5
مخرجين مصريين يعرضون تجاربهم في «الإسماعيلية التسجيلي»
صناع «احكيلي» و«أبو زعبل» من بينهم
الإسماعيلية مصر: انتصار
دردير
تحت عنوان «الأفلام الذاتية الوثائقية»، تحدث 5 مخرجين
مصريين عن تجاربهم في السينما الذاتية التي تروي لمحات من حياتهم، ضمن
فعاليات الدورة 26 لمهرجان «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»، حيث
قدم المخرجون ماريان خوري، ونادية كامل، ودينا محمد حمزة، وعمرو بيومي،
وبسام راضي، تجاربهم في أفلامهم الوثائقية.
واستعادت المخرجة ماريان خوري أفلامها التسجيلية، من بينها:
«زمن لورا» الذي تناول حياة سيدة مصرية إيطالية كانت تدرس الباليه في سن
التسعين، وفيلم «ظلال» الذي وثقت فيه تجربتها داخل مستشفى الأمراض العقلية،
و«عاشقات السينما» الذي تطرقت فيه لـ6 من رائدات السينما المصرية منذ
عشرينات القرن الماضي.
وتوقفت ماريان عند فيلمها الوثائقي الطويل «احكيلي» الذي
صورته عن عائلتها التي نزحت من لبنان واستقرت بالإسكندرية والقاهرة، وفي
مقدمتهم خالها المخرج الكبير يوسف شاهين، الذي يظهر بالفيلم في لقطات
وأحاديث مع العائلة خلال احتفالاتهم وتجمعاتهم.
وذكرت ماريان خوري أن الفيلم يتحدث عن عائلتها عبر ثلاثة
أجيال، تمثل والدتها، وهي، ثم ابنتها، وقالت إنها اعتادت أن تسجل مواقف
عديدة في حياة العائلة وأن المخرج الراحل يوسف شاهين كان على علم برغبتها
في إنجاز هذا الفيلم فمنحها أرشيفه الخاص، وبعض خطابات كان قد أرسلها
لوالدته خلال سفره، وكان الفيلم قد حاز جائزة الجمهور من مهرجان القاهرة
السينمائي عام 2019.
فيما تحدثت المخرجة نادية كامل عن السينما الذاتية، مؤكدة
أنها «سواء كانت تسجيلية أم روائية فإنها تمنح المبدع حرية التعبير عن ذاته
دونما قيود»، لافتة إلى أن «هذه النوعية من الأفلام تتطلب شجاعة في مواجهة
التحديات التي يقابلها صانع الفيلم»، وتطرقت إلى فيلمها «سلطة بلدي» الذي
تناول قضية التعصب الديني في مصر من خلال قصص عائلتها على مدى 100 عام، حيث
تتضافر جهود كل منها ووالدتها بالفيلم من أجل منح الحفيد قصص العائلة عبر
قرن من الهجرات المتعددة والزيجات المختلطة وما تصادفه من تأثير صدام
الحضارات على المجتمع.
فيما أثارت المخرجة دينا محمد حمزة فضول الحضور بقولها إن
فيلم «جاي الزمان» أنقذها من الانتحار عقب وفاة والدها الشاعر الراحل محمد
حمزة، مؤكدة أنها عاشت فترة مؤلمة بعد رحيله، لا سيما أن والدتها رحلت
قبله، مما أشعرها باليتم؛ فاختارت العزلة وراودتها فكرة الانتحار، لكن
الفيلم الذي قدمته عن والدها كان بمثابة طوق النجاة لها، قائلة إن «الأفلام
الذاتية قد تمثل علاجاً نفسياً لنا وبشكل خاص التي تتناول الأب والأم».
ويعد فيلم «جاي الزمان» مرثية، ليس فقط عن الشاعر محمد
حمزة، صاحب الأغنيات الخالدة لكبار المطربين مثل عبد الحليم حافظ ووردة
وشادية ونجاة وفايزة أحمد، على غرار «يا حبيبتي يا مصر»، و«أي دمعة حزن
لا»، و«العيون السود»، وغيرها؛ وإنما يعدّ الفيلم بمنزلة مرثية لجيل بأكمله
من نجوم هذا العصر.
وارتبط المخرج عمرو بيومي بشكل خاص بفكرة نقل تمثال الملك
«رمسيس الثاني» التي عبر عنها في فيلمه التسجيلي «رمسيس راح فين؟»، وقد صور
من خلاله رحلة نقل تمثال رمسيس من مكانه بمحطة مصر إلى المتحف المصري
الكبير، وتحدث عن تفاصيل هذه الرحلة المهمة التي تابعها العالم على الهواء،
مشيراً إلى أنه وثّق أيضاً عبر الفيلم صورة الرؤساء والملوك في الذاكرة
الجمعية المصرية.
وفي فيلمه «أبو زعبل 89» الذي فاز بجائزتي «أفضل فيلم
وثائقي» وجائزة «النقاد الدولية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته
الماضية، تناول المخرج بسام مرتضى قصة زيارته ووالدته وهو طفل لأبيه
المسجون السياسي بسجن «أبو زعبل» بعد القبض عليه بتهمة الاشتراك في تنظيم
شيوعي، حيث يستعيد تلك الرحلة ويقوم بإعادة تمثيل المشاهد التي يرويها
والده في السجن ليعيد تشكيل ذاكرته المنقوصة.
وتحدث المخرج خلال الندوة التي أدارها الناقد زين خيري،
موضحاً أن «الفيلم الذي تدور أحداثه في 83 دقيقة يستعيد ذكريات رحلته وهو
طفل مع والدته لزيارة أبيه في السجن»، مؤكداً أن «السينما الذاتية ترتبط
بالصدق، وأنه قدم فيلماً مرهقاً ومربكاً على المستوى العاطفي، لكنه يتسم
بالصدق والعمق». |