ملفات خاصة

 
 
 

تراث شاهين يتجدد

عرض خاص لفيلم "إسكندرية كمان وكمان" في  الجونة

البلاد/ طارق البحار:

الجونة السينمائي

الدورة الثامنة

   
 
 
 
 
 
 

يتواصل إرث عملاق السينما المصرية يوسف شاهين بالظهور. احتفالاً بمئوية ميلاد هذا المبدع السينمائي، تنطلق الليلة احتفالات المئوية بعرض خاص لفيلم "إسكندرية كمان وكمان" (1989) تحت سماء ساحة مهرجان الجونة (GFF Plaza).

 * العودة إلى السلسلة الأيقونية: الفيلم هو الجزء الثالث ضمن رباعية "الإسكندرية" الشهيرة لشاهين، حيث يأتي بعد فيلمي "إسكندرية... ليه؟" (1978) و "حدوتة مصرية" (1982)، ويسبق الجزء الأخير "إسكندرية... نيويورك" (2004).

 * جوهر الهوية والفن: يظل الفيلم، الذي كان الترشيح الرسمي لمصر لجائزة الأوسكار رقم 63، انعكاسًا حيًا لعمق الهوية المصرية، والهموم الفنية، والزمن الذي شكّل تلك المرحلة.

يأتي هذا العرض المسائي ليُكمل يوماً من النقاشات حول تأثير شاهين، حيث عُقدت حلقة نقاش سابقة في ساحة المهرجان لاستكشاف بصمته. وما زال الجمهور اليوم يضحك ويتساءل ويتجادل حول الفيلم وكأنه صُنع بالأمس. إن سينما يوسف شاهين تستمر في الاستفزاز الفكري والشعور بأنها حاضرة بالكامل في عصرنا.

يُعد فيلم "إسكندرية كمان وكمان"، الذي صدر عام 1989، هو الجزء الثالث في رباعية "الإسكندرية" الشهيرة للمخرج الكبير يوسف شاهين. يقدم شاهين هذا العمل بصفته سيرة ذاتية جزئية ودراما فنية جريئة، حيث يمزج فيه ببراعة بين الكوميديا السوداء والأسلوب الاستعراضي الخاص به. تدور القصة في مرحلة حرجة من حياة شاهين المهنية، وتحديداً في فترة توقفه عن الإخراج عقب فيلمه "حدوتة مصرية" عام 1982. الفيلم هو بمثابة مرآة تعكس صراع المخرج "يحيى" (الذي يجسده شاهين نفسه) مع قيود الرقابة وهموم الوسط الفني، بالإضافة إلى التوتر الذي يطرأ على علاقته بشريكته الفنية "نادية" (التي تلعب دورها يسرا) خلال فترة إضراب الممثلين الشهير. من خلال أسلوبه الذي يجمع بين الواقعية والخيال، يدافع شاهين عن حرية الإبداع ويرسل رسالة قوية تؤكد أن الإسكندرية، التي تمثل مصدر إلهامه وحياته، ستبقى كمان وكمان كرمز للاستمرارية والإبداع الذي لا ينتهي.

 

####

 

في الجونة السينمائي

جلسة رحلة الأستاذ.. مئوية يوسف شاهين

البلاد/ مسافات

في اليوم الرابع من فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، عقدت جلسة حوارية بعنوان "رحلة مع الأستاذ: من عدسته إلى عوالمهم الخاصة – مئوية يوسف شاهين"، أدارها أحمد شوقي، مدير منصة سيني جونة للتمويل، وشارك فيها المخرج فريد بوغدير، والمخرج داوود أولاد السيد، والمنتج جابي خوري، والفنانة يسرا، بحضور لبلبة وحسين فهمي وخالد يوسف ومفيدة فوزي ويسرا اللوزي والمنتج محمد العدل وانتشال التميمي وبوسي شلبي ومحمود حميدة وخالد سليم وعمرو جمال وإنجي علي وإلهام شاهين وهالة صدقي وسارة عبد الرحمن وداليا شوقي ومجموعة كبيرة من الفنانين وصناع السينما.

استهلت ماريان خوري الجلسة بتقديم المتحدثين مشيرة إلى أن يوسف شاهين هو الأب الروحي للسينما الجديدة، وقد ألهم أجيالًا كاملة من المبدعين، فيما أوضح أحمد شوقي أن يوم 25 يناير 1926 سيصادف مرور قرن على ميلاده في عام 2026، لذلك قرر مهرجان الجونة أن يبدأ الاحتفال بمئويته قبل شهر ونصف من الموعد الرسمي.

بدأ المنتج جابي خوري حديثه قائلاً إن يوسف شاهين غيّر حياته تمامًا، حيث قال: “كنت مهندس كهرباء وعدت إلى مصر من الخارج لأكمل عملي، وفوجئت يومًا بشاهين يطلب من كل من في المكتب الخروج ليتحدث معي. قال لي: أنت زهقتني، فقلت له ليه؟ رد: بقالك 3 شهور عمال تتكلم في الكهرباء وأنا عايزك تشتغل معايا، هقعد معاك 3 ساعات كل يوم أعلّمك.” وأضاف خوري مبتسمًا: “كان الأجر 2000 جنيه في الشهر ولم نتحدث بعدها عن الأمور المادية، ولما سألته يسرا مازحة فضلت تاخد 2000 جنيه لحد ما مات؟ ضحك قائلاً لا، أخدت أكثر بس مقولتولوش.”

أوضح خوري أن يوسف شاهين كان يمتلك خبرات فنية هائلة ويعرف ما يفعله كل فرد في موقع التصوير، حيث كان يلم بكل التفاصيل حتى أنه قام بالتلحين من قبل، رغم أن الأعمال التي لحنها لم تُكتب باسمه. علقت يسرا على ذلك بقولها: “دخلت المعمل مع شاهين مرة ولم أدخله بعد ذلك اليوم. وضع يده على الشريط وقال ده كده كفاية على تحميض الفيلم، كان يقدر يعرف تفاصيل محدش يعرفها.”

واصلت يسرا حديثها عن علاقتها بشاهين قائلة: “يوسف شاهين كان ملهمي طول الوقت وهو حالة لن تتكرر أبدًا في العهد الحالي على الأقل. هو خلطة كبيرة من الإنسانية، ديكتاتور في عمله، وجدع، بيحب الشغلانة ويخليك تعرف تحبها زيه، وكان بيحب الممثل لأنه هو اللي بيوصل الرسالة للمتلقي. لما زرت معرضه في مهرجان الجونة ما قدرتش أتمالك نفسي من البكاء.”

أما داوود أولاد السيد فقال: “خيال يوسف شاهين يعجبني، وعندنا في المغرب ممثلين شباب يسيرون على خطى الكبير يوسف شاهين.” وأكمل فريد بوغدير حديثه عن أثر شاهين في السينما العربية قائلاً: “مقابلتي مع يوسف شاهين غيرت حياتي ونظرتي إلى السينما كما غيرت حياة عدد كبير من المبدعين العرب. اكتشفنا في تونس من خلال نوادي السينما ونقاشات الأفلام أن الفيلم ليس للتسلية فقط، وكل الأفلام التي كنا نراها كانت غربية، لكن عندما شاهدنا فيلم باب الحديد أدركنا أنه درس في الحرية. ومن خلال عملي كمدرس للسينما في الجامعة، أعرض الفيلم كل سنة على الطلاب، وكل عام يكتشفون شيئًا جديدًا فيه. تعلمنا من شاهين أنه يمكن أن تكون فنانًا وتعالج قضايا المجتمع أو حتى مشاكلك الشخصية. علمنا يوسف شاهين أن أنبل درس في الإبداع هو الحرية.”

استعادت يسرا ذكريات أخرى مع شاهين فقالت إنها ترجته أن يمثل في فيلم "إسكندرية كمان وكمان" موجهة كلامها إلى جابي خوري قائلة: “فاكر؟”، فرد ضاحكًا: “أنا مكنتش اتولدت وقتها.” وأشارت إلى أن شاهين كان يقف خلف الكاميرا في بعض المشاهد ليمنح الممثل القوة والإحساس أثناء الأداء، وكان يتأثر عندما يرى ممثلًا يؤدي دون شغف. واستذكرت مشهدًا في الفيلم نفسه عندما قال لمهندس الإضاءة رمسيس: “أنا عاوز نور رباني مش عاوز إنت اللي تنور.” وبعد تصوير المشهد بحثت عنه ولم تجده، لتكتشف لاحقًا أنه كان حزينًا بسبب الإضاءة، فأعادوا المشهد في اليوم التالي بعد أن قاموا بعمل خرم في السقف ودهان الحيطان، وقالت يسرا: “دهنت معاهم بنفسي علشان المشهد يطلع بالشكل اللي يتمناه شاهين، وبعدها قال: هو ده النور الرباني.”

