لأول مرة في تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
يقترح بعض الصحفيين أن ننسحب جميعاً من حفل الافتتاح وبالفعل انسحب
نفر منهم.
ولأول مرة في تاريخ المهرجان تبدأ مراسم الحفل بعد
أكثر من ساعتين ونصف عن المكتوب في بطاقة الدعوة.. فبدلاً من
الساعة السابعة بدأ في التاسعة وأربعين دقيقة!
ولأول مرة بعد 39 دورة يعامل الصحفيون بهذا القدر
من الاستهانة ويعزلون في أبعد المقاعد وبدرجة جعلت الفرجة مزعجة
بسبب بعد المسافة عن المسرح.
ولأول مرة تبدو الصالة أسفل البلكون خالية بدرجة
لافتة ومحزنة وعلي نحو جعل البعض يتندر ويتساءل ويعلن عن إستيائه
الشديد ثم ينفجر الجمع في التصفيق تعبيراً عن الاجتماع والغضب
.
والأكثر إثارة للدهشه من كل ما سبق أن “وقائع”
المهرجان بدأت بالفعل من دون علم جميع المنتظرين داخل صالة
الاحتفالات حيث تم تخصيص “باب” آخر لدخول الفنانين المدعوين غير
الباب الذي دخلنا منه كجمهور وصحفيين وهذا الباب “الآخر” لن نلتفت
إليه فلم نر السجادة الحمراء ولم نشاهد “موكب” الفنانين أثناء
دخولهم. ولم يلفت نظرنا هرولة جموع الإعلاميين المصورين بكاميراتهم
كالعادة
.
وعندما استبد بنا الملل من طول الانتظار داخل
القاعة الفاخرة الخالية التي يعقد فيها المهرجان لجأنا إلي
التليفونات المحمولة للثرثرة مع الزملاء والاصدقاء ففوجئنا أنهم
يتابعون “حفل” الافتتاح علي شاشة التليفزيون ويصفون ما يتم بثه من
لقاءات مع الفنانين أثناء دخولهم من ذلك “الباب” الآخر الذي لم نره
وعلي السجادة الخاصة التي لم تكن للناس وإنما فقط “للأكابر” من أهل
الفن في سابقة لم تحدث في أي مهرجان في الدنيا.. فلم نشهد من قبل
هذه الإزدواجية الغريبة والعجيبة التي تفصل بين المدعوين والصحفيين
وبين اصحاب المعالي “النجوم” وأن يبث الحفل علي شاشة تلفزيونية
يراها الناس في البيوت وكأن الحفل كان مجرد خلفية لبرنامج تلفزيوني
خاص لقناة
“Dmc”
التي عرفنا أنها الراعية للحفل وأنها هي المسئولة عن توزيع التذاكر
وفق “الخريطة” “الفئوية” التي اتسمت بتمييز معيب.
ثم اكتملت الصورة مع عرض فيلم الافتتاح “جبل بيننا”
للمخرج هاني أبو أسعد الذي أوقف العرض بعد دقائق من بدايته عندما
وجد أن فيلمه يعرض في ظروف تقنية “مهينة” أيضاً بسبب سوء ماكينة
العرض وسوء الصوت. وسوء الأصوات والأضواء الصادرة والمنبعثة من خلف
المسرح مع غياب النسبة الأكبر من الجمهور وذلك بعد انتهاء
“المراسم” داخل الصالة وانصراف معظم المدعوين دون الاهتمام بالفرجة
علي الفيلم.
ولو كان هناك من يرصد تعليقات الصحفيين ومن شاء
حظهم أن يشاهدوا الحفل “لايف”
Live
أو ولو أن ثمة فرصة لمتابعة ماتم تصويره بكاميرات المحمول الخاصة
من داخل القاعة اثناء الانتظار الطويل إذن لفوجئوا بأننا كنا في
حضرة “افتتاح” غير مسبوق وحدث موصوم بحالة فصام نادرة وقد تم
“تصميمه” وفق خطين متوازيين أو بالأحري صورتين. واحدة باهتة وفارغة
بلا زخم احتفالي جماهيري وبلا صخب فني ومن دون فلاشات وفي غياب
إعلاميين وبحضور عدد من المحررين والصحفيين ظلوا هم آخر من يعلم
بمجريات الأمور وصورة لحفل آخر مواز علي شاشة التليفزيون يتابعه
الناس في الداخل والخارج.. وصورة ثالثة لوقائع حفل بدأ متأخرا جدا
لم يسقط بالكامل في هوة الفشل بفضل حضور أصحاب التكريمات العديدة
لعدد الفنانين الكبار المحبوبين وعلي رأسهم الفنانة شادية شفاها
الله وعفاها..
