أفضل أفلام 2023: من "باربي" إلى "قتلة زهرة القمر"
امتعاض ليوناردو دي كابريو. معاناة مارغوت روبي من 3 أزمات
وجودية على الأقل، لكن أي فيلم منها هو الأفضل؟
كلاريس لوفري
مراسلة ثقافية @clarisselou
حين يتعلق الأمر بالسينما، يعد عام 2023 عام النقائض. "باربنهايمر".
إضرابات القطاع. المشاريع الملغاة. حشد الجماهير. الرقابة السياسية. تنطوي
تمضية العام في الكتابة عن القطاع وفنه على التذبذب بين الأمل واليأس، بين
الإيمان بأن السينما ستزدهر مرة أخرى، والاضطرار إلى مشاهدتها وهي تقاتل
بشراسة من أجل بقائها.
مع ذلك، ثمة 15 فيلماً أظهرت العاطفة والرؤية والشجاعة
الإبداعية. لقد بيَّنت أننا، بغض النظر عما يخبئه المستقبل، نستطيع على
الأقل التأكد من أن الفن العظيم سيسود دائماً.
هنا، بناء على تواريخ الإصدار في المملكة المتحدة، قائمة
بأفضل أفلام العام الماضي هذا.
15. "رياليتي"
Reality
يتجذر العمل الأول للكاتبة المسرحية تينا ساتر في مضمار
الأفلام الروائية الطويلة في الرعب المطلق والبسيط، ويصبح العمل ملحاً من
خلال قربه من الحقيقة. يعد "رياليتي"، على غرار النسخة السينمائية من
مسرحية "هل هذه غرفة؟"
Is
This A Room؟
التي عرضتها ساتر على المسرح عام 2019، اقتباساً حرفياً للمقابلة التي
أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) مع رياليتي لاي وينر، إحدى
قُدامى المحاربين في سلاح الجو الأميركي والمترجمة المتعاقدة مع وكالة
الأمن القومي، في الثالث من يونيو (حزيران) 2017. اتهمت وينر بتسريب تقرير
استخباري حول المحاولة الروسية لقرصنة قوائم الناخبين خلال انتخابات عام
2016، وحكم عليها وفق قانون التجسس الصادر عام 1917، لكن هذه الأفعال لا
تمت بصلة إلى ما قد تقدم عليه جاسوسة حسنة التدريب، بل إلى امرأة عادية
حولتها إنسانيتها بحسب القانون إلى مجرمة.
نشاهد وينر (سيدني سويني، بطلة مسلسل "إيفوريا" أو "نشوة")
تثير ضجة حول حيواناتها الأليفة أثناء اقتحام منزلها من قبل جيش من الرجال
الذين يتحدثون بهمهمات خفيضة وغير رسمية. تعتذر عن الفوضى التي تسببت بها
وتحاول العثور على مكان خاص حيث يمكنها التحدث إلى الرجلين المسؤولين،
غاريك (جوش هاميلتون) وتايلور (مارشانت ديفيس). يتحدثون بأدب بشكل آلي،
فيما نبدأ، نحن الجمهور، في فهم الإنكار العميق الذي يدور هنا. لا أحد يقول
ذلك في هذه النصوص المنتزعة من الواقع، لكن في نهاية المطاف، ستقبع هذه
المرأة في السجن.
اقرأوا المقابلة التي أجريناها مع المخرجة تينا ساتر
14. "كيفية ممارسة الجنس"
How to Have Sex
العمل الأول لمولي مانينغ ووكر عبارة عن مفاجأة، وهو قصة من
نصفين. تحضر تارا (ميا ماكينا-بروس) إلى ماليا بجزيرة كريت مع صديقتيها
سكاي (لارا بيك) وإيم (اينفا لويس)، ومع إصرار عنيد على خسارة بكارتها. هي
تبلغ من العمر 16 سنة، وتحاول أن تتفادى سنوات الرشد المقبلة بسرعة، وتفضل
أن تثمل حتى يغمى عليها بدلاً من أن تقرأ محتوى المغلف الذي يضم نتائجها في
الثانوية العامة.
في البداية، تكون دورة الشرب، الشرب، الشرب، التقيؤ، النوم،
الشرب، الشرب، الشرب مستنزفة لكن جذابة، ثم تقلب ووكر جو جمهورها وحياة
تارا نفسها معاً، إذ يزحف الجانب البشع والاستغلالي للمنتجع من الظلال.