وأضافت يسرا عن فيلم “حدوتة مصرية”: “قالي في أول لقاء إنتي طويلة أوي، قولتله مين قدامي؟ قالي نور الشريف، قولتله ما هو أطول مني، قالي إنتِ لمضة، قالي وشقرا، اصبغي شعرك أسود وماتكلميش حد. فاعتذرت عن الفيلم لأن دور الأخت مكنش عاجبني، قرأت السيناريو عشر مرات ومفهمتش، وبعد مرور 3 شهور زارني في البيت وبعدها نفذ اللي في دماغه وعملت الفيلم.”

وعلّق جابي خوري على حديث أحمد شوقي بأن يوسف شاهين كان مؤسسة قائلاً: “نعم، شركته مستمرة منذ عام 1952 حتى الآن، وهذا أكبر دليل على النجاح، وقد تخرج منها مخرجون كثيرون، وكان يضمن بعضهم أمام جهات مانحة على ضمانته الشخصية.”

وفي ختام الجلسة، تحدث الفنان حسين فهمي قائلاً: “عرفت يوسف شاهين عام 1960 وأنا طالب بمعهد السينما، وفي العام الأخير من دراستي كان يخرج فيلم فجر يوم جديد، واختارنا مساعدين له. كنا بنروح ننضف شاشة السينما بالصابون علشان العرض كان بعد يومين، وده يرجعنا إلى كلام يسرا إنه كان عارف كل حد بيعمل إيه. هو اللي أقنعني بالعودة من أمريكا علشان أخرج أول فيلم ليا، وكان يزورني في منزل أهلي علشان نكتب سوا سيناريو مسلسل.” وأضاف مبتسمًا: “كان ليا خمس شخصيات في فيلم إسكندرية كمان وكمان يعني خمس يوسف شاهين، قولتله لا يمكن.”

واختُتمت الجلسة وسط تصفيق طويل من الحضور في لحظة امتزج فيها الحنين بالفخر، لتؤكد أن مرور مئة عام على ميلاد يوسف شاهين ليس مجرد احتفال بزمن مضى، بل استحضار دائم لفنان آمن بأن السينما قادرة على أن تكون مدرسة في الحرية والحياة.

 

####

 

يوسف شاهين: "نور" السينما..

حلقة نقاش تكشف أسرار المُعلّم في الجونة

البلاد/ طارق البحار:

احتفالًا بمئوية ميلاد المخرج الكبير يوسف شاهين، التي تحل بعد شهور قليلة، عُقدت ضمن فعاليات منتدى سيني جونة بمهرجان الجونة السينمائي حلقة نقاش مؤثرة بعنوان "رحلة مع المُعلّم - يوسف شاهين: من عدسته إلى عوالمهم الخاصة". الجلسة لم تكن مجرد تكريم، بل كانت شهادة حية من نجوم وصناع سينما عملوا معه وتأثروا به، ليصنعوا بعدها "عوالمهم الخاصة".

كانت الفنانة والنجمة الكبيرة يسرا النقطة المحورية في الندوة، حيث تحدثت بعمق عن علاقة شاهين بالممثلين وقدرته الفريدة على توجيههم.

وأكدت يسرا أن أي فنان يعمل مع يوسف شاهين يتأثر به بشدة، لدرجة أن تأثيره كان طاغياً، لكنه لم يكن يدفع الممثلين إلى التقليد. وأوضحت: "كان عنده قدرة غير عادية على إخراج طاقات الناس اللي حواليه... كان يعرف إزاي يوصلك للحالة اللي في دماغه من غير ما يقلّبك نسخة منه، وده الفرق بين التأثر بيه والتقليد."

أشارت يسرا إلى مدى حب يوسف شاهين للممثلين، لدرجة أنه كان "يقف ورا الكاميرا بنفسه علشان يلقط مني التعبير اللي عايزه، من غير ما يطلبه بشكل مباشر."

استعادت يسرا موقفاً مؤثراً كشف عن عمق إحساس شاهين، حيث قالت له مرة إنها "مش فاهمة المشهد"، فجاء رده الفني العميق: "أنا مش عايزك إنتي اللي تنوريني، أنا عايز نور رباني". وبعد تصوير المشهد، وجدته متأثراً بعمق ودمعة في عينه، مؤكداً لها: "ده مش دلع، أنا اتأثرت بجد."

أضافت يسرا أن شاهين لم يكن مجرد مخرج، بل كان شريكاً فنياً يشرك الممثل في كل التفاصيل، وحتى الأمور الفنية الصغيرة، مما جعلها تشعر دائماً بأن الفيلم "مكتوب لي أنا، ومصنوع بروحنا سوا". اختتمت يسرا شهادتها بوصفه بأنه يملك "نوراً خاصاً، طاقة بتعدي لكل اللي حواليه، وكان فعلاً بيصنع حالة فنية مش ممكن تتكرر".

شهدت الجلسة النقاشية حضوراً كبيراً ومميزاً من رموز السينما الذين أتوا للاحتفال بيوسف شاهين، ومن أبرزهم: حسين فهمي، لبلبة، محمود حميدة، يسرا اللوزي، المخرج خالد يوسف، المخرج عمر عبد العزيز، الفنانة التونسية رشا بن معاوية، المنتج محمد حفظي، الفنانة روجينا، وخالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية السابق، بالإضافة إلى عدد آخر من ضيوف مهرجان الجونة السينمائي

 

####

 

في مهرجان الجونة السينمائي 2025

زيارة كيت بلانشيت الملهمة ودعوتها الإنسانية القوية تتوّج بشراكة كبرى

البلاد/ مسافات

ساعات مميزة استثنائية عاشتها النجمة العالمية كيت بلانشيت -الحائزة على جائزة الأوسكار- في مدينة الجونة الساحلية الرائعة، خلال الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي. فعلى مدار 48 ساعة شاركت بلانشيت في فعاليات كبرى بالمهرجان، بدأت بالسجادة الحمراء للعرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفيلم المخرج جيم جارموش، الحائز على جائزة الأسد الذهبي، "الأب الأم الأخت الأخ" (Father Mother Sister Brother)، الذي يضم مجموعة مميزة من النجوم من بينهم كيت بلانشيت وآدم درايفر وفيكي كريبس.

تبع العرض تجمع خاص أقيم في الجناح الواقع في "نورث باي"، إحدى أكثر المناطق السكنية هدوءًا في الجونة، جمع بين قادة بارزين من مجالات الفن والعمل الإنساني. وكان من بين الحضور: المهندس نجيب ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائي ورئيس مجلس إدارة أوراسكوم للاستثمار القابضة، والمهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة ورئيس مجلس إدارة المهرجان، وعمرو منسي، المدير التنفيذي والشريك المؤسس، وماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، ومحمد عامر، المدير التنفيذي لمدينة الجونة والمدير العام لشركة أوراسكوم للتنمية مصر، والنجمة يسرا، عضو المجلس الاستشاري الدولي للمهرجان، وليلى حسني، مديرة مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، إلى جانب مجموعة من الضيوف والشركاء.

وفي اعتراف بدعوتها الإنسانية المستمرة، تم تكريم سفيرة النوايا الحسنة العالمية للمفوضية كيت بلانشيت بمنحها جائزة "بطلة الإنسانية" خلال فعالية "أنسجة الأمل (Weaves of Hope)" —الليلة المخصصة لتكريم صمود اللاجئين. قدّم الجائزة المهندس سميح ساويرس، واستضاف الحفل الممثل المصري أحمد مالك ويسرا مارديني، البطلة الأوليمبية وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية لشئون اللاجئين.

وبهذه المناسبة قالت كيت بلانشيت "غالبًا ما يُعرَّف اللاجئون بما فقدوه، وليس بمن هم عليه. لكن أينما سافرت مع المفوضية، التقيت بأفراد استثنائيين. إنهم يسعون إلى الفرص، إلى المساهمة، إلى إعادة البناء، إلى الانتماء. هذه الجائزة تذكير بمدى ما يجب علينا فعله بعد. لندعم جميعًا العمل الإنساني بكل طريقة ممكنة. هذا ليس وقت اللامبالاة."

وقال المهندس سميح ساويرس "كان من دواعي الشرف تقديم جائزة سفيرة الإنسانية للسيدة كيت بلانشيت. فهي تمثل مثالًا رائعًا على كيفية استخدام الشهرة والتأثير العالمي لدفع التغيير الإيجابي وإلهام العمل الإنساني حول العالم."

