القاهرة: نادراً ما يُصفّق الجمهور لنجمين من نجوم الفنّ في وقت واحد, لكن هذا هو ما حدث مساء الأحد عنّدما صفق أكثّر من 1000 شخص تجمّعوا فى قاعة "بلازا" بفندق "فورسيزونز" في القاهرة, لحضور المؤتمر الصحفيّ الأضخم في تاريخ السينما المصريّة لتدشين فيلم "حلــيم" الذي يقوم ببطولته الفنّان الكبير أحمد ذكي . فوسط أجواء إحتفاليّة مبهرة وفرقة موسيقيّة نحاسيّة كتلك التي ظهرت في فيلم "شارع الحبّ" دخل زكي للمسرح بدعوة من الإعلاميّ المعروف عماد الدين أديب وعلى أنغام "ضحك ولعب وجدّ وحبّ"، و " أسمر يا أسمراني" صفّق الجمهور للعندليب الراحل، ولأحمد زكي المقاتل الذي هزم السرطان وعاد من جديد واقفاً على قدميه ليقدّم للجمهور العربيّ فيلم "حليم" الذي بدأ يخطّط له منذ 8 سنوات . تحدّث زكي بنبرة صوت تجمع بين الإجهاد والسعادة، و حتّى تتوقف موجات الترحيب المتلاحقة من النجوم والصحفيين والحضور بدأ حديثه مقلداً عبد الحليم حافظ ومكرراً لعبارة شهيرة للمطرب الأسطورة " الغنوة دي محتاجة سمع" – أي تحتاج لتركيز- فسكت الحضور ليكمل " كل لحظة وانتم طيّبين، ونحن ننتج وننجز, نعم أقول كلّ لحظة مش كلّ سنة, لأنّ اللحظة التي تمرّ على الإنسان وهو بخير فعلاً لا تُعوّض, واللحظات الصعبة التي مررت بها العام الماضي جعلتني أحبّ الحياة وأعرف قدرها, لقد خضت معركة شرسة مع مرض لعين, ولكنّي لم أكن بمفردي, كنتم معي, في كلّ لحظة, دعواتكم الطيبة وأمنياتكم لي بالشفاء, جعلتني أقاوم بكم ولكم"، ثمّ أكمل حديثه بعد موجة تصفيق أخرى " أيضاً كان دعم الرئيس مبارك لي بمثابة دافع قويّ نحو المقاومة, ليس لأنّه أمر بعلاجي على نفقة الدولة, ولكن عندما تنهار كلّ العقبات أمام سفري, وأنا في هذه المرحلة المتأخّرة من المرض, فإنّ كلّ هذا دفعني للإستمرار, كنت زمان أ،رفض النصيحة ولكنّي الآن أقول لكم, تعالوا نحيط ببعضنا البعض, نحبّ بعض, ننجز وننجح فى كلّ لحظة "، وعندما لاحظ عماد أديب أنّ زكي على وشك إنهاء كلمته تدخّل في الوقت المناسب وسأله عن بداية تفاصيل مشروع حليم. قال زكي " إنّ الفنّ مثلما يُقدّم شخصيات سلبيّة حتّى لا يقلّدها الناس, يجب أن يقدّم أيضاً شخصيّات عظيمة وتاريخيّة لتكون قدوة لهم, مثل عبد الحليم حافظ هذا الفتى الفقير الذي عاش فترة من حياته في ملجأ للأيتام، ثمّ قاوم ومرّ وقت سجل بحنجرته الذهبيّة تاريخ مصر على مدى ربع قرن من الزمان "، وهنا أكّد أديب أنّ الفيلم لا يُقدّم سيرة ذاتيّة لحليم وإنّما رؤية فنّية لمشواره كتبها المؤلّف الكبير محفوظ عبدالرحمن الذي أشار بدوره أنّ مشروع حليم كان حلماً واجهته العراقيل فأصبح كابوساً، وها هو عاد حلماً يقترب من الحقيقة, بينما قال الموسيقار عمّار الشريعي أنّه سيعيد تقديم ألحان