تنظيم نادي البحرين للسينما

أيام السينما المصرية الجديدة

أكتوبر 1993

 
 
 
 
 
 
 

بطاقة تعريفية

 
 
 
 

أيام السينما المصرية الجديدة

من 16 إلى 20 من أكتوبر 1993

أيام السينما المصرية الجديدة نظمها نادي البحرين للسينما في أكتوبر 1993 على مدى خمسة أيام متتالية في صالة سينما الأندلس بمدية عيسى ـ البحرين.

 
 
 
 
 
 
 
 

كلمات حفل الافتتاح

 
 
 
 
 
وزير الإعلام
 
 

يسرني أن أرحب بإخواننا المشاركين في مهرجان السينما المصرية، وأن أتقدم بتحية التقدير والإمتنان لرواد الفن والثقافة من رجال السينما والمسرح الذين عرفناهم من خلال أعمالهم الفنية ونسعد بلقائهم اليوم على أرض البحرين.

إن التطور الكبير على المستويات الثقافية والفنية التي باتت تشكل أهمية بالغة في مجال الإتصال الجماهيري، يتطلب المواكبة والأخذ بأسباب النهوض بكل ما من شأنه الإضافة والتجديد للحاق بالركب الحضاري في عالم اليوم. والسينما وأعمالها وفنونها وتقنيتها هي وسيلة فعالة في عالم اليوم، تربط الماضي بالحاضر وصولاً للمستقبل واستشراف معالمه.

وعندما نستضيف (أيام السينما المصرية الجديدة) كأحد النشاطات الثقافية الواسعة الإنتشار، فإننا نتيح الفرصة لحوار ثقافي متجدد، على مستوى القاعدة العريضة من الجماهير التي تستمد جزءاً كبيراً من ثقافتها من خلال ما يعرض عليها من أفلام سينمائية وتلفزيونية باتت الآن في متناول الجميع.

ولاشك في أن صناعة السينما في جمهورية مصر العربية الشقيقة آخذة بأسباب التقدم التقني للإرتقاء بهذا الفن إلى مستوى التطور والنماء اللذين يسير بهما عالمنا العربي اليوم.

لقد عملت الدول المتقدمة على دعم المبدعين في شتى مجالات الثقافة والفنون، لأنهم يحملون رسالة التواصل الحضاري، وإننا نسعى من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للتعاون مع الجمعيات الثقافية المختلفة لتشجيع كل عمل مبدع والإستفادة من تجارب الدول الشقيقة والصديقة لتوثيق علاقات المحبة والتواصل بين الشعوب.

إننا نرحب بهذا المهرجان الثقافي، كما أننا نتقدم بخالص التقدير للأخوة رئيس وأعضاء نادي السينما في البحرين الذين سعوا بكل جهد بالتعاون مع اخوانهم العاملين في إدارة الثقافة والفنون لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة.

 

طارق عبدالرحمن المؤيد

 
 
 
 
 
 
 
المشرف العام
 
 

إن أيام السينما المصرية الجديدة ما هي إلا تتويج لتلك اللقاءات الأسبوعية التي كان يقيمها نادي البحرين للسينما والتي صارت نوعاً ما جزياً من الحياة الثقافية بين أعضاء النادي. وتأتي هذه الأيام لتكون فرصة للتأمل العميق في كل العوامل التي تبقي الفن السابع حياً في الوطن العربي رغم المصاعب الناتجة عن ندرة الإمكانيات والمساعدات المادية دون أن ننسى الضغوط الإجتماعية السائدة. وبما أن للسينما شعبية كبيرة وسهولة في التواصل لا تحتاج إلى تذكير وذلك من تأثيرها على أذهان وقلوب العديد من المشاهدين فإن أيام السينما المصرية الجديدة سوف تتيح الفرصة لتبادل وجهات النظر بين المبدعين والهواة السينمائيين في البحرين وبين صناع السينما الجديدة في مصر، وهذا سوف يتيح الفرصة للدفع باتجاه المزيد من الأعمال المشتركة وإقامة روابط جديدة والإنخراط في المشاريع السينمائية كما أنها ستفتح المجال أمام التعبيرات الثقافية الأخرى غير السينمائية.

إن السينما تنتمي إلى الحلم بفعل كونها غير المادي وهي تنهل من الحياة فتبدل من سماتها وتعيد خلقها من جديد بكل حقيقتها.. تلك الحقيقة التي قد تكون مؤلمة في أحيان كثيرة وهذا يعزز المقولة "الفن ليس نقلاً للواقع وإنما الواقع هو مادة للفن".

أتمنى أن نستفيد من هذه التجربة وأن نتجاوز أي خطأ نكون قد وقعنا أو سنقع فيه خلال التحضير والعمل في أيام هذه التظاهرة.

تحياتي لوزارة الإعلام على كل التسهيلات والدعم الذي قدم لنا وللأعضاء العاملين بحب واجتهاد وتحية وشكراً لضيوفنا الأعزاء على تلبيتهم الدعوة والحضور.

متمنياً أن نكون بهذا الجهد والعمل قد دعمنا مسيرة الثقافة السينمائية وقدمنا السينمائيين العرب إلى المشاهد الخليجي بشكل مشرف.

 

بسام الذوادي

 
 
 
 
 
 
 
رئيس مجل الإدارة
 
 

ضيوفنا الأعزاء

هذه ساعة للفرح.. هذه ساعة للبهجة!

فعندما تداعب هذه الكلمات عيونكم تكون اللجظة الحاسمة قد أزفت.. تكون دقات الساعة ـ التي كنا نرقب عدها التنازلي منذ شهور ـ قد أعلنت انبعاث هذا الحث الفريد على مستوى الساحة الثقافية في البحرين.. ونسمح لأنفسنا بأن نتجاوز ونقول بل على مستوى كل منطقة الخليج!

حشد سينمائي يمثل الوجه الأكثر إضاءة للسينما المصرية الجديدة من مخرجين ومنتجين ونقاد ونجوم سينمائيين لامعين، يقدمون للجمهور في البحرين مجموعة من خيرة الأفلام السينمائية التي أنتجتها السينما المصرية في السنوات الأخيرة ومنها ما خرج لتوه من معامل التحميض ليعرض لأول مرة!

ويسأل سائل: ولماذا السينما المصرية بالذات؟ نحن نعرف تلك السينما منذ نعومة أظافرنا فما هو الجديد في الموضوع؟

والإجابة على هذا السؤال بسيطة ومباشرة: نحن نعرف تلك السينما فعلاً.. ولكن آن لنا أن نميز بين الغث والسمين فيها.. آن لنا أن نؤصل معرفتنا بها في إطار نقدي وفني يتجاوز المتعة الآنية العابرة، المصاحبة لمشاهدة فيلم سينمائي.

ناحية أخرى مهمة: جمهورنا العريض يعرف من السينما المصرية أفلامها فقط.. وهذه معرفة على السطح، فالفيلم المصري ليس هو السينما المصرية.. هناك أطراف أخرى للعبة السينمائية وهذه فرصة نادرة للاقتراب من تلك الأطراف: المخرج والمنتج والناقد والممثل.. إنها فرصة لمعايشة السينما المصرية من الداخل هذه المرة!. تبقى ـ في الختام ـ ملاحظة صغيرة:

ليس هذا مجرد أسبوع سينمائي كالأسابيع التي سبق أن نظمها نادي البحرين للسينما، كما أنه ليس مهرجاناً سينمائياً.. إنه شيء بين بين.. شيء يفوق الأسبوع السينمائي ويقل عن المهرجان.. أو لنقل أنه نقلة نوعية لنادي السينما من مجرد إقامة أسابيع سينمائية لمحاولة تنظيم "شيء أكبر".

ضيوفنا الكرام

الحكم بالنجاح أو الفشل في تنظيم هذا "الشيء الأكبر" هو فقط من حقكم أنتم.. ولكن أياً كان حكمكم تذكروا هذه المناسبة جيداً في مستقبل الأيام.. فلعلها تكون الخطوة الأولى في طريق طويل.. ينتهي بإقامة مهرجان سينمائي دائم في البحرين.. مع تمنياتي لكم بمشاهدة ممتعة!

 

نادر المسقطي

 
 
 
 
 
 
 
 

برنامج الأيام

 
 
 
 
 
 

الجمعة ـ 15 أكتوبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصول الضيوف في حدود الساعة السادسة وأربعين دقيقة مساءً.

حفل كوكتيل في فندق الخليج يتخلله لقاء صحفي في الثامنة والنصف مساءً.

 

السبت ـ 16 أكتوبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقابلة سعادة وزير الإعلام في التاسعة صباحاً.

حفل غداء بوزارة الإعلام في الثانية عشرة ظهراً.

حفل الإفتتاح في السادسة والنصف مساءً.

عرض فيلم "أرض الأحلام" في الثامنة والنصف مساءً. مع حضور صناع الفيلم: داود عبدالسيد ـ حسين القلا ـ يحيى الفخراني.

ندوة عن الفيلم في العاشرة والنصف مساءً.

 

الأحد ـ 17 أكتوبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رحلة إلى جزر الدار في التاسع صباحاً.

عرض فيلم "أحلام هند وكاميليا" في الخامسة مساءً. مع حضور صناع الفيلم: محمد خان ـ حسين القلا ـ نجلاء فتحي.

ندوة عن الفيلم في السابعة مساءً.

عرض فيلم "حب في الثلاجة" في الثامنة مساءً. مع حضور صناع الفيلم: سعيد حامد ـ حسين القلا ـ يحيي الفخراني.

ندوة عن الفيلم في العاشرة مساءً.

 

الأثنين ـ 18 أكتوبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جولية عامة وحفل غداء في مطعم الصواني من التاسعة صباحاً وحتى الثالثة مساءً.

عرض فيلم "آيس كريم في جليم" في الخامسة مساءً. مع حضور صناع الفيلم: خيري بشارة ـ إبراهيم شوقي ـ عمرو دياب.

ندوة عن الفيلم في السابعة مساءً.

حفل إستقبال نادي البحرين للسينما في الثامنة مساءً في قلعة عراد.

عرض فيلم "ليه يا بنفسج" في الثامنة مساءً. مع حضور صناع الفيلم: رضوان الكاشف ـ لوسي ـ فاروق الفيشاوي.

ندوة عن الفيلم في العاشرة مساءً.

 

الثلاثاء ـ 19 أكتوبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقابلة رسمية في الثامنة مساءً.

ندوة السينما العربية في العاشرة صباحاً في فندق الخليج.

عرض فيلم "سيداتي آنساتي" في الخامسة مساءً. مع حضور صبناع الفيلم: رأفت الميهي.

ندوة عن الفيلم في السابعة مساءً.

حفل إستقبال السفارة المصرية في السابعة مساءً.

عرض فيلم "سمع هس" في الثامنة مساءً. مع حضور صناع الفيلم: ليلى علوي ـ ممدوح عبدالعليم.

ندوة عن الفيلم في العاشرة مساءً.

 

الأربعاء ـ 20 أكتوبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم مفتوح للضيوف من التاسعة صباحاً وحتى الثالثة مساءً.

عرض فيلم الختام "الهروب" في الخامسة مساءً. مع حضور صناع الفيلم: عاطف الطيب ـ أحمد زكي.

ندوة عن الفيلم في السابعة مساءً.

حفل الختام في التاسعة مساءً.