يبدو الأمر وكأننا بلغنا آخر الليل، وأشعل شخص ما، أخيراً، الأضواء فوق
حلبة الرقص. ويعتبر فيلم "كيفية ممارسة الجنس" اقتباساً حراً من أعمال
السيرة الذاتية من امرأة تقوم بإخراج أول أعمالها، ويبدو الفيلم أكثر ذكاء
وأكثر تعاطفاً بحيث ينظر إلى عالم الجنس ولا يوافق إلا على ما يمثل الصدق
الصريح.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية، والمقابلة التي أجريناها مع
البطلة ميا ماكينا-بروس
13. "الفجوة العمرية"
May December
فيلم "الفجوة العمرية" هو بكل المواصفات من أعمال المستفز
تود هاينز، الفنان الذي حول ذات يوم معاناة كارين كاربنتر مع فقدان الشهية
والشره المرضي باستخدام دمى "باربي" إلى فيلم قصير بعنوان "النجمة: قصة
كارين كاربنتر"Superstar:
The Karen Carpenter Story.
هو مبني في شكل فضفاض (جداً) على قصة ماري كاي ليتورنو، وهي مدرسة أميركية
سجنت عام 1997 بتهمة الانتهاك الجنسي لطفل يبلغ من العمر 12 سنة. وهي أنجبت
ابنة من الصبي، وتزوجته لاحقاً، لكن هاينز، في البداية، يظلل فيلمه
بالطريقة نفسها التي اتبعتها وسائل الإعلام – كإثارة تابلويدية.
تحضر ممثلة (ناتالي بورتمان) عند عتبة باب غرايسي (جوليان
مور)، نظيرة لـليتورنو في الفيلم. ستؤدي الأولى شخصية الثانية في فيلم قيد
الإعداد وتحرص على أن تعكس سلوكياتها كلها، من عسر النطق إلى الطريقة
المتعمدة التي تميل بها رأسها، مثل أميرة شغوفة. يمثل "الفجوة العمرية"
فرصة لاثنتين من نجمات هوليوود الأكثر تقديراً لخوض حرب سرية، محصورة في
شكل شبه كامل في جمل غير مكتملة وحواجب مرتعشة، لكن من ثم يستقطب جو (شارلز
ميلتون)، ضحية غرايسي وزوجها، التركيز. وتكاد الحسرة الناجمة عن أداء
ميلتون – وتواطؤنا في الميلودراما التي سبقته– أن يكونا أكثر من قدرتنا على
التحمل.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية، والمقابلة التي أجريناها مع
المخرج تود هاينز
12. "بريسيلا"
Priscilla
ربما أحبطت نسخة صوفيا كوبولا من فيلم "حورية البحر
الصغيرة" من قبل القوى السائدة (المقصود مسؤولو الأستوديوهات المفتقرون إلى
الخيال)، ومع ذلك وجدت المخرجة نمطها الخفي والتخريبي من الانتقام في فيلم
"بريسيلا".
الفيلم هو القصة الخيالية الخاصة به، النسخة المأسوية من "الجميلة النائمة"
حيث تستيقظ الأميرة من نومها الأبدي لتجد فقط أن أميرها هو من سحرها في
البداية، لكن الأمير هنا هو أيقونة أميركا الحديثة، إلفيس بريسلي. يؤدي
فيلم كوبولا أيضاً دور رفيق غير متوقع لفيلم "إلفيس" الصادر العام الماضي،
حيث جاء باز لورمان ونجمه أوستن باتلر بإرث المغني إلى واقع مسرع كثيراً
ومرصع صناعياً.