وبدوره قال المهندس نجيب ساويرس: "لطالما كانت الإنسانية في صميم وجدان مهرجان الجونة، ووجود كيت بلانشيت هنا يجسد ذلك بوضوح. أنا فخور بما يحققه المهرجان ومؤسسة ساويرس والمفوضية معًا، فهو دليل على أنه عندما يلتقي الفن والعمل الخيري والدعوة الإنسانية، يمكن أن يتحقق أثر حقيقي."

ومن جانبه قال محمد عامر، الرئيس التنفيذي للجونة وعضو المجلس التنفيذي في أوراسكوم للتنمية مصر:"نحن فخورون للغاية بالاحتفاء بعمل كيت بلانشيت الإنساني وصوتها المؤثر. تكريمها هو احتفاء بالقيم التي تمثلها مسيرتها والجونة على حد سواء: الإبداع، والتعاطف، والإيمان الراسخ بقوة الإنسانية. كانت الجونة دائمًا أكثر من مجرد وجهة -إنها مثال حي على التعايش والدمج، وموطن لأكثر من 50 جنسية توحدها روح الانفتاح والثقافة والهدف. لحظات كهذه تؤكد مجددًا على دور الجونة كمكان يجتمع فيه الفن والإنسانية والأمل لإلهامنا جميعًا."

وبدورها قالت ليلى حسني، مديرة مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية إن "دعم قضية اللاجئين يتماشى بعمق مع رسالة المؤسسة. لسنوات، عملنا لضمان حصول جميع الأشخاص الذين يعيشون في ظروف هشة -بغض النظر عن خلفياتهم- على سبل عيش مستدامة وفرص كريمة. التنمية الحقيقية تبدأ عندما يتمكن كل فرد من إعادة بناء حياته بالمعنى والأمل."

وقالت الدكتورة حنان حمدان، ممثلة المفوضية السامية لشئون اللاجئين إنه "في وقت يتراجع فيه اهتمام العالم بالسودان، أصبح صوت كيت بلانشيت لا غنى عنه. تأتي زيارتها إلى مصر في ظل تفاقم الصراع في السودان الذي أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم -حيث أصبحت مصر الآن الدولة المضيفة الأولى لأكثر من 1.5 مليون لاجئ سوداني. خلف هذه الأرقام الكبيرة توجد قصص لأفراد يملكون الحق في العيش بكرامة، حتى وإن كانوا بعيدين عن أوطانهم -وهذا يذكرنا بأهمية شراكاتنا مع مهرجان الجونة ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والتي تشترك جميعها في هدف دعم صمود اللاجئين ودمجهم وتعزيز التماسك الاجتماعي في المجتمع المصري."

في وقت سابق من اليوم نفسه، تم اتخاذ خطوة مهمة لتوطيد العمل المشترك المستقبلي، حيث حضرت بلانشيت توقيع مذكرة تفاهم بين مهرجان الجونة السينمائي ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، الشريك الداعم للأثر، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. تُعزز هذه المذكرة التعاون من أجل رفع الوعي والدفاع عن حقوق اللاجئين من خلال المنصات المختلفة للمهرجان، مما يؤكد مكانة الجونة ليس فقط كمركز ثقافي، بل كمنصة لبناء شراكات طويلة الأمد تحقق تأثيرًا واقعيًا.

وفي عرض مؤثر لعمل مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، زارت بلانشيت المدرسة الفندقية الألمانية بالجونة، وهي المدرسة الوحيدة في مصر التي تعمل وفق نظام التعليم المزدوج الألماني وتُدار من قبل مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية. والتقت بعدد من الطلاب اللاجئين من السودان وسوريا والصومال وإريتريا واليمن، مما يعكس التزام المؤسسة بالتعليم الشامل والتمكين المهني.  تُبرز الزيارة دور الجونة كوجهة تدعم تنمية الشباب وبناء المهارات وتوفير الفرص لمجتمعات متنوعة.

تبع ذلك جلسة حوارية أدارتها الإعلامية وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية رايا أبي راشد، والتي شهدت حضورًا استثنائيًا. تحدثت بلانشيت خلالها عن مسيرتها الفنية والتزامها الإنساني، واستعرضت تجاربها مع اللاجئين في الأردن ولبنان وبنغلاديش وجنوب السودان وأوغندا، كما تحدثت عن قوة السينما في تسليط الضوء على الأزمات الإنسانية.

خلال الجلسة، ناقشت بلانشيت التقاطعات بين عملها الفني والإنساني، وتحدثت عن أفلامها الأخيرة مثل Tár وThe New Boy التي تتناول موضوعات الهوية والنزوح والسلطة، مشيرة إلى مدى ارتباطها بعملها الإنساني مع المفوضية. كما تحدثت عن فيلمها Rumours وكيف يمكن للسخرية والرمزية في السينما أن تفتح حوارات مهمة حول المسؤولية والقيادة والإنسانية.

كما زارت بلانشيت جناح مؤسسة ساويرس في الهاب -  The Hub، حيث التقت بمجموعة من النساء اللاجئات الحرفيات اللاتي طوّرن منتجاتهن اليدوية بدعم من المؤسسة. أكدت هذه الزيارة على أهمية تمكين المجتمعات اللاجئة من خلال مبادرات مستدامة مدرّة للدخل، وعكست التزام الجونة بأن تكون مجتمعًا متنوعًا وشاملًا يحتفي بالناس من جميع الخلفيات.

كانت زيارة كيت بلانشيت إلى مهرجان الجونة السينمائي 2025 نجاحًا كبيرًا، إذ لم تقتصر على الاحتفاء بمسيرتها السينمائية المتميزة، بل أعادت التأكيد على الرسالة الأساسية للمهرجان  "سينما من أجل الإنسانية" لتُظهر كيف يمكن لقوة الفن أن تُحدث تغييرًا اجتماعيًا وتُلهم تضامنًا عالميًا حقيقيًا.

عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين:

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هي الوكالة الأممية المعنية باللاجئين، تقود العمل الدولي لحماية الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب النزاعات والاضطهاد. وتقدّم المفوضية مساعدات منقذة للحياة مثل المأوى والغذاء والمياه، وتعمل على حماية الحقوق الإنسانية الأساسية، وتطوير حلول تضمن للناس مكانًا آمنًا يُمكن أن يطلقوا عليه "وطنًا" ويبنوا فيه مستقبلًا أفضل. كما تعمل المفوضية على ضمان حصول الأشخاص عديمي الجنسية على جنسية.

عن مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية:

واحدة من أوائل المؤسسات التنموية المانحة في مصر، تأسست عام 2001، بهبة من عائلة ساويرس، لدعم الحلول المبتكرة والهادفة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال معالجة القضايا الأكثر إلحاحا؛ مثل الفقر، والبطالة، ومحدودية الوصول لفرص التعليم الجيد، كما تُسهم في دعم وتعزيز المشهد الثقافي والفني في مصر. على مدار 24 عامًا، أسهمت المؤسسة في تمويل العديد من البرامج، بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدولية، في 24 محافظة مصرية مع التركيز بقوة على القرى النائية والمجتمعات الأشد احتياجًا.

عن مهرجان الجونة السينمائي:
واحد من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما والمتحمس لها، وخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال فن السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك، يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به، منصة الجونة السينمائية.
 

عن مدينة الجونة:

مدينة الجونة، المدينة المتكاملة والمستدامة لشركة أوراسكوم للتنمية وأيقونة مدن محافظة البحر الأحمر لأكثر من 35 عاماً وتقع على مساحة 36.9 مليون متر مربع. تضم مدينة الجونة 9,200 وحدة سكنية تم تسليمها و18 فندق يشمل 2,800 غرفة ومدارس تقدم أنظمة تعليمية مختلفة مثل النظام البريطاني والسويسري ومستشفى دولي ومساحات عمل للشركات الناشئة وريادة الأعمال و4 مارينا و2 ملاعب جولف بمواصفات عالمية بالإضافة الي واحد من أندية الدوري المصري الممتاز لكرة القدم ومركز للمؤتمرات والثقافة وغيرها من الخدمات الحيوية. يبلغ عدد سكان مدينة الجونة حوالي 25,000 نسمة من أكثر من 50 جنسية مختلفة، وتقع مدينة الجونة على بعد 30 دقيقة من مطار الغردقة الدولي الذي يبعد حوالي 4 ساعات طيران من أوروبا.