 
 

هذا كان المقترح النهائي للبرنامج

تم تغيير بسيط عليه فيما بعد لظروف خارجة عن المشرفين على الأيام

 
 
 
 
 
 
 
 

ضيوف الأيام

 
 
 
 
 

المخرجين

·    محمد خان

·    خيري بشارة

·    داود عبدالسيد

·    عاطف الطيب

·    رأفت الميهي

·    سعيد حامد

·    رضوان الكاشف

 

الممثلين النجوم

·    نجلاء فتحي

·    يحيي الفخراني

·    لوسي

·    ممدوح عبدالعليم

·    ليلى علوي

 

 

النقاد

·    الدكتور مذكور ثابت، رئيس الوفد

·    سمير فريد

·    كمال رمزي

·    طارق الشناوي

·    خيرية البشلاوي

المنتجين

·    حسين القلا

·    فتحي الكاشف

 

 
 
 
 
 
 
 
 

ألبوم صور للأيام السينمائية

 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 
 
 

أفلام الأيام

 
 
 
 
 

عنوان الفيلم

إخراج

تأليف

سنة الإنتاج

       

أرض الاحلام

داود عبدالسيد

هاني فوزي

1993

أحلام هند وكاميليا

محمد خان

محمد خان/ مصطفى جمعة

1988

حب في الثلاجة

سعيد حامد

ماهر عواد

1992

آيس كريم في جليم

خيري بشارة

محمد المنسي قنديل/ مدحت العدل

1992

ليه يا بنفسج

رضوان الكاشف

رضوان الكاشف/ سامي السيوي

1993

سيداتي آنساتي

رأفت الميهي

رأفت الميهي

1989

سمع هس

شريف عرفة

ماهر عواد

1991

الهروب

عاطف الطيب

مصطفى محرم

1991

 
 
 
 
 
 
 
 

السينما المصرية الجديدة.. حلم المخيلة

 
 
 
 
 

بقلم: أمين صالح

 

السينما المصرية، مثل أي سينما أخرى، محكومة بشبكة متداخلة من العلاقات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي تحدد وتوجه مسار الفعل السينمائي، متمثلة في أساليب الإنتاج، أشكال التوزيع، شروط العرض، الممارسة الرقابية، استجابات الجمهور. وضمن هذه العلاقات بتحرك السينمائي مقدما رؤيته الفنية وموقفه الفكري وقدراته التعبيرية.

إن تطور أو تخلف صناعة سينمائية ما مرتبط بمدى قابلية العناصر المتصلة بهذه الصناعة على تهيئة الظروف الملائمة للإبداع وتوفير الإمكانيات التي من خلالها يستطيع الفنان أن يجسد رؤاه ويحقق إتصاله بالآخرين.

 

لا شك أن السينما المصرية حافلة بالمواهب والطاقات المبدعة في مختلف مجالاتها، غير أن ثمة عوامل تحد هذه الطاقات وتعرقل حركتها الإبداعية وفي مقدمتها النمط الإنتاجي التقليدي والمحافظ، الذي كان ـ ولا يزال ـ سائداً، والذي لا ينظر إلى الفيلم كفعل ثقافي، وإنما يتعامل معه كسلعة استهلاكية ينبغي تصنيعها في عجل وبتكاليف زهيدة، على أن تلبي حاجة المستهلك الآنية.

المنتج في هذه الحالة لا يكترث بتقنيات وجماليات الفيلم، ولا يهتم بصقل مادته بصرياً، ولا يجازف، فأية مغامرة فنية هي مشروع فاشل مسبقاً، عوضاً عن ذلك، يفضل التعامل مع الصيغ الجاهزة والتركيبات المألوفة ـ في البناء والسرد والحبكة والشخصية ـ التي اعتاد عليها المتفرج.

ثم يأتي الموزع كسلطة أخرى فارضاً معياره الخاص المنسجم مع الذهنية التجارية الاستثمارية، مكرساً نظام النجوم والأشكال الجاهزة. انه يرفض أية تجربة جديدة يشعر بأنها لن تحقق ربحاً مضموناً، وبذلك يمارس دور الرقيب الذي لا يقل خطورة عن الرقيب الرسمي.

وبرغم الضغوطات الاقتصادية والرقابية، إلا أن السينمائي لم يكن بريئاً دائماً. فبالنظر إلى عادية وسطحية النسبة الكبرى من حجم الإنتاج السينمائي منذ نشوء السينما المصرية، نلاحظ بوضوح افتقار صانعي تلك الأفلام إلى الرؤية الذاتية المدعمة بالفكر والفلسفة والخيال والوعي باللغة السينمائية وامكانياتها. لم يكن التعامل مع الفيلم كوسط شعري في جوهره بل كوسط ترفيهي محض أو كمنبر للخطابة والوعظ. كان النظر إلى علاقات الواقع وأشياء الحياة يمر غالباً من خلال منظار رومانسي أو ميلودرامي، أما الخاصية التدميرية المتأصلة في الفيلم الكوميدي فقد تم حجبها أو طمسها بأشكال وغايات مسالمة ومهادنة لا تنشد غير الترفيه والإلهاء. ويكن اختصار المشهد بالقول انها سينما لم تؤخذ بجدية حتى من قبل جمهورها.

قليلة هي الأفلام التي يمكن الإشارة إليها كعلامات مضيئة في تاريخ هذه السينما بضعة أفلام لهنري بركات وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وعاطف سالم. وحتى بين هؤلاء نجد من لا يتورع عن المجازفة بمكانته وسمعته (مثل بركات وأبو سيف) بتقديم أعمال هزيلة لا تختلف حتى في موضوعاتها عن الاتجاه السائد. مما يعني أن صانع الفيلم – في أفضل أحواله – يظل في المحصلة النهائية مجرد حرفي يمتلك مهارات جيدة ومعرفة بالقواعد الأساسية ومفردات اللغة، لكننا لا نستشف عمقاً ثقافياً واهتمامات جمالية ذاتية متطورة. وغالباً ما يتم الاتكاء على رؤية الآخر عبر اقتباس أو إعداد أعمال روائية وقصصية، وبهذا يكون الفيلم ترجمة بصرية لعالم الرواية وليس تعبيراً عن رؤية وموقف صانع الفيلم. يوسف شاهين يظل الأبرز، والأكثر تميزاً، من بين مخرجي جيله. إن جرأته في معالجة موضوعات غير مألوفة ومقلقة، وسيره المثابر للعوالم الداخلية للذات وعلاقاتها المركبة بالآخرين وبالمحيط، وبحثه الدائم عن أشكال فنية جديدة تنسجم مع المضامين الجديدة، كل هذا جعله في موقف المتجاوز للأطر والمفاهيم التي كبلت غيره من المخرجين. مع شاهين يمكن التعرف على عالم خاص نابع من رؤيته وتخيلاته ومعايشته للواقع بحساسية حادة.

أما شادي عبدالسلام، فقد استطاع بفيلم وحيد هو "المومياء" أن يحقق المغايرة في الأسلوب والمضمون واللغة. الفيلم كان يمثل اختراقاً استثنائياً ومعزولاً، إذ لم يؤثر على نحو مباشر في التيار العام ولم يبشر – رغم أهليته وجدارته – بميلاد موجة من السينما المختلفة آنذاك.

عندما نصل إلى سينما السبعينات والثمانينات لا نجد تحولاً جذرياً في أنماط الإنتاج أو البنى الأساسية للفيلم، أو في التعامل مع اللغة السينمائية، أو في طريقة النظر إلى ما ينتجه الواقع، بل نجد امتداداً للأشكال السابقة والبنى التقليدية يصل إلى حد المحاكاة (إن لم نقل التقديس)، وخضوعاً لمفاهيم ومعايير السينما المتخلفة دون أدنى تفاعل أو تأثر بمنجزات السينما العالمية على الصعيد الرؤيوي والجمالي. فقد كان الولاء المطلق لرموز السينما التقليدية.

لقد شهد المجتمع المصري في تلك السنوات تحولات عميقة ومتسارعة.. اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً (أزمات اقتصادية طاحنة، كامب ديفيد، سياسة الانفتاح، بروز فئات طفيلية مستهلكة لأشكال الثقافة السطحية، كبح المد التقدمي، انتشار التوجه الأصولي.. إلخ) هذه التحولات أنتجت ظواهر ومشكلات وعلاقات جديدة. وكانت تستدعي استجواباً شاملاً للواقع وبحثاً عميقاً في حركته وافرازاته. وفنياً، كانت تستلزم سبراً جاداً للأشكال والبنى الجديدة، وانقلاباً على ما تكرس من مفاهيم ومظاهر. لكن المشهد كان يشير بعكس ذلك تماماً، كما لو أن ما يحدث شأن خاص بعالم آخر. بدلاً من الانقطاع وجدنا التواصل وصيانة الموروث، بدلاً من صياغة العناصر وفق منظورات وطرائق حديثة وجدنا تثبيتاً وتعزيزاً للأساليب القديمة والمنظورات العاجزة عن استشراف الأفق وقراءة الحاضر (لكي لا نقول المستقبل) ربما عكست أفلام المرحلة الواقع المتحول لكنها لم تخترقه، لم تستكشف جوهره وحركته عبر معالجات مختلفة وابتكارات فنية.

في أواخر الستينات وبداية السبعينات، كانت الحركة النقدية صارمة إلى حد القسوة في تقييم الأعمال السينمائية. كانت ذات رؤية واضحة وتوجه محدد بفعل تأثرها بالنظريات السينمائية الجديدة – آنذاك – وتفاعلها النظري مع التيارات والحركات السينمائية العالمية. النقد كان يسعى إلى اظهار مدى تخلف وسطحية المعالجة والأشكال التي كانت تقدمها الرموز التقليدية. وإذا كان – هذا النقد – يلجأ أحياناً إلى النبرة الحادة، الساخرة، التهكمية، فلأن الرصانة لم تكن ممكنة أو مجدية أمام سيل جارف من الأعمال السطحية والمبتذلة. الطموح السينمائي كان قاصراً أو متواضعاً إلى أبعد حد إزاء الطموح النقدي، وتدريجياً، في إيماءة تشير ربما إلى اليأس أو ربما بدافع دحض التهمة بالتعالي واللاواقعية، خفف النقد من صدامته وتنازل قليلاً عن مطالبه، مرحباً بأي فيلم يحاول أن يجمل أو يطور الاتجاه السائد دون أن يخرج عليه أو يتمرد ضده حتى وإن لم يكن يقترح أسلوباً جديداً وقيماً جمالية مغايرة. كان ثمة اعتقاد بأن تشجيع محاولات كهذه سوف يساهم في تنقية السينما الراهنة من شوائبها وسوف يمهد لمحاولات أخرى أكثر اختراقاً وتجاوزاً. اعتقاد أو تصور كهذا كان سليماً إلى حد ما، لكنها عملية بطيئة وغير مضمونة، إضافة إلى احتمالية تعزيز وتقوية الاتجاه من خلال الصقل والتحسين عوضاً عن تغييره وإحلال البديل المختلف جذرياً.

