ملفات خاصة

 
 
 

الإسماعيلية

ناهد صلاح

الإسماعيلية السينمائي

السادس والعشرون

   
 
 
 
 
 
 

مع اختتام الدورة 26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، يكتمل الإيقاع الخاص بالمدينة التي لها جسارة الفدائي وعنفوان الفنان وحكمة الكاتب، كل شيء هنا في الإسماعيلية هو صدى للتاريخ والذكرى الغنية بإشارات تتوّج الخيال والواقع في الحاضر، لذلك كانت الأغاني التي داهمتني وأنا أمشي في شوارعها وميادينها، هي خيط التواصل مع مدينة تشكلت ملامحها بالمقاومة والنضال، وتوتدت على البحيرات المرة وبحيرة التمساح وقناة السويس التى تفصلها عن سيناء التي تتصدر النشرات الإخبارية، وتتحدى ما يهذي به الرئيس الأمريكي ترامب عن أهل غزة وفلسطين.. الاسماعيلية لديها هذه القدرة اللافتة أن تجذبك في دوائر متشابكة من الوطن إلى السينما إلى مساحات إنسانية، تشهد عليها تماثيلها.

شوارع المدينة تفضي إلى محطات تاريخية تزخر بالكثير من حكايات الفن والنضال، هنا على ضفاف بحيرة التمساح كان الاحتفال الأسطوري بحضور ملوك أوروبا لافتتاح قناة السويس في العام 1869، العام الذي صار اسمها فيه الإسماعيلية، نسبة إلى الخديو إسماعيل، بدلًا من مدينة التمساح كما أسماها سعيد باشا حين أنشأها في العام 1862، إمتدادًا لحضورها التاريخي منذ عصر ما قبل الأسرات الفرعوني، حيث كانت المقاطعة الثامنة فى مقاطعات إقليم مصر السفلي، وكانت من أكبر المقاطعات فى هذا العصر وعاصمتها تسمى "برأتوم" بمنطقة تل المسخوطة (مدينة أبوصوير حاليًا)، هنا أيضًا تماثيل وميادين توثق حكايات هذا البلد الذي شهد ما يكفيه من حروب وتضحيات كأخويه في بلاد القناة (السويس، بور سعيد)، ما جعله أنشودة نضالية كما ينبغي أن تكون، من قناة السويس إلى الطرقات القديمة والجداريات على جدرانها ونصبها التذكارية وتمثال مؤسسها الخديوي إسماعيل وميدان الشهيد عبد المنعم رياض الذي شهد واقعة استشهاد قائد الأركان أثناء حرب الاستنزاف، إلى تمثال الصمود والتصدي الذي تشكّل من بقايا شظايا المدفعية والقنابل الإسرائيلية التي ألقيت على الإسماعيلية منذ نكسة 1967 وحتى نصر أكتوبر في 1973، على هيئة جندي يحمل بندقية.

أما هنا فيطالعنا الحي العربي، الحي اليوناني، الحي الفرنسي، فيللا ديليسبس والمتحف وبيوت المهندسين والموظفين بقناة السويس، هذه البيوت الأخاذة، المطلة على الأفق  بالطراز الفرنسي، تحيطها أشجار الكافور والميموزا والنخيل والجوافة والمانجو التي طبعت لون ثمرها الأصفر على فانلة فريق كرة القدم في نادي الإسماعيلي، النادي الذي أقيمت على سوره جدارية تجسد تاريخه، تضمنت نجومه ميمي درويش ورضا وأبو جريشة وغيرهما من أصحاب الشعبية الطاغية في المدينة، بينما ترعة الإسماعيلية الممتدة من نيل شبرا بشمال القاهرة إلى قناة السويس، فهي حكاية أخرى ربما ترويها حدائق المانجو أو مملكة المانجو كما يطلق عليها البعض وروائحها التي لا تخفت، على الرغم من أننا لسنا في موسم المانجو، لكنه كما يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش:"كل مدينة لا تُعرف من رائحتها لايُعول على ذكراها".

من هذه النقطة إنطلق مهرجان الإسماعيلية السينمائي بنوع من تأمل الماضي وربما بوقفة لإلتقاط الأنفاس المتقطعة من الأساس، ليس بغرض الركض أو اللهاث العاطفي والحنين المنجذب لرومانسية مريضة، إنما لأن أية خطوة للأمام تحتاج التركيز واستدعاء الذاكرة كي نفهم وندرك القادم ونوايا الغد، كما أن هذا الماضي هو مرجع مهم  لصناع الأفلام الشباب، من خلاله يفهمون أساليب السرد البصري وتطورها عبر العقود، فلم تكن صدفة عابرة أن يستند حفل الافتتاح على مقدمة تاريخية بصحبة الإعلامي سمير عمر والفنانة سلوى محمد علي وخلفية سينمائية منتقاة، ما لخص مشهد صاغه المخرج المسرحي هاني عفيفي بعناية تغوص في تاريخ السينما المصرية مرورًا بصناعة الأفلام التسجيلية، وصولًا إلى واحد من أهم روادها هو المخرج علي الغزولي الذي أُطلق اسمه على هذه الدورة، شاعر السينما التسجيلية الذي تم اختياره كنوع من التكريم لسينمائي ترك بصمة عميقة وأثر كبير في السينما التسجيلية، كما صرحت المخرج هالة جلال رئيسة المهرجان.

