·
أتمنى العمل فى منظومة غير مقيدة بـ«الروتين».. والقطاع
الخاص يدعم الدورة الـ41 بنحو 50 % من الميزانية
·
مهرجان الجونة أسرع من «القاهرة» فى اتخاذ القرارات
الإدارية والمالية.. و«توقيع شيك» قد ينهى كثيرًا من الأزمات
·
رحيل يوسف شريف رزق الله كان صادمًا.. وأحمد شوقى يسير على
نفس خطاه فى الإدارة الفنية
·
لست مستعدا للدفع بفيلم من إنتاجى للمشاركة بمسابقة
المهرجان.. ونظام لجان المشاهدة لم يعد ملائمًا للعصر الحالي
·
نخصص تنويهًا للراحلين بحفل الافتتاح وفى مقدمتهم عزت أبو
عوف وهيثم أحمد زكى
·
«نتفلكس»
لا تتقاضى أموالًا مقابل عرض «الأيرلندى» فى الافتتاح.. وأتوقع منافسة
«احكيلى» بقوة فى المسابقة الدولية
·
فخور وسعيد بتكريم تيرى جيليام وشريف عرفة ومنة شلبى..
وهناك مكرم رابع سيعلن عنه فى الوقت المناسب
«مصر
بلد بتقدر تساعد وتدعم السينما العربية، وهذا شىء يشرفنى أنا كسينمائى
مصرى»، بهذه الكلمات اختتم المنتج محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة
السينمائى الدورة 41 نوفمبر الماضى، ولكن يبدو أنها كانت الشعار الذى وضعه
نصب عينيه طوال عام كامل استعد فيه للدورة الحادية والأربعين من المهرجان
التى تنطلق الأربعاء المقبل، فسخر كل الإمكانيات لتقديم دورة زاخرة بالفن
تصب فى صالح الفن المصرى وصناعة السينما العربية بشكل عام.
«الشروق»
حاورت محمد حفظى رئيس مهرجان القاهرة، لمعرفة أهدافه من الدورة المرتقبة
للمهرجان؟ وما التغيير الذى طرأ على الدورة الجديدة؟ وطموحاته ورؤيته ومدى
ملاءمتها لميزانية المهرجان؟
فى حواره معنا أكد حفظى، أن الدورة الجديدة من مهرجان
القاهرة زاخرة بأفلام العرض الأول، وورش العمل، والندوات، مشيرا إلى أنه لا
يزال هناك صعوبات تواجه المهرجان فى مقدمتها المتعلقة بالميزانية، على
الرغم من استقطاب المهرجان لكثير من الرعاة فى الدورة الجديدة.
وفيما يلى نص الحوار:
·
هل أربكت وفاة يوسف شريف رزق الله حساباتك للمهرجان؟
ــ الأمر كان صدمة أكثر من كونه ارتباكا فى الحسابات؛ نظرا
لأن صحة المدير الفنى الراحل، كانت بدأت فى التحسن، ثم تعرض لوعكة مفاجئة
توفى على إثرها فى أثناء سفرى لأمريكا، وتم تكليف نائبه الناقد الشاب أحمد
شوقى بمهام الإدارة الفنية، مع احتفاظ «رزق الله» بمنصب المدير الفنى
تكريما له، والتغيير الكبير الذى حدث فى نظام البرمجة، كان بالاتفاق مع
الراحل يوسف شريف رزق الله.
·
لماذا وضع المهرجان ثقته فى أحمد شوقى للقيام بأعمال المدير
الفنى.. وهل كان على قدر التوقعات؟
ــ أحمد شوقى القائم بأعمال المدير الفنى للمهرجان، سبق أن
رشحته للجان المشاهدة منذ عام 2011، وأجده على قدر التغيير الجديد فى سياسة
المهرجان، ومما لا شك فيه أن احتكاكه بيوسف شريف رزق الله منذ سنوات قد مهد
الطريق لعمله الحالى، والحقيقة أنه سار على نفس النهج، وقدم برنامجا على
قدر التوقعات.
