فريد رمضان لـ «الوقت»:
الفيلـم سـؤال عن كيفية فهمنا
للهوية البحرينيـة؟
الوقت
-
حصة
الجنيد:
قال مخرج فيلم (حكاية بحرينية)
بسام الذوادي
في حديث خاص بالوقت إن الفيلم قد حاز على اعجاب الجمهور لدى مشاركته
في مهرجان دبي السينمائي الدولي وأثنوا على أهداف
الشركة المنتجة وتوجهاتها لدعم
السينما
البحرينية ودعم جميع الخطوات الجادة لتأسيس بنية تحتية سينمائية في الخليج
العربي. ومن جانبه قال السيناريست فريد رمضان أن
الفيلم كتب عام ,1997 في ظروف
سياسية مرت
بها البحرين، وتمت كتابته من منطلق أن لهذه الحركة الوطنية تاريخ قديم
جدا يعود إلى مرحلة الثلاثينات من
القرن الماضي في المطالبة بإصلاحات سياسية
واجتماعية
واقتصادية. (اليوم الثامن) يحتفي في هذا العدد بفيلم (حكاية بحرينية) عبر
حوار خاص مع المخرج الذوادي
والكاتب فريد رمضان.
·
سألت مؤلف الفيلم فريد
رمضان عن ''حكاية بحرينية''، كيف تم اختياره وعن
سبب تسميته، يقول فريد:
-
كتبت
العمل عام ,1997 في ظروف سياسية
مرت بها البحرين، وهوة لم يحمل هذا الاسم من
البداية.
كتبته من منطلق أن لهذه الحركة الوطنية تاريخا قديما جدا يعود إلى مرحلة
الثلاثينات من القرن الماضي في
المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية.
حاولت أن
أستعرض فيه الكثير من القضايا والحالات الاجتماعية لمرحلة زمنية حددتها
بين عام 67 (سنة النكسة) إلى عام .94
بداية الاضطرابات السياسية. أسميت العمل
بداية ''أحلام
صغيرة''، فلما بدأ المخرج بسام الذوادي الشروع في إخراج هذا العمل
كتبت الكثير من الصحافة المحلية والعربية عن هذه
التجربة وبدأ يخرج تحت عنوان
''أحلام
صغيرة''.
انتشر العنوان ولم ينفذ الفيلم، وتزامن ذلك مع ظهور أعمال
عربية تحمل مثل الاسم. هناك عمل مصري وهناك عمل
سوري صدرا في الفترة من 97 إلى
.2006
وحين بدأنا في مراجعة السيناريو والتعديل فيه، جاء مقترح بتبديل الاسم. بدأنا
نبحث عن اسم آخر فوجدت ''حكاية
بحرينية'' اختصاراً للحكايات الكثيرة التي يضمها
الفلم والتي
تصب كلها في صميم الهوية البحرينية.
·
هل كان الفيلم عبارة عن
ذكريات شخصية؟.
-
المتابع لتجربتي المتواضعة على المستوى الروائي والقصصي أو حتى
النثري يستطيع ملامسة الكثير من أشكال الذاتية.
وذلك راجع إلى أن الكاتب في النهاية
جزء من
المجتمع الذي ينتمي إليه. ففي تجاربي يوجد الكاتب (الأنا) بل إن بعض الأحداث
ربما يجد المتابع فيها نوعاً من
التجربة الشخصية. ''فاطمة'' في الفيلم أحرقت نفسها (صفية
) في البرزخ حرقت نفسها )ابنة سلمان المقاب( حرقت نفسها في رواية التنور،
تترك علامة مثيرة للمتابع المطلع
على تجربتي. تكرارها لقوتها على الشخصية من الواقع
فرضت نفسها، وقس على ذلك الكثير من التفاصيل إذ هي
تبقى نقطة واحدة.
الكاتب في
النهاية لا
يكتب من الخيال، إنما يلتقط ثيمات وحكايات، ربما سمعها، ربما عاناها،
أوربما عاصرها في منطقته.
المجنون شخصيته منقولة من شخص في الواقع وكان يقول
الكلام نفسه الذي يردده في الفيلم: ''الله، الوطن،
طيران الخليج''. أيضاً، منيرة
التي هربت مع
حبيبها شخصية منقولة من الواقع، وهي حكاية متكررة مثل الكثير من
الحكايات.
·
هل جسَّد الفيلم ما كنت تريد أن تقوله
روائياً؟.