أغاني حليم لكن دون المساس بثوابت هذه الأغاني التي هي قلب حليم المطلوب الحفاظ عليه, وتتوالى مفاجآت شركة "جود نيوز" المنتجة للفيلم عندما يعلن أديب عن وجود الفنّانة ماجدة الرومي التي ستقدّم أغنية تذاع كفيديو كليب مع بدء عرض الفيلم فى صيف ،2005 و صعدت على المسرح لتحيي أحمد زكي، وتقول: " عودة أحمد زكي إلى السينما تعني الكثير لي ولمحبّيه, وقد جئت من بيروت خصّيصاً لأقول له, أنت فعلاً القدوة والمثال ". وقبل صعود زكي إستقبل المسرح الممثّلان السوريّان جمال سليمان، و سلاف فواخرجي، والوجه الجديد يوسف الشريف الذي قال عنه شريف عرفة مخرج "حليم" أنّه سيكون إحدى مفاجآت الفيلم .و أعلن عرفة أنّه سيكتب على التترات للمرّة الأولى "النصّ الإخراجيّ لشريف عرفة"، وهي عبارة سيفهم الجمهور معناها عندما يشاهد الفيلم الذي ستظهر فيه تقنيّات إخراجية جديدة على السينما العربيّة . وطبقاً للبيان الصحفيّ الصادر عن الشركة المنتجة فإنّ تصوير فيلم حليم سيبدأ فعلياً يوم الاثنين (البارحة) في إستديوهات جلال والجابري, وأنّ العمل سيتضمّن أيضاً تنفيذ مسلسل تليفزيونيّ عن عبد الحليم حافظ، و فيلم تسجيليّ عن حياته وتصل الكلفة الإجماليّة إلى 18 مليون جنيه مصريّ (3 مليون دولار أمريكيّ تقريباُ), وسيحوي الفيلم ظهوراُ دراميّاً لأهمّ شخصيّات الفنّ المصريّ مثل محمّد عبدالوهاب، وصلاح جاهين، ومحمّد الموجين وكمال الطويل، وعبدالرحمن الأبنودي, وسعاد حسني . عيون إيلاف • ألحّ عماد الدين أديب على أحمد زكي كي يقلّد عبد الحليم, ولكنّ زكي حاول الاعتذار في البداية إلاّ أنّه رضخ، وقام بتشخيص حليم ببراعة . • منى زكي بطلة الفيلم اعتذرت لأسباب خاصّة بينما تواجد زوجها أحمد حلمي . • عمرو دياب حضر قبل إنتهاء الحفل بربع ساعة وكان أوّل المغادرين وحضر من نجوم الطرب أيضاً ايهاب توفيق، ومصطفى قمر، ولطيفة، ومحمّد ثروت, بينما وصل تامر حسني بعد إنتهاء الحفل . • حنان ترك أطلقت "زغرودة طويلة " تحيّة لأحمد زكي أثناء حديثه بينما حيّاه فاروق الفيشاوي بصوت مسموع، وقال "أنت زيّ الفلّ يا أحمد ". • محمود عبدالعزيز حضر بصحبة زوجته المذيعة بوسي شلبي، وإبنه الأكبر محمّد، وحرص على تحيّة الفنّانة الكبيرة مديحة يسري. • الشركة المنتجة فرضت نطاقاً من السريّة على اسم الشخصيّة التي يؤدّيها كلّ ممثل . • ماجدة الرومي ظهرت بفستان أبيض أنيق للغاية, و أعلنت أنّها ستقوم ببطولة فيلم أمام أحمد زكي بعد انتهاء تصوير "حليم" . • عدد كبير من النجوم الشباب حرصوا على الحضور من بينهم هاني رمزي، وأشرف عبد الباقي، وكريم عبد العزيز, ومن جيل الكبار تواجدت لبلبة، وميرفت أمين، وإلهام شاهين، ونبيل الحلفاوي . • الراقصة دينا جذبت الأنظار كالعادة بفستانها