عند رصد مضامين وأشكال الأفلام المنتجة خلال العقدين الأخيرين، نلاحظ هيمنة اتجاهين رئيسيين: الأفلام الهروبية التي لا تتصل بقضايا المجتمع والوجود الإنساني إنما تسعى كهدف أساسي إلى إثارة المتفرج والترفيه عنه بالمعنى الضيق والساذج، سواء في إطار إثاري أو غنائي أو ميلودرامي أو فكاهي. والاتجاه الآخر يتمثل في الأفلام التي تعرض مشكلات الواقع الظاهرة (الروتين، الهجرة، أزمة السكن.. إلخ) وتشير إلى مواطن الخلل، وأحياناً تتناول قضايا سياسية مباشرة (إرهاب مراكز القوى، المعتقلات كبح الحريات.. إلخ) لكن عدم اهتمامها بالنواحي الجمالية وبالتوظيف المدروس للعناصر الفنية يجعلها تبدو أشبه بالتحقيق الاجتماعي أو السياسي، وأقرب إلى الدراما التلفزيونية. والملاحظ أن أفلام كلا الاتجاهين تتبنى المعايير التقليدية وتستخدم البنى المستهلكة ذاتها، مفتقرة إلى الأصالة والجدة والابتكار والطموح الفني، خارج هذا السرب، هذا الركام غير الملفت والزائل، يتحرك اتجاه مغاير ومثير للاهتمام من الأفلام التي ترتكز على أرضية ثقافية صلبة، منطلقة من معرفة سينمائية متفاعلة مع المنجزات العالمية، ومعبرة عن رؤى وأحلام وهدم مختلفة. أفلام مثل: الطوق والإسورة (خيري بشارة) للحب قصة أخيرة (رأفت الميهي) أحلام هند وكاميليا، زوجة رجل مهم (محمد خان) سرقات صيفية (يسري نصرالله) البحث عن سيد مرزوق (داود عبدالسيد) سمع هس (شريف عرفة).. هي إنجازات مهمة واستثنائية تتعامل مع السينما كوسط ثقافي وجمالي، وتستجوب المشاعر والعواطف الإنسانية في أوضاع وحالات مركبة، وتطرح موضوعات معاصرة عن علاقة الفرد بمحيطه، بحاضرة وماضيه، بأحلامه. عبر رؤية نقدية لا تخلو من الروح الشعرية.

هؤلاء المخرجون لا يشكلون حركة ذات سمات وملامح وخاصيات محددة ومميزة، أو مرتبطة بمنهج ونظرية معينة، أو تتقاسم اتجاهاً فكرياً أو فنياً مشتركاً، إنما يعبرون عن جهود متفرقة يوحدها الطموح إلى تجاوز السائد والمستهلك من الأساليب والمضامين، وتجمعها الرغبة في التعبير عن اهتماماتها وأحلامها الذاتية المتصلة باهتمامات وأحلام الآخرين، كل منهم يبحث عن شكله الخاص في التعبير، لكن دون أن يتجاهل ضرورة إحراز القبول الجماهيري والإطراء النقدي.. وهو سعي مشروع إذا لم يرافقه الاضطرار إلى تقديم تنازلات تحت ضغوطات الإنتاج والتمويل.

من بحوث محمد خان في إشكالية فقدان البراءة ورغبة شخصياته في تحقيق الحلم المستحيل، إلى رؤية رأفت الميهي الساخرة لجنون واقعه، إلى استكشافات خيري بشارة لأشكال تتناغم مع موضوعاته، إلى استقصاء داود عبدالسيد لعلاقات غير مطروحة ليس بين الفرد ومحيطه فحسب بل أيضاً بين الفرد وذاته أو لا وعيه، إلى اصطناعية ولا واقعية عوالم شريف عرفة، إلى اختراقات يوسف شاهين لما هو مكبوح.. تتعدد الموضوعات والأساليب ووجهات النظر، وبالتالي يؤكد هذا الاتجاه أهميته وقيمته وفعاليته.

أفلام هذا الاتجاه تتجاوز تخوم السينما التقليدية في أكثر من مظهر أو نطاق: فهي لا تستعير رؤية الآخر، إنما غالباً ما ينبع تعبيرها عن نفسها وواقعها من رؤية ذاتية محضة. ولعل أهم ما يميز الأفلام التي سوف تعرض في تظاهرة "أيام السينما المصرية" انها لا تستمد مادتها من مصادر أدبية إما تقوم على سيناريوهات مكتوبة مباشرة للسينما سواء عن طريق المخرج نفسه أو كاتب سيناريو متخصص أو بالمشاركة بينهما. وهذه خاصية مهمة تتيح حرية أكبر للسينمائي في التعبير بلغة سينمائية، وتصونه من المؤثرات الأدبية والوقوع في شرك المقارنات المتعذر اجتنابها من قبل النقاد والجمهور، حيث الجدل العقيم بشأن الأمانة الأدبية والامتثال للنص. حتى عندما تعتمد أفلام هذا الاتجاه على مصادر أدبية مثل: اليوم السادس (يوسف شاهين) الطوق والإسورة (خيري بشارة) الكيت كات (داود عبدالسيد) فإنها لا تلتزم حرفياً بالنص بل تقيم علاقة إبداعية معه، وعبر هذا الاتصال تنتج العمل السينمائي المستقل بذاته وإن كان يحتفظ بجوهر وروح النص. أي أنها قراءة إبداعية وليست ترجمة بصرية.

نلاحظ أيضاً الجرأة في تقديم أشكال غير مألوفة، وتحطيم المنطق في البناء والسرد، ومعالجة الأحداث بأسلوب فانتازي ذي منحى سريالي، كما في بعض أفلام رأفت الميهي وشريف عرفة والحب في الثلاجة (سعيد حامد). في مثل هذه الأفلام يتم الاحتفاء بالمخيلة التي ظلت مكبوحة ومستبعدة طوال عقود في السينما المصرية. هنا يمتلك الفيلم خاصية الحلم، وتبتكر المخيلة صورها الحرة ضمن منطق خاص. ونجد التماثل بين الحلم والفيلم في "البحث عن سيد مرزوق" الذي هو – في أكثر مظاهره تجلياً – بحث في مستويات الشعور والعاطفية والغريزة واللاوعي.

تحولات الواقع المصري في مظاهرها السلبية وما أنتجته من حالات قلق ويأس والتباس وشك واحساس بفقدان البراءة وانعدام الأمان، انعكست في أفلام عديدة (وبصورة أوضح في أفلام محمد خان) حيث الرؤية الهجائية للواقع المتسمة بتشاؤمية مريرة لا تخلو من روح تفاؤلية لكنها تختلف كثيراً عن تلك التفاؤلية الساذجة والمحبطة التي تطبع الأفلام التقليدية.

الجانب الاستعراضي والغنائي الذي كان ساكناً ومبتوراً عن محيطه الدرامي في مئات من الأفلام الغنائية والاستعراضية، يصبح في عدد من هذه الأفلام متحركاً وحيوياً، ويتصل عضوياً بالبناء الدرامي: بعض أفلام شريف عرفة وخيري بشارة.

مأزق السينما الجديدة أنها تتحرك ضمن شبكة من العلاقات القديمة والكابحة (في الإنتاج والتوزيع) وضمن علاقة مشوبة بالحذر والتردد والريبة مع جمهورها. وهذا يجعلها عرضة للمراوحة أو التراجع وتقديم التنازلات تحقيقاً لرغبة المنتج أو المتفرج أو كليهما. ولكي تكون جديدة (بالمعنى الفني لا الزمني) يتعين عليها التمرد على أنماط الإنتاج السائد، وهدم البنى التقليدية، اكتشاف أشكال جديدة تتواءم مع الاهتمامات المعاصرة، خلق فضاء من التجريب والاستكشاف، التفاعل مع المنجزات السينمائية الحديثة، توظيف العناصر الفنية بأسلوب مبتكر، التعبير عن الرؤية الفكرية والفنية بحساسية جديدة، التعامل مع الجمهور كطاقة إيجابية.

 
 
 
 
 
 
 
 
 

السينما في الخليج.. البحث في الحلم

 
 
 
 
 

بقلم: فريد رمضان

 

على الرغم من تعرف الإنسان الخليجي على السينما منذ وقت مبكر، بدأت مع منتصف الثلاثينيات حيث تم افتتاح بعض دور السينما والتي كانت تسمى "مرسحاً" آنذاك، فإن أول فيلم روائي خليجي تم إنتاجه كان في عام 1972م للمخرج الكويتي خالد الصديق، والتي أنتجته شركة أفلام الصقر لنفس المخرج.

 

ومنذ الثلاثينيات وحتى مطلع السبعينيات عرفت منطقة الخليج العربي سحر السينما، اندهشت به، وتفاعلت معه بشكل مثير، ومع اكتشاف النفط في المنطقة وبدء عمل الشركات الأمريكية المنقبة، جاءت الكاميرا، وسجلت لصالح هذه الشركات أفلاماً خاصة بها كانت تعرض تحت اسم "الجريدة السينمائية"، وغالباً ما كانت هذه الأفلام تعني بتصوير بعض الأخبار التسجيلية القصيرة مثل افتتاح صمام مضخة للنفط، أو حفل استقبل لأحد الأمراء أو كبار مدراء الشركات.

إلا أن الإنسان الخليجي تعرف مع إنشاء دور العرض العامة على الأفلام العربية مثل فيلم "وداد" لأم كلثوم، والذي عرض في "مرسح البحرين" في عام 1937م. وقد تتالت بعدها العديد من دور العرض البسيطة المتناثرة في أنحاء دول المنطقة، حتى وصلت في البحرين إلى 9 دور للعرض، وفي الكويت بلغت 14 داراً للعرض.

ولأن البحرين والكويت هما الدولتان الخليجيتان الوحيدتان اللتان أنتجتا أفلاماً سينمائية روائية، فإننا سوف نسرد هنا بعض ملامح هذه التجارب التي بلغت مرحلة السينما الروائية متمثلة في الكويت بتجارب المخرج "خالد الصديق" في أفلامه "بس يا بحر" إنتاج عام 1972م. وفيلم "عرس الزين" إنتاج عام 1977م، ثم فيلم "شاهين" ذا الإنتاج المشترك بين الكويت، الهند، وبريطانيا. وفي البحرين تمثلت في تجربة المخرج "بسام الذوادي" في فيلم "الحاجز" إنتاج عام 1989م. وفيلم "الأحدب" الذي باشر بإخراجه وإنتاجه في عام 1976م "إبراهيم جناحي" الذي صوره بكاميرا 16 ملم، ثم توقف عن إتمامه بعد أن صور معظم أجزائه بسبب وفاة أخيه "عبدالعزيز جناحي" والذي كان أحد أبطال الفيلم.

 

الكويت

 

إذا عدنا إلى المحاولات الأولى في الكويت، فيمكن اعتبار سنة 1946 أول بداية لتاريخ صناعة السينما، حيث أنتج شريط تسجيلي بعنوان (النفط في الكويت) والذي يروي جانباً من حياة الكويت في تلك الفترة. في عام 1950 أنشأت وزارة التربية قسماً للسينما والتصوير أنجزت خلاله مجموعة من الأشرطة التعليمية والتسجيلية. في عام 1959 بدأت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل المسئولة عن النشاط الثقافي في ذلك الوقت بإنتاج أشرطة سينمائية عن (تقاليد الزواج) و(الغوص)، في عام 1964 انتقل قسم السينما إلى وزارة الإعلام التي أنتجت في عام 1965 أول شريط درامي قصير باسم (العاصفة)، واشتركت به الكويت في مهرجان التلفزيون العربي الرابع في الإسكندرية. في عام 1966 اشتركت الكويت في مهرجان (براغ) بشريط تسجيلي حازت عليه بشهادة تقديرية.