 

####

 

بطلة الإنسانية

كيت بلانشيت في الجونة تطالب العالم بالاقتداء بدور مصر تجاه اللاجئين

البلاد/ طارق البحار:

وسط حضور كامل العدد وفي أجواء سينمائية مبهرة، استضاف مهرجان الجونة السينمائي، في نسخته الثامنة، النجمة كيت بلانشيت في جلسة حوارية رفيعة المستوى ضمن ملتقى سيني جونة، وذلك بعد أن تسلمت النجمة جائزة "بطلة الإنسانية" تقديراً لجهودها. أدارت الجلسة الإعلامية البارزة ريا أبي راشد، وتناولت محاور تتعلق بالفن والدعوة الإنسانية، وتراوحت محاور الحوار بين القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا، وبين فنون السينما والتميز الفني الذي يميز مسيرة بلانشيت. حيث أكدت أن السينما بالأساس هي من أجل الإنسانية ويجب أن تسلط الضوء على قصص النازحين واللاجئين. وشددت بلانشيت على الدور المحوري لمصر في استضافة اللاجئين من السودان وسوريا وغيرها، مؤكدة أن ما تفعله مصر يجب أن يُعمم، خاصة وأنها تعمل على دمجهم داخل المجتمع. وأضافت النجمة الأسترالية أنها تسعى دائماً للتعامل بإنسانية والتعاون من أجل تحقيق اليقين في عالم يسوده عدم اليقين، مشيرة إلى أن أعداد النازحين واللاجئين وصلت إلى ستين مليوناً في السنوات الأخيرة، ما يجعل تقديم الدعم المادي والنفسي لهم أمراً ضرورياً. كما لفتت بلانشيت إلى أن المجتمع الفلسطيني يسعى لتحقيق الاستقلال، مؤكدة أنها التقت الكثير منهم وقد واجهوا صعوبات كبيرة، ومشددة على أن تناول قصص المهاجرين والنازحين وطالبي اللجوء السياسي مهم جداً في السينما. كانت بلانشيت قد وصلت إلى المهرجان يوم السبت 18 أكتوبر، وشهدت عرض فيلمها "Father Mother Sister Brother"، قبل أن تختتم يومها بحفل عشاء فاخر حضره نجوم الصف الأول، وتسلمت فيه جائزة "بطلة الإنسانية"

 

####

 

عرض خاص لفيلم Father Mother Sister Brother

كيت بلانشيت تتألق في الجونة السينمائي

البلاد/ طارق البحار:

وصلت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار، النجمة الأسترالية كيت بلانشيت، إلى مصر لحضور الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، لتتصدر السجادة الحمراء في عرضها الأول لفيلمها الأحدث Father Mother Sister Brother.

شكّل حضور بلانشيت أحد أكثر الإطلالات المرتقبة هذا العام، حيث ظهرت إلى جانب كل من نجيب ساويرس وعمرو منسي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للمهرجان.

تألقت النجمة الأسترالية بإطلالة مطرزة بالزهور من تصميم دار جورجيو أرماني، وقد أشرفت على تنسيقها خبيرتا المظهر ماري غرينويل ونيكولا كلارك، ما عكس أناقتها المعهودة ورزانتها الخالدة. ويؤكد هذا الفيلم استمرار حضور بلانشيت القوي عالمياً في ساحة سينما الفن والسينما المستقلة، مسلطاً الضوء على عودتها لمنصات المهرجانات بعد موسم حافل بالعروض الأولى الناجحة.

فيلم "Father Mother Sister Brother" هو أحدث أعمال كاتب ومخرج السينما المستقلة الأسطوري جيم جارموش، ويقدم رؤية ثاقبة وعميقة لتشابكات العلاقات العائلية في العصر الحديث. الفيلم هو دراما كوميدية تأملية، وقد حصد جائزة الأسد الذهبي (أعلى جائزة) في مهرجان فينيسيا السينمائي 2025.

يتخذ الفيلم شكل ثلاثية مقسمة إلى ثلاثة فصول منفصلة ظاهرياً ولكن يجمعها ثيمة واحدة، وهي علاقة الأبناء البالغين بآبائهم المتباعدين أو المفقودين. تدور أحداث كل فصل في دولة مختلفة: الولايات المتحدة، وإيرلندا، وفرنسا.

الفصل الأول: Father

تدور أحداثه في ولاية نيوجيرسي الأميركية. يذهب الشقيقان، "جيف" (آدم درايفر) و"إيميلي" (مايم بياليك)، لزيارة والدهما "الأب" (توم وايتس) المنعزل، الذي يعيش في كوخ ريفي ناءٍ. يحاول الشقيقان تفقُّد حال والدهما بعد وفاة والدتهما، وتظهر التوترات غير المحلولة والتباعد العاطفي، خاصة مع محاولات الأب المتكررة للتمثيل على أبنائه بخصوص وضعه المالي وحاجته للمساعدة.

الفصل الثاني: Mother

تدور أحداثه في العاصمة الأيرلندية دبلن. يركز هذا الفصل على الشقيقتين "ليليث" (فيكي كريبس) و"تيموثيا" التي تلعب دورها كيت بلانشيت، خلال زيارتهما السنوية التقليدية لوالدتهما (شارلوت رامبلينج)، وهي روائية صاحبة شخصية مسيطرة ومتحفظة. تتجسد الصعوبة في اللقاءات العائلية من خلال الصمت المحرج وتبادل المجاملات السطحية، حيث تكافح الشقيقتان للتعامل مع هذا التباعد العاطفي بينهما وبين والدتهما.

 الفصل الثالث: Sister Brother

يختتم الفيلم في باريس، ويركز على التوأمين "سكاي" و"بيلي" اللذين يعودان إلى شقة والديهما الراحلين (الذين توفيا فجأة). هذا الفصل هو الأكثر حنيناً، حيث يقضي التوأمان وقتهما في تصفح متعلقات وصور العائلة، ليكتشفا من خلالها حقيقة غير متوقعة عن والديهما، مما يسلط الضوء على أن الحب العائلي العميق لا يتطلب بالضرورة الفهم التام لكل تفاصيل حياة الآخر.

يعتمد جارموش في هذا الفيلم على أسلوبه البسيط، حيث تقل فيه الأحداث الدرامية الضخمة لصالح الحوارات الذكية والصمت المعبر. الفيلم عبارة عن سلسلة من الملاحظات الساخرة والهادئة حول العزلة والبعد العاطفي في العلاقات الأسرية، وكيف يمكن للعائلات أن تتبادل "الأكاذيب البيضاء" أو تتجاهل الحقائق المزعجة للحفاظ على نوع من السلام.

يُعد الفيلم بمثابة دراسة شخصية جذابة، تؤكد أننا قد نختار أصدقاءنا وعشاقنا، لكننا لا نملك رفاهية اختيار عائلتنا.
يضم الفيلم نخبة من ألمع نجوم هوليوود والسينما المستقلة، إلى جانب كيت بلانشيت، ومنهم: آدم درايفر، توم وايتس، شارلوت رامبلينج، فيكي كريبس، مايم بياليك

 

####

 

للمواهب الناشئة في دورته الثامنة

الجونة السينمائي يعلن عن بدء سلسلة جلسات "لقاء مع خبير" ضمن برنامج سيني جونة

البلاد/ مسافات

يُعلن مهرجان الجونة السينمائي بفخر عن إطلاق برنامج "لقاء مع خبير - Meet the Experts" ضمن مبادرة سيني جونة للمواهب الناشئة التي صُمّمت لتقريب المسافات بين المواهب السينمائية الشابة والخبراء المحترفين في صناعة السينما، محليًا وعربيًا وعالميًا.

يأتي البرنامج بدعم من الشريك الداعم للأثر مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والاتحاد الأوروبي في مصر، ومؤسسة دروسوس، ليجسّد التزام المهرجان العميق بتغذية الجذور الإبداعية، ومساندة الجيل الجديد من صنّاع الأفلام بالمعرفة والتجربة والاحتكاك المباشر مع العالم المهني.

سيحظى المشاركون في برنامج سيني جونة للمواهب الناشئة بفرصة نادرة للجلوس وجهًا لوجه مع نخبة من المحترفين في مجالات مختلفة، تشمل الإخراج، والتمثيل، والمونتاج، والتأليف الموسيقي، في سلسلة من اللقاءات الحيّة والجلسات التفاعلية التي تسمح بالتعلّم، وطرح الأسئلة، والانخراط في نقاشات حقيقية لا تُختزل في محاضرات، بل تُبنى على الحضور، والتفاعل، والتجربة الشخصية والمهنية.