·
فريق «البرمجة» تغلب عليه حاليا سمة الشباب.. هل كان هذا
الأمر مقصودا منذ توليك المهمة؟
ــ هذه الدورة ليست الأولى لفريق البرمجة، وأجدهم يستحقون
الثقة، هم نقاد جيدون يتمتعون بذوق فنى راق.
·
هذه هى الدورة الثانية لكونك رئيسا للمهرجان.. فما المختلف
عن الدورة السابقة؟
ــ أشعر بأن المهرجان يكبر من حيث عدد الضيوف والفاعليات،
فالجدول مزدحم جدا واللقاءات المطروحة متعددة، ومساحة الورش وحلقات النقاش
زادت على الدورة السابقة، كذلك الأمر فيما يتعلق بمستوى الضيوف وعددهم غير
المسبوق.
·
هل النجاح المحقق على مستوى الضيوف يوازيه نجاح فى اختيار
الأفلام المعروضة؟
ــ نتطلع أن يشاهد جمهور مهرجان القاهرة أفضل أفلام فى
2019، ونسعى لاختيار الأفلام الكبيرة الحاصلة على جوائز فى مهرجانات دولية،
وبالطبع هذه الأفلام حولها منافسة فى عدة مهرجانات مصرية أو عالمية ولكننا
مهرجان دولى فئة «أ»، واستطعنا الحصول على عدد كبير من أفلام «العرض الأول»
فى الدورة الحالية.
·
إلى أى مدى تؤثر أفلام العرض الأول إيجابيا على المهرجان؟
ــ النقاد المهتمون بالصحافة الأجنبية يحرصون على حضور تلك
الأفلام، وكلما زادت نسبة أفلام العرض الأول زاد اهتمامهم وتغطيتهم
الإعلامية؛ وهو ما ينعكس بالإيجاب على المهرجان ككل.
نتطلع إلى تنفيذ منظومة كاملة، وألا نكون مهرجانا يعتمد على
البواقى، وهنا يكمن دور المبرمجين الذين يقيمون علاقات مع شركات التوزيع
العربية والعالمية من أجل الحصول على حقوق العرض الأول للفيلم، فضلا عن
درايتهم الكاملة بالأفلام المهمة منذ تحضيرها، وهذا ما نفعله العامين
الماضيين.
·
ما هو التغير فى آلية العمل هذه الدورة عما سبق؟
ــ طرق العمل التقليدية كانت تصلح للدورات السابقة، أما
الآن فلا.
ففى السابق كنا نخصص لجنة مشاهدة تستقبل الأعمال وتقيم مدى
ملاءمتها للعرض فى المهرجان، بينما الآن يجب أن نحترم ونبحث عن الأفلام
الجديرة بالعرض ونستقطبها، وهذا هو التغيير الحقيقى فى البرمجة الفنية.
كذلك الأمر فيما يتعلق بالصحافة والإعلام، نسعى الآن للوصول
إلى كل الناس، واستغلال السوشيال ميديا فى الدعاية.
·
ميزانية المهرجان زادت من 38 إلى 40 مليون جنيه.. كيف
استطعتم تحقيق هذا الرقم وهل كان كافيا لطموحات إدارة المهرجان؟
ــ الميزانية دائما أزمة، ومهما زادت سيقابلها زيادة فى
الطموح، ولكننا نسعى لتقليل الفجوة واستطعنا تحقيق ذلك فى العام الحالى
أكثر من الدورة السابقة، ولكن التكاليف تزيد كل عام، وأصحاب حقوق الأفلام
يحصلون على مقابل مادى؛ خاصة الأفلام التى لم تعرض من قبل، نفس الأمر فيما
يتعلق بالأفلام الفائزة بجوائز فى المهرجانات الكبرى؛ لأن الطلب عليها
يرتفع.