لكن إذا جسد باتلر، بحاجبيه اللامعين بالعرق، إلفيس رجل
الاستعراض، ينظر جاكوب إيلوردي، في فيلم كوبولا، وراء الستارة ليجد رجلاً
بائساً، عصبياً وغير مستقر، يتوق إلى شريك في بؤسه. من خلال العمل على
مذكرات بريسيلا الخاصة، التي نشرت عام 1985، يجذب عمل كوبولا الهادئ لكن
المثير بريسيلا كما تجسدها كايلي سبيني إلى مملكة من الوعود الهامسة
والساعات الذهبية والسجاد الأبيض الأشعث. تصورها سبيني فتاة صغيرة عالقة في
أحلام اليقظة –لكنها في لحظاتها القليلة بعيداً من إلفيس، هي أشبه بامرأة
مختلفة تماماً.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية
11. "ممرات"
Passages
في حين أن فيلم سيلين سونغ "حيوات ماضية"
Past
Lives
من المرجح أن يبلغ عدداً غير قليل من قوائم أفضل أفلام العام، لم أستطع إلا
أن أجد نفسي منجذبة أكثر نحو النقيض الروحي لهذا الفيلم: فيلم "ممرات"
لآيرا ساكس، الذي يناقض نضج أبطال سونغ ووضوحهم بثلاثة عشاق يتجهون نحو
التدمير المؤكد في شكل متبادل. المخرج الألماني توماس (فرانز روغوفسكي) –
المدلل، الوقح، المثير للشفقة – متزوج من منتج المطبوعات مارتن (بن ويشاو).
خلال سهرة، يقيم توماس علاقة جنسية مع المدرسة الفرنسية أغات (أديل
إكزارتشوبولوس).
ويسارع إلى المنزل ليخبر مارتن –"لقد أقمت علاقة جنسية مع
امرأة. هل يمكنني أن أخبرك عنها؟"– وهكذا يشعل عاصفة نارية حسية، يبدو أنها
تضيء كل ما يحيط بعيني روغوفسكي الكبيرتين والبنيتين وابتسامته الشريرة. هو
هش إلى درجة أن المرء يتوق إلى تهدئته، لكنه متمكن جداً من القسوة الصريحة.
لا ينحاز ساكس إلى أي طرف هنا –بدلاً من ذلك تفكر كاميرته بحذر في مكمن
القوة، في الحياة وفي الجنس. هي عين خبير أنثروبولوجي تتناول أعظم حالات
الفوضى.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية، والمقابلة التي أجريناها مع
المخرج إيرا ساكس والنجم فرانز روغوفسكي
10. "تعفن في الشمس"
Rotting in the Sun
تصطدم العدمية (ربما؟) بأكبر معرض للأعضاء الذكرية على
الشاشة هذا العام في تصوير سيباستيان سيلفا القاسي للفن والشهرة والثروة.
يعرض المخرج التشيلياني نسخة عن نفسه، هو المدفوع إلى التفكير في الانتحار
بسبب النفور الذي يختبره في ركنه النرجسي المتميز للغاية من أركان ثقافة
المثليين. يبحث بهوس عن الفينوباربيتال، وهو مخدر له صلة بارتفاع مفاجئ في
الجرعات الزائدة المميتة، ويحاول إثبات أن حياته لا معنى لها لأنه لا يتذكر
الفيلم الأخير الذي أخرجه مارتن سكورسيزي.
يتميز العمل بالأداء والصدق في الوقت نفسه تماماً، فهو
محاكاة ساخرة للجلد الفني للذات الذي يتحول إلى أنماط غير متوقعة بمجرد
دخول مشاركين آخرين في الفيلم على الخط. أحدهما هو المؤثر جوردان فيرستمان،
وهو كاتب مشارك في مسلسل "حفلة البحث"
Search
Party
التلفزيوني، يشارك بصفته الشخصية مرة أخرى في شكل غير مقيد، تائقاً هنا إلى
التعاون مع سيلفا في برنامج واقعي يصفه بأنه يشبه مسلسل "كبح الحماسة"
Curb
Your Enthusiasm
"لكنه، حسناً، إيجابي". والآخر هو فيرو (كاتالينا سافيدرا)، عاملة التنظيف
لدى سيلفا، التي تنهي هذه القصة الجريئة لكن الحزينة في شكل غريب بمشهد
واحد هو حقاً نكسة.
اقرأوا المقابلة التي أجريناها مع النجم جوردان فيرستمان
9. "الابنة الأبدية"
The Eternal Daughter
ضرب فيلماً جوانا هوغ المزدوجان، "التذكار"
The
Souvenir
و"التذكار الجزء الثاني"
The
Souvenir Part II،
على وتر حساس لدى النقاد والمشاهدين، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى كيفية
تضمين غرورهما في مجال السيرة الذاتية لبعض الأسئلة الأكثر تعقيداً في
الأفلام: من هم الأشخاص المسموح لنا سرد قصصهم؟ وما الذي نأمل في تحقيقه من
خلال سردها؟ تكمن مواضيع كهذه أيضاً في قلب الجزء الثالث غير المتوقع
والمؤثر بعمق الذي أخرجته هوغ من الثلاثية، "الابنة الأبدية".
