفلام التسجيلية والروائية
القصيرة ليست مكلفة على المستوى الإنتاجي، وإنشاء صندوق مختص بهذا
الأمر يساعدنا على المشاركة في توفير أعمال تُعرض للمرة الأولى في
المهرجان.
·
هل ترى أن الدولة مهتمة بمهرجان الإسماعيلة على
غرار اهتمامها بـ«القاهرة الدولي» مثلاً؟
مهرجان القاهرة أيقونة المهرجانات المصرية وأقدمها، لكن هذا لا
يمنع أن الإسماعيلية مهرجان مميز ومختلف مقارنة بغيره، فهو مخصص
للأفلام القصيرة والتسجيلية وله اسمه في الخارج.
·
لماذا قررتم إطلاق الأرشيف النقدي عبر دورات عدة؟
تجهيز الأرشيف النقدي أمر صعب، وليس سهلاً كما يعتقد البعض، ومكلف
أيضاً. لذا اخترنا أن نقوم به عبر سنوات عدة وليس مرة واحدة تجنباً
لإرجاء المشروع بالكامل.
لجنة المشاهدة
حول الاختلاف بين مشاركته في لجنة المشاهدة سابقاً
وعمله الآن مديراً فنياً للمهرجان، يقول أندرو محسن: «التجربة
مختلفة بشكل كامل. كعضو لجنة مشاهدة ليست لديك قيود في اختيار
الأعمال، فيمكن أن تنتقي ثلاثة أفلام من الولايات المتحدة
للمشاركة، بينما كمدير فني لا بد من أن تراعي توزيع الأعمال
الجغرافي، وأن تضع ترتيباً في العرض والمسابقات وغيره من تفاصيل
مجهدة».
####
المهرجانات السينمائية في مصر تتداخل زمنيّاً
والمواعيد غير مناسبة
محمد قدري
تشهد الساحة السينمائية المصرية خلال شهرين فقط من
العام زخماً من المهرجانات لدرجة أن يومين أو ثلاثة أيام تفصل بين
مهرجان وآخر، فنتابع خلال فترة قصيرة خمسة مهرجانات في خمس مدن
مصرية مختلفة.
أقيم مهرجان أسوان السينمائي في دورته الثانية بين 20 و26 فبراير
الفائت، في مدينة أسوان جنوب مصر، وحقّق نجاحاً ملحوظاً لوجود
ثلاثة أفلام مصرية في المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى حضور الشباب
الأسواني المميز في الفعاليات والورش.
تزامناً معه افتتح المركز الكاثوليكي للسينما الدورة السادسة
والستين من مهرجان المركز الكاثوليكي بمشاركة سينمائية كبيرة من
الأفلام المصرية، واستمر من 23 فبراير إلى الثاني من مارس الجاري،
وشارك عدد كبير من نجوم السينما المصرية في الافتتاح والختام
والفعاليات.
وبمجرد انتهاء المهرجان الكاثوليكي، بدأت الدورة الثانية من مهرجان
شرم الشيخ السينمائي في الثالث من مارس واستمرت فعالياته حتى
التاسع منه، ولكن لم يحقق المهرجان المردود المنتظر منه، فيما
تميّز بوجود أفلام كثيرة في المسابقات الرسمية.
تُقام راهناً فعاليات الدورة السابعة من {الأقصر للسينما
الأفريقية}، ويرعاه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي نظراً إلى
دور المهرجان في فتح سبل التعاون مع المصريين في أفريقيا، خصوصاً
بعد الابتعاد عنهم في الفترة الماضية، وتحضر مجموعة كبيرة من شباب
الدول الأفريقية الورش الخاصة بصناعة الفيلم وتتولاها مجموعة مميزة
من رواد السينما، على رأسهم المخرج خيري بشارة.
وخلال أيام قليلة، مع الثلث الأول من أبريل المقبل، تبدأ دورة
جديدة من مهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية والتسجيلية بمشاركة
مئات الشباب وبدعم رئيس من المركز القومي للسينما، برئاسة الدكتور
خالد عبد الجليل، مستشار وزيرة الثقافة ورئيس المركز.