في عام 1972 تأسست (شركة أفلام الصقر) لصاحبها خالد الصديق، والتي أنتجت فيلم (بس يا بحر) الذي حاز على جائزة المهرجان الأول لسينما الشباب الذي أقيم في دمشق في نفس العام.

إضافة إلى خالد الصديق برزت العديد من الأسماء مثل محمد السنعوسي، توفيق الأمير، محمد الخراز، عبدالمحسن الخلفان، إبراهيم أشكناني، هاشم محمد، إضافة إلى عبدالله المحيلان الذي صور وأخرج أهم فيلم تسجيلي من وجهة نظرنا باسم (أريتريا وطني) والذي صور فيه حرب الجبهة الشعبية التي كانت تطالب بالاستقلال عن أثيوبيا، والذي تحقق بعد ذلك. والفيلم يقدم شهادة حية وصادقة حول نضال هذا الشعب من أجل الاستقلال.

 

البحرين

 

في عام 1937 تم افتتاح أول شركة للسينما في البحرين تحت اسم (مرسح البحرين) وأصحابها هم الشيخ علي بن عيسى الخليفة، وعبدالله الزايد، وحسين يتيم. ومع تأسيس شركة نفط البحرين التي بدأت بتصوير بعض الأفلام الإخبارية القصيرة والتي كانت تعرض بالشركة أو للجمهور في الفضاء الطلق في بعض القرى.

إن أول من اهتم بالمجال السينمائي في البحرين هو الفنان (خليفة شاهين) الذي توج طموحه بالاشتراك مع عبدالله الخان بتأسيس (شركة الصقر للسينما)، وقد درس الفنان خليفة شاهين التصوير بمدرسة (إيلينج) في لندن عام 1965، وأصدر أول جريدة سينمائية في البحرين في عام 1966. وقد استطاع أن يحقق عدداً من الأفلام التسجيلية التي عرضت في مهرجانات عالمية وفازت بعدة جوائز منها فيلم (صور من الجزيرة)، وفيلم (ناس في الأفق)، وفيلم (الموجة السوداء)، كما شارك مع فريق الإنتاج الأمريكي التابع لشركة (والت دزني) في تمثيل فيلم (حمد والقراصنة) في عام 1971.

كما استطاع (داراب علي) أن يحقق بعض الأفلام القصيرة قبل أن يسافر إلى أمريكا في عام 1969 ليدرس التصوير في استديوهات (هوليوود) وفيلماً تسجيلياً واحداً تتراوح مدة كل فيلم من 10 دقائق إلى نصف الساعة في الفترة ما بين عام 1972 إلى 1978، وهذه الأفلام هي: (الغريب)، (انتقام)، (الرجال الثلاثة)، (غدار يا زمن)، أما فيلمهما التسجيلي (ذكريات) فقد فاز بالجائزة الثالثة في مهرجان المحاولات السينمائية في طهران عام 1979.

في عام 1975 بدأ الفنان (بسام الذوادي) بتقديم أول أفلامه الصامتة، وهو فيلم (الوفاء) ثم تبعه بالعديد من الأفلام القصيرة الدرامية، نذكر منها: (الأعمى)، (الأخوان)، (الأجيال). وفي عام 1978 درس الإخراج السينمائي بالقاهرة، وحقق خلال تلك الفترة فيلم (القناع)، (ملائكة الأرض)، وبعد تخرجه عمل كمخرج في تلفزيون البحرين وقدم العديد من البرامج والسهرات والمسلسلات الدرامية، توجها أخيراً بفيلمه الروائي الطويل (الحاجز).

 
 
 
 
 
 
 
 
 

"الحاجز".. أول فيلم روائي بحريني طويل

 
 
 
 
 

بقلم: فريد رمضان

 

بدأ مشروع فيلم "الحاجز" في منتصف العام 1987م، حين طرح المخرج بسام الذوادي على الكاتبين "أمين صالح" و"علي الشرقاوي" فكرة تحقيق فيلم روائي طويل، وقد استغرقت كتابة السيناريو حوالي ثلاثة أشهر، وكان من المقرر إنجاز العمل في عام 1988،  غير أن المشروع تأجل لإسباب إنتاجية أساسية، بسبب نقص الإمكانيات المادية، وكان من المفترض تصوير المشاهد بين البحرين والقاهرة بفنانين وفنيين بحرينيين ومصريين كإنتاج مشترك.

 

كان هذا التوجه لغرض تجاري يتصل بإمكانية تسهيل وتوزيع الفيلم، لكن المخرج والكاتب وجدا بأن هذه الفكرة ستكون على حساب العمل فنياً، وسوف يرى فيه النقاد والجمهور نقطة ضعف فنية حيث يعتبر إتكاء على تجربة غنية وقوية كتجربة السينما المصرية، وعلى ضوء ذلك كتبت معالجة جديدة للسيناريو بحيث تدور جميع الأحداث في البحرين.

وبطاقم بحريني كامل من فنيين وممثلين، خاصة وأن المخرج قد نجح في تحقيق أعمال درامية تلفزيونية من خلال كوادر فنية بحينية. وقد تطلب هذا التوجه تحمل جميع الأعباء الإنتاجية على المخرج نفسه، وبعد الكثير من المصاعب المالية والإدارية بدأ المخرج في 28-8-1989 بعقد جلسات القراءة بين الممثلين. وفي 5-9-1989 يبدأ المخرج بتصوير مشاهد تجريبية يختبر فيها طاقمه الفني، فتأتي النتائج مشجعة، ويباشر بعدها بتصوير فيلمه الذي عالج عدداً من القضايا التي تشكل إفرازاً للتحولات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة والتي خلقت علاقات اجتماعية ونفسية مختلفة ومتباينة التأثير على الشخصيات، وخلقت أنماطاً معيشية متناقضة.

 

حكاية الخوف

يلامس فيلم "الحاجز" تلك الحواجز الاجتماعية والنفسية المفروضة بين الفرد والمجتمع، وبين الفرد وذاته أيضاً. إن شخصيات الفيلم تفتقد القدرة على الاتصال فيما بينها، وفهم بعضها البعض، وحتى فهم ذواتها. وهي لا تستطيع التواصل أو خلق علاقات صحية فيما بينها، لأنها تفتقد الحب، ولأنها تجد نفسها في محيط لا يتيح للعلاقات بأن تنمو وتتطور بشكل سليم. ومن هنا تبدو أغلب العلاقات مشوهة.

الشخصية الرئيسية "حسن" يضع حاجزاً بينه وبين الآخرين من جهة، وبينه وبين ذاته من جهة أخرى، والحاجز هنا يتمثل في كاميرا الفيديو التي يملكها ومن خلالها ينظر ليرى العالم كما يتخيله وليس كما هو على حقيقته. إنه يعزل نفسه في عالم من صنعه. في الصديق، الصحفي "مصطفى" الذي يعاني من ازدواجية في حياته اليومية وفي النظر إلى القضايا العامة. وهذه الازدواجية نابعة من علاقة معقدة بينه وبين أبيه.. علاقة محكومة بالحب – الكراهية. إنه يعي مأزقه: إنه لا يستطيع أن يحب لأن أحداً لم يحبه. الأخ "محمد" الذي من أجل تحقيق مكاسبه المالية يهمل زوجته ويجعلها تصل إلى حالة من الانهيار النفسي تفقد من خلالها كل اتصال مع المحيط الاجتماعي. أما الأب في حالة حسن يكون انعدام التواصل حاداً. فوالده أحضره إلى هذا العالم ولكنه لم يساعده على فهمه. هيأ له كل وسائل الراحة لكنه لم يمنحه الحب. إن الفيلم يسير هذه العلاقات المركبة بين الشخصيات في إطار درامي، ويعالجها على الصعيدين: الاجتماعي والنفسي.

 

أسماء ومشاركات

سيناريو: أمين صالح

حوار: أمين صالح، علي الشرقاوي

بطولة: راشد الحسن، إبراهيم بحر، قحطان القحطاني، مريم زيمان، سعاد علي، طفول حداد

تصوير: حسن عبدالرحيم

إنتاج وإخراج: بسام الذوادي

عرض الافتتاح الرسمي: الأربعاء 6-6-1990م

شارك في مهرجان قرطاج السينمائي 1990م

شارك في مهرجان القاهرة السينمائي 1990و

شارك في مهرجان الفيلم العربي في فرنسا 1992م

شارك في مهرجان أفلام الشرق الأوسط في اليابان 1992م

عرض في المجمع الثقافي بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة 1991م

 
 
 
 
 
 
 
 
 

نادي البحرين للسينما.. تاريخ ومحطات

 
 
 
 
 

بقلم: محمد فاضل

 

لأولئك الذين اجتمعوا ذات يوم من أيام إبريل 1980، لم تكن عبارة نادي البحرين للسينما تعني أكثر من مجموعة من متذوقي الفن السابع تلتقي دورياً لتشاهد وتناقش شرائط سينمائية منتقاة بعناية وتمارس ما يرتبط بنشاط مثل هذا من أنشطة فرعية أخرى: إصدار مطبوعات، مشاركات من نوع ما في أنشطة سينمائية داخل البلاد وخارجها.

 

اليوم، يقف نادي البحرين للسينما بعد حوالي ثلاثة عشر عاماً على تأسيسه على أرضية لا بأس بها من الإنجازات.

بدايات النشاطات العامة لنادي البحرين للسينما ونعني هنا تنظيم أسابيع وأيام سينمائية، تعود للعام 1986، عندما نظم النادي أول أسبوع سينما تونسية في البحرين في مارس من ذلك العام. كانت تجربة جديدة بكل المقاييس، ولأنها التجربة الأولى، فإن أعضاء النادي ومسئوليه انتابتهم من الشكوك في النجاح ما يكفي، إلا أن الجمهور جيب الظن حين أظهر حساسية عالية في استقبل وتذوق أفلام من المغرب العربي يشاهدها للمرة الأولى، مسقطاً بذلك كل الحجج الوهمية حول حواجز اللهجة وغيرها، وليثبت مرة أخرى أن لغة السينما ربما تكون لغة التواصل الأرقى بين البشر في كل مكان.

ولأن النجاح يغري بنجاح آخر، بادر النادي، وأن كان بشكل طارئ في عام 1987. وكانت "أيام شادي عبدالسلام"، تظاهرة فنية وثقافية حرص النادي على أن تخرج لائقة باسم ذلك المخرج والفنان الفذ. وتستحق تجربة "أيام شادي عبدالسلام" بعض الحديث. لقد كانت الفعالية بأكملها قائمة على فيلم درامي طويل وحيد وثلاثة أفلام تسجيلية قصيرة، وبدلاً من حضور ثلاثة ضيوف هم الفنانة نادية لطفي والفنان أحمد مرعي ومهندس الديكور صلاح مرعي، اعتذرت نادية لطفي وأحمد مرعي بدواعي الارتباطات العملية ولبى صلاح مرعي الدعوة ليكون الضيف الوحيد للفعالية التي تم تكريسها لرفيق عمره شادي عبدالسلام. إن برنامجاً كهذا يثير القلق.. فيلم درامي واحد وثلاثة أفلام تسجيلية قصيرة فحسب.. لكن الجمهور خيب الظن مرة أخرى. فمن شاهد ملامح وجه الخارجين من صالة العرض بعد مشاهدة فيلم "المومياء"، يدرك كم كان التأثير عظيماً وجلياً وكم كان الفيلم فذا واستثنائياً لا مثيل له.. جمهورنا ذواق بلا شك.