·
هل شبكة «نتفلكس» طلبت مقابل مادى لعرض «الأيرلندى» فى
الافتتاح؟
ــ إطلاقا، نتفلكس لا تتلقى مالا مقابل أفلامها، فهى شركة
كبيرة لها قيمتها، ويعتبرون المهرجان أداة لترويج فيلهم فى المنطقة
العربية، فهم لديهم نظرة بعيدة نوعا ما، عكس الموزعين العرب الذين يطلبون
مقابل مادى من المهرجان؛ لأنهم يقدمون أفلاما فنية لا تُعرض فى السينمات؛
فتصبح المهرجانات هى سبيلهم الوحيد للتسويق.
·
إلى أى مدى يتحمس الرعاة لاستثمار أموالهم مع مهرجان
القاهرة؟
ليس من السهل إقناعهم ولكن نجاح الدورة الماضية يسر الأمر
هذا العام نسبيا، فالراعى لا يشارك ماديا إلا إذا شعر بمردود قوى يدفعه،
وقليلون هم الذين يساهمون ماديا انطلاقا من مسئوليتهم الاجتماعية أو
الوطنية، والمساهم فى النهاية يتطلع لتسويق العلامة التجارية الخاصة به،
وإذا التمسوا اهتماما إعلاميا واجتماعيا بالمهرجان يتشجعون للمشاركة، ولكن
نستطيع أن نقول بأن القطاع الخاص ساهم فى الدورة 41 تقريبا بنسبة 50% من
الميزانية، ونتمنى أن تزيد النسبة فى الدورات المقبلة.
·
هل يتعمد مهرجان القاهرة تكريم مخرجين وأكاديميين بعيدا عن
النجومية اللامعة للممثلين أسوة بكان وفينيسيا؟
ــ كان وفينيسيا وغيرهما من المهرجانات لا تستطيع الاستغناء
عن وجود نجوم هوليود، فهؤلاء النجوم عنصر جذب إضافى للمهرجان سواء إعلاميا
أو تسويقيا.
ونحن أيضا نسعى لجذب النجوم لا فقط من أجل التصوير أو
التسويق، ولكن عن طريق عرض فيلم أو المشاركة فى حلقة نقاشية أو مؤتمر صحفى،
وهو ما يخلق شراكة حقيقية مع الفاعليات.
وللسجادة الحمراء نسعى أيضا لاجتذاب النجوم، فالعام الماضى
استطعنا الاتفاق مع «ريف فاينز»، والعام الحالى يوجد تكريم أجنبى ولكن لن
نعلن عنه الآن.
·
هل سيكرم المهرجان عزت أبوعوف وهيثم أحمد زكى؟
ــ نقدر تماما قيمة عزت أبو عوف ودوره المؤثر فى تاريخ
المهرجان، ونشعر بالحزن والتعاطف مع هيثم أحمد زكى، ولكننا نحدد التكريمات
قبل الدورية بشهور، ولن نستطيع إضافة تكريم جديد، ما نستطيع تقديمه هو
تنويه عنهما لا تكريم.
·
ما هى كواليس اختيار تيرى جيليام وشريف عرفه ومنه شلبى
للتكريم.. وهل حددتم الشخص الرابع الذى سيتم تكريمه؟
ــ فخور وسعيد جدا بالاختيارات وكان هناك توافقا حولها فور
اقتراحها، وتم تحديد المكرم الرابع بنسبة كبيرة، وسيتم الإعلان عنه فى
الوقت المناسب.
·
ما هو أهم فيلم من وجهة نظرك يقدمه المهرجان هذا العام؟
ــ أجد أفلام القسم الرسمى خارج المسابقة من أهم أفلام
2019، فهذا العام كان ثريا على مستوى السينما العربية والعالمية، أما فيما
يخص السينما المصرية فعانينا كثيرا حتى نجد فيلما يمثل مصر، وفشلنا فى
إيجاد فيلم روائى؛ ما يؤكد أن السينما المصرية هذا العام ليست بمستوى العام
الماضى.