ومن المتعارف عليه أن فكرة المهرجانات السينمائية مطلوبة ويرى
الجميع ضرورة دعمها، لكن ثمة ملاحظة مهمة وهي تجمع ثلثي مهرجانات
مصر في فترة زمينة قصيرة جداً، فهل يصبّ ذلك في صالح المهرجانات أم
يؤدي إلى حالة من التشبع منها؟
رأي النقد
قال الناقد السينمائي نادر عدلي إنه متعجب من السر وراء اختيار هذه
المواعيد للمهرجانات المتتابعة، خصوصاً أنها تتزامن مع الموسم
الدراسي في مصر، علماً بأنها ليست خاصة بالشباب فحسب بل مرتبطة
بأولياء الأمور أيضاً، ما يبعدهم عن مشاهدة الأفلام المشاركة. من
ثم، يؤكد ذلك أن مشاهدة الجمهور للأفلام ليست في الخطط الفعلية
لهذه التظاهرات وليست من أولويات المنظمين.
وأضاف عدلي أن المواعيد الراهنة مزعجة لدرجة أن رؤساء المهرجانات
أقاموا اتحاداً يُسمى {اتحاد المهرجانات} لتنظيم الأمر، وهو اعتراف
ضمني منهم بأن ثمة خطباً ما، وأن فكرة إقامة ثلاثة مهرجانات في أقل
من شهر غريبة، لدرجة أن المواطن العادي المتابع من خلال القراءة
يسأل عن الفرق بين كل مهرجان وآخر!
وتابع الناقد السينمائي: {رغم هذا الكم من المهرجانات، لم نجد
مهرجاناً احتفى بوجود فيلم كبير في الفعاليات، كذلك نجم سينمائي،
باستثناء مهرجان أسوان حيث حضر الفنان العالمي داني غلوفر.
وطالب عدلي منظمي المهرجانات بإعادة النظر في ترتيب المواعيد، وبأن
يكون لكل مهرجان شخصية لافتة تصل إلى دول العالم، فتحرص على
المشاركة في الفعاليات، مشيراً إلى أن هذه المهرجانات مفلسة تعتمد
على دعم وزارة الثقافة، من ثم شركات الإنتاج الكبرى التي تطلب
أموالًا مقابل نسخة العرض تهرب منها، وهي نقطة ضعف واضحة.
وختم كلامه: {يتطلب من الوزارات المعنية إعادة النظر في
المهرجانات، وأن تصبح المشاركة الفيلمية، وهي العنصر الأهم فيها،
جيدة جداً}.
وأشار الناقد السينمائي محمود قاسم إلى أن ثمة من يفرح بعدد
المهرجانات المصرية، وهو أمر مهم ونتمنى أن يكون لدينا ألف مهرجان.
لكن السؤال المهم: هل هي مجرد احتفالات تمرّ مرور الكرام ويتبعها
احتفال آخر؟ بالطبع لا، المهم في المهرجانات السينمائية أن تتضمن
أفلاماً مصرية حديثة وجيدة للعرض}.
وتعجب قاسم من عدم حضور أفلام مصرية في بعض المهرجانات، مثل
القاهرة في الدورة الماضية، {فلا بد من أن نحيي السينما المصرية
ونسوقها من خلال مشاركة الأفلام في كل دورة}، مشيراً إلى أن ثمة من
ينظم المهرجانات من أجل الحصول على الدعم من الوزارات الراعية، ما
يفسر انتشار هذه الظاهرة.
كذلك طالب الدولة بالتدخل الفوري ومتابعة المهرجانات وتقييمها،
{فلا يجوز أن يشرف على مهرجان مثل شرم الشيخ أشخاص لا يعرفون أي
أمر عن السينما، مع غياب أية آلية للمحاسبة}.
ونفى الناقد السينمائي أن يثير تتابع المهرجانات أية مشكلة في حالة
واحدة فقط، وهي وجود الفيلم المصري القوي، مشيراً إلى أن مصر تحتمل
ألف مهرجان في حالة توفير سبل النجاح لصناعة السينما من أجل
الغزارة في الإنتاج، فالمهرجانات تتماشى مع زيادة عدد الأفلام التي
تنتجها الدولة.
نهاية العام
تشهد نهاية العام كذلك التتابع في المهرجانات،
فخلال شهر ونصف الشهر من نهاية سبتمبر المقبل، حتى أول نوفمبر
تستقبل مصر مهرجان الجونة السينمائي، ومهرجان بانوراما الفيلم
اﻷوروبي، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي. |