ومنذ تأسيسه، قام النادي بإصدار نشرة سينمائية داخلية اسمها "أوراق سينمائية". كانت تصدر بشكل دوري بجهود أعضاء النادي المهتمين على هيئة كراس صغير بإمكانيات متواضعة. ومنذ عددها الرابع، ضاعف أعضاء النادي جهودهم فتحولت "أوراق" في نقلة نوعية واضحة إلى مطبوعة من القطع المتوسط تطبع في مطبعة بعد أن كانت تستنسخ بشكل شبه بدائي.. زادت أوراقها على الثمانين صفحة بعد أن كانت لا تتجاوز العشرين.. ازدادت موضوعاتها تنوعاً وثراء وصارت توزع مجاناً داخل البحرين وخارجها على المهتمين بفن السينما لتصبح بشهادة الناقد السينمائي محمد رضا واحدة "من أفضل المطبوعات العربية في ميدان السينما".

ونادي البحرين للسينما جمعية أهلية ينشط في ميدان العمل الأهلي في مختلف ميادينه وسبقت له المشاركة منذ بداية تأسيسه وحتى الآن في فعاليات وأنشطة عديدة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية الأخرى.

كما شارك النادي بفعالية في المهرجانات السينمائية العربية مثل مهرجان دمشق ومهرجان قرطاج ومهرجان القاهرة، وهو ضيف دائم في مهرجان قرطاج ومهرجان القاهرة. ولقد شارك النادي في الاجتماعات التمهيدية لتأسيس اتحاد لأندية السينما العربية التي عقدت على هامش مهرجان قرطاج عام 1987.

هذه الأيام نحتفل بمشاركتكم ومساندتكم بهذه التظاهرة الفنية والثقافية التي أسميناها "أيام السينما المصرية الجديدة"، يحدونا الأمل في أن تكون هذه الفعالية الكبيرة بداية لفعاليات قادمة على المستوى نفسه وأكبر.

هذا هو نادينا يرحب بكم بكل الحب والمودة ورصيده: أعضاء مخلصون.. أصدقاء أوفياء.. جمهور ذواق مرهف الحس.. وطموح لا يحده شيء.

 
 
 
 
 
 
 
 
 

أيام السينما المصرية الجديدة

 
 
 
 
 

متابعة وتقرير: حسن حداد

 

 

في أكتوبر الماضي، افتتح السيد طارق عبدالرحمن المؤيد وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فعاليات "أيام السينما المصرية الجديدة"، والتي نظمها نادي البحرين للسينما، وأفتتحت في صالة البحرين الثقافية، في الفترة ما بين السادس عشر والعشرين من ذلك الشهر.

وكانت فعاليات "أيام السينما المصرية الجديدة"، من بين أهم الفعاليات في الحدث الثقافي البحريني خلال عام 1993. كما كانت أيضاً، مناسبة وفرصة هامة للجمهور البحريني للتعرف ـ وعن قرب ـ على هذه السينما الجديدة. حيث حفلت هذه التظاهرة بسلسلة من العروض السينمائية والندوات والنشاطات المتعددة، من خلال تواجد حشد كبير من الفنانين المصريين، ممثلين ومخرجين ومنتجين ونقاد، ممن شاركوا في هذه التظاهرة الفنية الضخمة، أو لنقل هذا العرس الفني الجميل.

لقد تم عرض ثمانية أفلام، اختيرت بعناية ودقة لتمثل هذه السينما الجديدة، وهي حسب ترتيب عرضها: أرض الأحلام، أحلام هند وكاميليا، حب في الثلاجة، آيس كريم في جليم، ليه يا بنفسج، سيداتي آنساتي، سمع هس، الهروب. كما استضافت هذه الأيام من الممثلين النجوم: نجلاء فتحي، يحيي الفخراني، لوسي، ممدوح عبدالعليم، ليلى علوي. ومن المخرجين: محمد خان، خيري بشارة، داود عبدالسيد، عاطف الطيب، رأفت الميهي، سعيد حامد، رضوان الكاشف. ومن المنتجين: حسين القلا، فتحي الكاشف. أما من النقاد، فقد حضر كل من: الدكتور مذكور ثابت، رئيس الوفد، سمير فريد، كمال رمزي، طارق الشناوي، خيرية البشلاوي. إنه حقاً حشد كبير من فناني مصر المتميزين، جاءوا ليشاركونا هذا العرس الفني.

إن التفكير في مثل هكذا تظاهرة فنية كبيرة، كان عبارة عن خطون جريئة يقوم بها نادي البحرين للسينما، بل لنقل بأنها مغامرة وتحدي في نفس الوقت، لمجمل الظروف الصعبة المحيطة بالنادي، وأهمها قلة الإمكانيات المادية، والتي تقف حجر عثرة أمام أي تفكير أم تصور لإقامة نشاط معين لهذا النادي. هي حقاً مغامرة محفوفة بالمجاطر، حيث تخضع بالطبع لإمكانيات النجاح والفشل. وتحدي لهكذا ظروف، أصر النادي والقائمين عليه على تجاوزها، والمضي قدماً لتأكيد دور النادي الثقافي، ومن ثم إثبات وجودة ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما أيضاً على المستوى العربي والدولي، بشكل عام.

لقد بدأت فكرة إقامة مثل هذه الأيام السينمائية، تراود الفنان بسام الذوادي منذ فترة طويلة. إلا أنه لم يعلن عنها إلا عندما تكونت إدارة جديدة لنادي البحرين للسينما، وأصبح هو رئيساً للجنة العروض بالنادي. حيث عرض هذه الفكرة على الإدارة وتمت مناقشتها من قبل أعضاء النادي. وبالرغم من أن البعض قد أبدى تخوفه من حجم هذه الفعاليات المقترحة، إلا أن المزيد من الحوارات ودراسة متأنية للمشروع من جميع جوانبه، قد خفف من رصيد التحفظات. ومن ثم إنخرط الجميع في السعي الدؤوب لإنجاح هذه الفعاليات، والبدء في المشوار الطويل للإعداد والتنظيم لهذه الأيام السينمائية. فقد بدأ الإعداد فعلياً، قبل ما يقارب الأربعة أشهر على بدء هذه الفعاليات، وذلك عندما عقد الإجتماع التحضيري الأول في الثاني والعشرين من شهر يونيو 1993 بفندق الريجنسي، حيث تم توزيع المهام على أعضاء اللجان المشاركة في الإعداد، وطرح البرنامج العام لأيام السينما المصرية الجمديدة" ومناقشته، وقد تم اختيار بسام الذوادي ليكون المشرف العام على هذه الأيام، ولجنة مشرفة من عضوية: نادر المسقطي، ومحمد فاضل. هذا إضافة إلى ما يقارب السبعين عضواً، شاركوا في الإعداد والتنظيم، وتوزعوا على ستة مراكز رئيسية، وهي: مركز العلاقات العامة، مركز النشرة اليومية، مركز الندوات، المركز الإعلامي، مركز الضيوف، مركز التنسيق والمعلومات. بعد هذا الإجتماع التحضيري الأول، توالت الإجتماعات بشكل دوري، وتعددت وجهات النظر ولم تختلف بالطبع، من أجل الوصول إلى مستوى مشرف من خلال هذه التظاهرة الفنية السينمائية الضخمة.

وعن أهداف إقامة هذه الأيام، تحدث بسام الذوادي المشرف العام، فقال:

"أعتقد بأن لدينا في النادي اعتقاداً راسخاً، بأن طاقتنا الجميلة في البحرين لا يكاد ينقصها شيء، فعلى مستوى الفنانين أو الكتاب أو الأدباء أو الصحفيين، أو حتى المتابعين للسينما وغيرها من مجالات الإبداع، بنطوي الأمر على إسهامات راقية ومتقدمة مقارنة بالمحيط الخارجي.. هذا وحده، فيما أحسب، عنصر كاف لنقل الصورة الثقافية للبلد والسعي إلى تأكيد تميز إنتاجنا المحلي على هذا الصعيد.. من هنا فإن حضور الفنان المصري وإحتكاكه بالعناصر المثقفة المحلية، أدباءً وكتاباً ومتعاطين مع السينما، من شأنه أن يبلور علاقة ثقافية تنقل الصورة المتميزة لثقافتنا، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، تأتي هذه الأيام السينمائية لتقريب السينمائينن العرب من الجمهور البحريني العادي. والأهم من ذلك، مادمنا لانزال بصدد الحديث عن أهداف هذا النشاط، فإن إقامة مثل هذه الأيام وترسيخ تقاليد بهذا الخصوص، بفتح الباب مع تكرار المبادرة، وضمن إمكانيات النجاح لنيل إعتراف دولي بقرتنا التنظيمية على الأقل".

وفي أول مؤتمر صحفي عقده المشرف العام واللجنة المشرفة على تنظيم هذه الفعاليات، في السادس عشر من سبتمبر الماضي، تحدث السيد نادر المسقطي رئيس نادي السينما ورئيس اللجنة المشرفة، فقال:

"بالنسبة لتكاليف "أيام السينما المصرية الجديدة"، فكما تعرفون، أن النادي هو مؤسسة ثقافية أهلية تطوعية، لا تهدف إلى تحقيق ربح مادي أو تجاري. وهذا لا يعني أنه لن تكون هناك نفقات مالية تتكلفها هذه الفعالية، مثل مصاريف دعوة الضيوف، من تذاكر السفر، الإقامة، والمصاريف الأخرى المتعلفة بتنظيم هذه الأيام وغيرها من الأمور. لذلك فإن هذه المصاريفيتعين على النادي تغطيتها، ومصادر التغطية بشكل أساسي هي إيراد تذاكر الدخول، بالإضافة إلى الإعلانات التي سوف تنشر في الكتيب الذي سيصدر بهذه المناسبة. إضافة إلى أنه جاري الإتصال ببعض الجهات كي تساهم معنا بتغطية هذه المصاريف. وهنا ينبغي الإشارة بدور زارة الإعلام في رعاية هذه الأيام وتوفير كافة التسهيلات التي سوف نحتاجها لإقامة هذه الفعالية".

وفي نفس المؤتمر الصحفي، تحدث السيد محمد فاضل نائب رئيس نادي السينما وعضو اللجنة المشرفة، عن سبب اختيار السينما المصرية بالذات، فقال:

"هناك العديد من الإعتبارات التي دعتنا للبدء في اختيار السينما المصرية، والتي أسميناها "السينما المصرية الجديدة". ونحن ندرك بأن معظم هذه الأفلام التي سوف تعرض ضمن الفعالية، هي أفلام شاهدها الجمهور البحريني. لكننا هنا ننظر باتجاه الجانب الفكري، حيث نشعر بأن هذه السينما الجديدة في ملامحها الخاصة المتميزة، تبلورت وأخذت تفرض نفسها داخل السينما المصرية والعربية عموماً، وقد أختيرت الأسماء على هذا الأساس. ونحن من خلال عرضها، نريد أن نقول للمشاهد سبب إعجابه بها ولكن من ناحية نقدية. ثم وجدنا بأن هؤلاء النجوم قريبون جداً من المشاهد البحريني والعربي بشكل عام. لذلك حاولنا أن نختار لهذه الأيام مادة وأفلاماً ونجوماً، نعتقد بأن لهم قيمتهم النقدية والثقافية، ويتوفر فيهم عامل قرب مع الجمهور".

