نقاد السينما الذين يعتبرون الجمهور الفعلي لمهرجان القاهرة
السينمائي الدولي، بعد غياب الجماهير عنه منذ أن ترك رئاسته "سعد
الدين
وهبة" رصدوا لنا الكثير من العيوب التي لاتزال تلاحق المهرجان طوال دوراته
وحتي
دورته الجديدة الـ 33 والتي ستنطلق مساء اليوم -
الثلاثاء -
والتي لم تنجح
إدارته في تلاشيها.
يوسف شريف رزق الله
يوسف شريف رزق الله -
المدير الفني للمهرجان قال:
أنا جزء من التطوير في الدورة الجديدة خاصة أنني
استطعت أن أساهم في احضار المخرج العالمي ماركو بوليكير لتكريمه ونعرض له
فيلمين
هذا بالإضافة لاستضافة دولة الجزائر ولكن هناك مشاكل مازالت
تواجه المهرجان من
بينها وجود مجموعة من الأفلام الجيدة التي لم نستطيع أن نعرضها لأننا
اكتشفنا أن
هناك تقليداً جديداً للمهرجانات خاصة العربية وهو أن تساهم في تمويل
الأفلام
وتشترط عدم عرضها سوي في مهرجاناتها وتحرمنا منها وعلي سبيل
المثال الفيلم العراقي
"ابن بابل".
الذي كنا نتمني عرضه في المهرجان ولكن فوجئنا أن أبو ظبي مشاركة في
تمويل الفيلم ولذلك رفضت عرضه سوي في مهرجان أبوظبي.
وأضاف رزق الله ومن المشاكل
التي تواجه المهرجان أيضاً وجود بعض الشركات التي تطلب مقابلاً
مادياً لعرض
أفلامها في المهرجان وسياسة المهرجان عدم دفع أي "فلوس"
مقابل عرض الأفلام
لأسباب كثيرة منها الميزانية حتي بعد وجود ثلاثة رعاة للمهرجان لأنهم
يتكفلون
بتكاليف الطيران والإقامة للضيوف.
محمود
قاسم
الناقد محمود قاسم قال المهرجانات
التي أقيمت مؤخرًا
"هزت" مكانة المهرجان خاصة أن هذه المهرجانات تملك الثراء
المادي الذي يجعلها لا تعجز عن شراء أي شيء ومنها مهرجان أبو
ظبي ودبي..
وأري
أن السبب الأساسي في تراجع مكانة مهرجان القاهرة السينمائي هو تولي رئاسته
لأشخاص
ليسوا متخصصين في مجال السينما ابتداء من شريف الشوباشي ولا
يختلف عنه كثيرًا
الفنان عزت أبو عوف الذي تفوقت عليه سهير عبد القادر مديرة المهرجان وجعلته
رقم
اثنين بينما أصبحت هي رقم واحد.
أما الكارثة الحقيقية تتمثل في تدخل وزارة
الثقافة في إدارة المهرجان والتي في الغالب تكون إدارتها غير موفقة حيث
أصبحت
ميزانية المهرجان تذهب للفنادق وشركات الطيران دون تطوير مضمون المهرجان
وفي
النهاية تضطر إدارة المهرجان للشحاذة من رجال الأعمال لتدعيمه لذلك أقول
لهم
"أرفعوا أيديكم عن المهرجان"
من أجل سمعة مصر.
شريف عوض
الناقد "شريف عوض"
قال: المهرجان أصبح منغلقًا علي نفسه بعد أن
تخلي عن مهمته الأساسية من اجتذاب الناس ودعم ثقافتهم
السينمائية والسبب الأساسي هو
موضة الاستعانة برجال أعمال أو شركة معينة لرعاية المهرجان والإنفاق عليه،
فأصبح
رئيس المهرجان لا يهمه أن يقطع الجمهور تذكرة ليدخل لمشاهدة الأفلام لأنه
ليس
في حاجة لثمن التذكرة ما دام هناك رجل أعمال
يدفع ، لكن اليوم أصبحنا نجد
السينمات خالية لأن المهرجان اليوم للصحفيين والنقاد فقط،
لذلك لن يتقدم
وينافس المهرجانات الدولية بشكل محترم سوي بعد أن تتخلص إدارته من أفكارها
الغريبة
التي تختصر المهرجان في أن يكون مناسبة لمجموعة حفلات تتباري فيه النجمات
المصريات في ارتداء الفساتين الجديدة ولابد أن
يتذكر رئيس المهرجان أن الهدف
الأساسي منه دعم الثقافة السينمائية المصرية في الداخل والخارج وأن يتخلص
موظفو
المهرجان من "عقدة النقص" التي يعانون منها، وأضاف عوض: لابد من تغيير
رئيس المهرجان الحالي لأن الفنان عزت أبو عوف رجل مشغول بعمل أفلام
المقاولات طوال
العام كما أن لديه برنامجًا في قناة الأوربيت وليس لديه وقت للمهرجان عيب
أن نستعين
برئيس مهرجان متخصص وحتي إن لم يكن مصريا مثلما فعل مهرجان أبو ظبي واستعان
بالأمريكي "بيتر
سكارليت" "ونعطي العيش لخبازه".
