طلب الفنان أحمد زكي من المخرج شريف عرفة أن يشير داخل أحداث فيلم العندليب الذي يستعد لتصويره إلي صديقه الفنان الراحل ممدوح وافي ولو عن طريق وضع صورة له داخل شقته ضمن أحداث الفيلم.. لأنه يتذكره ليل نهار ولا يستطيع نسيانه.. ويبحث عن أي وسيلة يكرم بها صديقه الراحل بطريقته الخاصة بعيداً عن وسائل الإعلام والنقابات وأي شكل تقليدي يكرم به نجوم الفن. وتدور أيضاً مناقشات بين أحمد زكي والمخرج شريف عرفة في إمكانية كتابة إهداء الفيلم إلي روح صديقه الذي شهد فيه بالوفاء فعلاً طوال مشوارهما علي طريق الصداقة والزمالة والنجومية. والملفت للنظر أن أحمد زكي المعروف عنه القوة والإصرار والتحدي.. إلا أنه شعر بالضعف الشديد أمام رحيل صديق عمره.. ولذلك في كل جلسة يعقدها أحمد مع المخرج وتأتي سيرة أو اسم وافي حتي تدمع عينا النجم الأسمر ويتوقف لحظات عن مواصلة الحوار إلي أن يتمالك اعصابه وينظر نظرة حادة مثل التي يفعلها في ادواره عندما يرغب في السيطرة علي نفسه.. ويعاود حواره مرة أخري.. وهذا يدل علي مكانة ممدوح وافي الكبيرة في قلب صديق عمره أحمد زكي الذي شعر بفراغ كبير بعد رحيله. في نفس الوقت يمر احمد زكي بحالة تردد في تنفيذ فيلم العندليب لأن السيناريو طلب إجراء عدة تعديلات عليه.. وأثناء ذلك تلقي عرضاً مغرياً من مدينة الإنتاج في دبي بتقديم أي عمل سينمائي يعجبه بأجر لا يقل عن ثمانية ملايين جنيه مصري أو ما يعادله بالعملة الصعبة.. وهذ الرقم لم يحدث في تاريخ السينما المصرية والعربية. لأنه يعد تكاليف فيلم سينمائي كامل من نوعية الأفلام التي يطلق عليها في الوسط الفني Big Production الإنتاج الضخم.. ومعني أن يحصل احمد زكي بمفرده علي ثمانية ملايين جنيه فسوف تراوح ميزانية الفيلم ما بين 15ـ 20 مليون جنيه.. وهي ايضاً ميزانية تعد الأولي في تاريخ السينما المصرية والعربية.. ولم يسبقها أي عمل سينمائي تكلف هذا المبلغ الكبير.. وهو ما أدي إلي حدوث إغراء لنجمنا الأسمر. لذا علق بعض المحيطين بأحمد زكي والذين يجهزون معه لفيلم العندليب أنهم يخشون من تأجيل العمل لأنه في هذه الحالة سوف يتجه علي الفور إلي دبي للتعاقد.. خاصة انهم عرضوا عليه هناك استعداد فريق طبي كامل للإشراف عليه في أي مكان يختاره للتصوير.. وأيضا متابعة علاجه مع الطبيب الفرنسي شيفاليه الذي يشرف علي مرحلة علاجه من بداية أزمته الصحية. وبالنسبة لأصدقاء أحمد زكي من المقربين إليه في الوسط الفني مثل: يسرا ورغدة وأيضا ابنه هيثم اقترحوا عليه أن يتفق علي فيلم دبي وأن الجميع يلهث للتعاقد هناك علي اي عمل نظرا لأجورهم الكبيرة التي يتفقون عليها مع الجميع.. وهذا سبب سفر معظم النجوم في مصر إلي هناك في افتتاح أول مهرجان سينمائي رغم انعقاده في نفس توقيت مهرجان القاهرة السينمائي. ولا يفرط أحمد زكي في الفيلم المصري بحيث يتفق علي تصويره حسب حالته الصحية وتعليمات الأطباء