عصام زكريا: الإسماعيلى الدولى بلا أرشيف ولا ننافس
المهرجانات
كتبت_ آية رفعت
تعمل إدارة مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام
التسجيلية والقصيرة على أن تكون الدورة الـ20 من عمر المهرجان هى
الأكثر قوة خاصة ان فريق العمل يعمل على الاستعداد لها منذ نهاية
الدورة السابقة. ورغم المشاكل والصعوبات التى تواجه المهرجان فى كل
عام مثل الميزانية وأماكن استقبال الضيوف وغيرها إلا أن المهرجان
أعلن عن استضافة ما يزيد على 100 ضيف خلال احتفالات المهرجان
باليوبيل الفضى. وفى لقائه مع روزاليوسف كشف الناقد عصام زكريا
رئيس مهرجان الإسماعيلية عن خططه لتطوير الدورة القادمة والبرامج
التى تليق بمكانة الاحتفالية الكبرى.
■ ما آخر التطورات التى وصلت إليها إدارة المهرجان حتى الآن؟
- نحن نعمل حاليا على الانتهاء من التحضيرات التقنية فى الأغلب،
وخاصة التى تخص الاحتفالية باليوبيل الفضى بمرور 25 عامًا على
انطلاق مهرجان الإسماعيلية، بالاضافة إلى عمل لجنة المشاهدة والتى
تلقت عددا كبيرًا من الأفلام وسيتم الاعلان عن نتائجها خلال ايام.
كما ان هناك عدة اتفاقات خاصة بالورش المقامة بالإسماعيلية واختيار
المتطوعين من البلد لدمج المهرجان مع أهالى البلد أكثر وليكون أعلى
تأثيرا فى العام الحالى والدورات المقبلة ايضا.
■ وما برنامج الاحتفال باليوبيل الفضى للمهرجان؟
- هناك إقامة برنامج خاص لعروض الأفلام الفائزة بالدورات السابقة
منذ أول تاريخ للمهرجان، وهذا سيتيح للجمهور التعرف على تاريخه
الفنى بل تاريخ السينما التسجيلية بمصر والعالم. كما أن هناك
فيلمًا وثائقيًا عن الدورات الماضية وإقامة معارض للبوسترات
والكتالوجات والكتب للدورات الـ19 الماضية. وعلى الرغم من أن هذا
الأمر يعد أرشيفًا طبيعيًا يمكن تواجده بالمركز القومى المسئول عن
إقامة المهرجان منذ بدايته، ولكننا بذلنا مجهود كبيرًا جدًا فى
جمعه حيث إننى فوجئت بعدم قيام إدارة المهرجان أو المسئولين عنه
بحفظ أية بيانات تذكر سواء كتالوجات أو اسماء لجان التحكيم أو
الفائزين اوحتى البوسترات وأسماء الضيوف.. مما جعلنا ننوى ان نبدأ
بإنشاء ارشيف لكل المعلومات التى نجمعها حاليا وكل الدورات
التالية.
■ صرحت باستضافة 100 ضيف عالمى خلال الاحتفالية.. فهل تغلبت على
مشكلة الفنادق بالمحافظة؟
- بالفعل كانت من أكثر المشكلات التى واجهت المهرجان خلال السنوات
الماضية هو عدم توفر أماكن للضيوف وأجهزة الإعلام خاصة ان محافظة
الإسماعيلية نفسها لا تتوافر بها فنادق 5 نجوم كبيرة. ولكن هذا
العام اعتقد أن الأمر سيكون افضل حيث إن هناك فندقًا بالمحافظة
يتوافر به عدد كبير من الغرف ويمكنه استيعاب كل من الضيوف وأجهزة
الإعلام وإدارة المهرجان، وذلك لضرورة تواجدهم معا من وجهة نظري.
وبالتالى نستطيع استيعاب أكبر قدر من الضيوف. ولكن تبقى المشكلة
الأساسية فى توفير ميزانية للإسكان والانتقالات.