دور جولي، بديلة هوغ، في هذين الفيلمين الأولين أدته أونور
سوينتون بيرن، لكن جولي هنا في منتصف العمر، وتؤدي دورها والدة سوينتون
بيرن الحقيقية تيلدا
سوينتون.
أما دور والدة جولي، روزاليند، فتؤديه سوينتون أيضاً –ما يعني أن الممثلة
المتبدلة تعطى المتعة الكبيرة الخاصة بالتمثيل أمام نفسها. تأخذ جولي
روزاليند نهاية الأسبوع الذي يقع فيها عيد ميلادها إلى فندق ريفي في ويلز،
وهو مسكن خاص سابق حيث أمضت روزاليند جزءاً من طفولتها. تبدأ الأم في سرد
ذكريات بينما تسجل ابنتها، المخرجة، السرد على هاتفها. على عكس سابقيه،
يبدو أن "الابنة الأبدية" موجود في عالمه الخاص المسكون والغارق في الضباب
والظلال. كثيراً ما يعامل الأدب القوطي المنزل على أنه عالم من الذكريات
العالقة –هنا تستخدمه هوغ لاستكشاف حاجة الطفل الماسة إلى أن يفهمه أحد
الوالدين ويحبه.
8. "باربي"
Barbie
لم تفتقر هوليوود تماماً إلى الأفكار الجيدة هذا العام
–خذوا، مثلاً، "جون ويك: الفصل الرابع"
John
Wick: Chapter 4
أو "حراس المجرة الجزء الثالث"
Guardians of the Galaxy Vol 3
من استوديوهات "مارفل"، لكن ربما يتعين عليكم العودة إلى "ماكس المجنون:
طريق الغضب"
Mad
Max: Fury Road
للعثور على مثال أكثر متانة على تغلب الفن على الجانب التجاري مقارنة بفيلم
"باربي"
لغريتا غيرويغ. إنه فيلم عن لعبة، وهو أيضاً كوميديا تهريجية مبهجة تستحضر
العصر الذهبي لهوليوود، وهو أيضاً فحص صلب في شكل مدهش لتبدد الشخصية في ظل
الرأسمالية. بدا نجاحه في شباك التذاكر، إلى جانب ظاهرة "باربنهايمر"
بأكملها [الإطلاق المتزامن لفيلمي "باربي" و"أوبنهايمر"]، وكأنه بصيص أمل
قصير لكن مرحب به لهذا القطاع.
وهذه البراعة والتفاؤل هما ما يحركان فيلم غيرويغ وهو
يتراقص عبر تاريخ السينما – من "مظلات شيربورغ"
The
Umbrellas of Cherbourg
لجاك ديمي إلى "مغامرة بي-وي الكبيرة"
Pee-wee’s Big Adventure
– مع احتضان لنفاق الحياة الحديثة. تنتقل باربي، "باربي النمطية"، كما
تجسدها مارغوت روبي من عالمها البلاستيكي المثالي إلى عالمنا، فقط لتكتشف
أن عبارة "يمكن للمرأة أن تكون أي شيء" قد حرفت إلى "يجب أن تكون المرأة كل
شيء". أوه، وكين كما يجسده رايان غوسلينغ موجود أيضاً – وهو مضحك للغاية.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية
7. "مدينة الكويكب"
Asteroid City
لطالما كان تصوير ويس أندرسون النقي للضعف البشري مهووساً
بفكرة الخيال وأولئك الذين يعتمدون عليه –الكتاب والمخططون والرومانسيون
والموهومون في شكل مأسوي. ومع ذلك، يجد فيلمه الروائي الأخير، "مدينة
الكويكب"، أن ذلك الخيال مؤلف من طبقات كثيفة للغاية، مثل معجنات الميل فوي
[حلوى فرنسية تعرف أيضاً باسم نابليون]، إلى درجة أنه يمثل نوعاً من القمة
للمخرج. هو معادل أندرسون لكسر حاجز الصوت. يقدم مضيف (بريان كرانستون)
برنامجاً تلفزيونياً بالأبيض والأسود حول إنتاج مسرحية، تدور هي نفسها حول
محاولات الحكومة إخفاء دليل على وجود حياة خارج كوكب الأرض. نرى العرض
التلفزيوني والإنتاج المسرحي والقصة الخيالية كلها تدور في ألوان وأبعاد
مختلفة.