·
هل كان هناك تفكير فى مشاركة فيلم «بعلم الوصول» أم أنك
استبعدته من البداية لأنك منتجه؟
ــ لست مستعدا أن أدفع بفيلم أشارك فى إنتاجه للمنافسة فى
أى من مسابقات المهرجان الرسمية.
·
إلى أى مدى فيلم «إحكيلى» يستطيع المنافسة فى المسابقة
الدولية مع 15 فيلما دوليا؟
ــ على الرغم من كونه فيلما وثائقيا، فإننى أتوقع منافسته
بقوة، فهو فيلم جيد جدا ومهم لكل المهتمين بالسينما، وأؤكد أن اختياره لم
يكن اضطراريا، كان من الممكن ألا نختار فيلما مصريا للمسابقة.
·
ما هى العوائق التى تصعب مهمة محمد حفظى فى تحقيق طموحاته
بمهرجان القاهرة؟
ــ دائما ما يوجد مشكلات ولكننا نحاول التعامل معها بل
والتغلب عليها، وكنت أتمنى أن أكون ضمن منظومة غير مقيدة بكثير من
الإجراءات والروتين ونظام الإدارة الحكومى؛ نظرا لوجود أمور تحتاج التحرك
الحر والسريع فى اتخاذ القرارات، على عكس مهرجان الجونة الذى أعتقد أن
«توقيع على شيك» قد يحل أزمات عديدة هناك، فهم أسرع منا فى الأمور المالية
والإدارية، هم لديهم حرية وسرعة واستقلالية أكثر؛ ونحن نسعى لتقديم مهرجان
أشبه بالقطاع الخاص.
·
ما الهدف من تخصيص جائرة لـ«أفضل فيلم عربى» وقدرها 15 ألف
دولار.. وهل مستوى الأفلام المشاركة تستحق جائزة بهذا القدر؟
ــ الأفلام العربية العام الحالى شرفت كل صناع السينما
العرب فى المهرجانات الدولية؛ لذلك قررنا الاهتمام بها وتكريمها ماديا كنوع
من أنواع التشجيع لجذب الأفلام وتطوير المسابقة.
هذا العام ظهرت أفلام سودانية وتونسية على مستوى جيد، وأنا
شريك فى الفيلم السودانى «ستموت فى العشرين»، والذى حصد جائزة مهرجان
الجونة، وللظروف الإنتاجية لم يشارك فى مهرجان القاهرة.
·
المهرجان وقع على اتفاقية 50 50 فى 2020.. ما الذى سيلتزم
به المهرجان فى دورته المقبلة؟
ــ نستهدف من اتفاقية «50 ــ 50»، تحقيق المساواة فى تمثيل
المرأة، ونسعى لتحقيقها فى 2020 لأن الفرص المتاحة للإنتاج تُمنح أكثر
للرجال، فالمعادلة ليست عادلة تماما، ولذلك قررنا ضم صوتنا لـ60 مهرجانا
عامليا ينادون بالمساواة بين الجنسين فى الفاعليات السينمائية.
·
متى ينتهى تعاقد محمد حفظى مع مهرجان القاهرة؟
ــ لم يطلب منى أى مسئول التجديد حتى الآن، ويمكن ألا أستمر
بعد هذه الدورة، والذى أتطلع إليه الآن هو نجاح الدورة المرتقبة ولا شىء
أكثر من ذلك.
·
هل أنت متفائل بالدورة 41؟
ــ سيتم تقييم الدورة بشكل كامل بعد نهايتها عن طريق الرأى
العام والصحافة والإعلام والإحصائيات ومبيعات التذاكر وردود الفعل الدولية،
وبشكل عام لدى إحساس جيد وأتمنى أن تكون الدورة الحالية أفضل من الماضية. |