ملفات خاصة

 
 
 

«كولونيا»… الرائحة الثقيلة لقسوة الآباء

رامي عبد الرازق

الجونة السينمائي

الدورة الثامنة

   
 
 
 
 
 
 

في نهاية فيلم كولونيا أورائحة أبي كما تُرجِم للإنجليزية، يهدي صانع الفيلم الكاتب والمخرج والمنتج المصري محمد صيام أول أفلامه الروائية الطويلة إلى “كل الآباء”. وهو إهداء يحاول أن يمنح ذروة الفيلم عمقًا شعوريًا لا يتسق وبنية الفيلم أو شخصية الأب فيه التي جاءت مُنفِّرة وغير مفهومة وخشنة بلا مبرر.

لكن الإهداء نفسه عن دون قصد، جاء منسجمًا مع تيمة محاكمة الأب التي تتجلى بوضوح في الأفلام المصرية المشاركة في مختلف برامج ومسابقات الدورة الثامنة لمهرجان الجونة المقام بين يومي 16 و24 من أكتوبر الجاري. فمن الأسئلة المعلقة حول رحيل الأب الغامض في فيلم “المستعمرة” أول الأفلام الروائية لمحمد رشاد، إلى محاولة استيعاب وجودية لمشاعر الخوف من غياب الأب التي تطلقها المخرجة يمنى خطاب في الوثائقي الأول لها “50 متر” عبر حوارها الطويل مع أبيها، وإعادة إنتاج حكايات الأم الراحلة عبر محاصرة الأب في زاوية الذاكرة والتاريخ، وإعادة اكتشافه ككيان مستقل عاش طويلاً في ظل الأم حتى انكشف عنه رعب الواقع المؤلم بعد غيابها وذلك في الوثائقي الثاني ضمن مشروع “الهوية والذات” للمخرج نمير عبد المسيح، وصولاً للفزاعة التي ترتدي جلباب الأب المتوفى المحشو بالقش في استعادة تحاول أن تذهب باتجاه الشعر قليلًا فيهابي بيرث داي“.

نحن إذن في اجتماع مجلس آباء سينمائي لا يمكن تجاهله، وبالتالي يسهل استعارة إهداء صيام “إلى كل الآباء”، ليكون أقرب لمظلة يصطف تحتها كل آباء التجارب الأخرى التي تشاركه عروض الفعالية، خاصة وأن هذاكولونيا هو الفيلم الخامس في سياق محاكمة الأب.

اليوم السابق

بعد أن يبدأ الفيلم بحلم أو رؤيا يرى فيها البطل فاروق (أحمد مالك) نفسه ملقى على شاطئ البحر وسط أجواء كابوسية زرقاء، يستيقظ على وجه أخيه الأكبر وهو يسأله (أبوك فين؟) وبعد رحلة بحث قصيرة نكتشف أن الأب ميت بكامل ملابسه في سيارته التي نعرف فيما بعد أن الابن ولد بها؛ ليبدأ السؤال الذي تستند إليه الحكاية: ماذا حدث في الليلة الأخيرة بين الأب وابنه؟

ربما كانت واحدة من مشكلات هذه التجربة الأساسية هو عنوان “اليوم السابق” الذي يؤطر كامل الزمن الفيلمي تقريبًا بعد الافتتاحية التي أرادت أن تكون مشوقة وجاذبة، ونعني به (في اليوم السابق)؛ فالسرد في محاولته للحفاظ على وحدة الزمان: اليوم الأخير في حياة الأب، والمكان: المدينة الساحلية/ بيت العائلة، يضطر إلى أن يخنق الموضوع بكم كبير من التفاصيل المنقولة حواريًا بشكل مسرحي جدًا، كي يتمكن المتفرج من التعرف، ليس فقط على تاريخ الشخصيات المشترك، ولكن أيضًا على أزمة البطل المبهمة وأسباب الكراهية الغامضة والمريبة التي يكنها له الأب.

والمواجهات الحوارية التي تكثر في أي تجربة من المفترض أنها تعتمد بالأساس على السرد البصري القائم على توظيف مكونات وعناصر الصورة قبل أن كلمة تخرج من أفواه الممثلين، يظل قاصرًا عن التعبير الشعوري المنفتح على ما هو أكثر من مجرد المعلومة المنطوقة أو السؤال الصريح والجواب المراوغ.

يعود الأب بعد ستة أشهر في غيبوبته، فنجده يعامل ابنه الأصغر بشكل خشن وفج، بينما لا يخفي الابن ضيقه ونفوره من تلك العودة وكأنه كان يتمنى ألا تحدث

الأب الذي يقوم بدوره الممثل الفلسطيني كامل الباشا في خيار فني غير موفق إطلاقًا على مستوى اللهجة والصوت والأداء الميلودرامي المفتعل، يبدو ظاهريًا كارهًا لكل خيارات ابنه الأصغر؛ سواء تركه لدراسته أو إدمانه للمخدرات. يبلغنا الحوار أنه سبق وأن قُبض على الابن في قضية تعاطي أخرجها منه الأب، ورفض الأب للفتاة التي ترتبط بابنه في علاقة عاطفية/جنسية – أو على حد تعبير الأب (بنت شِمال). بينما يبادله الابن نفس مشاعر النفور لسبب سوف تفصح عنه المواجهة الحوارية أيضًا في مرحلة متقدمة، وهي أن الأب حرمه من وداع أمه في مرضها الأخير، وكذب عليه بشأن موتها، ثم مزقه بقسوته الدائمة عقب الرحيل.

ونشير هنا إلى نمطية الصراع بشكل كبير، خصوصًا أن تيمة محاكمة الأب سبق لها وأن تناولت هذا النوع من سياقات العلاقة المشوهة بين أب قاس وابن نافر غير مستوعب. وحقيقة لم يأت الفيلم بجديد على مستوى معالجة التيمة أو العلاقة المعقدة. وهي إشارة تُضاف إلى عناصر البناء الشكلي والموضوعي التي تأثرت بمنطق الليلة الواحدة. فضيق المساحة الزمنية التي انحشرت فيها الحكاية لم يسمح للمعالجة أن تتحرر من أسر الطرح التقليدي

أضف إلى هذا وحدة المكان؛ فغالبية مشاهد المواجهة داخل البيت – نظرًا لمرض الأب- باستثناء مشهد مصارحة الابن بخيانة أمه الذي قُدم في كازينو على البحر. أضفى هذا على الفيلم شكلًا مسرحيًا واضحًا، خصوصًا الصورة التي حاول المخرج توظيف أدواتها مثل الضوء الأزرق القادم من الخارج – رغم أننا ليلة عيد الأضحى والقمر لم يكتمل بعد- أو صوت وقطرات المطر التي تشي بعاصفة عاتية، أو كركبة الديكور دلالة على القدم والإهمال وتراكم الوقت بلا طائل، وانفصال الشخصيات في الكادرات أثناء التراشق الحواري (أي كل شخصية تنفرد بالكادر أثناء التراشق لبيان أن كل منهم مُصر على موقفه). كل هذا لم يفلح في انتشال الإيقاع من الرتابة الحوارية البغيضة، ولا الشكل المسرحي غير المبهج سينمائيًا.

ناهيك عن الأداء المفتعل لكامل الباشا، والتأرجح الأدائي – غالبًا بسبب التوجيه الإخراجي- لأحمد مالك رغم كونه صاحب طاقة عالية في التشخيص.

