في الماضي كان الفنانون المصريون يتنافسون لعرض أفلامهم في مسابقة
مهرجان القاهرة السينمائي، وكان أصحاب الفيلم أو الفيلمين اللذين يقع
عليهما الاختيار للمشاركة يفاخرون بذلك أمام زملائهم وجمهورهم، بصرف النظر
عما إذا كانوا سينالون جائزة أم لا، معتبرين أن مجرد المشاركة والتنافس مع
أهم الأفلام العالمية القادمة من دول مختلفة هو جائزة بحد ذاته.
اليوم تبدلت الصورة وعجزت إدارة المهرجان عن العثور على فيلم يمثل مصر
في أقدم مهرجان سينمائي في المنطقة. وبعد أن أصيب الجميع بخيبة أمل أنقذ
فيلم “عصافير النيل” للمخرج مجدي أحمد علي الموقف، والذي تم الإعلان عن
مشاركته في المسابقة الرسمية قبل أيام معدودة من انطلاق المهرجان.
وما حدث هذا العام للمهرجان الذي سينطلق غداً إفراز طبيعي للكثير من
التغيرات التي طرأت على المنطقة وألقت بظلالها على صناعة السينما وعلى
الاحتفاليات الفنية المختلفة، فشتان ما بين الأمس واليوم على مستويات عدة.
بالأمس كاد مهرجان القاهرة أن يكون الوحيد في المنطقة، وبعده بسنوات
انطلقت بضعة مهرجانات محدودة، أما اليوم فقد أصبحت معظم الدول تنظم
مهرجانات وتستضيف السينمائيين من أقاصي الدنيا، وتمنح جوائز تفوق قيمة
معظمها المادية كثيراً قيمة جوائز مهرجان القاهرة السينمائي. ولذا فليس
غريباً أن يسعى أي منتج أو ممثل أو مخرج للتنافس بفيلمه على جوائز كبيرة
بقيمتها المادية.
بالأمس، كانت السينما المصرية يتجاوز إنتاجها السنوي 120 فيلماً،
بينها ما لا يقل عن 30 فيلماً يمكن أن تنافس في المهرجانات، وتحلم بحصد
الجوائز. أما اليوم فإن ما تنتجه سنوياً لا يصل إلى ربع هذا العدد، وقليل
من أصحابها مشغولون بالجوائز والمهرجانات، وكثيرون هم الذين يضعون أعينهم
على دور العرض ومواسم الإقبال الجماهيري طامحين إلى جني أرباح بالملايين.
وبالأمس كان على رأس مهرجان القاهرة كاتب وأديب يحترمه الجميع ويقدره
السينمائيون في الخارج، ويسعى فنانو الداخل لكسب رضاه، وهو الراحل سعد
الدين وهبة الذي استعاد على يديه المهرجان الاعتراف الدولي به، والذي كان
خلال ترؤسه له احتفالية سنوية ينتظرها الجمهور وصناع السينما في آن واحد.
أما اليوم فقد تبدل الحال، وأصبح المهرجان بعد وفاة فارسه كما اليتيم،
وتولاه بعده الفنان حسين فهمي، وحاول أن يجعل منه نسخة عربية لمهرجان
“كان”، وفرض على رواد حفلاته الرسمية ارتداء “السموكنج”، ولكنه سرعان ما
اختلف مع وزير الثقافة فاروق حسني ليترك المهرجان غير نادم عليه، وبعده
تولى المسؤولية الصحافي شريف الشوباشي الذي لم تكن له أية علاقات سينمائية
ولم يؤهله لهذا المنصب سوى رضا الوزير عنه وتوليه منصب رئيس الإدارة
المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية.
