مخرج فلسطيني: فيلم «الجنة الآن» فتح أعيون العالم على
السينما العربية
هاني أبو أسعد: كنت أعمل على مسلسل مع «نتفليكس» تم إلغائه
لأسباب سياسية
محمد عباس
-
تصوير داليا مصطفى
·
فيلمي القادم تم تصويره مشاهده بخاصية «اللقطة المستمرة
- one shot»
وبالكاميرا المحمولة باليد
«handheld camera»
·
دراستي للهندسة أفادتني بعملي في السينما
·
مخرج فلسطيني: تعجبت أن فيلم «ثرثرة فوق النيل» لم يترشح
للأوسكار وترشح لها فيلم أسباني مستنسخ منه
حاور المخرج مروان حامد، المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد،
تحت عنوان «من تحسس الخطى إلى النجاح الدولي: هاني أبو أسعد يتحدث عن
مسيرته السينمائية مع المخرج المصري مروان حامد»، عن طريق مكالمة فيديو،
وذلك ضمن فعاليات النسخة الثالثة لأيام القاهرة لصناعة السينما بمهرجان
القاهرة السينمائي.
وقال هاني أبو أسعد خلال حواره، إنه درس هندسة الميكانيكا
بهولندا، ومارس مهنة الهندسة لمدة عامين قبل أن يتجه إلى السينما ويعمل
كمساعد مخرج مع رشيد المشراوي، إلى أن قرر عام 1992 بالمال الذي جمعه أثناء
عمله كمساعد مخرج أن يصنع فيلم روائي طويل وقام بتصويره في هولندا، ثم عاد
إلى فلسطين بعد الإنتفاضة الثانية، وعمل 4 أفلام كان أولها «زواج رنا»،
وأخرهم «الجنة الآن»، الذي يعد قفزة إلى العالمية.
وأشار إلى أن دراسته أفادته كثيرًا بمشواره السينمائي، حيث
قال: «المهندس يحتاج إلى خيال واسع ولكنه محدد بالحسابات والأرقام، أيضا
الفن يحتاج إلى خيال واسع غير محدد بحسابات وأرقام ولكن له قواعد، مثلا
النكتة التي تضحك بمصر قد لا تضحك بأي بلد أخر اليابان على سبيل المثال».
ولفت «أبو أسعد»، إلى أنه شديد التأثر بالسينما المصرية،
لأن في بداية طفولته بدأ احتلال العدو لجزيرة سيناء، فزاد التواصل بين
فلسطين ومصر لأنهما يواجهان نفس العدو، والمحتل دائمًا ما يحاول أن يغلق
نافذتك على العالم، فكانت الوسيلة الوحيدة التي يتواصل بها جيلي مع العالم
الخارجي هي السينما، وفي الجيل الذي قبلنا كانت الرواية، وفي طفولتي كنت
أظن أن العالم العربي هو السينما المصرية، وكنت شديد التأثر بفيلم «أبي فوق
الشجرة»، لأنني كنت أظن أننا ليس لنا هوية، وتعلقت بهذا الفيلم عندما رأيت
من خلاله الحياة بالإسكندرية، وقد تربيت على أفلام حسين كمال، ويوسف شاهين،
وكمال الشيخ، وهنري بركات، ومن الجيل الجديد خيري بشارة، ومحمد خان، ويوسف
نصر الله، وعندما بدأت أعمل في السينما كنت حريص على مشاهد الأفلام المعاصر
لي كأفلام شريف عرفة، وطارق العريان، ومروان حامد، ومحمد دياب، ومحمد أمين.
وأوضح «أبو أسعد»، أنه لم يكن متخيل أن يحصل فيلمه «الجنة
الآن» على جائزة «الجولدن جلوب»، لأنه كان يظن أن الذي سيفوز هو فيلم تونسي
كان يتحدث عنه الجميع حينها، إلى جانب أنه لم يكن هناك دعم من دولته، وذلك
لما تمر به بظروف، فكان هناك هو والمنتج فقط ولم يكن يعرفهم أحد ولا أحد
يحدثهم، فكانوا يشعرون أنهم «كومبارس» بالمسابقة.