خلاصة القول فيما يتعلق باختيار شكل الزمن هو أن الإصرار على أن تكون الليلة الأخيرة هي بيئة الوقت الممنوحة للسؤال/المحاكمة من أولها لآخرها، أضرت كثيرًا ببقية العناصر الدرامية لأنها منحت الحوار والمواجهات المفتعلة مساحة أوسع مما تستحق، ولم تسمح لعناصر وأدوات أخرى أن تعيد تقديم واكتشاف الحكاية بصورة طازجة على مستوى المشاعر والوجدان.

ويكفي أن نضع منتج الحكاية أو المحاكمة الشعوري في ميزان الزمن، فهل كان نتاج المواجهة أو المحاكمة سيتغير لو أن البطل واجه أباه على مدار أسبوع كامل مثلًا وليس ليلة واحدة؟ الإجابة غالبًا هي لا. أولًا لأن كلاهما لا يعرف على وجه اليقين أنها الليلة الأخيرة، كما أن حجم الأحقاد التي يكنها كل منهم للآخر أكبر من أن تحتويها مساجلاتهما الكلامية. وبالتالي كان ضيق الوقت عاملًا ضد وليس مع الحكاية.

النقاب

في مشهد يختصر البعد الاجتماعي والنفسي لشخصية سارة التي من المفترض أنها حبيبة/عشيقة فاروق، نراها وهي ترتدي النقاب في السيارة على ملابسها الملونة القصيرة بعد أن مسحت المكياج الكثيف التي تضعه، ثم تهبط من المركبة وهي فتاة أخرى تمامًا على مستوى الشكل. بالطبع لا يحتاج هذا التحول إلى شرح، بل على العكس يُحسب على مستويات كثيرة لمبدأ التكثيف البصري لغرض درامي واضح وهو الوقوف على حقيقة الحياة المزدوجة التي تضطر هذه الفتاة لأن تحياها نظرًا لواقعها الاجتماعي.

هذا التعبير البصري المكثف – للأسف- لا نراه يتجلى بشكل مبهج إبداعيًا في بقية فصول الفيلم. ليس فقط على مستوى المواجهات كما أشرنا، ولكن على مستوى الكشف عن حقيقة ما يعتمل في دواخل الثنائي المقدس (الأب والابن). في البيت الابن يصارح أباه حواريًا بحقيقة أنه كان يمول علاج غيبوبته، وفي الكازينو يصارح الأب ابنه بأن أمه كانت امرأة خائنة، في لي عنق واضح للنقاش بينهما من أجل أن تتوافر المعلومة حواريًا على لسان الأب مع اقتراب الليلة من نهايتها.

على ما يبدو أن السرد حاول أن يحافظ على مبدأ أن لكل شخصية وجهان من المنطق أو التبرير، الابن لديه منطق النفور بسبب معاملة الأب الخشنة، ووجه آخر هو المحبة الخالصة بحكم رابطة الدم والتي لا تسمح له أن يترك أباه دون علاج حتى لو كان من أرباح المخدرات. والأب يملك منطقًا ظاهريًا لكراهية الابن سببه أن الابن منحرف ومدمن وفاشل دراسيًا واجتماعيًا، ووجه آخر هو شكه في أن ابنه الأصغر ليس من صلبه لأن الأم كانت خائنة – بسبب خيانة الأب لها فيما قبل- وبالتالي يصبح هذا الشك غير المعلن هو السبب في الكراهية المتجددة تجاه الابن عبر ساعات الليلة الأخيرة.

وعلى نفس القياس لدينا وجه سارة العشيقة المنطلقة المنفلتة القادرة على أن تسيطر كلاميًا وشعوريًا على فاروق – بادعائها أنها حامل منه رغبة في أن تتزوجه- وفي نفس الوقت لدينا وجهها الاجتماعي الذي يرتدي النقاب لضمان أمنها الجسدي والنفسي أمام عائلتها.

حتى تاجر المخدرات الذي يتعامل معه فاروق نكتشف أنه رجل عابر جنسيًا (ماجد/ماجي) أي يملك هو الآخر وجهان أو منطقان أو حقيقتان، يجتهد لإخفاء واحدة وإبراز الأخرى.

ربما كان هذا الفيلم محاولة حسنة النية للوقوف على جانب مختلف من تيمة محاكمة الأب، لكن لم تتوفر لها السياقات الجمالية التي تمنحها رونقًا إبداعيًا يسهل اكتشافه أو التأثر به، أو يوفر لحساسية المتفرج كم التواصل الشعوري والفكري المطلوب من أجل الفهم والاستمتاع.

ثم هل يمكن ربط كل ما سبق بعنوان الفيلم باللغة العربية “كولونيا”؟ أي رائحة العطر التي يرشها الابن للتخلص من رائحة الأب الثقيلة عقب عودته من الغيبوبة.

من الممكن بالفعل. ولكن نتيجة لازدحام الزمن الفيلمي بالثرثرة الحوارية، لا شك أن مثل هذه الإشارات الشعرية تاهت في وسط بحر الكلام. خاصة لو نظرنا إلى العنوان الإنجليزي “رائحة أبي” الذي يعطي معنى يتردد بين السلب (أي كراهة تلك الرائحة) أو الإيجاب (افتقادها بعد الرحيل)، رغم أن فاروق يغسل السيارة في اليوم التالي للوفاة لكي يتخلص من الرائحة ظاهريًا، وإن كانت على ما يبدو سوف تظل عالقة في ذاكرته لأنه لم يكن سعيدًا بذلك ولأنه توقف موليًا السيارة ظهره وبكى حتى نزول تتر النهاية.

يمكن القول أن تجربة كولونيا ربما كانت غير موفقة شعوريًا بالقدر الذي يوفر حميمية الاستغراق النفسي والذهني في معالجة جديدة لتيمة تكرر طرحها كثيرًا، وتحتوي، مثل كل التجارب الأولى، على شكوك في أدوات التوصيل. وهو ربما ما دعى صانع الفيلم للتفسير بأضعف الأدوات: الحوار، كأنه واجب مدرسي يجب إنجازه.

لكن – للإنصاف – فالتجربة تحاول أن تعبر عن اختبار صانعها لإمكانياته، وتكشف عن بعض من جوانب رؤيته التي لا تزال في طور التشكل، وبالتالي يمكن اعتبارها مغامرة على الطريق لأن تصبح الكاميرا قلمًا تشغله حميمية الصورة في مقابل ضوضاء الكلام.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

19.10.2025

 
 
 
 
 

تكريم منة شلبي.. وماستر كلاس لشريف عرفة..

وأفلام من 42 دولة تضىء المهرجان:

الجــونة 8 شمس السينما تشرق من جديد

كتب هبة محمد على

بعد سنوات من الحضور القوى على خريطة المهرجانات العالمية، انطلقت الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائى والممتدة حتى 24 أكتوبر تحت شعار (سينما من أجل الإنسانية) وهو الشعار الذى رفعه المهرجان منذ دورته الأولى ليعبر عن رؤيته التى تدمج بين الفن والإنسانية، ليتحول المهرجان بمرور الوقت إلى منصة حقيقية للفن الواعى، ومنبر للحوار الثقافى والنقدى، وعلى مدار الأيام التسعة فى هذه الدورة، يجتمع صناع السينما ليثبتوا أنها ليست ترفًا، بل قوة ناعمة تصنع وعيًا، وتفتح نوافذ الأمل أمام المواهب الشابة من خلال حصولهم على منح ودعم إنتاجى من منصة (سينى جونة) فى خطوة تساهم بشكل حقيقى فى تشكيل الخريطة السينمائية المقبلة، وقد تميزت هذه الدورة بتنوع استثنائى فى برمجتها التى سعت إلى تعزيز الرابط بين الفن والإنسانية، مع التركيز على قضايا محورية تهم الجمهور مثل الأمن الغذائى، والقضية الفلسطينية، والاحتفاء بالتراث السينمائى العربى.