لكن عند مستوى أعمق من ذلك يكمن مزيد من الخيال. يستخدم
مصور حربي (جيسون شوارتزمان) صدمته كوسيلة لدرء واجبات الأبوة. تضفي ممثلة
(سكارليت جوهانسون) نزعة دكاكيرية (فتشية) على الإدمان والانتهاكات
والوفيات المفاجئة لأقرانها المشهورين، كسبيل سهل لملاحقة مزيد من العبقرية
غير المادية. يكافح ممثل آخر (شوارتزمان، مجدداً) لفهم معنى المسرحية ويقال
له، في المقابل، "لا يهم. استمر فقط في سرد القصة". يوفر "مدينة الكويكب"
ملاذاً للمرضى الروحيين والضالين.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية، والمقابلة التي أجريناها مع
المخرج ويس أندرسون
6. "بابل"
Babylon
تمزق نسخة داميان شازيل الفاسدة والاستفزازية لعصر هوليوود
الصامت سمعة المخرج التي أكسبه إياها فيلم "لا
لا لاند"
La La
Land
كحالم منفصل عن الواقع والاعتقاد الخطأ الشائع بأن الفيلم المبكر كان عملاً
غريباً أو مثالياً. ندخل هذا العالم من المخدرات والجنس وروث الأفيال من
خلال عيون اثنين من الطامحين المفترسين، نيلي لاروي (مارغوت روبي) والمساعد
السينمائي ماني توريس (دييغو كالفا)، وكل منهما دمج خيالي لرواد العصر
الحقيقيين.
تمثل روبي، هنا، نجمة صاعدة سبق وعضها أسد، وهي تصارع
ثعابين، وترقص مثل امرأة ممسوسة، وتغادر طاولة من المقبلات والطاولة تبدو
كمسرح لجريمة قتل. تقتحم عالم شازيل الذي ينبض بالحياة لكن نادراً ما يكون
غير أصيل، وتقتحم الموسيقى التصويرية من نوع الجاز التي تدفع إلى الرقص (من
تأليف جاستن هوروفيتز)، وتقتحم إطلالات ماري زوفرز وجايمي لي ماكنتوش وهيبا
ثوريسدوتير بأزيائهم الحسية. يشمل أداؤها كلاً من المجد والحسرة، إذ يبدأ
الفيلم من حولها في مواجهة كلفة الخلود –وما يتطلبه الأمر لتحقيق تلك
اللحظة المثالية على الشاشة، مثل الدمعة الوحيدة التي تتدحرج على خد نيلي
في أول أداء لها أمام الكاميرا.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية
5. "سان أومير"
Saint Omer
عام 2016، ألقت مخرجة الأفلام الوثائقية الفرنسية أليس ديوب
الضوء على محاكمة فابيان كابو، وهي امرأة سنغالية متهمة بقتل ابنتها
الرضيعة بأن تركتها على الشاطئ. يسمح لنا فيلم "سان أومير"، الذي يشكل
تحولها المذهل إلى الخيال، بفهم ما الذي هزها وفتنها بالضبط في شأن
التجربة. هو فيلم عن التعاطف والمجهولية، حول كيفية تمظهر تاريخ فرنسا
الاستعماري في عزلة حديثة. تنعكس محاكمة كابو في شكل منحرف ليس فقط من خلال
ذاتية ديوب كشاهدة، بل من خلال مأساة ميديا، الأميرة اليونانية التي قتلت
أمها، وازدريت باعتبارها "كارهة تماماً للآلهة... وللجنس البشري كله".