■ وهل تمت إضافة برامج أخرى تضاف على المهرجان؟
نعم بجانب المسابقات الأربع الرئيسية للمهرجان هناك عروض خارج
المسابقة الرسمية بالإضافة إلى برنامج اليوبيل الفضى والذى سيشمل
50 فيلمًا من الأفلام التى عرضت خلال الدورات المسابقة العالمية
منها والمصرية. ولكن يجب أن نقول أن لا يمكن لمهرجان أن ينجح
بالتباهى بكثرة عدد الأفلام واستعراض جدول ممتلئ دون إعطاء الفرصة
للجمهور من متابعتها.. فماذا سيستفاد الجمهور وصناع الأفلام من
إقامة عروض لم يشاهدها أحد بسبب ضيق وقت الجدول. وللأسف هناك
العديد من المهرجانات العربية والمصرية التى تتباهى بعرض 300 فيلم
بقاعة واحدة دون تنظيم وقت مناسب لعرض هذه الأفلام.
■ هل تمت إضافة زيادة على الميزانية المقدمة من وزارة الثقافة؟
- الزيادة نسبيا قليلة فقد كانت فى الأعوام الماضية مليونًا و200
جنيه وأصبحت مليونًا و600 جنيه، ورغم أن الزيادة تعتبر جيدة إلا أن
المشكلة و ما يقابلها من تضخم فى الأسعار يجعل المهرجان غير قادر
على القيام على اكمل وجه بهذه الارقام فقط. ونحن نعمل حاليا على
ايجاد الداعمين ورعاة للمهرجان حتى نتمكن من اتمام استضافة الضيوف
وغيرها من المشاكل التى تقابل الميزانية. وبشكل عام يجب أن يتم
تخصيص ميزانية محترمة تتيح إقامة مهرجان مشرف للبلد ويحمل اسم مصر
بين العالم لأن إقامته مهمة للدولة ثقافيًا وسياحيًا واقتصاديًا
فعندما تكون لدى ميزانية لاستقبال 200 ضيف أفضل من استضافة 50
وكذلك جودة اماكن العرض والإقامة وغيرها.
■ هل تم تغيير موعد اغلاق باب التقديم للمهرجان؟
- نعم قمنا بتأجيله لمدة اسبوع واحد ليغلق فى الخامس من فبراير
الجاري، ولكن ليس معنى إغلاقه بأن المهرجان لن يستقبل أعمالا وخاصة
القيمة منها. فهناك بروتوكول بكل مهرجانات العالم بوجد موعد رسمى
لنهاية استقبال المشتركين يلتزم به صناع الأعمال، ومع ذلك يظل
الباب مفتوح امام الأعمال المميزة والتى يمكنها المشاركة حتى قبل
موعد انطلاق المهرجان. ففى مهرجان برلين يتم الإعلان عن الأفلام
المشاركة قبل انعقاد الدورة بمدة، بينما تصدر نشرات اخرى قبل
الافتتاح بأيام لترصد الأعمال الجديدة التى تم ادخالها بالمسابقات.
■ وهل تم تحديد اماكن حفلى الافتتاح والختام؟
- لم يتم الاتفاق النهائى بعد ولكن بشكل عام اعتقد ان الافتتاح
سيكون بقصر ثقافة محافظة الإسماعيلية بينما الختام سنحاول اقامته
بحفل أكبر بمكان آخر ولكن لم يتم تحديد هذا الأمر حتى الآن.
■ لماذا قمت باختيار مدير فنى للمهرجان هذه الدورة؟
- الدورة السابقة كانت استثنائية بدون مدير فنى لأنى كنت اشغل هذا
المنصب قبل توليه رئاسته وبالتالى قمت مع فريق العمل بجميع
التحضيرات إلى أن صدر القرار بإسناد الرئاسة لى فكان الوقت ضيقًا
لترشيح مدير آخر. ولكن هذه الدورة كانت أكثر تنسيقا فقمت بترشيح
الناقد اندرو محسن. كما اننا تعمدنا فى هذه الدورة ان يتم تحديد
المهام لكل شخص بدلا من ان يكون الموظف الواحد يعمل بكل شيء بدون
مسئوليات محددة.