أسماء الخبراء المشاركين في البرنامج:

عبد الله دنوار، أحمد عامر، أحمد نبيل، أحمد صبور، أحمد طعيمة، آمال القلاتي، أندرو محسن، سيلين روستان، جوانا دونكومب، كريم الشناوي، لوك لينر، مادلين ريدي، مريم الطحاوي وسلمى ملحس، مينا سامي، محمد تيمور، رشيد عبد الحميد، ريم العدل، سامح علاء، صدقي صخر، سِزة زايد، سولي غربية، طارق إبراهيم، ثيو ليونيل، ثريا إسماعيل، يانيس جاي، ياسر نعيم وأحمد مجدي، يمنى خطاب، وزينة عبد الباقي.

تدعم مؤسسة دروسوس هذا العام امتدادًا جديدًا للبرنامج، يشمل إطلاق سلسلة بودكاست تُتاح للجمهور، وتضم تسجيلات مختارة من الجلسات، لتُصبح مرجعًا حيًّا لكل من يسعى لفهم عالم السينما من الداخل، كما سيحصل المشاركون، بعد انتهاء البرنامج، على كُتيّب خاص يحتوي على ملخّصات مركّزة، وأفكار أساسية، ونصائح عملية مما قيل ودار في كل جلسة.

وفي تعليقه على المبادرة، قال عمرو منسي، المدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي: "نسعى من خلال مبادرات مثل لقاء مع خبير، لخلق جسورًا حقيقية بين الجيل الصاعد من صنّاع الأفلام والمحترفين المتمرّسين في المجال، بحيث لا نطمح فقط إلى نقل المعرفة، بل إلى خلق روابط إنسانية ومهنية قد تغيّر مجرى المسيرة الإبداعية لكثير من المشاركين. ونأمل أن يصبح البودكاست امتدادًا حيًّا لهذه الجلسات، ومرجعًا يعود إليه الطامحون خارج حدود المهرجان".

من جهتها، علّقت ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان قائلة: "تتجاوز السينما حدود الصّنعة؛ إنها فعل تواصل وتبادل. وتوفّر جلسات لقاء مع خبير فضاءً نادرًا للإصغاء، والتساؤل، والإلهام. نأمل أن تُشعل هذه اللقاءات شرارة أفكار ومشاريع جديدة تثري السينما العربية والدولية".

وبدورها قالت حياة الجويلي، رئيسة برنامج سيني جونة للمواهب الناشئة: "في سيني جونة؛ نؤمن أن أثمن ما يمنحه أي مهرجان سينمائي لا يكمن في الأفلام وحدها، بل في الروابط التي تُخلق بين المشاركين. وعلى مدار الدورتين الماضيتين، أثبتت جلسات لقاء مع خبير هذه الحقيقة بوضوح؛ إذ وجد كثير من المشاركين فرص عمل، وتدريبات مهنية، بل وحتى مرشدين مهنيين يوجّهونهم على المدى الطويل".

يواصل مهرجان الجونة السينمائي من خلال ذلك البرنامج، التزامه برعاية أصوات الغد، وضمان وصول صنّاع الأفلام والمبدعين الشباب إلى المعرفة والروابط التي قد تشكّل ملامح مسيرتهم المستقبلية.

 مهرجان الجونة السينمائي أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يهدف إلى خلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال السينما، ووصل صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي. يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، ويتحمس ليكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال ذراع الصناعة الخاصة به، منصة سيني جونة.

مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية واحدة من أوائل المؤسسات التنموية المانحة في مصر، تأسست عام 2001، بهبة من عائلة ساويرس، لدعم الحلول المبتكرة والهادفة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال معالجة القضايا الأكثر إلحاحا؛ مثل الفقر، والبطالة، ومحدودية الوصول لفرص التعليم الجيد، كما تُسهم في دعم وتعزيز المشهد الثقافي والفني في مصر. على مدار 24 عامًا، أسهمت المؤسسة في تمويل العديد من البرامج، بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدولية، في 24 محافظة مصرية مع التركيز بقوة على القرى النائية والمجتمعات الأشد احتياجًا.

يُعد الاتحاد الأوروبي شريكًا رئيسيًا لمصر لمدة عقود، إذ يعمل على تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن خلال بعثته في القاهرة، يدعم الاتحاد الأوروبي التنمية المستدامة والنمو الشامل والتعليم والابتكار، مع تعزيز القيم المشتركة كالسلام والاستقرار. كما يستثمر الاتحاد الأوروبي في العمل المناخي والطاقة المتجددة والتجارة ودعم الفرص المقدمة للشباب، مما يعزز التعاون الوثيق بين مصر وأوروبا.

تأسست مؤسسة دروسوس في أواخر عام ٢٠٠٣ كمنظمة غير هادفة للربح تدعم التنمية المجتمعية ومقرها مدينة زيوريخ، سويسرا. ويرجع الفضل في تأسيسها إلى وديعة سويسرية خاصة. تسعى المؤسسة دوما إلى إحداث أثر طويل المدى وإطلاق العنان لإمكانات الشباب ومنحهم فرص متساوية لتمكينهم اقتصاديا ورفع قدراتهم على التحمل والتكيف وذلك من خلال المشروعات التي تدعمها في كل من مصر وتونس والمغرب ولبنان والأردن وفلسطين وسويسرا وألمانيا. تمارس المؤسسة نشاطها في مصر منذ مطلع عام ٢٠٠٥. ودعمت حتى الآن أكثر من مائة وخمسين مشروع في مختلف محافظات مصر. مؤسسة دروسوس مستقلة فكريا، سياسيا، ودينيا.

 

####

 

شاهدته لكم في مهرجان الجونة

A Pale View of Hills ... عندما يعجز الجمال عن إنقاذ الجوهر

البلاد/ طارق البحار:

A Pale View of Hills للمخرج كي إيشيكاوا، هو فيلم طموح يغوص في فترتين زمنيتين متباعدتين، محاولاً استكشاف الأمومة، الفجيعة، وتأثير الحرب. ورغم أن الفيلم، المأخوذ عن رواية كازو إيشيغورو، يأسر العين بجماليته البصرية الساحرة، إلا أنه يُخفق في تحقيق التواصل العاطفي العميق اللازم لقصة بهذا الثقل.

ينقسم الفيلم الذي شاهدته لكم في مهرجان الجونة إلى خطين زمنيين متوازيين:

 * ناغازاكي، 1952: بعد سبع سنوات من القنبلة الذرية، تسعى إيتسوكو (سوزو هيروسيه) لبناء حياة جديدة. لكنها تنجذب نحو جارتها الغامضة ساتشيكو (فومي نيكايدو)، التي تثير الفضول بعلاقتها بجندي أمريكي وطفلها الجامح.

 * إنجلترا، 1982: نلتقي بـ إيتسوكو الأكبر سناً (يو يوشيدا) وابنتها نيكي (كاميلا أيكو). بينما تحاول نيكي كشف غموض ماضي والدتها في ناغازاكي، تهدد ذكرى شقيقتها المتوفاة بأن تغرق الأم والابنة في بحر من الحزن.

يغلف الفيلم نبرة مؤرقة بشكل دائم، حيث يلوح فقدان الأطفال والندوب النفسية للحرب في كل زاوية، مما يمنحه جودة حالمة مثالية للسرد التأملي الذي ينتقل بسلاسة بين الزمنين.

بالرغم من الأفكار الضمنية المثيرة للاهتمام والجمالية البصرية التي لا يمكن إنكارها، فإن الفيلم يفتقر إلى الوزن الدرامي الحقيقي. يعود هذا جزئياً إلى أن معظم الشخصيات، باستثناء إيتسوكو، تبدو غير مكتملة الملامح ويصعب على المشاهد التعاطف معها أو فهم دوافعها.

وعندما تصل القصة إلى نهايتها المفاجئة (Twist)، التي كان من المفترض أن تعيد تأطير الفيلم بأكمله، فإنها تبدو جوفاء وغير مبررة؛ وكأنها تستهدف عنصر الصدمة دون أن تكون نتيجة منطقية لبناء تدريجي للشخصيات. تظل نبرة النهاية غريبة وغير متسقة مع ما شاهده الجمهور من ميلانكوليا وجمالية في الأجزاء السابقة.

رغم الأداء القوي لطاقم التمثيل، وخاصة يو يوشيدا في دور إيتسوكو المتقدمة في السن، يترك A Pale View of Hills  المشاهد خارج إطار التفاعل العاطفي. إنه فيلم رائع بصرياً ولكنه فارغ من الداخل، يفتقر إلى العمق الضروري لتحقيق التأثير المنشود.