كما حملت هذه الدورة طابعًا خاصًا بتكريم النجمة «منة شلبي» بجائزة الإنجاز الإبداعى، احتفاء بمسيرتها الغنية بالأدوار المؤثرة والمغامرة الفنية التى خاضتها بشجاعة وصدق، وفى السطور التالية نتعرف على أبرز ما ينتظر الجمهور فى الدورة الثامنة من المهرجان.

> سينما تتجاوز الحدود

 يشارك فى المهرجان هذا العام نحو 70 فيلمًا من 42 دولة، بين روائى طويل ووثائقى وقصير، إلى جانب الاختيار الرسمى خارج المسابقة، والبرنامج الخاص، بجوائز تصل قيمتها إلى 230 ألف دولار ما يجعلها واحدة من أغنى الدورات إنتاجًا ومضمونًا، وقد اختارت إدارة المهرجان فيلم (عيد ميلاد سعيد) من إخراج «سارة جوهر» وبطولة «نيللى كريم» ليفتتح المهرجان يوم الخميس الماضى، وهو العمل المرشح لتمثيل مصر فى جوائز الأوسكار، ويحمل رؤية إنسانية عن الوحدة والبحث عن الذات وسط ضجيج الحياة المعاصرة، وبخلاف فيلم الافتتاح فالقائمة متخمة بالأفلام التى تمثل عرضًا عالميًا أول سواء العالمية أو المصرية مثل (السادة الأفاضل) من إخراج «كريم الشناوي» وبطولة «محمد ممدوح وطه دسوقي»، والذى يستضيف المهرجان عرضه الجماهيرى الأول قبل انطلاقه فى السينما أو (كولونيا) المشارك فى المسابقة الرسمية من إخراج «أحمد صيام» وبطولة «كامل الباشا وأحمد مالك»، بالإضافة إلى اهتمام المهرجان بعرض أهم أفلام العام الفائزة بجوائز عالمية، مثل الفيلم الإيرانى (حادث بسيط) إخراج «جعفر بناهي» الحائز على جائزة السعفة الذهبية، والفيلم الكولومبى (شاعر) إخراج «سيمون ميسا سوتو» الحائز على جائزة لجنة التحكيم فى مسابقة نظرة ما فى مهرجان كان، والفيلم الشاعرى (أب أم أخت أخ) للمخرج «جيم جارموش» الحائز على جائزة الأسد الذهبى فى مهرجان فينيسيا.

 > (سينما من أجل الإنسانية) قضايا تتحدث بكل لغات العالم

تكرس الدورة الثامنة موضوعها الرئيسى لقضية الأمن الغذائى، فى تزامن مع اليوم العالمى للأغذية، لتؤكد أن السينما يمكن أن تكون أكثر من وسيلة ترفيه، بل أداة للوعى والتغيير، ومن خلال أفلام وجلسات نقاشية، يسعى المهرجان لتسليط الضوء على حق الإنسان فى الغذاء والكرامة، وسيتم ذلك بالشراكة مع منظمات دولية وإنسانية، حيث يشهد المهرجان تعاونًا جديدًا مع برنامج الأغذية العالمى للأمم المتحدة تحت شعار (الأمن الغذائى للجميع) من خلال فعاليات فنية وإنسانية متعددة، أبرزها عرض فيلم توثيقى فى حفل الافتتاح، ومعرض تفاعلى بعنوان (عيش) يستكشف رمزية الخبز كقيمة إنسانية واجتماعية، إضافة إلى تنظيم فعالية خيرية بعنوان (جولة الجونة من أجل الإنسانية) بمشاركة نجوم الفن وعدد من الشخصيات العامة لدعم جهود البرنامج فى محاربة الجوع، كما يعود البرنامج الإنسانى الأهم (نافذة على فلسطين) ليؤكد التزام المهرجان الدائم بالدفاع عن القضايا العادلة عبر الفن، فى وقت يشهد العالم العربى تحولات كبرى، ويضم هذا البرنامج سبعة أفلام وثائقية تستعرض واقع الفلسطينيين، خاصة فى قطاع غزة، وتعبر عن التحديات اليومية لسكانه، وستكون الأفلام المشاركة (الحياة ألوان تحت السماء) للمخرجة «ريما محمود» و(غزة إلى الأوسكار) للمخرج «علاء دمو» و(حسن) لـ«محمد الشريف» و(أحلام صغيرة جدًا) لـ«اعتماد وشاح» و(الأمنية) لـ«أوس البنا» و(أحلام فرح وزهرة) لـ«مصطفى النبيه» و(حكايات غير مكتملة) لـ«نضال دمو»​.

> ندوات ونقاشات

ينظم مهرجان الجونة السينمائى ثلاث جلسات حوارية، الأولى للنجمة العالمية «كیت بلانشیت» الحائزة على جائزتى أوسكار وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامیة لشئون اللاجئين، حيث تحاورها الإعلامية «ریا أبى راشد» وذلك بعد تكريمها من المهرجان بجائزة (بطل الإنسانية) لتتحدث عن رحلتها الفنية والإنسانية، حيث تسلط هذه الجلسة الضوء على التزامها بمبدأ السينما من أجل الإنسانية، وكیف یمكن لسرد القصص أن یتجاوز الحدود، ویوقظ التعاطف، ویقود إلى التغییر المنشود، أما الجلسة الحوارية الثانية فستكون لـ «منة شلبي» التى يكرمها المهرجان بجائزة الإنجاز الإبداعى، ويديرها المخرج «كريم الشناوي» وفى هذه الجلسة تتأمل «منة» مسيرتها الفنية، وحرفیتها، والخیارات التى جعلت منها صوتا مؤثرا فى المشهد المعاصر ونموذجًا ملهمًا لجیل جدید من الفنانین.

وستكون الجلسة الحوارية الثالثة مع المخرج «شریف عرفة» وفيها یتأمل «عرفة» فن الحكى والتعاون الفنى ورؤیته لمستقبل صناعة السینما العربیة، مقدمًا للجمهور فرصة نادرة لاكتشاف عقلیة واحد من أعظم المخرجین المصريين.

>احتفالية مبكرة بمئوية يوسف شاهين

فى 25 يناير 2026 أى بعد حوالى ثلاثة أشهر تحل مئوية «يوسف شاهين» الأب الروحى لموجة جديدة من السينما، وقد قرر مهرجان الجونة فى دورته الثامنة أن يحتفى بها مبكرا، وذلك عبر برنامج خاص يتضمن عروضا لأبرز أفلامه، إلى جانب مجموعة من الأفلام التى قدمها مخرجون آخرون تأثروا بفنه، وندوات تتناول أثره فى تشكيل السينما العربية المعاصرة، بالإضافة إلى معرض (باب الحديد) الذى يؤرخ بشكل مختلف لفنه الخالد.>

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

19.10.2025

 
 
 
 
 

كيت بلانشيت من الجونة: مصر لعبت دورا قياديا ورائعا في أزمات اللاجئين..

