عالم يتغير
الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي
فوزية رشيد
إذا كان لفيف من رجال الأعمال البحرينيين قد أخذوا على عواتقهم تحقيق الحلم
بتأسيس الشركة البحرينية للإنتاج
السينمائي، واضعين نصب أعينهم هدفا للارتقاء
بصناعة السينما في البحرين، الى المستويات
العالمية، مع الاصرار على ان تتبوأ
البحرين
مكانتها على خريطة صناعة السينما العالمية، كما جاء في كلمة «أكرم مكناس«
في افتتاح فيلم «حكاية بحرينية«، فان أهداف هذه الشركة البحرينية الجديدة، رغم تأخر
تأسيسها كثيرا، ولكن لا بأس، فهذا
أفضل من ألا تتأسس أبدا، أقول ان أهداف هذه
الشركة كما
جاءت في الكلمة، هي أهداف مهمة إن تم تحقيقها.
فالبحرين لا تفتقد الكفاءات الوطنية من ممثلين، ومبدعين وفنيين، وهناك كمّ لا
بأس به من الروايات والقصص
البحرينية، التي تستحق الاحتضان وتحويلها الى أفلام
سينمائية،
وهناك أعمال بحاجة الى التمويل لتحقيقها على أرض الفن السينمائي، واذا
كان الهدف الاول للشركة الجديدة يدور في هذا
الاطار، فمن المفترض غربلة الساحة
الابداعية منذ
الآن لاختيار النصوص الروائية والقصصية الملائمة للتحويل السينمائي.
وإذا كان الهدف الثاني أيضا هو تناول القضايا الاجتماعية المختلفة، من خلال
المعالجة الفنية الهادفة الى
الارتقاء بالمجتمع، فهناك كتاب بحرينيون عديدون،
قادرون على
مثل هذا التناول بشرط التشجيع والاحتضان والتمويل وحرية التناول أو
التعبير، فما أحوج بلدنا اليوم إلى مثل هذا المنطلق
بالتأثير الايجابي في الوعي
الشعبي عبر
الفيلم السينمائي أو الفيلم التليفزيوني الهادف، وهو ما يجعل من مهمة
الشركة مهمة متنوعة ومؤثرة
ومستمرة. أما الهدف الثالث الذي تم وضعه على المدى
البعيد متمثلا
بوضع البحرين في مستوى السينما العالمية المعاصرة، فانه طموح بعيد
المدى فعلا، نتيجة للمستوى المتقدم اليوم للسينما
العالمية المعاصرة، وحيث بعض
الافلام أو
أغلبها، التي تشارك في المهرجانات تتطلب تكلفة مادية عالية جدا، أو
تتطلب رؤية سينمائية متقدمة عبر المواضيع والمضامين
المثارة ونموذج لها سينما
العالم
الثالث، وخير مثال فيها السينما الايرانية، التي طغت بالافكار وأسلوب
التناول والرؤية الاخراجية، على نواقص التقنيات
السينمائية العالية والمكلفة، وهذا
يتطلب من
الشركة البحرينية احتضان بعض المخرجين، أو ممن لديهم الموهبة لدراسة
الإخراج السينمائي والفن السينمائي، لتخلق منهم
كوادر إخراجية وسينمائية بحرينية،
سواء عبر
الدراسة الاكاديمية العلمية أو عبر التدريب، مما يعني انتظار عدة سنوات،
لخلق جيل بحريني من المخرجين
والسينمائيين البحرينيين، حينها بامكان الشركة ان تطمح
الى هدف وضع البحرين في مستوى السينما العالمية
المعاصرة، التي تحتاج الى نضج
سينمائي متعدد
المواهب والاتجاهات، وايجاد فرص التنافس، للدفع نحو مزيد من العطاء
والابداع، وخاصة ان وجود مخرج بحريني واحد هو حتى
الآن وكما أعرف (بسام الذوادي) لن
يستطيع مهما
كانت امكانياته وموهبته، ان يفي بخلق (اتجاه سينمائي بحريني) متكامل
ومتنوع ومؤثر في ساحة السينما
العالمية المعاصرة كما هو طموح الشركة، الا اذا تعددت
العطاءات الموازية لعطائه، وهذا ما يحدث في كل
بلدان العالم التي تبلغ حصيلة عدد
مخرجيها
العشرات ليبرز بينها بعض الوجوه الاخراجية المميزة. وهنا اقترح على الشركة
فتح باب الاحتضان للمواهب لتختار من بينها الوجوه
التي تتبناها للدراسة السينمائية
تمثيلا
وإخراجا وإعدادا وكتابة سيناريو وغير ذلك من الشئون السينمائية، ليكون لديها
كادر سينمائي بحريني، مادامت شركتها شركة بحرينية
للإنتاج السينمائي، ومادامت هي
الاولى التي
تؤسس في هذا المجال، ومن هنا ينبع طموح ان يكون التأسيس الاول تأسيسا
شموليا قدر المستطاع، وليس مجرد انتاج فيلم بحريني
واحد كل عدة سنوات مثلا. ولنا
وقفة قادمة مع
فيلم «حكاية بحرينية«، وهو الفيلم الاول لهذه الشركة، وهو من إخراج «بسام الذوادي«.
أخبار الخليج البحرينية
في 20 نوفمبر 2006 |