 

####

 

فيلم يونان يفوز بجائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية

في مهرجان الجونة السينمائي

البلاد/ مسافات

فاز فيلم يونان، ثاني أفلام المخرج أمير فخر الدين، بجائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية في دورتها السابعة، وذلك خلال حفل الإعلان عن الجوائز الذي أُقيم ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي مساء السبت 18 أكتوبر. الفيلم إنتاج مشترك بين ألمانيا، كندا، إيطاليا، فلسطين، قطر، الأردن، والسعودية، وتُقدَّم الجائزة بالتعاون بين European Film Promotion (EFP) ومركز السينما العربية (ACC).

وفي رسالة مصوّرة خلال الحفل، عبّر المخرج أمير فخر الدين عن امتنانه للجنة التحكيم ومركز السينما العربية وEFP، قائلاً: "إنه تكريم جميل للغاية. أن يحتضن النقاد العرب فيلم يونان أيضاً، فهذا أمر مؤثر جداً بالنسبة لي. ربما يعني هذا أن الفيلم قد وجد طريقه إلى موطنه أخيراً."

وتسلمت الجائزة نيابةً عنه المنتجة دوروثي باينماير (Red Balloon Film – هامبورغ، ألمانيا)، التي قالت:  "يونان هو الفيلم الثاني لأمير فخر الدين، وكفيلمه الأول الغريب، فهو عمل بطيء الإيقاع وصامت وحزين. حكايات أمير ليست صاخبة، لكنها تُروى بأكثر الطرق شاعرية ورهافة وتلامس القلب بعمق. أفلامه تُبطئني وتجعلني أتأمل وأعيد التفكير فيما أراه. في كل مرة أشاهدها أكتشف زاوية جديدة وطبقة أخرى من المعنى. أمير راصدٌ بارع وسارد حكيم، روحٌ عجوز في جسد شاب، وأنا أتطلع بشغف لإنتاج الفيلم الثالث في ثلاثيتنا."

يروي فيلم يونان قصة رجل عربي يصل إلى جزيرة نائية في بحر الشمال بنية إنهاء حياته، لكنه يواجه مجتمعًا ألمانيًا محافظًا ومهمشًا وقوة الطبيعة التي تزعزع قراره وتعيد تشكيل نظرته للعالم. ما يبدأ كرحلة عزلة يتحول إلى مواجهة فلسفية مع الذات والآخر تكشف عن مواضيع الاغتراب والصدمة والتجدد. صُوّر الفيلم وسط مناظر طبيعية قاسية وجميلة في شمال أوروبا، تجسّد إحساس البطل بالمنفى الداخلي.ويقول فخر الدين إنه أراد من خلال الفيلم استكشاف الفراغ الذي ينشأ حين تتلاشى الألفة ويتهشّم الشعور بالانتماء، فلا يبقى سوى الصمت.  

شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي 2025 وفاز بجائزتي أفضل ممثل (جورج خباز) وأفضل ممثلة (هانا شيغولا) في مهرجان هونغ كونغ السينمائي الدولي. الفيلم من إنتاج دوروثي باينماير (Red Balloon Film – ألمانيا) بالتعاون مع Microclimat Film (كندا) وIntramovies (إيطاليا)، وبمشاركة Fresco Films وMetafora Productions وTabi360، وتتولى شركتا Intramovies وMAD Solutions المبيعات العالمية والعالم العربي.

أُطلقت جوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية عام 2019 من قبل المؤسسة الأوروبية للترويج السينمائي (EFP) ومركز السينما العربية (ACC)، وهي امتداد لجوائز النقاد العرب التي ينظمها المركز بهدف تعزيز تنوع الأفلام في المنطقة العربية وتشجيع شركات التوزيع وصناع السينما على الاهتمام بالأفلام الأوروبية المتميزة. كما تسلط المبادرة الضوء على النقاد العرب ودورهم في تقديم رؤى جديدة وبناء جسور ثقافية بين العالمين العربي والأوروبي. من بين الفائزين السابقين:

 God Exists, Her Name Is Petrunya (2019) لتيونا ستروغار ميتيفسكا، Undine (2020) لكريستيان بيتزولد، 107 Mothers (2021) لبيتر كيريكيس، EO (2022) لييرجي سكوليموفسكي، Fallen Leaves (2023) لآكي كوريسماكي وThe Seed of the Sacred Fig (2024) لمحمد رسولوف. تُقام الجائزة بدعم من برنامج “كرييتف يوروب – MEDIA” التابع للاتحاد الأوروبي.

مركز السينما العربية (ACC) تأسس عام 2015 على يد شركة MAD Solutions، وهو منظمة غير ربحية مسجلة في برلين تعمل كمنصة دولية للترويج للسينما العربية، إذ توفر لصناع الأفلام نافذة مهنية للتواصل مع نظرائهم حول العالم من خلال فعاليات تشمل الأسواق والمهرجانات السينمائية والأجنحة وجلسات التواصل الفردية وحفلات الاستقبال. كما يصدر المركز مجلة السينما العربية التي توزع في كبرى المهرجانات والأسواق السينمائية الدولية، ويوفر عبر موقعه الإلكتروني نشرة إخبارية رقمية تتضمن نسخًا إلكترونية من المجلة وأخبار الأنشطة ومواعيد التقديم للمنح والمهرجانات وتحديثات حول مشاركة الأفلام العربية في الفعاليات العالمية.

مهرجان الجونة السينمائي تأسس عام 2017 بهدف عرض مجموعة متنوعة من الأفلام لجمهور مبدع ومثقف، ويسعى إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتشجيع التعاون السينمائي بين صناع الأفلام في المنطقة ونظرائهم العالميين من خلال الفن كوسيلة للتبادل الثقافي. كما يكرس جهوده لاكتشاف أصوات جديدة والمساهمة في تطوير صناعة السينما في العالم العربي، خاصة من خلال برنامجه الصناعي سيني جونة

 

####

 

مروة خليل الصوت النسائي الرسمي لمهرجان الجونة السينمائي هذا العام

البلاد/ مسافات

في خطوة جديدة تعكس دعم وتمكين المرأة المصرية في مجالات الإبداع، اختار مهرجان الجونة السينمائي الفنانة ومؤدية الأصوات مروة خليل لتكون الصوت النسائي الرسمي للمهرجان في دورته الحالية، لتقدّم بصوتها المميز فقرات حفل الافتتاح ومقدمات الأفلام الرسمية عبر تقنية الـ”فويس أوفر”.

وتُعد هذه المشاركة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق المهرجان، حيث لم يسبق أن قُدّمت الفقرات الصوتية بصوت نسائي في النسخ السابقة في لافتة مختلفة لكسر الصورة النمطية لصوت تقديم المهرجان. وقد لفت أداء مروة خليل الأنظار خلال الحفل الافتتاحي، حيث تميز حضورها السمعي في تقديم الأفلام والفقرات الرئيسية، إضافة إلى مشاركتها الصوتية في الفيلم الخاص ببرنامج الأغذية العالمي الذي عُرض ضمن الفعاليات.

ويأتي اختيار مروة خليل تتويجًا لمسيرتها المهنية المميزة في مجال الصوت والأداء السردي، حيث تم اختيارها مؤخرًا سفيرة مصر في الحملة العالمية “Building Doors”، وهي مبادرة تهدف إلى دعم وتمكين المرأة في صناعة الصوت والفن السمعي على مستوى العالم.

كما نالت مروة خليل جائزة الصوت والبودكاست الأفريقية (African Podcasts and Voice Awards) كأفضل أداء سردي، إلى جانب تمثيلها لمصر على السجادة الحمراء في هوليوود ضمن ترشيحات جوائز فنون الصوت الأمريكية (Voice Arts Awards)، لتصبح من أبرز الأصوات المصرية التي حققت حضورًا دوليًا في هذا المجال.

ويؤكد هذا التعاون بين مروة خليل ومهرجان الجونة السينمائي على حرص المهرجان في دورته الحالية على إبراز المواهب المصرية في مختلف التخصصات الفنية، ودعم مشاركة المرأة في صناعة السينما والفنون السمعية والبصرية على حد سواء.

مروة خليل فنانة مصرية ومؤدية أصوات محترفة، تُعد من أبرز الأصوات النسائية في الوطن العربي في مجالات الإعلانات، الوثائقيات، الدبلجة والبودكاست. تمتلك خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في مجال الأداء الصوتي، تعاونت خلالها مع العديد من المؤسسات والمنصات العربية والعالمية. وحصدت عدة جوائز عربية ودولية تقديرًا لموهبتها، لتصبح رمزًا لصوت المرأة المصرية في مجالات الفن السمعي.