وللتعريف بشكل أكثر وضوحاً بالسينما المصرية الجديدة كمفهوم، نستطرد في الحديث عن هذه السينما وبدايات ظهورها. حيث لا يقصد بالسينما الجديدة، تلك الأفلام التي أنتجت حديثاً بالطبع، فهذا ليس هو المقصود بالجدة، بل إن الجدة تكمن في التصور والرؤية السينمائية، وتكمن أيضاً في البحث عن أطر جديدة وأسلوب مغاير للتعامل مع الواقع، ومع مجمل القضايا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية المعاصرة. وقد تمثل هذا التصور وهذه الرؤية الجديدة في مجموعة من الأفلام أو التجارب القليلة، والتي لم تعهدها السينما المصرية من قبل.. تجارب متمردة عن ما هو سائد، حاول صانعوها التصدي ببطولة لذلك التيار المسيطر للسينما التقليدية والثورة عليه.

إن السينما المصرية الجديدة قامت على أكتاف سينمائيين مغامرين، أو بالأحرى فرسان، حاولوا ويحاولون دائماً إحداث ذلك التغيير وصنع سينما مختلفة. هؤلاء الفرسان بدأوا يشكلون، ومنذ بداية الثمانينات، تياراً مختلفاً، أو لنقل بذوراً لسينما متكاملة مغايرة. ومن أهم هؤلاء الفرسان، المخرجون: محمد خان، خيري بشارة، داود عبدالسيد، رأفت الميهي، عاطف الطيب، وغيرهم ممن أخذوا على عاتقهم رفع مستوى الفيلم المصري، والإنطلاق به إلى آفاق فنية رحبة، والخروج بسينما جديدة.

ولو رجعنا إلى بداية الثمانينات، للبحث في البداية الفعلية لهذا التيار الجديد، أو هذه السينما المغايرة، فمن الطبيعي بأننا سنواجه بعض الإشكالات في تحديد اسم فيلم واحد لهذه البداية. حيث لا بد من الإشارة إلى أربعة أفلام على أقل تقدير، وهي (عيون لا تنام ـ 1981)، (طائر على الطريق ـ 1981)، (العوامة 70 ـ 1982)، (سواق الأتوبيس ـ 1982). حيث أننا سنلاحظ بأن المخرجان: رأفت الميهي (عيون لا تنام)، ومحمد خان (طائر على الطريق)، قد حاولا تجاوز بعض القيود القديمة للسينما السائدة، لكنهاما لم يستطيعا الخروج عن نطاقها، بل عبرا عن إرهاصات لشكل جديد وسينما متجددة، ضمن إطار السينما القديمة، وكانا بحق مثالاً للفنان المتجدد. أما خيري بشارة (العوامة 70) وعاطف الطيب (سواق الأتوبيس) فقد إستطاعا أن يتجاوزا تلك السينما التقليدية القديمة، ويصنعا سينما مصرية جديدة خالصة. حيث أنهما نجحا في التخلص من مواصفات السينما السائدة والمسيطرة والخروج عليها، كما إتسم فيلمهما بالجدة في كل شيء.. في الشكل والرؤية الفنية، في الإخراج والتصوير، حتى الأداء التمثيلي كان يتميز بالحيوية وينطلق إلى آفاق رحبة للتعبير.

وبناء على ذلك، لابد من الإشارة بأن الفنان الذي يقدم الجديد غير الفنان المجدد، والجديد شيء آخر غير التجديد. وبالتالي يمكن إعتبار فيلمي (العوامة 70، سواق الأتوبيس) مثالان واضحان للفن الجديد، ويمثلان ـ بالتالي ـ البداية الفعلية للسينما الجديدة في مصر.

يبقى أن نشير بأن فيلم (العوامة 70) يمثل النواة الحقيقية والقوية لهذه السينما الجديدة، بل ويتميز فنياً عن الفيلم الثاني. إلا أن (سواق الأتوبيس) فيمن إعتباره الإنطلاقة الجماهيرية الحقيقية، التي أعلنت للجميع عن وجود سينما جديدة ومغايرة. 

هذه السينما الجديد، إستضافتها البحرين بنجومها وفنانيها، الذين وصلوا جميعاً مساء يوم الجمعة، واستقبلهم نادي البحرين للسينما في حفل كوكتيل، أقامه فندق الخليج على شرفهم في نفس الليلة. وفي صباح اليوم التالي استقبلهم وزير الإعلام السيد طارق عبدالرحمن المؤيد، ودعاهم إلى حفل غداء في وزارة الإعلام.

أما في المساء، فكان الحفل الذي إنتظره الجميع بشوق وتلهمف بشوبه الحذر.. الحذر من حدوث أي خطأ قد يعكر صفو الإحتفال. إلا أن حفل افتتاح "أيام السينما المصرية الجديدة" كان رائعاً بشهادة الجميع. وكان حقاً عرساً ثقافيا، شمله وزير الإعلام برعايته وحضور عدد من وزراء الدولة ووكلائها، وحشد كبير من الجمهور. هذا إضافة إلى تواجد جميع الفنانين المصريين المشاركين في هذه الفعاليات.

وقد بدأ الحفل بعزف السلامين الأميري البحريني والجمهوري المصرية. ثم قدمت فرقة البحرين للفنون الشعبية، بقيادة الفنان جاسم الحربان، لوحة فنية شعبية، عن صياغة بانورامية لعدد من فنون البحرين الشعبية. بعدها ألقى وزير الإعلام كلمة رحب فيها بالحضور، وأعرب عن تقديره لمشاركة مجموعة بارزة من فناني السينما والمسرح في مصر. كما أكد في كلمته سعي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للتعاون مع الجمعيات الثقافية الأخرى، لتشجيع الأعمال الإبداعية في الفن والثقافة، والإستفادة من تجارب الدول الشقيقة، مشيراً إلى مشاركة المجلس إلى جانب وزارة الإعلام في هذه التظاهرة الثقافية. وأشاد الوزير بالعطاء الثقافي والفني للسينما المصرية على المستوى العربي والدولي. كما نوه سعادته إلى أهمية هذا التجمع الفني والثقافي للتعريف بفن صناعة السينما، مبدياً دعم الوزارة للإنتاج السينمائي في البحرين ورعايته، ومشيراً في هذا الصدد إلى فيلم (الحاجز) كأول تجربة سينمائية بحرينية طويلة. كما شكر الوزير في ختام كلمته نادي البحرين للسينما، معرباً عن تقديره لهذا الإعداد والتنظيم الجيد للأيام، وتعاون النادي مع إدارة الثقافة والفنون، متمنياً لهذه التظاهرة التوفيق والنجاح.

ثم ألقى الفنان بسام الذوادي، المشرف العام للأيام، كلمة شكر فيها وزير الإعلام لرعايته هذا التجمع الفني والثقافي، ولما قدمته الوزارة من تسهيلات ودعم للأعضاء العاملين بنادي السينما. وأوضح الذوادي بأن "أيام السينما المصرية الجديدة" تأتي لتبادل وجهات النظر بين المبدعين الهواة السينمائيين في البحرين وبين صناع السينما الجديدة في مصر، مشيراً إلى أن هذا التبادل سوف يدفع لمزيد من الأعمال المشتركة، وإقامة روابط جديدة للإنخراط في المشاريع السينمائية وغيرها من الفعاليات الثقافية الأخرى.

ثم قام الناقد سمير فريد بإلقاء كلمة نيابة عن الوفد المصري المشارك، شكر فيها نادي البحرين للسينما على تنظيمه لهذه الفعالية الثقافية الفنية، والتي تعبر عن التعاون الثقافي بين شعبي البلدين. وأشار في كلمته إلى إهتمامات النقاد البحرينيين ودورهم البارز في إثراء الثقافة العربية.

بعدها أعلن السيد طارق عبدالرحمن المؤيد وزير الإعلام عن بدء فعاليات "أيام السينما المصرية الجديدة"، حيث بدأت بتقديم وعرض لفيلم الإفتتاح (أرض الأحلام)، وهو من إنتاج حسين القلا، وإخراج داود عبدالسيد، ومن بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والفنان يحيي الفخراني.

وبعد إنتهاء عرض الفيلم، وتصفيق حار من قبل الجمهور، بدأت ندوة فيلم (أرض الأحلام) بحضور المنتج حسين القلا، والمخرج داود عبدالسيد، الفنان يحييء الفخراني. وأدار الندوة عضو اللجنة المشرفة ورئيس مركز الندوات السيد محمد فاضل.

وقد ناقشت الندوة العديد من جوانب الفيلم الفنية والتقنية، والتي عبر المخرج عن أن إرتقائها جاء بفضل توفير الإمكانيات التقنية. فبالرغم من أن التصوير قد تم في فصل الصيف، إلا أن فريق العمل في الفيلم قد نجح في توفير أجواء الشتاء الممطرة. مما يؤكد حجم الجهد المبذول في العمل والوقت الطويل الذي بذل في إعداده وإبرازه بهذه الصورة.

وفي سؤال عن صغر حجم دور يحيي الفخراني في الفيلم، رد الفخراني بأنه: ليس مهماً أ، تكون مساحة التواجد على الشاشة كبيرة، في حالة ضمان وجود كفاءات أخرى تحمل الفيلم. ففي ظل تواجد مخرج كبير وممثلين متميزين، لا تهم مساحة الدور، كبرت أو صغرت، طالما أن العمل جيد.

وفي رده على سؤال عن عدم ملائمة اسم الفيلم بالنسبة لمضمونه، قال عبدالسيد: بأن المقصود بأرض الأحلام، هي الأرض التي تحقق فيها أحلامك، قد تكون بلدك أو بلد آخر، وليس المقصود بأرض الأحلام أمريكا. فالفيلم لا يطرح بأنه ضد الهجرة أو معها، إنه يكشف وبشكل بسيط وغير مباشر عن كيفية إكتشاف البطلة لذاتها وأهدافها.

أما أحد الحضور فقد تساءل عن سبب التركيز على بعض المظاهر الخارجة عن السلوك العام والمنافية للأخلاق العامة، فأجاب عبدالسيد بأنه أراد أن يبين إذا كانت البطلة إنسانة محافظة، فهناك الضد الكامل لها. وأضاف بقوله: إن الأفلام ليست موجهاً سلوكياً، والفن لا يقوّم الأخلاق أو يفسدها، إنما يشرح حالات معينة عبر شخصيات معينة، وهو بالطبع ليس أداة وعظ وإرشاد.

وفي ختام الندوة، شكر محمد فاضل مدير الندوة، كل من المخرج داود عبدالسيد على ماميرته الرشيقة ولغته الشاعرية، والفنان يحيي الفخراني على أداءه المتألق، والمنتج حسين القلا على إنتاجه المتميز.

بهذا، يكون أول "أيام السينما المصرية الجديدة" قد إنتهى، مصحوباً بفرحة غامرة من المنظمين، نيتجة إطراء الحضور على النجاح في هذا الإعداد والتنظيم الجيد. 