على إثره قدمت المخرجة حنان راضي حلقة حوارية مميزة مع المخرج علي الغزولي تحدث فيها عن مشواره الحافل، وسمات أفلامه التي تتسع لمساحات إنسانية تتوازى مع الجماليات الفنية والبصرية، ذلك ضمن برنامج "نظرة إلى الماضي"، البرنامج الذي من خلاله تم إحياء كلاسيكيات السينما التسجيلية وتقديم عروض نادرة، منها: "حياة جديدة" للمخرج أشرف فهمي، "طبيب في الأرياف" للمخرج خيري بشارة، "وصية رجل حكيم" للمخرج داود عبد السلام، "بناء ونضال"، "ثورة المكن" للمخرج مدكور ثابت، "دير سانت كاترين" للمخرجة نبيهه لطفي، "عيد المايرون" للمخرج يوسف شاهين، "المصرية في 50 عامًا" للمخرج سعد نديم، "معابد فيلة" للمخرج سعد نديم ، "جيوش الشمس" للمخرج شادي عبد السلام، "الفلاح الفصيح" للمخرج شادي عبد السلام "نهاية بارليف" للمخرج ع. تلمساني، "صلاة" للمخرجة نبيهه لطفي، "شارع محمد علي" للمخرجة نبيهه لطفي، "ناس 26 يوليو" للمخرج هاشم النحاس، "يوم في حياة أسرة ريفية" للمخرج هاشم النحاس، "همس الأنامل" للمخرج حسام علي، "الصباح" للمخرج سامي السلاموني، "نحصد العدو" للمخرج صلاح تهامي، و"الرجال والخنادق" للمخرج فؤاد التهامي.

لمهرجان الإسماعيلية كما مدينته مكانة خاصة في ذاكرتي، فبالإضافة إلى أنه ينصف نوعًا سينمائيًا مظلومًا في عالمنا العربي، على الرغم من أهميته وقيمته الفنية، فإنه بالنسبة لي كان ولم يزل من أهم مصادر إكتشافي للحياة العملية والإنسانية، لذا فإن تقييمي لتجربة مهرجان الإسماعيلية يأتي دائمًا من باب المحبة الغامرة، أولا لمدينة تاريخية لها مكانة خاصة في وجداني ووجدان كل المصريين، ومهرجان ارتبطت به بشكل خاص منذ بداية مشواري الصحفي، استهلالًا من حضوري كصحفية تقوم بعملها في التغطية، في ذلك الوقت الذي كان يرأسه الناقد علي أبو شادي الذي كان يمد يد العون لنا جميعًا وتعرفنا على أهم رموز السينما التسجيلية المصرية والعربية والدولية، وصولًا إلى وجودي كناقدة في حلقات المهرجان البحثية بالتعاون مع جمعية النقاد المصريين، من هذا المنظور فإن دورة هذا العام هي دورة حافلة بأنشطة وفعاليات متنوعة، بما يخلق نوعًا من الزخم والكثرة التي تجعلنا نركض من فيلم لندوة لماستر كلاس لاحتفالية خاصة، و51 فيلمًا ضمن المسابقات الرسمية الثلاث، موزعةً بين 10 أفلام تسجيلية طويلة، و24 فيلمًا في فئتي الأفلام التسجيلية القصيرة وأفلام التحريك، إضافةً إلى 17 فيلمًا ضمن مسابقة "النجوم الجديدة". كما يُعرض 35 فيلمًا خارج المنافسات تحت شعاري "عين على التاريخ" و"نظرة على السينما العالمية".

كما لو كانت المخرجة هالة جلال وفريق العمل الدؤوب أرادوا أن يحققوا رغبة في تطوير المهرجان، ليسجلون إضافة جديدة وخطوة تواصل بها إنجاز خاص لا ينفصل عن إنجاز من سبقوا هالة جلال في إدارة المهرجان، قد يكون هذا الزخم مرهقًا بطريقة ما، لكنه يعبر عن طموح مرغوب. لعل هذا ما لمسه العديد من السينمائيين الذين حضروا هذه الدورة بدافع دعم التجربة، كذلك الذي سعى بشكل أو أخر لتنفيذ هذا الطموح. وإن كانت هناك بعض الملاحظات لا علاقة لرئيسة المهرجان أو فريقه بها، إنما تتعلق بضرورة تجديد وتطوير قصر الثقافة وشاشة عرضه، من أول السجادة (أغلبنا اتكعبل فيها) على سلم القاعة، إلى مشاكل الصوت عند عرض الأفلام أو في الندوات، كذلك تردي الوضع في صالات العرض في المدينة ذاتها، فلا يعقل إقامة مهرجان سينمائية في مدينة تعاني من سوء دور العرض. أما غياب وزير الثقافة أو من يمثله في إفتتاح المهرجان الذي تقيمه الوزارة أصلًا، فهذا أمر يستدعي التساؤل، ناهيك عن عدم وجود مدير للمركز القومي للسينما الذي ينظم المهرجان، مما تسبب في "لخبطة" بعض التفاصيل.

 

اليوم السابع المصرية في

10.02.2025

 
 
 
 
 

5 مخرجين مصريين يعرضون تجاربهم في «الإسماعيلية التسجيلي»

صناع «احكيلي» و«أبو زعبل» من بينهم

الإسماعيلية مصرانتصار دردير

تحت عنوان «الأفلام الذاتية الوثائقية»، تحدث 5 مخرجين مصريين عن تجاربهم في السينما الذاتية التي تروي لمحات من حياتهم، ضمن فعاليات الدورة 26 لمهرجان «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»، حيث قدم المخرجون ماريان خوري، ونادية كامل، ودينا محمد حمزة، وعمرو بيومي، وبسام راضي، تجاربهم في أفلامهم الوثائقية.

واستعادت المخرجة ماريان خوري أفلامها التسجيلية، من بينها: «زمن لورا» الذي تناول حياة سيدة مصرية إيطالية كانت تدرس الباليه في سن التسعين، وفيلم «ظلال» الذي وثقت فيه تجربتها داخل مستشفى الأمراض العقلية، و«عاشقات السينما» الذي تطرقت فيه لـ6 من رائدات السينما المصرية منذ عشرينات القرن الماضي.