يحاول "سان أومير" تجريد الجريمة من "عدم إمكانية التفكير"
بها، مستمداً قوته من عقم ذلك الفعل. المتهمة هنا، لورانس كولي، تؤدي دورها
بتحفظ مذهل غوسلاجي مالاندا، التي تتجنب التعبير وبدلاً من ذلك تملأ الفراغ
بشغف عصي على الوصف ومكبوت. نمضي الفيلم كله تائقين إلى أن نراها تبكي، إلى
أن نراها تغضب، أن تنهار بطريقة تقدم أخيراً إجابات، لكن تلك اللحظة لا
تحل. بدلاً من ذلك، تصورها المصورة السينمائية كلير ماثون تضمحل إلى لا شيء
تقريباً، باستثناء النظرات القليلة القصيرة، لكن القوية التي تتشاركها مع
بديلة ديوب، راما (كايجي كاغامي).
4. "بيرل"
Pearl
في البداية، لم يكن "بيرل" سوى فكرة متممة، فيلم تسبق
أحداثه فيلم تاي وست الإباحي "إكس" (X)
الصادر في السبعينيات، كتب على عجل في غضون أسبوعين بالتعاون مع نجمته ميا
غوث، لكن الفن لديه طرق غريبة ليصنع حياة خاصة به. لا يتفوق "بيرل" على
سابقه بأشواط فحسب، بل يعمل في الواقع في شكل أفضل كصورة مأسوية قائمة
بذاتها لامرأة تدمرها حساسيتها تجاه العالم في النهاية. بيرل كما تجسدها
غوث وحش حديث للغاية، يمزج بين الحزن والرغبات العنيفة، وفاسد إلى درجة أنه
لا يعود قادراً على التمييز بين النقي والحقير.
هي شابة، تعيش في مزرعة عام 1918 وابنة مهاجرين ألمانيين
يعانيان من رهاب الأماكن المكشوفة، وتشهد سوء معاملة في المنزل وأرض عجائب
ملونة في أوهامها، لكنها تتعرض مراراً وتكراراً إلى الخيانة من قبل أولئك
الذين تثق بهم. عندما يلمح خبير وسيم في العروض السينمائية (سوبرمان المقبل
ديفيد كورنسويت) بيرل الحقيقية، ومشاعرها القبيحة كلها، يرتعد. ويترتب على
ذلك قتل وفوضى. تحتضن غوث كل ما هو مخيف ومثير للسخرية ومثير للشفقة في شأن
بيرل، وتسمح لتلك المشاعر بالوصول إلى ذروتها في مونولوغ ختامي يصبح لحظة
سلام موثوقة للممثلة. فلتحيا بيرل بحسناتها وسيئاتها.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية، والمقابلة التي أجريناها مع
المخرج تاي وست
3. الجمال وسفك الدماء كلاهما
All the Beauty and the Bloodshed
لا يكمنان الجمال وسفك الدماء في الفيلم الوثائقي للورا
بويتراس عن الفنانة نان غولدين فحسب، بل أيضاً الصمود والحزن والغبطة
والرغبة والحرية والغضب والفوضى – كل طبقة من كل عاطفة تشير إلى أنها كبيرة
ومشرقة مثل لوحة إعلانات في تايمز سكوير. هنا، كما هي الحال في حياة
الشخصية التي تتناولها، هناك قليل من الحدود بين الحياة والفن والسياسة.
تميزت طفولة غولدين التعيسة، التي قمع خلالها البؤس خلف واجهة حياة
الضواحي، بانتحار أختها. أدى هذا الألم إلى أعمالها، بما في ذلك فيلم
"أغنية الاعتماد الجنسي" الصادر عام 1985، الذي فهرس الجيب المحصن لكن
الضعيف للمثليين في لوير إيست سايد بنيويورك.
فجأة، يتعرض المجتمع إلى هجوم خلال أزمة الإيدز، إذ تذكر
بويتراس الأصدقاء الذين فقدتهم غولدين، مثل الفنان ديفيد فويناروفيتش.
ويقترن حزن غولدين بأزمة المواد الأفيونية، وإدمانها على عقار
"الأوكسي-كونتين". يقودها ذلك إلى درجات متحف المتروبوليتان، للاحتجاج على
التمويل الذي تلقته إمبراطورية "ساكلر" للمنتجات الصيدلانية. في مرحلة ما،
تشرح غولدين أنها أصبحت مصورة فوتوغرافية لأنها أمضت حياتها كلها تسمع أن
تجاربها الخاصة لم تكن حقيقية. والكاميرا هي طريقة صغيرة للحفاظ على
الحقيقة. يرصد فيلم بويتراس الوثائقي العاطفي الذي يجري بحثاً روحياً ما
يحدث عندما لا يعود الفن رغبة، بل وسيلة للبقاء.