ماجدة موريس
كان للناقدة ماجدة موريس رأي مختف
تماما حيث رأت أن المهرجان في كل عام كان يصاحبه سيلاً
من المشاكل وربما الأخطاء
ولكن هذه الدورة وجدت أن هناك مؤشرات إيجابية من بينها استضافة أسماء كبيرة
في
الافتتاح والختام والتكريمات بجانب حضور نجوم عالميين، هذا بالإضافة بالاحتفاء
بالسينما المصرية وإعادة تكريمها من خلال عرض فيم
"المومياء" لشادي عبدالسلام،
أيضا تنمية الجانب الثقافي للمهرجان من خلال ست ندوات مهمة تناقش موضوعات
من صميم
المجتمع العربي، لذلك رأي أن الحكم علي المهرجان حاليا صعب لأننا لم نري
منه شيء
حتي الآن وعلينا أن ننتظر بدء فاعلياته في النهاية وبعدها
نستطيع محاكمة
صناعه.
فتحي أمين
الناقد فتحي أمين قال:
إدارة المهرجان
السيئة جعلت صناع الأفلام الكبيرة يهربون منه ويفضلون
المهرجانات الدولية مثل
"برلين"
و"فينسيا"
وغيرها من المهرجانات التي استطاعت أن تكسب احترام
العالم..
واقتصر دور مهرجان القاهرة السينمائي علي
أنه مناسبة جميلة يلتقي فيها
المهتمون بالسينما والذين يقل عددهم باستمرار بسبب المناخ الطارد لهم سواء
من حيث
سوء تنظيم الندوات وسطحيتها بالاضافة لعدم استقرار مواعيد عرض الأفلام. كما
أن
أفلام المسابقة الرسمية أغلبها تكون ضعيفة وبعضها يكون دون المستوي،
وبالرغم من
كثرة عدد الأفلام إلا أنها مازالت لا تعبر عن جميع الاتجاهات والأفكار
السينمائية
في العالم وفي هذا المجال لم يتم عرض سوي عدد قليل من الأعمال
الجيدة، لذلك يجب
التدقيق في اختيار الأعضاء المتخصصين في اختيار أفلام المهرجان بالاضافة
لضرورة عمل
أقسام بأهداف مختلفة مثل باقي مهرجانات العالم ليزداد تأثيره مثل السوق
التجاري
وورش الأفلام التي تتم في مهرجانات العالم حتي يتطور المهرجان، أما بالنسبة لما
يتم عمله في مصر فهو "سد خانة".
علا الشافعي
الناقدة
علا الشافعي قالت:
مهرجان القاهرة
يواجهه العديد من المشكلات منها عدم وجود دور
فعال لدعم صناعة السينما بعكس المهرجانات العالمية مثل برلين وكان وغيرها،
حيث
تبدع هذه المهرجانات تقليدا هاما وهو عمل ورش لدعم المشروعات وهو ما بدأ
ينفذه
مهرجان أبوظبي مؤخرا فلابد أن يكون المهرجان عبارة عن تظاهرة
ثقافية وسينمائية وبعد
ذلك تخدم السياحة وليس العكس .
أهم عيوب المهرجان هو أن الشباب ليس لهم
دور فاعل بمعني أن مسابقة الديجيتال علي سبيل المثال يمكن أن
يكون فرصة لدعم دور
الشباب من خلال دعم مشروعات جديدة..
هذا بالإضافة لضرورة زيادة قيمة جوائز
المهرجان إضافة إلي عدم وجود قاعدة بيانات للمهرجان بمعني أنه أصبح لأي
واحد يدعي
أنه صحفي أن يحضر المهرجان ويغطيه علي عكس المهرجانات الدولية
التي تتطلب أسماء
متخصصة وذات قيمة في هذا المجال مما يجعل النجوم يخشون حضور الندوات في
مهرجان
القاهرة خوفا من مستوي الإعلاميين الذين يغطون المهرجان لاتهامهم بالسطحية،
وللأسف الوزير فاروق حسني وعد من قبل أن يخصص مبني للمهرجان
يضم المركز
الإعلامي.
روز
اليوسف اليومية
في
09/11/2009 |