لقد عرف هذا المهرجان الدولي السينمائي الذي يحمل
اسم “القاهرة” نوبات من الصعود والهبوط ولكنه لم يصل الي هذه
الدرجة من التراجع مثلما حدث في الدورة التاسعة والثلاثين.
شارك في دوراته أعداد كبيرة من النجوم العالميين
فعلا في مجال التمثيل والاخراج ولم يكن هكذا خاليا منهم كما في هذه
الدورة التي شرفتنا فيها الممثلة البريطانية ليزهيرلي “موليد 65”
التي اشتهرت كنجمة إعلانات أكثر منها كممثلة سينمائية ولا يكفي
وجودها لصنع البريق الذي يدعم المهرجان.
لقد فقد المهرجان جانبا أصيلاً في “شخصيته” عندما
انتقل حفل الافتتاح إلي “التجمع الخامس” رغم الأبهة والأناقة التي
ميزت قاعة الاحتفالات.
كانت “الأوبرا” والمسرح الكبير علامة بارزة في
قسماته الفنية وجزءاً أصيلاً في هذه “الاحتفالية” مرتبطاً بالأجواء
الثقافية والفنية الخاصة التي يشيعها هذا المبني.. بنشاطاته
وتاريخه ودوره الفني.
كثير من المناقشات والحوارات الجانبية التي تناولت
وقائع المهرجان في دورته الحالية مال إلي عقد مقارنة بين مهرجان
“الجونة” الخاص والمحدود والمملوك لنفر من أكبر أغنياء هذا الوطن
وأكثرهم التفاتاً إلي دور الثقافة والفن في تلميع “المال”
والإرتقاء باصحاب رءوس الأموال. ولعل الصفه الوحيدة المشتركة هي
نزعة “التمييز” التي بدأها “الجونة” ورأينا ظلالاً منها في الدورة
الـ39 لمهرجان القاهرة
!.
####
محمد بوغلاب يكتب:
ماذا يجري في مهرجان القاهرة السينمائي؟
خلال يوم الأحد طفا على السطح نبأ استقالة ماجدة
واصف من رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي، وزاد آخرون فتداولوا نبأ
استقالة كل الفريق العامل في المهرجان، فما الذي حدث على وجه
التحديد؟
كتب مجدي الطيب مدير الإعلام في مهرجان القاهرة على
صفحته الفيسبوكية أن السيدة ماجدة واصف كانت أعلمت وزير الثقافة
قبل انطلاق المهرجان، بأن هذه الدورة هي الأخيرة لها رئيسة
للمهرجان، وبأن الوزير قرر لسبب ما إعلان قبوله لهذه الاستقالة حتى
قبل أن تنتهي الدورة 39
.
الحقيقة أني لا أتعامل مع منشور الأستاذ مجدي الطيب
بإعتباره ناطقاً باسم المهرجان، فرفعة أخلاق الرجل تجعله بمنأى عن
أي حسابات أو ولاءات مهما كانت، فما الذي حدث إذن حتى تستعجل وزارة
الثقافة الإعلان عن إنهاء مهمة ماجدة واصف في مهرجان القاهرة
السينمائي؟، هل أراد الوزير أن يسبقها ويقطع الطريق أمام رئيسة
المهرجان حتى لا تظهر بمظهر الفارس المغوار الذي يغادر ساحة الحرب
بإرادته؟.
من الواضح أن حفل افتتاح الدورة 93 كان القطرة التي
أفاضت الكأس، فقد أعلن المنظمون عن انطلاق الحفل في السابعة ليلاً
ولكن الحفل لم ينطلق سوى في العاشرة أي بتأخير ثلاث ساعات كاملة
وكنت رأيت بعيني الوزير في قصر المؤتمرات المنارة الذي احتضن الحفل
منذ الساعة الثامنة ليلاً، طبعا لم يكلف المنظمون أنفسهم عناء
الاعتذار للمدعوين وكأن التاخير شيء عادي.. الأغرب أني سمعت بعض
المنظمين يروجون لإشادة النجوم بحسن التنظيم ؟.
ويتردد أن وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم
لم يستسغ كل هذا التأخير كما إنزعجت الوزارة من تأخر وصول دعوات
حفل الإفتتاح إلى كثير من وجوه الفن والسينما.