ويجب أن نشكرها على تحمل المسئولية

أحمد فاروق:

•• العالم مخيف ومرعب.. وتلمسني قضية المجتمع الفلسطيني الذي يسعى للاستقلال والعودة
••
كثير من اللاجئين يفتقدون وطنهم ويريدون العودة لحياتهم الطبيعية

أقيمت صباح اليوم جلسة حوارية مع النجمة العالمية كيت بلانشيت بمهرجان الجونة السينمائي، أدارتها الإعلامية اللبنانية ريا إبي راشد.

كيت بلانشيت، وصلت الجونة يوم السبت لحضور السجادة الحمراء لفيلمها (أب، أم، أخت، أخ) إخراج جيم جارموش، وتكريمها بجائزة "بطل الإنسانية" تقديرًا لالتزامها برفع الوعي حول قضايا النزوح القسري.

خلال الجلسة التي امتدت 60 دقيقة، تحدثت كيت بلانشيت عن عملها كسفيرة للنوايا الحسنة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفضلت أن تكون البداية بتوجيه الشكر للدولة المصرية على دورها القيادي، الذي تلعبه في إقامة السلام بين دولتين متنازعين، ولاستضاقتها الكثير من السودانيين على أرضها: (مصر تلعب دور قيادي ورائع خاصة في أزمات اللاجئين، تحملت مسؤوليتها تجاههم، وهذا أمر في غاية الأهمية، ما تقوم به مصر يجب الاهتمام به ونشره، ويجب أن نشكر مصر) .

فيما أوضحت أن كل قضايا اللاجئين تلمسها خاصة المجتمع الفلسطيني الذي يسعى للاستقلال والعودة لوطنهم، لافتة إلى أن هناك فرص هائلة تضيع، ويجب استغلالها ليكون هذا العالم أفضل.

وأكدت بلانشيت أنها تعمل منذ ٨ سنوات مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وخلال هذه الفترة تزايدت أعداد اللاجئين، ولذا من المهم أن نقدم الدعم المادي والنفسي لهم، لما يتعرضون له من أزمات خاصة بسبب التغير المناخي، مشيرة إلى أن العالم مخيف ومرعب، وكثير من اللاجئين يفتقدون وطنهم ويريدون العودة لحياتهم الطبيعية.

وتابعت بلانشيت: رؤيتي لكثير من الجنسيات، المختلفة في بلدي الأم أستراليا هو ما جعلني أشارك في العمليات الإنسانية، وكان هناك نوع من الكرم، بدلا من الشعور أنهم غرباء، لكن هناك كثير من الأمور تغيرت، يمنعون قوارب اللاجئين الذين يبحثون عن الأمل والحياة من الاقتراب للشواطئ، وهذا أمر مبالغ فيه، مشيرة إلى أنها جسدت هذه الأزمة في مسلسل تلفزيوني يعرض على الشاشة بعنوان (بلا دولة) وكانت شخصية البطلة لا تحمل هوية ولا مستندات، وتم التعامل معها بطريقة غير إنسانية من قبل الشواطئ في أستراليا.

وطالبت كيت بلانشيت على أن يتم التعامل مع اللاجئين بقدر أعلى من الإنسانية، وعلى عالم السينما أن يعمل من أجل الإنسانية وتقديم قصص هؤلاء البشر الذين يحتاجون تسليط الضوء على تجربتهم، لافتة إلى أن صناعة السينما والتلفزيون ليست فقط من أجل تقديم القصص والروايات الخيالية، ولكن يجب أن تتعامل مع الحياة والبشر. نعم مهمتنا إسعاد وإنتاج الناس، ولكن لا يجب أن نغفل في المقابل ما يحتاجه الناس.

وأكدت بلانشيت أنه لم تشعر بفرق بين أن كونها ممثلة وبين العمل الإنسان، فالممثل جزء من مهمته أن يعكس قصص البشر، والعالم مليء بتجارب انسانية، مشيرة إلى أن الجميع يعمل وتتعاون دائما من أجل تحقيق اليقين في عالم يسوده عدم اليقين، وبالتالي هناك كثير من الأمور يجب أن نقوم بها ليكون العالم أفضل، والسينما قادرة على المشاركة في ذلك.

وأضافت: هناك ملايين النازحين حول العالم، لديهم قصص إنسانية مؤثرة، وعلينا أن نلتقط الأنفاس، وتقديم هذه القصص على الشاشة، لافتة إلى أن اللاجئين رغم الأزمات التي يمرون بها، هم في النهاية بشر لديهم حياة، وكل من التقيتهم وجدت لديهم حس الفكاهة والأمل، وهذا يهمني جدا، وهذا ينعكس على حياتي.

وأشارت بلانشيت إلى إطلاق صندوق دعم النازحين واللاجئين، قبل عامين، وأن الكثير من الممثلين والممثلات، مشتركين فيه، يتعين علينا تعميم قصص هؤلاء النازحين واللاجئين، وتقديمها على الشاشة.

وأضافت بلانشيت : ليس من الضروري أن تتحدث الأفلام بشكل مباشر عن اللجوء، فهناك قصص عن المرأة والطفولة،

وخلال الحوار، تحدثت كيت بلانشيت عن معاناة مفوضوية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في التمويل مثل غيرها من المنظمات الأخرى، مشيرة إلى أن كثير من اللاجئين السودانيين كانوا يعيشون حياة طبيعية وفجأة وجدوا أنفسهم بسبب النزاعات يقيمون في العراء، اسأل نفسي ماذا سيحدث لهؤلاء إذا لم يكن هناك تمويل كافي يغطيهم، وبالتالي يجدون أنفسهم مضطرين للرحيل.

وتسائلت: ماذا نتوقع من البشر إذا توقف الدعم والمساعدات؟

واستطردت: ولولا الدعم الذي تقدمه الدول المجاورة لما استطاعوا الحياة، يجب أن ندعم اللاجئين على أن يعيشوا في أوطانهم.

وحرصت كيت بلانشيت على أن تروي قصص من زياراتها لمخيمات اللاجئين، مؤكدة أنها ذات مرة اصطحبت ابنها معها الى والأردن، وكانت جديدة بالنسبة لنا، كان اللاجئين في غاية الكرم معهما رغم أنهم لايملكون شيئا، مشيرة إلى أن هناك فتاة أهدتها عقد، قضت يوم كامل في صناعته، فقررت الاحتفاظ به لأنه كان كل ما لديها.

وتابعت: عندما نستيقظ كل صباح، يجب أن نحمل في قلوبنا مشاكل اللاجئين، لأن هناك أزمة تحمل مسؤولية من بعض القادة، عند التعامل مع هذه القضية. بعض القادة أحيانا يلجأون إلى الكذب والغش ولكنهم لا يمثلون الأغلبية الساحقة. يجب ألا نتغاضى عن المشاكل التي يعيشها هؤلاء البشر، لأن التاريخ سيسجل كل ذلك. يجب أن يكون لدينا دائما قدرة على التعاطف ومواجهة المشكلات المتعلقة بالنازحين، يجب أن يكون لدينا دائما مشاعر تجاه الأزمات الإنسانية.