-
أعتقد أن
لكل كاتب
مشروع، وهو يستمر معه، ولا ينتهي إلا بوفاته. وبالتالي فإن ما تتضمنه
كتاباته من سرد روائي أو مسرحي أو سينمائي هو ضمن
المسار المستمر والذي سوف يستمر
حتى نهاية
حياتي كمشروع كاتب.
·
لكن أين كنت أنت في الحكاية؟ أين
طفولتك؟.
-
الكثير سألني هذا السؤال ولكنني كنت أتهرب من الإجابة لأن السؤال
صحيح. الطفل خليفة في الفيلم يتقاطع كثيرا مع
طفولتي، كشاهد على الأحداث، كطفل عاجز
عن التغير،
كطفل حالم.
·
كم من الوقت استغرقت منك كتابة
الرواية؟.
-
كتبت
العمل كسيناريو، وعند كتابة
السيناريو هناك الكثير من الخطوات التي ينبغي القيام
بها، منها رسم
الشخصيات ومسارها الدرامي ثم الشروع في كتابة السيناريو.
كتبت
العمل في أحد أشهر ,1997 وخضع
للتغيير والتعديل والحذف والإضافة في هذه السنوات. إن
صعوبة إخراج بعض المشاهد ومصاحبة التطور الفكري
الذي طرأ لصالح التجربة والإصلاح
السياسي في
البحرين كان له دور كبير في إخراج العمل إلى النور.
·
هل تدخلت
أثناء التصوير في عمل الممثلين ووجهتهم؟.
-
لم أتدخل بشكل مباشر، بل ساهمت في
توضيح طبيعة
الشخصيات التي يؤدونها وأبعاد هذه الشخصيات وطبيعتها وسلوكياتها، مما
انعكس على أداء الممثلين بشكل موفق.
·
من اختار الممثلين؟.
-
تم
الاختيار بيني وبين المخرج بسام
الذوادي. كان المخرج يرشح الممثلين ويناقش معي هذا
الاختيار، وكنا نبدي الملاحظات.
ومع تأخر إنتاج الفيلم خضع الكثير من الممثلين
إلى التغيير.
·
كيف كان شعورك عندما شاهدت نهاية
العمل؟.
-
كان كل القلق
يتركز على كيف
ستكون ردة فعل الجماهير.
·
ماذا تضيف بهذا الشأن؟.
-
لقد
ضم الفيلم هويات وشخصيات مختلفة،
مثل شخصية يحيى اليهودي وغيره، وذلك كله راجع إلى
الاهتمام بفهم
طبيعة الهوية البحرينية. فهم التنوع الطائفي والاثني في المجتمع
البحريني الصغير. وقد جسدت هذا البحث
في رواية ''التنور'' و''البرزخ''
و''السوافح''.
وفي سيـــــاق السيناريو استمر هذا الهم أيضاً. لكن، لماذا نريد
أن نفهم الهوية البحرينيـــــة؟. نفهمها لكي نصل
إلى مفهوم المواطنة البحرينيـــة
التي تحقق
المســــاواة في الواجبات والحقــــــوق مع تقبل الآخر، كائنــــاً ما
كانت هويته أو مذهبـــــــه أو طائفتــــه.
·
ما الذي لمسته بعد العرض
الخاص؟.
-
منذ كتابة السيناريو كان هناك قلق، سواء بالنسبة لي أو للمخرج. ففي
فيلم من هذا النوع، كانت تستولي
علينا كيفية تعاطي المشاهد معه. كنا نسعى من خلال
هذه التجربة مراعاة أن يكون الفيلم ملائما للمجتمع
البحريني.
كنا نريد إيصال
فكرة عن
المجتمع البحريني بكل شرائحه الاجتماعية. لذلك استمر هذا القلق حتى مجيء
العرض الخاص الذي لمسنا فيه قبول
الحضور لهذا الفيلم، لكن القلق استمر معنا حتى
العرض
الجماهيري.
كانت مفاجأة بالنسبة لنا الاستحسان الكبير الذي لقيه الفيلم
مما زاد الشك عندنا! هل هذا الاستحسان نابع من
قناعة أو مجاملة؟!
والذي تـــأكد
لنا مع العرض
الجماهيري وبدء مشاهـــدة رواد السينما العاــــــمة له. ولكن أن
تتخيلي كـــيف أن أناساً لا يذهبــــون إلى السينما
أصلاً، ولكنهـــم ذهبوا
لمشاهـــــدة
''حكاية بحرينية''. لقد نجحنا إذن.
الوقت
البحرينية
في 11 يناير 2007 |