وتوقفت ماريان عند فيلمها الوثائقي الطويل «احكيلي» الذي صورته عن عائلتها التي نزحت من لبنان واستقرت بالإسكندرية والقاهرة، وفي مقدمتهم خالها المخرج الكبير يوسف شاهين، الذي يظهر بالفيلم في لقطات وأحاديث مع العائلة خلال احتفالاتهم وتجمعاتهم.

وذكرت ماريان خوري أن الفيلم يتحدث عن عائلتها عبر ثلاثة أجيال، تمثل والدتها، وهي، ثم ابنتها، وقالت إنها اعتادت أن تسجل مواقف عديدة في حياة العائلة وأن المخرج الراحل يوسف شاهين كان على علم برغبتها في إنجاز هذا الفيلم فمنحها أرشيفه الخاص، وبعض خطابات كان قد أرسلها لوالدته خلال سفره، وكان الفيلم قد حاز جائزة الجمهور من مهرجان القاهرة السينمائي عام 2019.

فيما تحدثت المخرجة نادية كامل عن السينما الذاتية، مؤكدة أنها «سواء كانت تسجيلية أم روائية فإنها تمنح المبدع حرية التعبير عن ذاته دونما قيود»، لافتة إلى أن «هذه النوعية من الأفلام تتطلب شجاعة في مواجهة التحديات التي يقابلها صانع الفيلم»، وتطرقت إلى فيلمها «سلطة بلدي» الذي تناول قضية التعصب الديني في مصر من خلال قصص عائلتها على مدى 100 عام، حيث تتضافر جهود كل منها ووالدتها بالفيلم من أجل منح الحفيد قصص العائلة عبر قرن من الهجرات المتعددة والزيجات المختلطة وما تصادفه من تأثير صدام الحضارات على المجتمع.

فيما أثارت المخرجة دينا محمد حمزة فضول الحضور بقولها إن فيلم «جاي الزمان» أنقذها من الانتحار عقب وفاة والدها الشاعر الراحل محمد حمزة، مؤكدة أنها عاشت فترة مؤلمة بعد رحيله، لا سيما أن والدتها رحلت قبله، مما أشعرها باليتم؛ فاختارت العزلة وراودتها فكرة الانتحار، لكن الفيلم الذي قدمته عن والدها كان بمثابة طوق النجاة لها، قائلة إن «الأفلام الذاتية قد تمثل علاجاً نفسياً لنا وبشكل خاص التي تتناول الأب والأم».

ويعد فيلم «جاي الزمان» مرثية، ليس فقط عن الشاعر محمد حمزة، صاحب الأغنيات الخالدة لكبار المطربين مثل عبد الحليم حافظ ووردة وشادية ونجاة وفايزة أحمد، على غرار «يا حبيبتي يا مصر»، و«أي دمعة حزن لا»، و«العيون السود»، وغيرها؛ وإنما يعدّ الفيلم بمنزلة مرثية لجيل بأكمله من نجوم هذا العصر.

وارتبط المخرج عمرو بيومي بشكل خاص بفكرة نقل تمثال الملك «رمسيس الثاني» التي عبر عنها في فيلمه التسجيلي «رمسيس راح فين؟»، وقد صور من خلاله رحلة نقل تمثال رمسيس من مكانه بمحطة مصر إلى المتحف المصري الكبير، وتحدث عن تفاصيل هذه الرحلة المهمة التي تابعها العالم على الهواء، مشيراً إلى أنه وثّق أيضاً عبر الفيلم صورة الرؤساء والملوك في الذاكرة الجمعية المصرية.

وفي فيلمه «أبو زعبل 89» الذي فاز بجائزتي «أفضل فيلم وثائقي» وجائزة «النقاد الدولية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الماضية، تناول المخرج بسام مرتضى قصة زيارته ووالدته وهو طفل لأبيه المسجون السياسي بسجن «أبو زعبل» بعد القبض عليه بتهمة الاشتراك في تنظيم شيوعي، حيث يستعيد تلك الرحلة ويقوم بإعادة تمثيل المشاهد التي يرويها والده في السجن ليعيد تشكيل ذاكرته المنقوصة.

وتحدث المخرج خلال الندوة التي أدارها الناقد زين خيري، موضحاً أن «الفيلم الذي تدور أحداثه في 83 دقيقة يستعيد ذكريات رحلته وهو طفل مع والدته لزيارة أبيه في السجن»، مؤكداً أن «السينما الذاتية ترتبط بالصدق، وأنه قدم فيلماً مرهقاً ومربكاً على المستوى العاطفي، لكنه يتسم بالصدق والعمق».

 

الشرق الأوسط في

10.02.2025

 
 
 
 
 

مخرج «سجلات العبث» بمهرجان الإسماعيلية: الفكرة راودتنى منذ عامين

محمد طه

أقيمت في قصر ثقافة الإسماعيلية ندوة للفيلم التسجيلى الطويل الكوبى "سجلات العبث" للمخرج ميجيل كويولا الذى يشارك ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة والمقرر ختامها يوم الثلاثاء المقبل.

وكشف كويولا أن فكرة الفيلم بدأت تترسخ في ذهنه منذ عامين تقريبًا، بعدما لاحظ الرقابة المشددة التي تفرضها السلطات في كوبا

هذه الرقابة، التي تكاد تكون غير مرئية للزوار الأجانب، دفعت المخرج إلى اتخاذ قرار مغامر: تقديم فيلم يعكس هذه التناقضات الاجتماعية والسياسية العميقة التي يعاني منها المجتمع الكوبي.