لم تنته الجلسة قبل أن تسألها ريا أبي راشد عن ظهورها قبل الشهرة في أحد أفلام النجم الراحل أحمد زكي. ابتسمت كيت بلانشت، وقالت أنها كانت في إحدى فنادق القاهرة، كانت تدرس التاريخ، ولم تفكر في أنها سصبح ممثلة في يوما ما، ولكنها كانت الصدفة.

 

الشروق المصرية في

19.10.2025

 
 
 
 
 

«كولونيا»... يرصد العلاقات «المعقّدة» بين الآباء والأبناء

الفيلم المصري من بطولة أحمد مالك وكامل الباشا

الجونة مصرانتصار دردير

عبر ليلة طويلة تشهد مواجهات حادة بين أب وابنه يستدعيان فيها ذكرياتهما وخلافاتهما القديمة والصورة السيئة التي يحملها كل منهما تجاه الآخر، في دراما عائلية جريئة يقدمها المخرج محمد صيام في فيلمه الطويل الأول «كولونيا» الذي يشارك بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة، وذلك بعد عرضه الدولي الأول مؤخراً بمهرجان «وارسو» السينمائي.

الفيلم من بطولة أحمد مالك، وكامل الباشا، ومايان السيد، ودنيا ماهر، وعبيد عناني، وإنتاج كل من مصر وفرنسا والنرويج والسويد وقطر، وحاز دعماً من مهرجانات عدة من بينها «سيني جونة» ، والمنظمة الدولية للفرنكفونية ومعهد الدوحة.

وأقيم العرض الأول للفيلم بالمهرجان مساء السبت، وصعد أبطال الفيلم ومخرجه على المسرح، وقدمتهم ماريان خوري المدير الفني للمهرجان، حيث تحدّث المخرج محمد صيام موجهاً الشكر لكل الجهات التي ساندت فيلمه، كما قدّم أبطاله، وعلّق الفنان الفلسطيني كامل الباشا قائلاً إنه لا توجد كلمة يقولها سوى «فلسطين»، لترددها بعده الفنانة مايان السيد.

وعبّر المنتج محمد حفظي، أحد منتجي الفيلم من الجانب المصري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بردود فعل الجمهور بالفيلم في عرضه الأول بالمهرجان، حيث اكتملت القاعة الكبرى عن آخرها بالحضور، مؤكداً أنه تلقى ردود أفعال طيبة وإجماعاً على جودة الفيلم بعد أن نال تصفيقاً كبيراً».

ولفت إلى أنه تم «تصوير أغلب مشاهد الفيلم بمدينة الإسكندرية، متمنياً أن تنتهي جولة الفيلم بالمهرجانات حتى يتاح عرضه التجاري للجمهور».

في المشاهد الأولى للفيلم يظهر بطله الفنان أحمد مالك وهو مُلقى على شاطئ البحر، بينما الأب العجوز الذي يجسد دوره الفنان كامل الباشا، يتم تكفينه استعداداً لدفنه، وسط دهشة من حوله، لموته بعد يوم واحد من وصوله إلى بيته، بعد أن قضى 6 أشهر في غيبوبة مَرضية.

عبر «فلاش باك» طويل تبدأ أحداث الفيلم حين يصل الأب إلى بيته ليجد المصعد معطلاً ويضطر ابناه لحمله حتى يصل إلى شقته، وبينما تتردد في الخلفية صلاة عيد الأضحى عبر مكبرات المساجد، يبدي الابن الأكبر «عادل» تعاطفه مع أبيه، فيما يضطر للانصراف إلى بيته بعد أن أوصى شقيقه الأصغر «فاروق» - يؤدي دوره أحمد مالك - بالاهتمام بأبيه، محذراً إياه من أي إهمال يتعرض له الأب، واعداً بعودته وأطفاله بعد صلاة العيد لزيارة أبيه.

هذه الليلة الصعبة يتعنت فيها الابن الشاب المدمن للمخدرات في تعامله مع أبيه الذي ينعته بدوره بأوصاف قاسية ويرفض مساعدته، فلدى كل منهما صورة سيئة عن الآخر، الابن يعتقد أن والده كان يعامل والدته معاملة سيئة أودت بحياتها، مما سبب له صدمة، وتمنى له الموت بدلاً منها. والأب يعده ابناً «عاقاً» و«فاشلاً».

ويتواصل الحوار بينهما في غلظة، لكن مع مرور الوقت تتراجع حالة الجفاء، وتجمعهما مشاهد إنسانية حين يقوم الابن بحلاقة شعر أبيه ويجلس معه في غرفته فيغفو قليلاً على كتفه، ويخرجان معاً إلى البحر ويتناولان طعاماً يحبه الأب ويغنيان معاً في تحول مثير لعلاقتهما.

لا يخفف من وطأة المواجهات بين الأب والابن سوى أغنيات عبد الوهاب القديمة التي يفضلها الأب ويختارها المخرج في خلفية المواجهات بينهما، بينما يرتبط عنوان الفيلم بتلك الزجاجة التي يقتنيها الأب باعتزاز من العطر القديم «الكولونيا».

ويرى الناقد طارق الشناوي أننا بصدد فيلم جريء على مستوى اللغة السينمائية، وأنه يقع في إطار الـ«الدوستوبيا» وهو جنس أدبي يرى أصحابه أن الأرض كلها شر وأحقاد، وهو على النقيض من «اليوتوبيا» التي تعكس الحلم المثالي، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن بناء السيناريو الذي كتبه المخرج محمد صيام، جاء مناسباً؛ إذ يبدأ بموت الأب وهو مسجى على السرير، في أسرة لا يوجد بها أي تواصل حتى بين الشقيقين، الشخصيات عدمية في مجملها ليبدو كل شيء متهالكاً في عمل متشح بالسواد، لكن في داخله لحظات إبداعية يعكسها أداء أبطاله.

ويشير الشناوي إلى «براعة أداء أحمد مالك وقدرته على التلون والتعبير في أعمال متميزة ومتفردة وطازجة»، مؤكداً أن «كامل الباشا فنان بارع في الأداء، لكن يخونه إتقان اللهجة المصرية أحياناً».

ويلفت إلى استعانة المخرج بأغنية من فيلم «سلام يا صاحبي» التي يؤديها الأب وابنه ضمن أحداث الفيلم، وأن حالة الشجن التي تُغلف الأغنية هي نفسها حالة الشجن التي تضمنها فيلم «كولونيا»، مشيراً إلى تميز الموسيقى التصويرية التي ألفتها الموسيقية السورية ليال وطفة.

 

####

 

كيت بلانشيت: العالم يفقد إنسانيته واللاجئون يدفعون الثمن

النجمة الأسترالية تحدثت عن السينما وطبيعة عملها الإنساني

الجونة مصرأحمد عدلي

قالت الفنانة الأسترالية كيت بلانشيت إن أزمة اللاجئين أصبحت من أكثر القضايا إلحاحاً في العالم، بعدما تحولت من ظاهرة محدودة إلى واقع يعيشه ملايين البشر الذين فقدوا أوطانهم ويبحثون عن الأمان، مؤكدة أن العالم اليوم يعيش حالة من الخوف والاضطراب، وأن اللاجئين ليسوا مجرد أرقام، بل بشر لهم قصص وتجارب تستحق الإصغاء، وهؤلاء الأشخاص يفتقدون إلى المساندة في ظل تراجع الدعم الدولي وتزايد حجم الأزمات الإنسانية.