وفي صبيحة اليوم التالي، نظمت اللجنة المشرفة رحلة ترفيهية إلى جزر الدار السياحية، لجميع أعضاء الوفد المصري المشارك في الأيام، حيث قضوا وقتاً ممتعاً في أحضان الطبيعة البحرية. أما في المساء، فقد تواصل البرنامج ليعرض في الساعة الخامسة فيلم (أحلام هند وكاميليا) بحضور المخرج محمد خان والنجمة نجلاء فتحي، اللذان قدما للفيلم، وأجابا عن أسئلة واستفسارات الجمهور، في الندوة التي أعقبت العرض والتي أدراها الناقد محمد البنكي.

في الثامنة مساءً كان عرض فيلم (حب في الثلاجة) بحضور المخرج سعيد حامد الفنان يحيي الفخراني. هذا الفيلم الجريء في فكرته، قد أثار الكثير من التساؤلات لدى الجمهور في الندوة التي أعقبت العرض، والتي أدراتها هدى المطاوعة.

وفي اليوم الثالث من "أيام السينما المصرية الجديدة" قام الوفد المصري بجولة سياحية عامة، تعرف من خلالها على معالم البحرين الأثرية والحضارية، أعقبها حفل غداء في مطعم الصواني السياحي. كما قررت اللجنة المنظمة، وفي الساعة الثالثة من عصر الإثنين، عرض فيلم (أرض الأحلام) للجمهور، حيث كان الإقبال الجماهيري متميزاً، بل ومفاجأً في نفس الوقت، على عكس الإقبال لعروض الأفلام الأخرى. وفي الساعة الخامسة، عرض فيلم (آيس كريم في جليم) بحضور المخرج خيري بشارة وحيداً، مقدما للفيلم ومشاركاً في الندوة التي أدارتها جمانة عواضة. بعدها عرض فيلم (ليه يا بنفسج) بحضور مخرجه رضوان الكاشف والفنانة لوسي والناقد طارق الشناوي مقدمين للفيلم ومشاركين في النقاش الذي دار في ندوة الفيلم، والتي أدراها محمد البنكي.

في العاشرة والنصف من صباح يوم الثلاثاء، أقيمت في فندق الخليج، الندوة الكبرى حول السينما المصرية، والتي بدأها مدير الندوة السيد محمد فاضل، بمداخلة ومحور أولي تحدث فيه عن أساس تسمية هذه الفعاليات بـ "أيام السينما المصرية الجديدة"، وذلك إحتفاء بها كوااقع سينمائي هو ليس بالجديد، حيث أن هذا المصطلح قد ظهر مع نهاية الستينات وتمثل في بيان جماعة السينما الجديدة. وأن السينما الجديدة جاءت عبر محاولات وطموحات فردية فيما بعد، من مجموعة من المخرجين، وضمن نطاق ثقافي يسود الواقع. هذا، وأضافت الناقدة خيرية البشلاوي، بأن جماعة السينما الجديدة، قد بدأت بالتحديد في عام 1968، وكانت تضم مجموعة من خيرة كتاب السيناريو والمخرجين والنقاد في مصر، حاولوا الخروج على طوق التجربة السينمائية السائدة في ذلك الوقت. وقد قوبلت هذه الجماعة بحماس من قبل الفنانين والمثقفين، كما قوبلت بهجوم خفي وشرس من قبل تيار السينما السائدة. وأشارت الناقدة بأن أهم ما يميز السينما المصرية الجديدة هو إهتمامها بالإنسان المصري البسيط، وإبراز همومه وطموحاته وخيباته وإنتماءه الإقليمي والعربي.

بعدها تحدث الدكتور الناقد مذكور ثابت رئيس المركز القومي للسينما، الذي أشار بأن جماعة السينما الجديدة، الذي كان هو أحد العاملينفيها، قد تأثرت في البداية بتيارات السينما الأوروبية، وكان ينقصها في ذلكالوقت أن تكون سينما مصرية بذاتها. وأضاف بأن ظهور جيل المخرجين في السبعينات، أمثال خيري بشارة ورأفت الميهي، قد جعلها تبحث عن هويتها المحلية. كا أكد الدكتور ثابت على دور النقد المهم في رصد هذه الحركة ومتابعة تجاربها. أما الناقد كمال رمزي، فقد ركز في حديثه بالنظر إلى الواقع السينمائي خلال العشرين عاماً الماضية، وبالذات بعد هزيمة 67، التي أثرت بشكل واضح وقوي في إعادة تقييم الواقع المصري والعربي في لاشتى المجالات. لذلك فإن جذور هذه القضية هي جذور ساسية في المقام الأول.

كما تحدث الناقد سمير فريد، وذكر بأن تعير السينما الجديدة ليس مصطلحاً علمياً أو نقدياً، وإن التجربة السينمائية في مصر ومنذ الثلاثينيات كانت تعيش في عزلة، وأن الواقع الإجتماعي في مصر في ذلك الوقت لم يسمح بخلق علاقة إتصال بين السينما المصرية والسينما العالمية، وخاصة السينما الأوروبية.

الناقد طارق الشناوي، طرح بأن التجديد جاء مرتبطاً بالحياة، بإعتبار أن الفنان ينحاز دوماً نحو التجديد بطبيعته، ليصل إلى الفن. وأن تجربة جماعة 68 السينمائية كانت مجرد تجمع إنطلقت من خلاله تجارب فردية لم تقترح إبراز أعمال ذات صيغة جماعية.

أما الناقد البحريني يوسف الحمدان، فقد تحدث عن إشكالية السينما الجديدة، منطلقاً من دور المخرج في إعتماده على ممثل متوحد في دور نمطي واحد. كما أشار الحمدان بأن السينما الجديدة تميزت بإمكانيات وجماليات خاصة للكاميرا، بدون النظر إلى المعالجة الضمنية لمحور هذه الجماليات، ليصبح المضمون دون مستوى التميز التي ظهرت به كاميرا المخرج.

وبعد هذه المحاور ووجهات النظر المتعددة التي طرحها النقاد، شارك جميع النفنانين وبعض الحضور في الندوة، في حوار طويل تجاوز الثلاث ساعات، إحتدم فيه النقاش في أحيان، وإتسم بالهدوء والتركيز في أحيان أخرى. وكانت بالفعل ندوة قيمة ومهمة، إستفاد منها المشاركين وأفادوا.

في نفس اليوم، وفي تمام الساعة الخامسة مساءً، عرض فيلم (سيداتي آنساتي) بحضور المخرج رأفت الميهي، الذي نزل من على المسرح وواجه الجمهور القليل الذي حضر العرض، وأخذ يناقشهم ويرد على تساؤلاتهم بتلقائيته المعهودة، في حوار ودي صريح، جعل معظم الحاضرين يشاركون في النقاش.

بعدها عرض فيلم (سمع هس) بحضور الفنانة ليلى علوي والفنان ممدوح عبدالعليم والفنان سعيد حامد، بصفته مخرج منفذ للفيلم، شاركوا جميعاً في الإجابة على إستفسارات الجمهور الكبير الذي حضر العرض والندوة التي أدارها محمد البنكي. وقد حدث خلل فني طاريء أثناء عرض الفيلم، ضيع على جمهور المشاهدين مدة عشر دقائق من الفيلم، أبى الفنان ممدوح عبدالعليم إلا أن يكمل ما إنقطع، فقام بشرح أحداث الدقائق العشر للجمهور، الذي حياه بحرارة.

وفي نفس الليلة، وفي تمام الساعة السابعة والنصف، أقام سفير جمهورية مصر العربية السيد مصطفى كمال عبدالفتاح، حفل إستقبال في منزله، تكريماً للفنانين المصريين المشاركين في الإيام، حضره عدد من المسؤولين في وزارة الإعلام ومن نادي السينما، ورجال الصحافة والمهتمين بالفن.

أما بالنسبة لليوم الأخير لهذه الأيام السينمائية وهو الأربعاء، فقد عرض فيلم الختام (الهروب) للمخرج عاطف الطيب، والذي واجه الجمهور وحيداً، في الرد على إستفساراتهم ومداخلاتهم، في الندوة التي أدارتها ريم إنطون. علماً بأن فيلم (الهروب) يعرض كاملاً لأول مرة هنا في البحرين، بعد أن شاهده الجمهور العربي في السابق وقد حذفت منه الرقابة المصرية حوالي عشرون دقيقة من المقدنة، وأفرجت عنها مؤخراً.

بعدها بدأ حفل ختام "أيام السينما المصرية الجديدة"، بوصول وزير الإعلام السيد طارق عبدالرحمن المؤيد. حيث بدأ الحفل بلوحات شعبية لفرقة البحرين للفنون الشعبية. ومن ثم ألقى السيد نادر المسقطي رئيس نادي السينما ورئيس اللجنة المشرفة على الأيام، كلمة رحب فيها بوزير الإعلام والحضور، وأشاد بفعاليات هذه الأيام، وبالتجاوب الذي أبداه الجمهور لها. كما أوضح بأن أيام السينما المصرية الجديدة، قد حققت الأهداف التي أقيمت من أجلها. حيث أثبتت مقدرة النادي على تنظيم مثل هذه الأسابيع السينمائية، مشيراً إلى أنه لولا دعم وزارة الإعلام وعلى رأسها الوزير، لما تحقق هذا النجاح الكبير. وأعرب المسقطي في ختام كلمته عن شكره وتقديره للمسؤولين بوزارة الإعلام وللمساهمين في دعم هذه الأيام من الشركات والمؤسسات التجارية في البحرين.

بعدها ألقى الناقد كمال رمزي كلمة نيابة عن الوفد المصري، شكر فيها وزير الإعلام لرعايته هذه الأيام. كما عبر عن شكر الوفد وتقديره لحكومة دولة البحرين للحفاوة وحسن الوفادة والإستقبال التي لقيها خلال إقامته في البحرين، مشيراً إلى أن حسن التنظيم والإعداد الجيد كان له أكبر الأثر في إنجاح هذه الأيام، معرباً عن أمله في إقامة أسابيع سينمائية مشتركة أخرى بين البلدين الشقيقين. ثم قدمت فرقة الأمن العام الموسيقية عدداً من المقطوعات الموسيقية بقيادة الفنان مبارك نجم. أثنائها قام وزير الإعلام بتوزيع شهادات تقديرية على الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة الفنية. وبهذه المناسبة، أعرب سعادته عن شكره وتقديره للوفد المصري ولنادي البحرين للسينما، لما بذلوه من جهد كبير ساهم في إنجاح هذه الأيام، مؤكداً على أهمية الإستمرار في عقد اللقاءات الثقافية والفنية والأدبية بين البحرين وأشقائها من الدول العربية، لتدعيم روابط التعاون والتواصل الثقافي المشترك، وتبادل الخبرات في هذا المجال. وأضاف الوزير بأن إقامة هذه التظاهرة الفنية قد عكس إعتزاز البحرين بما تقدمه مصر الشقيقة من نماذج رائعة للإبداع الفني والثقافي والأدبي. 

إلى هنا نكون قد قمنا بتغطية شبه متكاملة لفعاليات "أيام السينما المصرية الجديد"، إلا أنه لابد من الإشارة إلى أن فعالية من هذا النوع يجب التأكيد على تكرارها، بل وترسيخها في واقعنا الثقافي. حيث أن الإستفادة حتماً ستكون مغرية، خصوصاً إذا عرفنا بأن هذه التجربة، بإعتبارها الأولى في هذه المنطقة، قد حققت الكثير من أهدافها، وإستحقت الثناء من كافة المشاركين والضيوف.