الساخن, وكانت في صحبة الممثّل الشاب تامر هجرس . • هيثم أحمد زكي أكّد للصحفيين أنّه لن يمثّل فى الوقت الحالي فهو يرافق والده دائماً، ولم يجد العمل الفنيّ المناسب . مفكّرة إيلاف • الفيلم هو الأوّل لأحمد ذكي بعد توقّف طويل منذ آخر أفلامه "معالي الوزير"2002 . • الفيلم هو العمل الفنيّ الرابع الذي يُقدّم فيه ذكي شخصيّة تاريخيّة, (قدّم الدكتور طه حسين في مسلسل " الأيّام "، وجمال عبد الناصر في "ناصر 56 "، وأنور السادات في "أيّام السادات" . • حليم هو ثالث لقاء بين زكي ومنى زكي بعد " إضحك الصورة تطلع حلوة "و " أيّام السادات" . • الفيلم هو ثالث لقاء بين زكي والمخرج شريف عرفة بعد "الدرجة التالتة "و" أضحك الصورة تطلع حلوة " • مؤلف الفيلم محفوظ عبدالرحمن قدّم من قبل شخصيتي جمال عبد الناصر وأمّ كلثوم. • الفيلم هو الثاني للشركة المنتجة بعد "عمارة يعقوبيان "الذي بدأ تصويره قبل شهر من بطولة عادل إمام ونخبة من كبار النجوم. • الشركة المنتجة أعلنت عن توقيع عقد مع احمد ذكي يقضي بإنتاج 7 أفلام من بطولة النجم الأسمر . موقع "إيلاف" بتاريخ 18 يناير 2005 |
محمد عبدالرحمن |
حين يعود النجم الأسمر إلى الأضواء القاهرة - محمود شحاتة لم تكن صدفة ان يجتمع حوالي ألف مدعو يتقدمهم حشد من النجوم لمشاركة أحمد زكي فرحته في العودة إلى الأضواء... فذلك النجم يعد علامة بارزة في سجل السينما العربية. على انغام موسيقى اغنية «يا اسمر يا سمراني» صعد أحمد زكي وسط تصفيق جماهيري شديد إلى خشبة المسرح، وكادت دموعه تذرف ولكنه منعها. حاول جاهداً السيطرة على نفسه من فيض الحب، فهناك من هتف: «الله أكبر». اطلقت حنان الزغاريد تعبيراً عن فرحتها بعودة النجم. صفق شاهين وعمرو دياب وهتف فاروق الفيشاوي وبكى محمود عبدالعزيز... شكر أحمد زكي جمهوره وأصدقاءه وزملاءه على مشاعر الحب ووقوفهم إلى جانبه في مرضه، وخص الرئيس حسني مبارك بتحية مميزة، بعد أن «أمر بعلاجي ورفعني معنوياً». وقال: «واجهت خلال مرضي مواقف صعبة. ولكن بدعوات الجمهور في مصر والعالم العربي والجاليات العربية في العالم تحسنت. كنت أشعر بكم، فأنتم كنتم حلفائي في مواجهة المرض». وفي رده على سؤال حول فيلم «حليم»، قال أحمد زكي: «يتناول الفيلم شخصية عبدالحليم حافظ وكيف أصبحت تلك الحنجرة رمزاً للشارع العربي والمصري، بانتصاراته وكفاحه». وفاجأت ماجدة الرومي الجميع بحضورها خصيصاً لمشاركة أحمد زكي فرحته. وقالت: «جئت اليوم خصيصاً لأقول لأحمد زكي بأنه المثل والقدوة لكل فنان». ووصف عدد كبير من المعنيين بصناعة السينما الحفلة بأنها «أسطورية شكلاً ومضموناً، تناسب مكانة أحمد زكي في قلوب مئات النجوم الذين حرصوا على الاحتفال بعودته». الحياة اللبنانية 18 يناير 2005
|