له. أحمد زكي لم يرد علي الموضوع ليضع رأيه في الاختيار حتي يأتي إليه العرض كاملاً ومن خلال المسؤول الأول عن مدينة الإنتاج بدبي وليس أحد مساعديه أو نوابه حتي يتأكد أولاً من الأرقام المقترحة في الأجر وميزانية الإنتاج.. وأيضا ليعرف أي شروط يطلبونها من أجل هذا التعاقد وهل هناك وقت محدد لتنفيذ الفيلم أم أن الأمر متروك له ليحدده. وبذلك يدرس التنسيق بين العملين. وهناك اقتراح لكن لم يعلق عليه زكي وهو تحويل إنتاج فيلم العندليب لأنه في مرحلته النهائية قبل تصويره .. إلي دبي بدلاً من مدينة الإنتاج الإعلي المصرية لأن المبلغ الذي سينفق عليه لن يقترب من ميزانية دبي الخيالية وكذلك أجره الذي لا يصدقه حتي الآن أحمد زكي.. ويشعر أن الموضوع وراءه تهيئة نفسية له ليكون في حالة معنوية مرتفعة. ومن ناحية اخري وقبل ساعات من بدء تصوير أول مشاهد فيلم رسائل بحر انسحب النجم أحمد زكي بدون إبداء الأسباب تاركاً المخرج داوود عبد السيد والشركة المنتجة للعمل في حيرة بالغة. ولم تمر ساعات اخري حتي فجر أحمد زكي مفاجأة اخري حتي قرر العودة من جديد لفيلم العندليب حيث اتصل بالمخرج شريف عرفة وطلب الاجتماع به وبالفعل التقيا في أحد الفنادق واتفقا علي مختلف تفاصيل المشاهد، ومن المقرر أن يتوجه فريق العمل لقرية الحلوات مسقط رأس العندليب لتصوير مجموعة من المشاهد هناك. علمت القدس العربي أن تراجع أحمد عن تصوير فيلم داوود جاء بعد مشاورات مع عدد من الأصدقاء أكدوا له أن الجمهور بات ينتظر ظهور مشروع العندليب الذي أعلن عنه علي مدار فترة طويلة تجاوزت ثلاثة أعوام. بينما تركت الشركة المنتجة جود نيوز الفرصة كي يختار الموعد المناسب لتصوير أي من الفيلمين. وقد علمت القدس العربي أن المخرج داود عبد السيد متمسك بتصوير الفيلم قبل نهاية العام الحالي علي أن يستأنف باقي المشهد علي مدار الأسابيع الستة من العام المقبل. وقد رفض عبد السيد أن يؤجل الفيلم لشهر آذار (مارس) المقبل مؤكداً لعدد من مسؤولي الشركة أنه سوف يقوم بإلغاء التعاقد المبرم مع جهة الإنتاج من اجل العمل وفق ظروف اكثر حرية وقد ثارت تكهنات بوجود مفاوضات سرية بين داوود والفنان محمود عبد العزيز من أجل إسناد بطولة الفيلم له، ومن بين المشاكل التي أدت لتأجيل التصوير وفق ما ذكر أحد العاملين بشركة الإنتاج رغب أحمد في تغيير عدد من المشاهد رغماً عن إرادة داوود والذي قام بكتابة أحداث الفيلم. علي صعيد آخر كان لقرار شريف عرفة الذي أصدره عقب تراجع أحمد عن تصوير العندليب قبل شهر والمتمثل في الاعتذار عن العمل إلي قيام المنتج بعقد جلسة وعد خلالها شريف بدفع كامل أجره المتفق عليه والذي يصل لستمئة الف جنيه في حالة إذا ما لم يتم البدء في تصوير مشاهد العندليب قبل نهاية العام الحالي. يذكر أن باقي الفريق المشارك في بطولة الفيلم لم يتم اختيارهم بعد باستثناء مني زكي. ومن ابرز المرشحين احمد ماهر