ثم لا يمكن إلا أن نشير، بأنه ليس هناك من مأخذ واضح وأكيد على نجاح هذه التظاهرة من عدمه، سوى تلك اللامشاركة والتواجد السلبي للمتفرج البحريني في عروض الأفلام وندواتها. ولابد أن تكون هناك أسباب لهذا اللاتواجد الجماهيري الفعلي، ربما تكون تلك اللامبالاة التي يمكن أن يتصف بها المتفرج في البحرين لأي فعالية سينمائية، أو ربما تكون أسباباً أخرى تكون قد غابت على مشرفي هذه الأيام، ويمكن تلافيها في المستقبل. متمنياً تجاوز هذه الأسباب مستقبلاً، ليكون إقبال المتفرج في البحرين دافعاً قوياً لإنجاح أي فعالية سينمائية وثقافية في المستقبل. 

 
 
 

قالوا.. عن أيام السينما المصرية الجديدة

 
 
 

نجلاء فتحي

 

أعتقد أنه شيء في منتهى التحضر أن تقام أيام للسينما المصرية الجديدة في البحرين، وهذا سيحدث شيئاً من التواصل الفكري والفني والإجتماعي والنفسي بين البلدين، وهذه أول مرة أزور فيها البحرين وهي فرصة طيبة أنني أزورها بشكل رسمي وبدعوة رسمية. وأنا سعيدة بكوني أسمع عن البحرين واهتمامها بالفن والثقافة بهذا الشكل.. والفن هو الشيء الوحيد والمؤثر لأي شيء نريد قوله.

الحقيقة تنظيم المهرجان أكثر من ممتاز، ولد لمست هذا من خلال الدعوة التي وصلتني في مصر، والتي تحتوي على عشر صفحات. حينما تسلمت الدعوة أصابتني الدهشة، أو بالأحرى إنبرهت، وذلك نتيجة للأسلوب المتحضر الذي كتبت به، والذي يتضاهى مع الدعوات التي تصلنا من أرقى الدول العالمية. فالدعوة ذاتها تجبر أي فنان على الإستجابة لها، فأسلوب الإرسال والمعلومات التي تضمها الدعوة والبرنامج المتكامل المدون بها، كان بالنسبة لي مفاجأة.

 
 
 

ليلى علوي

 

أنا سعيدة جداُ بفكرة أيام السينما المصرية الجديدة وكانت مفاجأة لي شخصياً أن أسمع من البحرين اهتماماً بالسينما المصرية الجديدة، ولأنني أشجع هذه التوجهات فقد حضرت وأنا سعيدة جداً باختيار الأفلام التي ستعرض هنا في هذه الأيام لأنها مجموعة متنوعة وشاملة ولأنها أيضاً فعلاً تمثل السينما المصرية الجديدة التي نريدها وبدأت منذ عام 1985 تقريباً. وفي نظري أنها ستتطور للأحسن إذا استمرينا عليها بهذا الشكل وهو تطور طبيعي ونحن ندخل القرن الجديد الواحد والعشرين.

ورغم أن الأفلام التي في الأيام ليست جديدة ما عدا (أرض الأحلام) وحتى الفيلم الذي شاركت فيه (سمع هس) ومعي الفنان ممدوح عبدالعليم وسوف نكون مع الجمهور أثناء عرض الفيلم ونتمنى أن يشاهدوا التكنيك الجديد الذي فيه.

 
 
 

يحيي الفخراني

 

أنا متفائل جداً بفكرة أيام السينما المصرية الجديدة هذه التي تقام في البحرين، ومنذ أول نزولي للبحرين وحتى هذه اللحظة لم أشعر بالغربة،  هي لحظات قيمة جداً وقد سمعت عن الشعب البحريني قبل وصولي بأنه مثقف جداً وطيب وكريم. المهرجان ممتاز، وجميل أن تكون أول تجربة على هذا المستوى من النجاح.

 
 
 

لوسي

 

المهرجان على مستوى عال جداً، وكأنه نظم في بلد أوروبية لديها كافة الإمكانيات التي تجعل المهرجان على أعلى مستوى.

 
 
 

ممدوح عبدالعليم

 

طالما نحن بصدد تنظيم مهرجان للمرة الأولى، فيعد هذا المهرجان على مستوى جيد، لأننا لن نستطيع أن نصل إلى مستوى الكمال في المرة الأولى. ولكننا لدينا ثوب أبيض، وبالتأكيد فيه بعض الثقوب، ونتمنى أن تسد هذه الثقوب في المرات القادمة. في رأيي إن أهم ثغرة في المهرجان كانت مشكلة كيف نجذب الجمهور من أمام شاشات التلفزيون إلى صالة السينما. لذا أتمنى أن تختار في السنوات القادمة أفلاماً أحدث نسبياً، وأن يراعى سعر التذكرة للجمهور، فلقد عرفت أن سعر التذكرة يوم الإفتتاح كان عشرة دنانير، وهذا سعر يعد مرتفعاً على تذكرة سينما، حتماً نجذب أكبر عدد من المشاهدين لصالة السينما.

 
 
 

خيري بشارة

 

بالنسبة لإختيار الأفلام، كان إختيار المنظمين ذكياً، لأنها أفلام تعبر حقاً عن السينما الجديدة في مصر منذ بداية الثمانينات وحتى الآن. كذلك اختيار مخرجي ومنتجي الأفلام المشاركة.. وفي الحقيقة رغم أنني أسافر دوماً ومنذ سنوات طويلة إلى الخارج، إلا أنني لم ألتقي مع هذه العدد من الفنانين خارج مصر. وهذا بالطبع يعود إلى تنظيم المشرف العام على المهرجان بسام الذوادي والمجموعة النشطة التي تعاونه.

 
 
 

أرض الأحلام.. ثالث مرة

 
 
 

قام نادي البحرين للسينما، بعرض فيلم (أرض الأحلام) للمرة الثالثة، وذلك في الثامنة من مساء يوم الخميس، بعد نهاية الأيام مباشرة، على صالة البحرين الثقافية. وذلك نتيجة للإقبال الجماهيري المشجع، الذي حضي به الفيلم في عرضه الأول والثاني. هذا بالرغم من إضطرار المنظمون لعرضه في الساعة الثالثة من بعد الظهر، نظراً لضغط البرنامج، ومع ذلك كان الحضور متميزاً. حيث حضره ما يربو على ثلاث مائة متفرج من عشاق السينما وعشاق سيدة الشاشة فاتن حمامة.

 
 
 

خان مندهش

 
 
 

أبدى المخرج محمد خان دهشته إزاء عدم المشاركات الجدية من قبل الجمهور في الندوات التي تعقب الأفلام، رغم أن معظم هذه الأفلام، باستثناء فيلم الإفتتاح، كانت معروضة منذ عدة سنوات. وقال: كنت أتوقع أن يحدث نقاشاً ساخناً في مناقشة أرض الأحلام، لكن معظم المداخلات كانت سطحية، ومعتادة. لقد تعودنا أن يكون النقاش التالي لعرض الأفلام حاداً وتصادمياً، كما نراه في دمشق أو تونس، لكن هذا الشيء لم نلمسه هنا، رغم أننا في مصر سمعنا كثيراً عن نشاط نادي البحرين للسينما. ولكن يبدو أن إنشغال أعضاء النادي في الأمور التنظيمية لم يسمح لهم ولنا بالتحاور عن هذه الأفلام.

 
 
 

سابقة مهمة جداً

 
 
 

في حديث جانبي مع الناقد سمير فريد، أشار إلى أن أيام السينما المصرية الجديدة هذه تتميز بسابقة مهمة جداً على بقية الفعاليات السينمائية الأخرى، وهو أن الأفلام المعروضة في هذه الأيام جاءت عن طريق منتجيها، وليس عن طريق جهات رسمية، مما جنبها من أية رقابة أو حذف من قبل هذه الجهات الرسمية. وهي بالطبع بادرة جيدة، أتمنى أن يتبعها كافة القائمين على تنظيم وإقامة فعاليات سينمائية كهذه.

 
 
 
 
 

كتب هذا التقرير بعد شهر من إنتهاء هذه الفعاليات، على أن ينشر في مجلة هنا البحرين.. لكنه لم ينشر لظروف خارجة عن إرادة كاتب التقرير..

حسن حداد في نوفمبر 1993

 
 
 
 
 
 
 
 
 

عيون لم تنم..

 
 
 
 
 
 
 

المشرف العام

·      بسام الذوادي

 

اللجنة المشرفة

·      نادر المسقطي (الرئيس)

·      محمد فاضل (نائب الرئيس)

   
 
 
 
   

مركز العلاقات العامة

·      يوسف فولاذ (الرئيس)

·      فريدة نجف (نائبة الرئيس)

·      نبيل محمد التميمي

·      حسين محمد سعيد

·      سمير إبراهيم عبدالله

·      سلمان العجمي

 

مركز النشرة اليومية

·      أمين صالح (الرئيس)

·      فريد رمضان

·      حسن حداد

·      غسان الشهابي

·      سماء الخاجة

·      سماح العجاوي

·      محمد الحلواجي

·      عبدالله الخان

·      عبدالله الخال

·      علي عباس جلال

 

مركز الندوات

·      محمد البنكي (الرئيس)

·      هدى المطاوعة

·      ريم إنطون

·      أنيسة فخرو

·      جمانة عواضة

 

المركز الإعلامي

·      أنور أحمد (الرئيس)

·      أنس إبراهيم الشيخ

·      بروين حبيب

·      ليلى بوجيري

·      جمال جاسم المطوع

·      سهير العجاوي

·      وليد يوسف آجور

·      عهدية أحمد

·      خليفة العريفي

 

مركز الضيوف

·      بدر ناصر (الرئيس)

·      أمينة موسى

·      خليل عباس محمد

·      منى عيسى

·      عبدالعزيز بوجيري

·      غرازيلا فاخوري

 

مركز التنسق والمعلومات

·      ماريا حبيب

·      ندى على مرزوق

 

مركز المحاسبة

·      صالح الجارودي

 

إدارة الثقافة والفنون

·      أحمد الزياني

·      ياسر محسن سيف

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

شكر وتقدير

 
 
 
 
 

·        وزارة الإعلام متمثلة في:

·        سعادة وزير الإعلام الأستاذ طارق عبدالرحمن المؤيد

·        الدكتورة هالة العمران الوكيل المساعد لشئون الإذاعة والتلفزيون

·        الأستاذ خليل الذوادي الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني

·        هيئة الإذاعة والتلفزيون

·        إدارة الثقافة والفنون

·        إدارة العلاقات العامة

·        المطبعة الحكومية

·        إدارة السياحة والآثار

·        وزارة الداخلية

·        وزارة الخارجية

·        وزارة التربية والتعليم

·        وزارة المواصلات

·        مجلة البحرين

·        صحيفة الأيام

·        صحيفة أخبار الخليج

·        الجلف ديلي نيوز

·        إدارة المرور والترخيص

·        مسرح أوال

·        فورتشن بروموسفن

·        ميديا بلاس

·        شركة المشاريع السياحية

·        شركة البحرين للسينما

·        مؤسسة الـ اتش.ام.ك

·        بنك البحرين والكويت

·        طيران الخليج

·        فندق الخليج

·        فندق الريجينسي انتركونتنتال

·        عبدالرحمن الزياني وأولاده

·        أسرة الأدباء والكتاب

·        السادة المعلنين

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004