وأيضاً تركه الشوباشي ليقع اختيار الوزير على الفنان عزت أبوعوف الذي
لم يلعب بطولة سينمائية في حياته، وترضيه الأدوار الثانية، كما رضي أن يعمل
مساعد مذيع في برنامج “القاهرة اليوم” الذي تبثه قناة “اليوم” إحدى قنوات
شبكة أوربت، ولا أدري كيف يكون مساعد مذيع ومساعد بطل واجهة للسينما
المصرية أمام نجوم الداخل والخارج؟
والكارثة هي غياب التنسيق بين أجهزة الإدارة المصرية، وها هو مهرجان
القاهرة السينمائي ينطلق غداً، وبعد غد سينطلق مهرجان الإعلام العربي
والمختص في صناعة الدراما والبرامج التلفزيونية، وكل الفرق بينهما أن الأول
تشرف على تنظيمه وزارة الثقافة، والثاني تشرف على تنظيمه وزارة الإعلام،
وبدلاً من أن تتكامل الوزارتان نجدهما تتنافسان، وخصوصاً أن كلاً منهما
يدعو النجوم ضيوفاً عليه، وهو ما يضعهم في حالة من الحيرة، التي عادة ما
تنتهي بأن يتبع كل منهم مصالحه. ولو كانت النتيجة على حساب أقدم مهرجان
سينمائي في أقدم دولة عربية عرفت صناعة السينما.
ألا تكفي هذه النقاط لتوضيح أسباب هروب السينمائيين المصريين من
مهرجانهم الذي كان حلم كل من يمارس صناعة السينما؟
وألم يدق ناقوس الخطر بما يكفي لإنقاذ هذا المهرجان الذي يكاد صنّاعه
أن يكونوا سبب انهياره، والغريب أنهم يحّملون المسؤولية أحياناً للمهرجانات
الوليدة وأحياناً أخرى لصناع السينما.
ليت وزير الثقافة المصري يكسب معركة إنقاذ هذا المهرجان ليعوض خسارته
معركة اليونسكو.
mhassoona15@yahoo.com
الخليج الإماراتية
في
09/11/2009
بعد اعتذار مفاجئ من نور
الشريف:
يحيى الفخراني رئيسا للجنة تحكيم المسابقة العربية
في مهرجان
القاهرة السينمائي
القاهرة - (د ب أ)
في تطور سريع أعلن مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي موافقة النجم المصري يحيى الفخراني على رئاسة لجنة
تحكيم المسابقة العربية
في دورته الجديدة بدلا من النجم نور الشريف الذي اعتذر بشكل مفاجئ لظروف
خاصة.
وقال حامد حماد مسؤول الإعلام في المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية
(د ب أ) إن
إدارة المهرجان الذي يفتتح فعالياته مساء غد الثلاثاء اتفقت بالفعل مع يحيى
الفخراني السبت وأنه أبدى استعدادا فوريا لإحساسه بالمسؤولية تجاه مهرجان
القاهرة
الذي يعد المهرجان العربي الأبرز في مجال الفن السابع والمصنف
لدى لجنة المهرجانات
الدولية ضمن 11 مهرجانا دوليا.
واعتذر نور الشريف للمهرجان بشكل مفاجئ مساء
الجمعة وقيل إن اعتذاره سببه أزمة صحية فاجأت ابنته الكبرى
سارة اضطر بسببها للسفر
معها لعلاجها بالمستشفى الأمريكي بالعاصمة الفرنسية باريس مما أوقع
المهرجان في
أزمة كبيرة بسبب ضيق الوقت لولا قبول الفخراني للمهمة.
واستغرب كثير من
المتابعين للنشاط الفني المصري اختيار المهرجان للنجم نور الشريف كرئيس
لجنة تحكيم
الذي جاء الإعلان عنه بعد أيام قليلة من تفجر قضية اتهامه بالتورط في شبكة
شواذ
والتي أقام بسببها قضية ضد 3 صحافيين مصريين نشروا الخبر متهما
اياهم بالسب والقذف
ومطالبا بتعويض مالي كبير ومازالت منظورة أمام المحاكم حتى الآن.
وتضم لجنة
تحكيم مسابقة الأفلام العربية في عضويتها الممثلة المصرية غادة عادل
والمخرج
الجزائري إلياس سالم والمخرج العراقي قاسم حول والممثلة المغربية سناء
موزيان
والمخرجة الفلسطينية مي المصري.
وتشهد المسابقة العربية منافسة حامية بين 10
أفلام من 6 دول هي المغرب التي تشارك بفيلمين وفلسطين فيلمين
وتونس بثلاثة أفلام
وسورية والجزائر ومصر بفيلم لكل منها ويمنح المهرجان جائزة مالية قدرها 200
ألف
جنيه '35 ألف دولار تقريبا' .
القدس
العربي
في
09/11/2009 |