ومحمود قابيل وسميرة عبد العزيز بالإضافة لمجموعة من الوجوه الجديدة. علي صعيد آخر من المتوقع أن يصل إلي القاهرة خلال ايام الجراح الفرنسي الشهير شيفاليه الذي يتابع حالة أحمد وتعد تلك هي الزيارة الأولي التي يقوم فيها لمصر بدعوة من د. ياسر عبد القادر والذي يشرف علي برنامج علاج النجم الأسمر بالقاهرة. وسيمكث الطبيب الفرنسي عدة أيام بالقاهرة حيث سيقوم بفحص الفنان والاطلاع علي مختلف تطورات برنامج العلاج. ومن اخبار الفنان الجديدة أنه قام بشراء مجموعة اقمشة ملابس ليستخدمها في تصوير فيلم العندليب. ويقوم متخصص في الأزياء بحياكة تلك الملابس التي تنتمي لموضة الستينيات والسبعينيات التي كانت تستخدم في ذلك الوقت. القدس العربي بتاريخ 18 ديسمبر 2004 |
القاهرة ـ محمد عاطف وحسام أبو طالب |
أحمـــــــد زكي وســــــــيمفونية إبـــداع كتب: عاطـف اباظـة "احمد زكي وسيمفونية إبداع" كتاب جديد صدر عن قصر السينما.. ويعد كأول دراسة متكاملة عن جماليات التمثيل السينمائي لفنان مصري ويحتوي الكتاب علي تسع مقالات. في البداية تحدث الكاتب عن احمد زكي عن بداياته وصعوده مسجلا اسمه جنبا الي جنب مع كبار الممثلين والممثلات الذين ارتبط حضورهم الفني علي الشاشة بمتعة المشاهدة وكتب محمد الشافعي عن العصامي أحمد زكي فقال عندما جاء هذا الوليد اليتيم الي الدنيا لم يجد له سندا. وكتب محمود عبدالوهاب في الفصل الثالث عن أحمد زكي ممثلا عبقريا فقال يتوهم الشباب من عشاق السينما وطالبي الشهرة والباحثين عن أيسر الطرق للفن دون عناء أن التمثيل حرفة من السهل اتقانها وحقيقة الأمر أنها أبعد ماتكون عن هذا الوهم لان كل ماتخيلوه عن حرفة التمثيل هو قشورها ولكن الحقيقة أن الممثل الناضج يعرف بيقين ان التمثيل قد يتجلي في الصمت والهمس والغضب المكتوم.. وفي الباب الرابع كتب طارق الشناوي سيمفونية ابداع اسمها أحمد زكي فقال يتنازع أحمد زكي الابداع الفني الخالص والذي يصل الي اقصي حدود الابتعاد عن كل ماهو سائد عند الجمهور. وفي المقال الخامس تحدث المخرج فوقي فخري قائلا إن أحمد زكي فنان فوق العادة.. وكتب عبدالغني داود قائلا أحمد زكي الفتي المدهش في عيون النقاد فلايزال أحمد زكي هو الفتي الذهبي في السينما المصرية برغم انه تخطي الخامسة والخمسين من عمرها.. وكتب خيري شلبي المقال السابع بعنوان النحات النحت في التمثيل أو التمثيل المنحوت أو التشخيصي بالأزميل كل هذه يمكن ان تكون عناوين للمدرسة التي ابتدعها أحمد زكي في التمثيل إنه يتميز بين الممثلين بأنه مشخص وفي المقال الثامن كتب أيمن الحكيم.. سلامات يا آل باتشينو العرب قائلا إن الموهبة كالجريمة لا يمكن اخفاؤه ولكن في حالة أحمد زكي فإن الموهبة الطاغية تصبح كسلسلة من الجرائم لا تستطيع أن تخفي معالمها. واخر مقال في الكتاب كتبه وليد سيف بعنوان طائر يحلق في آفاق بلا حدود. الأهرام اليومي 15 ديسمبر 2004
|