أمر آخر أزعج وزارة الثقافة المصرية هو تعاقد رئيسة
المهرجان ماجدة واصف دون تنسيق مع الوزارة مع قنوات
DMC،
التي بدت وكأنها إستحوذت على المهرجان فصارت هي الآمر الناهي، بل
إن الأمر بلغ حد سابقة لم تحدث في أي مهرجان سينمائي حتى في بلاد
الواق واق حين صعد ممثل شركة راعية في المهرجان ليلقي خطاباً
طويلاً عريضاً في حفل الافتتاح أخذ حيزاً لم يتمتع به وزير الثقافة
نفسه.
ومهما يكن من أمر فقد كان واضحاً أن أيام ماجدة
واصف باتت معدودة على رأس المهرجان سواء بادرت هي بالاستقالة أو لا
.
صحيح أن السيدة واصف ناقدة لها تاريخها ولكن
التاريخ ليس الجواد الرابح دائماً ولا يمكن للشرعية أن تكون وليدة
الماضي فموغابي حكم زيمبابوي طيلة عقود ولكن حين حل موعد الرحيل لم
يخجل أحد من تاريخه.. وقيل له «الباب أمامك».
كان واضحاً أن التنظيم ليس في أفضل حالاته في هذه
الدورة، ولا أحد حتى من المنظمين كان يملك الإجابة لماذا تأخر
إعداد شارات (بادجات) الاعتماد إلى اليوم الثاني من المهرجان
ولماذا تم الإستغناء عن نقاط حجز التذاكر الأربعة التي كانت مركزة
أمام مسرح الهناجر بدار الأوبرا..
لنكن واضحين، المهرجان يحتاج إلى تغيير شيء ما
وأسهل شيء هو تغيير الإدارة، أما الحديث عن استقلالية المهرجان
فأراه ضرباً من الترف، فوزارة الثقافة هي الجهة المانحة ولن تقبل
أبداً أن يخرج المهرجان من تحت عباءتها بشكل كلي
لنكن واقعيين، من يدفع للأوركسترا يملك الموسيقى
والداعون إلى استقلالية المهرجانات التي تصرف عليها الدولة من
أموال دافعي الضرائب عليهم أن يجدوا بأنفسهم مصادر التمويل أو
يبادروا بتنظيم مهرجانات مستقلة إذ لا شيء يفسر التمسك بتلابيب
مهرجانات الدولة رغم كل ما يقال عنها من فساد وسوء تنظيم..
من السهل الحديث عن استقلالية التظاهرات الثقافية
ولكن الاستقلالية ليست شعارات فقط، تريد لمهرجان ما أن يكون
مستقلاً؟ (مستقلاً عن ماذا؟ الحكومة؟ الممولون؟ المصالح الشخصية
للمنظمين؟).
ثم كيف يمكن إقناع وزارة الثقافة في تونس أو مصر أو
بلاد الواق واق بأن تعطيك الأموال لتفعل بها ما تشاء باسم
الاستقلالية ؟.
ما فاجأني حقاً هو ما يقوله البعض عن دورة 2014
وكيف أن سمير فريد رحمه الله ألقى بالمهرجان في أحضان وزارة
الثقافة.. وكيف كان جزاؤه؟!
ما قيل في حق الرجل بعد وفاته عيب، لماذا لم يقل
هذا والرجل بيننا؟، أنا كنت واحداً من الحاضرين في تلك الدورة
الاستثنائية وقدمت محاضرة عن أيام قرطاج السينمائية بدعوة من سمير
فريد نفسه، كانت الدورة فريدة في تنظيمها والإقبال الجماهيري على
عروضها غير أن وزير الثقافة إرتأى لسبب ما أن يرسل لجنة تدقيق
للمهرجان خلال انتظامه.
تصرف لم يرق لسمير فريد فقرر الاستقالة وهو ما تم،
ورغم محاولات إقناعه بالتراجع بعد أن أنهت لجنة التفقد عملها
بالتصديق على حسن التصرف المالي في المهرجان، فإن سمير فريد طوى
الصفحة بشكل نهائي
.
في كل الحالات فإن مهرجان القاهرة فيه كفاءات شابة
في الإدارة تواصل عملها بعيداً عن الأخذ والرد حتى نهاية الدورة
39، ودون أن أقحم نفسي في ما يتجاوزني فقد حان الوقت لمنح الثقة في
جيل الشباب من المنظمين وليس شرطاً أن يكون رئيس المهرجان ممن ولد
زمن الملك فاروق..