وأشار إلى أن فيلم «الجنة الآن» جعل هناك استعداد من العالم
الغربي لسامع الصوت العربي ومشاهدم الفن العربي، لأن في نظري أن هناك أعمال
كانت تستحق أن ترشح للأوسكار ولكن الغرب لم يكن يعلم عنها شيء، على سبيل
المثال «ثرثرة فوق النيل» لحسين كمال، و«يوم مر ويوم حلو» لخيري بشارة،
وتعجبت أن فيلم «ثرثرة فوق النيل» لم يترشح للأوسكار والذي ترشح لها فيلم
أسباني مستنسخ منه، وفهمت بعد ذلك أن هذا بسبب عداء الغرب للعالم العربي،
وبالأخص مصر التي تمثل قلب العالم العربي، فكان هناك تجاهل للمخرج المصري
والعربي بقصد التهميش.
وقال «أبو أسعد»، إن هوليوود هي حلم كل مخرجين العالم،
ورغبتي في التواجد بها جعلتني أقدم على أشياء لم أكن أرغب بها، مثل إخراج
فيلم «المبعوث
- The Courier»،
لأني كنت أدرك من اللحظة الأولى أنه لن ينجح، لأنه كان مصتنع بالشخصيات
والأحداث وكل شيء، ولكني كنت أحتاج إلى المال وكان هناك اتفاقات مع أحد
شركات الإنتاج فقمت بصناعته، وتعلمت من هذا الأمر الاستمتاع بالرحلة والتي
من المؤكد ستحمل بعض الفشل وبعض النجاح.
وتابع «أبو أسعد»، أن فيلم «عمر» يعد بالنسبة له الاستفاقة
من فيلم «المبعوث»، وذلك بسبب الروح التي تولدت بداخله، وفيلم «الجنة الآن»
هو الذي ألهمني لكتابة فيلم «عمر»، وقد قمت بكتابة الخطوط الرئيسية له في 4
ساعات، لافتًا إلى أن المخرج الجيد كالبحار الجيد، يحاول توظيف الرياح التي
تواجهه في تقدمه.
وأوضح أنه أحب التعامل مع إدريس إلبا، وكيت وينسلت، وذلك
بسبب احترافيتهم الشديدة، وألتزامهم الكبير، وعدم وجود «هاجس النجم»
بداخلهم، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يدخل بصراعات مع الممثلين، ولكنها صراعات
حميدة تساعد الممثل على إخراج أفضل ما بداخله، وتبقى على العلاقة الجيدة
بين المخرج والممثل.
وقال إنه كان من المقرر أن يقدم مسلسل مع منصة «نتفليكس»
العالمية، ولكنه تم إلغاء المسلسل بعد كتابة السيناريو والتحضير إلى
التصوير، بسبب أن «نتفليكس» أوضحت له أنها لن تسطيع إنتاج المسلسل بسبب
الأمور السياسية التي يحملها، وفي نفس الوقت كانت زوجته تكتب فيلمًا عن
مشاكل النساء بالعالم العربي، فقرروا تصويره، مؤكدًا أنه تم تصويره
بـ«الكاميرا المحمولة باليد
- handheld camera»
و«لقطة واحدة
- one shot»،
وأنها أول مرة يقوم بالتصوير بهذه الطريقة.
وعن فيلم «أميرة» قال إنه منذ أن عرف فكرته تمنى أن يخرجه،
إلا أن محمد دياب قام بكتابته وإخراجه، معلقا: «سعدت كثيرا بالفيلم لأنني
أحببت أن يقدم شخص مصري فيلم يتحدث عن القضية الفلسطينية بهذا الصدق الذي
قدم، وذلك النجاح جاء بسبب أن كلنا في الوطن العربي تحت استعمار الدول
الغربية إلى الآن». |