اختار كويولا أسلوبًا فنيًا مختلفًا عن أعماله السابقة، التي كان يدمج فيها بين الأسلوب التقليدي والخيالي

وفي "سجلات العبث"، اعتمد على تسجيلات صوتية سرية تم التقاطها بهواتف محمولة مخفية، وهو ما أضاف بعدًا جديدًا للعمل. وبحسب المخرج، فإن هذه التسجيلات الصوتية كانت تُسجل دون علم الأفراد المعنيين، مما سمح له بتقديم صورة غير مزخرفة للواقع الاجتماعي والسياسي في كوبا.

وتدور أحداث الفيلم حول كشف التناقضات التي تختبئ في صميم الديناميات السياسية والاجتماعية في كوبا، تلك التي غالبًا ما تكون غائبة عن أعين الزوار أو حتى المواطنين العاديين، من خلال استخدام الصوت والصورة معًا، استطاع كويولا تسليط الضوء على واقع قد يكون غامضًا بالنسبة للكثيرين، ومع تصاعد الرقابة، أصبح من الصعب تقديم هذا النوع من الأعمال دون أن تكون هناك مغامرة حقيقية في تقديمه للجمهور.

 

####

 

إعادة عرض فيلم «ثريا» في مهرجان الإسماعيلية الدولي

محمد طه

يواصل مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ26، برئاسة المخرجة هالة جلال، فعالياته الفنية المتميزة، حيث من المقرر إعادة عرض فيلم "ثريا"، وهو فيلم الافتتاح الرسمي للمهرجان، اليوم الإثنين، في تمام الساعة 7:30 مساءً، بحضور مخرج الفيلم أحمد بدر كرم وذلك في قصر ثقافة الإسماعيلية.

وكان الفيلم قد عُرض للمرة الأولى خلال حفل افتتاح المهرجان في عرضه العالمي الأول، حيث حظى بتفاعل كبير من الجمهور والنقاد، نظرًا لموضوعه الإنساني العميق، وطريقة سرده السينمائية التي تمزج بين الواقعية والرمزية.

وتدور أحداث فيلم "ثرياحول فتاة شابة تعيش في قرية نائية، تواجه أزمة معقدة عندما يُصاب شقيقها بمرض نادر، مما يدفعها للبحث عن حلول بديلة لعلاجه، لكن الأوضاع في قريتها تصبح أكثر خطورة بسبب نشاط عصابة تقوم باختطاف الفتيات، مما يضعها في مواجهة صعبة بين محاولاتها لإنقاذ شقيقها وكشف جرائم العصابة

ومع تصاعد الأحداث، تتطور شخصية ثريا، لتصبح رمزًا للمقاومة والشجاعة في وجه الظلم والخوف.

الفيلم من إخراج أحمد بدر كرم، وهو مخرج مصري نشأ في محافظة أسيوط، حيث شكلت بيئته الصعيدية الغنية بالتراث والواقعية السحرية مصدر إلهام لأعماله، بعد دراسته الإعلام في كلية الآداب، انتقل إلى القاهرة لمتابعة دراسته السينمائية في المعهد العالي للسينما، حيث تأثر بمخرجين كبار مثل داوود عبد السيد، أندريه كونشالوفسكي، وألكسندر سوكوروف.

خلال مسيرته، كتب أحمد بدر كرم العديد من الأفلام القصيرة، وشارك في كتابة بعض حلقات المسلسل الشهير "حكايات بنات"، كما يمتلك مشاريع تلفزيونية قيد التنفيذ.

ويرى المخرج أن أعماله السينمائية مستوحاة من بيئته الأصلية، حيث يسعى إلى تقديم قصص واقعية تعكس عمق المجتمع المصري، مستخدمًا أسلوبًا بصريًا يوثق الحياة اليومية بحس إبداعي فريد.

ويُعد مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة واحدًا من أهم المهرجانات السينمائية في المنطقة، حيث انطلقت أولى دوراته عام 1991 تحت إشراف المركز القومي للسينما. يتميز المهرجان بتركيزه على الأعمال الوثائقية والقصيرة، ما يجعله منصة مهمة لدعم المواهب الجديدة وتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية من خلال عدسة السينما.

وإعادة عرض فيلم "ثريا" في المهرجان تأتي ضمن فعاليات خاصة تسلط الضوء على الأعمال السينمائية المؤثرة، والتي تقدم للجمهور تجربة بصرية وفكرية تتماس مع واقع المجتمع المصري والعربي، مما يجعل المهرجان أحد المحافل البارزة لمحبي السينما التسجيلية والقصيرة.

 

####

 

مناقشة «الأفلام الذاتية التسجيلية والوثائقية» في ندوة بمهرجان الإسماعيلية

محمد طه

شهدت فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرجة هالة جلال، ندوة بعنوان «الأفلام الذاتية التسجيلية والوثائقية»، وذلك في قصر ثقافة الإسماعيلية، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في السينما.

أدار الندوة الكاتب والناقد زين خيري، الذي استهل حديثه بالترحيب بالحضور، مؤكدًا أن السينما، حتى عند تناولها موضوعات اجتماعية وعامة، تبقى فنًا ذاتيًا يعكس وجهة نظر صانعها. وأضاف أن الفن لا يمكن أن يكون موضوعيًا أو محايدًا، إذ يحمل بصمة صاحبه، فكيف إذا كانت الأفلام ذاتية، تتناول حياة المخرج نفسه لنقل رؤيته أو توثيق شريحة زمنية معينة؟

وتحدثت المخرجة والمنتجة مريان خوري عن تجربتها في الأفلام الذاتية، مشيرة إلى أن أول فيلم ذاتي لها، زمن لارا، عُرض لأول مرة في مهرجان الإسماعيلية، ونال إعجاب المخرج يسري نصر الله. الفيلم تناول حياة سيدة إيطالية-مصرية كانت تدرّس الباليه في سنّ التسعين، ووجدت مريان أنها تشبهها في جوانب عديدة. بعد ذلك، قدمت أفلامًا أخرى مثل عاشقات السينما وظلال، الذي وثّقت فيه تجربتها داخل مستشفى للأمراض العقلية.