وخلال الجلسة الحوارية التي نظمها مهرجان «الجونة السينمائي»، الأحد، وأدارتها الإعلامية ريا أبي راشد، أكدت الممثلة الأسترالية أنها تعمل منذ ثماني سنوات مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وخلال هذه الفترة تابعت عن قرب حجم المعاناة اليومية التي يعيشها النازحون حول العالم. وترى أن من واجب المجتمع الدولي تقديم الدعم النفسي والمادي لهؤلاء الذين اضطروا إلى مغادرة أوطانهم بسبب الحروب أو التغير المناخي أو الأزمات الاقتصادية.

وأكدت أن الاهتمام بقضاياهم لا يجب أن يقتصر على المساعدات المادية فحسب، بل يمتد إلى احتوائهم إنسانياً ومنحهم الشعور بالكرامة والانتماء.

ووصلت كيت بلانشيت إلى الجونة من أجل حضور العرض الأول لفيلمها «أب أم أخ أخت»، مساء (السبت)، مع حصولها على جائزة «بطلة الإنسانية» قبل أن تشارك في الجلسة الحوارية التي استمرت على مدار ساعة.

وتحدثت بلانشيت عن بدايات انخراطها في العمل الإنساني، موضحة أن التجربة الأسترالية بما تحمله من تنوع ثقافي كانت أحد الأسباب التي دفعتها إلى الاهتمام بقضايا اللاجئين. فالمجتمع الأسترالي عرف منذ عقود موجات متتالية من المهاجرين، وكان في بعض الفترات أكثر انفتاحاً وتسامحاً تجاه الغرباء، لكن السياسات الحديثة اتخذت منحى أكثر قسوة؛ إذ تم منع قوارب اللاجئين الباحثين عن حياة جديدة من الاقتراب من الشواطئ الأسترالية، وهو ما تعتبره تصرفاً غير إنساني يتنافى مع قيم العدالة والرحمة.

وأكدت أن الفن قادر على المساهمة في تغيير نظرة العالم إلى هذه القضايا، معتبرة أن السينما ليست فقط وسيلة للترفيه أو عرض القصص الخيالية، بل هي أداة للتأمل والتأثير وتوسيع دائرة الوعي الإنساني، لافتة إلى أن الممثل لا يؤدي دوراً ترفيهياً فحسب، بل يتحمل مسؤولية أخلاقية في التعبير عن التجربة الإنسانية بمختلف أبعادها، وأن الفنانين يمكن أن يكونوا جسراً للتواصل بين الشعوب عبر القصص التي يقدمونها على الشاشة.

واستشهدت بتجربتها الدرامية في المسلسل التلفزيوني «بلا دولة» الذي تناول أوضاع اللاجئين في أستراليا، حيث جسدت من خلاله مأساة امرأة بلا هوية ولا مستندات تتعرض للنبذ والمعاملة القاسية على شواطئ بلد يُفترض أنه متحضر، مبينة أن العمل الفني كان بمثابة محاولة لتجسيد الواقع ونقل صوت من لا صوت لهم.

وتوقفت بلانشيت عند التحديات التي تواجه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأكدت أن نقص التمويل يمثل إحدى أكبر العقبات أمام استمرار برامج المساعدة. وضربت مثالاً باللاجئين السودانيين الذين كانوا يعيشون حياة مستقرة قبل أن تفرض عليهم الحرب واقعاً جديداً جعلهم يقيمون في العراء، متسائلة عما يمكن أن يحدث إذا توقفت المساعدات أو لم تعد كافية لتغطية احتياجاتهم، موضحة أن استمرار دعم الدول المجاورة لهم هو ما يتيح لهم فرصة البقاء.

كما تحدثت عن بعض تجاربها الميدانية، فذكرت أنها زارت عدداً من مخيمات اللاجئين في أكثر من دولة، واصطحبت أحد أبنائها إلى الأردن ليتعرف عن قرب على أوضاعهم، مؤكدة أن اللاجئين رغم فقرهم كانوا يتحلون بكرم بالغ وإنسانية صادقة، وأن إحدى الفتيات أهدتها عقداً صنعته بيديها كرمز للامتنان، وأن هذه اللفتة البسيطة تركت فيها أثراً عميقاً لأنها عكست روح الكرم رغم القسوة التي يعيشها هؤلاء الناس.

وشددت على أن العالم يمر بأزمة قيادة ومسؤولية، وأن بعض الساسة يتعاملون مع قضايا اللاجئين بطريقة انتهازية أو غير إنسانية، بينما يظل الجانب الأكبر من المجتمعات مؤمناً بالتعاطف والتكافل، مشيرة إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الأزمات السياسية، بل في غياب الإحساس بالآخر، الأمر الذي يتطلب ضرورة استعادة المشاعر الإنسانية والتعامل مع اللاجئين بوصفهم جزءاً من المجتمع العالمي لا عبئاً عليه.

وتحدثت عن أهمية دور السينما في نقل هذه التجارب إلى الجمهور، معتبرة أن الفن قادر على خلق مساحة للفهم والتعاطف تفوق تأثير الخطاب السياسي أو الإعلامي، مؤكدة أن تقديم قصص اللاجئين على الشاشة يساعد في كسر الصور النمطية عنهم؛ لأن لكل منهم قصة فريدة، تحمل بين طياتها مزيجاً من الألم والأمل، والخسارة والإصرار على الحياة.

وأعلنت بلانشيت عن دعمها لصندوق خاص باللاجئين والنازحين أُطلق قبل عامين، ويشارك فيه عدد كبير من الفنانين حول العالم، مؤكدة أن الهدف من هذا الصندوق هو توسيع نطاق الوعي بالقضية وتوفير الموارد لمشروعات الدعم الميداني، مشيدة بموقف مصر، ولعبها «دوراً رائعاً ومتميزاً في قضية اللاجئين من خلال موقفها الإنساني تجاه استضافة أعداد كبيرة من السودانيين الفارين من الحرب، وبما تبذله الدولة المصرية من جهود لدعم قضايا السلام في المنطقة».

وأشارت إلى أن «الأفلام ليست مطالبة بالحديث المباشر عن اللجوء، بل يمكنها تناول موضوعات المرأة والطفولة والتجارب الإنسانية المختلفة؛ لأن كل هذه الجوانب تتقاطع في النهاية مع فكرة الاغتراب والبحث عن الأمان، مؤكدة أن «التمثيل والعمل الإنساني بالنسبة إليها وجهان لعملة واحدة، لأن كليهما يقوم على الفهم والتعاطف مع البشر».

 

####

 

كلود هيرنانديز: دوري في «عندما يصير النهر بحراً» مغامرة إنسانية عميقة

الفنانة الإسبانية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن مشاهد صمتها الطويلة بالفيلم ضرورية

الجونة مصرأحمد عدلي

قالت الممثلة الإسبانية كلود هيرنانديز إن تجربتها في فيلم «عندما يصير النهر بحراً» كانت مغامرة إنسانية عميقة قبل أن تكون عملاً فنياً؛ لأنها واجهت للمرة الأولى شخصية تحمل عبء صدمة العنف الجنسي وتعيش رحلة التعافي الطويلة منها.