■ ولماذا اندرو على وجه التحديد؟
- هو شاب واعد وعمل معى بالمهرجان من قبل وفى اكثر من مهرجان مصرى
أيضا ونعلم جيدا أنه يستطيع القيام بالعمل الفنى على أكمل وجه ،
كما أننا بشكل عام فى كل مجالات المهرجان تعمدنا الاستعانة بالشباب
فى كل المجالات والمناصب.
■ وهل لاتزال فكرة إقامة عروض المهرجان بالمقاهى والأماكن العامة
مطروحة؟
- هذه الفكرة ليست حكرا على وقد تم تقديمها من قبل فى المهرجان
ولكن هناك عدة عوائق أهمها أمنيا. بالإضافة إلى أن المقاهى لن تكون
جوا مناسبا لعروض المهرجانات الثقافية والوثائقية،فنحن نحاول
التقرب الى الجمهور بإقامة العروض باماكن متعددة والنوادى
الاجتماعية ودور السينمات المختلفة ولكن المقاهى والشوارع لن يكون
امرًا مقترحًا الآن. كما اننا قمنا بانشاء نواد رئيسية فى
الإسماعيلية لتتم إقامة عروض طوال العام بدلا من ان نكون مجرد ضيوف
نأتى سنويا ونرحل بعد انتهائه.
■ كيف ستتجنب سلبيات الدورة الماضية؟
- منذ انتهائها وطلبت من العاملين معنا تقديم تقارير عن السلبيات
فقط وقمنا بعد إعلان قرار التجديد لى بالاجتماع لوضع خطة لتجنب كل
السلبيات ومنها العوائق الروتينية والتى نحاول التخلص منها أو
تقليلها. ومسألة حضور الجمهور للمهرجان فنحن نعمل عليه حاليا وإن
كان لن يتم فى دورة أو اثنين فنحن نبنى جمهورًا متذوقًا داخل
المدينة. وكذلك الإقامة كانت بها مشاكل عديدة حيث إن الفندق الذى
أقيم به الضيوف منحونا 300 غرفة بعد محاولات عديدة وكذلك القرية
التى نزل بها الصحفيون كانت لاتزال تحت التحضير فكانت الأمور غير
مستقرة.
■ كنت تخطط لتغيير موعد انطلاق الدورة الحالية لنهاية العام فما
الذى جعلك تتراجع؟
- بالفعل نحن كنا ندرس تغيير الموعد ولكن للأسف لم نتمكن لأن
الموعد الذى رغبنا به يعتبر بالعام المالى الجديد فستسقط علينا
ميزانية العام الحالى وبالتالى لن نتمكن من إقامة أية تحضيرات إلا
بعد الحصول على الميزانية بشهر يوليو مما يعنى عدم تمكنا من إقامة
المهرجان فى وقت قليل جدا. والحل فى هذا الأمر أن يكون لدينا فائض
من ميزانية الدورة السابقة حتى نتمكن من العمل به لحين صرف
الميزانية الجديدة وذلك من خلال تخصيص حساب خاص للمهرجان.
■ فى رأيك ما الأهمية لاتحاد المهرجانات الذى اقيم مؤخرا؟
هناك اهمية فعلية لتنسيق مواعيد المهرجانات وتنسيق
اسماء الضيوف والتكريمات التى تعاد فى اكثر من مهرجان، وحتى
الأعمال المشاركة والبرامج التى تقيمها المهرجانات. وانا عن نفسى
اقترحت ضرورة الاجتماع بين رؤساء المهرجان معا، ويقتنعوا بانهم غير
منافسين لبعضهم البعض. فنحن لا ننافس أنفسنا ولكننا ننافس الجهل
والتخلف وعدم وجود الثقافة الفنية. فنحن يجب أن نساعد بعضنا البعض
حتى نتمكن من نجاح اسم مصر. فلو كانت المهرجانات قديما نشرت
الثقافة السينمائية بين المصريين وبلاد العالم، فلم يكن هذا حالى
الآن، احاول البحث عن رعاة للمهرجان ومهرجان آخر لا يستطيع استضافة
نجوم عالميين وغيرها من العوائق. فنحن هدفنا واحد نرفع من ثقافة
الشعب واسم البلد عالميا. |