عن فيلمها احكي لي، قالت خوري: "الفيلم يتناول قصص ثلاث نساء من عائلتي، من جدتي إلى ابنتي. عندما عُرض في مهرجان القاهرة، كان الجمهور يظن أنه يكشف فضائح يوسف شاهين، مما أثار فضولهم، لكنهم اكتشفوا لاحقًا أنه فيلم شخصي يتناول العائلة. يوسف شاهين ظهر في الفيلم، وكان وجوده جاذبًا، لكن الجمهور أدرك في النهاية أنه كان بمثابة مرآة للمشاهدين".

أما المخرجة والمؤلفة دينا محمد حمزة، ابنة الشاعر الراحل محمد حمزة، فكشفت أن فيلمها جاي الزمان كان طوق نجاة لها من العزلة والانتحار بعد وفاة والدها، إذ عانت من حالة غضب تجاه الموت، خصوصًا بعد رحيل والدتها قبله. قررت توثيق الأماكن التي كان يرتادها والدها، مثل الإذاعة والمستشفى، مؤكدة أن "الأفلام الذاتية تمثل علاجًا نفسيًا لنا، خاصة تلك التي تتناول الأب والأم، لأنها تتيح مشاركة الجمهور في تجربة الفقد". وأضافت: "كان هدفي أيضًا تسليط الضوء على الشعراء، الذين يعدّون رموزًا خفية لم يُنصفهم التاريخ الفني كما أُنصف الممثلون".

من جانبه، تحدث المخرج عمرو بيومي عن تجربته في فيلم رمسيس راح فين، الذي يتناول مسيرة نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى المتحف المصري الكبير. أشار بيومي إلى أن الفيلم يوثق أيضًا لصورة الرؤساء والملوك في الذاكرة الجمعية المصرية، وكيف جسّدتهم الشعوب في صورة الأب القائد الذي يؤدي واجبه تجاههم.

فيما استعرضت المخرجة نادية كامل تجربتها مع فيلم سلطة بلدي، الذي يتناول قضية التعصب الديني والقومي في مصر خلال القرن الحادي والعشرين، وتأثير "صدام الحضارات" على المجتمع. وأوضحت أن الفيلم يعرض قصص زواج مختلط عبر 100 عام داخل عائلتها، مؤكدة أن "السينما الذاتية، سواء التسجيلية أو الروائية، تمنح المبدع حرية التعبير عن ذاته دون قيود أو إذن من أحد، لكنها في الوقت نفسه مغامرة تتطلب شجاعة لمواجهة التحديات حتى النهاية".

أما المخرج بسام مرتضى، فتحدث عن فيلمه أبو زعبل ٨٩، الذي يوثق رحلة ابن مع والدته إلى سجن أبو زعبل عام 1989 لزيارة والده المسجون. أوضح مرتضى أن الفيلم، الذي يمتد لـ83 دقيقة، يستعيد ذكريات تلك الرحلة من منظور الابن نفسه، قائلاً: "حرصت على تقديم شخصيات قريبة لي بمنظور مختلف، لأن السينما الذاتية ترتبط بالصدق. تأثرت بالسينما التسجيلية، التي أراها سينما حكيمة، وأردت تقديم فيلم مرهق ومربك عاطفيًا، لكنه في الوقت نفسه صادق وعميق".

اختتمت الندوة بتفاعل الحضور مع صناع الأفلام، حيث طرحوا أسئلة حول أهمية السينما الذاتية في توثيق التجارب الشخصية، ومدى قدرتها على التأثير في الجمهور، خاصة في ظل تزايد الاهتمام بالأفلام الوثائقية كوسيلة للتعبير الصادق عن الذات والمجتمع.

 

####

 

ختام ورشة الحكي بإنتاج فيلم قصير للأطفال بمهرجان الإسماعيلية السينمائي

محمد طه

على مدار يومين، أُقيمت ورشة حكي تفاعلية للأطفال بتقنية "السيكودراما"، تناولت أهمية التعاون والعمل الجماعي في مواجهة التحديات. جاءت الورشة ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة.

قدمت الورشة الدكتورة سما الشافعي، الكاتبة والمتخصصة أكاديميًا في أدب الطفل والتنشئة الثقافية لأطفال القدرات الخاصة، وذلك في قصر ثقافة الإسماعيلية بقاعة مكتبة الطفل، وتحت إشراف المخرج طارق نظير، منسق عام الورش ومدير العروض بالمهرجان.

هدفت الورشة إلى تدريب الأطفال، من سن 4 إلى 13 عامًا، على تنمية الخيال والإبداع، وتعزيز مهارات الإلقاء والتفاعل مع الشخصيات، ليشعر الطفل بأنه أحد أبطال القصة، مما يعزز وعيه بأهمية الحكي بعيدًا عن تأثير التكنولوجيا. واختُتمت الورشة بإنتاج فيلم قصير يجسد الحكاية التي عمل عليها الأطفال، وذلك تحت إشراف المخرج طارق نظير، منسق الورش التفاعلية بالمهرجان.

أُقيمت فعاليات ورش الحكي بتقنية "السيكودراما" على مدار أيام المهرجان حتى ختامه في 11 فبراير الجاري، في قصر ثقافة الإسماعيلية، حيث تم تصوير الفيلم القصير استعدادًا لعرضه خلال حفل الختام.