وأضافت كلود هيرنانديز لـ«الشرق الأوسط» أن «الدور تطلّب منها أن تتجرّد تماماً من شخصيتها الواقعية، وأن تترك وراءها صوتها الصاخب وطبيعتها المنفتحة لتجسد الصمت الداخلي لامرأة يضج رأسها بالأفكار من دون أن تنطق بها، فكان عليها أن تتعلم كيف تصمت من الداخل قبل أن تنطق أمام الكاميرا».

وأوضحت أن «الصعوبة لم تكن في الكلمات أو الحوارات الطويلة التي تضمّها بعض المشاهد، بل في ترجمة كل ما لا يُقال؛ لأن فهم صمت البطلة هو المفتاح الحقيقي لفهم آلامها وأفكارها المشتتة، معتبرة أن التحدي الأكبر تمثل في أن تؤدي الشخصية بطريقة لا تجعلها مجرد ضحية، بل امرأة تحاول إعادة بناء نفسها بعد الانكسار».

وتتناول أحداث الفيلم الذي عرض في مهرجان «الجونة السينمائي» حكاية طالبة آثار تُدعى «غايا»، تتعرض لحادثة اعتداء جنسي تغيّر حياتها إلى الأبد، فتجد نفسها عاجزة عن الكلام وعن وصف ما حدث لها، ثم تبدأ شيئاً فشيئاً في التنقيب داخل ذاكرتها كما يفعل الآثاريون حين يبحثون عن شظايا الماضي ليعيدوا بناء الصورة الكاملة.

وتتحول رحلتها إلى محاولة لاكتشاف ذاتها من جديد وسط خوفها من العالم وعدم ثقتها بمن حولها، لتكشف القصة عن مسار التعافي الذي لا يمكن التعجل فيه أو اختصاره؛ لأن الجروح النفسية تحتاج إلى وقت لتلتئم.

وقالت إن المخرج بيرا فيلا بارتسيلو طلب منها في بداية العمل أن تتخلى عن كل ما تعرفه عن الأداء التقليدي، وأن تكفّ عن التعبير المبالغ فيه، لأن الفيلم يعتمد على لغة التفاصيل الصغيرة والنظرات والصمت الطويل، وهو ما جعلها تشعر في البداية بأن التجربة شاقة وصعبة.

وأوضحت أن بارتسيلو كان يريد أن يخلق شخصية محايدة ومكثفة في الوقت نفسه، تبوح بألمها من دون أن تتكلم كثيراً، وهو ما جعلها تتعلم نوعاً جديداً من الصدق أمام الكاميرا، لافتة إلى أن «التواصل المستمر بينهما ساعدها على تجاوز مخاوفها، إذ كانا يقضيان ساعات طويلة في النقاش حول النغمة التي يجب أن تسود المشهد وطبيعة الطاقة الداخلية للشخصية في كل لحظة».

وأضافت أن المخرج أرسل إليها أعمالاً سينمائية مرجعية مثل فيلم «جان دارك» ليفهمها أكثر على اللغة الجسدية التي يريدها، حتى يصبح أداؤها أكثر تجريداً وأقرب إلى الحالة النفسية للبطلة، مؤكدة أن العمل على المشاعر الداخلية لم يكن ممكناً من دون العمل على الجسد، لأنها تؤمن بأن الجسد هو الذي يفكر أحياناً قبل الذهن.

وبيّنت أنها اعتمدت على تدريبات بدنية دقيقة لتكتشف كيف يمكن لجسد البطلة أن يتحرك بعد الألم، وكيف تعكس وقفتها وحركتها وطريقة تنفسها الصراع الداخلي الذي تمرّ به، مؤكدة أنها تستخدم جسدها بوصفه وسيلة للفهم أكثر من كونه أداة للأداء؛ لأن المشاعر الحقيقية لا يمكن أن تُفرض من الخارج، بل يجب أن تتكوّن تدريجياً داخل الجسد حتى تتحول إلى صدق بصري ملموس أمام الكاميرا.

وأضافت أن «هذه الطريقة جعلتها تصل إلى لحظات عفوية ومليئة بالانفعال الصامت، إذ يمكن لحركة بسيطة أو نظرة أن تختصر ما لا تقوله عشرات الجمل»، لافتة إلى أن «التحضير للدور تطلّب بحثاً إنسانياً واسعاً أكثر من كونه تمريناً تمثيلياً، إذ التقت بعدد كبير من النساء اللواتي مررن بتجارب عنف مشابهة، واستلهمت من شهاداتهن تفاصيل دقيقة عن مراحل الألم والصمت والغضب، وكيف يتحول الخوف إلى قوة مع مرور الوقت».

وأكدت أن فريق العمل استعان بأطباء نفسيين أثناء كتابة النص لتأكيد مصداقية المشاهد والحوار؛ لأن الفيلم يقوم على قصص حقيقية لنساء روين معاناتهن بصدق، وهو ما جعلها تشعر بمسؤولية كبيرة تجاههن، فكانت تتعامل مع الشخصية كأنها صوت لجميع من لم يجدن وسيلة للكلام، موضحة أنها أرادت أن تقدّم شخصية امرأة لا تُختزل في صورة الضحية، بل كونها إنسانة تخوض رحلة معقدة نحو الشفاء، وهو ما جعل الفيلم مختلفاً عن معظم الأعمال التي تناولت العنف الجنسي من قبل.

وأضافت أن أكثر ما أخافها أثناء التصوير هو الوقوع في التمثيل النمطي، لأن الكثير من الأفلام التي تتناول موضوعات مشابهة تقدم الشخصية في حالة دائمة من البكاء والانكسار، بينما في الواقع تمرّ الضحية بمراحل متناقضة من الضعف والقوة، ومن الإنكار إلى المواجهة، ومن العزلة إلى الرغبة في الحياة.

وأكدت أن هدفها كان أن تُظهر كيف تتحول «غايا» من امرأة مجروحة إلى ناجية قادرة على النظر إلى العالم من جديد، مؤكدة أن الفيلم لا يسعى إلى بث رسالة جاهزة أو شعارات نسوية مباشرة، بل يحاول أن يصوّر الحياة كما هي، بما فيها من فوضى وصمت وأمل، ليجعل المشاهد يعيش التجربة من الداخل.

ورغم أن الفيلم يمتد لـ3 ساعات، فإن هيرنانديز ترى أن ذلك أكثر ما يميّز التجربة، وتعتقد أنه ضروري لفهم بطء عملية التعافي النفسي؛ لأن التعافي لا يحدث في مشهد أو لحظة، بل سلسلة من الانكسارات الصغيرة التي تسبق الشفاء الحقيقي.

وكشفت الممثلة الإسبانية أن «المخرج أراد أن يمنح الشخصية الوقت الذي تحتاجه كي تستعيد أنفاسها، وأن يتيح للمشاهد أن يرافقها في رحلتها خطوة بخطوة، ولذلك جاءت اللقطات طويلة ومتأنية، محكومة بإيقاع يشبه إيقاع الحياة بعد الصدمة، لافتة إلى أن هذا التوجه جعل الفيلم صعباً من ناحية الإنتاج، لكنه في المقابل أكسبه صدقاً نادراً وجمالاً داخلياً لا يعتمد على الحبكة بل على الإحساس»؛ على حد تعبيرها.