فمهرجان القاهرة المدعو إلى أن يتجمل يحتاج إلى
أياد قوية تعيد صياغة البنيان على قواعد صحيحة حتى يكون المهرجان
العريق مواكباً لعصره.
####
طلعت إسماعيل يكتب:
المسكوت عنه فى «القاهرة السينمائى»
تعرض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ
38، التى جرى تنظيمها العام الماضى 2016، لهجوم ضار، وصل إلى حد
عنونة صحيفة قومية كبرى فوق مساحة صفحة كاملة «القاهرة السينمائى..
إكرام الميت دفنه»، فيما انتقد آخرون فقر الإمكانيات، وجزء كبير من
الأخطاء التى وقع فيها منظمو الحدث، نتيجة تواضع الميزانية من جهة،
وتراكم الثقافة العشوائية التى تضرب المجتمع المصرى عموما من جهة
أخرى.
يومها كنت واحداً ممن دافعوا عن المهرجان من منظور
الإبقاء عليه تحت كل الظروف، وأبديت تعاطفا كبيراً مع منظمى الحدث
الذين كانوا واقعين تحت قصف إعلامى قاس، وصل لدرجة أن بعض القائمين
على المهرجان أعلن أن تلك الدورة ستكون الأخيرة التى يشارك فيها،
وإن تراجع عن تصريحاته فيما بعد.
ويبدو أن المشاكل التى انعكس صداها فى الإعلام عن
الدورة 38 كانت دافعاً إلى تحرك وزارة الثقافة والمعنيين بشأن
المهرجان لتجاوز أخطاء الماضى التى وقعت بسبب الفقر المالى، أو سوء
الإدارة البشرية، ليدخل المهرجان، فى دورته الـ39 الحالية، طوراً
جديد بعد الاستعانة بإحدى الجهات الإعلامية طرفاً باعتبارها راعية
للحدث، وهو ما تم استقباله بترحيب كبير من قبل البعض، لكن التفاؤل
بمغادرة سلبيات العام الماضى لم يكن فى محله.
البداية كانت مع حفل الافتتاح الذى فرشت فيه
السجادة الحمراء تحت أقدام النجمات والنجوم الذين رصدت كاميرات
الجهة الراعية حركاتهم وسكناتهم، فيما منع باقى الإعلام، عدا قناة
واحدة (حكومية) من الاقتراب، وحظى بعض المقربين بمميزات لم تتح
لغيرهم، بمن فيهم عاملون مع إدارة المهرجان، حيث تم وضع الصحفيين
فى مكان شبه معزول بقاعة الاحتفال الفخيمة، ومنع غالبية المصورين
الصحفيين من الوصول إلى النجوم.
وفى إطار الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، انتهى
حفل الافتتاح، الذى تأخر نحو ثلاث ساعات عما هو مقرر، بفضيحة
استدعت الاعتذار بعد أن ألغى مخرج فيلم الافتتاح «الجبل بيننا»
الفلسطينى هانى أبو أسعد العرض عقب أن فوجئ برداءة الصوت، فضلا عن
انصراف الجمهور فى ليلة كان الطقس فيها باردا.
ورغبة فى امتصاص غضب المخرج، ولتقليل الأثر السلبى
الذى وقع فى يوم الافتتاح، اضطرت الجهة الراعية، إلى تنظيم عرض فى
اليوم التالى بسينما الزمالك، دعت إليه عدد من الفنانين، غير أن
الواقعة كانت قد أحدثت مفعولها فى الأوساط الفنية، والإعلامية،
وبما يصعب محوها من الذاكرة، أو سجل المهرجان الدولى.
الغريب أن عدداً من القائمين على إدارة المهرجان
يظهرون حالة من الاستسلام التام للجهة الراعية، وكلما حدثتهم عن
مشكلة هنا أو هناك يكون الرد الجاهز: «الأمر بيد الجهة الراعية»،
متبوعا بتعبير«هذا ما تريده الدولة» وهو تهديد مبطن للصحفيين،
مفاده «اصمتوا»، بعد أن تم اختزال الدولة فى جهة إعلامية يحاولون
إسباغ القداسة عليها، بينما هم فى الواقع يسعون لتحميلها كل
الأخطاء التى تتوالى الاعتذارات عنها، فيما بعد.