 

####

 

مهرجان الإسماعيلية للأفلام يحتفي بالفن والسينما وسط أجواء إبداعية ملهمة

معتصم الشاهد

اختتم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة دورته الـ26 مساء اليوم بعد ستة أيام حافلة بالأنشطة الفنية والثقافية، شهد المهرجان عرض أكثر من 51 فيلمًا تسجيليًا وقصيرًا، إلى جانب ورش عمل وجلسات نقاشية بمشاركة نخبة من المخرجين والنقاد وصناع السينما، كما تم تقديم عروض خاصة لأفلام وثائقية ورسوم متحركة قصيرة، تناولت موضوعات إنسانية وثقافية واجتماعية.

كرم المهرجان، برئاسة المخرجة هالة جلال، مجموعة من الأسماء البارزة التي أثرت في السينما التسجيلية، منهم المخرج الكبير علي الغزولي، والمؤلف والمخرج سمير عوف، والمصور السينمائي ماهر، والفنانة نبيهة لطفي، والمخرجة عطيات الأبنودي، وتهاني راشد، والمخرج والمنتج جان ماري تينو، والناقد السينمائي والمنتج فاروق عبد الخالق.

في مسابقة النجوم الجديدة، حصد فيلم «أربعة أيام» للمخرج إسماعيل جميعي جائزة أفضل فيلم، بينما حصل فيلم «ماما» للمخرجة سمر الفقي على جائزة لجنة التحكيم، وحظي فيلم «داجن» للمخرج يوسف إمام بتنويه خاص، وتعد هذه المسابقة منصة هامة لدعم المواهب الصاعدة في صناعة الأفلام المصرية، حيث تتيح لهم فرصة عرض أعمالهم واكتساب الدعم اللازم لمواصلة مشوارهم الفني.

ضمن فعاليات المهرجان، اختتم مهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة بحضور شخصيات بارزة في صناعة السينما مثل د. خالد عبد الجليل، ومحمد حفظي، وأحمد عامر، ومعتز عبد الوهاب، استعرض الملتقى 15 مشروعًا سينمائيًا مبتكرًا، حصل بعضها على جوائز قيمة مثل فيلم «بنات الجزيرة الخضراء» للمخرجة روجينا طارق، الذي فاز بجائزة مونتاج «Plateau 84».

كما نال فيلم «بيت في مكان ما» للمخرجة رانيا زاهر نفس الجائزة، وفاز فيلم «آخر أيام الربيع» للمخرج محمد ربيع حسن بجائزة للاستشارة في الكتابة من شركة سرد، إلى جانب جائزة أخرى لفيلم «هاجي» للمخرج خالد فارس.

أما فيلم «حكاية الكهف» للمخرجة ناهد نصر، فقد حصد عدة جوائز، منها جائزة بقيمة 50 ألف جنيه من شركة نظرة، وأخرى بقيمة مماثلة من شركة سرد، كما فاز فيلم «حكايات الحب أربعة» للمخرج ماجد عطا بجائزة من شركة فيلم كلينك.

ويختتم المهرجان الليلة بالإعلان عن جوائز المسابقة الرسمية في حضور وزير الثقافة والمخرج خالد جلال، ليسدل الستار على هذه الدورة الإبداعية التي نجحت في تسليط الضوء على السينما التسجيلية وصناعها.

 

####

 

«فلسفة العمارة وعلاقتها بالسينما».. ندوة بمهرجان الإسماعيلية

محمد طه

نظم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ26 المستمرة حتى 11 فبراير الجاري ندوة بعنوان "فلسفة العمارة وعلاقتها بالسينما"، حاضر فيها الدكتور محمد فريد المدرس المساعد بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين والمخرج أشرف فايق.

استهل الدكتور محمد فريد حديثه بتناول العلاقة بين العمارة والسينما من خلال ثلاثة محاور رئيسية وهي تأثير العمارة والعمران في السينما وأهمية العمارة والعمران في السينما ودور العمارة والعمران في السينما موضحًا أن العمارة والعمران لعبا دورًا محوريًا في سرد القصص وتصوير الواقع والتعبير عن التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها مصر عبر التاريخ مشيرًا إلى أن هذا التأثير يظهر من خلال ثلاثة جوانب وهي تجسيد الهوية المصرية وتصوير الواقع الاجتماعي والتعبير عن التحولات الثقافية

أوضح أن العمارة شاهد على التاريخ منذ العصر الفرعوني حتى العصر الحديث وتعكس التحولات السياسية والاجتماعية كما تجسد المدن المصرية في السينما مثل القاهرة الصاخبة والإسكندرية الساحرة وتعبر عن أنماط الحياة والتغيرات المجتمعية كما تؤثر في إبراز التغيرات الثقافية التي طرأت على المجتمع وأشار إلى عدد من الأفلام التي جسدت تأثير العمارة في السينما مثل "عمارة يعقوبيان" و"حين ميسرة" إلى جانب أفلام استخدمت العمران كجزء من القصة ذاتها مثل "الهروب من الكاتراز" كما استشهد بأفلام أخرى تناولت أهمية العمارة والعمران في السينما منها "المدينة" و"بليد رانر" و"إميلي"

تحدث المخرج أشرف فايق عن علاقة العمارة بالسينما من خلال الديكور السينمائي موضحًا أن المخرج قد يلجأ إلى بناء ديكورات بديلة بدلًا من التصوير في أماكن حقيقية نظرًا لصعوبة الحصول على التصاريح أو ارتفاع تكلفة التصوير في بعض المواقع وأوضح أن هناك العديد من الحيل السينمائية التي تساعد المخرج على الاستغناء عن التصوير في المواقع الحقيقية دون التأثير على جودة المشهد مثل تصوير المشاهد الخارجية لمطار القاهرة مع استخدام المؤثرات الصوتية لمحاكاة أجواء لحظات الوصول أو الإقلاع أو بناء ديكورات بسيطة لمستشفى بدلًا من التصوير في مستشفى حقيقي مع الحفاظ على الأجواء المطلوبة لضمان تفاعل الجمهور مع المشهد

كما تطرق أشرف فايق إلى أهمية التصوير السينمائي مؤكدًا على ضرورة أن يكون المخرج ملمًا بكل تفاصيل العملية التصويرية بما في ذلك أنواع العدسات والإضاءة والتقنيات المستخدمة لضمان تحقيق رؤيته الإخراجية بالشكل الأمثل.