اقرأوا المقابلة التي أجريناها مع المخرجة لورا بويتراس
2. "العودة إلى سيول"
Return to Seoul
قد تظل العودة إلى الوطن حجر الزاوية في السينما الوردية
والعاطفية، لكن محاولة دايفي تشو الشجاعة للتشكيك في تلك المثل العليا هي
التي تجعل "العودة إلى سيول" مساهمة عميقة في المشهد السينمائي لهذا العام.
فريدي (بارك جي-مين)، امرأة في منتصف العشرينيات من عمرها تبنتها عائلة
فرنسية فور ولادتها في كوريا الجنوبية، تصل إلى سيول للعثور على والديها
البيولوجيين، لكن عندما يتجاوب والدها (أوه كوانغ-روك)، يزداد شعورها
غموضاً وقتامة.
العاطفية كلمة ممنوعة هنا، إذ تطارد كاميرا تشو فريدي على
مدى ثماني سنوات، وهي تتنقل بلا هوادة بين الهويات –المرأة الساحرة ذات
الشفتين الحمراوين الدمويتين، وتاجر الأسلحة الفضولي، والمتجولة ذات
الجدائل المقطوعة. تسمح بارك، في أدائها الأول، لصلابة فريدي بتحمل ثقل
خيبة أمل العمر. إنها فاتنة وراقصة شموس وامرأة عازمة على إلحاق الألم
بالمدينة التي قد لا تشعر بأنها تستحقها أبداً. بالنسبة إلى أي شخص يعيش مع
علامة استفهام في رأسه، يمكن أن يتحول الشعور بالمجهول إلى سم.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية
1. "قتلة زهرة القمر"
Killers of the Flower Moon
تتلقى مجموعة مارتن سكورسيزي للروائع التي تدور حول
العصابات إضافة جديدة هنا، إذ يخرج المخرج إلى الضوء أحد أعظم شرور أميركا
المكبوتة. يقتبس "قتلة
زهرة القمر"
كتاب ديفيد غران غير الخيالي الصادر عام 2017 حول مذبحة السكان الأصليين من
شعب أوساج التي وقعت أوائل القرن الـ20. قتل العشرات من شعب أوساج بسبب
حقوق النفط التي جعلتهم أغنى شعب على صعيد حصة الفرد على وجه الأرض، وذلك
كله على أيدي متآمرين بيض صاهروهم. يركز فيلم سكورسيزي على إرنست بوركهارت
(ليوناردو دي كابريو)، الذي وصل إلى فيرفاكس بأوكلاهوما، وتزوج مولي كايل
(ليلي غلادستون) بناء على طلب خاله ويليام هيل (روبرت دي نيرو).
هنا، يدور سكورسيزي حول هواجسه القديمة، إذ يشرح في شكل
منهجي النواة المتعفنة لقلب الإنسان. ليس العمل أقل ثباتاً في تصويره
للعنف، وتضفي معاونته المخلصة، المحررة ثيلما شونمايكر، على الفيلم دفعة
مرعبة وكارثية، لكن من الواضح جداً أيضاً، جزئياً، أنه عمل مخرج في سنواته
المتقدمة، هو أكثر نكراناً للذات وتأملاً ذاتياً من ذي قبل.
ينتمي هذا الفيلم، بالقدر نفسه، إلى غلادستون كما ينتمي إلى
سكورسيزي، فهي تشكل مآسي الفيلم حول نظرة عينيها الثابتة لكن المحطمة. هو
ينتمي أيضاً إلى شعب أوساج، الذي ساعد في تشكيل سرده وعمل على نطاق واسع
لإنتاجه. ينظر سكورسيزي إليهم، ثم ينظر إلى نفسه – وفي خاتمة الفيلم
المذهلة، يحاول أن يحسب حساباً لقوة روايته للقصص وعبثها.
اقرأوا مراجعتنا الأصلية، والمقابلة التي أجريناها مع كاتب
"قتلة زهرة القمر" ديفيد غران
© The Independent |