 

البلاد البحرينية في

19.10.2025

 
 
 
 
 

كيت بلانشيت في «مهرجان الجونة»:

السينما قادرة على التعبير عن قصص اللاجئين أكثر من البيانات والأرقام

الجونة ـ «سينماتوغراف»

أطلّت النجمة العالمية كيت بلانشيت خلال ندوة أقيمت على هامش مهرجان الجونة السينمائي اليوم الأحد، مرتدية اللون الأبيض الهادئ، لتطلق رسائل إنسانية وسياسية مهمة، ففي اللقاء الذي أدارته الإعلامية ريا أبي راشد، ركزت «بلانشيت» على قضايا السلام واللاجئين، وكشفت عن ذكريات مثيرة لها في مصر، تعود إلى بداية مسيرتها الفنية.

وحرصت النجمة العالمية كيت بلانشيت التي عُرفت بدعمها للقضايا الإنسانية، على الإشادة علنا بالدور الذي تلعبه الدولة المصرية في دعم السلام والحد من الصراعات الإقليمية، مشيرة إلى اهتمام مصر البالغ باستقبال اللاجئين والنازحين من دول مثل سوريا والسودان، مؤكدة أنَّ منح هؤلاء اللاجئين فرصة للعيش والاندماج في المجتمع المصري هي «تجارب مهمة» يجب تسليط الضوء عليها عالمياً، مشددة على ضرورة التركيز على البعد الإنساني والاهتمام بالنازحين.

وفي تصريحات لها خلال ندوة بالمهرجان، تحدثت كيت بلانشيت أمام الحضور عن ارتباطها القديم بمصر، موضحة أنها أقامت فيها في فترة سابقة أثناء دراستها للتاريخ والاقتصاد قبل أن تدخل عالم التمثيل، مشيرة إلى أنها لا تزال تتذكر تلك الفترة بحب خاص، قائلة إنها جربت المأكولات المحلية مثل الفلافل وشعرت وقتها بقرب الثقافة المصرية من روحها.

وتطرقت كيت بلانشيت خلال الندوة إلى القضايا الإنسانية التي تشغلها بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، موضحة أن مصر تمثل نموذجاً مهماً في استضافة اللاجئين في المنطقة، إذ يعيش على أراضيها نحو مليون ونصف المليون لاجئ، في وقت يستمر فيه تصاعد العديد من الأزمات الأخرى حول العالم.

وأشارت النجمة الأسترالية إلى أن دور مصر في دعم اللاجئين يستحق التقدير والاهتمام الإعلامي، مؤكدة أهمية تسليط الضوء على جهود المجتمعات المضيفة بدلاً من التركيز على الأرقام فقط، لأن وراء كل رقم قصة إنسانية يجب أن تُروى.

وأضافت كيت بلانشيت أن السينما قادرة على التعبير عن هذه القصص بعمق أكبر من البيانات، معتبرة أن تلك الأعمال تمثل جسراً بين الفن والواقع، لأنها تكشف مشاعر الخوف والأمل التي يعيشها الأفراد في ظروف اللجوء.

وتحدثت بلانشيت عن زياراتها الميدانية لعدد من المناطق المتأثرة بالنزاعات، قائلة: تشرفت بلقاء كثير من الأشخاص الذين تركوا أوطانهم، العالم يبدو مخيفًا أحيانًا، لكن في كل مكان زرته، في لبنان، في سوريا، كانت هناك قصص إنسانية مؤثرة، وغضب مشروع من معاناة ممتدة. السوريون في لبنان يعيشون هناك لأن البلد قريب من وطنهم، ولكنهم يعانون.

كما أشارت إلى تجربتها في أستراليا، بلدها الأم، حيث بدأ ارتباطها الحقيقي بالقضايا الإنسانية، موضحة: في أستراليا، ومع تعدد الهويات الثقافية، نشأت لدينا حالة من الكرم والتفهّم بدلًا من الخوف من الآخر. وهذا ما جعلني أنخرط بعمق في قضايا اللاجئين.

وتسألت بلانشيت عن ماهية المسؤوليات التي تقع على عاتق الفنانين والشخصيات العامة لعرض القصص غير المروية للاجئين والأشخاص المحتاجين لهذه المنصة؟، وأكملت: "في الواقع، كما هو الحال مع أي فرد، فإن تجربة اللاجئين ليست واحدة. إننا نسمع عن أرقام متزايدة باستمرار ملايين الأشخاص حول العالم يواجهون الإرهاق. هذا العدد يدفعنا جميعًا للتفكير: ماذا يمكننا أن نفعل؟".

وأوضحت بلانشيت: "عندما نقسّم هذا الأمر إلى قصص فردية، نرى الشجاعة والصمود لدى هؤلاء الأشخاص الذين التقيت بهم. لقد انطلقتُ لأشارك بعض اللاجئين في مأواهم، وروح الدعابة لديهم وقدرتهم الفائقة على تحمل المحن أمر ملهم حقًا. ولهذا، نحن كشخصيات عامة وفنانين، نبحث دائمًا عن القصص المؤثرة والمفاجئة. هذا هو الدافع وراء تجمعنا في المنتدى العالمي للاجئين قبل عامين".

وأضافت الممثلة الحائزة على جائزتي أوسكار، أن تجاربنا ليست متجانسة، إنها ليست القصص نفسها فقط. واعتقدت: "أن ما هو حيّ بقوة في صناعة السينما هو الطريقة التي نصنع بها العمل".

وأشارت إلى أن «الأفلام ليست مطالبة بالحديث المباشر عن اللجوء، بل يمكنها تناول موضوعات المرأة والطفولة والتجارب الإنسانية المختلفة أكثر من البيانات والأرقام؛ لأن كل هذه الجوانب تتقاطع في النهاية مع فكرة الاغتراب والبحث عن الأمان، مؤكدة أن «التمثيل والعمل الإنساني بالنسبة إليها وجهان لعملة واحدة، لأن كليهما يقوم على الفهم والتعاطف مع البشر».

 

####

 

«رحلة فى عوالم شاهين».. مئوية ميلاد الأسطورة

خلال جلسة حوارية بـ «الجونة السينمائي»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

أقيمت في الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي جلسة حوارية احتفالية بمئوية ميلاد المخرج الراحل يوسف شاهين، بحضور عدد كبير من نجوم وصناع السينما، الذين شاركوا ذكرياتهم وتجاربهم معه، متحدثين عن أثره الكبير في حياتهم الفنية وكيف أثرى خبراتهم وإبداعهم.

تحدث المخرج المغربي داوود أولاد السيد عن شاهين قائلًا: «المغاربة يعشقون المصريين، ويوسف شاهين مخرج عبقري لن يعوض، أفلامه مميزة وخياله السينمائي لن يتكرر، ولهذا السبب ستظل أعماله خالدة لفترة طويلة جدًا».

وأضاف المخرج التونسي فريد بو غدير: «تعلمت من يوسف شاهين الكثير، فقد غير حياتي ونظرتي للسينما، كما أثر على نظرة العديد من المبدعين العرب تجاه الفن السابع. بعد مشاهدة فيلمه (باب الحديد) في أحد النوادي السينمائية بتونس، أصبح حافزًا لكل صناع السينما في تونس، وأثبت أننا كعرب قادرون على تقديم أعمال عالمية».

وأشار فريد بو غدير إلى أنه كمحاضر في أحد المعاهد المتخصصة، يعتبر يوسف شاهين وأفلامه منهجًا يستشهد به في المحاضرات، وخصوصًا فيلم (باب الحديد)، الذي يمثل نموذجًا فنيًا ملهمًا للأجيال الجديدة من صناع السينما.

ونوه المنتج المصري جابي خوري إلى تجربته الشخصية مع شاهين قائلًا: «غير حياتي بالكامل، كنت مهندس كهرباء وأدرس الهندسة، وعندما عدت إلى مصر، طلب مني أن أتعلم صناعة السينما على يديه، وعرض على أن يدرس لي يوميًا، اقترحت أن أحصل على ألف جنيه شهريًا، لكنه قال إنه سيفكر في العرض ولا يتحدث مرة أخرى عن الأجر».

وأضاف: «يوسف شاهين كان يفهم كل تفاصيل صناعة السينما، من التصوير والإنتاج إلى المونتاج والموسيقى، وقد قام بتلحين أغنية، لكن لا يمكنني الكشف عنها».

وتحدثت الفنانة يسرا عن تجربتها مع شاهين قائلة: «شاركت معه لحظة تحميض الفيلم في المعمل، وكان صاحب رؤية وخبرة واسعة جدًا، يعرف جودة التحميض بمجرد لمس الشريط. في فيلم «إسكندرية كمان وكمان» كنا نقرأ أول اسكربت، وتحدث عن هاملت، وكان دائمًا ملهمي».