 

####

 

رحلة بحرية بقناة السويس لضيوف مهرجان الإسماعيلية

محمد طه

نظّمت إدارة مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ26، صباح اليوم الإثنين، رحلة بحرية لضيوف المهرجان بقناة السويس، تحت رعاية الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.

أعرب ضيوف المهرجان، وأعضاء لجان التحكيم، والمشاركون من الضيوف الأجانب عن سعادتهم بهذه الزيارة، التي شملت رحلة بحرية إلى بحيرة التمساح وقناة السويس وقناة السويس الجديدة، حيث قدّم المسؤولون شرحًا وافيًا عن تاريخ القناة وتضحيات الجنود المصريين البواسل.

كانت إدارة المهرجان، الذي ينظمه المركز القومي للسينما، قد أعلنت أن برنامج هذه الدورة يتضمن عرض 51 فيلمًا في المسابقات الرسمية الثلاث، موزعة على 10 أفلام تسجيلية طويلة، و24 فيلمًا في فئة الأفلام التسجيلية القصيرة وأفلام التحريك، إضافة إلى 17 فيلمًا ضمن مسابقة "النجوم الجديدة". كما يعرض المهرجان 35 فيلمًا خارج المنافسات تحت شعاري "عين على التاريخ" و"نظرة على السينما العالمية".

يترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة المخرج الكاميروني جان ماري تينو، بينما تترأس لجنة الأفلام التسجيلية القصيرة وأفلام التحريك الناقدة الفرنسية سولونج بوليه، في حين تتولى الباحثة التونسية إنصاف وهيبة رئاسة لجنة تحكيم مسابقة "النجوم الجديدة".

جدير بالذكر أن مهرجان الإسماعيلية، الذي انطلقت أولى دوراته عام 1991، يُعد من أوائل المهرجانات العربية المتخصصة في الأفلام الوثائقية والقصيرة، مما يجعله منصة أساسية للاحتفاء بالإبداع السينمائي الوثائقي، والبحث عن الأصوات الجديدة في هذا المجال.

 

####

 

مهرجان الإسماعيلية يكرّم الفائزين في ورشة «ذاكرة المكان» للكتابة

محمد طه

شهدت الدورة الـ26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذي يُقام تحت رئاسة المخرجة هالة جلال، تكريم الفائزين في ورشة ذاكرة المكان،والتي انقسمت لتدريبين الأول بمحافظة القاهرة حول صناعة الأفلام، والتدريب الثاني لأبناء محافظات القناة استهدف تنمية مهارات الكتابة الإبداعية وصناعة الأفلام القصيرة لدى الشباب.

وخلال الحفل الختامي للورشة، تم إعلان الفائزين في مسابقة الكتابة، التي خُصصت لإقليم القناة، حيث جاءت النتائج على النحو التالي: "محمد عوض غريب عن قصته "متى يغادر القطار"، محمد زين عن قصته "الكرنفال"، أحمد عايد عن قصته "موت هزيل"، معتز دهشان عن قصته "الفنار"، أميرة الحلو عن قصته "الفنجان الأخير"، أحمد يوسف عن قصته "قهوة المثلث"، هدير عبد الهادي عن قصته "خريطة أوجيني".

وأعرب المشاركون عن سعادتهم بالفرصة التي أتاحتها لهم الورشة، مؤكدين أنها ساهمت في تطوير مهاراتهم السردية والقدرة على التعبير عن قضايا المجتمع من خلال الكتابة الإبداعية.

أما في مسابقة أفلام ورشة ذاكرة المكان، والتي أُقيمت في القاهرة، فقد شهدت تنافسًا قويًا بين عدد من الأعمال المتميزة، حيث حصدت الأفلام الفائزة المراكز الثلاثة الأولى على النحو التالي المركز الأول: فيلم "رميم"، والمركز الثاني: فيلم "مازالت هناك"، والمركز الثالث: فيلم "حكاوي راديو".

وشهد الحفل تكريم الفائزين من قبل إدارة المهرجان، التي أكدت على أهمية دعم المواهب الشابة في مجالي الكتابة وصناعة الأفلام.

 كما أشادت رئيسة المهرجان هالة جلال بالمستوى الإبداعي المتميز الذي قدمه المشاركون، مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات تساهم في إثراء المشهد الثقافي والفني المصري.

يُذكر أن مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة يُعد أحد أعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة، حيث يهدف إلى تسليط الضوء على الأفلام المستقلة وإبراز القضايا الإنسانية والاجتماعية من خلال الفن السينمائي.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

10.02.2025

 
 
 
 
 

بعد نجاح عرضه الافتتاحي..

مهرجان الإسماعيلية يعيد عرض فيلم «ثريا» اليوم

كتب: سعيد خالد

تتواصل فعاليات مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ26، برئاسة المخرجة هالة جلال، بعرض فيلم «ثريا»، الليلة 7:30 مساءً، بحضور مخرج الفيلم أحمد بدر كرم، في قصر ثقافة الإسماعيلية.
وكان الفيلم قد عُرض للمرة الأولى خلال حفل افتتاح المهرجان في عرضه العالمي الأول، حيث حظي بتفاعل كبير من الجمهور والنقاد، نظرًا لموضوعه الإنساني العميق، وطريقة سرده السينمائية التي تمزج بين الواقعية والرمزية.
تدور أحداث فيلم «ثريا» حول فتاة شابة تعيش في قرية نائية، تواجه أزمة معقدة عندما يُصاب شقيقها بمرض نادر، مما يدفعها للبحث عن حلول بديلة لعلاجه، لكن الأوضاع في قريتها تصبح أكثر خطورة بسبب نشاط عصابة تقوم باختطاف الفتيات، مما يضعها في مواجهة صعبة بين محاولاتها لإنقاذ شقيقها وكشف جرائم العصابة، ومع تصاعد الأحداث، تتطور شخصية ثريا، لتصبح رمزًا للمقاومة والشجاعة في وجه الظلم والخوف.