أما ما يتم تداوله فى أروقة المهرجان عن وجود اتجاه
للاستغناء عن الإدارة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائى فى الدورة
المقبلة، فقد اعتبره البعض تفسيراً منطقياً لحالة الاستسلام
للأخطاء التى يقع فيها المهرجان يومياً، وخاصة فى صالات العرض داخل
مقر الأوبرا والمسارح المحيطة بها.
وفى الأخير نقول إن المكانة التى يحظى بها مهرجان
القاهرة السينمائى جاءت نتاجاً لجهود سنوات طويلة بذل فى سبيلها
الآباء المؤسسون، وفى مقدمتهم الراحل سعد الدين وهبة، الجهد
والعرق، كى يصبح كياناً يليق باسم مصر، وهو ما لا يجب أن يترك فى
يد ثلة من المتنازعين، أو لحفنة من المستسلمين مسلوبى الإرادة،
والإدارة.
####
أفلام «سينما الغد» تواجه التطرف والإرهاب وتخرج عن
النمطية
القاهرة ـ «سينماتوغراف» : انتصار دردير
خمسة أفلام قصيرة من فنزويلا والهند وإيطاليا
والكويت عرضت ظهر اليوم بسينما الهناجر ضمن مسابقة «سينما الغد
الدولية للأفلام القصيرة» التي يشرف عليها الناقد السينمائي محمد
عاطف ضمن إطار عروض مهرجان القاهرة السينمائي الـ 39.
هذه المسابقة التي تشهد مشاركة 29 فيلماً قصيراً من
كافة أنحاء العالم يجمع أغلبها فكرة «الإسلامو فوبيا» في ظل حوادث
الإرهاب التي تجتاح عديد من الدول.
الفيلم الهندي «المعتوه» للمخرجة روشي جوشي وزوجها
المخرج سريرام جانا باثي تدور أحداثه في 18 دقيقة داخل غرفة تحقيق
حيث يتهم شاب هندي بخطف طائرة وبمجرد معرفة اسمه عبد الحميد يتعامل
الإعلام مع الحادث باعتباره إرهابيا ثم يتضح من خلال التحقيق معه
أنه قرر أن يفعل ذلك للبحث عن زوجته التي اختفت في استراليا وفشل
في الحصول علي فيزا للسفر بحثاً عنها.
وأكدت مخرجة الفيلم أن فكرته مستوحاة من حادث
اختطاف مواطن مصري لطائرة بركابها لزيارة زوجته في قبرص، وهو ما
أثار مخاوف الجميع من كونه إرهابياً. وقالت أنها أعجبت بالفكرة
لتقدمها مع زوجها في أول تجاربها كمخرجة، وتم تصوير الفيلم في يوم
واحد، ولعب بطولته الممثل الهندي وأنتجه آرفي لامبا.
وفي الفيلم الإيطالي الفرنسي «حالة طوارئ» تثير
حقيبة سفر مجهولة فزع الجميع أمام أحد المباني الحكومية في باريس،
ويسود الذعر جنود الحراسة الذين يتعاملون بحذر بينما يتجمع بعض
المارة الفضوليين، ويتصدي للأمر رجل لا يقدر حساسية الموقف وينفعل
الجميع ويكشف الفيلم عن حالة الخوف التي تنتاب الناس.
الفيلم من اخراج طارق رولينجر وإنتاج ماريسا مايير،
التي أكدت أنه جري تصويره عقب الأحداث الإرهابية التي شهدتها
باريس، مؤكدة أن الفيلم عن حالة البارانويا التي تصيب جندي الحراسة
في موقف لا يدرك فيه الخط الفاصل بين الموقف العادي والخطر الحقيقي.
وفي فيلم «خوف ـ
Fear»
وهو إنتاج مشترك بين النمسا وإيطاليا واخراج دانيال أندرو، يؤكد
فكرة الخوف من خلال بطلته التي تعيش حالة من الإرتياب عندما تجد
كتاباً إسلاميا في غرفة طارق اللجئ الذي تأويه في بيتها فينتابها
الشك من أن يكون إرهابياً.
وأكد مخرج الفيلم أنه يرصد من خلاله حالة الهوس
بالخوف الذي يتحول فيه كل موقف عادي إلي أنه خطر حقيقي، وقال خلال
المؤتمر الصحفي عقب عروض الأفلام أن أغلب العنف ضد المسلمين بسبب
الخوف منهم، الذي يبدو كوحش طول الوقت، ونحن في حاجة لمزيد من
الشجاعة للتفرقة بين الناس المسالمين والإرهابيين الذين يلتفون علي
الإسلام، وقد خرجت بنفسي في شوارع القاهرة مع أصدقاء لي وتناولنا
الأكلات الشعبية وشعرنا بدفء الناس.
