حكاية بحرينية ...
فيلم غارق بالنكسات
بقلم نجاح كرم *
مرحلة الهزيمة التي مرت بها الامة العربية على مدي مراحلها المختلفة مرحلة في غاية
الصعوبة على جميع المستويات دون تحديد, واقصد هنا بهزيمة 67 أوعام النكسة وهو مسمي
هز الامة العربية من شرقها الي غربها فكانالأنسان العربي في غاية التشاؤم والاسي
عليها ,لتتوالي بعدها النكسات على الامة العربية حتي يومنا هذا , أما لماذا التطرق
لاحداث النكسة ونحن في الالفية الثالثة سؤال يعرف أجابته كل من عايش هذه الفترة
الصعبة من الزمن .
ولان السينما لازالت تصنع أفلاما تحكي قصص الحروب التي خاضها العالم والكوارث التي
مرت بها البشرية من الحرب العالمية الاولي والثانية وحتي الحرب التي خاضتها أمريكا
مع اليابان وأخرها مثوبولي حرب الرومان مع جيش كسري , فقد كان لزاما أن يكون لنا
نحن العرب وقفة مع حروبنا حتي التي لم ننتصر بها .لنبين الواقع المرير الذي انعكس
على الامة العربية جراء ذلك من الخليج الي المحيط.
ولان الخليج جزء من الامة العربية فالضرورة تحتم ابراز مدي تأثير الهزيمة علينا .
حكاية بحرينية فيلم غارق في النكسات السياسية والاجتماعية والثقافية يتطرق للعديد
من المشاهد الحية في أغلب البيوت العربية وبأخص الخليجية لتسجل حقبة من الزمن دارت
في مدينة المحرق بالبحرين وكيف انعكس ذالك على الاسرة البحرينية البسيطة التي عايشت
هذه الفترة العصيبة من احلام القومية العربية .
فالام لطيفة والتي تقوم بدورها الفنانة العظيمة مريم زيمان تقوم بواجبات اسرتها
المكونة من بنتين وولد لاب متسلط شرير يتساوى في سلوكه الظلم والبخل . فاطمة بنت
الزوج المقهورة من زواج اجبرت عليه بالقوة لينتهي بها المطاف الي حرق نفسها لتثبث
للعالم النكسة التي اجبرت على تحملها من والدها وزوجها . حمد اليائس من حب فاطمة
التي فقدها الي الابد كما فقد حماسه للانتصار في الحرب , أما منيرة فهربت من واقعها
المريرلتقرر العيش مع الحبيب رغم أختلاف مذهبيهما .
صورة واقعية لعصر النكسة صورها لنا المخرج المبدع بسام الذوادي بتفاصيل دقيقة وغنية
لاحداث وشخصيات عبرت عن واقعها بمنتهي العفوية والتلقائية .
رغم أن هناك من يقول أن القصة مكررة أو حتي عادية وتطرقت لها الافلام العربية وليس
بها شئ جديد ألا أن المعالجة الدرامية للواقع وربط السياسة بالحياة الاجتماعية
وبالاخص في المجتمعات الخليجية على وجه التحديد يعطي صورة حية لما حدث بالفعل في
هذه الفترة من زمن النكسة , بقي في الفيلم رموز جميلة لمساحة الحرية من خلال الطيور
التي تطير في السماء تعبير في غاية الروعة للتفائل ولحب الحرية والحياة ,الموسيقي
التصويرية للفيلم جاءت مكملة لابداع المخرج فتكامل العرض الجميل .
بسام الذوادي فريد رمضان محمد الحداد مريم زيمان مبارك خميس جمعان رويعي وفاطمة عبد
الرحيم وطاقم العمل تفهموا القصة وأحبوها واقتنعوا بها فولد عمل يشرف منطقة الخليج
وليذكرنا بأبداع المخرج خالد الصديق في فيلم بس يابحر ... هذا ما نأمله من المخرجين
السينمائين الخليجين في دوران عجلة السينما لنشاهد الابداعات الجميلة التي ستسجل
لهم في ذاكرة التاريخ كويثقة حية لحياة ومأسي الشعوب ...
* كانبة وناقدة كويتية ـ من هيئة تحرير الجيران
موقع "الجيران"
في 10 أبريل 2007 |