الفيلم من إخراج أحمد بدر كرم، وهو مخرج مصري نشأ في محافظة أسيوط، حيث شكلت بيئته الصعيدية الغنية بالتراث والواقعية السحرية مصدر إلهام لأعماله، بعد دراسته الإعلام في كلية الآداب، انتقل إلى القاهرة لمتابعة دراسته السينمائية في المعهد العالي للسينما، حيث تأثر بمخرجين كبار مثل داوود عبدالسيد، أندريه كونشالوفسكي، وألكسندر سوكوروف.

تختتم فعاليات الدورة الـ 26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، غدًا الثلاثاء، ويعتبر أحد أهم المهرجانات السينمائية في المنطقة، حيث انطلقت أولى دوراته عام 1991 تحت إشراف المركز القومي للسينما.

 

####

 

مهرجان الإسماعيلية يناقش صناع «الأفلام الذاتية التسجيلية والوثائقية»

كتب: سعيد خالدمي الكناني

تتواصل فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، لليوم الخامس، بعقد ندوة تحت عنوان «الأفلام الذاتية التسجيلية والوثائقية»،في قصر ثقافة الإسماعيلية،أدارها الناقد زين خيري، بحضور المخرجين مريان خوري، عمرو بيومي، دينا محمد حمزة، نادية كامل.

بداية تحدثت المخرجة والمنتجة مريان خوري عن تجربتها في الأفلام الذاتية، مشيرة إلى أن أول فيلم ذاتي لها، كان تحت عنوان زمن لارا، عُرض لأول مرة في مهرجان الإسماعيلية، ونال إعجاب المخرج يسري نصر الله.

قائلة إن الفيلم تناول حياة سيدة إيطالية-مصرية كانت تدرّس الباليه في سنّ التسعين، ووجدت مريان أنها تشبهها في جوانب عديدة، بعد ذلك، قدمت أفلامًا أخرى مثل عاشقات السينما وظلال، الذي وثّقت فيه تجربتها داخل مستشفى للأمراض العقلية.

وعن فيلمها احكي لي، قالت خوري: «الفيلم يتناول قصص ثلاث نساء من عائلتي، من جدتي إلى ابنتي، عندما عُرض في مهرجان القاهرة، كان الجمهور يظن أنه يكشف فضائح يوسف شاهين، مما أثار فضولهم، لكنهم اكتشفوا لاحقًا أنه فيلم شخصي يتناول العائلة، يوسف شاهين ظهر في الفيلم، وكان وجوده جاذبًا، لكن الجمهور أدرك في النهاية أنه كان بمثابة مرآة للمشاهدين».

أما المخرجة والمؤلفة دينا محمد حمزة، ابنة الشاعر الراحل محمد حمزة، فكشفت أن فيلمها جاي الزمان كان طوق نجاة لها من العزلة والانتحار بعد وفاة والدها، إذ عانت من حالة غضب تجاه الموت، خصوصًا بعد رحيل والدتها قبله. قررت توثيق الأماكن التي كان يرتادها والدها، مثل الإذاعة والمستشفى، مؤكدة أن «الأفلام الذاتية تمثل علاجًا نفسيًا لأصحابها،، خاصة تلك التي تتناول الأب والأم، لأنها تتيح مشاركة الجمهور في تجربة الفقد».

وأضافت: «كان هدفي أيضًا تسليط الضوء على الشعراء، الذين يعدّون رموزًا خفية لم يُنصفهم التاريخ الفني كما أُنصف الممثلون».

من جانبه، تحدث المخرج عمرو بيومي عن تجربته في فيلم رمسيس راح فين، الذي يتناول مسيرة نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى المتحف المصري الكبير، قائلًا إنه يوثق لصورة الرؤساء والملوك في الذاكرة الجمعية المصرية، وكيف جسّدتهم الشعوب في صورة الأب القائد الذي يؤدي واجبه تجاههم.
فيما استعرضت المخرجة نادية كامل تجربتها مع فيلم سلطة بلدي، الذي يتناول قضية التعصب الديني والقومي في مصر خلال القرن الحادي والعشرين، وتأثير «صدام الحضارات» على المجتمع.

وأوضحت أن الفيلم يعرض قصص زواج مختلط عبر 100 عام داخل عائلتها، مؤكدة أن «السينما الذاتية، سواء التسجيلية أو الروائية، تمنح المبدع حرية التعبير عن ذاته دون قيود أو إذن من أحد، لكنها في الوقت نفسه مغامرة تتطلب شجاعة لمواجهة التحديات حتى النهاية».

أما المخرج بسام مرتضى، فتحدث عن فيلمه أبوزعبل 89، الذي يوثق رحلة ابن مع والدته إلى سجن أبوزعبل عام 1989 لزيارة والده المسجون، موضحًا أن الفيلم، الذي يمتد لـ83 دقيقة، يستعيد ذكريات تلك الرحلة من منظور الابن نفسه، قائلًا: «حرصت على تقديم شخصيات قريبة لي بمنظور مختلف، لأن السينما الذاتية ترتبط بالصدق، تأثرت بالسينما التسجيلية، التي أراها سينما حكيمة، وأردت تقديم فيلم مرهق ومربك عاطفيًا، لكنه في الوقت نفسه صادق وعميق».

 

المصري اليوم في

10.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004