 

الشرق الأوسط في

19.10.2025

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة السينمائي الثامن: سوق للتقنيات ومنصة للمبدعين الشباب

الجونة/ العربي الجديد

في دورته الثامنة (16 ـ 24 أكتوبر/تشرين الأول 2025)، يُنظّم مهرجان الجونة السينمائي نسخة جديدة من "سوق سيني جونة"، التي تُعتبر "الأكثر حيوية"، بأقسامها الجديدة، وعروضها المختلفة، إلى شراكات في صناعة السينما. وبالتعاون مع الهيئة المصرية للأفلام، الداعمة للسوق بشراكات إقليمية ودولية، "يتواصل العمل على توسّعات استراتيجية في الدورات المقبلة"، لأن المهرجان يسعى دائماً "إلى بناء منصة أشمل وأكثر تنوّعاً، تغطي جوانب صناعة السينما كافّة"، بحسب بيان لإدارته.

في هذه الدورة، يشهد سوق سيني جونة "تطوّراً في الشراكات والتقنيات المتاحة للعرض، لتوفير تجربة تعزّز مكانتها، إقليمياً ودولياً"، منها شراكتان مع جيميناي أفريقيا والمجلس الثقافي البريطاني، وإطلاق نسخة جديدة من صالون السوق.

أمّا جديد هذا العام، فيتمثّل بركن التصوير السينمائي، أحدث الإضافات في السوق المذكورة: توفير عروض حصرية لأحدث الكاميرات ومعدّات الإضاءة، وبعضها يُعرض في مصر للمرة الأولى؛ تنظيم عروض حيّة، بمشاركة أبرز مديري التصوير، والمحترفين في هذا المجال: كاميرا "أليكسا 35 إكستريم"، تقديم وائل درويش، المدير التنفيذي لـ"أليكسا...". ودرويش مدير تصوير، لديه رؤية فنية مبتكرة، وخبرة في فنون الصورة. ثم كاميرا "نايكون ريد زد آر"، تقديم طارق إبراهيم، المخرج السينمائي ومدير التصوير، والمتعاون مع شركة "آبيوتشر" لمعدات الإضاءة في الشرق الأوسط: "يمزج في أعماله بين السرد الإنساني الدافئ والدقة البصرية"، أما العرض الثالث، فيتمثّل بتقديم معدات إضاءة من "جودوكس".

إلى ذلك، أعلن المهرجان عن اختياراته لفئة النجوم الصاعدين، في برنامج سيني جونة للمواهب الناشئة، الذي يضمّ صُنّاع أفلام شباب، "يعيدون صوغ ملامح السينما العربية والأفريقية المعاصرة". بحسب بيان له، اختيار القائمة حاصل "بعناية"، بهدف "الاحتفاء بأصوات سينمائية متفرّدة من المنطقة، تجمع بين الثراء الفكري والقيمة الجمالية".

البرنامج هذا منطلقٌ، أولاً، في الدورة السابعة للمهرجان، للتعبير عن التزام الجونة "رعاية مستقبل السينما العربية والإفريقية"، وتكريم صُنّاع أفلام "يشكّلون، بلغتهم السينمائية المتفردة، المشهد السينمائي في المنطقة". يشارك نجوم سيني جونة هذا العام "بأفلام في المسابقة وخارجها، أو بمشاريع مرشّحة لمنح برنامج سيني جونة"، المتخصّص بدعم إنتاج الأفلام، "ما يثبت جودة الأسماء الصاعدة، ويؤكّد التزام المهرجان دعم المواهب العربية في مسيرتها الفنية".

بالنسبة إلى عمرو منسي، المدير التنفيذي للمهرجان، يجسّد هؤلاء "مواهب يفخر المهرجان بدعمها، وأصوات جريئة تدفع حدود التعبير، وتعيد تعريف السينما العربية عالمياً". فمعهم، هناك مستقبل "يمتد فيه السرد العربي والأفريقي إلى آفاق جديدة، من دون أن يفقد جذوره". أمّا ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، فترى البرنامج "احتفاء بالأصوات الجديدة"، و"محاولة لجمعها في نسيج واحد". ذلك أن هؤلاء المبدعين "يذكّرون بأن السينما ليست مجرد تمثيل للواقع، بل محاولة لإعادة اكتشافه، وخيالهم الجريء يبقي حكايتنا الجماعية حيّة". بينما تعتبر حياة الجويلي، مديرة برنامج سيني جونة للمواهب الناشئة، أن كلّ واحد منهم "يحمل صدقاً شعورياً حميمياً ولا محدوداً، وأعمالهم تُذكّر أن السينما لا تزال قادرة على الإدهاش والتأثير، وتفتح منافذ جديدة للرؤية"، إنهم "يعكسون العالم"، و"يعيدون طرحه وتأمّله وتخيّله".

وهذه لائحة نجوم سيني جونة الصاعدين، في مهرجان الجونة الثامن:

آمال القلاتي (كاتبة ومخرجة ومصوّرة تونسية): أول فيلم قصير لها عنوانه "بلاك مامبا" (2017)، والثاني "شيطانة" (2021). فيلمها الروائي الأول، "وين ياخذنا الريح" (2025) مُشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالجونة.

مريم الذبحاني، صحافية ومخرجة ومبرمجة يمنية روسية، تكرّس عملها لرواية قصص إنسانية في مناطق النزاع. رائدة في تقنيات الواقع الافتراضي، ومتحدثة في TEDx، ومُشرفة على تدريب صُنّاع أفلام في المنطقة العربية. تعمل حالياً على فيلمها الروائي الأول، "يلا نلعب عسكرة".

سامح علاء، مخرج وكاتب ومنتج، يُعتبر أحد أبرز السينمائيين الجدد في مصر، نال السعفة الذهبية للأفلام القصيرة في "كانّ" 2020 عن "ستعشر".

سارة جوهر، مخرجة ومنتجة مصرية أميركية، خرّيجة مدرسة تيش العليا للفنون بجامعة نيويورك. عملت على أفلام محمد دياب، "678" عام 2010، و"اشتباك" (2016)، و"أميرة" (2021). فيلمها الأول "هابي بيرثداي" يُشارك في الاختيار الرسمي ـ خارج المسابقة بمهرجان الجونة 2025.

فالنتين نجيم، مخرج فرنسي لبناني يعيش بين باريس وأثينا، له ثلاثية "الدفاع". تتناول أفلامه وعروضه البصرية فكرة الانهيار وأطياف المدينة، عبر خام 16 مم وديجيتال.

ياسمينا كراجة، كاتبة ومخرجة أردنية فلسطينية، لها فيلم قصير بعنوان "تمزّق" (2018)، وفيلمها الأحدث "كمين" (2025) معروض في مهرجان تورونتو السينمائي 2025.

يمنى خطاب، مخرجة وكاتبة مصرية، لها "50 متراً"، المُشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية بمهرجان الجونة 2025 أيضاً، وتعمل حالياً على وثائقيها الثاني "اكتب رسالة إلى صديقك الفرنسي".

يُذكر أخيراً أن هؤلاء سيشاركون، في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2025، في جلسة حوارية بمنتدى سيني جونة، بعنوان "لقاء مع النجوم الصاعدين: المشهد الجديد"، بإدارة حياة الجويلي، لمناقشة تحولات الصناعة السينمائية في المنطقة، وتقاطعات السرد الشخصي مع التاريخ الجمعي، ودور السينما في تخيّل المستقبل.

 

العربي الجديد اللندنية في

19.10.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004