بينما جاء الفيلم الكويتي «لمياء خوندة» للمخرج
خالد إدريس وهو يؤرخ لجدته العراقية التي يتم الزج والتنكيل بها
وتتعرض للسجن والتعذيب من قبل الجيش العراقي لمساعدتها للكويتيين
أثناء فترة الاحتلال العراقي للكويت.
وقدم المخرج الأرجنتيني من خلال فيلمه «بيان صغير
ضد السينما النمطية» ليقدم نمطاً مغايراً للسينما من خلال قصة شاب
وفتاة يتعارفا خلال إحدي الحفلات لكنه اختار أن يحكيها بشكل يخرج
عن المألوف.
ويقول المخرج أنا ضد كل الأكليشيهات في السينما وضد
النمطية، وضد أن يكون هناك نموذج واحد للعبقرية سواء كان فلليني أو
جودار، فمن حق كل مخرج أن تكون له مفرداته الخاصة بعيداً عن
التقليد أو المحاكاة.
####
«القاهرة
السينمائي».. غموض وتسريبات وتضارب عن استقالة رئيس المهرجان وضيوف
الختام
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
يختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أعمال دورته
الـ39 بعد غد الخميس بقاعة المنارة في مركز المؤتمرات بالتجمع
الخامس، وهي القاعة نفسها التي استضافت حفل الافتتاح.
وتعهدت إدارة المهرجان بإقامة حفل ختام لا يخلو من
نجوم عالميين، خلافا للدورات السابقة التي عادة ما كان يقتصر حضوره
على النجوم المكرمين أو الفائزين بالجوائز.. فيما لم تعلن إدارة
المهرجان رسميا عن قائمة الضيوف العالميين الذين سيحلون ضيوفا على
حفل الختام، بانتظار تأكيدات رسمية من جانبهم.
ومن أبرز الأسماء التي تفاوضت معهم إدارة المهرجان
نيكولاس كيدج، وهيلاري سوانك، وأدريان برودي.. غير أنه لا تأكيدات
رسمية من المهرجان بشأن حضورهم، وسط حالة من الغموض والتضارب بين
المسؤولين في قناة دي إم سي والقاهرة السينمائي وتسريبات للمعلومات
بشأن نيكولاس كيدج على وجه الخصوص، وصلت لحد تداول تقارير بشأن
اعتذاره عن عدم الحضور.
وقال مصدر بقنوات دي إم سي: “إن النجم العالمي
نيكولاس كيج أبلغ حضوره في خطاب رسمي، نافيا صحة ما تردد مؤخرا عن
اعتذار كيدج عن عدم الحضور على خلفية الهجوم الإرهاب على مسجد
سيناء الجمعة الماضي”.
ويبدأ حفل الختام بالوقوف دقيقة حداد على أرواح
شهداء الوطن الذين سقطوا بمسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء،
وذلك قبل إعلان أسماء الفائزين بجوائز المهرجان في المسابقات
المختلفة وتوزيع الجوائز.
وقد شهدت أروقة المهرجان، خلال الأيام الماضية،
لغطاً واسعاً على خلفية استقالة ماجدة واصف من رئاسة المهرجان..
بعدما تسربت أنباء من وزارة الثقافة المصرية بموافقة وزير الثقافة
على الاستقاله، فيما رفضت واصف الربط بين استقالتها وما يتردد
بأنها جاءت اعتراضا على ميزانية المهرجان الضعيفة والتي تعيق عملها
وتزيد من التحديات والصعوبات، خاصة في استقدام النجوم العالميين
لحضور الفاعليات وحفلات الافتتاح والختام، وايضاً التوقيت غير
الموفق لإثارة هذا الموقف والمهرجان لايزال منعقداً ويقدم فعالياته
التي تديرها واصف مع فريق عملها.
وقالت واصف “إنها تقدمت بالفعل باستقالتها لوزير
الثقافة حلمي النمنم، وكان ذلك قبل إطلاق الدورة الحالية بـ3
أسابيع تقريبا، لكنها معلقة حتى نهاية الدورة الحالية من المهرجان،
وتسوية كل الأمور المادية الخاصة بها، موضحة أنها لاتزال تمارس
مهام عملها رئيسا للمهرجان، وتواصل التحضير لحفل الختام ليخرج
بالشكل الذي يليق باسم مصر”. |