وأضافت يسرا: «يوسف شاهين حالة فنية لن تتكرر، دكتاتور في شغله، جدع وفنان بكل المعاني، يمنح كل من يتعامل معه التحدي ليقدم أفضل ما لديه، يحب الفن ويقدره، ويعتبر الممثل أداة لتوصيل رسالته للناس. ترك داخلي أثرًا كبيرًا، وأفتقده جدًا، قوته كشخص وفنان تجعله قادرًا على أن يجعل الممثل ينفذ رؤيته دون الحاجة لطلبها».

وأكد محمود حميدة أن العمل مع يوسف شاهين كان بمثابة تجربة استثنائية شكلت وعيه الفني والإنساني، مشيرًا إلى أن شاهين كان يمتلك قدرة نادرة على فهم الممثل من الداخل، ومعاملته كإنسان قبل أن يكون أداة في الفيلم، وهو ما جعله من أهم المخرجين في تاريخ السينما العربية.

 

####

 

تكاليف الإنتاج تتضاعف والتوزيع أكبر أزمة ..

تحديات صناعة السينما المصرية في ندوة بمهرجان الجونة

الجونة ـ «سينماتوغراف»

شهدت فعاليات اليوم الثالث من الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي ندوة نقاشية موسعة بعنوان "تحديات صناعة السينما المصرية"، شارك فيها عدد من أبرز صناع السينما، من بينهم المنتج محمد حفظي، وعلا الشافعي المشرف على لجنة المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الكاتب عبد الرحيم كمال رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وأحمد سيد بدوي رئيس لجنة مصر للأفلام، والمنتجة شاهيناز العقاد.

ناقشت الندوة أبرز أزمات الصناعة وسبل تطويرها في ظل التحديات الإنتاجية والرقابية، إلى جانب الجهود المبذولة لجعل مصر وجهة جاذبة لتصوير الأعمال العالمية.

تحدث المنتج محمد حفظي عن الأزمات التي تواجه سوق السينما المصري، مشيرًا إلى أن الصناعة تعاني من خلل في التنظيم والتوزيع، لكنه أكد أن المشاركة في المهرجانات السينمائية الكبرى تساعد في دعم الصناعة عبر الانفتاح على تجارب إنتاجية جديدة.

كما تطرق إلى الفروق بين تصوير الأعمال في الدول العربية والأجنبية مقارنة بمصر، موضحًا أن "التنظيم والتسهيلات هما مفتاح التطوير، ومصر بدأت فعلًا تخطو خطوات جادة في الملف ده".

وفي تصريحات خاصة على هامش الندوة، عبّر حفظي عن سعادته بردود الأفعال الإيجابية التي حصدها فيلمه “كولونيا” بعد عرضه ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، مؤكدًا أن العمل يمثل تجربة مختلفة وفخورة بها الصناعة المصرية.

وأوضحت علا الشافعي المشرف على لجنة المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن أزمة السينما المصرية معقدة ومتكررة، قائلة: “حضرت عشرات المؤتمرات عن أزمة الصناعة، لكننا بنتكلم دايمًا عن نفس المشاكل بدون خطوات عملية”.

وأكدت أن المشكلة الحقيقية تكمن في المنظومة نفسها، مشيرة إلى كارثة ضياع أجزاء من أرشيف السينما المصرية، بالإضافة إلى أزمة قلة عدد قاعات العرض، قائلة إن “صناعة السينما مش هتنهض من غير خطة شاملة لإصلاح البنية التحتية”.

بينما أكد الكاتب عبد الرحيم كمال، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، أن دور الرقابة في مصر يُساء فهمه أحيانًا، موضحًا: “الرقابة مظلومة منذ تأسيسها، لأنها مش ضد الصناعة، بالعكس، هي جزء منها، هدفها تسهيل الأمور طالما النص ما فيهوش مخالفات صريحة”.

وأضاف أنه فوجئ بعد توليه المنصب بعدد النصوص الكبير التي تُعرض على الرقابة يوميًا، معتبرًا ذلك دليلًا على حيوية السوق المصري رغم التحديات.

وروى كمال موقفًا طريفًا من تجربته عندما انتقل من كاتب إلى رقيب، قائلًا: “كنت براجع مسلسل ليا اسمه قهوة المحطة، وفي المونتاج لقيت جملة لازم تتشال، فاضطريت أشيلها رغم إني الكاتب، لأن دوري كرقيب فرض علي ده”.

وفي تصريحات لاحقة، أكد كمال أن مناقشة التحديات داخل مهرجان الجونة خطوة مهمة، لأنها تجمع صناع القرار مع المبدعين في مساحة واحدة للحوار الحقيقي.

استعرض أحمد سيد بدوي رئيس لجنة مصر للأفلام، الجهود التي تبذلها اللجنة لتسهيل تصوير الأعمال الأجنبية في مصر، موضحًا أن اللجنة تأسست عام 2017 بتوجيهات رئاسية لإدارة ملف التصوير بشكل مؤسسي.

وقال بدوي: “بدأنا بأفلام قصيرة ووثائقية، وبعد كده بقينا نتعامل مع شركات عالمية كبيرة زي “mission impossible”، اللي تم تصوير جزء منه في مصر”.

وأضاف أن هناك مشروعًا عالميًا جديدًا يتم تصويره حاليًا في مصر عن العراق، بالتعاون مع وزارة الدفاع، بعد الانتهاء من أكثر من 50 يوم تصوير، مؤكدًا أن سرعة استخراج التصاريح والتنسيق بين الجهات الحكومية جعلت مصر بيئة آمنة وجاذبة للتصوير الدولي.

وتحدثت المنتجة شاهيناز العقاد عن التحديات التي تواجه المنتجين في السوق المصري، مشيرة إلى أن الإنتاج المستقل يعاني من صعوبات في التمويل والتوزيع وغياب الدعم المؤسسي.

وأكدت أن الحل يبدأ من خلق بيئة تشجع على الاستثمار في السينما كصناعة حقيقية، وليس كترف ثقافي، مشيدة بدور المهرجانات في فتح حوار بين المبدعين والمنتجين وصنّاع القرار.

 

####

 

«يونان» يفوز بجائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية

في مهرجان «الجونة السينمائي»

الجونة ـ «سينماتوغراف»

فاز فيلم يونان، ثاني أفلام المخرج أمير فخر الدين، بجائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية في دورتها السابعة، وذلك خلال حفل الإعلان عن الجوائز الذي أُقيم ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي.

وفي رسالة مصوّرة خلال الحفل، عبّر المخرج أمير فخر الدين عن امتنانه للجنة التحكيم ومركز السينما العربية وEFP، قائلاً: "إنه تكريم جميل للغاية. أن يحتضن النقاد العرب فيلم يونان أيضاً، فهذا أمر مؤثر جداً بالنسبة لي. ربما يعني هذا أن الفيلم قد وجد طريقه إلى موطنه أخيراً."

وتسلمت الجائزة نيابةً عنه المنتجة دوروثي باينماير (Red Balloon Film – هامبورغ، ألمانيا)، التي قالت: "يونان هو الفيلم الثاني لأمير فخر الدين، وكفيلمه الأول الغريب، فهو عمل بطيء الإيقاع وصامت وحزين. حكايات أمير ليست صاخبة، لكنها تُروى بأكثر الطرق شاعرية ورهافة وتلامس القلب بعمق. أفلامه تُبطئني وتجعلني أتأمل وأعيد التفكير فيما أراه، في كل مرة أشاهدها أكتشف زاوية جديدة وطبقة أخرى من المعنى. أمير راصدٌ بارع وسارد حكيم، روحٌ عجوز في جسد شاب، وأنا أتطلع بشغف لإنتاج الفيلم الثالث في ثلاثيتنا.

يروي فيلم يونان قصة رجل عربي يصل إلى جزيرة نائية في بحر الشمال بنية إنهاء حياته، لكنه يواجه مجتمعًا ألمانيًا محافظًا ومهمشًا وقوة الطبيعة التي تزعزع قراره وتعيد تشكيل نظرته للعالم. ما يبدأ كرحلة عزلة يتحول إلى مواجهة فلسفية مع الذات والآخر تكشف عن مواضيع الاغتراب والصدمة والتجدد.

صُوّر الفيلم وسط مناظر طبيعية قاسية وجميلة في شمال أوروبا، تجسّد إحساس البطل بالمنفى الداخلي، ويقول فخر الدين إنه أراد من خلال الفيلم استكشاف الفراغ الذي ينشأ حين تتلاشى الألفة ويتهشّم الشعور بالانتماء، فلا يبقى سوى الصمت.

 

موقع "سينماتوغراف" في

19.10.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004