فنانون يرثون حاتم علي: موهبة عالية وروح متواضعة
القاهرة/ مروة عبد الفضيل
فقد الوسط الفني العربي اليوم الثلاثاء المخرج السوري
القدير حاتم
عليّ إثر
أزمة قلبية، أصيب بها أثناء وجوده في أحد فنادق القاهرة عن عمر 58 عاماً.
وعبر الكثير من الفنانين عن صدمتهم لهذا الرحيل المفاجئ، ونعوه مستذكرين
موهبته العالية وروحه المتواضعة.
وقالت الفنانة رانيا
يوسف التي
شاركت الراحل في مسلسل "كأنه امبارح"، لـ "العربي الجديد" إن "الخبر وقع
على رأسي مثل الصاعقة وكأن عام 2020 يأبى أن يرحل دون أن يأخذ منا أعز
الناس".
وأضافت أن "الأستاذ حاتم كان شخصاً بسيطاً، ورغم شهرته
وموهبته إلا أنه كان متواضعاً، وكان لا يحب أبداً أجواء التوتر في
الاستوديو، فكان يبحث عن التركيز، وأن يخرج الفنان أقوى ما لديه بشكل غير
مصطنع".
الفنانة منّة
فضالي والتي
شاركت في مسلسله "الملك فاروق" الذي كان العمل الأول له في مصر قالت لـ
"العربي الجديد" إنها جسدت في المسلسل شخصية "الملكة فريدة"، موضحة أن
الشخصية لو كانت مع أي مخرج آخر لما خرجت بنفس القوة، حتى إنها فكرت في
اعتزال الفن بعد عرض المسلسل، إذ رأت أنه أقوى أدوارها، وكانت تريد أن يكون
آخر أعمالها بهذه القوة.
وقالت الفنانة شيرين رضا والتي شاركت حاتم عليّ في مسلسل
"حجر جهنم"، لـ "العربي الجديد"، إنها كانت تعشق كاميرا المخرج الراحل
القدير، مضيفة أنها كانت تتمنى أن تجمعها به أعمال أخرى، لكن القدر لم
يمهله لذلك.
ووفقاً لها فإن "مخرج محترم، وراقٍ ولسانه حلو، وهادئ، ولا
يثير أعصاب الفنان الذي أمامه مثل بعض المخرجين"، ووصفته بأنه "شغوف
بمتابعة كل التفاصيل بدقة، ومؤمن بالفنان الذي أمامه، ويمنح راحة نفسية في
الاستوديو، وهذا لمن لا يعلم من أهم عوامل نجاح أي عمل فني".
وكتب المخرج السوري هيثم
حقي على
فيسبوك "آه يا حاتم فطرت قلبي يا أخي وابني وصديقي وشريكي في الفن ممثلاً،
ومخرجاً، وكاتباً، وإنساناً، تليق بك الإنسانية. أي حزن يلف سوريتنا
المقهورة. ما زلت لا أصدق. آه يا حاتم بكّرت كثيراً أيها الحبيب ماذا أقول
للغوالي دلع وعمرو؟ أقول عزائي لكم ولنا وللسوريين على امتداد خارطة
الدنيا".
ولم تعلن أسرة المخرج الراحل حاتم عليّ أي تفاصيل فيما يخص
مراسم الجنازة أو العزاء، فيما أكد نقيب الممثلين أشرف زكي لـ"العربي
الجديد" أنه على تواصل مع الفنان السوري جمال سليمان الذي بدوره متواصل مع
أسرة المخرج في سورية، موضحاً أن المخرج سيدفن في سورية، لكن ليس لديه
تفاصيل أخرى حالياً.
الخبر لم يصب الجمهور والفنانين السوريين فحسب، بل
والمصريين أيضاً، إذ يعد عليّ واحداً من أكثر المخرجين العرب الذين كان لهم
تأثير كبير في الفن المصري، فقد قدم سلسلة أعمال حققت نجاحاً كبيراً، بدأها
من خلال مسلسل "الملك فاروق" الذي كتبته لميس جابر، وأدى شخصية الملك فاروق
الفنان السوري تيم الحسن، وذلك عام 2007.
ثم قدّم حاتم عليّ مسلسلات ناجحة عديدة مثل "تحت الأرض"،
"كأنه امبارح"، و"أهل الغرام"، و"حجر جهنم".
وكان آخر مسلسل تليفزيوني له "اهو ده اللي صار" الذي أنتج
عام 2019، بطولة روبي، ومحمد فراج، وسوسن بدر، وأحمد داوود، عن قصة
للسيناريست المصري عبد الرحيم كمال.
وكان من المفترض أن يخوض الراحل تجربة سينمائية في مصر
لتكون الأولى له بعيداً عن سورية، وذلك منذ عام 2011 من خلال فيلم "محمد
عليّ" الذي كان سيؤدي دوره الفنان يحيى الفخراني، ولكن المشروع توقف منذ
عدة سنوات.
ومن أشهر أعماله ثلاثية الأندلس "صقر قريش" و"ربيع قرطبة"
و"ملوك الطوائف" ومسلسل "الزير سالم" و"التغريبة الفلسطينية" الذي يعتبر
أهم مسلسل عربي تطرّق إلى القضية الفلسطينية منذ هزيمة عام 1948.
وفاز حاتم عليّ بالعديد من الجوائز عن مسلسلاته التاريخية
في مهرجان القاهرة للتلفزيون والإذاعة.
لم يبدأ حاتم حياته الفنية مخرجاً، بل بدأ في مجال الكتابة
المسرحية والنصوص الدرامية القصيرة، وخاض تجربة التمثيل التي بدأها في
مسلسل "دائرة النار" مع المخرج هيثم حقي.
ومثّل في أعمال بلغت 23 عملاً في السينما والتليفزيون مع
كبار المخرجين في سورية مثل محمد عزيزية وهيثم حقي ونجدة إسماعيل انزور
وبسام الملا، وغيرهم.
وللمخرج الراحل أيضاً تجارب في الكتابة التليفزيونية
والسينمائية والمسرحية، حيث ألف فيلم "آخر الليل" بمشاركة الكاتب عبد
المجيد حيدر، وكتب وأخرج الفيلم التليفزيوني "الحصان" وعلى النطاق
التليفزيوني كتب مسلسل "القلاع"، ومسرحياً كانت له تجارب عدة منها "مات
ثلاث مرات"، وو"البارحة اليوم وغداً" و"أهل الهوى".
لم يكتف عليّ بكل هذه المواهب التي تألق فيها، بل كانت له
تجارب إنتاجية أيضاً، إذ أنتج فيلم "علاقات شائكة" ومسلسل "طوق الياسمين"،
وفيلم "ميكي ماوس" وهذه التجارب تكللت بتأسيس شركة إنتاج أطلق عليها اسم
"صورة" عام 2007 وكان أول عمل ينتجه من خلال الشركة هو مسلسل "صراع على
الرمال".
على النطاق الشخصي، للفنان الراحل ولدان من زوجته الكاتبة
والممثلة السورية دلع الرحبي. |